بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله احبائي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه وقد انتهى بنا الحديث الى سورة الحاقة فما وجه مناسبة سورة الحاقة لسورة القلم يقول ابن الزبير رحمة الله تعالى عليه لما بنيت سورة القلم على تقريع مشركي قريش وسائر العرب وتوبيخهم وتنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن شنيع تقولهم وقبيح بهتهم عليه. وبين سبحانه وتعالى حسدهم وعداوتهم للمقام الشريف واضيف على كلام ابن الزبير ايضا ولما ختمت سورة القلم ببياني كيف استقبل المشركون كلام الله سبحانه وتعالى حينما قال عز وجل في ختام سورة القلم وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لم ما سمعوا الذكر اي القرآن ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين. بين الله سبحانه وتعالى في ختام سورة القلم هذا المشهد. مشهد كفار قريش هم يستقبلون ايات القرآن باستهزاء استخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم ويرمونه بالجنون جاءتهم او جاءت الاجابة للنبي صلى الله عليه وسلم في بداية سورة القلم فقال الله عز وجل له ما انت بنعمة ربك بمجنون هذه اجابة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. لكن آآ الاجابة الالهية لكفار قريش كانت في مطلع سورة الحق. اجابة هذا الاستهزاء وهذا العبث جاءت في مطلع سورة الحاقة فبعد ان ختمت سورة القلم وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم. لما سمعوا الذكر يقولون انه لمجنون. اتت سورة الحاقة في مطلعها الحاقة. ما الحاقة؟ وما ادراك ما الحاقة! كذب الثمود عاد بالقارعة. فاما ثمود فاهلكه بالطاغية. واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية. سخرها عليهم سبع وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية؟ وعيد شديد الهي لهؤلاء الكفرة الذين استقبلوا كتاب ربهم بالاستهزاء بالاستخفاف ورموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون وعدهم الله سبحانه وتعالى بالحاقة وهي يوم القيامة واوعدهم بعذاب شديد بعاد وثمود ثم استمرت سورة الحاقة تبين عظمة يوم القيامة والمشاهد العظيمة فيها وكيف يأتي الرب عز وجل لفصل الحساب وكيف ينقسم الناس الى سعداء هاؤم اقرأوا كتابي والى اشقياء ما اغنى عني ما لي هلك عني سلطاني خذوه فغلوه. ثم بعد ذلك الله سبحانه وتعالى يجيب باجابة اخرى لهذا الاستهزاء الذي وجهه كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ولتكذيبهم بكلام الله عز وجل فهم كانوا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم مجنون واحيانا يقولون شاعر واحيانا يقولون كاهن افتراض كثيرة وجوال النبي صلى الله عليه وسلم لما اتاهم بهذا الكتاب فالله سبحانه وتعالى اجاب في ختام سورة الحاقة فقال انه لقول رسول كريم هذا الكتاب الذي استازتم به وتقولون للنبي صلى الله عليه وسلم انه لمجنون. في سورة الحاقة يقول سبحانه انه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا ما منون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين. واعلموا ولو تقول علينا بعض الاقاويل لو ان محمدا صلى الله عليه وسلم. افترى علينا شيئا واحدا وحاشاه بابيه وامه. لكن الله سبحانه وتعالى من باب التوضيح والبيان. ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه وباليمين بالشدة ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من احد عنه حاجزين. وانه لتذكيرة. هذا الكتاب خذوه يا كفار قريش خذوه واستقبلوه به اياكم ان تستمروا على عنادكم وانه لتذكرة للمتقين. ويقول في اية واحد وخمسين وانه لحق اليقين. فهنا واضح علاج قضية القرآن مواجهة الافتراءات التي وجهها كفار قريش ومشركون في ذاك الزمان للقرآن. الله سبحانه وتعالى اعطاهم هذه الاجابات الواضحة. في ختام سورة الحاقة ثم تأتي سورة المعارج يقول ابن الزبير لما انطوت سورة الحاقة على اشد وعيد واعظمه اتبعت بجواب من استبطأ ذلك واستبعده. الان سورة الحاقة بماذا ابتدأت؟ الحاقة ما الحاقة؟ وما ادراك ما الحاقة؟ وعيد الكفار قريش بيوم القيامة ثم ذكر الله عز وجل وعيدهم الدنيوي. فكأن كفار قريش لما سمعوا هذه السورة الحاقة ملحاقة وما ادراك ما الحاقة. اصبحوا كعادتهم يستهزئون ويقولون متى هذا الوعد وان كنتم صادقين؟ متى تأتي هذه الحاقة التي ترعبنا بها يا محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيأتيهم الجوافي بداية سورة المعارج سأل سائل بعذاب واقع يسألون متى يقع العذاب ومتى تأتي الحاقة قل لهم للكافرين ليس لها دافع من الله ذي المعارج. تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. فاصبر صبر جميلا انهم يرونه بعيدا يستهزؤون يظنون الحق بعيدا. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. يوم تكون السماء او كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما. ثم ذكر المشاهد المرعبة الشديدة التي تكون في ذلك اليوم وكيف يفر الانسان منها اخيه وصاحبته وبنيه وفصيلته وعشيرته ويتبرأ من الجميع ويتمنى انه لو باع كل الارض وكل اهله ومعشره مقابل ان من عذاب الله ولن ينجوا ثم بعد ذلك تأتي سورة نوح سورة نوح فيها تسلية وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله عليه وسلم كمان مرة معنا في سورة القالب كان يستهزئ به كفار قريش ويقولون انه لمجنون ويواجهونه بالاذى والتضييق والاستهزاء والاستخفاف. وان يكادوا الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم ويقولون انه شاعر كما جاء في سورة الحاقة وكاهن. والله سبحانه وتعالى يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويجيب المشركين. آآ فهذا لعله كان سببا في حزن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الاقوال وهذه الاستخفاف الذي وجه به. فالله سبحانه وتعالى اعطى درسا للنبي صلى الله عليه وسلم وللدعاة من بعده في سورة في خضم هذه الاجابات وهذه الشبهات وهذه المنازعات بين اه اهل الايمان واهل الكفر واجابة كفار قريش عن استهزائهم واستخفافهم يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالصبر. فجاءت سورة نوح مناسبة في هذا المكان بالضبط. ليخبر الله سبحانه وتعالى نبيه باهمية الصبر في الدعوة اتي الى الله ومن اعظم امثلة الصبر نوح عليه السلام. الذي لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما الف سنة ثابتا على نهج الدعوة. مع ان استخفوا ولم يعظموا الله سبحانه وتعالى ونوح يقول لهم ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات الانطباق ويبين اصرار قوم نوح وعنادهم لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونصرا هذا المشهد مشهد الصراع بين الحق والباطل. وكيف ان الكفار يثبتون بعضهم البعض على الكفر؟ وكيف ان اهل الايمان يجب عليهم ان يستميتوا في دعوتهم من الله وان يثبتوا وان يصبروا حتى ينحل عقد المشركين. ثم يخبر سبحانه وتعالى نهاية قوم نوح مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا. فلم يجدونهم من دون الله اي انصار فيا محمد صلى الله عليه وسلم خذ من صبر نوح ربي اني دعوت قومي ليلا ونهارا. لاحظوا الاستمرار ربي اني دعوت قومي ليلا ونهارا. هذه رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وللدعاء عن اهمية الصبر والاستمرار والثبات على الرغم من ما يستهزئ المشركون ويرمونك به يا محمد صلى الله عليه وسلم ويستخفون بك عليك ان تصبر عليك ان تثبت. هذه هي طريق الدعوة التي ارادها الله سبحانه وتعالى لاهل الايمان ثم بعد ذلك تأتي سورة الجن. سورة الجن فيها رسالة اه لاكثر من شخص. هناك رسالة اولا لكفار قريش تقريع وزجر لهم وكأن سورة الجن تقول لهم يا كفار قريش اتاكم رسول من جنسكم ويتكلم بلسانكم وعاندتم وكفرتم به وجاءت طائفة من الجن محمد صلى الله عليه وسلم ليس من جنسها ولسانه ليس من لسانها وحياته طبائعه البشرية تختلف عن طبائعهم وامنوا هم به وسبقوكم الى الايمان كان هذا تقريع. سورة الجن تقرع كفار قريش كيف تبتعدون عن الايمان وتبتعدون عن القرآن وتحاربون هذه الدعوة المباركة مع ان الرسول من جنسكم ومن انفسكم وفي قراءة ومن انفسكم. ومع ذلك يسبقكم الجن الذين هم ليسوا من جنس الى الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. اذا رسالة تقريع وتوبيخ يقول ابن الزبير فقد كانت استجابة معاندي قريش والعرب اقرب في الظاهر آآ للنبي صلى الله عليه وسلم وهو من انفسهم ومن جنسهم يعني هذا كان المنطقي انه قد تكون استجابة كفار قريش اسرع من استجابة الجن. ومع ذلك سبقهم كثير من الجن الى الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وتستمر سورة الجن في بيان هذا المشهد وكيف استقبل الجن هذه الدعوة؟ وما هي الامور التي وقعت في السماء والاثار التي تغيرت فيها منذ اتت النبي صلى الله عليه وسلم وطبيعة الحوار الذي دار بين الجن. بعد ذلك تأتي سورة المزمل اه في سياق سورة نوح. خلينا نقول يعني هو درس تابع لدرس سورة نوح في قضية اهمية اه الصبر على الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. لكن سورة المزمل اه اعطت النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء من بعده مفاتيح النجاح في الحياة الدعوية ومفاتيح الصبر على اذى المعاندين. هي درس من بدايتها. ما هي المفاتيح التي يجب ان تكون عند الداعية اذا اراد ان ليصبر في طريق الدعوة الى الله عز وجل فبدأ الدرس يا ايها المزمل اردت ان تثبت وتصبر على هذا الطريق قم الليل قيام الليل هو مفتاح الصبر. قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. انا سنلقي عليك قولا فقيل ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا ان لك في النهار سبحا طويلا عندك مشوار في الدعوة الى الله في النهار. هذا المشوار ثبات عليه والصبر عليه لا يكون الا بعبادة خفية ليلية يتواطأ فيها القلب مع اللسان ويقرأ فيها القرآن بين يدي الله سبحانه وتعالى. تحت ظل السماء اذا قيام الليل هو الدرس الذي اخبر الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم وكل داعي يريد ان يسير على منهاج النبوة. الصبر على الدعوة امام المعاندين امام الافتراءات امام الكفر في زمرته واهله يحتاج الى هذه العبادات فاثبتوا عليها. ويكتمل الدرس ايضا في سورة المدثر. فيقول ابن الزبير ملائمتها لسورة الزمة الواضحة فاستفتاح الصورتين من نمط واحد. وما ابتدأت به كل واحدة منهما آآ من جليل خطابه صلى الله عليه وسلم وعظيم تكريمه سورة المدثر جاءت بيا ايها المدثر قم فانذر. وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر. الرز فاهجر اترك المعاصي وظهر نفسك عن كل ما عليه اهل الجاهلية ولربك فاصبر. درس الصبر ما زال يتكرر فواضح ان المزمل والمدثر هي درس في الصبر مع قصة نوح التي وردت في سورة نوح هذا كله يعطيك كامل بين اجزاء هذا الجزء المبارك جزء تبارك. لما تكلمنا عن سورة القلم والافتراءات التي وجهها للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن ثم الوعيد والاجابات في سورة ثم بيان ان العذاب الذي يستخفون بقدومه ويسألون متى هو سيأتيهم سأل سائل ثم درس الصبر في قصة نوح وآآ في نفس الوقت الصبر وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الجن لانه سورة الجن فيها تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم ولعلي اني غفلت ان انبه على هذا الدرس. ان اقول سورة الجن فيها عدة رسائل هناك رسالة تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم ان يعودوا فيها. سورة الجن فيها الرسالة الاولى لكفار قريش. لكن الرسالة الثانية كانت موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم في تثبيت قلبه يعني يا محمد لن نتركك. انظر كيف جلبنا اليك قوما من غير جنسك ليؤمنوا بك لاحظ كيف ارسلنا اليك يا محمد صلى الله عليه وسلم؟ قوما من غير جنسك من غير الطينة البشرية ليؤمنوا بك فهذا الكون بمخلوقاته عجيبة كله تحت امر الله سبحانه وتعالى. فلو عاندك كفار قريش لو اذوك لا تقلق. لو البشر كلهم اذوك يا محمد صلى الله عليه وسلم فان هذا الكون بيدي. وصرفوا كيف اشاء. ساجعل القمر والكواكب. ساجعل النجوم والشهب. ساجعل الجنة وكل التي لم تسمع بها البشر سيجعلهم كلهم جندا لك فاثبت على دعوتك ثم يكتمل درس الصبر في سورة المزمل وفي سورة المدثر. بعد ذلك تأتي سورة القيامة يقول ابن الزبير لما تقدم قوله مخبرا عن اهل الكفر انهم في سورة المدثر اخز الكفر لما دخلوا نار جهنم سئلوا ما الذي ادخلكم نار جهنم؟ وسيسألون هذا هو المراد فقالوا عدة امور ومنها الامور التي ذكروها وكنا نكذب بيوم الدين. من الامور التي ستجعل الكفار يقتحمون نار جهنم انهم كانوا يكذبون بيوم الدين وكذلك الله سبحانه وتعالى في سورة المدثر يقول فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير. والمراد بهذا اليوم ويوم القيامة فلما الله سبحانه وتعالى توعد بيوم القيامة واخبر ان من سبب اه دخول الكافرين النار عدم ايمانهم بيوم القيامة جاءت سورة كاملة افردها سبحانه وتعالى لبيان عظيم هذا اليوم فجاءت سورة القيامة لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة ايحسب الانسان الا نجمع عظامه؟ بلى. قادرين على ان نسوي بنانه بل يريد الانسان ليفجر امامه. واقول احبابي الكرام من سورة القيامة حتى سورة الانسان ثم المرسلات ثم عمه النبأ ثم النازعات اه ثم عبس ثم التكوير ثم الانفطار ثم اه المطففين ثم اه الانشقاق ثم اه اه ودعنا لها البروج ننتقل لما بعدها وهي الطارق كلها تحدثت عن درس اه يوم القيامة. يعني هذه السور متسلسلة تحدثت عن اليوم الاخر باستفاضة لانها من العقائد الكبرى التي كان ينازع بها او فيها كفار قريش ويستهزئون ويستخفون ودائما يقول متى هذا الوعد ان كنتم صادقين وهي ايضا من العقائد المهمة التي يجب ان تتوطن في نفوس الدعاء الى الله وفي نفوس الرعين الاول والجيل الاول من حملة الدعوة لانه الايمان اليوم الاخر وربط القلوب بها اه اه وبهذا اليوم هو الذي يجعل الانسان يهون عليه مصائب الحياة الدنيا ويصبر على ما يجد من لاوائه. فكان لابد من تربية الصحابة وتقريع المشركين يعني كلا الطائفتين تربية نفس الصحابة المكيين ابناء دار الارقم بن ابي الارقم لابد من تربيتهم على اليوم الاخر وربط القلوب بذلك اليوم المهيب. وفي نفس الوقت كان لابد من اعذار الخلق بهذا اليوم وتقريع كفار قريش. اه بان هذا اليوم الذي تستهزئون به تخفون به وتسألون عن وقوعه وتقولون متى هو؟ هو يوم القيامة الرهيب بلى قادرين على ان نسوي بنانه بل يريد الانسان ليفجر امامه. يسأل ايام يوم القيامة هذا السؤال المتكرر الذي كان يصدر على صورة الشك والاستهزاء والاستخفاف من جهة كفار قريش نعم الله سبحانه وتعالى افرد صورة كاملة سورة القيامة. بل يريد الانسان ليفجر امامه يسأل ايانا يوم القيامة. فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الانسان يومئذ اين المفر؟ كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقر. ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. كانه هذه هي الاجابة تسألون عن ايام يوم يا ما هذا هو يوم القيامة يوم يبرق البصر ويخسف ويخسف القمر ويجمع الشمس والقمر. اليوم الذي يقول الانسان فيه اين المفر ولا يجد وزر لا يجد مكان يلجأ اليه. نعم هو ذاك اليوم الذي سيرسل فيه الانسان عما قدم واخر. ثم انقسم الناس الى شخصين منهم من من اصحاب الوجوه الطيبة الناضرة الى ربها ناضرة ومنهم من ياتي يوم القيامة وجهه باسل قد خسر الرهان في هذه الحياة الدنيا ثم ختمت سورة القيامة بقوله سبحانه وتعالى اه اولى لك فاولى ثم اولى لك فاولى ايحسب الانسان ان يترك سدى. الم يكن نطفة له ختاما بذكر الانسان؟ الم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والانثى. ختم سورة القيامة ببيان ما هو اصل الانسان نطفة اما نيم يقذفها الرجل في رحم زوجته فلن تجي الانسان من هذا المني الذي يصبح علقة ثم مضغة ثم يصبح انسانا كاملا ثم بعد ذلك مباشرة وانظروا التناسب الرائع تأتي صورة الانسان في مطلعها هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا لاحظوا هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ذكر الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة الانسان هذا المخلوق هذا البشر باصلهم انهم لم يكونوا شيئا وهذا انسجام رائع جدا مع ختام سورة القيامة. سورة القيامة تقول في ختامها الم يكن نطفة من ماني يمناه؟ ثم سورة الانسان في مطلعها هل اتى على الانسان حين من الدهر لم تكن شيئا مذكورة فالله يخبر الانسان انك لم تكن شيئا كنت عدما وفي سورة القيامة يخبر انك كنت منيا ثم يعني كنت عدما ثم جاء المني من والدك في رحم والدتك فاصبحت علقة ثم كبرت ثم اصبحت انسانا. من الذي اوجدك وخلقك بهذه الطريقة؟ اليس فهذا هو القادر على ان يحيي الموتى مرة اخرى وان يبعثكم الى الدار الاخرة دعوة الى الايمان بالدار الاخرة. اخبار الانسان انه كان عدما لا طيب ثم كيف خلق الله من ذاك المني هذه العلقة ثم كبرت هذه العلقة لتصبح مضغة ثم لتكتمل ثم يصبح جنين ثم يخرج. من الذي راقبك وتابعك في هذه الاطوار حتى خرجت؟ اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى. بلى. هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. انا خلقنا الانسان اعادة لذكر الانسان التفكير الانسان كيف خلق انا خلقنا الانسان من نطفة نطفة. ذكر النطفة مرة اخرى امشاج. طب لماذا اوجدناك ايها الانسان لا تظن اننا اوجدناك عبثا. وكما كذلك في سورة القيامة لاحظوا هذا التناسق العادي في سورة القيامة ختامها يقول سبحانه يحسب الانسان ان يترك سدى. وفي مطلع سورة الانسان بعدها انا خلقنا الانسان من نطق فتن امشاج لماذا؟ نبتليه فالانسان لم يخلق سدى. طب لماذا خلق تأتيه تلك الجواب في سورة الانسان؟ امشاج نبتليه. خلق للبلاء كبار ثم بين سبحانه وتعالى انقسام الناس الى اهل كفر سيجرون بالسلاسل والاغلال ثم ذكر حال اهل الايمان والسورة في اغلبها بذكر حال اهل الايمان والنعيم العظيم الذي اعد لهم. نحن لا نجد اساليب القرآن متعددة. هناك سور تركز على عذاب المشركين. وتذكر يعني جنة اهل الايمان عرضا وهناك صور لا تركز على نعيم المؤمنين وتذكر احوال الكفار عرضا باختصار. ثم بعد ذلك تأتي سورة المرسلات يقول ابن الزبير اقسم الله تعالى في سورة المرسلات بالملائكة المتتابعين في الارسال والمرسلات عرفا. وبالرياح المسخرة فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا اعاد فاقسم بالملائكة مرة اخرى التي تنزل بالفارق بين الحق والباطل فالملقيات ذكرا اي الوحي الذي ينزل على الانبياء كل هذه اقسامات قسم بالملائكة وقسم بالرياح. هذا القسم على ماذا؟ يقول ابن الزبير هو قسم على ما ورد في سورة الانسان قبلها. قسم على ما ورد في سورة الانسان في قوله تعالى انا اعددنا للكافرين سلاسل واغلالا وسعيرا قسم على ما ذكر من اهل الايمان انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. وقسم على قوله وجزاهم ما صبروا جنة وحريرا. وكان سعيهم مشكورا ويذرون وراهم يوما ثقيلة. هو يرى ابن الزبير ان هذه الاقسام التي وردت في مطلع سورة المرسلات هي قسم على ما ورد في سورة الانسان قبلها ولذلك يقول اقسم تعالى بما ذكر من مخلوقاته على صدق الموعود والوعود التي ذكرت في سورة الانسان وذكر الايات. لذلك لما قال انما توعدون لواقع انما توعدون لواقع. هذه جاءت بعد الاقسام والموصلات عرفا فالعاصفات عصا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا او نذرا انما توعدون لواقع ما الذي وعدوا به وسيكون واقعا هو الذي ورد في سورة الانسان هو الذي ورد في سورة الانسان من عذاب المشركين انا اعتدنا للكافرين سلاسل وغلانا وسعيرا. ومن رحمة المؤمنين وما اعد الله عز وجل لهم في جنات النعيم. هذه التي ذكرت في سورة الانسان هي التي اقسم عليها في سورة المرسلات. وقال الله عز وجل انما توعدون. هذه الوعود واقعة لا محالة. ثم ذكر مجموعة من المشاهد وفي بعد كل مشهد بعد كل مشهد وهذه المشاهد مشاهد آآ اما مشاهد الخلق الم نخلقكم من ماء مهين ومشهد آآ اه اه الم نجعل ارضك فات احياء واموات خلق الارض ومشهد اليوم الاخر انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون ومشهد هذا يوم لا ينطق لا يؤيد الا هم فيعتذرون. عدة مشاهد في سورة المرسلات وكل مشهد منها كما ينتهي بقوله ويل يومئذ للمكذبين. ويل يومئذ للمكذبين. فسورة المرسلات سورة الوعيد للمكذبين باليوم الاخر بعد عدا كل مشهد من المشاهد التي ذكرها الله عز وجل تنبيها وتدليلا وتقريعا وتخويفا مشاهد متعددة مختلفة المراد منها التدليل وعليه والتقريع والتخويف وتخويف الناس باليوم الاخر. كل مشهد كان ينتهي ويله يومئذ للمكذبين. ويل يومئذ للمكذبين ثم بعد ذلك تأتي سورة النبأ لاحظوا مشاهد اليوم الاخر ما زالت هي التي تحكمنا من اه سورة القيامة الى الانسان الى المرسلات. القضية قضية اليوم الاخر. وويل يومين للمؤمنين ليبين تخويف الناس ارعابهم ان هناك يوم ستأتون فيه ستقفون بين يدي الله لا تكذبوا احذروا اصلحوا اموركم ياتي السؤال في مطلع سورة النبأ عما عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون ثم لا سيعلمون كأنه قسم. كأنه معقول كأنه نوع من انواع الاقسام والتهديد. وما زال الامر ساريا عما يتساءلون عن النبأ العظيم. طبعا اختلف المراد بالنبأ العظيم. هذا المراد به يعني القرآن ام المراد به الدار الاخرة ولعل ولعله ان يكون الدار الاخرة اقرب الى سياق الصور قبلها وبعدها. لو جعل النبأ العظيم والدار الاخرة هو اقرب الى سياق السور قبل سورة النبأ وبعدها. هم يتساءلون عن النبأ العظيم وهذا اليوم المرعب الذي يتوعدهم الله سبحانه وتعالى به ويكثر منهم الاستهزاء والاستبطاء له. فيأتيهم كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ثم يخبر الله سبحانه وتعالى من باب رحمتي عز وجل بالخلق يبقى يأتيهم بالايات. لعل احدهم يستيقظ. ويا كفار قريش يا ايها المعاندون الذين تتساءلون عن هذا النبأ العظيم الم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا وخلقناكم ازواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا واجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سبع عن شداد واجعلنا سراجا وهاجا وانزلنا من الموصلات ماء سجالا لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا. من الذي فعل كل هذا؟ من الذي استطاع ان يخلق كل هذه المخلوقات الا هو سبحانه وتعالى فاليوم الاخر والله اهون عليه. ان يوم الفصل كان ميقاتا لا تستهزئوا هذا ميقات. ان يوم الفصل كان ميقات يوم ينفق في الصور فتأتون افواجا. ثم بين انقسام الناس في ذاك اليوم الى اهل سعادة. الله سبحانه وتعالى تعالى يتمم عليهم الخير ان للمتقين مفازا واهل شقاوة. الله سبحانه وتعالى يقول لابتين فيه احقاب لا يذوقون فيها برد ولا شرابا. هكذا ستنتهي اعرفوا عليكم ان تعرفوا جيدا كيف ستكون النهاية لتختاروا اي الطريقين ستسلكون. ثم تأتي سورة النازعات في خضم الامر فلما سورة النبأ ركزت على قضية اليوم الاخر. وكيف سيكون انقسام الناس الى فريقين فيه. سورة النازعات تخبر عن حال الكفار في الحياة الدنيا تجاه عقيدة في اليوم الاخر كيف كانوا؟ فيقول سبحانه يقسم والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبعا فالسابقات سبقا فالمدبرات امرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ابصارها خاشعة. يقولون ائنا لمردودون في العافرة. لما ترجف الراجفة وتتبعها الرادفة ستكون القلوب خائفة وجلة فزعة ثم ينقلك تنقلك الصورة مباشرة لحالهم هؤلاء الفزعون الخائفون الملهوفون الذين ادركوا الان الحقيقة كيف كانوا في الدنيا يستقبلون اليوم الاخر؟ الله عز وجل كره هذا الأمر حتى يتعظ الناس. يقول كانوا يقولون يقولون ائنا لمردودون في الحافرة كانوا في الدنيا هكذا حالهم. يقولون معقول في يوم اخر وفي لقاء بين يدي الله وسنحاسب يقولون اننا مردودون في الحافرة. اين كنا عظاما نخرة؟ هل اذا اصبحنا عظاما نخرة مفتتة؟ هل هناك بعث وسنبعث مرة اخرى؟ لا لا هذا كلام كذب لكن يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ثم تأتي لاحظ يقولون اننا مردودون في الحافرة اذا كنا عظام النقر قالوا تلك اذا كرة خاسرة. فيقول سبحانه فانما هي زجرة الواح. صيحة واحدة. فاذا هؤلاء الذين كانوا يشككون باليوم الاخر فاذا هم بالساهر والساهرة هي ارض القيامة. هل اتى ثم ذكر سبحانه وتعالى حال الطغاة قبلكم يا كفار؟ شو انظروا الى انظروا الى فرعون كيف انهاه الله سبحانه وتعالى فاعتبروا بحاله ثم يقول سبحانه في ختام سورة النازعات فاذا جاءت الطامة الكبرى كله تذكير باليوم الاخر وسورة النازعات تبين كيف سيكون مشهد الناس في اليوم الاخر؟ فاذا جاءت الطامة الكبرى في ذاك في تلك الساعة يوم يتذكر الانسان ما سعى. ستتذكر كل شيء فعلته في الحياة الدنيا وستجد الجنة وستجد النار. وبرزت الجحيم لمن يرى. فالناس سينقسمون طريق للجحيم. فاما من طغى واثر الحياة الدنيا وكان يستهزأ بالدار الاخرة ويقول متى هو؟ ويقولون متى هذا الوعد؟ سأل سائل بعد اب واقع وايانا يوم القيامة كل هذه الاسئلة التي مرت معنا في السور السابقة اما من طغى واثر الحياة فان الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه والنفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. ذكر الانقسام النهائي للبشر ثم تأتي سورة عبسة لما قال سبحانه وتعالى في ختام سورة النازعات ان في ذلك لعبرة لمن يخشى وقال سبحانه وتعالى في اية خمسة واربعين منها انما انت منذر من يخشاها افتتحت سورة عبس بمثال يكشف عن المقصود باهل الخشية من هو الذي يخشى الله سبحانه وتعالى؟ هل اهل الخشية هم اصحاب الثروات؟ هم الذين يعيشون في احوال مادية مترفة مرهفة هل هم من لا يشعرون باي بلاء في الحياة الدنيا. لا لا. الذين يخشون الله ويتعظون آآ بهذه الايات اكثرهم من الفقراء اكثرهم من الضعاف وذكر مثال على هؤلاء الضعاف. سيدنا عبدالله بن ام مكتوم ذاك الرجل الضرير لكنه كان بصير القلب. الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن دينه والنبي صلى الله عليه وسلم كان متشاغلا بطائفة من عتات قريش ومن صناديدها ورجالاتها واشرافها. فالله سبحانه وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال له ان في ذلك لعبرة لمن يخشى ولما قال له في ختام سورة النازعات انما انت منذر من يخشاها انظروا هذا الختام. في سورة النازعات الله عز وجل يقول انما انت يا محمد وانذر لمن يخشى. ذكر له المثال الذي يخشى. فالذي يخشى مثل عبد الله بن ام مكتوم تلك النفوس الرقيقة النظيفة الطاهرة النقية هذه النفوس التي تخشى هي التي تستحق ان تنذرها وان تذكرها وان تتلو عليها هذه الايات. واما هؤلاء الذين انت انشغلت بهم هو مطلوب منه صلى الله عليه وسلم ان يبلغهم. لكن يقول له الرب سبحانه وتعالى معاتبا عبس الا ان جاءه الاعمى يعني لا يأخذ منك وقت اكثر من الوقت الذي يستحقونه. بحيث يشغلوك عن اهل الخشية الحق الذين هم احق ان تنشغل بتربيتهم واعدادهم وتعليمهم فكان درس عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يتذكر فتنفعه الذكرى اما من استغنى من هؤلاء الذين يعرضون فانت لو تصدى وما عليك الا الزكاة انت وظيفتك يا محمد صلى الله عليه وسلم ان تبلغهما تقيم عليهم واما ما بعد ذلك من الامور فما عليك بهم. ثم ذكر سبحانه وتعالى في ختام عبسة ايضا ما زال قضية التذكير باليوم الاخر فاذا جاءت الصاخة وكل مرة يعطيك اسم لليوم الاخر ولولا ان هذه المجالس ضيقة لوجدتم ان هذا القرآن عجيب في اسلوبه في تعابيره في الالفاظ في المصطلحات التي يريدها اذا جاءت يوم يفر المرء من اخيه ما زالت مشاهد اليوم الاخر هي التي تترى على الاسماع كما تلاحظون لماذا هذا التكرار باساليب مختلفة؟ لانه هذا اليوم اخواني هو يوم مصيري. يوم نهائي. يوم يوم الايام. اليوم الذي لا شيء بعده اما فريق الى الجنة واما فريق الى السعير ما فيها هروب ما في خيار ثالث ما في مجال للرجوع للدنيا. هي الحقيقة العظمى هي العقيدة الكبرى. فلا مجال الا ان نتربى على هذه العقيدة وان نربي عليها انفسنا وابناءنا نبقى نذكرهم باليوم الاخر بهذه المشاهد. لان الانسان اذا تربى على هذه المشاهد والله يخشى احبابي يخاف. يحافظ على الصلوات يترك محرمات يواظب على طلب العلم يزهد بالحياة الدنيا ويلتفت الى الدار الاخرة. هذه المشاهد التربية الايمانية علي مهم جدا لذلك القرآن المكي وخاصة صور المفصل كثيرا ما ركزت عليه. وبعد ذلك سورة التكوير وهي تتحدث عن مشاهد اليوم الاخر وما وهول المطلع اذا الشمس كور واذا النجوم انكدرت واذا الجبال سيرت واذا العشار عطلت واذا الوحوش حشرت واذا واذا البحار سجرت واذا النفوس زوجت ثم تأتي ايضا علمت نفس ثم احضرت ثم تأتي سورة الانفطار اذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجرت واذا القبور بعثرت علمت نفس الاحد والتناسق بين سورة التكوين في علمت نفس هنا ما قالوا ما احضر قال ما قدمت واخرت. وذكر الكرام الحافظين اه ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. ثم الانقسام. دائما ذكر الانقسامات النهائية. ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم. يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما ادراك ما يوم الدين يوم القيامة ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ اسمعوا يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. ثم تأتي سورة المطففين. يقول سبحانه ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون. واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك كأنهم مبعوثون. تركيز على معصية من المعاصي وعلى اثم من الاثام. ويقول سبحانه وتعالى انه حتى هذه المعاصي معاصي التطفيف في المكيال والميزان يسألون عنها يوم القيامة فانه في سورة الانفطار لما قال وان عليكم لحافظين. كراما كاتبين يكتبون الحسنات والسيئات. اخبر في سورة المطففين انهم سيكتبون كل شيء حتى قضية التطفيف في المكيال والميزان ستكتب. وهذه كانت شائعة عند بعض العرب ثم بعد ان انتهى درس التطفيف اكملت صورة المطففين في ذكر مشاهد اليوم الاخر. وكلا ان كتاب الابرار لفي عليين وكلا وان كتاب الفجار لفي سجين فقسمت الكتب هناك كتاب للابرار. كتب الابرار وسجلات اعمالهم ستكون علية. واما كتب الفجار ستكون في وبين احوال الكفار كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبوا وكلا انهم عن ربهم اذ لمحجوبون. وذكر احوال اهل السعادة. والقرآن كثيرا ما يركز على بيان حال اهل السعادة وعلى حال اهل الشقاء في اه الدار الاخرة. ثم بعد ذلك تأتي سورة الانشقاق في درس مجدد عن اليوم الاخر. طبعا هذه كانت تأتي في اوقات مختلفة تتنزل على الصحابة لتوطين عقيدتهم باليوم الاخر. فتأتي سورة الانشقاق عليهم اذا السماء انشقت واذنت ربها وحقت. واذا الارض مدت القط ما فيها وتخلت واذنت لربها وحقت يا ايها الانسان انك كادح الى ربك تحا فملاقيه. فاما من اوتي كتابه بيمينه. لاحظوا لما في سورة المطففين ذكر ان كتاب الابرار لفي عليين وان كتاب الفجار لفي بدأ هنا يخبر آآ كيف سيتم توزيع هذه الكتب لما تتطاير الصحف فاما اهل الايمان فهذه الكتب التي في عليين ستتطاير وتأتي في ايمانهم واما اهل فان هذه الكتب والسجلات ستأتي في شمالهم من وراء ظهورهم. هذه مشاهد من مشاهد اليوم الاخر. ثم تأتي سورة البروج. سورة البروج درس مستقل في الحقيقة وهو الذي يسمى الالتفات في علم البلاغة. يعني انتقل الموضوع. سورة البروج تتكلم عن قصة قوم آآ فتنوا وقصة صاحب الاخدود ذاك الشاب الذي ضحى بنفسه من اجل ان تؤمن قريته واهل بلدته. وكيف ان اهل البلدة بعد ان امنوا تعرضوا للقتل في اخدود اشعلت فيه النار ورمي فيه اهل الايمان فكان درسا مستقلا للنبي صلى الله عليه وسلم وللصحابة عن اهمية الثبات. والصحابة في دار الارقم بن ابي الارقم كانوا يحتاجون لهذه الجرعات. كل مرة يحتاجون لجرعة الصبر جرعات الصبر والتثبيت من خلال ذكر حال الاولين وكيف صبروا لان في قصصهم عبرة ومثبتات. ولذلك احيانا تأتي هذه الالتفاتات انك انت تجد نفسك من سورة القيامة لسورة الانشقاق واحنا بنتكلم عن الدار الاخرة. فجأة تأتي سورة البروج تتكلم عن اصحاب الاخدود. ما علاقتها؟ اقول هنا نوع من انواع التنويع في الدرس فكان هنا درس للصبر وبيان ان الذين يصبرون ويموتون على طريق الدعوة سيدخلون جنات النعيم وان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وعذبوهم وساموهم سوء العذاب سيكونون في دركات الجحيم. ثم تأتي سورة الطارق وهي التي اختم بها اليوم ان شاء الله يقول سبحانه وتعالى آآ والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب ان كل نفس لما عليها حافظ الان يقول ابن الزبير لما قال الله سبحانه وتعالى في سورة البروج والله على كل شيء شهيد وفي اية عشرين منها والله من ورائهم محيط. فاخبرت عن شهادة الله واحاطته بما يجري على هذه الارض مجريات جاءت سورة الطارق تؤكد على هذه الفكرة فاقسم الله والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب هذا نجم في السماء اه يطرق في الليل اي يظهر ويبان في الليل اشد الوضوء عند العرب. فاصبح يسمى طارقا. قالوا لانه يطرق ليلا اي يأتي ويزور ليلا. والسماء طارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب اقسم الله ان كل نفس لم عليها حفظ كل نفس عليها حافظ محدد من الله سبحانه وتعالى يحفظ ويسجل والله سبحانه وتعالى ليس محتاجا طبعا الى هؤلاء الملائكة ليساعدوه سبحانه وتعالى لكنه اراد ان يخبر عن شدة هيمنته واحاطته ومعرفته بكل شيء يدور على هذه الارض فاياكم ان تظنوا ان ما يحل بكم من عذاب يا اهل الايمان. يحل بكم من دون دراية من الله سبحانه. او ان الله آآ نسيكم او تشاغل عنكم حاشاه سبحانه وتعالى ان كل نفس لما عليها حافظ هناك من يحفظكم ويسجل لكم ويرعاكم من كل نفس لما عليها حافظ فلينظر الانسان مما خلق خلق من ماء دافق. يخرج من صلب والترائب. ذكر الانسان بخلقه وكيف ان الله رعاه وتولاه وايده. فالذي رعاك وانت جنين في بطن امك لن ينساك وانت تقاتل من اجل دينه ودعوته. هذا نهاية مجلسنا لهذا اليوم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم