بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله احبائي في المجلس الاخير من تعليقنا على كتاب البرهان بتناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه وقد انتهى بنا الحديث الى سورة القدر. فيا ترى ما وجه مناسبة سورة القدر للسورة التي سبقتها الا وهي سورة العلق لما بين الله سبحانه وتعالى في سورة العلق عظيم امر هذا الكتاب وان السلوك اليه سبحانه وتعالى والوصول اليه انما يكون من بوابته فامر بقراءته اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم جاءت سورة القدر لتبين ايضا عظيم منزلة هذا الكتاب من خلال بيان عظيم الليلة التي انزل فيها انا انزلناه في ليلة القدر. لاحظوا انا انزلناه استعمل الضمير. فالضمير يعود الى الكتاب الكريم الذي ضمن في سورة العلق اي هذا الكتاب الذي اخبرناكم عنه في سورة العلق واخبرنا ان السلوك الى الله انما يكون من خلاله واعلمناكم باهمية قراءته وتلاوته اعلموا ان هذا الكتاب انزلناه في ليلة القدر وهذا الارتباط شبيه بما مر بين سورة الزخرف وسورة اه الدخان. ففي سورة الزخرف بين الله سبحانه وتعالى عظيم قدر هذا الكتاب فقال ميم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم. ثم في سورة الدخان بعدها بين عظيم الليلة التي انزل فيها. فقال حامي والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة اي الكتاب الذي ذكرناه في الزخرف هذا الكتاب انزلناه في ليلة مباركة. هنا نفس الشيء احبابي الكرام باسلوب اخر. لما بين الله اثر هذا الكتاب بالهداية والسلوك الى الله عز وجل اه جاءت سورة القدر لتبين عظيم الليلة التي نزل فيها. فالشيء العظيم لا ينزل الا في الاوقات العظيمة. انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ثم بعد ذلك تأتي سورة البينة وهي سورة البرية وهي سورة البرية ويقصد بالبريئة البرية لانها وردت في اولئك هم خير البرية واولئك هم شر البرية. هذه يقول ابن الزبير فيها هي من كمال ما تقدمها. لانه لما امر صلى الله عليه وسلم بقراءة الكتاب في سورة العلق اقرأ باسم ربك واتبع ذلك بالتعريف بالليلة التي انزل فيها هذا الكتاب تعظيما له اتبع ذلك بتعريفه صلى الله عليه وسلم بان هذا الكتاب القرآن الكريم هو الذي كانت اليهود تستفتح به على مشركي العرب. كما اخبرنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به هذا الكتاب كانت اليهود تستفتح به على مشركي العرب وتقول اذا جاءنا هذا الكتاب يا ايها العرب مع نبيه فاننا سننتصر به عليكم وكانوا يتوعدون العرب به فلما جاء الكتاب ماذا كان موقف اهل الكتاب من اليهود بل حتى من النصارى منهم من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهم قلة واكثرهم عارض هذا النبي وحاربه حسدا وبغيا ان جاء النبي من غير طائفة اليهود يقول سبحانه لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. البينة هي القرآن رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة لما جاءت هذه البينة ماذا كان موقفهم؟ قال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة وقع التفرق منهم مع ان هذه البينة الى ما دعتهم قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. اولئك هم شر البرية ان الذين اعمل وعمل الصالحات اولئك هم خير البرية. فانقسم اهل الكتاب تجاه هذه البينة الى قسمين الى فريقين. فريق امن بها كعبد الله بن سلام غيرهم من اليهود الذين اسلموا وهم قلة للاسف واكثرهم كانوا من شر البرية الذين عارضوا وحسدوا وتآمروا على النبي صلى الله عليه وسلم ان تأتي بعد ذلك سورة الزلزلة لما بينت سورة البينة انقسام اهل الكتاب تجاه الدعوة المباركة اه وتجاه القرآن الكريم والنبي الاعظم الى قسمين شر وخير البرية. كان هناك مناسبة ان يذكر مشهد يوم القيامة ان الله سبحانه وتعالى بين ان شر البرية بنار جهنم خالدين فيها وخير البرية الله عز وجل اعد لهم للناس تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. فكان هذا من المناسب ان يأتي بذكر مشهد اليوم الاخر. وكيف ان كل انسان حاسب في اليوم الاخر على ما صدر منه من اعمال في هذه الحياة الدنيا. اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها. وقال الانسان ما يومئذ تحدث اخبارها ستحدث الارض بكل ما جرى عليها ستحدث ما فعله اهل الكتاب. من امن منه ومن كفر بما فعله المشركون من تحدى ومن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ستحدث الارض بكل شيء وعندئذ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. مشهد الايمان باليوم الاخر مشهد تكرر في السور القصيرة لانها لانه درس مهم جدا جدا في تأسيس اه القاعدة المسلمة. القاعدة المسلمة المؤمنة التي يتوقع ان تحمل النصر لهذه الامة لابد وان تؤسس على مشهد اليوم الاخر لانه هو الذي يلهمها الصبر والثبات على هذا الطريق مع ما فيه من اللأواء تأتي سورة العاديات. سورة العاديات يقسم الله سبحانه وتعالى فيها على خصلة من خصال الانسان الذميمة وهي حرصه على المال ان الانسان لربه لكنوت اي لكفور يبخل بما لديه من المال. وانه على ذلك لشهيد وانه لحب الخير. اي المال شديد فهذه الاية او هذه السورة تحث الانسان الا يكون حريصا شحيحا على ماله بصورة تمنعه من بذله في ابواب الخير. فكما ان الله عز وجل يختم سورة الزلزلة يقول فمن يعمل مثقال كل ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. فعليك ان تعلم ايها الانسان ان كل دينار تنفقه في سبيل الدعوة. ومن اجل تشييد هذا الدين فهو اه عند الله سبحانه وتعالى مدخر يجزيك الله عز وجل عنه. واما شحك وبخلك فانت ايضا ستسأل عنه. وانا اتخيل الاجواء اه مكة المكرمة حيث كان الصحابة والمستضعفون في فقر وقلة ذات اليد. فكان من المناسب ان يذكروا بهذه المواعظ موعظة اهمية الانفاق اخي ان يذكر اصحاب الاموال منهم مثل عثمان وغيرهم ان يذكروا باهمية الانفاق في سبيل الله وعدم الشح وعدم البخل بهذه الاموال تأتيهم هذا الدرس. درس يقول لهم ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد. وانه لحب الخير لشديد. مع درس فمن يعمل مثقال ذرة خير ايام من القاضي ذرة شرا يره. في هاتان في هاتين السورتين الله سبحانه وتعالى يبين طريقة الحساب يوم القيامة ثم يبين آآ ان الانسان عليه الا يكون شحيحا بخيلا بماله وان ينفق في سبيل الدعوة وفي سبيل الله سبحانه وتعالى. فكل دينان ينفق فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. يعني انها من الدروس المتقاربة ثم لما ختم الله سبحانه وتعالى سورة العاديات فقال افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور لما ختم بهذا الرعب جاءت سورة القارعة لتكمل مشهد التخويف والارهاب القارعة ما القارعة. وما ادراك ما القارعة! يوم يكون الناس الفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش. اما الانقسام الابدي فمن يعمل مثقال ذرة آآ فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي نار حامية. دائما القرآن خاصة الصور التي تتحدث عن مشاهد اليوم الاخر دائما ما تقسم الناس الى فرقتين. وتتحدث عن هاتين الفرقتين كل مرة بصورة وبمشهد يرسخ الأمر لئلا ينسى الدرس نسيان درس الدار الآخرة نسيان انقسام الناس. حينئذ الى فريق سعادة والى فريق شقاء. هذا اكثر شيء عيد الانسان عن درب الاستقامة كلما كان الانسان مستحضر لهذه القسمة الثنائية التي لا ثالث لها حينئذ يا احبابي الكرام يبقى متعظا بهذا القرآن الكريم تأتي سورة التكاثر لما تقدم ذكر القارعة وعظيم اهوالها اعقب سبحانه وتعالى بذكر الامور التي تشغل الناس في العادة عن تذكر الدار الاخرة. ما الذي يشغلني انا واياكم عن تذكر مشهد الدار الاخرة. عن تذكر القارعة وعن الخوف منها والوجل. وان نكون منها دائما مشفقين. ما الذي يشغلنا عنها هو التكاثر بالحياة الدنيا. الاقبال عليها الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ودخلنا القبور وحينئذ ستبدأ معالم اليوم الاخر تتضح لنا. فيا ليتنا انشغلنا بها في الحياة الدنيا قبل ان نندم ونصبح افي قبورنا انهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين اي لو كنتم في هذه الحياة الدنيا تعلمون علم اليقين وجواب الشرط محذوف لو كنتم تعلمون علم اليقين وعندكم الايمان بالغيب راسخ لما اشغلكم التكاثر. هذا هو الجواب. لو تعلمون علم اليقين؟ الجواب لما اشغلكم التكاثر لما الصفق بالاسواق ولا وسائل التواصل الاجتماعي ولا السمر الفارغ الساعات الطويلة ولا الليالي الماجنة لما اشغلكم التكاثر لكن للاسف يأتي الوعيد بعد ذلك لترون الجحيم. يا من انشغلتم عن الدار الاخرة يا من الهتكم الدنيا واسرفتم بالمعاصي والذنوب لترون الجحيم. ثم ولا ترونها عين اليقين ستشاهدونها عين اليقين في الدنيا كان المطلوب منكم ان تؤمنوا بها بعلم اليقين. علم اليقين العلم بدون رؤية اما يوم القيامة سترونها حقا وعيانا عين اليقين امام من امامكم سيأتي اليوم الاخر وستأتي حقائقه تشاهدونها. وعندئذ لا وساعة مندمي. ثم بعد ذلك تأتي سورة العصر. لما قال تعالى الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. وتضمن ذلك الاشارة الى قصوري. نظرا الانسان ان الانسان قاصر ينظر فقط الى دنياه يظن انه سيخرج فيها. ويحب التمسك بالعاجل ولا ينظر الى الدار الاخرة ولا يعد لها. اخبر الله سبحانه وتعالى عن الطبيعة البشرية قاصرة. فقال والعصر يقسم بالدهر سبحانه ان الانسان لفي خسر ويستثني من تيقظ وانتبه لنفسه قبل فوات الاوان الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهؤلاء الذين لم يلههم التكاثر رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. ثم تأتي سورة الهمزة لتبين اصنافا من الناس كيف عذبهم الله سبحانه وتعالى؟ فهناك اناس عذبهم الله سبحانه وتعالى لانهم عبدوا الدنيا باموالها واخلدوا الى اموالهم وظنوا وان اموالهم ستجعلهم لا يموتون. فيأتيهم الموت على حين غرة. وهم لم يستعدوا للقاء الله وكانوا بجحود واستكبار عن اوامره هذا الصنف من الناس الذي يغره ما له ولا يعبأ بالدار الاخرة ولا يستعد للقاء الله ويظن ان ماله سيخلده. الله يقول له في سورة الهمزة كلا لينبذن في الحطمة وما ادراك ما الحطمة! نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة. انها عليهم مؤصدة في عمد ممددة هنا اذا تعالج صورة الهومازا نفسية الهمزة اللمزة الذين عندهم اموال. بعض الناس يكون ثري عنده اموال يظن ان امواله ستجعله يعيش في الدنيا ولا يموت فيبدأ يهمز ويلمز باهل الخير والصلاح المساكين آآ الذين احوال رثى وامورهم ضعيفة تجده يهمس بهم انظر هؤلاء المساكين والدراويش هؤلاء الشيوخ لا يملكون شيئا من الحياة الدنيا يظنون انهم في الدار الاخرة هي حال اه قصة اه الرجلين الذين قص الله قصتهما في سورة الكهف احدهما عنده جنة وعنده ابناء وعنده عزوة فكفر فقال ما اظن ان تبيد هذه ابدا وما اظن الساعة قائمة. وان رجعت الى ربي فقال له صاحبه وهو يحاوره وكفرت بالذي خلقك من تراب. يعني انت تراني فقير لكنني انا غني بارتباطي بالله سبحانه وكل هذه الدنيا التي بين يديك والتي تتفاخر بها علي. الله سبحانه وتعالى ينهيها لك في لحظة. فهذا مشهد مقارب مشهد الذي يهمزون ويلمزون بالمطوعين بالصدقات الذين يهمزون ويلمزون باهل الطاعات والانشغال بطلب العلم والاقبال على الله والعبادة. يقول هؤلاء مساكين ما عاشوا دنياهم هذا هو المسكين. يظن ان ما له اخلاده. كلا لينبذن في الحطام. سيلقى في نار جهنم. ويكون حطاما لها. ثم تأتي سورة الفيل لتعالج نوع اخر من المعاندين هم الذين غرتهم قوتهم وسطوتهم وسلطانهم وامتدادهم في البلاد. فحاربوا الله ودين الله. يخبر الله سبحانه وتعالى ويعطيه مثلا قصة اصحاب الفيل ابرهة وصحبه الذين خرجوا ليهدموا الكعبة ويحاربوا الله مغترين بقوتهم وعددهم وعدتهم فيرسل الله عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول. ثم بعد ذلك يتوجه الخطاب الى كفار قريش. خطاب تنبيه اه لكنه بهدوء يقول سبحانه لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف يعني يا كفار قريش قصصت عليكم قصة اصحاب الفيل قصصت عليكم قصة الهموز الذي اغتر بماله. انتم يا كفار قريش الله عز وجل اكرمكم بهذا البيت. وجعلكم سدنة هذا البيت والناس تحج وتقصد هذا البيت وانتم اهله وتعظمكم الناس بسببه والله عز وجل رزقكم من تجارة الشتاء والصيف ما يغنيكم عن البشر فاعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمكم اطعمهم من جوع وامنهم من خوف وهذا في ضمنه تهديد انكم اذا لم تنتبهوا لهذا النعم وهذا التكريم وهذا التشريف فسيكون حالكم كحال اصحاب الفيل الذين اهلكهم الله على مرأى من كفار قريش. بعد ذلك تأتي سورة الماعون والتي تسمى سورة الدين وكذلك سيسمي سورة النصر سورة الديس. تلاحظون انه يسمى سورة الماعون وسورة النصر كلاهما سماها بسورة الدين. المهم سورة الماعون الان. لما تضمن الصور المتقدمة من الوعيد لمن انطوى على ما ذكر فيها اه ما تضمنه كقوله تعالى ان الانسان لربه لكنود بخيل شحيح نوع من الوعيد. ان الانسان لفي خسر. لاحظوا هذه السور القصيرة. تضع قواعد تبين طبائع ان الانسان كلام عن جنس البشر ان الانسان لربه لكنود في سورة العادية في سورة العصر ان الانسان لفي خسر في سورة الهمزة يحسب ان ماله اخلده. هذا الانسان يجب ان يزكي نفسه وان يهتم بترقيتها حتى لا تبقى نفسه متوحشة آآ راغبة بالحياة الدنيا متشبثة بها. لذلك الله سبحانه وتعالى في سورة الشمس قال قد افلح لحم نزكاها بعد احد عشر قسما تمام؟ بعد كل هذه الامور وانجر اثناء ذلك اه مما تثمره هذه الصفات الاولية ما ذكر ايضا فيه في الشغل بالتكاثر والطعن في الناس ولمزهم والاغترار اه المهلك اه اصحاب الفيل اتباع ذلك بذكر صفات قد توجد في المنتمين الى الاسلام او يوجد بعضها او اعمال اه من يتصف بها وان لم يكن من اهلها كداع اليتيم وهو دفع وعن حقه وعدم الرفق به وعدم الحض على اطعام المسكين والتغافل عن الصلاة والرياء بالاعمال ومنع الزكاة والماعون والماعون هي يعني العارية من القدم والحبل لما يأتيك جار يقول لك اعطيني والله قدرك كيف اريد محتاجه او اعطيني اه مثلا مفكا او اعطيني اه ادق به هذه الماعون. هذه الادوات التي تكون في المنازل ويعيرها الناس لبعضهم البعض الان هذه السورة سورة الماعون وان كانت سورة مكية لكنها اتت لتبين ان منظومة الاخلاق ليست منفصلة عن منظومة التوحيد منظومة الاخلاق التي يدعو اليها هذا الاسلام ليست منفصلة عن منظومة التوحيد بل هي مرتبطة مع بعضها البعض. وان الاسلام الحقيقي وان الايمان الذي يريده الله عز وجل هو ايمان منتظم في في سلك الاخلاق ولذلك انظروا هذه الصورة كيف ركزت على هذا الموضوع وتبين ان من لم يتم اخلاقه ومعشره مع الناس فهذا لم يصل الى الاسلام بمفهومه الحقيقي رأيت الذي يكذب بالدين يا محمد؟ فذلك الذين يكذبون بالدين اي باليوم الاخر وبالجزاء هؤلاء هم الذين تظهر منهم هذه الصفات كذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين وعن صلاتهم ساهون الذين هم يرءون يمنعون الماعون. كان السورة تقول من لم يكن متيقنا جازما بالدين بالجزاء يوم القيامة وكان عنده شكوك او شيء من التكذيب الباطني هو الذي تصدر منه هذه الافعال تدع اليتيم ولا يحض على اطعام الفقراء ولا يعطي الماعون ولا يهتم بصلاته ويكون اه دائما في سهو عنها ولا ينفق المال في سبيل الله. اه فهذه الاخلاق. اذا كان هناك ربط. انه من امن باليوم الاخر وبالمشاهد التي ذكرناها لليوم الاخر في جميع السور السابقة لا يمكن ان يكون بخيلا لا يمكن ان يكون بخيلا ان الانسان لربه لكنود لا يمكن ان تكون فيه هذه الخصر لانه ايمانه باليوم الاخر يسعى الى تقويم وتهذيب هذه الخصلة خصلة الشح والبخل الى ان يصل الى الكرم واعطاء الفقراء تمام؟ فاذا الذي يؤمن باليوم الاخر هو الذي توجد فيه هذه الصفات. وهذا ربط بين منظومة الاخلاق ومنظومة الاعتقاد. وبيان ان منظومة الاعتقاد كثيرة جدا في بيان هذه المنظومة وهي اكتساب الاخلاق الحميدة. فمن يؤمن بيوم الدين لا يدع اليتيم ويحض على اطعام المسكين. والذي يكذب بالدار الاخرة وليس موقنا بها تمام الايقان فهو الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ولا يعطي الماعون. بعد ذلك تأتي سورة الكوثر اه لما نهى الله عز وجل عباده عما اه يلتذ به من اراد الدنيا وزينتها من الاكثار من جمع المال والكبر والاغترار بالمال والجاه وطلب الدنيا اتبع ذلك بما منح نبيه صلى الله عليه وسلم مما هو خير مما يجمعون وهو آآ الكوثر وهو الخير الكثير. فهو فسر الكوثر ليس على لانه نار في الجنة فسره انه الخير الكثير. وهذه احد التفاسير المشهورة لكلمة الكوثر. يعني الله سبحانه وتعالى امرنا بان نعطي الفقراء والمساكين وان نحض على اطعامهم وان نعطي الماعون وان لا يكون عندنا حرص على الحياة الدنيا. والانسان الذي يدع اليتيم ولا يعض على طعام المسكين ويمنع الماعون ما سبب ذلك؟ هو الشح بالحياة الدنيا؟ الحرص عليها التكالب عليها. اكادنا الله سبحانه وتعالى يريد ان يخبر ان الخير الكثير والعطاء العظيم عنده سبحانه. وانه ما للمؤمنين في الجنات من الخير والكوثر والعطاء عظيم عظيم جدا فلا تتعلق بالدنيا. لكن هنا الكلام كان موجه النبي صلى الله عليه وسلم بالدرجة الاولى فقال سبحانه يا محمد انا اعطيناك الكوثر صل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر نعم الكلام بالدرجة الاولى موجه للنبي صلى الله عليه وسلم انا اعطيناك خيرا عظيما ينتظرك في الدار الاخرة فلا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا القي هذه الدنيا من قلبك ازهد بما عند الناس اه كن مهتما بالفقراء والمساكين لا تحبس شيئا من المال عندك فما عند الله سبحانه وتعالى وما اعده الله لك هو خير عظيم اكثر. لا يقارن اصلا بما هو في الحياة الدنيا مما عند اصحاب الاموال وهذا الكلام ليس فقط للنبي صلى الله عليه وسلم في الحقيقة وانما هو كلام لكل داعية مصلح ان لا يكون حريصا على جمع الدنيا بالدين. وانما يكون يده سخية يعطي وينفق ويبذل المال اه في وجوه الخير وفي سبيل الله سبحانه وتعالى. ولا يخشى من ذي العرش اقلالا. وليكن على علم بان الكوثر بمعنى الخير العظيم عند الله سبحانه وتعالى. وان الدار الاخرة خير من الدار من الدار الدنيا والاخرة خير لك من الاولى. لما هكذا يعني انتهت الدروس الاساسية نقول في القرآن الكريم ولما اقتضى يعني انتهى ذكر الفريقين المتردد ذكرهما في الكتاب العزيز من اوله من سورة الى هذه الصورة الى سورة الكوثر. فانت من سورة الفاتحة الى نهاية سورة الكوثر. والله سبحانه وتعالى يبين انقسام الناس الى اهل سعادة كتب الله عز وجل لهم الخير والى اهل شقاء كتبت لهم التعاسة. فاهدنا صراط الذين انعمت عليهم اهل السعادة. وغير المغضوب عليهم ولا الضالين اهل الشقاء والقرآن من اوله الى اخره وهو يبين حال من هم اهل السعادة وما صفاتهم وما خصالهم؟ وكيف يكون اللحوق بركبهم؟ ومن هم اهل الشقاق؟ ما خصالهم وما صفاتهم وما وكيف يتبرأ الانسان من من افعاله؟ وكيف هي نهايتهم؟ فالقرآن هو كما قلت لكم في اول مجلس هو يعني كل ما جاء في القرآن هو تقصير لما اجمل في سورة الفاتحة صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ما هي صراط الذين انعمت عليهم؟ ما هي مقوماتها؟ وما هي سبل الوصول اليها؟ ما الثمرة التي يرجى منها في الدنيا وفي الاخرة؟ ومن هي وما هي صراط المغضوب عليهم والضالين فخصالهم وما وكيف يتجنبها الانسان وما هي الامور التي يعني ينتظر في نهاية مآلها في الدنيا وفي الاخرة الدنيا بالعذاب وفي الاخرة آآ يعني عذاب دنيوي وعذاب اخروي دعونا نقول باختصار. ثم تأتي سورة الكافرون كانها يعني تريد ان تختم النهاية في هذا الموضوع. وتقول يا محمد صلى الله عليه وسلم. بعد كل هذا البيان والتفصيل لاحوال الفريقين اعلنها مدوية في هذا الكون قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون. الدرس المفاصل التام خلاص بعد ان تم تبيين كل شيء وبيان السبيلين وفصلهما الله سبحانه وتعالى ابدع واجمل تفصيل من خلال امثال وقصص وحكايات واوامر ومواعظ وزواجر وقوارع بعد كل ما سبق اعلنها مدوية لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم لكم دينكم ولي دين. درس المفاصلة لا تمنيع اه اه اضاعة لثوابت الملة. الوضوح التام المكاشفة المصارحة. لا يمكن ان نتنازل عن ثوابتنا عن عقائدنا او لكم السبيل اقمنا عليكم الحجج اعطيناكم البراهين فصلنا لكم احوال الفرق الان جاء وقت المفاصلة قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون وتختم السورة لكم دينكم ولي دين. نعم بلغ النبي صلى الله عليه وسلم واعطاها مدوية في هذا الكون لا اله الا الله بين واوصل هذا الدين كما اراده الله سبحانه وتعالى منه وتركنا عن المحجة البيضاء ليلها كنهارها. ثم الان جاءت اللحظة الاخيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل هذا البلاغ فتأتي سورة النصر تشير الى النبي صلى الله عليه وسلم انك بعد ان تبرأت من الكافرين واعلنت المفاصل ها هو الله سبحانه وتعالى ينصرك ويفتح عليك فتحا مبينا فتح مكة. انا فتحنا لك فتحا مبينا او عفوا اذا جاء نصر الله والفتح من ذهبت الى سورة الفتح. اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا. حينئذ يا محمد صلى الله عليه وسلم قد اقتربت نهاية قصتي موجودا في الحياة الدنيا والله سبحانه وتعالى يريد ان لجواره. فاختم حياتك بالاستغفار فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. ثم يأتي درس قصة ابي لهب ليخبر ان كل من عاند النبي صلى الله عليه وسلم. وكل من حارب هذه الدعوة وكل من وقف في وجهها حتى ولو كان من اقرب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله سينزل به سخطه وعقابه. هذا درس قصة ابي لهب تبت يدا ابي لهب وتب. ودرس ان كل من عاند وحارب وصد عن سبيل هذه الدعوة. ووقف في وجهها ولو كان يتصل بالنسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان من اقاربه ومن ذريته كل من حارب هذا الدين سينزل به الغضب لا مجاملة على ثوابت الملة. الله سبحانه وتعالى حافظ دينه. الله سبحانه وتعالى متول اولياءه. وهذه نهاية كل معاند مؤذ لله ورسوله تبت يدا ابي لهب وتب. ما اغنى عنه ما له وما كسب. سيصلى نارا ذات لهب. امرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ثم تأتي سورة الاخلاص كانها بداية الختام. للموضوع الجميل الذي ابتدأته سورة الفاتحة الان يختم في سورة الاخلاص ليعلم الجميع ليعلم كل المخلوقات من الجن والانس والجمادات ومن في البحر ومن في البرية ومن في الكون ومن في في كل العوالم. اعلموا جميعا قل هو الله احد لا احد معه مسيطر لا احد معه حاكم لا رب سواه لا معبود يستحق العبادة الا هو قل هو الله احد انفرد بالاحدية والصمدية ولم يكن له كفوا احد لا مثيل ولا نظير ولا شبيه ولم يكن له كفوا احد فطوبى لمن استوضح اي هذا الكتاب العظيم واتى الامر من بابه ففهم هذه الوحدانية. هذا هو الصراط الصراط المستقيم هو ان تؤمن بان الله هو الاحد. ان الله هو الصمد وان الله ليس له كفوا احد. فتعمل من اجل الله وتسعى وتكدح في هذه الحياة الدنيا لرضاه عز وجل. ثم بعد ذلك انتهى هذا الكتاب فيقول ولما كمل مقصود الكتاب طه عظيم رحمة الله آآ بعباده لما انزل عليهم هذا الكتاب العظيم ليتدبروا به وليعرفوا به الطريق الى الله سبحانه وتعالى اكتمل المقصود كان كمال هذا المقصود بهذا الاعجاز بهذا البهاء بهذا الرونق بهذا الجمال. كان مظنة وقوع الحسد. يقول ابن الزبير ان يحسد الناس واليهود خصوصا فهم اهل الحسد المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم على هذه النعمة العظيمة نعمة انزال الكتاب على هذا الرسول العربي الامي الله سبحانه وتعالى امر نبيه بالاستعاذة به والالتجاء اليه. وفعلا فان اليهود سحروا النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل المشؤوم نبيل ابن الاعصم. وكانوا تدونه على نعمه العظيمة ويحسدون امة العرب. ان بعث الله عز وجل فيهم هذا النبي العربي. وانزل عليه هذا الكتاب المبين. فكان من المناسب للختام ان الله سبحانه وتعالى بالاستعاذة من شر الحاسدين ومن شر الانفس النفاثات في العقد الساحرة. من ان من شر كل مخلوق على هذه الارض يبث شره فجاءت آآ صور الاستعاذة آآ تخبر الانسان باهمية الالتجاء والاعتصام الى الله سبحانه في امور الحياة. لكن سورة الفلق ركزت على الاستعاذة من الشر الظاهر. وسورة الناس ركزت على الاستعاذة من الشر الباطن. لذلك لو لاحظتوا سورة الفلق قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اي الليل اذا وقب اذا ادلهم سواده ومن شر النفاثات. وابن القيم يقول المراد النفاثات اي الانفس النفاثات في العقد. الانفس النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد. فامر بالاستعاذة من الشرور الظاهرة التي المراد بالظاهرة التي مصدرها من خارج الانسان. هذا اقصد الشرور الظاهرة التي مصدرها من خارج الانسان. ثم تأتي سورة الناس الاستعاذة من الشر الباطن الذي مصدره من داخلك الوساوس والخطرات قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس. لاحظوا الشر الذي يأتي من داخلك من شر توانس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس لان الذين يوسوسون في صدور الناس شياطين الجن وشياطين الانس وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. فالشياطين نعم وان كان الاصل فيها انها جنية لكن هناك شياطين ايضا من الانس كرفقاء السوء. فلاحظوا سورة الفلق ركزت على الاستعاذة من الشر الذي مصدره خارج الانسان. وسورة الناس استعاذت من الشر الذي مصدره من داخل الانسان في الجملة في الجملة الوساوس والخطرات فبهذا الالتجاء وبلا هذا الاعتصام يكتمل عقد هذا الكتاب العظيم كتاب مميز في الحقيقة فوائده جمة. اه طبعا ما من كتاب بشري الا عليه ملاحظات لا يخلو منها. لكن الطريقة التي سردنا فيها هذا الكتاب آآ ومررنا على القرآن من سورة الفاتحة الى سورة الناس حاولنا ان نختصر الحكاية برؤوس اقلام لكن ما بعد هذا الاختصار عليكم انتم ان تلجوا رويدا رويدا في هذا الكتاب لتقفوا على الاسرار العظيمة. نحن فقط وضعنا القواعد العامة. يعني طرقنا الابواب الان بالمرحلة القادمة مرحلة فتح هذه الابواب للولوج الى اسرار اجمل واعظم واحلى اه من خلال التدبر مع كل اية اية وفي اجواء كل سورة سورة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا. يا رب العالمين واعنا على الاستمرار في درب العلم والتعلم والوقوف على كنوز كلامك انك ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم