بسم الله الرحمن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا المجلس فيه قراءة كتاب آآ ابن القيم رحمه الله تعالى او بالاصح برسالة ابن القيم رحمه الله تعالى الى بعض اخوانه او الى احد اخوانه وهذه الرسالة كتبها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهو الامام العلامة المحقق محمد بن ابي بكر بن ايوب الزرعي ثم الدمشقي ابو عبدالله شمس الدين ابن قيم الجوزية ويقال له اختصارا ابن القيم رحمه الله تعالى والجوزية هي مدرسة كان ابوه قيما لها والقيم هو المدبر لشؤون المدرسة المتصرف في اوقافها. زي المدير في عرف اهل العصر او الناظر في عرف اهل العصر وقد ولد رحمه الله تعالى سنة احدى وتسعين وستمائة. وتوفي رحمه الله تعالى ليلة الخميس ثالث عشر شهر رجب سنة احدى خمسين وسبعمائة وله من العمر ستون سنة فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وهو اجل آآ تلاميذ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى عليهما وهذا الكتاب او هذه الرسالة هي كتاب ارسله الامام ابن القيم رحمه الله تعالى الى احد اخوانه وهي وصية جامعة ونصيحة نافعة عليها انوار الوحين وهي معدودة من جملة المكتوبات بين اهل العلم يعني لم تكتب على وضع التصنيف لكن الامام ابن القيم رحمه الله اظهر فيها جملا من التقاسيم النافعة والمشاهد الايمانية اللامعة بما نظيره في بقية تصانيفه فهذه رسالة عليها حلاوة ومن ذاقها مرارا عرف ما فيها من الطلاوة يعني يعني نرجو ان شاء الله تعالى ان نقف على بعض معانيها. آآ وان نتدارسها باذن الله تعالى في بعض المجالس القادمة. ونسأل الله تعالى ان ينفعنا بما فيها. وان يرزقنا الله عز وجل العمل بها تفضل يا عبد الرحمن بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. يقول المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الله المسئول المرجو الاجابة ان يحسن الى الاخ علاء الدين في الدنيا والاخرة وينفع ابيه ويجعله مباركا اينما كان. فان بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ونصحه لكل من اجتمع به. قال الله تعالى اخبارا عن المسيح عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنت اي معلما للخير داعيا الى الله مذكرا به مراغبا في طاعته فهذه من بركة الرجل فمن خلا من هذا فقد خلا من البركة ومحقت بركة لقائه والاجتماع به بل تمحق بركة من بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به. فانه يضيع الوقت في المجريات. ويفسد القلب وكل افة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت. وفساد القلب وتعود بضياع حظه من الله. ونقصان درجة درجته ومنزلته عنده ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال احذروا مخالطة من تضيع من تضيع مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فانه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفطرت على العبد اموره كلها ان فرطت على العبد اموره كلها وكان ممن قال الله فيه ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا اه ومن تأمل حال هذا القلق وجدهم كلهم الا اقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى واتبعوا اهواءهم صارت امورهم ومصالحهم فرطا. اي فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصالحهم واشتغلوا بما لا ينفعهم. بل يعود بضررهم عاجلا واجلا وهؤلاء قد امر الله سبحانه رسوله الا يطيعهم. فطاعة الرسول لا تتم الا بعدم طاعة هؤلاء فانهم انما يدعون الى ما يشاكلهم من اتباع الهوى والغفلة عن ذكر الله والغفلة عن الله والدار الاخرة متى متى متى تزوجت باتباع الهوى تولد ما بينهما كل شر. تولى. تولد ما بينهما كل شر فكثيرا ما يقترن احدهما بالاخر ولا يفارقه ومن تأمل فساد احوال العالم عموما وخصوصا وجدها وجده ناشئا عن هذين الاصلين. فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به. فيكون من الضالين واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وارادته واتباعه فيكون من المغضوب عليهم طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بدأ الامام ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الرسالة بالدعاء الى اخيه وهذا مما ينبغي بين الاصحاب والاخوان ان يدعو بعضهم لبعض وان يتعاهد بعضهم بعضا بالدعاء و اه يعني بالصلة بهذا الدعاء وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان الانسان اذا دعا لاخيه فان الله عز وجل يوكل ملكا يقول آآ امين ولك بمثل فينبغي على الانسان ان يتعاهد اخوانه بالدعاء وهذا من من عادة السلف وعهدهم. وكان بعض السلف يكتب قائمة باخوانه يدعو لهم كل ليلة كان يكتب قائمة باخوانه يدعو لهم كل ليلة يدعو لهم كل ليلة قائمة كاملة من اخوانه واصحابه واصحاب الحق عليه يدعو لهم آآ كل آآ كل ليلة وبخاصة اذا كان ان هذا الاخ ممن اه له حق على اخيه او علم اه او علمت انه يقع في كرب او يقع في هم او يحتاج الى مثل هذا الدعاء يحتاج الى تنفيس الكرب ونحو ذلك. فينبغي على الانسان ان يتعهد اخوانه بذلك فبدأ الامام ابن القيم رحمه الله تعالى بالدعاء لهذا الاخ اللي هو علاء الدين في الدنيا والاخرة. دعاء الرب سبحانه وتعالى ان يحسن الى اخيه الدنيا والاخرة وان ينفع به وان يجعله مباركا اينما كان ثم تخلص الامام ابن القيم رحمه الله تعالى بذكر ما معنى البركة يعني هذا الدعاء دعاء جليل ان يدعو الانسان لاخيه بالبركة فهذا دعاء جليل فذكر ان بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل. ونصحه لكل من اجتمع به. وهذه هي مرتبة عيسى عليه الصلاة والسلام فان الله عز وجل قال عنه وجعلني مباركا اينما كنت. يعني معلما للخير وداعيا الى الله مذكرا به. مرغبا في طاعته. هذه بركة الرجل. ليست بركة الرجل في درهمه وديناره. ولا في قوله وبيانه. وانما بركته في تعليمه للخير دايته الناس الى الحق واذا خلا العبد من هذه البركة فقد محقت بركة لقائه والاجتماع به. وضاع على من لقيه خير كثير واثر على صحبته لمثل هؤلاء ضاع عليه وقته وفسد عليه قلبه. فالانسان لابد ان يختار الانسان المبارك الذي آآ الذي يجد بركة صحبته في في في آآ سفره. يجد بركة صحبته في صحبته في مجالسته يجد بركة صحبته في الانتفاع به في تعلمه منه لابد ان يتلمس الانسان هذه البركة آآ من اهل الخير فلذلك هو ذكر ان بركة الرجل ان اعظم بركة ينالها الانسان من صحبة هذا الانسان المبارك ان يتعلم منه الخير وان ينصحه هذا الانسان ان ينصحه وان يقومه وهذا مما يعود على الناس بالوبال في هذه الايام. فان الانسان اذا صحب في هذه الايام احدا ونصحه هذا الانسان فانه سرعان ما ما يبتعد عنه يبتعد عنه ويجانبه ويفارقه بل ربما عاداه ربما عاداه. انا اعرف بعض طلبة علم وذهب عند بعض الشيوخ فنصحوا هذا الشيخ واشتد عليه فتركه هذا الطالب وهجره وتكلم فيه بسوء وما تكلم فيه بسوء الا اظهارا لسوء ما في قلبه. والا فان هذا لا يضر الشيخ في شيء. لما كان ذهب بعض علماء الى ابي الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى وكانت دار قطني رحمه الله قد وقع قد تكلم عن سوء حفظ بعض من يتبعه هذا العالم ابو الحسن السيمري وتكلم ابو حنيفة عن بعض تكلم دار قطني عن بعض الحنفية بعض اصحاب ابي حنيفة فترك الصيمري مذهب او او مجلس آآ الدار قطني رحمه الله تعالى. وانصرف عنه ثم ماتت دار قطني رحمه الله تعالى واحتاج الصيمري الى علم الدارقطني فاخذه من تلاميذه ثم قال كلمة عظيمة. قال ايش ضر ابا الحسن الانصرافي ايش ضر ابا الحسن الانصاري؟ انا مشيت وتركت الدرس ما الذي ضرت دار قطني؟ ان انا مشيت وتركت الدرس ما الذي ضره؟ لم يضره لم يضر دار قطني لم ينضر في شيء. وانما الذي انضر حقيقة هو الذي ترك مجالسته. الذي ترك مجالسة الدار قطب زلك السلف كانوا غاية كانوا اذا علموا الانتفاع من احد فانهم يكونون في غاية القرب منه آآ الامام آآ ابن حبان البستي رحمه الله تعالى الامام العظيم العلم الحافظ الكبير كان يمشي مع الامام اه ابن خزيمة رحمه الله تعالى فسأله سأل الامام مم. ابن خزيمة رحمه الله تعالى فاضجره فقال له الامام ابن خزيمة رحمه الله تعالى تنحى عني يا باري قال له تنحى عني يا بارد فاخذها آآ الامام آآ الامام آآ ابن حبان واراد ان يكتبها فقال له ما تكتب؟ قال اكتب كل شيء خرج من الشيء قال اكتب كل شيء خرج من الشيخ فلابد ان الانسان يعرف هذا الامر لابد ان الانسان يعرف هذا الامر وان الانسان آآ لا يفرط في صحبة من يجد اثر بركته عليهم لا يفرط في صحبة من يجد اثر بركته عليه فقال رحمه الله تعالى ان كل افة تدخل على العبد فسبب هذه الافة ضياع الوقت وفساد القلب لان نفس الانسان ان لم تشغلها بالطاعة شغل شغلته بالمعصية وهذا باب فساد القلب والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فاشار بذلك الى ضياع القلب. فكل افة تسري الى العبد في نفسه فانها من ضياع وقته وفساد قلبه. واذا استحكم هذا في حق العبد ضاع عليه حظه من الله ونقصت درجته ضاع عليه حظه من الله ونقصت درجته. ولذلك كان السلف رحمهم الله تعالى يعتنون بحفظ اوقاتهم واغتنام اعمالهم. بما يقربهم الى الله عز صيانة لقلوبهم وحرصا على حظهم من ربهم آآ وكانوا يعني ينتفعون بهذا ولذلك نقل المؤلف آآ رحمه الله تعالى ان بعض الشيوخ الصالحين قال لبعض اصحابه احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فانه متى ضاع الوقت وفسد القلب ان فرطت على العبد الامور كلها وكان ممن قال الله فيه ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره ايه؟ وكان امره فرطا كان امره فرط غير مستغن للحسنات ولا مستقل من السيئات غير مستغنم للحسنات لا يخسر على حسنات كثيرة. لا يعتبر الحسنات غنيمة له ولا مستقل ولا مستقل من السيئات ولذلك ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان حال اكثر الخلق على هذا الوجه غفل قلبه عن ذكر الله واتبع هواه وصارت امورهم ومصالحهم فرطا فرطوا فيما ينفعهم ويعود عليه بصلاحهم واشتغلوا وبما لا ينفعهم بل ربما عاد عليهم بالضرر العاجل والاجل. وهؤلاء قد امر الله سبحانه رسوله بالا يطيعهم فمن طاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم اتباعه في هذا. والوصية بوصية الله سبحانه وتعالى التي اوصاه اياها بالا يميل الى هوى ولا لان اعظم شيء قد يصاب به الانسان الغفلة عن ذكر الله. والدار الاخرة وكما ذكر هنا رحمه الله ان الغفلة عن ذكر الله والدار الاخرة متى تزوجت باتباع الهوى تولد بينهما كل شر تولد بينهما كل شر وكثير ما يقترن احدهما بالاخر ولا يفارقه. فبئس الزوجان هما ومن ومن تأمل فساد احوال العالم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الاصلين. اما الغفلة عن ذكر الله واما باع الهوج. فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعمل به. فيكون فيه شبه من من النصارى من الضالين الذين عملوا لله لكنهم عملوا لله بغير ايه بغير علم وهذا فيه اهمية العلم لان الانسان ان لم يتعلم فانه يصير الى الضلال والعياذ بالله لزلك سيدنا الامام علي رضي الله تعالى عنه وارضاه يقول الناس اما عالم او متعلم على سبيل النجاة او همج رعاع اتباع كل نعم لم يستضيئوا بنور العلم ولم يأخذوا منه بطرف فاما ان تكون عالما واما ان تكون متعلما على سبيل نجاة لابد ان يتعلق الانسان بالعلم النافع. لابد ان يتعلم الانسان الخير لابد ان يتعلم الوسائل الخير. فان لم يتعلم الانسان الخير وعمل سيقع في الضلال. لان النصارى عملوا لكنهم لم يعملوا بحق لم يعملوا بحق. وقد قال الله عز وجل هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة؟ عاملة ناصبة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية فساد العالم كما يقول الامام ابن القيم اما من غفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعمل به ويكون فيه شبه من النصارى واما اتباع للهوى يصد عن قصد الحق ومن اخطر ما يكون ان يتبع الانسان هواه ويزعم انه يتبع الشرع ان يلبس الانسان الشرع ان يلبس الانسان هواه لباس الشرع ويظن ان هذا هو الشرع فهذا يكون فيه حال من اليهود الذين كان عندهم علم من الحق لكنهم اتبعوا اهواءهم ركبوا سفن الهوى تباعدوا بينهم وبين اتباع الشريعة فصاروا مغضوبا عليهم فصاروا مغضوبا عليهم. فعلى الانسان ان يجتهد في تصحيح عمله وفي تصحيح تصوره وتصحيح تصوره مقدم على تصحيح عمله. لان العمل لا يصح الا بتصور صحيح. ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول فاعلم انه لا اله الا الله قال الامام البخاري رضي الله عنه قدم العلم على كلمة التوحيد فاعلم انه لا اله الا الله. قدم العلم على كلمة التوحيد. فينبغي على الانسان ان يظل متعلما طيلة حياته. هذا هو الشيء الذي يضمن للانسان انه يمشي على طريق مستقيم انه يمشي على هدى من الله عز وجل. انه يمشي على على استقامة من ربه سبحانه وتعالى طب واما المنعم عليهم فهم الذين من الله عليهم بمعرفة الحق علما وبالانقياد اليه وايثاره على ما سواه وعملا وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ومن سواهم على سبيل الهلاك. ولهذا امرنا الله سبحانه ان نقول كل يوم وليلة عدة مرات اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فان العبد مضطر كل الاضطرار الى ان يكون عارفا بما ينفعه في معاشه ومعاده. وان يكون مؤثرا مريدا لما ينفعه ومجتنبا لما يضره. فبمجموع هذين يكون قد هدي الى الصراط المستقيم. فان فاته معرفة ذلك سلك سبيلا الضالين وان فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عليهم وبهذا يعرف قدر هذا الدعاء قدر هذا الدعاء العظيم وشدة الحاجة اليه وتوقف سعادة الدنيا والاخرة عليه. والعبد مفتقر الى الهداية في كل لحظة ونفس. في جميع ما يأتيه ويذر فانه بين امور لا ينفك عنها احدها امور قد اتاها على غير وجه الهداية جهلا فهو محتاج الى ان يطلب الهداية الى الحق فيها او يكون عارفا بالهداية فيها فاتاها على غير وجهها عمدا فهو محتاج الى التوبة منها او امور لم يعرف وجه الهداية فيها علما ولا عملا. نعم ففاتته الهداية الى علمها ومعرفتها والى قصدها وارادتها وعملها او امور قد هدي اليها من وجه دون وجه فهو محتاج الى تمام الهداية فيها او امور قد هدي الى اصلها دون تفاصيلها فهو محتاج الى هداية التفصيل او طريق قد هدي اليه وهو محتاج الى هداية اخرى فيها. فالهداية الى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء اخر الا ترى ان الرجل يعرف ان طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا. ولكن لا يحسن ان يسلكه. فان ان سلوكه يحتاج الى هداية خاصة في خاصة في نفس السلوك. كالسير في وقت كذا دون وقت كذا واخذ الماء فيما فازة كذا مقدار كذا والنزول في موضع كذا دون كذا فهذه داية في نفس السير قد يهملها من هو بان الطريق هي هذه فيهلك وينقطع عن المقصود وكذلك ايضا ثم امور هو محتاج الى ان يحصل له فيها من الهدايا من الهداية في المستقبل في المستقبل مثلما حصل له في الماضي وامور هو خال عن اعتقاد حق او باطل فيها. فهو محتاج الى هداية الصواب فيها وامور يعتقد انه فيها على هدى وهو على ضلالة ولا يشعر. فهو محتاج الى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله واموره وامور قد وامور قد فعلها على وجه الهداية. وهو محتاج الى ان يهدي غيره اليها. ويرشده وينصحه فاهماله ذلك يفوت عليه من الهداية بحسبه. كما ان هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب بداية. فان الجزاء من جنس العمل. من جنس العمل. فكلما هدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه. فيصير هاديا ما كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وغيره. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين كلاما لاوليائك حربا لاعدائك نحب بحبك من احبك ونعادي بعداوتك من خالفك نعم قال رحمه الله تعالى واما المنعم عليهم هم الذين من الله تعالى عليهم بمعرفة الحق علما وبالانقياد اليه وايثاره على ما سواه عملا هو ذكر رحمه الله تعالى ان المنعم عليهم هم البريئون من هاتين العلتين فان هاتين العلتين الغفلة واتباع الهوى حظ المغضوب عليه من الضالين وقد اقتسموها بينهم اما المنعم عليهم ممن هداهم الله عز وجل فهم الذين دلهم الله الى الحق هم الذين دلهم الله الى الحق واعانهم على العمل بهذا الحق فكانوا جامعين بين هذين المطلبين العظيمين. عرفوا ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم واثروا هذا الذي عرفوه على كل شيء. فحصل لهم بذلك سلوك سلوك الصراط المستقيم. صراط الذين انعم الله عز وجل عليهم غير المغضوب عليهم ولا ولا الضالين لزلك ربنا سبحانه وتعالى امرنا في هذه الاية وهذه اية عظيمة. وقد تكلم عليها بكلام يعني غاية في الروعة. الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ايضا في كتابه بدائع الفوائد في كتابه بدائع الفوائد في الجزء الثاني صفحة ربعمية وستة. تكلم عن هذه الاية تحديدا اهدنا الصراط المستقيم. تكلم عليها بكلام يعني اه بكلام كبير وتقريبا استغرقت يعني صفحات كثيرة جدا استغرقت اكتر من مئتي صفحة تقريبا. الكلام على على فقط اياك نعبد واياك نستعين او يمكن يعني لا ادري الان على حسب الطبعات. لكن استغرقت آآ استغرقت كلاما طويلا من الامام ابن القيم رحمه الله تعالى عن فوائد هذه فوائد هذه الاية اهدنا الصراط المستقيم لان هذه الاية عامة في جميع طبقات المنعم عليه هذه الاية اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم فصراط الذين انعمت عليهم جعل الاية هنا في جميع طبقات المنعم عليه لو اتى هنا باسم خاص لكان لم يكن فيه سؤال الهداية الى صراط جميع المنعم عليه لكن اتى بالاسم العام اتى بالاسم العام لذلك اتى اتى بسلوكي ان المسئول ان المسئول ان يهدى العبد الى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كل من انعم الله عز وجل عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وهذا اجل مطلوب واعظم مسؤول ولو عرف الداعي قدر هذا السؤال لجعله اجيرا وقرنه بانفاسه لان هذا السؤال لم يدع شيئا من خير الدنيا والاخرة الا تضمنه لم يدع شيئا من خير الدنيا والاخرة الا تضمنه. ولهذا لما كان هذا السؤال اهدنا الصراط المستقيم بهذه المثابة افاضه الله على جميع عباده. وهذا من نعمة الله من نعمة الله انه فرض هذا السؤال على جميع عباده فرضا متكررا في اليوم والليلة لا يقوم غيره مقامه لا يقوم غيره مقامه. وده تستفيد منه ليه عينت الفاتحة في الصلاة وان ما فيش عوض يقوم مقام الفاتحة في الصلاة لا عوض يقوم مقام الفاتحة في الصلاة. ومن هنا ايضا تعلم لما كانت الفاتحة لمكانة الفاتحة آآ افضل سور القرآن الكريم لان هذه الاية فقط هذه الآية فقط فيها من المسائل والقضايا ما يعجز الانسان اصلا انه انه يحيط بها حتى في قوله سبحانه وتعالى صراط الذين انعمت عليهم. لم يقل صراط المنعم عليهم وهو قال ذلك في المغضوب عليهم. قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم لم يقل صراط المنعم عليهم كما قال المغضوب عليهم وهذا جار على طريقة القرآن المعهودة. ان افعال الاحسان والرحمة والجود تضاف الى الله سبحانه وتعالى. فيذكر فاعلها منسوب اليه لا يبنى الفعل معها للمفعول فاذا جاء الى افعال العدل والجزاء والعقوبة حذف الفاعل وبنى الفعل معها للمفعول ادبا في الخطاب واضافة الى الله اشرف قسمي افعالك فمنه هذه الاية. لذلك قال سبحانه وتعالى المغضوب عليهم. وقال في الاحسان الذين انعمت عليهم. ده نظير قول الخليل الله وسلامه عليه الذي خلقني وهو يهديه والذي هو يطعمني ويسقين. واذا مرضت فهو يشفين فنسب الخلق والهداية والاحسان بالطعام والسقيا الى الله. لكن لما جاء الى المرض قال واذا مرضت لم يقل امرضني وقال فهو يشفين. وقال مؤمني الجن حكاية عن مؤمني الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فنسبوا ارادة الرشد الى الرب وحذفوا فاعل ارادة الشر وبنوا الفعل للمفعول. وقال الخضر عليه الصلاة والسلام فاردت ان فاضاف العيب الى نفسه وقال في الغلامين فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما. وده من الطف المعاني وادقها لزلك حتى ربنا سبحانه وتعالى يقول حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وقال واحل لكم ما وراء ذلكم لكن تأمل صرح بالتحريم في قوله فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم صرح بفاعل التحريم في هذا الموضع. وقال في حق المؤمنين حرمت عليكم الميتة والدم. وهذا من الطف ما يكون هذا من الطف ما يكون في في كتاب الله عز وجل فلذلك آآ ربنا سبحانه وتعالى قال صراط الذين انعمت لان الانعام ايضا يستوجب شكر المنعم واصل الشكر ذكر المنعم والعمل بطاعته فكان من شكر الله ان يبرز الضمير ان يؤتى بالضمير البارز المتضمن لذكره تعالى الذي هو اساس الشكر فكان في قوله انعمت عليهم من ذكره واضافة النعمة اليه ما ليس في ذكر المنعم عليهم. لو قاله لو قال صلاة المنعم عليك صلاة المنعم عليك. فتضمن هذا اللفظ الاصلين الشكر والايه الشكر والذكر المذكوران في قوله تعالى فاذكروني اذكركم. واشكروا لي ولا تكفرون ايضا قال صراط الذين انعمت عليهم لان النعمة بالهداية الى الصراط لله وحده وهو المنعم بالهداية دون ان يشركه احد في نعمته فاقتضى ان يختص بها اختصاصا بحيث تضاف اليه بوصف الافراد فيقال انعمت عليهم اي وحدك المنعم المحسن المتفضل. واما الغضب فان الله سبحانه وتعالى غضب على من لم يكن من اهل الهداية الى هذا الصراط وامر المؤمنين بمعاداتهم وهذا يستلزم غضبهم عليهم ايضا. موافقة لغضب ربهم عليهم فموافقته تعالى تقتضي ان يغضب على من غضب عليه. ويرضى عن من رضي عنه. فيغضب لغضبه ويرضى لرضاه. ودي حقيقة العبودية فاليهود غضب الله عليهم تحقيق بالمؤمنين ان يغضبوا عليهم فحذف فعل الغضب وقيل المغضوب عليه. لان للمؤمنين نصيب من هذا الغضب المؤمنين لهم نصيب من غضبهم على من غضب الله عليه بخلاف الانعام فان الانعام لله وحده وهذه نكتة بديعة هذه نكتة بديعة. وايضا المغضوب عليهم في مقام الاعراض. وترك الالتفات اليهم. والاشارة الى نفس الصفة التي له انتصاري عليهم. انما اهل اهل النعمة في مقام الاشارة اليهم. وتعيينهم والاشادة بذكرهم. فلذلك قال صراط الذين انعمت عمت عليهم. لكن قال في في غير المغضوب فذكر الالف ولا ايه ذكر الالف واللام مع ان الالف واللام نفسها زي الذين لكن ليست مثل الذين في التصريح والاشارة الى تعيين ذات المسمى ده الفرق بين الاسم الموصول التعريف بالالف واللام. انت لما تقول الذين فعلوا معنى القوم الذين فعلوا. لكن لما تقول الضاربون والمضروبون ليس فيه ما في قولك الذين ضربوا او ضربوا الذين انعمت عليهم اشارة الى تعريفهم باعيانهم وقصد ذواتهم بخلاف المغضوب عليهم. فالمقصود التحذير من صفاتهم والاعراض عنهم. وعدم الالتفات اليهم وعدم الالتفات اليهم. لذلك قال ابن القيم رحمه الله ان العبد مفتقر الى الهداية في كل لحظة ونفس بجميع ما يأتيه ويدعو. لان العبد اما امور اتاها على غير وجه الهداية جهلا واحد جاهل وهو بيعمل حاجة ما يعرفش وجه الهداية فيها. فهو يحتاج الى طلب الحق فيها واما ان يكون عارفا بالهداية فيها فاتاها على غير وجهها عمدا. فهو محتاج الى التوبة منه. ممكن عارف الهداية بس ضل عنها. حاد عنها. الاول ما يعرفش الهداية. فهو محتاج انه يعرفها. فلزلك يقول يا رب اهدني. اهدنا الصراط المستقيم تاني عارف بس لم يأتها. فلذلك هو يحتاج ايضا ان يقول اهدنا الصراط المستقيم وهناك امور لم يعرف وجه الهداية فيها لا علما ولا عملا. ففادته ففاتته الهداية الى علمها ومعرفتها. والى قصدها وارادتها وعملها فهذا يحتاج ايضا الى ان يقول اهدنا او امور هدي اليها من وجه دون وجه حصل عنده اضطراب فيها فهو يحتاج ايضا الى ان يقول اهدنا يعني اتم هدايتك علينا او امور هدي الى اصلها دون تفاصيلها. فهو يحتاج الى معرفتها على التفصيل. او امور هدي اليها وهو يحتاج سئل هداية اخرى فيها. ممكن واحد ربنا يهديه للعلم ممكن واحد ربنا يهديه للعلم لكنه لا يهدى الى تفاصيل طريق التعلم فيحتاج الى دعاء ربه ان يهديه الى تفاصيل الطريق ممكن واحد عارف العلم ويسبق طريق العلم لكنه يسلكه على غير هدى. فيحتاج الى دعاء ربه ان يقول اهدنا الصراط المستقيم يقين وامور يحتاج الى ان يحصل له فيها في المستقبل ما حصل له في الماضي. ان هو ربنا هداه وارشده الى الطريق ومضى عليه لكنه يحتاج الى الثبات عليه. يحتاج الى هذه الهداية مستقبلا. فلذلك هو يقول اهدنا الصراط المستقيم هو خال عن اعتقاد حق وباطل فيها فيحتاج الى معرفة الصواب لا يدري هل هؤلاء على الصواب؟ هل هؤلاء على الصواب؟ هل هؤلاء هم الحق؟ هل هؤلاء هم الحق؟ فيحتاج الى الهداية فيهم وامور يعتقد انه على هدى وهو على ضلالة ولا يشعر فهو يحتاج الى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله. وامور فعلها على وجه الهداية لكنه يحتاج الى ان يهدى اليها غيره الى ان يرشد غيره اليها الى ان ينصح غيره بعملها. فاهماله ذلك يفوت عليه من من الهداية زلك سبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. لان الانسان اذا وكل الى نفسه طرفة عين فقد هداية الله سبحانه وتعالى وكان على شفا هلكه وكان على شفا على شفا هلك. ولزلك ذكر الامام ابن القيم رحمه الله اصل عظيم من اصول الطريق الى الله سبحانه وتعالى. ان الانسان اذا هدي الى خير وعلم انه على خير فلابد ان يصطحب معه في هذا الطريق من يعينه على هذا الخير لذلك قال هداية العبد لغيره ونصح العبد له يفتح له ايضا باب الهداية اذا اراد الانسان ان يثبت على نوع من انواع الخير فليدعو غيره الى هذا الخير. فانه يثبت الخير يثبت هذا الخير في قلبه الذي يتصدى لهداية الناس وتعليمهم ودلالتهم يفتح الله عز وجل له يفتح له بابا من ابواب الخير. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. وهذا الدعاء من الامام ابن القيم الذي ذكره الامام ابن القيم رحمه الله هو دعاء مركب من حديثين لا يخلو احدهما من مقال لكن معنى جميل انه يدعو بزينة الايمان وان يجعله الله عز وجل هاديا وان يجعله الله عز وجل هاديا ايه؟ هاديا مهديا. لذلك يحتاج الانسان ان يقول في كل طرفة عين اهدنا الصراط المستقيم تراغى الذين انعمت عليهم غيري غير المغضوب عليهم ولا الضالين. غير المغضوب عليهم وهم اليهود ولا الضالين وهم النصارى. وده مش اليهود والنصارى بس لأ ده ده اليهود والنصارى وكل من اتى بما يأتي به اليهود والنصارى. الهداية بداية عامة في هداية عامة مشتركة بين الخلق الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هذا كل عضو من الانسان له هداية تليق به. وكل نوع من الحيوان له هداية تليق به هدي الرجلين المشي واليدين البطش واللسان الكلام والاذن الاستماع هذا هديها هدي النحل ان تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومن الابنين هذه هي الهداية منين هذه هي الهداية العامة هناك هداية تسمى بهداية الدلالة والبيان والتعريف لنجدي الخير والشر وطريقي النجاة والهلاك والهداية ديت لا تستلزم الهدى التام لا تستلزم الهدى التام. لزلك ربنا يقول واما ثمود واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهود. وربنا سبحانه وتعالى يقول وانك لتهدي الى صراط مستقيم. هذا هو النوع الثاني من انواع الهداية. وهناك هداية التوفيق والالهام وهي الهداية المستلزمة للاهتداء. فلا يتخلف عنه وهي المذكورة في قوله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء انك لا تهدي من احببت وقال سبحانه وتعالى في اثبت له هداية الدعوة والبيان وانك لتهدي الى صراط مستقيم. لكن هداية التوفيق ديت لأ وهناك هداية رابعة هناك هداية رابعة وهي غاية هذه الهداية وهي الهداية الى الجنة والنار اذا سيق اهلهما اليهما ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم. وقال اهل الجنة فيها الحمدلله الذي هدانا لهذا وقال اهل النار وقال سبحانه وتعالى عن اهل النار احشروا الذين ظلموا ازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم وهذه هي الهداية هذه هي الهداية الرابعة. فلابد ان يطلب العبد من الله عز وجل ان يهديه الصراط المستقيم الصراط المستقيم مع تنوع اقوال المفسرين في هذه في هذا الصراط المستقيم الا ان حقيقته شيء واحد فقط وهو طريق الله الذي يرتضيه لعباده موصلا لهم اليه لا طريق اليه سواه. كل الطرق مسدودة على الخلق الا طريق الله الذي نصره على السن رسله وجعله موصلا لعباده اليه. وهو افراده بالعبودية وافراد رسوله بالطاعة فلا يشرك به احد في عبوديته ولا يشرك برسوله صلى الله عليه وسلم احدا في طاعته فيجرد التوحيد ويجرد متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام السعادة والفلاح مجموع كل السعادة والفلاح. مجموع في شيئين. صدق محبته وحسن معاملته طبق محبته وحسن معاملته. وهذا هو معنى لا اله الا الله محمد رسول الله هذا هو معنى لا اله الا الله محمد رسول الله قل ما شئت من العبارة احسن العبارات واصدق العبارات لا اله الا الله محمد رسول الله. علوم واعمال ظاهرة وباطنة مستفادة من مشكلة النبوة. متابعة رسول الله ظاهرا وباطنا علما الاقرار لله بالوحدانية والاستقامة على امره. الصلوات الخمس حب ابي بكر وعمر. اركان الاسلام كل هذه الاقوال تمثيل تنويع ليست تفسيرا مطابقا هي جزء من اجزائه. لكن حقيقته الجامعة هي الموجودة في قوله لا اله الا الله محمد رسول الله لكن يحتاج الانسان الى التأمل في هذه في هذا الدعاء مرة بعد مرة. نكتفي بهذا القدر ونستأنف ان شاء الله تعالى التعليق على على هذه الرسالة المباركة فيما يلي ان شاء الله تعالى من المجالس. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله. والحمد لله رب العالمين