الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب هدى وزكرى لاولي الالباب واودعه من العجائب العجب العجاب جعله حاليا بالاحرف السبعة وكمال الشرعة وفصل الخطاب والصلاة والسلام على النبي الاواب مبلغ الكتاب وعلى الال والاصحاب. صلاة تدوم الى يوم الحساب ويكون لنا بها عند الله جلفة وحسن مآب وبعد فان الله سبحانه وتعالى جعل القرآن هاديا ومبشرا ونزيرا وقد ذكرنا ان الله سبحانه وتعالى فضل بعض سور القرآن على بعض وجاء التفضيل على لسان النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا فمن الفعل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يردد بعض السور دون بعض ومن السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تردادها سورة الغاشية الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الجمعة بسورتين يقرأ بسورة الاعلى سبح اسم ربك الاعلى ويقرأ بسورة الغاشية هل اتاك حديث الغاشية وسورة الغاشية من السور المكية باتفاق اهل العلم. سورة الغاشية سورة مكية باتفاق اهل العلم وقد ذكرنا في تفسير سورة الانسان معنى القرآن المكي او معنى ان السورة مكية سورة الغاشية سورة مكية باتفاق اهل العلم وعدد اياتها باتفاق اهل العد ايظا ستة وعشرين اية يعني سورة الغاشية عدد اياتها ستة وعشرين اية باتفاق علماء العدل وهي سورة مكية باتفاق باتفاق اهل العلم افتتح الله عز وجل هذه السورة بالسؤال احنا عندنا في سور الله عز وجل يفتتحها بالسؤال وفيه سور ربنا سبحانه وتعالى بيفتتحها بالاحرف المقطعة وفيه سور ربنا سبحانه وتعالى بيفتتحها بالخبر وفيه سورة ربنا سبحانه وتعالى يفتتحها آآ بالقسم. ففيه سور متعددة. يعني فيه مفتتح للسور مختلف فهذه السورة كصورة الانسان افتتحها الله عز وجل بالايه؟ افتتح الله عز وجل بالسؤال والسؤال هنا كالسؤال في صورة الانسان تماما بتمام فذكرنا ان سورة الانسان الله عز وجل افتتحها باستفهام تقريري هل اتى على الانسان يعني قد اتى على الانسان الله عز وجل يقول في هذه السورة المباركة هل اتاك حديث الغاشية يعني قد اتاك حديث الغاشية والانسان عقله محدود لا يستطيع الانسان ان يدرك كل شيء فهناك اشياء من الغيب الانسان يدرك اصلها لكنه لا يدرك تفاصيلها يعني الانسان يستطيع ان يدرك وجود الله عز وجل بالمكون الفطري والعقلي لكنه لا يستطيع ان يصل الى تعداد اسماء الله عز وجل وصفاته الا باخبار الله سبحانه وتعالى الانسان قد يدرك بعقله وفطرته ان في دار اخرة لكنه لا يستطيع ان يصل الى تفاصيل الدار الاخرة الا باخبار الله سبحانه وتعالى فلزلك ربنا سبحانه وتعالى جعل هذه السورة وغيرها من السور طبعا جزء عم كله باكمله يعني الفكرة المركزية في جزء عامة الحديث عن الدار الاخرة. الحديث عن الدار الاخرة ومركزية الدار الاخرة في حياة فربنا سبحانه وتعالى افتتح هذه السورة المباركة اللي هي سورة الغاشية افتتحها الله عز وجل بالايه؟ بالقسم فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم قد اتاك حديث الغاشية. هل اتاك حديث الغاشية؟ يعني قد اتاك حديث الغاية وانما سميت القيامة غاشية لانها تغشى الناس جميعا. يعني تعم الناس جميعا تعم الناس جميعا. فالغاشية في هذه الاية هي يوم القيامة. يعني اسم من اسماء يوم القيامة الغاشية وقد ذكر بعض اهل العلم بعض اهل التفسير ان الغاشية هنا هي النار لكن الصحيح الغاشية هنا هي يوم القيامة يقول الله تعالى هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة يعني وجوه يوم القيامة خاشعة يعني ذليلة وهذا اذا اعتبرنا ان الحديث كله في يوم القيامة لان بعض العلماء بيقول ان لا الحديس هنا في الدنيا وبعضهم يقول ان بعض الحديس في الدنيا وبعضه يوم القيامة. فيقول مثلا ان وجوه يومئذ خاشعة ديت في الاخرة. وعاملة ناصبة يعني في الدنيا. وبعضهم يقول لا ده وجوه يومئذ خاشعة في اخرة آآ وجوه يومئذ خاشعة في الدنيا وعاملة ناصبة في الايه؟ في الاخرة. لكن على اختيارنا ان ان الحديث كله والسياق كله في الحديث عن الدار الاهل فاحنا يعني نمضي الحديث عن يوم القيامة. فالله عز وجل يقول هل اتاك حديث الغاشية؟ يعني قد اتاك حديث يوم القيامة وجوه يومئذ يعني وجوه يوم القيامة خاشعة. يعني ذليلة. ترهقها قترة. كما قال الله سبحانه وتعالى. وتعلوها ذلة لانهم عاينوا الحق. فكشفنا عنك غطاءك فبصروك اليوم ايه فبصرك اليوم حديد. يعني خلاص اصبح الانسان يبصر ما لم يكن يبصره من قبل. واصبح الانسان يرى ما لم يكن يراه من قبل فيكون الانسان يوم القيامة ذليلا لانه يعلم ما الذي سيقبل عليه. لذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة يعني هي تعمل وتنصب يوم القيامة. تعمل وتنصب يوم القيامة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انهم يترددون ويحتارون بين الانبياء يوم القيامة. وهذا والعياذ بالله نصب مستمر. نصب مستمر لاهل الكفر الى ان يدخلوا دار النصب والتعب اعاذنا الله منها وهي النار والعياذ بالله. اللي هي قمة بقى ايه؟ قمة النصب وقمة التعب. فربنا سبحانه وتعالى يقول عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تصلى نارا حامية شف ربنا سبحانه وتعالى يقول تصلى ولم يكن ولم يقل تكوى. ليه؟ لان فيه فرق بين الصلو وبين الكوي. الكوي مجرد ان الانسان يكوى وخلاص لكن العرب تقول شاة مصلية اذا حفرت لها حفرة واوقد في هذه الحفرة نار ثم وضعت فيها هذه الشاة والعياذ بالله. فالانسان الكافر يوم القيامة يصلى النار مش يكوى النار لأ ده ده يدخل النار ويصلى فيها والعياذ بالله تصلى نارا حامية تصلى نارا حامية طب ما اي نار حامية لماذا ذكر الله عز وجل عن هذه النار بانها حامية اي ان هذه النار لا تخبو قل كما قال الله عز وجل كلما خبت زدناهم سعيرا والعياذ بالله. كلما خبت زدناهم شعيرا. وهذه النار تتغيظ على الكافرين والعياذ بالله تبارك وتعالى. فلذلك قال الله عز وجل تصلى نارا حامية تسقى من عين انية. يعني سقيا اهل النار عين انية كما قال الله عز وجل من حميم ان والان هو البالغ الشدة في الحرارة يعني نقصنا تسقى من عين انية يعني تسقى من عين شديدة الحرارة والعياذ بالله تبارك وتعالى. لا هذا هذا الشراب سبحان الله! يعني يأكلون من النار ويشربون من النار والعياذ بالله تبارك وتعالى. وكلما يعني استغاثوا اغيثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا بئس الشراب وساءت مرتفعات تسقى من عين انية. ليس لهم طعام الا من بريء. يعني ليس لون طعام يوم القيامة في النار الا من ضريع والضريع هو نوع نبات شوكي سام الضريع نوع نبات شوكي سام يابس يعني شف والعياذ بالله اجتمعت فيه هذه الاوصاف الثلاثة اليبس وانه شوك وانه سام وقد تأكله الابل احيانا فلا تسمن فلا تسمن تبقى الابل جوعانة اذا اكلت هذا الطعام. ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول ان طعامهم من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع. يعني لو هو بيسمنهم ولا يغني من جوع يعني يظل اهل النار والعياذ بالله جوعى بسبب هذا الطعام الشديد ثم ذكر الله عز وجل الفريق الاخر دايما كده يا اخواننا القرآن فيه ثنائية. ثنائية الايمان والكفر ثنائية الهدى والضلال عشان ربنا سبحانه وتعالى يبصرك بحقيقة حياتك وحقيقة وجودك. يقول الله تعالى وجوه يومئذ ذي الناعمة وهو ربنا سبحانه وتعالى يقول وجوه يومئذ باسرة وجوه يومئذ ناضرة فمنهم شقي وسعيد فاما الذين امنوا واما الذين شقوا فدايما في اما الذين سعدوا اما الذين شقوا فدايما في الثنائية ديت. الثنائية دي في القرآن وجوه يومئذ خاشعة في تقابل وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية. يعني هي رضيت سعيها. ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا. وكان سعيكم مشكورا. لسعيها راضيا في جنة عالية. فوصف الله عز وجل هذه الجنة بانها عالية. النبي عليه الصلاة والسلام يقول انكم لتتراءون اهل الغرا كما ترأون وكبى الذرية الغابر في الافق. يعني زي ما انت بتشوف الكوكب في السماء كذلك اهل الغرف. فقالوا يا رسول الله هذه منازل الانبياء والصديقين قال بلى رجال امنوا يعني لأ دي مش منازل الانبياء والصديقين بس رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين. ربنا سبحانه وتعالى يعطيهم هذا الملك كنت كبير كما قال الله تعالى في سورة الانسان واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية. يعني الجنة ليس فيها لغو واللغو هو اللهو والباطل من الكلام. كلام لا قيمة له. لا تسمع واحد يسب ولا تسمع واحد يلعن. ولا تسمع واحد يشتم. ولا تسمع واحد يقول الهجرة من القول في سلام في كل شيء في كلام حسن ومنظر حسن في كل وسرور حسن قلب الانسان يدخله السرور. وعينه لا ترى الا الجمال والحسن. وعينه لا تسمع الا الا السلام الا السلام الهدوء والسكينة والطمأنينة والراحة في الجنة في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية. فيها عين جارية انهارها في غير اخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان. كما يقول الامام ابن القيم رحمه الله. يعني النهر يجري بلا ايه؟ بلا اخاديد. بلا اخاديد الجنة سبحان الله فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة السرر معروف اللي هو السرير مرفوعة فوصفه الله عز وجل بالرفعة اما رفعة المكان واما رفعة المكانة. الرتبة. يعني هو في سرير ليس كاسرة الدنيا. وهو مرفوع هذا السرير مرفوع اما انه مرفوع في رفعة مكان واما انه مرفوع في رفعة مكانة او انه يجمع الامرين وهو الصواب. ان هو بيجمع ما بين رفعة المكان ورفعة المكانة ولزلك قال الله عز وجل بعدها واكواب موضوعة واكواب موضوعة والاكواب الموضوعة مناسبة للسرر المرفوعة. يعني هل الانسان هو في مكان مرتفع يحتاج ان ينزل لكي يأتي بالكوب؟ لا وانما هذه هذه الاكواب في متناول هذه الاكواب. في متناول ايديهم والله عز وجل قد وصف هذه الاكواب في سورة الانسان. الله عز وجل يقول واكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا يعني اكواب مناسبة تماما ولذلك قال الله عز وجل واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة النمارق هي الوسائد اللي هي المخدة يعني ونماركه مصفوفة. يعني هذه النمارق هذه الوسائد مصفوفة بعضها بجوار بعض اعدت متكئا لاهل الايمان وزرابي مبسوسة والزرابي الزرابي هي البسط اللي هي آآ اللي هي زي السجاد كده وزرابي ممسوسة يعني الازرابي اللي هي السجاد او البسط مدسوسة في كل مكان يعني المؤمن يطأ على هذه الزرابي نعيما وملكا من الله سبحانه وتعالى. فقد ذكر الله عز وجل في هذه السورة الطريقين. ذكر الله الله عز وجل الفريقان وحالهم في الدار الاخرة. قال لك ان في فريقين. الفريق الاول هو اهل الكفر والفريق الساني هم اهل الايمان فالله عز وجل بين لك حالهم وبين لك مآلهم ثم وضح الله عز وجل الطريق. دايما ربنا سبحانه وتعالى من رحمته وكرمه وفضله واحسانه على عباده يبين لهم الطريق يوضح لهم اين يسيرون؟ والى اين يتجهون؟ في بين الله عز وجل لك طريق معرفته يبين الله عز وجل لك طريقا من طرق معرفته فيقول الله تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟ يبقى الاول انت عرفت حال اهل الكفر ومآلهم في الاخرة. الثاني عرفت حال اهل الايمان ومآلهم في الاخرة طيب الطريق الى الوصول الى اهل الايمان انك انت اولا تؤمن بالله. طب كيف اؤمن بالله؟ ان تتأمل في مخلوقات الله تبارك وتعالى ان تنظر في خلق الله عز وجل للسموات والارض ان تنظر في هذه السماوات قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. ان تبصر هذه المخلوقات ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب ان تتأمل في هذه القدرة البديعة وهذا الاحكام وهذا الاتقان وهذا الخلق الذي يدلك على الخالق سبحانه وتعالى فلذلك ارشدنا الله عز وجل الى الطريق في النصف الثاني من هذه السورة المباركة وهذا سنعرفه ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة. اقول قولي هذا وصلى الله على نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين