الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الاخوة الكرام قراء الجرد مرحبا بكم واسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته وان يجعلنا جميعا ممن يحرص على فهم القرآن المجيد وتلاوته اناء الليل واطراف النهار افتتح الله سبحانه وتعالى كتابه بسورة الفاتحة وهي افضل سورة في القرآن الكريم قد امتن الله عز وجل على النبي صلى الله عليه واله وسلم بنزول هذه السورة عليه فقال الله عز وجل ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ولسورة الفاتحة عدد من الاسماء وهي كثيرة فمنها انها تسمى بسورة الفاتحة. ومنها انها تسمى بام الكتاب ومنها انها تسمى بالسبع المثاني. ومنها انها سورة الرقية. ومنها انها سورة الشفاء وغيرها من السور والاصل ان الاسماء اذا تعددت فانها تدل على شرف المسمى سورة الفاتحة هي اعظم سورة في القرآن الكريم قال النبي صلى الله عليه واله وسلم لابي سعيد ابن المعلى لاعلمنك سورة هي اعظم السور في القرآن تعلمه النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفاتحة سورة الفاتحة نور قال النبي صلى الله عليه واله وسلم عنه لم ينزل الله عز وجل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها سورة الفاتحة هي السورة التي قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله. فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي. واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي. فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا هذا لعبدي ولعبدي ما سأل سورة الفاتحة تشتمل على العبادة والاستعانة وبالعبادة والاستعانة تتحقق السعادة الابدية للعبد. وينجو من الامراض المهلكة فاعظم امراض القلب الرياء والكبر ودواء الرياء في قول الله عز وجل اياك نعبد. ودواء الكبر في قول الله عز وجل واياك نستعين سورة الفاتحة اشتملت على اهم مقاصد القرآن الكريم على وجه الاجمال ثم فصل ما اجملته سورة الفاتحة في القرآن كله. اشتملت سورة الفاتحة على التوحيد والعبادة وطلب الهداية والثبات على الايمان وفيها اخبار وقصص الامم السابقة وفيها معارف السعداء ومنازل الاشقياء. وقد نزل الله عز وجل القرآن الكريم لبيان حقوق الخالق على خلقه وحاجة الخلق الى خالقهم وتنظيم الصلة بين الخالق والمخلوق وهذه جملة المقاصد التي جاء بها القرآن اودعها الله عز وجل في سورة الفاتحة اشار الله عز وجل الى توحيد الالوهية في قوله سبحانه الحمد لله رب العالمين واشار الى توحيد الربوبية في قوله رب العالمين. واشار الى الاسماء والصفات في قوله الرحمن الرحيم. واشار الى اليوم الاخر في ما لك يوم الدين واشار الى كافة انواع العبادات والاخلاص في قوله اياك نعبد واياك نستعين واشار الى النبوات والى قصص الانبياء والمرسلين والصالحين في قوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وتحدث عن اهل الزيغ والضلال في قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين في سورة الفاتحة فخمسة مقاصد. المقصد الاول توحيد الخالق سبحانه وتعالى. وهذا في قول الله عز وجل الحمد لله رب العالمين. والمقصد الثاني في الايمان باليوم الاخر. اذ الايمان باليوم الاخر يشتمل على اهم اركان الايمان بعد الايمان بالله سبحانه وبحمده. والعبد المؤمن باليوم الاخر له بصيرة ليست غيره واشارت السورة الى التكاليف الشرعية ففي جانب العبادة قال الله عز وجل اياك قال الله عز وجل عن عبده انه قولوا اياك نعبد. فهذه العبادة خالصة لله عز وجل ولا ولا يمكن للعبد ان يعبد الله عز وجل الا بان يتوكل عليه فلا توكل الا على الله ولا استعانة الا بالله سبحانه وتعالى وفي جانب النبوات والرسالات وهو المقصد الرابع اشار الله عز وجل اليه في قوله سبحانه وبحمده اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم. وفي هذا تنبيه ان اعظم مقصود يطلبه العبد من الله عز وجل ان ان يطلب من الله عز وجل الهداية والاستقامة. فاذا الله عز وجل الهداية فاز في الدنيا والاخرة. واذا تخلفت عنه الهداية خسر في الدنيا والاخرة. والله عز وجل قد للناس هداية الدلالة والارشاد. وهو سبحانه وبحمده بيده دلالة التوفيق نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا الى الصراط المستقيم. وبين الله عز وجل هذا الصراط المستقيم بقوله به صراط الذين انعمت عليهم والذين انعم الله عليهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وحسن اولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله علي ما ثم بين الله عز وجل من تنكب عن الصراط المستقيم فقال سبحانه وبحمده غير المغضوب عليهم ولا الضالين نسأل الله ان يهدينا الى الصراط المستقيم وان يرشدنا اليه بمنه وكرمه. وصلى الله على نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سورة البقرة. سورة البقرة هي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف وهي اول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وهي اطول سورة في كتاب الله عز وجل ابتدأ نزولها بعد الهجرة وظل مفتوحا حتى نزلت اخر اية في القرآن الكريم. وفيها اطول اية في القرآن وفيها افضل اية في كتاب الله عز وجل. وهي اية الكرسي وفيها ايتان من افضل ايات القرآن الكريم وهما اخر سورة البقرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا سورة البقرة. فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان سورة البقرة وال عمران يأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان او ظلتان سوداوان تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة وهذه السورة المباركة على طولها تتألف من مقدمة واربعة مقاصد وخاتمة جاءت المقدمة في التعريف بشأن القرآن العظيم وبيان ان ما فيه من الهداية قد بلغ حدا من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم وانما يعرض عنه من لا قلب له او من كان في قلبه مرض فاما المقصد الاول فجاء في دعوة الناس كافة الى اعتناق الاسلام وفي المقصد الثاني في دعوة اهل الكتاب دعوة خاصة الى ترك باطلهم والدخول في الدين الحق وفي ثالث مقاصد السورة جاء في عرض شرائع هذا الدين تفصيلا. وفي المقصد الرابع ذكر الوازع والنازع الديني الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع ويعصم عن مخالفتها وفي الخاتمة جاء التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد وبيان ما يرجى لهم في اجلهم وعاجلهم جاءت مقدمة السورة في عشرين اية. بدأت السورة الكريمة بثلاثة احرف مقطعة لا عهد للعرب بتصدير مثلها في الانشاء والانشاد وانما عهدوها من القراء الكاتبين في بدء تعليمهم التهجي للناشئين الف لام ميم ومهما يكن من امر المعنى الذي قصد اليه بهذه الاحرف والسر الذي وضعت هنا من اجله فان تقديمها بين يدي الخطاب مع غرابة نظمها وموقعها من شأنه ان رضا الاسماع ويوجه القلوب لما يلي هذا الاسلوب الغريب ثم ذكرت السورة وصف من ينتفع بالقرآن ونحن في بداية القرآن العظيم فذكرت السورة ان القرآن هدى لا ريب فيه لكنه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم هم المفلحون ثم انتقلت السورة الى تقسيم الناس جميعا الى ثلاثة اقسام ليس لها رابع فالناس اما مؤمن واما كافر واما منافق فاما الطائفة الاولى فهم قوم حصلوا فضيلة التقوى بركنيها العلمي والعملي وهذا مآلهم وامرهم الى الفوز والفلاح واما الطائفة الثانية فهم مجردون من اساس التقوى وهو الايمان والسبب انهم لم ينتفعوا بما وهبهم الله عز وجل من وسائل العلم فلهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها وعاقبة امرهم العذاب العظيم وهم الكفار واما الطائفة الثالثة فصفة مركبة من ظاهر خير وباطن سوء هم يقولون بالسنتهم بالسنتهم انهم مؤمنون وليس في قلوبهم من الايمان شيء ولكل من الوصفين سبب وجزاء اما دعواهم الايمان فسببها قصد المخادعة. وجزاء الخادع عائد اليهم. واما اصرارهم الكفر سببه مرض قلوبهم وجزاؤهم زيادة المرض والعذاب الاليم وضربت السورة لكلتا الطائفتين مثلا يناسبها ثم انتقلت السورة المباركة الى المقصد الاول من مقاصد السورة والمقصد الاول من مقاصد السورة جاء في خمس ايات بهذه الايات الخمس تسمع نداء قويا موجها الى العالم كله بثلاثة مطالب المطلب الاول الا تعبدوا الا الله ولا تشركوا به شيئا المطلب الثاني ان امنوا بكتابه الذي نزله على عبده المطلب الثالث ان اتقوا اليم العذاب وابتغوا جزيل الثواب وهذه المطالب الثلاثة هي الاركان الثلاثة للعقيدة الاسلامية تراها قد بسطت مرتبة على ترتيبها الطبيعي من المبدأ الى الواسطة الى الغاية ثم تحدثت السورة عودا على بدء في اربع عشرة اية السورة قد بدأت بوصف القرآن بما فيه من الهدى اجمالا ووصفت الفرق الثلاثة وصفا شافيا ضرب للناس امثالهم. وحقق ان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم وكذلك عاد الكلام الى المقصد الاول باركانه الثلاثة ولكن في ثوب جديد اما في الركن الاول فقد سمعته هناك يأمر بعبادة الله. وتسمعه هنا ينهى عن الكفر بالله وهناك ذكرهم بنعمة ايجادهم مجملة. وهنا يذكرهم بها مفصلة متممة. وهناك عرفهم بنعمة تسخير الارض والسماء لهم وهنا يعرفهم بذلك في شيء من التفصيل في الركن الثاني ذكر نبوة هذا النبي الخاتم. وهنا يذكر نبوة ذلك النبي الاول ادم لنعلم ان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن بدعا من الرسل وان امر التشريع والنبوات امر قديم يتصل بنشأة الانسان واما في الركن الثالث فقد رأيته هناك يصف الجنة والنار بما لهما من وصف رائع او مروع وتراه هنا يكتفي عن وصفهما بذكر اسمهما وتعيين اهلهما ناظما وضع الاجزية مع وضع التكاليف في سلك واحد ومتخلصا احسن تخلص من احدهما الى الاخر بتقرير ان اتباع التكاليف او عدم اتباعها هو مناط السعادة او الشقاوة في العقبى ولا ينسى القرآن ان ينبه على الصراع الازلي الذي حدث بين بين الانسان والشيطان ويبين القرآن ان عداوة الشيطان للانسان قديمة فقد بدأت منذ الانسان الاول وخادعه الشيطان بوساوسه وما انتهى اليه امر الخادع والمخدوع من ابتلائهما وابتلاء ذريتهما وهو كما ترى حديث يطلب بعضه بعضا ويأخذ بعضه باعناق بعض المقصد الثاني من مقاصد السورة جاء في ثلاث وعشرين ومئة اية من الاية الاربعين الى الاية الثانية والستين بعد المئة ذكر في هذا القسم سالفة اليهود منذ بعث فيهم موسى عليه السلام وفيها وفي هذا القسم ايضا ذكر احوال المعاصرين منهم للبعثة المحمدية وفي القسم الثالث ذكر اولية المسلمين منذ ابراهيم عليه السلام وفي القسم الرابع ذكر حاضر المسلمين في وقت البعثة فذكر القرآن الكريم في سورة البقرة اثنتا عشرة وصية لليهود بعد النداء الاول لهم في القرآن وذكر عشر نعم من الله تعالى على اليهود وذكر اثنتان وثلاثون مخالفة من اليهود في اوائل سورة البقرة وذكر القرآن العظيم في هذا القسم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فذكر ان الله عز وجل انعم عليه بنعمة الاسلام ذلك ليعلم اهل الاسلام ان الاسلام قديم قدم الدهر وانه الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للعالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل الاسلام المستمسكين به وصلى الله على نبينا محمد واله والحمدلله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين. نبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سورة البقرة سورة البقرة هي سنام القرآن قال النبي صلى الله عليه واله وسلم اقرأوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة والبطلة هم السحرة وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وال عمران كانهما غمامتان او ضلتان سوداوان تحاجان عن صاحبهما وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة سورة البقرة من السور العظيمة وهي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف وهي اطول سورة في كتاب الله عز وجل. فهي جزئان ونصف الجزء وهي اول ما نزل بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم زادها الله تشريفا وعزا افتتحت سورة البقرة وسميت افتتحت سورة البقرة بحرف من حروف التهدي. وسميت بسورة البقرة لانها السورة التي تذكر فيها قصة بني اسرائيل قيل مع البقرة سورة البقرة مدنية بالاجماع ابتدأ نزولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة النبوية بعد اقامة الدولة الاسلامية في المدينة النبوية واجتثاث جذور الوثنية في مكة واصبحت الدولة بحاجة الى منهج الهي يرسم لها الطريق والشريعة التي تسير عليها فكانت سورة البقرة حيث قسمت الناس في اولها الى مؤمنين وكافرين ومنافقين ثم دعت الجميع الى عبادة الله الواحد الاحد وقد ذكر الله عز وجل اصناف الخلق الثلاثة في هذه السورة. فذكر المؤمنون المستجيبون لله والرسول وهم متقون المقربون الابرار وذكر صفات صفات هؤلاء وذكر صفات هؤلاء في اول السورة ثم ذكر الله عز وجل صفات الكفار الذين جحدوا واستكبروا عن الايمان بالله ورسوله ثم ذكر الله عز وجل صفات المنافقين في عقيدتهم وسلوكهم واعمالهم وبين الله في هذه السورة المباركة ان القرآن يستفيد منه ويهتدي به اهل التقوى فقط. قال الله عز وجل فيه هدى للمتقين. مع انه نزل لهداية الناس كافة فهو هدى للناس. لكن الكفار لم يهتدوا به ابد سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون تحدثت سورة البقرة في نصفها الاول عن بني اسرائيل. وهم اول شعب ذو رسالة كبرى. بعد حديثها عن بدء الخلق وقصة ادم وابليس وما جرى في هذا الحدث الكبير الضخم الذي ترتب عليه نجول ادم عليه السلام الى الارض وبداية الحرب مع الشيطان افتتح الله عز وجل الحديث عن بني اسرائيل باول باثنتا عشرة وصية بعد النداء الاول لهم في القرآن الكريم وصاهم الله عز وجل فيما وصاهم به بوجوب الوفاء بالعهود والمواثيق. اوفوا بعهدي اوفوا بعهدكم وصاهم الله عز وجل بالتقوى في قوله سبحانه واياي فاتقون وصاهم الله عز وجل باقامة فروع الاسلام كما قال سبحانه باقامة اصول الاسلام وفروعه. كما قال سبحانه وتعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين وتحدثت السورة عن نعم الله عز وجل على اليهود. كما تحدست عن مخالفة اليهود في اوائل سورة البقرة فتحدثت عن عدم ايمانهم بالتوراة الا تحت وطأة التهديد برفع الجبل فوقهم. فقال سبحانه واذ اخذنا ميثاقكم رفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة. واذكروا ما فيه لعلكم تتقون تحدث القرآن الكريم عن مخالفة اليهود بصيدهم السمك في يوم عبادتهم وقد نهوا عنه. وبتشددهم وتعنتهم في ذبح البقرة. قال لهم النبي واذبحوا بقرة فجعل بنو اسرائيل يراجعون نبي الله موسى صلوات الله وسلامه عليه. فشددوا حتى شدد الله عز وجل عليهم تحدثت سورة البقرة عن التعصب عند اليهود وعبادتهم العجل بعد ان نجاهم الله سبحانه وتعالى ممن سامهم سوء العذاب حدثت السورة عن عداوة اليهود لرسول الوحي جبريل عليه السلام فقال الله عز وجل قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين في سورة البقرة تحدثت عن قضية النسخ في القرآن الكريم. وان الله عز وجل قال سبحانه وبحمده ما من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير؟ كما تحدثت عن اول نسخ حصل في الاسلام وهو نسخ القبلة من بيت المقدس الى مسجد الله الحرام زاده الله تشريفا وعزا اقامت سورة البقرة ادلة كثيرة محسوسة على البعث ففي توبة عبدة العجل القائلين لموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. اخذهم الله عز وجل بالصاعقة وهم ينظرون ثم بعثهم من بعد موتهم لعلهم يشكرون وفي قصة البقرة احيا الله عز وجل القتيل حين ضرب ببعضها وقال كذلك يحيي الله الموتى واخرج الله وخرج اناس من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ومر رجل على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فاماته الله مائة عام ثم بعثه وطلب نبي الله وخليله ابراهيم ان يريه الله عز وجل كيفية احياء الموتى بعينيه فجعل الله عز وجل له الاية امام عينيه بان قطع اربعة طيور ونثرها على رؤوس الجبال وقال له الله عز وجل ثم ادعهن يأتينك سعيا. واعلم ان الله عزيز حكيم في سورة البقرة احكام تشريعية لابد للمسلم ان يعتني بها. ففيها قرابة اربعين حكما تشريعيا للمسلمين مين؟ من من هذه الاحكام؟ القصاص وحكمته والصيام واحكامه والدعاء وادابه والاعتكاف واحكامه مقابلة الاعتداء بمثله وتفصيل احكام الحج والعمرة واصلاح مال اليتيم بالمحافظة عليه وتنميته كما تحدست سورة البقرة عن احكام النكاح فهي تتحدث عن احكام تشريعية كثيرة ينبغي على المسلم ان يعتني بها اعتناء كبيرا في سورة البقرة ارساء لدعائم الاقتصاد الاسلامي وتحذير من الربا بكل انواعه وكافة صوره ثم ايذان للناس بانهم سيرجعون الى الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ختمت سورة البقرة بايتين نزلتا من كنز تحت العرش بعد دعاء شامل يتضمن الخصائص الاسلامية لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال الله قد فعلت ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال الله قد فعلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال الله قد فعلت واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال الله قد فعلت في سورة البقرة اية الكرسي اعظم ايات القرآن الكريم الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم حفظنا الله بحفظه ورفع عنا الاسر والاغلال برحمته. وصلى الله وسلم على معلم الناس الخير. ومرشدهم اليه. نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سورة البقرة سورة البقرة هي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف وهي اول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وهي اطول سورة في كتاب الله عز وجل ابتدأ نزولها بعد الهجرة وظل مفتوحا حتى نزلت اخر اية في القرآن الكريم. وفيها اطول اية في القرآن وفيها افضل اية في كتاب الله عز وجل وهي اية الكرسي وفيها ايتان من افضل ايات القرآن الكريم وهما اخر سورة البقرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا سورة البقرة. فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعوها البطلة. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان سورة البقرة وال عمران يأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان او ظلتان سوداوان تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة وهذه السورة المباركة على طولها تتألف من مقدمة واربعة مقاصد وخاتمة جاءت المقدمة في التعريف بشأن القرآن العظيم وبيان ان ما فيه من الهداية قد بلغ حدا من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم وانما يعرض عنه من لا قلب له او من كان في قلبه مرض فاما المقصد الاول فجاء في دعوة الناس كافة الى اعتناق الاسلام وفي المقصد الثاني في دعوة اهل الكتاب دعوة خاصة الى ترك باطلهم والدخول في الدين الحق وفي ثالث مقاصد السورة جاء في عرض شرائع هذا الدين تفصيلا. وفي المقصد الرابع ذكر الوازع والنازع الديني الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع ويعصم عن مخالفتها وفي الخاتمة جاء التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد. وبيان ما يرجى لهم في اجلهم وعاجلهم جاءت مقدمة السورة في عشرين اية بدأت السورة الكريمة بثلاثة احرف مقطعة لا عهد للعرب بتصدير مثلها في الانشاء والانشاد وانما عهدوها من القراء الكاتبين في بدء تعليمهم التهجي للناشئين الف لام ميم ومهما يكن من امر المعنى الذي قصد اليه بهذه الاحرف والسر الذي وضعت هنا من اجله فان تقديمها بين يدي الخطاب مع غرابة نظمها وموقعها من شأنه ان رضا الاسماع ويوجه القلوب لما يلي هذا الاسلوب الغريب ثم ذكرت السورة وصف من ينتفع بالقرآن ونحن في بداية القرآن العظيم فذكرت السورة ان القرآن هدى لا ريب فيه لكنه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ثم انتقلت السورة الى تقسيم الناس جميعا الى ثلاثة اقسام ليس لها رابع فالناس اما مؤمن واما كافر واما منافق. فاما الطائفة الاولى فهم قوم حصلوا فضيلة التقوى بركنيها العلمي والعملي وهذا مآلهم وامرهم الى الفوز والفلاح واما الطائفة الثانية فهم مجردون من اساس التقوى وهو الايمان والسبب انهم لم ينتفعوا بما وهبهم الله عز وجل من وسائل العلم فلهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها وعاقبة امرهم العذاب العظيم وهم الكفار واما الطائفة الثالثة فصفة مركبة من ظاهر خير وباطن سوء فهم يقولون بالسنتهم بالسنتهم انهم مؤمنون وليس في قلوبهم من الايمان شيء ولكل من الوصفين سبب وجزاء اما دعواهم الايمان فسببها قصد المخادعة. وجزاء الخادع عائد اليهم. واما اصرارهم الكفر سببه مرض قلوبهم وجزاؤهم زيادة المرض والعذاب الاليم وضربت السورة لكلتا الطائفتين مثلا يناسبها ثم انتقلت السورة المباركة الى المقصد الاول من مقاصد السورة والمقصد الاول من مقاصد السورة جاء في خمس ايات في هذه الايات الخمس تسمع نداء قويا موجها الى العالم كله بثلاثة مطالب المطلب الاول الا تعبدوا الا الله ولا تشركوا به شيئا المطلب الثاني ان امنوا بكتابه الذي نزله على عبده المطلب الثالث ان اتقوا اليم العذاب وابتغوا جزيل الثواب وهذه المطالب الثلاثة هي الاركان الثلاثة للعقيدة الاسلامية تراها قد بسطت مرتبة على ترتيبها الطبيعي من المبدأ الى الواسطة الى الغاية ثم تحدثت السورة عودا على بدء في اربع عشرة اية السورة قد بدأت بوصف القرآن بما فيه من الهدى اجمالا ووصفت الفرق الثلاثة وصفا شافيا ضرب للناس امثالهم. وحقق ان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا هم اتبعوا الحق من ربهم وكذلك عاد الكلام الى المقصد الاول باركانه الثلاثة ولكن في ثوب جديد اما في الركن الاول فقد سمعته هناك يأمر بعبادة الله. وتسمعه هنا ينهى عن الكفر بالله. وهناك ذكرهم بنعمة ايجابية مجملة وهنا يذكرهم بها مفصلة متممة. وهناك عرفهم بنعمة تسخير الارض والسماء لهم. وهنا يعرفهم بذلك في شيء من التفصيل في الركن الثاني ذكر نبوة هذا النبي الخاتم. وهنا يذكر نبوة ذلك النبي الاول ادم لنعلم ان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن بدعا من الرسل وان امر التشريع والنبوات امر قديم يتصل بنشأة الانسان واما في الركن الثالث فقد رأيته هناك يصف الجنة والنار بما لهما من وصف رائع او مروع وتراه هنا يكتفي عن وصفهما بذكر اسمهما وتعيين اهلهما ناظما وضع الاجزية مع وضع التكاليف في سلك واحد ومتخلصا احسن تخلص من احدهما الى الاخر بتقرير ان اتباع التكاليف او عدم اتباعها هو مناط السعادة او الشقاوة في العقبى ولا ينسى القرآن ان ينبه على الصراع الازلي الذي حدث بين بين الانسان والشيطان ويبين القرآن ان عداوة الشيطان للانسان قديمة فقد بدأت منذ الانسان الاول وخادعه الشيطان بوساوسه وما انتهى اليه امر الخادع والمخدوع من ابتلائهما وابتلاء ذريتهما وهو كما ترى حديث يطلب بعضه بعضا ويأخذ بعضه باعناق بعض في المقصد الثاني من مقاصد السورة جاء في ثلاث وعشرين ومئة اية من الاية الاربعين الى الاية الثانية والستين بعد المئة ذكر في هذا القسم سالفة اليهود منذ بعث فيهم موسى عليه السلام وفيها وفي هذا القسم ايضا ذكر احوال المعاصرين منهم للبعثة المحمدية وفي القسم الثالث ذكر اولية المسلمين منذ ابراهيم عليه السلام وفي القسم الرابع ذكر حاضر المسلمين في وقت البعثة فذكر القرآن الكريم في سورة البقرة اثنتا عشرة وصية لليهود بعد النداء الاول لهم في القرآن وذكر عشر نعم من الله تعالى على اليهود وذكر اثنتان وثلاثون مخالفة من اليهود في اوائل سورة البقرة وذكر القرآن العظيم بهذا القسم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فذكر ان الله عز وجل انعم عليه بنعمة الاسلام ذلك ليعلم اهل الاسلام ان الاسلام قديم قدم الدهر وانه الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للعالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل الاسلام المستمسكين به وصلى الله على نبينا محمد واله والحمدلله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سورة البقرة في جزءها الثاني ذكرنا ان سورة البقرة على طولها تتألف وحدتها من مقدمة واربعة مقاصد وخاتمة جاءت المقدمة في التعريف بشأن القرآن العظيم وبيان ان ما فيه من الهداية قد بلغ حدا من الوضوح لا يتردد فيه ذوق قلب سليم وان المقصد الاول من السورة جاء في دعوة الناس كافة الى اعتناق الاسلام وان المقصد الثاني جاء في دعوة اهل الكتاب دعوة خاصة الى ترك باطلهم والدخول في هذا الدين الحق وان المقصد الثالث في عرض شرائع هذا الدين تفصيلا فاما المقصد الثالث وقد توقفنا عنده فجاء في خمس عشرة اية من الاية الثالثة والستين بعد المئة الى الاية السابعة والسبعين بعد المئة وجاء هذا المقصد عبر خطوات ثلاث الخطوة الاولى قرر القرآن وحدة الخالق المعبود والخطوة الثانية قرر القرآن وحدة الامر المطاع والخطوة الثالثة جاءك فهرس اجمالي للاوامر والطاعات المطلوبة فالخطوة الاولى وحدة الخالق المعبود والهكم اله واحد لا اله الا هو اتدرون من هو انه ليس الكعبة وليس الصفا والمروة. ليس ابراهيم ولا مقام ابراهيم. ولكنه الرحمن الرحيم الرحمن الرحيم الذي وسع كل شيء رحمة ونعمة. ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون والذي بيده القوة كلها والبأس كله لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب في الخطوة الثانية قررت سورة البقرة وحدة الامر المطاع وهي ركن عقيدة التوحيد في الاسلام فكما ان من اصل التوحيد الا تتخذ في عبادتك الها من دون الرحمن الذي بيده الخلق والرزق والضر والنفع فان من اصل التوحيد الا تجعل لغيره حكما في سائر تصرفاتك بل تعتقد ان لا حكم الا له. وان بيده وحده الامر والنهي والحلال ما احله الله وتعلم ان الحلال ما احله الله وان الحرام ما حرمه الله. ومن استحل حرامه او حرم حلاله فقد كفر يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا. ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين اما الخطوة الاخيرة فاجملت الشرائع الدينية فقد ذكرت سورة البقرة عدة شرائع بلغت بلغت قرابة اربعين حكما تشريعيا للمسلمين ذكرت في سورة البقرة وقد ذكرت سورة البقرة الصيام واحكامه. والدعاء وادابه والاعتكاف واحكامه. ومراحل تشريع الجهاد احكام الحج والعمرة. وذكرت احكام الاسرة. فذكرت احكام الطلاق وعدة المطلقة والرضاعة والحضانة وذكرت التدرج في تشريع الخمر وذكرت احكام النذر واحكام الربا واحكام الدين وحل التجارة الى غير ذلك من الاحكام التي استعرضتها السورة الكريمة اما المقصد الرابع من مقاصد السورة فجاء في ست ومئة اية من الاية الثامنة والسبعين الى بعد المئة الى الاية الثالثة والثمانين بعد الى الاية الثالثة والثمانين بعد المائتين فبعد ارساء الاساس تكون اقامة البنيان وبعد الاطمئنان على سلامة الخارج يجيء دور البناء والانشاء في الداخل تم اصلاح العقيدة التي هي رح الدين وجوهره. فليبدأ تفصيل الشريعة التي هي مظهر الدين وهيكله ذكر الله سبحانه وتعالى في هذا القسم الصبر حين البأس والصبر في الضراء والصبر في البأساء وفصل الله عز وجل احكام الحج وفصل الله سبحانه وتعالى توجيه النصح للمؤمنين بان يخلصوا انفسهم من شوائب الهوى ويستسلموا بكليتهم لاوامر الله دون تفريق بين بعضها وبعض محذرة اياهم من الزلل عنها بعد ان هدوا اليها ووقفوا عليها اجملت الاية البر وفصلته ايضا وفصلت الاية الشؤون الاسرية فصلت السورة الشؤون الاسرية المتشابكة ذكرت السورة احكام النكاح والطلاق وجاءت في ثنايا هذه السورة او في ثنايا هذه الاحكام حافظوا على الصلوات صلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ليبين الله سبحانه وتعالى ان المحافظة على الصلاة يحفظ على الانسان دينه ويحفظ عليه عقيدته ويحفظ عليه ايمانه بهذه السورة ذكر الله عز وجل ان خوف الموت لابد ان يعلم الانسان ان الذي يطلب يطلب الموت قد توهب له الحياة الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا هكذا ابعدت المخاوف كلها عن قلوب المجاهدين بعد ان زودت ارواحهم بزاد التقوى واصبحوا على استعداد نفسي كامل لتلقي الاوامر العليا فليصدر اليه الامر صريحا بالجهاد في سبيل الله باموالهم وانفسهم. والجهاد كما نعرف جهادان. جهاد بالنفس وجهاد بالمال. وليس الجهاد بالمال وقفا على شئون الحرب بل هو بذله في كل ما يرفه عن الامة ويقوي شوكة الدولة ويحمي حمى الملة. ولقد اخذ الجهاد بالنفس من الدعوة في الاية الرابعة والاربعين بعد المئتين. ثم في ايات كثيرة اخرى جاء المقصد الاخير من مقاصد السورة في اية واحدة وهي الاية الرابعة والثمانون بعد المئتين في هذه الاية المباركة جاء النداء من الله عز وجل ليتناول حقائق الايمان وشرائع الاسلام قال الله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله خاتمة السورة بخاتمة السورة كان مطلع السورة وعدا كريما لمن سيؤمن بها ويطيع امرها بانهم اهل الهدى واهل الفلاح السنا نترقب الان صدى هذا الوعد؟ بلى اننا ننتظر الان ان تحدثنا السورة. هل امن بها احد وهل اتبع هداها احد ثم ننتظر منها ان كان ذلك قد وقع ان تحدثنا عن جزاء من استمع واتبع وهكذا سيكون مقطع السورة بلاغا عن نجاح دعوتها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون وقالوا جمعنا واطعنا وفاء بوعدها لكل نفس بذلت وسعها في اتباعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فتحا لباب الامل على مصراعيه امام هؤلاء المهتدين فليبسطوا اذا اكفهم مبتهلين ربنا ربنا ربنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ليقول الله عز وجل كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قد فعلت نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا الى الطريق المستقيم وان يبصرنا بالقرآن العظيم وان يرزقنا فهمه وتلاوته اناء الليل واطراف النهار. وصلى الله على نبينا محمد واله. والحمد لله رب رب العالمين