الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سورة ال عمران هي السورة الثالثة في ترتيب المصحف وسميت بهذا الاسم لذكر قصة اسرة ال عمران فيها. وهم يحيى وعيسى ومريم صلوات الله وسلامه عليهم سورة ال عمران نزلت بالمدينة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضلها هي وسورة البقرة نزلت سورة ال عمران بسبب وفد نصارى نجران نجران وقد قدم هذا الوفد المكون من ستين رجلا فيهم اربعة عشر رجلا من اشرافهم وثلاثة من اكابرهم دخلوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العصر فلما حانت صلاتهم صلوا الى جهة الشرق فلما فرغوا تقدموا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يناظرونه في شأن عيسى عليه السلام وهم يمثلون في حواراتهم ومناظراتهم فرق النصارى ومذاهبهم المختلفة فنزلت سورة ال عمران جوابا على ذلك سورة ال عمران تحدثت عن موضوعات متعددة. فتحدثت في الموضع في الموضع الاول او في الموضوع الاول عن نصارى نجران وذلك من اول السورة الى قوله سبحانه وتعالى ونحن له مسلمون. وهي الاية الرابعة والثمانون من السورة المباركة تحدث الله عز وجل في اول هذه السورة عن ايات القرآن العظيم. قال الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. يقولون امنا به كل من عند ربنا. وما يذكر الا اولوا الالباب الباب بينت السورة في هذه المقدمة ان اهل الكتاب لما كانوا عاجزين تمام العجز عن الارتقاء الى مستوى الوحي الالهي فقست قلوبهم وساءت اخلاقهم وتشبعوا من الدنيا وردوا على الله امره ونهيه. واشرك واشركوا معه وتطاولوا عليه بما لا يليق بجلاله حتى نسبوا الى الله سبحانه وتعالى. الولد تعالى الله عز وجل عنهم وعن قولهم لكن الله سبحانه وتعالى بيده الملك قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير. انك على كل شيء قدير ذكرت السورة المباركة قصة ام مريم رضي الله عنها ورحمها. هذه المرأة الصالحة التي خلد الله عز وجل ذكرها في سورة من افضل سور الكتاب لانها نذرت ما في بطنها محررا لله سبحانه وتعالى. فتقبله الله عز وجل بقبوله الحسن وانبتها نباتا حسنا وجعل لها كافرا وهو زكريا عليه السلام وولدت مريم نبي الله عيسى آآ صلوات الله وسلامه عليه من اولي العزم الخمسة من الرسل. ومن اشرف انبياء الله ورسله صلى الله الله عليه وعليهم جميعا. تحدثت السورة المباركة عن غزوة احد من الاية الحادية والعشرين بعد المئة من قوله سبحانه وتعالى واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين قاعدة للقتال والله سميع عليم الى الاية التاسعة والثمانين بعد المئة اي في تسع وستين اية وفي اثناء الحديث عن غزوة احد نلمح ايات تتحدث عن الربا. في اشارة الى ان الاموال المحرمة اذا قالت في الحرب الاسلامية فان ذلك يكون سببا في الهزيمة. ولذلك جاءت الدعوة في ثنايا الايات الى الانفاق في السراء والضراء ومن ذلك الجهاد في سبيل الله فان الجهاد بالمال قرين الجهاد بالنفس ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن والقرآن العظيم اشار في هذه السورة ايضا الى ان سبيل النصر على العدو الخارجي اصلاح الجبهة الداخلية اولا وتطهيرها من كل محرم كالربا والخمر والزنا ولابد ايضا من التحلي بمكارم الاخلاق والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين مين والخصومات الشخصية بين الافراد او الشعوب والامم او بين بعض الحكام ليس لها مجال في الحروب فان مصلحة العباد والبلاد اكبر من ذلك. ولان خصوم الامس قد يكونون اصدقاء الغد. اذا اصطلحوا مع الله ورسوله وزالت اسباب العداوة ولذا عاتب الله نبيه لما دعا على بعض خصومه بقوله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. ان هزيمة احد كما تعلمنا سورة ال عمران لم تكن من سوء التخطيط. بل كانت من التفريط في انفاذ اوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خالف الرماة امر نبيهم وتركوا مواقعهم بسبب حب الدنيا والتطلع اليها منكم من يريد دنياه ومنكم من يريد الاخرة. في سورة ال عمران سبع نداءات للمؤمنين تولي فيها هذه الايات اهتماما بالغا بالعناية بتربية المؤمنين تربية صالحة عالية المستوى يعرفون من خلالها طبيعة عدوهم حتى يأخذوا حذرهم. ويبتعدوا عن كبائر الذنوب. ويمتثلوا امر ربهم. ويجتنبون ويصبروا عند اللقاء ويصابروا عدوهم ويلزموا الحدود والثغور حتى يتحقق لهم النصر على عدوهم ويكونوا من اهل السعادة في الدنيا والاخرة. يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا. يا ايها الذين امنوا لا تكونوا الذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. ليجعل الله ذلك في قلوبهم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون تحدثت سورة ال عمران عن دلائل وحدانية الخالق سبحانه وبحمده لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم واخذ يصيح باهل الارض ان توبوا الى رشدكم وامنوا بربكم افلا يستحقون وهذا الداعي ان نتدبر دعوته ونستجيب لها ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا ربكم فامنا ان الله يجيب هذا الدعاء ولا يضيع عمل عامل من ذكر او انثى لكن العميان من عبدة الاصنام والمتعصبين من اهل الكتاب تألبوا على رسول الله وقاتلوه واخرجوه من بلده فليكن جزاؤهم وجزاء من يفعل مثل فعلهم لا يغرنك تقلب الذين كفروا البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لتختم السورة المباركة بالوصايا الاربع وهي الصبر والمصابرة والمرابطة. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا اتقوا الله ليترتب على ذلك الفوز والفلاح في الدارين لعلكم تفلحون. فهل من مجيب؟ وصلى الله على نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين