الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد يقول الله سبحانه وتعالى ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون هذه الايات من الايات الجليلة من سورة ال عمران وهي من الايات التي توضح لنا ايضا معلما من معالم الطريق الذي نسلكه الى الله سبحانه وتعالى الدنيا يا اخوانا مبناها على الابتلاء. الله عز وجل يقول هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا وقال الله عز وجل تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وقال الله عز وجل لتبلون في اموالكم وانفسكم وقال الله سبحانه وتعالى وهو يوضح ايضا لنا معلم من معالم الطريق وان هذا البلاء لابد ان يكون واقع في حياتك كل انسان يعني هذا البلاء لا يقتصر فقط على صنف دون اخر ولا على قوم دون اخرين ولا على الرجل دون المرأة ولا على المرأة دون الرجل وانما هو واقع ولا حتى على الغني دون الفقير ولا على الفقير دون الغني. بل البلاء واقع على الجميع على حد سواء قال الله عز وجل ونبلوكم ونبلوكم ايها الناس بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال الله عز وجل فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما تلاه ايضا يعني شف ربنا سبحانه وتعالى ابتلاه بالخير قال ربي اكرما واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه قدر عليه رزقه يعني ضيق عليه رزقه فيقول ربي اهاننا قال الله عز وجل كلا يعني ليس هذا هو البلاء ليس هذه ليس هذا هو الاكرام وليس هذا هو الاهانة. انما هذا هو الابتلاء. يعني هذه حقيقة الابتلاء. الله عز وجل يقول لقد خلقنا الانسان في كبد. فربنا سبحانه وتعالى يقول لاهل الايمان يا اهل الايمان ان يمسسكم قرح يعني جراح فقد مس القوم قرح مثله لان هذه الايات نزلت بعد غزوة احد. غزوة احد مات فيها سبعين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات فيها سيد الشهداء حمزة رضي الله اسد الله. حمزة ابن عبد المطلب مات في هذه الغزوة. عم النبي صلى الله عليه وسلم واخوه من الرضاعة من اجلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخيرهم وافضلهم عند الله عز وجل ماتوا في تلك الغزاة فتأثر اهل الاسلام بهذا المصاب العام بهذا المصاب العام الذي اصابهم. فالله عز وجل ينزل عليهم هذه الايات تسلية لهم. يقول لهم هذا من طبيعة الطريق. من طبيعة الطريق الى الله سبحانه وتعالى ان يمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين. ان يبتلي الله عز وجل الذين امنوا كما ابتلى الكافرين. الله تعالى يقول ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. يعني انتم صحيح اصبتم في غزوة احد بما اصابكم يا معشر اهل الاسلام. لكن ان الغلبة كانت لكم في غزوة بدر. ما انتم برضو قتلتم في غزوة بدر سبعين من المشركين. قتلتم في غزوة بدر عدد كبير من المشركين فربنا سبحانه وتعالى يقول ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثل وتلك الايام نداولها بين الناس تلك الايام نداولها بين الناس من نصر الى هزيمة ومن هزيمة الى نصر. ولو ان الله عز وجل اعطى للانسان ما اراد لطاف الانسان وتجبر ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض طب ممكن الانسان يكون في حال طاعة بعدين ربنا سبحانه وتعالى يبتليه بحال معصية. ليه؟ لكي ينكسر. هو مش هيفضل مطيع طول طيلة حياته من طبيعة البشر انه لن يكون مطيعا طيلة حياته قط. وانما ينتقل من حال الطاعة الى حال المعصية تلك نداولها بين الناس كذلك ينتقل الانسان من حال النصر الى حال الهزيمة. لو ان الانسان فضل ينتصر ينتصر ينتصر ربنا سبحانه وتعالى لابد ان يضعه ليه؟ لكي يذل الى الله سبحانه وتعالى لكي يفتقر الى الله عز وجل لكي يمحص الله عز وجل ان ان الدنيا مش طبيعتها انك انت تفضل منتصر وفي رخاء واقتصاد رخائي وغني لأ ليست هذه هي دنيا اهل الايمان. دنيا اهل الايمان يعلمون ان ما اصابهم لم يكن ليخطئه. وما اخطأهم لم يكن ليصيبهم. فالله عز وجل يقول يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. وتلك الايام نداولها بين الناس. لو حصلت هذا في البلاء العام فلو حصلت مصيبة طيبة عامة على المسلمين. حصل ضعف. انت شايف المسلمين في ضعف وفي استكانة وفي يعني يعني تخلف وكذا وكذا وكذا. اوعى يحصل لك نوع انواع الانهزام النفسي فتذهب الى هؤلاء الكفار لأ يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. ان كان اهل الايمان في تلك المرحلة في ضعف فقد كانوا في قوة. طيب احنا نعمل ايه بقى؟ ان احنا نزداد لكي نرجع الى هزه القوة مرة اخرى. فربنا بيقول لهم ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس. وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء. والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا هذا هدف من اهداف البلاء الذي ينزله الله سبحانه وتعالى التمحيص ان ربنا سبحانه وتعالى يفصل بين الناس ان ربنا سبحانه وتعالى يميز بين اهل الايمان وغيرهم. الله عز وجل يقول الف لام ميم احسب الناس ان اتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين امنوا لابد ان يعلم الله عز وجل اهل الايمان يمحص الذين امنوا ويمحق الكافرين يعني اوعى تزن ان ربنا سبحانه وتعالى لما يعطي الكافرين اسباب القوة المادية ان هذا من الله عز وجل كرامة لهؤلاء الكفار لا لا لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. فربنا بيقول وليمحص الله الذين امنوا حق الكافرين. ام ايها الناس يا اهل الايمان ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يظهر رب العالمين سبحانه وتعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. لابد ان يميز الله عز وجل اهل الجهاد. انت صحيح في هزيمة نفسية للمسلمين دلوقتي في هزيمة نفسية لكن هذه الهزيمة النفسية تدفعهم الى مزيد من الجهد الى مزيد من الجهاد. الله عز وجل يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. الذين جاهدوا فينا جاء وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم. فلزلك ربنا بينبهنا على حقيقة الطريق. يقول الله تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. يبقى انت مطلوب منك في حالة ضعف اللي احنا فيه دهوت في حال ضعف المسلمين اللي احنا فيه مطلوب منك عمليا. العمل الاول الصبر والعمل الثاني الجهاد العمل الاول الصبر انك انت تصبر على ما ما قدره الله عز وجل من من بلاء. وتذكر ان احنا ذكرنا في حلقة من الحلقات ولو شاء ربك ما الو وتذكر ده لكي يعطيك قدرة على الصبر لكي يعطيك قدرة على على المواصلة والعمل الساني الجهاد انك انت تجتهد وتعمل لكي تصل الى الجنة بمرضاة الله سبحانه وتعالى. ولزلك ربنا يقول امحسبتم ان تدخلوا الجنة. ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه. فقد رأيتموه وانتم تنظرون. يعني اوعى تفكر ان ان ان انتم لما لما يعني خفتم من الموت ان انتم لن تلقوه لأ ستلقوه ستلقوه. ولذلك قال الله بعدها وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين. وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله وهزا يدخل الطمأنينة على الانسان اطمئن اطمئن وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا. ومن يرد ثواب الدنيا نؤتيه منها. ومن يرد ثواب الاخرة اللي عينه على الاخرة ومن يرد ثواب الاخرة نؤتيهم منها وسنجز الشاكرين. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من الصابرين عند حلول البلاء. وان جعلنا من المجاهدين لدفعه هذا وصلى الله على نبينا محمد واله. والحمد لله رب العالمين