بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وبعد سورة العنكبوت تأتي سورة الروم وسورة الروم من السور التي نزلت بمكة ايضا وهذه السورة الكريمة هي من السور التي تعالج ايضا قضية التوحيد وتدعو الى التفكير في النفس والكون الى وجوب التأمل والنظر في احوال السابقين ايضا فلذلك هذه السورة فيها ادلة كثيرة على وحدانية الله عز وجل وضرب للامثال وموضوع البعث والنشور وربنا سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه السورة الكريمة في مقدمتها غلبة الروم للفرس وان الملك لله عز وجل يؤتيه من يشاء ثم نبهت على اهمية النظر والتأمل في ملكوت الله عز وجل التأمل في ملكوت الله تبارك وتعالى الذي له الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويوحي الارض بعد موتها الذي خلق السماوات والارض. الذي تقوم السماء والارض بامره. الذي يبدأ الخلق ثم يعيده سبحانه وتعالى ثم نبه الله عز وجل على انه هو الرازق فلا آآ فلا هذه جولة مع الانسان حين يمسه يمسه الخير او الضر يعلم ان الله عز وجل هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر سبحانه وتعالى يعلم ان في ما له حقا لابد ان يعطيه الذي خلق خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. هذا الذي فعل بكم هذا هو الذي الذي يعطيكم سبحانه وتعالى هو الذي ينزل المطر فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها؟ هو الذي خلق كن من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة. ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبا. وتنبه السورة ايضا على ما نبهت عليه السور السابقة من اهمية الاستعداد للاخرة. وذلك بالنظر في كتاب الله تعالى وتأمله. ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون. كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون وتأتي بعد سورة الروم سورة رخمان وسورة لقمان هي سورة الحكمة وهي سورة مكية وقد ذكر الله عز وجل فيها دلائل الوحدانية والقدرة وان هذا الكون انما يدل على الله عز وجل وان الحكيم هو الذي يتفكر في هذا الكون المحكم ليصل الى الايمان بالله تبارك وتعالى ونبهت السورة سورة لقمان فيها التنبيه بهدي القرآن الكريم. وان الناس في حالهم مع كتاب الله عز وجل اما محسن مقيم للصلاة مؤمن بالله مع بيان جزائهم واما مجرم يشتري الضلالة بالهدى ويصد عن سبيل الله عز وجل المقطع الثاني من سورة لقمان وصايا لقمان الحكيم لابنه النهي عن الشرك الامر بالاحسان الى الوالدين. تقرير عقيدة الايمان باليوم الاخر وما فيه من حساب دقيق وجزاء عادل التكاليف الاقامة الصلاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الصبر على المكروهات عدم التكبر عدم الاعجاب بالنفس التواضع والسكينة وخفض الصوت بالكلام ثم بعد قصة لقمان عليه الصلاة والسلام جاء الادلة الكون على وحدانية الله عز وجل واهمية الاستسلام من يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعراة الوثقى الوثقى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله لان لان لله ما في السماوات والارض ان الله هو الغني الحميد ثم وهذا المقطع فيه وجوب اللجوء الى الله تعالى في حالات الشدة والرخاء ثم في اخر السورة هدف معالجة القلوب الحكمة في معالجة القلوب حكمة من معية القلوب انما تكون بالدعوة الى تقوى الله. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وهذا المقطع جاء في الايتين الاخيرتين من السورة الكريمة في الايتين الاخيرتين من السورة الكريمة. يأتي ربنا سبحانه وتعالى تحدث عن القرآن والموقف منه ثم نموذج لمن اتاه الله الحكمة ثم ضرورة النظر في الكون لكي يعطى الانسان الحكمة ثم ما فيها من دعوة الى خشية الله وعدم الاغترار بالدنيا. لان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير بعد سورة لقمان وفي الجزء الحادي والعشرين ايضا تأتي سورة السجدة وسورة السجدة هي السورة الثانية والثلاثون في ترتيب المصحف. وسورة السجدة تسمى سورة الف لام ميم تنزيل او الف لام ميم تنزيل السجدة او الف لام ميم السجدة وتسمى سورة المضاجع. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها في الفجر يوم الجمعة بل ورد ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن ينام حتى يقرأ الف لام ميم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك. سورة السجدة وهي سورة مكية بدأت بدفع الشك والارتياب عن القرآن العظيم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ثم تحدثت عن نشأة الانسان واطوار خلقه وانهم قليلا ما يشكرون ثم تحدثت عن احوال الناس احوال الناس فمنهم من يقوم بين يدي الله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومنهم من اتبع هواه وهم الذين يقفون بين يدي الله ناكسوا رؤوسهم عند ربهم يقولون ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون ثم ذكر الله ان هؤلاء لن يستووا بهؤلاء اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون. واما الذين فسقوا فمأواهم النار. كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ثم ذكر الله عز وجل ايضا ايقاظا للعقول والقلوب انه لابد ان الانسان يكون مؤمنا مصليا قائما بين يدي الله عز وجل لكي لا يلقى مصارع المكذبين للرسل في الامم السابقة وان الله يحيي الارض الموات بنزول الماء عليها او لم يروا انا نسوق الماء الى الارض بجرز وهو الذي يحيي القلب بالوحي ايضا كما قال الله سبحانه وتعالى اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجوز فنخرج به ذرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا ينشرون فاصبر ايها الرسول على هذا الوحي ولا يعني ولا تتأثر بهم وانتظر الفرج والفتح الذي يأتي عليك بالنصر من الله سبحانه وتعالى فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون فهذه السورة من السور ايضا التي تثبت ان القرآن حق والتي فيها ان القرآن ليس بدعا وانها تقيم الحجة على الفاسقين وانها تسري بعباد الله عز وجل الى طاعته سبحانه وبحمده. هذا وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد. سورة الاحزاب سورة الاحزاب هي السورة الثالثة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف وسميت سورة الاحزاب لتحزب اليهود والمشركين من قريش وكنانة وغطفان ضد الاسلام واهله وكانوا عشرة الاف ارادوا غزو المسلمين في المدينة فرد الله كيدهم وكفى المؤمنين القتال وسورة الاحزاب صورة مدنية باتفاق سورة الاحزاب سورة مدنية باتفاق ويمكن ان نقسم سورة الاحزاب الى خمسة مقاطع. المقطع الاول يتحدث الله سبحانه وتعالى فيه عن نبينا صلى الله عليه وسلم ويأمره الله تعالى بالتوكل عليه وينهاه عن طاعة الكافرين والمنافقين وفي هذا القسم ايضا ابطال لما كان عليه الناس قبل الاسلام فيما يتعلق بالظهار والتبني وايضا فيه تقرير ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الوالد الروحي لهذه الامة وهو اولى بالمؤمنين من انفسهم صلوات الله وسلامه عليه اما المقطع الثاني فيتحدث عن رد كيد الاحزاب المهاجمين ودفع جيوشهم وفيه وصف لحال المؤمنين الصادقين والمنافقين الذين في قلوبهم مرض وهو وصف يكشف عن القيم الصحيحة والزائفة من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا اما في المقطع الثالث فيتحدث عن زوجات النبي صلى الله عليه واله وسلم وتخييره لهم بين الصبر على شظف العيش او التسريح باحسان واما وامر لهن بعدم الخروج من بيوتهن الا لحاجة مشروعة وعدم اللين في مخاطبة الرجال. وعدم التبرج لانهن في موضع القدوة لغيرهن من النساء وتحدثت ايضا عن بعض الاحكام المتعلقة بالزواج وتشريع الحجاب وبيان محارم النساء وختم هذا السياق بامر الناس النساء جميعا بالتستر والاحتشام عن طريق الثياب الواسعة السميكة غير اللافتة للنظر حتى لا تشيع الفاحشة بين الناس ولا يتعرضن للاذى وحتى تصان اعراض المسلمين وتنقطع السنة المرجفين وهذا الامر استغرق معظم السورة من الاية الثامنة والعشرين الى الاية الثانية والستين كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين. وكان الله غفورا رحيما اما في المقطع الرابع فقد تحدث عن القيامة وما يتبع ذلك من سلوك الطريق القويم وعدم التقليد واتباع اهل الضلال. وحمل الامانة التي عجزت عن حملها السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا انه كان ظلوما جهولا وبعد سورة الاحزاب تأتي سورة سبأ وسورة سبأ هي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب المصحف وهي سورة مكية وانما سميت سورة سبأ بهذا الاسم لذكر قصة اهل سبأ فيها وهذه السورة تعالج ما تعالجه السور المكية فقد عالجت قضية الشرك والتوحيد فابطلت قواعد الشرك واقامت الادلة على انفراد الله عز وجل بالالهية ونفي الالهية عن الاصنام قال الله عز وجل قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وفي السورة ايضا نفي لشفاعة الملائكة كما قال الله تعالى ولا تنفعوا الشفاعة عنده الا لمن اذن له فهذا نفي لشفاعة الملائكة عند ربهم الا باذن الله تعالى وعالجت السورة ايضا قضية البعث والجزاء. وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم وعالية السورة ما يكون بين الضعفاء والاقوياء يوم القيامة من تلاوم وعتاب مرير كما قال الله عز وجل ولو ترى اذا الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين وقررت السورة كذلك الجزاء العادل يوم القيامة ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في اياتنا معاجزين اولئك لهم عذاب من رجيز اليم وتحدثت السورة كذلك عن قضية الوحي والرسالة وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه وقالوا ما هذا الا رجل يريد ان يصدكم عن ما كان يعبد اباءكم ابائكم وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون معالجة السورة هذا كله بقوله سبحانه وتعالى وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا حدثت السورة كذلك عن جوانب من قصة داود عليه الصلاة والسلام وسليمان وكيف ان الله عز وجل سخر لهم ما لم يسخره لغيرهم من من الانس لذلك اشارت السورة الى اهمية شكر الله عز وجل وهو الذي وصل بداوود الى ما وصل اليه. اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور وضد الكفر. لذلك تحدثت السورة عن اهل سبأ الذين انعم الله عليهم لكنهم كفروا وجحدوا فزالت عنهم النعمة زالت عنهم النعمة كل هذا ويأتي التعقيب في الاخير عن مشاهد يوم القيامة حين يبرأ المتبوعون من التابعين وتتبرأ الملائكة ممن عبدوهم ويصيبوهم الفزع الاكبر ويحال بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل وتحذر السورة الكريمة من الاتباع غير المبني على الصواب والحق كما قال الله سبحانه وتعالى وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا شر الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون وبين الله عز وجل ان طريق الهداية والنجاة انما هو بلا استعصاء بالاعتصام بالوحي وطريق الضلال انما هو بالضلال عن الوحي كما قال الله عز وجل قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه انه سميع قريب هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله اله وصحبه اجمعين سورة فاطر هي السورة الخامسة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف وانما سميت سورة فاطر بهذا الاسم لوجود لفظ فاطر في اولها دون غيرها من السور الاخرى وتسمى ايضا سورة الملائكة لذكر وصف الملائكة فيها. وهي سورة مكية سورة فاطر افتتحها الله عز وجل بالدعوة الى توحيده سبحانه وتعالى واقامة البراهين على وحدانية الله عز وجل. الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا. والله الذي ارسل الرياح فتثير سحابا. وما يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح في الاخير يقول الله عز وجل ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم هذه السورة الكريمة تبين ان الخير كله منبعه من رب العالمين سبحانه وتعالى هذه السورة تتحدث عن الفرق الكبير بين المؤمن والكافر فان الفرق بين المؤمن والكافر كالفرق بين الظلمات والنور والظل والحرور وتحدثت السورة ايضا عن ميراث هذه الامة وكيف ان الله عز وجل اكرمها بنبيها صلى الله عليه واله وسلم واكرمها بكتاب من اعتصم به دخل الجنة واعطاه الله عز وجل ما يتمنى جنات عدن يدخلونها حتى وان كان ظالما لنفسه فان الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات يدخلون في هذه الواو. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور ابي ولؤلؤة وفي هذه السورة ايضا يبين الله تعالى ان الراحة كل الراحة والنعيم كل النعيم وذهاب الحزن انما يكون حين يدخل اهل الايمان الجنة. كما يقولون الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن. ان ربنا لغفور شكور. الذي احلنا دار المقامة من فضله. لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها الغوب وسورة فاطر تشبه سورة النحل فان فيها تعداد كثير لنعم الله عز وجل وفضل الله عز وجل على خلقه. ولذلك ختمت السورة ببيان سعة رحمة الله بخلقه ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا. ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى. تلك النعم التي لابد ان تقودهم ان تقودهم الى حقيقة الى حقيقة واحدة. هذه الحقيقة هي تمام فقرهم لله عز وجل. وتمام غنى الله تبارك وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد الله هو الغني الحميد فامنوا به. الله هو الغني الحميد. فاقرأوا في كتابه. الله هو الغني الحميد. فكونوا من امة نبيك. صلى الله عليه عليه واله وسلم وبعد سورة فاطر تأتي سورة ياسين وسورة ياسين سورة حبيب النجار. وهو صاحب قصة اصحاب القرية وسورة ياسين من السور العظيمة. لذلك بعض السلف كان يسميها قلب القرآن بعض السلف كان يسميها قلب القرآن وسورة ياسين سورة مكية بالاجماع سورة مكية بالاجماع وسورة ياسين تتحدث عن القرآن الكريم. فهي امتداد لما ذكره الله تعالى في سورة فاطر. سورة فاطر تحدث الله عز وجل فيها عن القرآن الكريم ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وسورة ياسين ايضا تتحدث عن القرآن الكريم في مقدمتها تحدثت عن القرآن وعن مستمعيه وعن المؤمنين به والرافضين له. وهذا قد استغرق من اول السورة الى الاية الثانية عشرة بعد ذلك تحدث تحدثت عن قصة موجزة لقرية من القرى عاند اهلها رسل الله عز وجل وضاقوا ذرعا بوحي الله تبارك وتعالى وتآمروا على قتل الناصح الامين لهم. فكان نصر الله تعالى له. وكان خذلان الله عز وجل للمكذبين وهكذا حال كل وهكذا حال كل من كذب خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه ثم انتقلت السورة الى الحديث عن هذا الخلق العظيم لله تبارك وتعالى سبحان الذي خلق الازواج كلها من ما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون تلك الحقيقة التي تؤول الى حقيقة اكبر الحقيقة الاكبر هي حقيقة البعث والجزاء اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون. وذللناها لهم فمنها ركوبهم. ومن يأكلون وان نشأ. انظروا انظر الى قول الله عز وجل بعد هذه الاية وبعد تعداد تلك النعم ولهم وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب. افلا يشكرون واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون الا يحزنك قولهم انا نعلم فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون هذا الحديث المفصل هذا الحديث المفصل عن نعم الله يتلوه حديث عن اهمية الايمان بالله تبارك وتعالى اهمية الوثوق بما اعده الله عز وجل للمؤمنين. لان الذي فضل الانسان وكرمه هو الذي يحيي العظام وهي رميم هو الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. هو الذي بيده ملكوت كل شيء اذا وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه واليه ترجعون سورة ياسين من السور التي توجه الى تقرير رسالة الرسول صلى الله عليه واله وسلم. ولذلك تأتي بعدها سورة الصافات لتؤكد اصلين عظيمين ايضا من اصول الايمان بالله تبارك وتعالى. اما الاصل الاول فاثبات التوحيد والاصل الثاني اثبات البعث وسورة الصافات هي السورة السابعة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف وانما سميت بذلك لانفرادها بذكر صفوف الملائكة في اولها وسماها بعض العلماء سورة الذبيح لانفرادها بذكر قصة الذبيح اسماعيل عليه الصلاة والسلام فيها سورة الصافات هي مع سورة ياسين خلاصة جامعة لعقيدتي المبدأ والمعاد خلاصة جامعة لعقيدتي المبدأ والميعاد. كما في اخر سورة ياسين فان سورة الصافات تؤكد تلك الحقيقة تؤكد تلك الحقيقة ايضا. سورة الصافات جاءت لكي ترد على بعض القبائل العربية التي اعتقدت ان الملائكة بنات الله. تعالى الله عز وجل عن قولهم والتي جعل بين الله وبين الجنة نسبا. فجاءت سورة الصافات تجرد الملائكة والجن جميعا من شرف الالوهية. وتجعلها خالصة لله وحده ولذلك استهلت ببيانها استهلالا بارعا اصابت فيه هذه الاهداف الثلاثة بسهم واحد. والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا. ان الهكم لواحد رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق تأتي سورة الصافات ايضا لكي تنبه الخلق على اهمية الوقوف خاشعين لله عز وجل. سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين. فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين. الا من هو صال الجحيم. وما منا الا له مقام معلوم وانا لنحن وانا وانا لنحن المسبحون في سورة الصافات ستة شواهد تسوقها السورة الكريمة من تاريخ النبيين واقوامهم. قوم نوح وقوم ابراهيم وقوم موسى هارون وقوم الياس وقوم لوط وقوم يونس صلوات الله وسلامه عليهم جميعا اما العبرة الاولى في قوم نوح وهي اولى العبر واقوى النذر فقد دعا نوح على الكافرين دعوة ماحقة واما العبرة الثانية في ابراهيم عليه الصلاة والسلام وقومه فانه تلطف في هدايتهم اول الامر ثم انه هاجر الى ربه تبارك وتعالى ووقف لكي يضحي من اجل ربه سبحانه وبحمده اما العبرة السادسة في قصة موسى وهارون فان الله قد نجاهم وقومهما من الكرب العظيم ونصرهم فكانوا هم الغالبين. وكذلك فنجى الله عز وجل لوطا عليه الصلاة والسلام. وكذلك نجى الله عز وجل يونس صلوات الله وسلامه عليه. وقد اختيرت ها هنا لتكون مسك الختام. فان يونس صلوات الله وسلامه عليه لما القي في ظلمة الليل والبحر ظلمة بطن الحوت لجأ الى الله عز وجل ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وهكذا تأتي هذه السورة كي تدفع المؤمن الى ان ينتظم في سلك الطائعين لله تبارك وتعالى ويقول كما يقول اهل الايمان سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين