بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سورة صاد وهي السورة الثامنة والثلاثون في ترتيب المصحف وآآ وسورة وسورة صاد سورة مكية. وقد تحدثت ايضا عن القضايا التي تحدثت عنها سورة ياسين وسورة الصافات لكنها جاءت بتسلية وتصبير للنبي صلى الله عليه وسلم كي يقتدي بمن سبقه من الرسل اشارت السورة الى بعض انبياء الله عز وجل وهم داوود وسليمان وايوب وفصلت قصصهم. واشارت مجرد اشارة بذكر اسماء ستة اخرين هم ابراهيم واسحاق ويعقوب واسماعيل واليسع وذو الكفل. وكل من المصطفين الاخيار صلوات الله وسلامه عليهم. كما تداولت السورة ايضا اصول الكفر الثلاثة. وهي الاشراك بالله. اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. وهو ما تعالجه هذه الاية تكذيب الرسول والقرآن وعجبوا ان جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب انزل عليه الذكر من بيننا والاصل الثالث من اصول الكفران بالله تعالى انكار البعث والجزاء. ولذلك ذكر الله عز وجل مصير من امن وان للطاغين لشر مآب جهنم يصلونها فبئس المهاد. وفي المقابل فان للمتقين وان للمتقين لحسن جنات عدن مفتحة لهم الابواب. متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب. وعندهم قاصرات الطرف اتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب ثم ختمت السورة بذكر ما جرى بين ادم صلوات الله وسلامه عليه. وابليس عليه لعائن الله المتتالية لكي يتمسك الناس بهدي ادم عليه الصلاة والسلام ويبتعد عن ضلال ابليس عليه لعنة الله. وفي النهاية ينبه الله عز وجل على عظمة القرآن الكريم وان هو الا ذكر للعالمين. ولتعلمن نبأه بعد حين. فان من ادرك رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلابد ان يؤمن به ولابد ان يتبع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وصلى الله على نبينا محمد واله والحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على امام الاتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. سورة الزمر سورة الزمر هي السورة التاسعة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف وانما تسمى سورة الزمر لان لفظ الزمر لم يرد في غيرها من القرآن الكريم وسميت ايضا بسورة الغرف لقوله تعالى فيها لهم غرف من فوقها غرف مبنية وضحت السورة الفارقة بين من يعبد الها واحدا ومن يعبد الهة متعددة فالاول كعبد يملكه سيد واحد والاخر كالعبد المملوك لعدد من الشركاء فهم يتنازعون فيه ويتخاصمون وبينت السورة جزاء الكافر والمشرك في الدار الاخرة حيث تغشاه النار من فوقه ومن تحته وقد ايقظت السورة القلب لحمله على الايمان فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. الله نزل احسن حديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. في المقابل واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة. واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون في سورة الزمر دعوة صريحة الى الانابة لله عز وجل. والى اتباع الى اتباع دين ربنا تبارك وتعالى. وانيبوا الى ربكم قموا اسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون في سورة الزمر بين الله عز وجل قضية الوحي والرسالة في اكثر من اية في هذه السورة المباركة وذكر القرآن الكريم سبع مرات في هذه السورة. لبيان هذه الحقيقة. وان القرآن هو الذي حرر الخلق من الشرك والضلال وسورة الزمر توضح ايضا سرائر الناس واختلاف وجهات الناس وتضمنت احوالا شتى لافواج من البشر فالله تعالى يعقد المقارنة والمقابلة بين المؤمن والكافر. فالله عز وجل يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر والله عز وجل لا يستوي عنده من يشغل ليله بالعبادة ومن بمن يشغله باللهو واللذة المحرمة. ولا يستوي من عبد الله حق العبادة بمن عبد الدنيا وعاش يلهث وراءه وشهواتها ولا يستوي من من اتقى واحسن بمن عصى واساء. افمن حق عليه كلمة العذاب افانت تنقذ من في النار ولا يستوي من ينشرح صدره فيتسع لسماع القرآن. ومن يبتعد عن ذلك افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. ولا يستوي من صان وجهه عن النار بمن عرض وجهه لعذاب النار. ولا يستوي الموحد والمشرك كافر المؤمن ولا يستوي اهل الكذب مع اهل الصدق ولا يستوي من ينفع ويضر بمن لا يملك نفعا ولا ضرا. وما ابعد الشقة بين ايها المشرك وما ابعد حال الانسان اذا اصابته السراء وحاله اذا اصابته الضراء وبعد السؤال والحساب يستقر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار. وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا. وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا وفي النهاية في النهاية حيث يرث المتقون ارض الجنة ويحمدون الله على ذلك وتحفهم الملائكة من حول العرش مسبحين مهللين حامدين رب العالمين انقضى بين عباده بالحق ونال كل منهم جزاءه والحمد لله رب العالمين بعد ذلك تفتتح سورة تفتتح الحواميم بسورة غافر بسورة غافر وهي سورة مكية ايضا وهذه السورة المباركة تسمى سورة غافل لقوله تعالى غافر الذنب وتسمى سورة الطول لقوله تعالى ذي الطول. وتسمى سورة المؤمن لانفرادها بقصة مؤمن ال فرعون وهذه الصور تبدأ بسور الحواميم السبع وتسمى سور ال حميم لاتحاد فواتحها بحاميم وهي غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والاحقاف وهذه السورة كما يقول ابن مسعود ديباج القرآن هذه السور ديباج القرآن. الحواميم ديباج القرآن او لباب القرآن. لباب القرآن وسورة وهذه السور المباركة تعالج موضوعات متشابهة. هذه السور المباركة سور ال حميم تعالج موضوعات متشابهة فانها تعالج موضوعات متعددة. ومن تلك الموضوعات الاشارة الى منزل القرآن سبحانه وتعالى والتحذير للكافرين وتحذير الكافرين من عاقبة المكذبين وفيها ايضا تثبيت للنبي صلى الله عليه واله وسلم. ومن اظهر موضوعاتها بيان حال المجادلين في القرآن المبين والرد رد عليهم وتهديدهم افتتح افتتحت هذه الحواميم بسورة غافر وسورة غافر فيها افتتاح بالتذكير بحق الله وجل تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير فقد افتتحت السورة بصفات الله الحسنى واياته العظمى. وعرضت السورة الى المجادلين في ايات الله مع وضوح الحق وسطوعه ثم بينت وظيفة الملائكة وما يحدث للمؤمنين والكافرين في الاخرة ثم ذكرت السورة ايضا الحديث عن رسالة موسى عليه الصلاة والسلام. وذكرتهم برسالة برسالة موسى عليه الصلاة والسلام ونصيحته لقومه ودفاعه ونصيحته لقومه ايضا ومناصرة مؤمن ال فرعون لدعوة التوحيد ونصيحته لقومه ودفاعه عن موسى عليه الصلاة والسلام وذكرهم برسالة يوسف عليه الصلاة والسلام وحذرهم من مصيرهم في الدار الاخرة وفي هذه السورة ايضا عرضت هذه السورة بامر النبي صلى الله عليه واله وسلم بالصبر على اذى قومه. لان الله عز وجل سينصره وان الله عز وجل قد اهلك المكذبين من سائر الامم لانهم لم يصدقوا الرسل سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرين بعد ذلك تأتي سورة فصلت وسورة فصلت هي السورة الحادية والاربعون في ترتيب المصحف الشريف وهي سورة مكية ايضا ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن فنوهت بشأنه واشارت الى عجز معارضيه وذكرت بهديه وبينت انه معصوم من تطرق الباطل وانه مؤيد بما انزل على الرسل من قبله وبينت ايضا كيف تلقى المشركون هذا القرآن بالاعراض فابطل القرآن مطامعهم وذكرهم وانذرهم بما حل بالامم المكذبة لرسل الله تبارك وتعالى وتحدثت عن وحدانية الله عز وجل وتمام خلقه ثم رجعت السورة مرة اخرى لتتحدث عن القرآن الكريم وتتحدث عن هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بعد سورة فصلت تأتي سورة الشورى. وهي من ال حميم ايضا. وهي سورة حميم عين سين قاف وسورة الشورى تبين مصدر الوحي كذلك. كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم وبينت طرق نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا. او من وراء حجاب. وبينت ان ذلك كالوحي يبين وحدة الرسالة وانه من عند الله تبارك وتعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى وان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه هذه السورة محورها جاء فيه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان الوحي وبيان ان هذا الوحي من عند الله تبارك وتعالى وفيها ايضا حشد لصفات المؤمنين المتوكلين على الله المجتنبين للكبائر. الذين يعفون ويصفحون ويستجيبون لامر الله تعالى ويقيمون الصلاة ويأخذون بمبدأ الشورى ويأخذون بمبدأ بالانفاق في سبيل الله ولا يقبلون الظلم ولا يقابلون الاساءة مسلها. ولذلك ختم الله عز وجل هذه السورة ببيان ان مهمة النبي صلى الله عليه وسلم هي هداية الخلق الى صراط الله. لان ان الله عز وجل هو الذي اليه المرجع والمصير فيجازي كلا بما يستحق بعد ذلك جاءت سورة الزخرف وسورة الزخرف هي السورة الثالثة والاربعون في ترتيب المصحف الشريف وهي ايضا من السور المكية. وقد عالجت معالجة الصور قبلها مصدر الوحي وصدق القرآن وفندت الشبه التي اثارها المشركون حول رسالة محمد صلى الله الله عليه واله وسلم. وذكرتهم باحوال الامم السابقة. وذكرت طرفا من قصة موسى مع فرعون. وذكرت طرفا من قصة عيسى صلوات الله وسلامه عليه. وفي هذه القصص ارشاد للدعاة الى الله عز وجل. ان يثابروا في ارشادهم دون يأس ولا ملل ثم تحدثت السورة عن مصير المتقين والمجرمين. وما يوعدون به من الجنة والنار وهو مقطع في اخر السورة من الاية السادسة والست فيه ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وتنديد بالمشركين ولفت انظارهم الى صفحة الكون المرئية والمقروءة فان هذا من شأنه ان يأخذ بايديهم ان يأخذ بايديهم الى طريق النجاة وفيها ارشاد للدعاة الى الله تبارك وتعالى بان يعتصموا بالله وقيله يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف لمون. تأتي بعدها سورة الدخان وسورة الدخان سورة مكية وهي السورة الرابعة والاربعون في ترتيب المصحف الشريف. وقد ابتدأت بالقسم بالقرآن والتنويه بشأنه وشرفه. وبينت ان وقت نزوله هو ليلة القدر. فهذه السور كلها تتحدث عن كتاب الله تبارك وتعالى. وهذه وهذه الليلة بوركت لنزول الوحي فيها. وكذلك من يتعرض للوحي فانه مبارك وسيباركه الله تبارك وتعالى ثم تحدثت السورة عن شأن الذين قاوموا الدعوة. وكانوا في شك وارتياب. فعاقبهم الله تعالى في الدنيا بسبب الجوع بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لانهم اعرضوا عن القرآن وتدبره واختار الله سبحانه وتعالى في هذه السورة ايات قصيرة تبرز الوانا متعددة من تهديد المكذبين بالرسالة الاخيرة. وطافت بهم في عوالم شتى بين السماء والارض والدنيا والاخرة والجحيم والجنة والماضي والحاضر والغيب والشهادة والموت والحياة كل هذا بيان الحق والحكمة التي خلق الله عز وجل الكون من اجلها اما مصير الكفار فقد صورته الايات في قوله تعالى ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم مصير المتقين ان المتقين في مقام امين في جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين. بدأت السورة بالحديث يعني القرآن وختمت بالحديث عن القرآن ايضا. فانما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون. فارتقب انهم مرتقبون. بعد ذلك تأتي سورة الجاثية وهي السورة الخامسة والاربعون في ترتيب المصحف الشريف وهي من سور ال حميمة ايضا وهي سورة مكية. تناول في محورها في الاول جانب التوحيد فاقامت الادلة والبراهين على توحيد الله عز وجل. وبينت السورة مواقف من استقبال الدعوة فمنهم شديد العناد المكابر في الحق المصر على الضلالة ومنهم من لا يشعر بالفرق بين من يعمل السيئات ومن عمل الصالحات فينتج عن هذا التصور السيء انه لا يقيم وزنا للايمان الخالص. ولذلك قال الله عز وجل ام حسب الذين والسيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. ومنهم من ليس له مرجعية في سلوكه عبادته الا ان يتبع هواه ونفسه الامارة بالسوء افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم. ومنهم من ينكر الاخرة ولا يؤمن بالبعث والنشور. وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. وفي ختام السورة بيان عاقبة الاخيار والاشرار اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته. وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا. ومأواكم النار وما لكم من الناصرين ويطابق اخر السورة اولها في تمجيد الله تعالى وذكر اسمين من اسمائه الحسنى هما العزيز الحكيم وفي هذا ايذان بانقضاء السورة. تأتي سورة الاحقاف وهي السورة السادسة والاربعون في ترتيب المصحف الشريف. وانما سميت بذلك لورود كلمة الاحد قاف فيها دون غيرها من الرسل. وهذه السورة تعالج ايضا القضايا التي تعالجها سور ال حميم. فقد اشارت الى كتاب الله تعالى والوحي المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وبينت ان هذا الوحي انما هو كما عرف الوحي من قبله وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله فامن واستكبروا كما تحدثت السورة عن مثالين للابن الصالح المستقيم في فطرته البار لوالديه ولابن الشقي المنحرف عن الفطرة العاق لوالديه وعرضت لقصة هود عليه الصلاة والسلام الذين كذبوا الرسل فاهلكهم الله تعالى. ثم ذكرت السورة كختام لهذا الجو الجميل الرائع من اول سور ال حميم للحديث عن القرآن الكريم وحديث عن استماع الجن القرآن الكريم وهم الذين امنوا به اول ما سمعوه وبلغوه لاقوامهم وشهدوا له بانه الحق فعادوا اليهم منذرين يحذرونهم من عذاب بالله تعالى ان لم يؤمنوا يحذرونهم من عذاب الله ان لم يؤمنوا ان لم يؤمنوا بهذا القرآن العجيب. فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منزرين يحذرونهم ويأمرونهم باجابة داعي الله تبارك وتعالى ثم يأمر الله تعالى في ختام تلك السورة نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الظالمون. وصلى الله على نبينا محمد واله. والحمد لله رب العالمين