الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده واله وصحبه من بعده وبعد يقول الله سبحانه وتعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا من في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين فقسم الله عز وجل الناس في هذه الاية الى اقسام اربعة. القسم الاول يريد علو في الارض وفساد والعياذ بالله. وهذا كمن اعطاه الله عز وجل سلطة كفرعون. لعنه الله سبحانه وتعالى. فانه اراد العلو في الارض والفساد. قال الله عز وجل ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نسائهم انه كان من المفسدين وهناك قسم يريد الفساد في الارض ولا يريد العلو هناك قسم يريد العلو والفساد معا. وهناك قسم يريد الفساد في الارض ولا يريد العلو. كمن يعني يسرق الناس او كبعض المجرمين الذين يعتدون على الناس وهناك من يريد العلو ولا يريد الفساد. وهذا يحصل في اهل الدين. الله عز وجل قد يعطيه تدينا لكنه يريد ان يعلو به على الخلق يريد ان يرى من نفسه انه افضل من خلق الله سبحانه وتعالى ثم القسم الاخير لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. وهؤلاء هم سادة المتقين. ولزلك قال الله عز وجل تلك الدار الاخرة نجعل اروها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين العلو في الارض والفساد باي نوع من الانواع هذا لا يحبه الله سبحانه وتعالى. العلو والتكبر على الحق اذا ظهر للانسان وبان له ان يتكبر الانسان على الحق ويذهب عنه لا يحبه الله عز وجل. والفساد وحتى ان كان بمعصية ان كان بمعصية الله سبحانه وتعالى او البعد عن شرع الله عز وجل لا يحبه الله سبحانه وتعالى. ولا يجعل الاخرة ولا يجعل الدار الاخرة لمن يريد العلو والفساد. وانما تجعل الدار الاخرة يوم القيامة لهذا الصنف المبارك. الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن لا يريد علوا في الارض ولا فسادا. وان يوفقنا الله سبحانه وتعالى لسلوك سبيلهم انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد واله. والحمد لله رب العالمين