ممتاز طيب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على نبينا ومعلمنا وقائدنا الاعلى سيدنا محمد صلاة تترى وعلى اله وصحبه ومن لنهجه اختفى حياكم الله ايها الاكارم في عودة الى هذا المجلس. هذا المجلس الطيب الذي شرعنا فيه في رمضان وحقيقة وانا اجهز ان اجلسه هذا اليوم آآ اشتقنا الى رمضان وتنسمنا عبقه الجميل عندما كنا نجلس في معاني القرآن وفي ثواني وفي مثاني القرآن ونحن نحاول اه ان نستشف المعاني والرسائل الالهية من معين كتابه العذب نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا رمضان نسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الهمة الاستمرار على ما عهدناه في رمضان من تدبر القرآن والعيش في معانيه ونعوذ بالله ان يكون اخر عهدنا بكتابه الكريم في رمضان فان كثيرا من الناس ايها الكرام عهده بالقرآن انما هو في شهر رمضان. عهده بالتدبر بمجالس التفسير لمحاولة الجلوس لاستخلاص رسائل الله سبحانه وتعالى. انما تأتيه الهمة في ذاك الشهر. اما ما بعد رمضان فانما هي قراءة سريعة لا تكاد تصنع شيئا في قلب الانسان وبايمانه فنعوذ بالله من الكسل ونعوذ بالله من الفتور بعد اتيان الهمم ونسأله سبحانه وتعالى المداومة على الخير وعلى فهم رسائله والعيش في ظل كتابه انه ولي ذلك والقادر عليه وصلنا ايها الكرام في هذه الرحلة الطيبة التي سميناها رحلة الانسان في القرآن والمقصود منها ان نمر على المعاني الجملية لسور القرآن واياته وكما قلنا في شهر رمضان هذا النوع من التدبر نوع جميل ومطلوب. لان ليس كثيرا ليس الناس اه يتقنون تدبر المعاني الجزئية. اليس كثير من الناس يتقنون تدبر المعاني الجزئية وانما اكثر الناس اليوم يحتاجون الى تأصيل المعاني الكلية لكلام الله سبحانه وتعالى واحيانا التدبر الجزئي لكل سورة ولكل اية قد يستمر سنوات وتفتر همم الناس عن الاستمرار في ذلك. فيحتاجون الى مثل هذه المجالس التي يمر فيها على كتاب الله سبحانه وتعالى على جملة معانيه وعلى المعاني الكلية له بحيث يكون المسلم عموما على دراية بما يريد الله سبحانه وتعالى منه ان يفعله. في الجملة واما المرور الجزئي التفصيلي على كل اية وعلى كل كلمة وعلى المراد منها. وعلى كل تركيب وجملة فهذا له مجلس اخر فنسأل الله سبحانه وتعالى ان تكون هذه الطريقة التي طرقناها طريقة محمودة مسنونة عندكم بعد ذلك. في تعاطيكم مع كلام الله سبحانه وتعالى اه وهذه الطريقة كما قلنا لابد في كل سنة لابد في كل سنة ان تمر مرورا جمليا على معاني القرآن حتى ولو كان لديك ورد تفصيلي. لكن لابد في كل سنة على الاقل من مرور جملي على معاني القرآن حتى تمرر هذه معاني على قلبك وتستذكرها وتعيش معها وتنظر في مدى تطبيقك لها ان كثيرا من الناس الى الان ما زالوا لا يعرفون مع هذه المعاني الجمرية وصلنا في رحلة الانسان الى سورة يوسف. واليوم باذن الله سنتحدث عن سورة يوسف وعن سورة هود. في كلام جملة الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا فيه السداد اه ايها الكرام اه الانسان بطبعه يحب ان يسمع القصص وكذلك الانسان بطبعه يحب ان يصنع القدوات في حياته هاتان فكرتان يركز عليهما القرآن وهما ايضا مجربتان في واقعنا ان الانسان بطبعه يحب ان يسمع القصص فان فيها من اجمام القلب ومن ادخال السعادة عليه. ما لا يوجد في الكلام التقعيدي التأصيلي العام. الجاف الذي لا لا يوجد فيه شيء من القصص وتبادل التجارب كذلك الانسان يحب ان تكون له قدوة يقتدي بها ويسمع احوالها ويصدر اخبارها ليحاول ان يصل اليها وان يسعى لان يقتدي بها ولذلك الدرس القرآني جاء منوعا في طريقة طرحه فاحيانا تجد القواعد التأسيسية على شكل قواعد اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واحيانا تجد القصص القرآني حاضرا لانه يمثل تطبيقا عمليا لتلك القواعد ولو ان القرآن جميعه كان على شكل قواعد واحكام لربما ثقل فهمه او سماعه او تطبيقه على كثير من الناس. لكن سبحان الله من جمالية القرآن ان انه ينوع بين النظرية والتطبيق هذه من جماليات القرآن انه ينوع في طرحه بين النظرية وبين تطبيق النظرية الله سبحانه وتعالى في كتابه تكلم عن نظرية البلاء ولنبلونكم الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ثم بعد ذلك اعطانا في القرآن من قصص الثابتين امام البلاء ومن قصص البلاء. ما يجعل الانسان يفهم ما هو البلاء الذي يقصده الله سبحانه وتعالى عندما يقول ربنا ونبلوكم بالشر والخير فتنة. تأتي بعد ذلك الى قصة يوسف والى سورة هود فتسمع العديد من صور البلاء وتنظر كيف ثبت سيدنا يوسف وكيف ثبت الانبياء والصالحون امام هذه البلايا تصبح عندك قدرة على ان نفهم النظرية من خلال تطبيقاتها. ويكون عندك شيء من الهمة للاقتداء بهذه النماذج الانسانية التي طاعة ان تفهم ما معنى الحياة وماذا يريد الله من الانسان في هذه الحياة وتعيش تلك المعاني لانه قد يأتي الشيطان الى فيريه ان هذه الاحكام الكلية وان هذه القواعد النظرية في القرآن قواعد لا يمكن تطبيقها وانه لا يوجد انسان استطاع ان يثبت امامها. فعندما انت تأتيك القصة وتأتيك الحكاية لمن بعد انت مصدق لكلام الله سبحانه. وتعلم ان هذا كلامه حق وصدق ومن اصدق من الله حديثا. فعندما تنظر في هذه القصص الانسانية لاناس ثبتوا امام احكام الله امام باحكام الله سبحانه وتعالى القدرية. وما من البلايا التي كتبها الله عز وجل عليهم. يصبح عندك ادراك انه لأ هذه التكاليف وهذه الاحكام وهذه القواعد التأسيسية في القرآن ليست قواعد خارجة عن طوق الانسان ليست مجرد قواعد نظرية صعبة التطبيق وهل هناك اناس عاشوا عليها واحسنوا التعامل معها وحصلوا النتائج بعد ذلك. فيكون التطبيق اسهل علينا لذلك سورة يوسف كثير من الناس يحب ان يسمعها. اليس كذلك بل حتى الصحابة الكرام عندما طال عليهم الامر الصحابة الكرام كانت تأتيهم الصور بالمعاني الثقيلة وبالتأسيس للقواعد الايمان في نفوسهم فطال الامر عليهم وشعروا بان معاني القرآن ثقيلة فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فانزل الله سبحانه وتعالى سورة يوسف نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن فقضية انك تحب القصة هذا ليس شيئا غريبا بل هذا من ايام الصحابة الكرام ونحن الصحابة يريدون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يقص عليهم. فهناك اجمام للقلب وراحة وسعادة في سماع القصة. وهناك صناعة وهناك انزال للنظرية او القاعدة من مجال التنظير الى مجال التطبيق وهذا هو سر ايراد القصص في القرآن لذلك في اية مية وعشرين في سورة هود وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك ولذلك كان علماؤنا يقولون القصص جند من جنود الله يثبت الله بها عباده من اين اخذوا هذه القاعدة ان القصص جند من جنود الله يثبت الله فيها عباده. اخذوها من اية مية وعشرين وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. فالنبي صلى الله عليه وسلم رأس الدعاء كان يحتاج الى تلك قصص للتثبيت لما يسمع قصة نوح وثباته وقصة هود وثباته وقصة يوسف وثباته وقصة يونس وقصة الانبياء والصالحين. عندما كان يسمع تلك القصص هذه القصص كانوا يتثبت بها فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام. لماذا؟ لانه يجد نظيرا له سابقا. يجد قدوة يحتذي بها. فلا قل من شأن القصة ودائما في خطابك او في وعظك او في درسك او في تعليمك. حاول دائما ان تعطي الدرس النظري شيء من القصص والامثلة والنماذج الحية مثلا عندما تتكلم عن اهمية الهمة في طلب العلم واهمية الجدية فيه والعزم والمحافظة على الوقت. اذكر قصص من قصص الناجحين. اقرأ في سير اعلام النبلا في قيمة الزمن عند العلماء في صفحات من صبر العلماء على طلب العلم وغير ذلك من الكتب. سبحان الله تجد الهمة ترتفع. يعني قد اعطيك درس كامل ومحاضرة كاملة عن اه اليات رفع همة الطالب. وكيف تنظم وقتك؟ وكيف قراءة الكتب فانت يعني قد ترتفع همتك رويدا لكن عندما تقرأ في قيمة الزمن عند العلماء وتنظر في الحكايات والقصص والنماذج الحية سبحان الله تجد الانسان يتحمس اكثر واكثر لذلك مشايخنا كانوا دائما يقولون لنا اذا فترت همتك فعليك بالقصص انظر في قصص اصحاب الهمم العالية فانها تستحث الخطى من جديد بالسير الى الله سبحانه وتعالى وفي اقتحام طلب العلم مرة اخرى فالقصص لا يمكن ان يستقل من امرها ولا يمكن ان اه انسان يبحث عن الهمة والجد ان يتغافل عنها او حاشاها لابد من قصة لابد من نموذج لابد من مثال لابد من قدوة تحتذي بها وتسير على خطواتها. يوسف عليه السلام ام احدى القدوات العظيمة التي اراد الله سبحانه وتعالى ان يرسمها لنا في كتابه العظيم سيدنا يوسف قدوة لانسان عاش الحياة بكل انماط البلاء فيها او بجل انماط البلاء فيها. البلاء بالخير والبلاء بالشر. البلاء بالسراء والبلاء بالضراء. وكيف عالج عليه رحمة الله هذا هذه الانماط المتعددة من البلايا رويدا رويدا حتى وصل الى اخر فصل من فصول حياته توفني مسلما والحقني بالصالحين اه في شهر رمضان في مخيم غراس ربما مررنا على بلاءات يوسف لكن لابد من المرور عليها مرة اخرى بشكل سريع ما يتلائم مع هذا الدرس القرآني بسم الله من بداية القصة تبدأ البلايا ومنذ نعومة اظفار هذا الشاب يوسف عليه السلام في الاية الرابعة يقول لابيه بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اذ قال يوسف لابيه يا ابتي اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين هذا الطفل وهذا الشاب الصغير الناشئ واضح منذ نعومة اظفاره انه يهيئ لامر عظيم يهيئ لامر كبير الله سبحانه وتعالى يعده له. وقد نظر ابوه يعقوب عليه السلام في هذه الرؤيا فعرف ان هذه الرؤيا تشير الى لا حدث عظيم والى منزلة سامقة كبيرة سيصل اليها هذا الشاب الصغير وكان من ذكاء يعقوب ان حذر ابنه يوسف من الحسد وهذا هو البلاء الكبير الذي ابتدأت به حياة يوسف. يوسف عليه السلام اول بلاء تعرض له هو انه كان محاطا باخوة يحسدونه ووصل الامر بهم مواصيله. وصل الامر بهم ان فكروا في قتل اخيهم. انظروا كيف يفعل الحسد بالانسان كيف يمكن يجعله يفكر في قتل اخيه واعز الناس الى قلبه يا رب يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا. اذا اول بلاء تعرض له سيدنا يوسف انه يعني وارد اخباره احذر يا بني ان تتكلم بهذه الرؤيا فان اخوتك قد يكيدوا لك كيدا من اجل ان يسقطوا مكانتك ومن اجل الا تحصل هذا الخير الذي اعد لك اذا اب ذكي نبيه يخاف على ابنه من غائلة الحسد والابن الان فعلا كان يشعر ان اخوته ينظرون اليه بنظرة مريبة وكان هذا من البلاء الذي تعرض له سيدنا يوسف في المرحلة الاولى من حياته. وتخيلوا ذاك الشاب الصغير الذي يرى رؤية مميزة ويطلب منه ان يكتمها ويطلب منه ان يكتمها. عادة الشاب الصغير خاصة اذا كان في سن العاشرة او الحادية عشر او التاسعة. اذا رأى شيئا مميزا يعني لا يحسن ان يكتم ذلك يحب ان يخبر به. يحب ان يقول لاخوانه ولكل من يراه. ترى انا رأيت كذا تراك والده يأمره بالكتمان وهذي كافية شيء من الصعوبة على نفسه ذاك الشاب الناشئ لكن والده طمأنه وقال له وكذلك يجتبيك ربك واضح يا يوسف هناك اجتباء واختيار واصطفاء لك من بين سائر اخوتك. ويعلمك من تأويل الاحاديث اي ويعلمك تأويل الرؤيا ما دام الله عز وجل بدأ معك بالرؤيا صغرك اذن الله سبحانه وتعالى سيجعلك ممن يحسن تعبير الرؤى الان سيدنا يعقوب لما قال ليوسف ويعلمك من تأويل الاحاديث اي يعلمك الله تأويل الرؤيا. هل هذا وحي اوحاه الله الى يعقوب ان ابنه يوسف سيصبح استاذا في تعبير الرؤى ام انه شيء تلمحه او استنبطه او استنتجه سيدنا يعقوب من هذه الحالة انه لما رأى طفله الصغير بدأ معه بالرؤيا اجتهد واستنبط من ذلك لعل الله سبحانه وتعالى سيجعل ابني استاذا في هذا الفن. استاذا في هذا العلم. قد يكون اذا من قبل بين الوحي هو قد يكون من قبيل الاستنباط والاجتهاد قال ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب اي نعمة الرسالة والنبوة كما اتمها على ابويك من قبل ابراهيم واسحاق بدأت الان حياة يوسف وبدأ يوسف يكبر اذ قالوا ليوسف واخوه مباشرة السورة تأخذنا الى مشهد اخر اذا شف وهذه جمالية القصص القرآني هناك آآ ست تكون في غرفة من غرف البيت يسدل الستار على المشهد يكشف الستار على غرفة اخرى. رفع الستار على مشهد اخر اخوة يوسف يتآمرون ويحاولون التخلص من هذا الفتى الصغير. لانه حصل على حظوة ومكانة عالية عند ابيه. وهذا من البلاء كما قلنا لسيدنا يوسف اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخلو لكم وجه ابيكم. الاخوة يوسف ماذا قال؟ قال لا تقتلوا يوسف واطرعوا والقوا في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة. ذهبوا الى الاب نريد ان نأخذ يوسف ليلعب معنا. الاب لم يكن مستريحا لابنائه ولموقف ابنائه من اخيه يوسف. فحاول ان يصدهم اني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب. الابناء اصروا على اخذ اخيهم معهم واظهروا لابيهم كمال الاهتمام والرعاية باخيهم فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب. هنا الله عز وجل يريك كمال العناية واللطف وانه اذا اراد شيئا هيأ له اسبابه. قال واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون كان قدر الله يعمل والسكينة تتنزل على قلب يوسف. وهو يلقى في الجب وهو يلقى في البئر. الله سبحانه وتعالى يقول له لا تخف لا تقلق في يوم من الايام يا يوسف ستخبر اخوانك. ستخبر اخوانك بما فعلوا بك وهذه كانت فيها رسالة تطمين ورعاية يوسف الان في رعاية الله وفي كنف الله خرج من جنب والده. ليبدأ يخوض حياة شاقة مليئة بالمتاعب والبلايا والاشكالات والظروف الصعبة ليصل به الحال من فلسطين ليصبح على عرش مصر. خلال هذه الرحلة الطويلة مرت به جولات وجولات وجولات ليعرف الانسان ان هكذا هي قصة الحياة. الحياة مليئة بالمتاعب مليئة بالاشكالات مليئة بالظروف الصعبة لكن بعون الله بالاستعانة والالتجاء والاعتصام بالله سبحانه وتعالى بالتشبث بمعاني التوحيد والعقيدة الصلبة يستطيع الانسان ان يتجاوز كل هذه المحطات الصعبة ليصل الى عرش الايمان. ليصل الى المرحلة الاخيرة مرحلة توفني مسلما. والحقني بالصالحين الان جاءوا اباهم عشاء يبكون البلاء ليس فقط ليوسف بل هنا بلاء لذاك الاب والنبي الصالح المكلوم يا ابانا انا ذهبنا سبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب. ذلك الذئب الذي حذرهم منه ابتداء. ها هم الان يلقون بالتهمة عليه ويقولون له فاكله الذئب الاب مصدوم الاب فقد احب ابناءه اليه وهو يشعر من البداية بتلمح الاب الذكي ان هناك مكيدة كيدت. وهو لا يعرف تفاصيل هذه المكيدة الى الان وانما يعرف ان هناك مكيدة كيدت. قال بل سولت لكم انفسكم امرا. انا اعرف من حالكم انكم انتم صنعتم شيئا فصبر جميل هذي اول خطوة اول رسالة تصل الينا في كيفية التعامل مع البلاء وصبر جميل صبر لا شكوى فيه ولا اعتراض فيه على اقدار الله سبحانه وتعالى والله المستعان بعد الصبر استعانة قال ساصبر صبرا جميلا لا اشكو فيه ربي ولا اتسخط على اقداره وفي ايضا هذا الصبر يحتاج الى ماذا؟ الى استعانة بالله فالله عز وجل نعم ما نعم من تستعين به ربك لذلك دائما نحن في كل صلاة اياك نعبد واياك نستعين. لا يمكن ان تسير في رحلة الحياة. ولا يمكن ان تخوض غمار العمر بدون وجود استعانة بالله. حقيقة محروم ايما حرمان ذاك الانسان الذي لا يستشعر معنى الاستعانة بالله وان يلقي همه وغمه ومشاكله وصعوبات الحياة ان يلقيها على ماذا ان يشكوها الى الله سبحانه وتعالى وان يلقي تلك امام ربه عز وجل ويطرحها بين يديه. ويطلب من الله سبحانه ان يعينه على تجاوزها. وعلى تخطيها. لا يمكن ان تتصور حياة حقيقة بدون اياك نستعين سيدنا يعقوب مباشرة والله المستعان على ما تصفون الان سيدنا يوسف يتعرض للبلاء تلو البلاء تأتي قافلة تكتشف يوسف داخل البئر يصبح يوسف ذلك الشاب الحر ابن الانبياء من سلالة ابراهيم عليه السلام يصبح الان في حكم العبيد هذا بلاء جديد ماذا قال؟ واسروه بضاعة اي هذه القافلة جعلت يوسف معهم بضاعة من البضائع بعد ان كان يوسف حرا شابا يلهو مع ابيه واخوته اصبح الان عبدا يطبق عليه قانون قوانين العبودية وسلعة تباع وتشترى واسروه بضاعة. بلاء عظيم واعان الله سيدنا يوسف على تجاوز هذه المراحل فشروه بثمن بخس دراهم معدودة القافلة باعت يوسف في مصر باعته بدراهم معدودة تريد ان تتخلص منه سريعا وتقبض الثمن. لكن قدر الله يعمل. من الذي اشترى يوسف؟ ليس انسان بسيط او قروي لا لا الذي اشترى يوسف ورجل من كبار اهل مصر. عزيز مصر عزيز مصر ليس هو ملك مصر. بل هو انسان كان زي وزير الوزراء او مرتبة عالية جدا من المراتب هذا الرجل لم يكن يولد له طفل فماذا يقول لامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا الظاهر انه حبب اليه يوسف فاراد ان يكرم يوسف. يعني صحيح يوسف كان عبدا في قصره. لكنه احبه لعدم وجود ولد له وقد كان يوسف عليه السلام. حبي من الجمال العظيم جدا والذكاء والمنظر والهيئة ما يلفت الانتباه وهذا الذي حصل فعلا والله سبحانه وتعالى يشير هنا من البداية من البداية. وكذلك مكنا ليوسف في الارض اي هذه الخطوة التي حصلت مع يوسف الحمد لله هذه الخطوة التي حصلت مع يوسف وهو انه اصبح وهو انه اصبح في بيت عزيز مصر هذا من تدبير الله. لهذا النبي العظيم ومن رعاية الله له ومن شيء اراده الله لسيدنا يوسف في المستقبل. نعم اراد الله عز وجل ان يتربع يوسف على عرش مصر وان تتحقق الرؤيا اني رأيت احد عشر كوكبا. والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. فكان قدر الله يعمل اذا هنا جميل يأتي هذا التعليق او هذه الاضافة وكذلك مكنا ليوسف في الارض. انت تقول يعني كيف تأتي هذه الجملة في هذا السياق يوسف ما زال عبدا عند هذا الرجل فكيف يقول ربنا وكذلك مكنا ليوسف في الارض تمكين هي خطوات التمكين مراحل وكان وصوله الى هذا البيت وان كان ما زال عبدا وسيتهم بما سيتهم وسيسجن لكن هي الخطوة الاولى او الخطوة الثانية دعونا نقول بعد خطوة بيعه هي خطوة انه وصل الى هذا البيت بالتحديد لان هناك ما بعدها من الخطوات ستصل به الى ان يتربع على عرش مصر. فالله يريد ان يعلمنا كيف نتلمح لطف الله سبحانه وتعالى حتى في الاقدار الصعبة كيف نتلمح لطف الله عز وجل حتى في الاقدار الصعبة وفي الامور التي لا نحبها وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله غالب على امره. كل هذه معاني في العقيدة ومعاني في الاستعانة بالله والثقة باختيار الله سبحانه وتعالى للانسان. والله على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. يوسف الان بدأ يترعرع ولما بلغ اشده. اذا واضح انه حتى عندما وصل والى بيت عزيز مصر ما زال ربما ثالث عشر في الرابع عشر وبدأ يترعرع ليصبح شابا قويا مكتملا اتيناه حكما وعلما لكن يوسف عليه السلام كان من بلائه ايضا وهذا بلاء اخر انه ابتلي بالجمال فالجمال الجسدي واوتي حسنا كما قيل شطر الجمال في الارض. الجمال ايها الكرام كما هو شيء محبوب للنفس ان يكون جميل المظهر لكنه في نفس الوقت بلاء لان الانسان اذا كان جميلا وخاصة في جنس النساء كيف سيوظف هذا الجمال؟ هل سيستغل به الناس هل المرأة توظف جمالها لصيد الشباب ام انها تصنع بجمالها كما امرها الله سبحانه وتعالى تستر هذا الجمال لتظهره امام زوجها امام من يبيح لها الشرع ان تظهر ترى هذا الجمال اليه. كثير من النساء اذا رزقها الله جمالا للاسف تستعمل جمالها لفتنة الناس. لايقاع آآ الرجال في حبالها وفي شراكها. وكذلك الرجال اذا منحوا شيئا من الجماد تجد كثيرا منهم يحاول ان يصور نفسه بصورة جميلة وبهيئة جميلة من اجل ان يصطاد النساء آآ البريئات العفيفات آآ لثواته يضعفن امام هذه المشاهد فبشكل عام هي رسالة لكل رجل مسلم ولكل امرأة مسلمة اذا منحك الله جمالا واذا منحك الله جمالا فاياكي ان تستعملي هذا الجمال وهو نعمة من نعم الله اياكم ان تستعملوه في معصية الله اياكم ان تستعملوه في معصية الله. فكما هو منحة ونعمة هو محنة وبلاء. وسيدنا يوسف كان مبتلى بهذا البلاء. طيب دقيقة فقط اخواني يا رب الان كما قلنا ايها الكرام سيدنا يوسف تعرض لمحنة بسبب هذا البلاء وهنا المحنة التي تعرض لها لم يكن هو بسببها يعني هو يوسف عليه السلام لم يوظف بلاء جماله لفتنة امرأة العزيز لكن هذا البلاء كان ما سببا من اسباب البلايا العظيمة التي وقعت عليه امرأة العزيز الان المرأة التي هو في بيتها كما عبر القرآن. وهو مستور عندها. وهي في غاية الجمال تريد يوسف ان يفعل معها الفاحشة والعياذ بالله فيوسف تقول له المرأة هيت لك بعد ان تجملت وتزينت يوسف يقول معاذ الله انا لا ارتكب مثل هذه الفواحش انه ربي احسن مثواي. وهنا قال كثير من المنفسين يقصد انه ربي اي ان آآ زوجك ربي اي مسؤولي وانا لا اخونه في زوجته ولقد همت به يعني هي تريده وتقبل عليه وتلقي بنفسها عليه وهم بها لولا ان رأى برهان ربه هم بها لولا ان رأى برهان ربه قالوا اتى في خاطره وفي ذهنه ما ياتي في خاطر اي رجل تجاه اي امرأة لكن الله عصمه من ان يواقع لولا ان رأى برهان ربه ما هو هذا البرهان؟ كثير من الاسرائيليات هنا كثيرة تروى ولا يمكن الاعتماد عليها ولكننا نوقن ان هناك شيئا ظهر ليوسف وهو ولعله شيء من تلك التربية الايمانية التي تلقاها على يد ذاك الرجل الصالح يعقوب عليه السلام والنبي الكبير. هذه التربية متى ظهر اثرها في تلك الساعات؟ يوسف المتعلق بالله الذي تربى على معاني الايمان هذه المعاني التي عاش عليها وتربى عليها ظهرت امامه رآها امامه تؤزه ازا وتدفعه دفعا عن الوقوع في هذه المعصية وهذه الفاحشة. والله يخبرنا كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء الله يريد ان يصرف عن ذلك الشاب المؤمن الوقوع في الفحشاء والمعاصي. لانه من عباد الله المخلصين. هؤلاء اناس اجتبيناهم لطاعتنا واشتبيناهم لحمل لواءنا فنغلق امامهم ابواب المعاصي ونريهم من البراهين الايمانية ما يدفعهم عن الوقوع في تلك الوساوس الشيطانية واستبق الباب يوسف يحاول ان يخرج من الغرفة هي امسكت الشاب من الخلف حتى نزع القميص. وفجأة زوجها على الباب وفجأة زوجها على الباب فهي بشكل سريع وامرأة محتالة كانت ارادت ان تبرئ نفسها قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا؟ الرجل يراودني عن نفسي مع ان يوسف عليه السلام. فمباشرة يوسف يريد ان يبرئ نفسه امام سيده. قال هي راودتني عن نفسي. فاتى شاهد الله اعلم من هو وقيل طفل صغير انطقه الله في المهد. قيل وقيل ذاك الشاهد هو من اقارب عزيز مصر. كان قريبا منه وبيته قريب. يريدون ان يستروا على الموضوع. وشهد شاهد من اهلها كان طريقة حل القضية ان ينظر من اين قبض القميص اكتشفوا ان القميص قد من الخلف فكان هذا دليل انك انت من تريدينه وليس هو من يريدك انت من جذبتيه هو كان هارب وانت جذبتيه. والا لو كان هو طالب لكان انت نزعت قميصه من الامام لانه مقبل عليك وانت تريدين دفعه. فلما كان قميصه ممزوع من الخلف فهذا دليل على انه هو هارب وانت من تجذبينه. طيب اكتشف العزيز ان امرأته وقعت في حب ذلك الشأن ولكن هل كانت منه غيرة شديدة للاسف وهذا قد نقول من ايضا مما تراكم به البلاء على يوسف انه ابتلي برجل لا يجد عنده غيرة شديدة على زوجته مع ظهور الدليل الواضح القاطع انها هي التي تريد الفاحشة. فماذا قصار ما قاله زوجها؟ يوسف اعرض عن هذا واستغفري لي ذنبك انك كنت من الخاطئين هذا قصارى ما خرجت به يا عزيز مصر هذا بلاءك يا يوسف ينتشر الخبر في اجواء مصر في الطبقة الحاكمة وهذا معروف في كل زمان ومكان ان مثل هذه الاشاعات لا تقف في مكانها وقارنوا اسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا. هنا الامور اصبحت تتراكم على يوسف اكثر واكثر. انتشر جمال يوسف وقصة يوسف في مصر او بين طبقة النساء اه المترفات في مصر واصبح الكل نعم هن يلمزن امرأة العزيز لكنهن في الواقع يردن ما ارادت. وكان عندهن طموح ان يرين ذاك الجمال الذي ابهر امرأة العزيز. امرأة العزيز امرأة من الطبقات المطرفة وكانت شغلهن شغل النساء المترفات. الفاسدات في ذاك الزمان وان كان قيل انها تابت وحسن اسلامها بعد ذلك وتزوجت يوسف. لكن انا اتكلم في المرحلة الاولى جمعت هؤلاء النسوة الفاسدات ايضا ووضعت لهن متكئا واتت سكينا لكل واحدة وقالت ليوسف اخرج عليهن فلما رأيناه اكبرنه وقلنا حاشا لله ما هذا بشر هذا الجمال ليس جمالا بشريا طبيعيا. وانما هو جمال ملائكي فهي تقول لهن ذلكن الذي نمتنني في هذا الذي انتن تحدثتن فيه وقلتن كيف تراود امرأة العزيز فتاها؟ انظرن الى هذا الجمال الذي كان فتنة لكم وانتن تقطعن ايديكن بدل من تقطيع الفاكهة ثم بعد ذلك تصرح وواضح انها لم تكن يعني تهتم كثيرا بما سيقال. وان النسوة وافقنها لئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين. شف التهديد الان المرأة تهدد يوسف لاحظوا البلاءات كيف تتراكم على ذلك الشاب فهنا يوسف يختري في غرفة من غرف القصر رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن. شف فلسفة الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى. هذه واضحة في قصة يوسف ويريد الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا. انظروا كيف تلقى يعقوب خبر اختفاء يوسف فصبر جميل والله المستعان. استعانة بالله مباشرة. التجاء الى الله عز وجل. ثم انظروا كيف تلقى يوسف هنا مقالة امرأة العزيز ليسجنن وليكونن من الصاغرين. مباشرة دعاء التجاء يفزع الى الله سبحانه حتى يكشف عنه الكرب والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين يا رب. اذا انت ما عصمتني وما حميتني ولم تكن معي سامير الى هؤلاء النسوة وساقع في المعاصي والذنوب واكن من الجاهلين الذين يقترفون الفواحش فاستجاب له ربه وصرف عنه كيدهن. كيف صرف الله الكيد صرف الله الكيد من خلال بلاء اخر وقع فيه يوسف صرف الله الكيد بدخوله السجن الله عز وجل هل كان قادرا جل في علاه ان يصرف عنه هذا الكيد بدون ان يقع يوسف في السجن بالتأكيد كان ربنا قادرا على ذلك لكن الله سبحانه وتعالى يريد ان يخبرنا عن سنة الحياة وهي ان الانسان ينتقل من بلاء الى بلاء وان كثيرا من البلايا وان كانت محنة في ظاهرها لكن فيها العديد من المنح. فالسجن نعم هو محنة لكن كان فيه العديد من المنح وكان خطوة من خطوات تمكين يوسف ليتربع على عرش مصر كما قلنا بعد ذلك. واقدار الله سبحانه وتعالى فيها العجب العجاب. وحكم الله عز وجل عظيمة لا يستطيع العقل البشري ان يستوفيها. ولكن علينا ان نتقبلها بالتسليم. والمعرفة ان الله عز وجل رؤوف بعباده المؤمنين وحتى لو كان القدر قاسيا وصعبا في مظهره وشكله لكنه باذن الله في مضمونه وعاقبته سيكون خيرا للانسان وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ليسجننه حتى في حتى حين ودخل معه السجن اتيان شف كيف اقدار الله تعمل؟ يوسف دخل السجن عندما دخل السجن في ذاك الوقت دخل ايضا رجلان معه السجن. وهذه من اقدار الله التي تعمل احد هذين الرجلين سيكون سبب سيكون سببا بايصال يوسف الى عرش مصر هذه الاقدار شف الجمال كيف تشعر ان قدر الله يعمل وان كنت انت لا تلحظ كثير من مواقف حياتنا يأتيك الفرج وتأتيك نتائج جميلة بعد البلاء. من جهة انت لم تكن تتوقعها يوسف عليه السلام دخل في بلاء جديد. سنوات السجن العصاب والصعاب يوسف عليه السلام في داخل السجن كان نموذجا للانسان الراضي عن الله مقبلا على الله صلاة وذكرا واخباتا وانكسارا مما اعجب آآ هذين الرجلين تمام اعجب هذان الرجلان حال سيدنا يوسف او اعدم حال سيدنا يوسف هذين الرجلين فقص عليه رؤية رأياها في داخل السجن لاحظوا اني احدهما قال اني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه. نبئنا بتأويل انا نراك من المحسنين. واضح سمت الاخبات والصلاح كان ظاهرا على سيدنا يوسف. يوسف عليه السلام يستغل اللحظة. يوسف لا يدعو الى نفسه بل استغل اللحظة لدعوة هذين الرجلين لم يكونا على الاسلام. فدعاهما الى التوحيد والى عبادة الله سبحانه وتعالى يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير؟ ام الله ام الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه الا اسماء الا اسماء اذا هي اوثان واضح ان اهل مصر في تلك الفترة كانوا يعبدون الاصنام فيوسف عليه السلام يقول لهم انتم تعبدون مجرد اسماء سميتم هذا الصنم آآ كذا وسميتم هذا الصنم كذا وعبدتموها. بناء على هذه الاسماء لكنها مجرد اسماء لا مضمون ولا فحوى. لا تستطيع ان تفعل شيئا. سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم بعد يعني وجبة دسمة من معاني الايمان والدعوة الى عقيدة الله. يوسف ختم الدرس وختم المحاضرة دعونا نقول باخبارهم بتأويل الرؤيا اما احدكما سيعود الى القصر ويعود الى مهنته وهي انه يصنع الخمر لملك مصر. واما الاخر فستثبت التهمة عليه وسيتم صلبه وقتله. قضي الامر. يعني هذا ما ارسل لكم يوسف استغل تلك اللحظة لما عرف ان احدهما كتب له النجاة ذهب اليه وقال له اذكرني عند ربك بعد ايام ستخرج ارجو ان تذكرني عند ملك مصر ان هناك شاب مظلوم سجن ظلما وهو بريء مما نسب اليه وهناك بلاء حقيقة وقع على يوسف حتى لا يذهب في الطيات وهي بلاء السمعة السيئة التي حاولت امرأة العزيز ان تروجها عن يوسف يوسف ما هي التهمة التي سجن بها اتهم سجن بتهمة انه يريد ان يعتدي على امرأة العزيز. وهذه حقيقة من اشد ما يؤلم الانسان الداعية الى الله ان يسجن وليس على تهمة عالية والله انه مرابط ولا مقاتل ولا صاحب رأي زي اليوم ان يسجن بتهمة انه يريد الفاحشة مع انه تمام بريء من هذه التهمة وانه بعيد تمام البعد عن هذه الفريا وهذا حقيقة بلاء فوق البلاء. يعني ان تسجن على تهمة انت تتشرف بها هذا يعني يخفف جزء كبير من رحلة السجن. اما ان جيم على تهمة انت بريء منها وهي تؤذي سمعتك وانت بتتبرأ منها تمام البراءة فهذا حقيقة شيء مؤلم جدا. فسيدنا يوسف كان حريصا ان يبرأ صورته وسيظهر هذا بعد قليل يوسف يقول لهذا الرجل اذكرني عند ربك واخبره ان هناك شاب سجن ظلما انه لم يفعل شيء. مما نسب اليه فانساه الشيطان ذكر ربه خرج هذا الرجل من السجن ونسي ان يذكر يوسف عند سيده عند حاكم مصر اشتغل بصناعة الخمر وعاد الى حياته ونسي يوسف وهذا كله من قدر الله. وهذا بالتأكيد ليتعلم يوسف زيادة الاستعانة والتوكل. وما يدريك انت في هذا السجن وفي خلوة من خلواته وانت ملتجئ الى الله تقرأ القرآن ما يدريك هذا؟ قد يكون انفع لك وخير لك من ان تخرج من السجن سريعا فيكون ذلك سببا في فتنة تتعرض لها. فاحيانا فعلا نحن يعني نحب انتهاء البلاء سريعا. لكن قد يكون هناك خير عظيم استمرار بعض البلايا خير عظيم في استدامتها من جهة انها تعلمك الاخبات وتجعلك ترتبط بالله اكثر. كثير من البلايا عندما تحل الانسان يمر على الانسان ساعات من الاخبات والاستعانة والالتجاء الى الله. فاذا ذهب البلاء عاد الانسان الى حياته ولهوه الالتجاء والاخبات والدعاء فيحرم كثير من العبوديات فقد يجرك الله عز وجل الى الجنة والى العبوديات بسلاسل البلاء. فاحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال ولكن الله عز وجل لم ينسى يوسف. نعم لبث في السجن بضع سنين لكن الله لم ينسى يوسف ومعاك قدر الهي يعمل ملك مصر في ليلة من اليم ليالي يرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ويرى سبع سنبلات خضر واخرى يابسات الله عز وجل جعل ملك مصر يرى هذه الرؤيا لتكون رؤية تتخيلون ايها الكرام رؤية كانت سبب في اخراج يوسف من السجن بعد سنوات طويلة من البلاء الملك يقص هذه الرؤيا على حاشيته هل احد منكم يعرف تفسيرها؟ لا احد وصل الامر الى الخمار الى صانع العصير الملك يرى الرؤية ولم يستطع احد ان يعبرها. هنا الخمار تذكر يوسف قال هناك رجل في السجن هو من سيخبركم بتأويل الرؤية ذهب الى يوسف بالتأكيد كيف صحتك اخبارك امورك تذكره هل يوسف عاتبه لم يعاتبه؟ الله اعلم المهم مباشرة يوسف ايها الصديق افتنا في هذه الرؤيا سبع بقرات ضعاف تأكل سبع بقرات سمان هناك سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات. ما هي القصة يا يوسف؟ مباشرة سيدنا يوسف هناك سبع سنوات شداد طبعا هو يقول هناك سبع سنوات عليكم بالزراعة بهم لانه سيأتي بعدهن سبع سنوات شداد. اذا هناك سبع سنوات جيدات لا شدة فيها. المطلوب فيكم ان تكثروا فيها الزراعة. تزرعون سبع سنين دأبة. سبع سنين تزرعون بشكل متواصل. متواصل متواصل ثم تأخذون المحصول ولا تخرجوا الحب من سنبله بل ابقوه في السنابل وضعوه في المخازن الا ما تحتاجون الى اكله. لانه بعد هذه السنوات السبع من الزراعة ستأتي سبع سنوات قحط لا يصلح فيها زرع وستستنفذون كل ما جمعتموه في السبع سنوات الاولى. ثم بعد سبع سنوات من القحط سيأتي عام فيه يغاث الناس وفيه يعصون راح تعود الامور الى خيرها وطيبتها الملك لما سمع تأويل هذه الرؤيا قال ائتوني به قال من هذا الذي يعبر الرؤى بهذه الطريقة المتقنة دعوني اتعرف على هذا الشاب يذهبون ليخرجوا يوسف من السجن. يوسف يمتنع وشف هذه اي فعلا كانت دقيقة من الدقائق ويمكن نجعلها بلاء من البلايا. انه الان يا يوسف السجن يفتح امامك هل ستخرج مستعجلا امست تصر على البقاء في السجن حتى تثبت برائتك. يوسف يرفض الخروج من السجن حتى تثبت برائته. لان سمعته اهم بالنسبة اليه من مجرد خروج ذليل من السجن مع بقاء التهمة عليه. وهذا الموقف والله لا يقوى عليه الا الرجال لا يقوى عليه الا الكبار جدا جدا في ايمانهم وثقتهم بالله يدعى للخروج يرفض. يقول لا اخرج حتى تستدعو امرأة العزيز وصواحبها ويسألهم الملك ماذا فعلوا مع يوسف وكيف القوا يوسف بالسجن ظلما وزورا. الرجل يبحث عن ماذا؟ الرجل يبحث عن تنقية السمعة بعدها التهمة الدنسة التي القيت عليه. وهذا مواقف الرجال ليس المهم ان اخرج من السجن اي خروج. المهم ان اخرج عزيزا مرفوع الرأس الملك يجمع امرأة العزيز مع النسوة. ما خطوكن اذ راودكن يوسف هنا يشاء الله سبحانه وتعالى ان امرأة العزيز هدى الله قلبها بعد تلك السنوات الصعبة التي مرت على يوسف هدى الله قلبها. ما الذي جعل امرأة العزيز يعني تشعر بالندم تشعر بالخطيئة الله اعلم انا لا امتلك معلومة حقيقية هل هناك يعني رسالة وصلت لها في نوم؟ هل هو حالة من التعبد والاخبات؟ لكن المهم الله سبحانه تعالى صرف قلبها لتبرأ يوسف. هذا المهم بالنسبة لي النتيجة النهائية ان الله صرف قلبها لتعلن البراءة لذاك الشاب الطاهر العفيف والنبي العظيم. انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين يوسف هنا يصرح انا كنت حريص ان اسمع هذه الكلمة وان يسمعها الجميع ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب ليعلم عزيز مصر وليعلم كل من في مصر. اني لم اخن بالغيب. لم اخن هذا الرجل عزيز مصر في غيبته في زوجته لم اخونه في ذلك. وان الله لا يهدي كيد الخائنين. الملك اعجب بثبات يوسف ذكاء يوسف صلابة يوسف قال الملك هذا الذي اريده ائتوني به استخلصه لنفسي. هذا يجب ان يكون بجانبي وواضح ان هذا الملك وان كان كافرا لكن كان عنده شيء من العدل كما قيل. وانه كان منتبها ذكيا فعرف ان هذا الشاب ليس اي شعب انك اليوم لدينا مكين امين لاحظوا يوسف كيف يصل رويدا رويدا الى سدة الحكم والى السيادة في مصر اليوم يوسف مكين امين عند ملك مصر. يوسف الذي كان قبل سنوات وسنوات شاب صغير يلهو يأخذه اخوته. ليحاول التخلص منه ها هي الاقدار تدفعه رويدا رويدا ليصل الى سدة الحكم في مصر في بلد اخر في غير بلده يوسف يقول لملك مصر بكل ثقة ثقة الانسان الذي يعرف امكانياته. اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم هناك سنوات شداد ستأتي على مصر يا ايها الملك اجعلني انا من هو مسئول عن خزائن الطعام والشراب في مصر لاستطيع ان ادير الامور في هذه السنوات وكذلك مكنا ليوسف في الارض مرة اخرى مرت معنا قبل قليل اين عند بداية بيع يوسف في الاية واحد وعشرين وكذلك مكنا ليوسف في الارض. بترجع سورة يوسف مرة اخرى تكرر نفس الجملة ربنا عن قدره النافذ. وكذلك مكنا ليوسف في الارض. تكرار هاتين الجملتين. مرة في اية واحد وعشرين ومرة في اية ستة مع ما بين القصتين من سنوات يعني هم ثلاث صفحات في القرآن لكنهم في واقع الحياة كانوا سنوات قيل كانت اطنعشر سنة تلتاشر سنة خمستاشر سنة عشرين سنة الله اعلم. لكن واضح انها كانت سنوات ما بين هذا وهذا لانه هي كبر يوسف ترعرع نشأ في بيت امرأة العزيز راودته ذهب الى السجن سنوات سواء مكثف السجن او ترعرعوا في بيت امرأة العزيز. هذه السنوات كان قدر الله يعمل فيها وان كان اكثر الناس لا يعلمون مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء يعني اصبح يوسف في مصر ممكنا تمام التمكين. اينما يريد يتبوأ وينزل في مصر ينزل ولا احد يستطيع ان يتكلم معه. نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين. يعلمنا الله ايها الانسان هذه سنن الله من اتقى الله واستعان بالله وصبر على بلاء الله. فالله عز وجل لا ينساه يمكن له باي شكل من اشكال التمكين التي يختارها الله سبحانه ولو كان تمكين الله لك بالشهادة في سبيله فان الشهادة في سبيل الله وانت موحد لله عز وجل تعيش قضية الاسلام وتثبت على معاني الايمان لست مبدلا ولا مغير الشهادة في سبيل الله شكل من اشكال التمكين ايضا. ايها الكرام لان بعض ناس يظنون ان التمكين هو دائما شيء محسوس مادي ان اصبح وزيرا او مسؤولا او معي مال لا ان تموت وانت ثابت على عقيدتك ان تموت وانت مرابط على ثغر الايمان. ان تموت على عقيدة صادقة مع الديان سبحانه وتعالى. هذا والله تمكين. وايماك تمكين هذا تمكين للنفس تمكين للنفس ان تبقى متمكنة في مشاعرها وفي التجائها وفي استعانتها بربها سبحانه والا عقيدتها ما اعظم ان تمكن في ايمانك فهذا اعظم اشكال التمكين ونسميه التمكين النفسي. ان يكون الانسان متمكنا في الايمان يعيش على هذه المعاني ويموت عليها هذا شكل من اشكال التمكين العظيم. طيب يوسف عليه السلام كان في بلاء والان اصبح عزيزا بمصر هل هو في بلاء ايضا؟ نعم هو الان ايضا في بلاء وبلاء السراء كان قبل صفحات في بلاء الضراء الى ان انتقل الى بلاء شديد بلاء انه في سدة الحكم وعليه ان يعدل والا يطغى وان يتقي الله عز وجل في الرعية هذا شكل من اشكال البلاء ايضا. لا تظن ان البلاء ينتهي في حياة الانسان. كما تبتلى بالضراء تبتلى بالسراء. ومن بلاءات يوسف هنا ان الله عز وجل امره ان يأخذ آآ اخاه الثاني من عند ابيه وهذا حقيقة قرار صعب ولكنها ارادة الله الله عز وجل وهذا كما قال كثير من المفسرين ان ما فعله يوسف مع اخوته الان هو من وحي الله له يوسف عليه السلام نبي من انبياء الله اوحي اليه ان يأخذ اخاه بنيامين فيما روي ان يأخذ اخاه ايضا من عند ابيه وهو بلاء ليوسف من اي جهة يوسف عليه السلام يدرك كم سيكون الامر صعب جدا جدا على والده لكنه امر الله يوسف سيتخذ هذا القرار سيأخذ اخاه الثاني الحبيب لوالده ايضا ليأخذه وكان صغيرا قالوا وكان طفل صغير بنيامين هذا سيأخذه يوسف وسيضمه اليه مع انه يعلم كم سيكون الامر شاق جدا على والده المكلوم به في فلسطين اتخاذ هذا القرار لم يكن سهلا على يوسف لكن كما قلنا هو بلاء ليوسف وبلاء لوالده اخوة يوسف يدخلون على يوسف. وهم لا يعرفون انه يوسف وانما يعرفون انه عزيز مصر قالوا لهم نريد ميرة واضح ان السنوات العجاف بدأت بدأت تؤثر ليس على مصر ايضا بل اثرت على فلسطين واصبح الناس في حالة يرثى لها. جاء اخوة يوسف يطلبون طعاما وميرة. فسيدنا يوسف عرفهم استقبلهم اكرم مثواهم قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها لكنه طلب من اخوته طلب قال ائتوني باخ لكم من ابيكم يعني هم الان لما جاءوا هم طلبوا وجبات طعام على عددهم مع الوالد والوالدة وقالوا له هناك اخ لنا صغير لم نأت به. نريد ايضا وجبة طعام له. يعني كيف حدث السياق السياق انهم قالوا له نريد طعاما لنا ولوالدنا ووالدتنا ولاخ لنا صغير تركناه عند ابينا فيوسف استغل هذا قال انا لا استطيع ان اعطيكم طعاما لهذا الاخ الذي تركتموه عند والدكم لاني انا لست متوثقا انه موجود قد تكون يعني يعني تضحكون علينا او يعني تريدون فقط زيادة الطعام لكم قال لهم اه ائتوني باخ لكم من ابيكم الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين فان لم تأتوني به فلا كيد لكم عندي ولا تقربون يعني اذا ما اتيتم بهذا الاخ الصغير لا تأتوا مرة اخرى تقول نريد ميرا انتم قلتم هناك اقصى صغير لكم تأتون به معكم المرة القادمة فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نكتل يعني هل منعهم جميع الكيل او منعهم طعام اخيهم الله اعلم لكن واضح ان الامور كانت شحيحة وصعبة جدا في تلك السنوات لدرجة ان الموضوع كان مقلق وكانوا ما يستطيعون لابد كل انسان ان يأخذ حصته من الطعام ومن لا يأخذ حصته يموت فقال ارسل معنا اخانا نقتل هذا اخونا لابد يأتي معنا المرة القادمة حتى نستطيع ان نحضر طعاما له وانا له لحافظون. في الهذه المرة كانوا صادقين بهذه المرة اخوة يوسف كانوا صادقين انهم يريدون ان يحفظوا اخاهم. فقط فعلا يريدون ان يحضروا له طعاما عن يعقوب لدغ مرة منهم وهو كان من الصعب عليه ان يصدقهم. هل امنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل الله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. الحفظ عند الله عز وجل واما انتم فانني لا اثق بكم فتحوا متاعهم وجدوا يوسف تعامل معهم بكامل الكرم بكامل الاحسان بل حتى قالوا رد عليهم البضاعة التي يبادر بها طعاما. قيل كان الذي يريد ان يأخذ طعاما من خزائن مصر لابد وان يقدم مكانها بضاعة. من اثاث من سجاد من يوسف عليه السلام اعطاهم طعام ولم يأخذ منهم بضاعة فهم شعروا قالوا هذا عزيز مصر يعني حقيقة احسن الينا واضح انه رجل نزيه شريف كريم يعني اعطانا طعام ولم يأخذ منا بضاعة مقابله فهنا يعني يعقوب عليه السلام يعني شعر بحاجة ابنائه وبالتالي بدأ يلين. قال لن اوصله معكم حتى تؤتوني وثقا من الله. لتأتونني به الا ان يحاط بكم. يعني الا ان تهلكوا جميعا سعيدة خالص قدر الله وما شاء فعل ثم قالوا نعم نعطيك هذا الموعد آآ سنقفز عن قضية لماذا امرهم ان يدخلوا من ابواب متفرقة؟ دخلوا على يوسف مرة اخرى وهم يظنونه عزيز مصر ولا يعرفون انه يوسف وكان معهم اخوهم دخلوا على يوسف يوسف مباشرة جذب اخاه اليه قال له لا تقلق ويوسف انت اليوم ستكون عندي لن تعود مع اخوانك قال له ذلك من باب التطمين حتى لا يبكي او لا يحدث له حالة نفسية او شيء من ذلك. قال له لا تقلق انا اخوك يوسف وستبقى عندي. طبعا قال ذلك على سر ولم يكن اخوة يوسف منتبهون لهذا المشهد ولما دخلوا من حيث ابوهم ما كان يغني عنهم اية تسعة وستين ولما دخلوا على يوسف آوى اليه اخاه. قال اني انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يعملون. لا تقلق اليوم يعني سنفعل بهم جهزهم بجهازهم ووضع صاعا للملك يعني الة للميزان كان يستعملها الملك. وضع صاع الملك في رحل اخيه برحل اخيه بدون ان من دون ان يشعر اخوة يوسف بالذي يحصل الان. وهذا كله من امر الله سبحانه وتعالى ذهب يوسف او ذهب احد خدام يوسف وضع صاع الملك وهو المكيال الذي كان للملك ويقاس به الطعام والشراب وضعوه وفي رحل اخيه في رحل بنيامين ثم نادى مناد بصوت مرتفع يا ايتها العير حدث من عندكم سرقة اخوة يوسف انصدموا وفعلا ما كانوا يعرفون شيئا قالوا اقول عليه ماذا تفقدون؟ قالوا نفقد صواع الملك صاعه ولمن جاء به حمل بعير يعني الذي يجده لنا سنعطيه طعام بعير كامل حمل بعير يعني سنعطيه كمية اضافية من الطعام يحملها على بعير. مكافأة له هم قالوا تالله لقد علمتم جئنا لنفصل في الارض وما كنا سارقين جينا لنسرق اتينا لنأخذ طعاما ونذهب وفعلا هم كانوا صادقين في ذلك قالوا فما جزاؤه ان كنتم كاذبين؟ طب اذا وجدنا هذا الصاع عندكم او في جمل احدكم قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه. ايش يعني فهو جزاؤه يعني الذي يوجد الصاع في رحله سيكون خادما لكم وتستعبدونه. هكذا كانت شريعة يعقوب عليه السلام. السارق يصبح عبدا المسروق منه هكذا كانت شريعة يعقوب. ولم يكن هذا في شريعة مصر. في شريعة يعقوب كان ان الذي يسرق احنا في شريعتنا تقطع يده. لأ في شريعة يعقوب كان يؤخذ ويصبح عبدا وملكا للذي سرق منه قالوا اتفقنا بدأوا بتفقد الجمال فاذا بهم يخرجون صواع الملك من جمل بنيامين صدم الاخوة طبعا ما كانوا يتوقعون ولكن سقط في ايديهم ولا يوجد الان مجال الا ان يصبح بنيامين عبدا لملك مصر او للعزيز طبعا هم مباشرة استغلوا اللحظة. واضح ان اخوة يوسف ما كانوا يحبون كثيرا بنيامين ايضا فماذا قالوا؟ قالوا لي يسرق فقد سرق اخ له من قبل. قالوا هذا الكلام فيما بينهم وهذا من بلاءات يوسف. انه ما زال يؤذى وما زال اخوانه يتهمونه بالسرقة. طب يوسف متى سرق وما الذي سرقه؟ هذا كثرت فيه الاسرائيليات انه كان طفلا صغيرا وسرق قلادة وما شابه ذلك لكنها قصة كاذبة باختصار هم اتهموا يوسف بالسرقة وكانوا كاذبين في ذلك. ومن بلاءات يوسف الان كما انه يتهم بالسرقة هو مطلوب منه ان يكتم ولا يدافع عن نفسه لانه ما كانوا يعرفون انهم امام يوسف كانوا يعتقدون انه عزيز مصر فكان مطلوب منه الكتمان في تلك اللحظة. فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. قال انتم شر مكانه لكن هذا بلاء فعلا انك تكون مقهور من داخلك تريد ان تدافع عن نفسك ولكن ما زال يطلب منك السكوت والصمت ليقضي الله امرا كان نفيا حاولوا مع يوسف يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا يعني لا يصبر على فقد هذا الطفل الصغير. خذ اعذر مكانه خلص استعبد رجل منا مكانه حاولوا ان يفاوضوه على ان يسلم بنيامين لانهم يعرفون انهم اعطوا واردهم المواثيق وان والدهم لن يستحمل ان يضرب في ابنه الثاني يوسف اصر على موقفه معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عند هذا ظلم. كيف نستعبد رجلا اخر الان استيأسوا من هذا الحوار ويئسوا ان يعطيهم يوسف اخاهم طب تحاوروا فيما بينهم ماذا نفعل؟ هل نعود الى فلسطين بدون اخينا ماذا سيكون موقف والدنا اخوهم الكبير وهو اعقلهم فيما قالوا. قال انا لن اعود الى مصر الى فلسطين اذهبوا انتم عودوا الى فلسطين واخبروا اباكم بالتفاصيل الذي وقعت وان بنيامين سرق ماذا نفعل يا ابانا عادوا الى فلسطين واخبروا اباهم والاب المكلوم يتلقى صدمة اخرى من صدمات الحياة وهذه بلاءات الله فماذا يقول لابنائه عندما سمع الصدمة الاخرى قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل نفس الجملة التي قالها في يوسف لكن لما قالها في يوسف كان كلام يعقوب صحيح سولت لهم انفسهم امرا فصبر جميل الان في هذا المشهد الثاني وتوقع يعقوب ان ما حصل الان هو ايضا من كيد الاخوة. لكنه في الواقع لم يكن كذلك ولكن يعقوب عليه السلام فقد الثقة بهم. فقال نفس الجملة ولكن في هذه الحالة الثانية هم فعلا لم تسول لهم انفسهم امرا ولكن هكذا شاء يعني هكذا كان الامر. يعني هكذا كان القدر يسير امامهم وهم يقعون في هذه الورطة وفي هذه الاشكالية. ولم يقصدوا او اذية اخيهم بنيامين فعليا لكن هذا ما اعتقده يعقوب فصبر جميل وثقته بالله العالية ما زال يحسن الظن بالله ان الله سيرد عليه يوسف يوسف وبنيامين. عسى الله ان يأتيني بهم جميعا ولكن هنا يعني واضح المشاعر خرجت عن السيطرة الاب يبكي يا اسفا على يوسف فقد آآ يعقوب عينيه وابيضت عيناه من الحزن فقد عينيه من شدة بكائه على ولديه الحبيبين الى قلبه. لكنه انما هو بكاء العين واما القلب فهو راض عن الله سبحانه وتعالى انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون يعني صحيح انا ابكي وابث لكنني اشكو الى الله سبحانه. واعلم ان الله عز وجل يأتي بالفرج بعد العسر وبعد البلاء. اذهبوا فتحسسوا ام يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. يعلمنا يعقوب الامل يعلمنا يعقوب حتى لو كانت الحياة صعبة في تفاصيلها حتى ولو كان البلاء شديدا حتى ولو دمعت العين لشدة البلايا وبكى الفؤاد عاد لكن يبقى الثقة بالله سبحانه وتعالى وتبقى الثقة بالله حاضرة. وحسن الظن بالله لا يجوز ان يعدم من قلب الانسان المؤمن يعودون مرة اخرى الى مصر دخلوا على عزيز مصر للمرة الثالثة جئنا ببضاعة رديئة نبادلها بطعام الوضع واضح ان قضية الطعام كانت متعبة جدا في السنوات السبع واوفي لنا الكيل وتصدق علينا. هنا اذن الله ليوسف ان يصرح واضح ان الامور خرجت عن السيطرة لديهم الشباب تعبوا. الوالد تعب والام تعبت هنا الله عز وجل يأتي بالفرج على يعقوب ليعقوب يعقوب الذي عنده حسن ظن بالله الله عز وجل اعطاه على حسن ظنه يوسف هنا يصرح بشكل واضح معاتبا ابتداء هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون ولا يصدم الاخوة وكأنهم دققوا النظر اكثر واكثر ووجدوا ملامح يوسف قالوا ائنك لانت يوسف معقول يوسف الذي طرحناه وهو طفل صغير في بئر في جب في مزرعة من المزارع او في صحراء من الصحراء انت الان عزيز مصر حقيقة انا بحاول اتخيل صدمة المشهد عليهم ما كانوا يتوقعون هم في ظنهم ان يوسف ذهب وانتهى من ماضيه اذا بهم يجدون يوسف هو ملك مصر او عزيز مصر وهم الان يطلبون منه فقال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا قاعدة مباشرة انه من يتق ويصبر تقوى الله مع الصبر على البلاء فان الله لا يضيع اجر المحسنين هكذا يعلمنا ربنا سنن الحياة اذا صبرت على بلاء الله وكنت متقيا لله لست متسخطا على امره فان الله لا يمكن ان يضيع هذا الثبات وتلك السنوات التي صبرت فيها على لأواء الحياة وهنا عرف اخوة يوسف الواقع قالوا تالله لقد اثرك الله علينا انت كنت احسن منا لذلك الله اختارك واصطفاك واجتبك واحنا كنا الخطأ هنا وهذا من البلاء ايضا في هذه اللحظة الصعبة لحظة الاعتراف. تخيل انسان كان سبب في اذيتك لسنوات وسنوات ولتعرضك لمحن وبلايا وشدائد. انسان ابعدك عن امك وعن والدك وعن والدتك. سنوات وكان سبب في وقوعك في ومرورك بلحظات صعبة هذا الانسان الان يقف امامك وانت اعلى منه وتستطيع ان تنزل به العقوبة يأتي بلاء العفو يوسف عليه السلام يقرر ان يعفو وهو في كامل اقتداره وقوته قال لا تثريب عليكم اليوم ما اجمل يوسف عليه السلام وهو يعفو ويصفح مع كل يعني انت متخيل حجم السنوات الصعبة لحالها سنوات السجن قصة. ما بالك بالعبودية ما بالك بتشويه السمعة؟ ما بالك ما الذي حصل في بيت العزيز؟ كل ما بالك بحرمانه من والده من البلايا انه كان اصلا ليس مسجونا والله في مكان اقامته مسجون وهو غريب في بلد لا فيه احد ما في احد يزوره من اقاربه ولا يطمئن عليه ولا يتكلم مع هاتف. غربة مع سجن مع اه تشويه سمعة مع مع كل هذه المعمعات بعد ذلك يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين. هذه نفوس الكبار العفو عند المقدرة يعني فعلا الكلام ليس مثل الواقع. الكلام ابدا ليس مثل الواقع. اذهبوا بقميص هذا الان هو يريد ان يعالج الموضوع مع والده اذهبوا بقميصي هذا سريعا فالقوه على وجه ابي يأتي بصيرة. يعود اليه بصره. واتوني باهلكم اجمعين. يلا روحوا جمعوا اهليكم وتعالوا الى مصر هم انطلقوا من مصر وقد حملوا القميص يريدون العودة الى فلسطين ليلقوا هذا القميص على عين والدهم من اول ما تحركوا من مصر يعقوب وهو في فلسطين يشموا رائحة يوسف. يا الله ما اجمل! هذه المواقف الاخيرة وتلطف الله بعباده من اول ما تحركوا من مصر وهم في بداية الرحلة العودة يعقوب يقول وهو في فلسطين اني لاجد ريح يوسف بدأت اشم عبق يوسف يأتي من تلك الناحية لكن يعني لا اريد ان تقولوا والله الشيخ خرف او ضيع لكن انا اجد ريح يوسف فمن كان حوله من كان حوله الله اعلم اولاد عمومته اولاد كذا قد يكون بعض الابناء بقي عنده والبعض هم الذين ذهبوا الى يوسف. قالوا تالله يا حاج انك لفي ضلالك القديم. يعني انت ما زلت تتذكر يوسف. يوسف اصبح من الماضي فلما جاء فلما ان جاء البشير وقد يكون البشير هذا احد الاخوة لما جاء مباشرة وصلوا فلسطين القوا بالقميص على وجه ابيهم اعاد البصر قال مباشرة لمن حوله الم اقل لكم اني اعلم من الله من لطف الله وكرم الله وتفريج الله الكربات عن عباده ما لا تعلمون قالوا يا ابانا استغفر. هم عرفوا الان اخوة يوسف كانوا تائهين عن معاني الايمان. اخوة يوسف لم يكن عنده من معاني الايمان ومن معاني الاستعانة بالله. ومن طول الامل ومن حسن ظن ما كان عندهم ما كان عند يوسف وعند والدهم فانبهروا بهذه المعاني. ما الذي يحصل؟ كيف الحياة لفت ودارت اذا بهم يفتضحون ويكتشف امرهم. الان امام ابيهم تليفون يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين لم يكن من السهل على يعقوب ان يقول الان ساستغفر لكم لكن قال سوف استغفر لكم يعني اعطوني مجال يعني حتى يعني اجد في نفسي ما يدفعني لان استغفر لكم لكن في النهاية انه هو الغفور الرحيم الان يوسف عليه السلام يستقبل والديه واخوته ويدخلون مصر ورفع ابويه على العرش بجانبه وخروا له سجدا هذا هو تحقيق الرؤية. الرؤية التي رآها يوسف وهو في طفولته ها هي الان تتحقق بعد سنوات وسنوات ستين سبعين ثمانين سنة لكنها تحققت في النهاية يوسف على عرش مصر ابوه وامه بجانبه والكل ام اخوته الكل يخر ساجدا ليوسف عليه السلام. يوسف هنا يحمد الله سبحانه وتعالى ودائما يذكر الله بالخير في كل مرحلة من مراحل حياته هو دائم الذكر لله وهذا شعار المؤمن يا ابتي هذا تأويل رؤياي. شف سبحان الله ما بين يا ابتي الاولى ويا ابتي الاخيرة يا ابتي الاولى يا ابتي اني رأيت احد عشر كوكبا اية اربعة يا ابت الاخيرة اي مية يا ابتي هذا تأويل رؤياي سنوات بين هذه وهذه هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ها هي تأويل الرؤية التي قصصتها علي وانا طفل صغير ادرج في احضانك وقد احسن بي ما بين هذه وهذه ما بين الرؤية والواقع مراحل من الحياة يا ابتي قد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي. شف كمال الادب سمو الاخلاق. ما قال من بعد ان اذاني اخوتي قال نزغ الشيطان الشيطان دخل بيني وبين اخوتي ولم ينسب الخطأ اليهم امام ابيهم. قمة الاخلاق قمة الادب قمة قمة العقل هذه مروءات عالية ايها الكرام. بالكاد تقف عليها اليوم. من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم. ثم بعد ذلك يوسف الان في اخر عمره لم يفتن بانه اصبح من ملوك مصر لم يفتن بالمنصب الذي وصل اليه. بل كل طموح يوسف عليه السلام ما هو في اخر عمره؟ ربي قد اتيتني من الملك. وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة كل ما يريده الانسان وطموحه من ربه في الحياة الدنيا هو توفني مسلما والحقني بالصالحين يوسف ليس متعلقا بدنيا لم يتشبث بملك مصر. لم يفتنه المال ولم تفتنه الدنيا ولا الشهوات. كما انه لم تفتنه شهوة امرأة العزيز. لم تفتنه شهوة الملك. لم يفتن في السجن حياة مليئة بالمتاعب لكنه كان يقضي هذه المتاعب بماذا؟ بمعاني الايمان بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى. هنا انتهى المشهد الاخير من القصة تعود ايات القرآن لتخاطب النبي الاعظم صلوات ربي وسلامه عليه ذلك من انباء الغيب نوحه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم هم يمكرون. الله يريد ان يخبر عن معجزة القرآن وعن صدق القرآن يا ترى يا محمد صلى الله عليه وسلم هل كنت حاضرا في غرفة اخوة يوسف وهم يتآمرون على قتله وما انت لديه ما كنت معهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون كيف استطعت يا محمد عليه الصلاة والسلام بعد الاف السنوات ان تذكر تفاصيل المؤامرة. لما كان اخوة يوسف يتآمرون وان احدهم قال ماذا اقتل يوسف والاخر قال اطرحوه ارضا كيف ان الاخير قال لا القوه في غيابة الجب. هاي التفاصيل الدقيقة انت لم تكن حاضر بالتأكيد لانها كانت قبل الاف السنين. كيف الان تقصها على كفار قريش وتقصها على العرب اليس هذا من دلائلي ان هذا الكتاب من عند الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم صادق بان هذا الكتاب من ربه انت ما كنت جالس مع اخوة يوسف وهم في غرفة في تمام الاستخفاء يعني هم لما كانوا يتآمروا بالتأكيد كانوا في غرفة وفي كمال الخفية لا يريدون احد ان يشاهدهم وهم يكيدون ليوسف. من اين حصلت على تفاصيل الحوار الذي جرى داخل هذه الغرفة المغلقة. من اين حصلت على هذه التفاصيل بالتأكيد هذه معجزة القرآن وصدق القرآن انه ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم كما يقول الكفرة ولم يفتري ولم يختلق من عنده بل هو من عند الواحد الديان سبحانه وتعالى. لكن وما اكثر الناس ولو حرصت بالمؤمنين يعني النبي صلى الله عليه وسلم سيقص هذه القصة وسيسمعها كفار قريش لكن اكثر الناس لا يؤمنون لان الهوى والعناد والاستكبار متجذر في نفوسهم مع انك يا محمد عليه الصلاة والسلام عندما تدعوهم الى الايمان انت لا تسألهم اجرا ولا مرتبا وما تسألهم عليه من اجر. انت هل تطلب منهم راتب شهري هل تطلب منهم مقابل على انك تدعوهم؟ لا هو مجرد ان هو الا ذكر للعالمين. انت تدعوهم بهذا الكتاب لتذكرهم لتنبههم لتوقظ المعاني في نفوسهم وكأين من قرية يعني وكم من قرية في السماوات والارض عفوا وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. يعني القرآن معجزة وهو اية مبهرة وقصة يوسف تقص بتفاصيل بهذه الطريقة اية مبهرة ومع ذلك كفار قريش ما زالوا مصرين ان صلى الله عليه وسلم اختلق القرآن من عنده فالان الله يقول غير القرآن هذه وفي خلق الارض وفي خلق انفسهم وهم يمرون عليها وهم عنها معرضون ولا يستدلون بها على الله سبحانه. وعلى ضرورة توحيده والانصياع له وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون هؤلاء نعم يعرفون ان الله هو الخالق الرازق الذي يفعل لكنهم يعني لا يعرفون توحيد الله لا يعرفون ان يعبدوا الله وان بالله الا على صورة الشرك. واما ان يؤمنوا بالله على صورة التوحيد الخالص. للاسف وليس هذا من صنيع هؤلاء الفجرة الكافرين امنوا ان تأتيهم غاشية يعني بعد كل هذه القصص والايات والمعجزات هل هم في امان ان يحل الله عز وجل عليهم غاشية من عذاب الله؟ او الساعة فجأة وهم على غير استعداد لها لكن المهم يا محمد صلى الله عليه وسلم ان تثبت. كما ثبت يوسف وكما يثبت الانبياء وان تصرح قل هذه سبيلي. ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعن. نحن ماضون على طريق الدعوة. ماضون على الثبات. ماضون على الجهر بمراد الله سبحانه. وماضون على عقيدة التوحيد وسبحان الله وما انا من المشركين وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى فهم يريدون ملائكة هذا كان طلبهم كما ذكرنا مرارا. لكن ليس لهم ذلك كل الرسل الذين ارسلناهم قبلك يوسف ويعقوب ومن قبلهم ومن بعدهم. كلهم كانوا رجال يوحى اليهم من جنس البشر الان تأتي التصديرات الاخيرة حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. هذه سورة يوسف اخواني نزلت في المرحلة المكية فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر في حالة صعبة من شدة التكذيب خاصة بعد وفاة خديجة بعد وفاة ابي طالب المرحلة كانت صعبة جدا فكان يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم الى هذه التطمينات. فيقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم عن سنة الله حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا. ظنوا انهم قد كذبوا اي ظنوا ان من معهم سيكذبون ولن يستمروا معهم في الطريق. وحاشا الرسل ان يظنوا ان الله كذبهم او خذلهم كما يمكن ان يتفهم البعض هذه الاية هذا خطأ في التفسير الرسل وصلوا استيأس يعني وصلوا الى مرحلة من شدة العذاب ومن شدة العنت ومن شدة المشقة انهم ظنوا ان اقوامهم سيكذبونهم وان من امنوا بهم سيرتدون على اعقابهم يشعرون ان الامور صعبة في اصعب اللحظات جاءهم مصونة حتى اذا استيأس الرسل شعروا بشدة التعب والالم وظنوا ان اقوامهم قد كذبوهم تماما ولا يوجد مخرج من هذه البلية جاءهم نصرنا اذن في اشد ساعات الالم في اشد ساعات البلاء يأتي الفرج. هذه سنة الله عز وجل في قصتك ايها الانسان في رحلة الحياة في احلك الساعات وفي اصعبها جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ثم تختم السورة ويعلمنا ربنا ما الفائدة من هذه القصص؟ هذه ليست فقط قصة تروى بل هي عبرة كل البشر ولكل انسان على هذا الكوكب الى يوم القيامة. لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. ما كان حديثا يفترى هذه ليست قصص تخترق ولكن تصديق الذي بين يديه. هذا القرآن عندما يقص قصة يوسف بهذه التفاصيل هو يصدق في تفاصيل الكتب السابقة التي هو جاء امامها الكتب السابقة التوراة والانجيل التي قصت شيئا من قصة يوسف. فالقرآن وهو يقصها بهذا التفصيل ويصدق ما ورد في الكتب السابقة من هذه القصص. وهذه القصص ايضا فيها تفصيل لكل شيء يحتاجه الانسان في فهم قصته في هذه الدنيا وفيها الهداية والرحمة لاهل الايمان. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبصرنا وان يفقهنا وان لما لا؟ حقيقة اني ساكتفي اليوم بهذا القدر بقصة يوسف عليه السلام. اني كنت سادخل في قصة هود لكن قصة يوسف اخذت مني وقتا كافيا في الشرح والتعليق اللهم علمنا وبصرنا وفقهنا ونورنا واجعلنا ممن يستهدون بالقرآن ويفهمون مقاصد القرآن ومعاني القرآن. ولا تجعلنا اللهم من الغافلين. جزاكم الله خيرا على الحضور والاستماع نلتقي على خير في مجلس اخر ان كان في العمر بقية صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم