بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل للعلم منارا واعلانا ورفع به فئاما واقواما وانار به سبيل السائلين وهدى به ضلالا وحائرين احمده سبحانه وتعالى عم الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين وممهدا لقواعد الفقه في الدين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله ايها الاحبة الكرام الى المجلس الثاني في دورتكم مدارج العلم والتي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك في جمعها وفي حضوركم ان يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا معظما ان يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما. والا يجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروما. انه ولي ذلك والقادر عليه ونذكركم في بداية المجلس بضرورة تجديد النية واخلاصها لله سبحانه وتعالى حتى يرزقكم الله العلم النافع حتى يبارك في سمعكم وفهمكم وعقولكم. وحتى يصبركم ويرزقكم الجلد على الاستمرار والمواظبة. فكل شيء قد تحتاج فيه الى عهد الله سبحانه وتعالى اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده ومجلس اليوم سنعقده في الكتاب الثاني المقرر في هذه الدورة وهو كتاب اعلام السنة المنشورة باعتقاد الطائفة المنصورة للامام حافظ ابن احمد الحكمي العلامة رحمة الله تعالى عليه المتوفى عام سبع وسبعين وثلاثة عشر من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وانما تقرر تدريس هذا الكتاب لما يجتاز فيه اولا من سهولة المأخذ. فان العلامة حافظ الحكم رحمة الله تعالى عليه صنف هذا الكتاب في الاعتقاد على طريقة السؤال والجواب. وهذا يسهل عليك معرفة اصل المسألة التي يتكلم فيها رحمه الله تعالى ثانيا من الامور التي تدفعنا لتدريس هذا الكتاب انه منسق مرتب لدرجة عالية في مواضيعه فهو ابتداء سيتكلم عن مفهوم العبادة وتعريف العابد ومعنى العبودية وشروط العبادة ثم ينتقل بعد ذلك الى بيان مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان. ويتكلم عنها بشكل تسلسلي كما يظهر لنا. الامر الثالث والمهم في تدريس هذا الكتاب وهو امر قل ان ينتبه له الطلبة والناشئة ان هذا الكتاب كل مسألة يذكرها يذكر معها من الكتاب والسنة. واني ازعم ان كثيرا من طلبة العلم عندما يدرسون الاعتقاد يدرسونه على صورة مسائل هو لا يعرف دليلها ولا يعرف ماخذها من نصوص الكتاب والسنة ومن ميزات هذا الكتاب التي قبل ان يظفر بها طالب العلم في كتاب عقدي اخر كما قلنا انه اي مسألة يذكرها في مسائل الاعتقاد مباشرة يذكر لك الدليل من الكتاب والسنة وهذا يعود الطالب على ان يربط مسائل الاعتقاد وعقده مع الله سبحانه وتعالى ان يربطه بالادلة فلا تعتقد معتقدا في الله سبحانه او في اسمائه او صفاته او متعلقات افعاله او في الدار الاخرة وما شابه ذلك الا وانت تتكلم عن دليل. وسيبين لك هذا الكتاب ايضا ان عقيدة اهل السنة والجماعة مبناها على الوحي وليس على العقل ان عقيدة اهل السنة والجماعة مبناها اساسا على الوحي والنقد والعقل تابع للوحي الالهي لا يوجد مسألة عقدية تناقض العقود بالتأكيد. لكن ما يميز عقيدة اهل السنة والجماعة عن سائر معتقدات الفرق ان او انها عقيدة مبناها اساسا على الوحي. وهذا ستجده واضحا في نصوص هذا الكتاب ويأتي العقل عاضدا للوحي الالهي في هذا الباب وليس مؤسسا في بداية الامر والحالة لذلك هذا كتاب جيد ان يدرسه طالب العلم ثم يدرسه لابنائه يدرس في المحاضر في المراكز في الاماكن العامة والخاصة كما قلنا لسهولة تناوله على عوام المسلمين بسهولة تناوله على عوام المسلمين وجودة تأليفه وتصنيفه ومن هنا كان دأب مشايخنا ان يشرحوا هذا الكتاب للطالب ويكون فيه تذكرة للمنتهي لرؤوس وسائل الاعتقاد. وكما ستجدون عندكم في مقدمة الكتاب ان هذا الكتاب يحتوي على مئتي سؤال وجواب في العقيدة. يحتوي على مائتي سؤال وجواب في علم المعتقد مرتبة على حسب ابواب العقيدة ولابد احبابي الكرام ان ينبه على قضية وهي اهمية ان تدرس عقيدة اهل السنة والجماعة وان تبقى حية في قلوب العوام يجب وجوبا على طالب العلم في زمن الفترات وانتشار الجهل والبدع يجب ان يدرس عقيدة اهل السنة والجماعة وان يعرف بها وان تبقى هذه العقيدة تتلى في المجامع العامة والخاصة. حتى يعرف الناس عقدهم بالله سبحانه وتعالى فان البدع اذا تكاثرت واقوال الفرق الضالة اذا تشعبت على العوام المسلمين صرفتهم عن الاعتقاد الحق الذي يجب ان يدينوه برب العالمين ومن هنا يجب احبابي الكرام ان نبقي تدريس الكتب المختصرة والمطورة في مساجدنا وفي مجالسنا وفي مراكزنا وفي اجتماعاتنا العامة والخاصة بل حتى على وسائل التواصل ان يبقى اه تدريس هذه الكتب واظهار شعارها وان يعرض الناس عقدهم بالله هذا من اودب الواجبات لان البدع كما قلنا اذا تكاثرت جعلت الناس يعتقدون في الله ما لا يجوز ان يعتق. واخطر شيء ان تعتقد والله سبحانه وتعالى وفي الله سبحانه وتعالى عقيدة منحرفة يعني قد تخطئ في مسائل في الاخلاق قد تخطئ في مسألة في الفقه كما يقولون قد يتجاوز ذلك لكن ان تخطئ في حق الله سبحانه فتعتقد في الله سبحانه وتعالى ما لا يجوز اعتقاده هذا امر عظيم كبير شنيع. لذلك كان دأب اهل العلم الحرص على تدريس الاعتقاد وان يربطوا الاعتقاد بالكتاب والسنة ولا ينبغي احبابي الكرام وهذا انبه اليه لا ينبغي ان يشغل الطالب نفسه في معرفة اقوال اهل البدع هذا من التدريس الخاطئ لعلم الاعتقاد ان يأتي المدرس ليفرض عليك كتابا يذكر قول اهل السنة والقول المخالف ثم يبدأ يناظر بين القولين وما ادلة هذا وكيف ترد على هذا؟ هذا في الحقيقة يشوش ولا يبي. الاصل انني في بداية طريقي في دراسة الاعتقاد ان اهتم باخذك كتاب واحد على طريق اهل السنة والجماعة. يخلص القول الصائب في المسألة ويذكر دليلها بعيدا عن تشويش الاقوال الاخرى فانك اذا قولك الذي تدين الله به وعرفت دليله بعد ذلك ترتقي الى مرتبة النظر في المذاهب الاخرى اذا احتجت الى ذلك وليس كل الناس يصلح لمناظرة البدع اهل البدع ليس كل الناس يصلح لمناظرة اهل البدع فانت تريد ان تخرج من هذه الدنيا بسلام هذا ما مني ومنك اننا ان مجتمعنا على كتب العقيدة لنخرج من هذه الدنيا بسلام وليكون عبدنا بالله صحيحا. فانت ابحث عن نجاة نفسك اولا الا تعتقد بالله ما لا يجوز اعتقاده. ثم اذا وجدت من نفسك تأهلا للنظر في كتب اهل البدع والمناظرات وعليها فهذا شأن اخر ومقام اخر. فهذه نصيحة لاحبابي الذين سيتصدرون غدا لتدريس العقيدة اياكم ان تطرحوا بين الاختلاف العقدي امام عوام المسلمين. فانها تشوش اياك ان تطرحها على وسائل التواصل. فانها تشوش اطرح فقط قول اهل السنة والجماعة بدليله وبينه للناس. وعلمه لهم فهذا والله ما يحتاجونه. واما النقاشات مع الفرق المخالفة فهذه لها وينبغي ان يضيق الحال فيها. والا يتوسع المناظرة فيها امام عوام المسلمين. حتى لا يسبب ذلك فتنة في الدين ولاهل بعلم طرائق في المناظرة وطرائق في التعامل مع اهل البدع والفرق المخالفة يحسم بالمسلم ان يتعرفها مع مرور الوقت والسنين. وحتى لا اطيل في هذه المقدمة نشرع في دراسة هذا الكتاب المبارك سائلين الله سبحانه وتعالى ان يرحم مصنفه العلامة حافظ بن احمد الحكمي وان يجزيه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. بسم الله نبدأ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اللهم هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا قال المصنف رحمه الله تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقتهم من طين ثم قضى واجله واجل مسمى عنده ثم انتم تمتارون وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون. بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما اقول له كن فيكون. وربك يخلق ما يشاء ويختار. ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اشهد ان سيدنا ونبينا محمدا محمدا عبده ورسوله. ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون. وعلى التابعين لهم باحسان الذين لا ينحرفون عن السنة ولا يعدلون. بل اياها يقتفون وبها يتمسكون وعليها يوالون ويعادون وعندها يقفون وعنها يذبون ويناضلون وعلى جميع من سلك سبيلهم وقف اثرهم الى يوم يبعثون اما بعد. نعم فهذا مختصر جليل نافع عظيم الفائدة جمع المنافع يشتمل على قواعد الدين. ويتضمن اصول التوحيد الذي دعت اليه الرسل وانزلت به فبدأ المصنف رحمة الله عليه ببيان طبيعة هذا الكتاب وما هو مضمونه؟ فقال هو مختصر نافع يشتمل على قواعد الدين ويتضمن اصول التوحيد الذي اليه الرسل وانزلت به الكتب ويحسن بالمصنف في بادئ كتابه ان يبين طبيعة هذا الكتاب وما هو المحتوى الذي سيتكلم عنه؟ فهو اخبر ان هذا الكتاب جامع لاصول مسائل الاعتقاد. نعم. ولا نجاة لمن بغيره يدين ويدل ويرشد الى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين شرحت فيه امور الايمان وخصاله وما يزيل جميعه او ينافي كماله. وذكرت فيه وما يزيد جميعه اي ما يكون سببا في نقض الايمان بالكلية او ما يكون سببا في نقصانه عن مرتبة الكمال. فسيذكر نواقض الاسلام. نعم. وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها. هذه اول ميزة في هذا الكتاب ذكرت كل مسألة كيف ذكرها مصحوبة بالدليل وهذا ما يحتاجه الطالب المبتدئ ان يعرف عقيدته بالادلة من وحي الكتاب والسنة. فهذه ميزة قل ان توجد في غير هذا المصانف ليتضح امرها وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها واقتصرت فيه على مذهب اهل السنة والاتباع. اذا هذه الميزة الثانية في هذا المصنف انه لا يتطرق الى اقوال الفرق المخالفة وانما اختصر هذا المصنف على قول اهل السنة والجماعة حتى لا يشوش على المبتدئ واهملت اقوال اهل الاهواء والابتداع اذ هي لا تذكر الا للرد عليها وارسال سهام السنة عليها. يعني هو يبين ان ذكر اقوال اهل البدع في كتب اهل السنة. لماذا يكون؟ من اجل ان يرد هذا القول وليبين بطلانه. وهذا ليس مقامه للمبتدئ. ليس مقامه للمبتدئ وانما المصنفات العقدية الكبرى. هذا الكتاب لا يصلح ان نورد فيه مثل هذا وقد تصدى لكشف عوارها الائمة الاجلة وصنفوا في ردها وابعادها المصنفات المستقلة. مع ان الضد يعرف بضده ويخرج بتعريف ضابطه وحده قوله مع ان الضد يعرف بضده يقول يعني ان الطالب النبي اذا عرف قول اهل السنة والجماعة وعرف دليله سيعرف ضمنيا ان كل قول خالف هذا القول فهو قول بدعي رديء تمام؟ هو يقول لك انا صحيح اقتصرت على قول اهل السنة والجماعة. لكنك يا ايها الطالب النبي اذا عرفت قول اهل السنة والجماعة وعرفت دليل فاعلم ان كل قول يخالف هذا ويكون ضد هذا فهو قول ردي ليس بمقبول. فانت عرفت الاقوال البدعية ضمنيا وان لم كرها صراحة هذا ما يريد ان يقوله فاذا طلعت الشمس لم يفتقر النهار الى استدلال. واذا استبان الحق واتضح فما بعده الا الضلال. ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ثم اردفه بالجواب الذي يتضح الامر به ولا يشتبه. بين طريقة تصنيفي لهذا الكتاب فقال رتبته على طريق السؤال والجواب. ما هو الهدف؟ قال ليستيقظ الطالب. انت اذا سمعت سؤالا استيقظت وانتبهت بخلاف ما لو سردت المسائل العقدية تباعا يعني لو اني اخترت لكم كتابا تسرد فيه المسائل العقدية تباعا. كثير من المسائل العقدية ستمر عليك وهي مهمة وانت لم تنتبه لها. لانه لم يسأل عنها وقد يكون قصدها لكنك لم تنتبه لعدم بروزها. لا هنا هو يسأل ويجيب. وهذا ارسخ للمعلومة في قلب الطالب المبتدئ انه يسمع السؤال ثم يسمع الاجابة فترسخ الاجابة ويصبح يعرف ان هذا الجواب هو جواب عن هذا السؤال بحد ذاته وهذه طريقة فريدة قل من سلكها من المصنفين في باب الاعتقاد وسميته اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. فهذه اعلام اعلام اهل السنة والجماعة نشرها لك. وهذه الاعلام المنشورة هي اعتقاد الطائفة المنصورة التي حدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله هذه هي الطائفة المنصورة وهذه عقيدتها بين يدي مستدلا عليها بالكتاب والسنة والله اسأل ان يجعله ابتغاء وجهه الاعلى وان ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضله امين انه على كل شيء قدير وبعباده لطيف خبير واليه المرجع والمصير. وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير