والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن اعني هم يسمعون كلامهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى امام المسترشدين. سيدنا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. وبعد ايها الاحبة فحياكم الله وبياكم. وسدد على طريق الحق خطانا وخطاكم. ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم الذي جمعنا في هذا المكان الطيب المبارك ان يجمعنا عنده في مستقر رحمته. انه ولي ذلك والقادر عليه. يعني نكمل ما شرعنا فيهم في شرع رسالة المسترشدين للامام الحارث بن اسد المحاسبي رحمه الله تعالى وكنا قد شرعنا في منازل هذا الطريق وذكرنا جملة منها من النية ولتقوى الله سبحانه وتعالى والمحاسبة والمراقبة. وعلى الانسان كما قلنا ان يراعي هذه الامور ولا يكتفي بدرايتها فالعلم علمان علم دراية ثم بعد ذلك يأتي علم الرعاية والرعاية هي التطبيق. لان بقاء هذه الامور نظرية عند طالب العلم او عند الداعية او عند المسلم هو الذي يخرجه عن حيز الفائدة والمقصود منها. خاصة علم التزكية. المقصود منه هو الثمرة المرجوة. ان يزكي قلبه وان يطهر عمله وسلوكه. اعمال القلوب بشكل عام ايها الاحبة تحتاج الى مجاهدة وبذل. تحتاج الى سنة وسنتين واربع سنوات ربما مثل هذه الشجرة الخيزران. ربما لن تؤتي اكلها في البداية. ولكن متى ستجد اثر هذه الاعمال بعد ذلك؟ ستجد نفسك تكامل الشخصية ومتكامل العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. اكثر ما يقطع الانسان في الطريق انه يجد المشقة في غرس اعمال القلوب. اعمال القلوب ايها احبة تحتاج الى مجاهدة في الاسحار وتحتاج الى مجاهدة بعد الفجر في الذكر وتحتاج الى اكثار من قراءة القرآن وتحتاج الى الدعاء بصدق الله سبحانه وتعالى تحتاج الى مراقبة النيات تحتاج الى محاسبة ومتابعة. القضية ليست هي فقط قضية يعني شعور روحاني في لحظات تأخذ هذا الدرس ثم بعد ذلك يزول الاثر. لا نحن نريد ان نغرس هذه الثمار او ما نأخذه في قلوبنا. انا اقول لك لن تجد هذه الثمرات ربما بعد شهر او شهرين لكن اذا استمررت في المتابعة استمررت في المجاهدة في محاسبة النفس في متابعة اعمال القلوب ستجد اثرها ولو بعد حين واجعل هذه الشجرة دائما هي عنوانك. اجعلها هي عنوانك في هذا الامر. ان هذه الشجرة ايها الاحبة اولا تتثبت في الارض. وجدورها تمتد عندما تبصق بعد ذلك تكون متينة ويكون اثرها ملحوظا بشكل سريع. وكذلك اعمال القلوب لابد ان تثبت جذورها في قلب الانسان وثبات هذه الجذور لا يكون كما قلنا بموعظة او بموعظتين ثم بعد ذلك ينتهي هذا الاثر بل يحتاج الى اصرار ومتابعة حتى يرزقك الله عز وجل هذه الثمرة اليانعة التي تؤتي اكلها ليس فقط على مستوى الانسان بل على مستوى المجتمع وعلى مستوى الامة. فنسأل الله ان يعيننا على انفسنا. نشرح اليوم باذن الله عز وجل في اكمال هذه الرسالة المباركة. يقول الامام الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى وخف في دينك وارجوه في جميع امورك واصبر على ما اصابك. قال علي رضي الله عنه لا تخف الا ذنبك ولا ترجو الا ربك ولا يستحي الذي لا يعلم ان يسأل حتى يعلم. ولا يستحي من يسأل عما لا يعلم ان يقول لا اعلم. واعلم ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا قطع الرأس ذهب الجسد كله فاذا سمعت كلمة تغضبك في عرضك فاعفو واصفح فان ذلك من عزم الامور. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من خاف الله لم يشفي غيظه ومن اتقاه لم يصنع ما يريد ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون. في هذا المقطع الذي سنقرأه اليوم باذن الله ونتذاكره مع ان تكلم رحمه الله تعالى عن جملة من الطريق الى الله سبحانه وتعالى تكلم عن الخوف وعن الرجاء وتكلم عن الصبر وتكلم عن تواضع الانسان في العلم ان يتكلم بما يعرف وان يسكت عما لا يعرف وان يسأل عما يجهل من امور دينه وما يقربه من الله سبحانه وتعالى. وكلام رحمه الله ايها الاحبة نجده احيانا من يقرأ هذه الرسالة يجد عدم تنظيم احيانا في طرح الافكار. لان التصنيف في علم التزكية والسلوك كان على ظربين الضرب الاول كان عند المتقدمين من علماء التزكية والسلوك كانت طريقتهم في التصنيف هي بث رسائل سريعة موجهة. هذه الرسائل عادة ما تكون مبعثة ترى لذلك احيانا تجده يتكلم عن الخوف والرجاء. ثم بعد عشر صفحات يعود يتكلم كذلك كلمة عن الخوف الرجاء. يتكلم عن الصبر في موضع. ثم يكرر الكلام في موضع اخر لان هذه الامور هي خطرات تأتي على المحاسب رحمه الله تعالى يتكلم بها سريعا ولم يقصد التنظيم بهيئة معينة كما هي طريقة المتأخرين اما طريقة المتأخرين فاغلبهم تأثروا حقيقة بالطريقة كما يقولون الاروسطية في كتابة علم النفس. لذلك تجد مثلا الغزالي في احياء علوم الدين وكذلك بالمسكاوية في تهذيب الاخلاق وهؤلاء الائمة الكبار على طريقة المتأخرين. يذكرون اولا النفس والقلب وما يتعلق بها وحدود هذه الامور. وكيف يلج الانسان نفسه وقلبه وما هي اشد الامراض التي يتعرض لها ثم بعد ذلك يذكرون اعمال القلوب ومنازل الطريق منزلة منزلة بشكل مرتب. لذلك ينبغي عليك اذا قرأت في كتب التزكية ان تعرف هل صاحب الكتاب على طريقة المتقدمين ام كان على طريقة المتأخرين؟ لانه كما قلنا التصنيف يختلف لذلك كما سنقرأ في رسالة المحاسب سنجد احيانا كما قلنا تكرار في كثير من المواضع. وسنجد احيانا يؤخر النص الذي يستشهد به على المسألة بعد في مجموعة من اعمال القلوب واحيانا يقدم. لذلك انا ساسعى في المواضع المتشابهة ان احصرها مع بعضها البعض. ولن اتبع طريقته حتى يعني نخلص من هذا الكتاب الفائدة المرجوة باذن الله سبحانه وتعالى. ونبدأ بقوله رحمه الله تعالى خاف الله في دينك وارجوه في جميع امورك. اذا هو الان ايها الاحبة تكلموا عن منزلين من منازل الطريق الى الله سبحانه وتعالى وهم الخوف والرجاء. وهما ايها الاحبة اهدان المنزلان الخوف رجاءهما كجناحي الطائر يحلق بهما السالكون الى الله سبحانه وتعالى الى كل مقام محمود. وكذلك الخوف والرجاء نستطيع ان نشبههم اه بمطيتين يركبهما الانسان الى الدار الاخرة يقطع بهما هذا الطريق الى الله سبحانه وتعالى. فلن يصل الانسان الى الرحمن وكذلك لم يصل الى الجنان ومع ان هذا الطريق محفوف بماذا؟ بالمكاره الا بحبل الرجاء وكذلك لن يدفع الانسان عن النار ولن يصده عن عذاب الله سبحانه وتعالى. مع ان الطريق محفوف بماذا؟ طريق النار محفوف بالشهوات فلن يدفعك عن النار ويصدك عنها الا شيء واحد ما هو؟ هو منزلة الخوف. لذلك الخوف هو الذي يبعدك عن نار الله سبحانه وتعالى جاء هو الذي يدنيك من جنة الله سبحانه وتعالى. لذلك لا يمكن للسالك ان يحلق في طريقه الى الله سبحانه وتعالى الا بين الجناحين. فمن اقتصر على الرجاء اوقعه في المهالك. ومن اقتصر على الخوف اوقعه في اليأس والقنوط من رحمة الله فلا بد ان يجمع بينهما. طيب السؤال الان ما هو الخوف والرجاء؟ يعني حتى نعطي تعريف عام او نعطي تعريفا عاما يصل الى كل مسلم والى كل مسترشد. فنقول ابتداء ايها الاحبة الانسان اذا كان ينتظر شيئا في المستقبل انت الان تنتظر وقوع شيء في المستقبل هذا الشيء الذي تنتظر وقوعه اما ان يكون محظورا للنفس مكروها لها لا ترغب في ان يقع لا ترغب في وقوعه تترقب الوقوع لكنها لا ترغب في وقوعه. فيسمى هذا الانتظار وهذا الترقب المملوء بالالم والخوف يسمى خوفا النوع الثاني من انواع الانتظار ان ينتظر الانسان وقوع شيء في المستقبل ولكنه يترقبه بفارغ الصبر. ويتعلق به ويتشبث ويتمنى ان يحصل ويتأمل في ان يقع في اي لحظة. الان هذا الانتظار الذي تستروحه النفس وتميل اليه يسمى رجاء لذلك الخوف اذا اردنا ان نعرفه فنقول هو الم القلب واحتراقه خشية من حلول سخط الله سبحانه وتعالى وعقابه بعبده. هذا هو الخوف. هو الم في القلب واحتراق. بسبب ماذا؟ بسبب خشيته من ان ليحل به غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه. لذلك ايها الاحبة كان من اعظم الامور التي نالها اهل الجنة من النعيم ما هو ان يحل الله عز وجل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم ابدا. لذلك عندما يدخل اهل الجنة الجنة وينعمهم الله سبحانه وتعالى في القصور ويعطيهم من الملذات ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يسألهم الله سبحانه وتعالى هل هل تريدون شيئا اخر يخاطبهم الان هم في احلى الملذات وفي اجمل الامور امور لم يروها. ولم يكونوا يتوقعون ان تكون بهذه الروعة والجمال. فقالوا كفينا يا رب يعني ما اكثر من هذا؟ فالله عز وجل يعطيهم ما هو اعظم من هذا ما هو؟ الشيء الذي كانوا يخافون منه في الدنيا مما كان يخاف السالكون؟ يخافون منه من غضب الله سبحانه وتعالى ومن سخطه. فيعطيهم الله عز وجل الامان الابدي. فيقول احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا هذه اعظم نعمة ينالها السالكون واعظم جائزة ينالها العبد عند الله سبحانه وتعالى. آآ لذلك ايها الاحبة الله سبحانه وتعالى يعني هذه الكلمة عندما تسمع كلمة الله بكل عظمتها وجلالها وهيبتها. عندما تفكر في هذه الكلمة وفي مدلولها وفي العظمة التي تحتويها اه تجد الامر عظيما. الله سبحانه وتعالى ايها الاحبة اوجدنا في هذا الكون لنؤدي وظيفة ودورا مهما. الله عز وجل اوجدنا وخلقنا من العدم. ولو شاء لكن عدمه. ولو شاء لجعلنا هملا. ولكنه سبحانه خلق وقدر ونهى لماذا؟ حتى نسلك الطريق الذي يريده سبحانه وتعالى منا. الان هذه الحقيقة اننا خلقنا في هذا الكون لمقصد ولغاية ولهدف نحن لم نخلق لنحصل المال ولم نخلق للنكاح ولم نخلق لان نأكل ونشرب. خلقنا من اجل ان نخدم الله سبحانه وتعالى وفق ما يرضيه. هذه الحقيقة ينبغي علينا دائما ان نجعلها امامنا حتى ترزقنا الخوف منه سبحانه وتعالى. والخوف من ان نقصر في اداء هذا الواجب الذي خلقنا من اجله. وبقدر نسياننا لهذه الحقيقة بقدر ما ندفع ثمنا باهظا. ما هو الثمن الباهظ؟ ان نسيت هذه الحقيقة في الدنيا فالله سبحانه وتعالى سينساك في الاخرة. لذلك ايها الاحبة الخوف كما يقول علماء السلوك هو ثمرة المراقبة. تكلمنا في الدرس الماضي عن ماذا؟ عن مراقبة الله سبحانه وتعالى. المراقبة المستمرة لله عز وجل ومراقبة القلب لمولاه وشعوره بانه معه في همساته ولحظاته وخطراته هو الذي يرثه الخوف من الله سبحانه وتعالى. لذلك كما قلنا اعمال القلوب مترابطة لا يمكن ان الانسان يحيا بالخوف من دون مراقبة ومن دون محاسبة ولا يمكن ان يحيا بالخوف من دون المحبة ومن دون الرجاء. فاذا اراد الانسان ان يكون متكاملا لابد ان يربط بينها فكما قلنا الخوف مرجعه الى ماذا؟ الى مراقبة الله سبحانه وتعالى. من غفل عن مراقبة الله عز وجل نسي الله ومن نسي الله ينساه الله سبحانه وتعالى. فقد جاء في الحديث عند مسلم رضي الله تعالى عنه ان الله عز وجل يوم القيامة يلقى العبد. فيقول اي يعني اي فلان الم اكرمك واسودك وازوجك واسخر لك الخيل والابل. واجعلك ترأس وترفع. فيقول اي ربي بلى يا رب. فيقول الله سبحانه وتعالى افظننت انك ملاقي؟ توقعت سيأتي يوم تقف فيه بين يدي. فيقول لا يا رب يقول اليوم انساك كما نسيتني. انتهى الامر. ما اعظم ما اعظم من هذا الخسران ايها الاحبة هذا خسران عظيم. ان ان يعيش الانسان هذه الحياة يعني محفوفا بالشهوات ومحفوفا بالاهواء وبالملذات ثم بعد ذلك في لحظة ينقضي كل شيء. وتنتهي الامور وتطوى الصحائف ويصبح الانسان في القبر ثم بعد ذلك رحلة الابد الى الله سبحانه وتعالى. هل ايها الاحبة يستحق الانسان ان يحيا هذه الحياة؟ وهل هذه الحياة تستحق ان يحياها بالشهوات والملذات ثم يلقى الله عز وجل فيقول له اليوم انساك كما نسيتني. ماذا حصلت من كل هذه الدنيا؟ من كل هذه الشهوات التي اقترفتها لم حصل شيئا وانت الان بينك وبين الله سبحانه وتعالى لا يوجد شفيع ولا يوجد خلة ولا يوجد انسان يستطيع ان ينقذك من هذا الموقف. فمن تذكر الله عز وجل في الدنيا وراقبه اورثه ذلك الخوف. ومن اورثه ذلك خوفا رزقه الله عز وجل حسن اللقاء عنده في جنات النعيم الان ايها الاحبة يعني هناك سؤال ما الذي يجعل الانسان وما الذي يورث الانسان الخوف؟ كما قلنا الخوف مرجعه الى المراقبة. والمراقبة مرجعها الى العلم بشيئين الشيء الاول ايها الاحبة الذي يجعلك تخاف علمك بالشيء المخوف والمحذور. ان تعلم الشيء المخوف المحذور وهو غضب الله وسخطه. غضب الله وسخطه هو الشيء الذي نحذره. فينبغي عليك اولا ان تعرف الشيء المخوف المحذور. ثم بعد ذلك ان تعرف السبب المفضي الى الوقوع في هذا الشيء المخوف او ان يحل عليك هذا الشيء المخوف. فهناك امران ينبغي عليك ان تعلمهما حتى تحصل الخوف. الامر اول ان تعلم ما هو الشيء المخوف. ما الذي تخاف منه؟ انت تخاف من الله سبحانه وتعالى من غضبه وعقابه وسخطه. الامر الثاني ينبغي عليك ان تعرف السبب الذي يفضي الى سخط الله عز وجل على عبده. لذلك اذا اختل هذان الجانبان او اختل احدهما ينقص جانب الخوف عند العبد. فالعبد الذي لا يعرف الله سبحانه وتعالى بكبريائه وكبريائه وعدوه وعظمته لن يورثه وذلك خوفا منه. وهذا هو حالنا ونسأل الله السلامة والعافية. نحن حقيقة ايها الاحبة نجهل الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره. الله عز وجل دائما في كتابه العزيز يدللنا على قدرته وعلى عظمته باثاره في هذا الكون. وبمواقفه العظيمة في هذه الدنيا وفي الاخرة يورثنا خشية ونحاول ان نستحضر هذه المهابة العظيمة. لان بقدر جهالتك بالله سبحانه وتعالى ذهب خوفك منه. لذلك من اكثر الناس خوفا من الله سبحانه وتعالى من الخلق هم الانبياء والرسل. الانبياء والرسل هم اكثر الناس خوفا من الله. مع انهم هم اقل الناس معاصي وذنوب اذا جوزنا عليهم المعاصي والذنوب. لماذا هم اخوف الناس من الله سبحانه وتعالى؟ لانهم اعرف الناس بالله عز وجل. لذلك ايها الاحبة يوم القيامة عندما يأتي الناس لطلب الشفاعة يأتون الى من؟ يأتون الى ادم فيقولون له يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واكرمك الله عز وجل ويذكرونه ويمدحونه فيقول ادم ماذا؟ يقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه قد نهاني عن شجرة فعصيته. انظروا ماذا يذكر ايها الاحبة؟ يذكر ماذا؟ ذنبا واحدا وانه ابن هاني عن شجرة فعصيته. نفسي نفسي. انظر هذا الخوف. اذهبوا الى نوح. يذهبون الى نوح. يا نوح انت اول رسل الله الى الارض وقد سماك الله عبدا شكورا. اشفع لنا الى ربك. الا ترى الى ما نحن فيه؟ فيقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولن يغضب بعده مثله وانه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي لما دعا على قومه ان لا يجعل الا يبقي الله عز وجل منهم احدا. ظنها معصية في حقه يخشى ان يحاسبه الله عليها. ثم يذهبون الى ابراهيم ماذا يقول ابراهيم؟ اني قد كانت لي ثلاث كذبات. مع ان العلماء قالوا هي في الله سبحانه وتعالى لكنه احتسبها على نفسه كذبات. عليه السلام. ثم يذهبون الى موسى فيقولون يا موسى اشفع لنا الى الله سبحانه وتعالى. ماذا فيقول موسى يقول اني قد امرت اني قد قتلت نفسا لم اومر بقتلها. ثم يذهبون الى من؟ الى عيسى. عيسى ايها الاحبة في الاحاديث لم ذنبا ومع ذلك ماذا قال عيسى؟ نفسي نفسي. عيسى لم يذكر ذنبا وقال نفسي نفسي. ايها الاحبة اذا كان هؤلاء الانبياء يتكلمون عن ذنب وعن ذنب بين السنا نحن باحق ان نخشى من الله سبحانه وتعالى وان نقف بين يديه. هؤلاء الانبياء بعظمتهم وبتضحيتهم وببذلهم. ومع ذلك يحسبون الذنب والذنبين اذا صح كما قلنا تسميتها ذنوبا فما بالنا بسجلات عظيمة من النظرات والخطرات والكلام والمعاصي التي فعلناها ومع ذلك نؤمن ونظن اننا قد بلغنا شهوا عظيما عند الله سبحانه وتعالى. ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. فينبغي على المؤمن دائما ان يكون محطاطا. وان دائما مراقبا لله عز وجل حتى يورثه الله الخوف. لذلك قلنا من لم يعرف الله سبحانه وتعالى لم يورثه ذلك خوفا منه. والامر الثاني الذي ذكرناه من لم يعرف الاسباب المفضية الى سخط الله عز وجل كذلك ضل واوبق نفسه. لذلك كان من اعظم علوم الشريعة علم الفقه لانه به يعرف الانسان الحلال الذي يرضي الله سبحانه وتعالى وبه يعرف الحرام الذي يسخطه عز وجل. فكيف تعرف انت الاسباب المفضي الى سخط الله من خلال معرفتك ما الذي يريده الله عز وجل مني وما الذي حرمه علي ونهاني عنه وهذا لا يمكن الا من خلال علم الفقه وان يتفقه الانسان في دينه فكان تفقهه في دينه فرض عين اذا اراد النجاة عند الله سبحانه وتعالى. هذا هو الخوف. ننتقل الى الجناح الاخر ما هو؟ الرجاء. ما هو الرجاء؟ عرفنا الخوف ما هو كما قلنا هو الم القلب واحتراقه خشية من ان يحل الله سبحانه وتعالى وسخطه عليه. هذا الخوف يقابل ذلك الرجاء. الرجاء هو ارتياح القلب لانه يترقب ماذا يترقب عفو الله سبحانه وتعالى ورضوانه؟ ارتياح القلب لانه يترقب عفو الله عز وجل ورضوانه لكن الرجاء ايها الاحبة يعني قبل ان ندخل يعني في الكلام عليه نقول ارباب القلوب ايها الاحبة ينظرون آآ الى الانسان في هذه الدنيا ان الدنيا هي مزرعة الاخرة. هذه الدنيا هي مزرعة نزرع فيها للدار الاخرة. القلب هو الارض. نقول القلب قلب الانسان هو هذه الارض. والبذر الذي يغرسه الانسان في هذه الارض ما هو؟ هو الايمان والطاعات. هذا اذا كان من اهل التوفيق. واذا كان من اهل الخذلان ماذا سيزرع؟ وماذا سيبدر؟ سيبذل المعاصي والكفر والنفاق وغير ذلك نسأل الله السلامة والعافية. اذا كما قلنا القلب هو الارض والبذر هو هو الشيء الذي ستضعه فيها. فاخذ الايمان هم الذين يبذرون اه الخيرات ويضعون الايمان ويضعون الاعمال الصالحة. واهل والفجور يبذرون ما يبعدهم عن الله سبحانه وتعالى. الان ايها الاحبة هل يعقل في الانسان في المزارع مثلا ان يضع ارضا ولا يغرس فيها بذرا ثم بعد ذلك ينتظر من الله سبحانه وتعالى ان ينبت له الزرع؟ هل يعقل انسان يشتري ارض ويستأجر ثم بعد ذلك لا يبذل فيها شيئا. وينتظر يقول انا ارجو ان الله عز وجل يخرج لي الثمار اليانعة. ماذا نقول هذا عن هذا الرجل؟ احمق هذا رجل احمق طيب مثلا شخص اخر اخذ هذه الارض وضع فيها بذورا لكنه لم يتعاهدها بالماء ولم يزل عنها الشوك ما شاء ذلك من النباتات التي تؤذيها ولم يستصلحها. ثم بعد ذلك قلنا له يا فلان استصلحها. طب اسقي الزرع اسقي هذه البذور البذور حتى تنبت فقال له انا عندي رجاء بالله سبحانه وتعالى. هل هذا انسان عاقل؟ هذا انسان غير عاقل. هو يريد ان الله عز وجل يخرج له الشيء من دون اسبابه. وكذلك الرجاء ايها الاحبة. علاقة الانسان مع الرجاء كعلاقة هذا المزارع بارضه. هذا القلب ارض. الان يأتي العبد منغمس في الشهوات وفي الاهواء ويقول لك انا ارجو رحمة الله سبحانه وتعالى. نص علماء السلوك ان الانسان الذي يرجو رحمة الله سبحانه وتعالى من غير ان يبذل الاسباب الموصلة اليها هذا انسان ما يسمى في علمهم مغرور. يسمى ماذا؟ مغرورا. اذا قيل لك ما الفرق بين والغرور الان تقول الانسان مغرور بالله عز وجل. ما الفرق بين الرجاء والغرور؟ الغرور ان الانسان يطمع ويرجو رحمة الله سبحانه وتعالى وهو لم يبذل اي سبب من الاسباب التي يستحق بها هذا هذه الرحمة. واما الرجاء الشرعي الذي تكلم عنه الائمة والذي كره الله سبحانه وتعالى في كتابه وتكلم عنه رسوله صلى الله عليه وسلم الرجاء الذي ينبني على بذل الاسباب الموصلة اليه كما قلنا ينبغي على الانسان اذا اراد ان يصل الى مرتبة الرجاء ان يبذل السبب اولا. نحن لن ندخل الجنة باعمالنا. وانما ندخلها برحمة الله سبحانه وتعالى. فنحن نرجو رحمة الله. ولكن ينبغي علينا ان نبذل حتى نستحق ان نصل الى الرجاء. طب ما الدليل على هذا الامر؟ الدليل على هذا الامر ايها الاحبة ان الله عز وجل قال في كتابه ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله. اولئك ماذا قال؟ يرجون رحمة الله. هذا ليس اخبارا ايها الاحبة يعني هو لا يخبرنا ان الذين امنوا والذين هاجروا هؤلاء فقط يرجون رحمة الله. لا هذا بيان لمن يستحق ان الاية تقديرها. ان الذين امنوا والذين هذا الوداد في سبيل الله اولئك الذين يستحقون ان يرجوا رحمة الله سبحانه وتعالى. فليس المراد هو مجرد الاخبار ان هؤلاء يرجون رحمة الله. كذلك قال الله عز وجل ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة هؤلاء هم الذين يخبرون هؤلاء الذين يستحقون ان يكون عندهم رجاء. هؤلاء الذين يستحقون وجود الرجاء لديهم لانهم بذلوا الاسباب. اقاموا الصلاة تلو كتاب الله سبحانه وتعالى قاموا الليل هناك اسباب فعلوها هاجروا بذلوا وقدموا ضحوا ضحوا في سبيل الله فهؤلاء هم الذين يستحقون ان يرجوا رحمة الله عز وجل. اما يأتيك الانسان منغمس في اهوائه وشهواته. يا شيخ ان الله غفور رحيم. لا هذا رجل مغرور ايها الاحبة. وهو ممن فيه قوله تعالى ويقولون سيغفر لنا وان يأتيهم عارض مثله يأخذوه. فهذا هو الغرور والانسان المؤمن العاقل يكون دائما مستيقظا ويكون متنبها ويبذل الاسباب اذا اراد ان يحصل الثمار. فكما ان الانسان ينبغي عليه ان ينقي ارضه في هذه الدنيا ما يضرها من الاشواك المؤذية وان يبذل الماء ويغرس البذر حتى تنبت كذلك هذا القلب ينبغي عليك ان تبذر فيه الايمان وينبغي عليك ان تغرس فيه شجرات الطاعة وشجرات الاقبال على الله سبحانه وتعالى وان تتعاهدها وان تنقي تزيل الشوك شوك القلب بالاخلاق الدنيئة وسفاسف الامور والشهوات هنا نعم هذا القلب ينبت اكله ويعطي اكله ثمرة باسقة باذن الله سبحانه وتعالى. يقول يحيى بن معاذ ايها الاحبة يعني كلمة عن الاغترار اعجبتني يقول يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى من اعظم الاغترار عندي من اعظم الاغترار عندي التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة هذا هو الاغترار. التمادي في الذنوب سيتمادى في الذنوب. مع الوقت تزداد ذنوبه وتزداد اهوائه وشهواته. ومع ذلك العفو قال هو هذا هو الاغترار. من اعظم الاغترار عندي التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة. وتوقع القرب من الله سبحانه وتعالى بغير طاعة. لذلك يعني ماذا يقول الشاعر؟ ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها. ان السفينة لا تمشي على اليبس. انت ترجو النجاة ولم سلوك المسالك التي توصل اليها هل يمكن للسفينة ان تمشي على اليابسة؟ لا يمكن. لابد اذا من بذل الاسباب. لكن المصنف رحمه الله تعالى عندما يعني نتابع قوله وماذا قال؟ اه قال ورجوه في جميع امورك. قال ورجه في جميع امورك. اذا هل الرجاء بالله سبحانه وتعالى فقط في اه نيل رضوان الله عز وجل والمغفرة والجنة. يعني في امور الاخرة. ولا نرجو الله عز وجل في امور حياتنا لا. لذلك هو عمم. قالوا وارجو في ماذا في جميع امورك. ففي اي شيء وقع فيه الانسان في هذه الدنيا؟ اي شيء يخاف وقوعه او يرجو حصوله؟ عليه ان يرجو من؟ عليه ان يرجو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وان يستغني بخلقه او ان يستغني بقلبه عن المخلوقين. اذا استغنى الانسان بالله سبحانه وتعالى عن جميع المخلوقين هذا هو الانسان الذي وصل الى الرجاء الحقيقي بالله عز وجل. طيب كيف انا يعني اريد حلا عمليا؟ كيف استطيع ان اصل الى مرتبة الرجاء بالله سبحانه وتعالى. املي هو الله عز وجل في اي شيء يصيبني في هذه الدنيا؟ نقول هذه المرتبة ايها الحبيب لا تنالها الا اذا نلت سلوكا من سلوكيات القلب وهو الثقة بالله عز وجل. تقول اريد ان اكون عندي هذا الخلق ان ارجو الله سبحانه وتعالى. كثير منا اذا نزل به بلاء الى المخلوقين اذا حل به مرض قلبه ورجاءه بالمخلوقين. اذا ضاق عليه رزقه قلبه ورجاؤه بالمخلوقين. الحارث المحاسبي يقول لك ماذا اجعل رجاءك بالله سبحانه وتعالى وحده. طب اريد شيئا عمليا يعينني على ان اجعل رجائي بالله سبحانه وتعالى عليك ان تزيد ثقتك بالله سبحانه وتعالى وهذه الثقة تعود الى ماذا؟ الى التعرف على الله. لذلك انا دائما اكرر قضية التعرف على الله سبحانه وتعالى. لان جميع منازل السائرين وجميع افعال التي سنتكلم عنها واعمال القلوب مدارها ايها الاحبة على معرفة الله. اتعرف على الله باسماء الحسنى وصفاته العلى وافعاله واقرأ كتابه وانظر في اثاره اذا لم تتعرف على الله فكل ما سيأتي من اعمال القلوب لن يثمر اذا عرفت الله عز وجل باذن الله ستبحر في اعمال القلوب وفي طريق الراشدين الى الله عز وجل. لذلك ينبغي كما قلنا ان تزيد ثقتك بالله. كيف ازيد الثقة ان اتعرف على الله سبحانه وتعالى ان اتعرف على اسمائه على احسانه وان انظر في حكمته وعلى لطفه وحسن معاملته لعبده. لذلك يقول اه ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى ان لم تحسن ظنك بربك لاجل جميل وصفه فحسن ظنك به لاجل ماذا؟ لاجل معاملته معك. فهل عودك الا حسنا؟ وهل اسدى اليك الا مننا؟ يعني اذا لا تريد ان تحسن الظن بالله عز وجل من اجل ذاته من دون ان يحسن اليك فعلى الاقل حسن ظنك به لانه سبحانه اسدى اليك النعم. يعني الله عز وجل يحسن الظن به حتى ولو لم يفعل للعبد اي نعمة لذاته ولجلاله ولكبريائه. فما بالكم والنعم مستمرة من الله عز وجل في كل لحظة وفي كل حين. وتوفيق الله عز وجل او اه يعني نعمه السابقة في الانفاس واللحظات والخطرات تطرى على الانسان. هذه الانفاس وهذا السمع وهذا البصر وهذه الامور وهذا النبض للقلب. هذه نعم من الله سبحانه وتعالى تغمرنا لو فكر الانسان فقط في هذه النعم التي في جسده ان هذا القلب ما زال ينبض ما زال عنده فرصة للعمل وهذه العين ترى وهذا السمع وهذا اللسان ينطق هذه النعم فقط لو لم تعطى اي شيء اخر ولو ضاقت عليك الدنيا باسرها. هذه النعم تجعلك تحسن الظن بالله. فما بالنا بنعم كثيرة متتالية من الله عز وجل. لذلك ويقول ايضا لا ترفعن الى غيره حاجة هو موردها عليك. هذا يتكلم عن انسان لا يرجو الا الله سبحانه وتعالى. فيقول السكندري لا ترفعن الى غيره حاجة هو موردها عليك. فكيف يرفع غيره ما كان هو وله واضعا؟ اي فيستطيع البشر ان يرفعوا شيئا الله عز وجل هو الذي وضعه. طبعا هو الكلام الان عن الامور التي تخرج عن ماذا؟ عن طاقة البشر. الانسان يبذل الاسباب ويحاول ان يستعين اذا استطاع ان يستعين بالبشر لكن لا يجعل هذا القلب رجاؤه وهمه بهم. الانسان اذا تعود آآ العلاقة مع بشر في اي شيء يصيبه في الدنيا يفزع مباشرة الى المخلوقين هنا يضعف رجاؤه بالله سبحانه وتعالى. متى يقبل الرجاء؟ تأخذ بالاسباب ولكن القلب دائما يرجو الله عز وجل. حاول ان اذا اصابتك بلية او اصابك شيء من هذه الدنيا ومن لأوائها حاول ان تتصبر حاول ان تعطي نفسك فترة للرجاء من الله سبحانه وتعالى حتى تعود هذا القلب. الفزع دائما الى الله. يفزع يلتجأ اليه يطلب منه ثم بعد ذلك ابدل الاسباب. اما اول ما يأتي بك المرض مباشر على الطبيب او اول ما يصيب بك بلاء مباشر اول ما يخطر في بالك من يجاهدني ومن يرفع عني هذا البلاء ومن يتكلم هذا نوع ضعف ونوع ركة نسأل الله ان يعيننا على نفوسنا. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث عن الله عز وجل عند ظن عبدي بي انا الله عز وجل يقول في الحديث الصحيح انا عند ظن عبدي بي وانا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه. الله عز وجل يقول انا عند ظن عبدي بي. لذلك جاء كما في رواية اخرى فليظن بي عبدي ما شاء. يعني اذا ظننت بالله عز وجل ظن وان الله سيفرج الهم ويرزقك من حيث لا تحتسب ستجد الله عز وجل عند هذا الظن. وسيكون الله عند حسن ظنك. واما من ظن بالله ظن السوء وان الله سيخذله وان هذه الدنيا ستضيق عليه وانه لن يجد معينا من الله عز وجل فهذا نعم يكون الله عز وجل عند سوء ظنه. فالله عز وجل يقول انا عند ظن عبدي فليظن عبدي بي ما شاء. انت ايها العبد تختار. هل تريد السعادة؟ حسن ظنك بالله سبحانه وتعالى. هل تريد الفرج من الكروب؟ هل تريد السعة في الرزق؟ هل تريد سعادة القلب ماذا تفعل؟ تحسن ظنك بالله المعادلة سهلة. واذا اردت البلاء واذا اردت ان تبقى في ضيق هذه الدنيا وكدرها اسيء ظنك بالله عز عز وجل فتجد الله عز وجل كما ظننت به. لذلك يقولون على هذا الحديث روي قصة عن يحيى ابن اكثم رحمه الله تعالى انه بعد موته في النوم. قيل له ما فعل الله بك؟ الامام يحيى بن اكثم توفي. فرؤي في المنام. فقيل له ما فعل الله بك يا امام؟ فقال اوقفني الله بين يديه وقال يا شيخ السوء فعلت وفعلت وقال فاخذني من الرعب ما يعلم الله به. يعني ارتعبت موقف بين يدي الله عز وجل طيب الله عز وجل يقول فعلت وفعلت يذكرك بالغدرات وبالهمسات وبالخطرات التي جاءت عليك في هذه الدنيا. ثم قلت يا رب ما هكذا حدثت الان يحيى بن اكثم يقول خاطبت الله عز وجل فقلت يا رب ما هكذا حدثت عنك. فقال وما حدثت عني؟ الله عز وجل يخاطب يعني ما حدثت عني ايش كنت عني في الدنيا فيقول حدثني ذكر الحديث الذي يحفظ انظروا اثر الحديث كانوا يحفظون الاحاديث وينقضونها للناس. انظر هذه النعمة انقذه الله عز وجل بها. يقول حدثني عبد الرزاق هو يخاطب الله عز وجل قلت يا الله قلت حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن انس عن نبيك صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام انك قلت انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. وكنت اظن بك الا تعذبني. وكنت اظن بك الا تعذبني. فقال الله عز وجل صدق جبريل وصدق نبيي وصدق انس. وصدق الزهري وصدق معمر. وصدق عبدالرزاق وصدقت فالبست ومشي بيب ومشي بي بين الولدان الى الجنة فقلت يا لها من فرحة. انظروا كان فقط يعلم الناس هذا الحديث. يقول احسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى. وفي النهاية نحن بشر كلنا اصحاب معاصي وذنوب لكن لا تعرف ما هي الحسنة التي تدخلك الجنة. لا تعرف اين هي الحسنة التي يرزقك الله عز وجل بها السعادة الابدية؟ هذا الرجل طبعا هذه القصص طبعا يعني يستأنس بها نحن لا نذكرها الاستئصال في هذه القضية لكن يستأنس بها وينظر في ماليتها كيف هذا الرجل نفعه هذا الحديث. لذلك لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق. طيب ننتقل الى المنزلة الثالث الذي تكلم عنها المحاسبي رحمه الله تعالى وانا جمعت كلامه المتناثر قال المحاسبي واصبر على ما اصابك. نتكلم الان عن منزل اخر من منازل الطريق الى منزلة الصبر. قال رحمه الله تعالى واصبر على ما اصابك. واعلم ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. فاذا قطع الرأس ذهب الجسد كله فاذا سمعت كلمة تغضبك في عرضك فاعف عنها واصفح فان ذلك من عزم الامور. وسنتكلم بعد ذلك عن سكوت الانسان عما لا يعلم وان يسأل عما يجهل. اذا هذا موقف جديد ومنزل من منازل السائلين الى الله سبحانه وتعالى وهو منزلة الصبر احمد رحمه الله تعالى يقول ذكر الله عز وجل الصبر في القرآن في تسعين موضعا. في تسعين موضعا من كتاب الله عز وجل ذكر الله فيها الصبر والشيء اذا تكرر ذكره هذا يدل على ماذا؟ على عظم منزلته وعلى اهميته ومكانته عند الله سبحانه وتعالى. فما هو الصبر ايها الاحبة نقول الصبر في اللغة هو الكف والحبس. الكف والحبس. تكف نفسك عن الشيء. تحبس نفسك عن هذا الشيء لا تفعله. نقول صبر عنه. لذلك مثلا يقول قتل فلان صبرا. اي وثق بحيث منع من الحركة ثم قتل. لذلك الصبر اصله الحبس والكف اما الصبر في اصطلاح اهل العلم يقولون هو كف النفس عن المكاره او على المكاره. نقول كف النفس على المكاره وكف اللسان عن التسخط. هذا هو الصبر. الان نتكلم عن شرع هذا التعريف. كف النفس او حبس النفس نقول هذا التعبير افضل. حبس النفس على المكاره وحبس اللسان عن التسخط. من خلال هذا التعريف ايها الاحبة نستطيع ان نستخلص ان هناك انواع للصبر. هناك صبر على طاعة الله سبحانه وتعالى هذا نوع. وهناك صبر عن ماذا؟ عن معصية الله عز وجل. هذا نوع ثان. وهناك صبر على الاقدار دار والبلاء الذي يوقعه الله سبحانه وتعالى بعبده. صبر على الاقدار والبلاء التي يوقعها الله عز وجل بعبده. طيب كيف اخذنا هذه الانواع من هذا التعريف قلنا ما تعريف الصبر؟ حبس النفس على المكروهات وحبس اللسان عن التسخط. الان ايها الاحبة مكروهات النفس مكروهات النفس كثيرة. الانسان يكره مثلا ان يستيقظ الفجر يجد الماء باردا يتوضأ ويصبغ الماء على اعضاء الوضوء ثم يخرج في الجو القارص الى الصلاة هذا مكروه للنفس. كذلك مثلا الانسان يكره ان يمسك عن الطعام والشراب شهرا كاملا. طيب الانسان يكره اثناء ان يخرج من ماله جزءا يقتطعه يبذله الى غيره. الانسان يكره مشقة السفر مسافات بعيدة مثلا للحج. هذه انظر هذه عناصر الاسلام او اركان الاسلام ام هل هذه تسمى مكاره؟ للنفس؟ الان ايها الاحبة تسميتها مكاره هذا يكون في اول السلوك الى الله عز وجل. لان انسان يجد نفسه تحتاج الى معالجة ومدافعة لهذه القضية. يحتاج الى مدافعة حتى يقوم الليل. يحتاج الى مدافعة حتى استمر على قراءة القرآن فيجد هناك صعوبة القلب والنفس ما زالت لا تتقبل هذه الطاعات وهذه الافعال. فنقول هي بهذا المعنى ما زالت مكروهة للنفس ولكن من صبر عليها وادام الصبر على هذه المكاره وحبس نفسه عليها هذا هو الصبر. وحبس نفسه على هذه قلبها الله عز وجل في حقه ماذا؟ لذات وانس مع الله سبحانه وتعالى. لذلك كما يقول علماء التزكية هي مكروهات لمن لم يعرف الله بعد. فاذا كان الانسان يشعر بان هذه التكاليف الشرعية التي امرنا الله بها من الصلاة والزكاة والصيام وقيام الليل رشاقة وتكاليف ومكروهات للنفس لكن اصبر النفس عليها نقول هذا الرجل ما زال لم يرزق الانس بالله سبحانه وتعالى. لان من عليها وصبر الله عز وجل يقلبها انسا. لذلك العبادة والتعلق بالله سبحانه وتعالى ليست تكاليف. في الحقيقة هي غذاء الارواح وغذاء الاجساد كذلك. غذاء الروح والجسد هي العبادات وسعادة الانسان وانسه في هذه الدنيا هي بتقربه من مولاه عز وجل. لذلك كل من ابتعد عن الله وانغمس في الشهوات لذته ظاهرة ممزوجة بالقبح اثناء تناولها مورثة للالم بعد تناولها. واما من كان مع الله عز وجل يشعر في قلبه بانس وسعادة وقرب من الله عز وجل ويشعر ان هناك من يحفظه ويرعاه. فالعبادات ايها الاحبة ليست تكاليف. وان كان مثلا علم الاصول في علم الاصول يقول التكاليف لكن هي في الحقيقة ليست تكاليف بل هي تشريف وتقرب وغذاء وقوت للارواح. ولكنها في البداية نعم فيها مدافعة فيها مشقة يحتاج الانسان ان يبذل شيء حتى يستعلي على هواه ثم بعد ذلك يعينه الله عز وجل عليه. اذا هذا هو النوع الاول الصبر على الطاعات حتى يورثك الله عز وجل حلاوة وانسا بعدها. النوع الثاني هو الصبر على ماذا؟ عن المعاصي. الان المعاصي الشهوات النظر الحرام السماع الحرام مجالس الغيبة والنميمة الكلام الذي يغضب الله عز وجل المال الحرام والسرقة والنهب والغش ومثل هذه الامور هي كذلك محبوبات للنفس ومكروه النفس فيها ماذا؟ هو تركها. مكروه النفس وتركها. النفس تكره اي شيء يمنعها من الانطلاق. الهوى والنفس الامارة بالسوء. تحب دائما الانطلاق الا المحرمات. اذا وجدت من يمنعها تكرهه اذا وجدت من يمنعها من الاقبال تكرهه وترى ذلك مكروها لديها. فالان حبس النفس على هذه المكروهات ومنعها من الاقدام على المعاصي والشهوات والاهواء كذلك هذا نوع مهم من انواع الصبر. لذلك قال او قلنا في تعريف الصبر حبس النفس على المكروهات. فهذا يشمل حبسها على الدوام على الطاعات ويشمل كذلك حبسها عن الشهوات وعن ما يغضب الله سبحانه وتعالى. ثم قلنا والنوع الثالث حبس اللسان عن التسخط. حبس اللسان عن التسخط اين يكون هذا؟ في النوع الثالث من انواع الصبر وهو الصبر على اقدار الله عز وجل. بما يوقعه الله عز وجل من اذا هذه الدنيا هي مزرعة. يقعد الانسان فيها من الاقدار ومن الامور ومن الاشياء الكثيرة التي تأتي من غير حسبان. فاذا كان الانسان يستقبل هذه الاقدار دار بقلب مطمئن يتذكر دائما الله سبحانه وتعالى وينظر الى عظم المبتلي وكما يقول السكندري يعني انما يؤلمك المنع لعدم بفهمك عن الله فيه. لماذا يؤلمك المنع؟ ولماذا يؤلمك البلاء؟ لانك لم تفهم مراد الله عز وجل فيه. ولو وقفت لفهم مراد الله عز وجل في البلاء الذي يوقعه بك لو لو توقفت فقط نزل بك البلاء. ما اشتغلت يعني كيف ادفع البلاء؟ يعني هذا مقصود لكن ما كان فقط دائر ضمن هذه الدائرة الضيقة لا نظرت لماذا ابتلاني الله عز وجل؟ ما الذي يريده الله عز وجل من هذا البلاء؟ هل يريد مني ان افعل شيئا؟ هل ربما قصرت؟ هل ربما اخطأت في حق الله نعم هذا هو النافع في مثل هذه الامور. اما التسخط والاعتراض على قضاء الله عز وجل فانه لا يدفع المصيبة بل يزيدها طب لو سألنا ايها الاحبة ما اعظم هذه المراتب او ما اشق هذه المراتب؟ الان قلنا هناك الصبر على الطاعة وهناك صبر عن المعصية وهناك صبر على البلاء ايها اشد يعني هذا سؤال من يجيب؟ من يجيب عن هذا السؤال الصبر على المناهج. الصبر على البلاء هل هناك اجابة اخرى؟ نعم. تحس بالشخص وهناك استر على البلاء وان الاشخاص لا يستروا على الطاعة اصلا. طيب في مجمل الناس راح نتكلم عن العرف العام. يقول العلماء التزكية ان اشد انواع الصبر هو الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى. اشد من الصبر على البلاء. لماذا ايها الاحبة؟ الان الانسان اذا وقع به بلاء ليس له حيلة في ان يدفعه هو مقهور عليه قدرا. لذلك يعني هو بين امرين اما ان تتحمل ما وقع بك وتصبر واما ان تتسخط تجزع بعد ذلك تفزع ويصيبك امراض وتهلك اذا انتهى الامر. لذلك انت بين امرين لا ثالث لهما. لذلك تجد حتى مثلا من الكفار من يصبر عند البلاء ماذا سيفعل؟ مات الزوجة ماتت زوجته مات والده يحزن يفزع بعد ذلك سيصبر جبرا. لذلك الصبر على البلاء هذا امر انت مقهور عليه عفوا وامر مقهور عليه اما ان تصبر عليه وتتحمل واما ان تفزع وتجزع ثم بعد ذلك تهلك. لذلك الصبر عليه تجده عند كثير من الناس بل حتى ممن ليس له علاقة بالله عز وجل حتى يعني اذا لم يرد وجه الله بالصبر يريد ماذا؟ المحافظة على نفسه. في هذه الدنيا. اقول اذا بقيت اجزع وابكي واتسخط على الذهب كل ملذات الدنيا خلنا نصبر وربك بعيد. الان اه لذلك يعني يفضل علماء التزكية رحمهم الله تعالى الصبر على الطاعة. ويفضلونه كذلك عن الصبر الشهوات والصبر عن المعاصي. لان الصبر على الطاعة يكون باختيارك. الصبر على الطاعة يكون بماذا؟ باختيارك انت الذي تختار ايها العبد ان تصبر على هذا الطريق وان تقتحمه. باختيارك. وكذلك الصبر عن الشهوات. طب اليس باختيارك؟ كذلك باختيارك. لكن يقولون الطاعة هي المقصودة والمناهي التي نهانا الله عز وجل عنها انما نهى عنها لحماية جناب الطاعة. فالطاعة هي المقصود ابتداء من الله عز وجل والاوامر هي التي ارادنا الله بها ابتداء. اما المناهي فانما نهانا عنها حماية لجناب الطاعة. لذلك فضل العلماء الصبر على الطاعة عن الصبر على المعصية. وهنا يعني احب ان انقل نقلا لشيخ الاسلام ابن تيمية ترونه امامكم يتكلم فيه عن سيدنا يوسف عليه السلام. ماذا يقول ابن تيمية يقول كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها اكمل من صبره على القاء اخوته له في الجب. الان يوسف عليه السلام ابتلي بعدة بلاءات منها واضطر ان يصبر في عدة مواقف لكن لم تكن هذه المواقف كلها من قبيل البلاء القهري بتحسي لأ كان هناك بلاء في ماذا؟ في المعاصي. وكان هناك بلاء قهري حسي. فيوسف عليه السلام يقول لك ابن تيمية اين كان صبره اعظم واشق هل كان صبره اعظم عندما مسكه اخوته والقاه في البئر او القوه في البئر؟ لا. يقول كان صبره على امرأة العزيز وعلى شهوتها وشأنها اكمل صبره على القاء اخوتي له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين ابيه. فان هذه امور جرت عليه بغير اختياره. يعني هو في النهاية اجبر اذا اوقف البيئة ماذا سيفعل؟ يصبر. هذا جرى بغير اختيار يوسف عليه السلام. واما صبره عن المعصية اي عن امرأة العزيز وعن تلبية شهوتها فصبر اختيار ورضا ومحاربة للنفس. ولا سيما مع الاسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة. فانه كان شابا وداعية الشباب اليها قوية. وعزبا ليس له ما يعوضه ويرد شهوته. وغريبا والغريب لا يستحي في في بلد غربته مما يستحي منه من بين اصحابه ومعارفه. واهله ومملوكا والمملوك ايضا ليس وازعه وكوازع الحر والمرأة والمرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته. وقد غاب الرقيب. يعني هو يعني يصف لك الوضع الذي وضع فيه يوسف. كل الامور مهيئة ومجهزة لارتكاب المعصية. اذا مقدار المحاربة يعني هناك انسان مثلا تهيأ له المعصية نوع تهيؤ. لكن ربما يكون في بلده في مجتمعه ما يمنعه من الوقوع في العرف والمجتمع ويخشى من ان يشهر بين الناس. ليس مخافة الله سبحانه وتعالى. يوسف عليه السلام انتفت في حقه في جميع الموانئ ما بقي فقط الا شيء واحد. وهي ماذا؟ مخافة الله سبحانه وتعالى. لا يوجد اي شيء يمنعه. لذلك المعالجة والمحاربة للنفس شديدة جدا جدا في هذه الحالة اشد من صبر الانسان على البلاء. اذا قلنا والمرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته. وقد غاب رقيب اي زوجها وهي الداعية له الى نفسها هذا امر اشد يعني ليس هو الذي يطلب هي التي تطلب والعياذ بالله. وهي الحريصة على ذلك اشد الحرص ومع ذلك توعدته ان لم يفعل بالسجن والصغار. يعني كذلك يعني نستطيع ان نقول الان في عرف الفقهاء السجن يعتبر ماذا؟ اكراه. توعدته بماذا والصغار والصغار والذل اذا لم يلبي طلبها. انظر الى هذه الامور والى هذه الظروف الصعبة التي وضع فيها يوسف. ومع هذه الدواعي كلها صبر اختيارا وايثارا لما عند لما عند الله عز وجل واين هذا من صبره في الجب؟ يعني وين هذا الصبر من صبره لما القي في الجب؟ هذا هو الصبر الحقيقي. ان يصبر الانسان في هذا العالم الذي نحيا به نجد الان كل العالم يحاول ان ينزع منك الايمان. كل العالم بكل ادواته يحاول ان ينزع منك الايمان واقل شيئا يحذفك عن الطريق الى الله سبحانه وتعالى. صبر الانسان على نفسه وعلى تربية مجتمعه وتربية اسرته وزوجته وابنائه تحمل هذه الرحلة حتى يلقى الله عز وجل هذا هو الصبر الحقيقي. قد يقع بك بلاء تصبر كما قلنا قهرا. لكن الصبر على الطريق الى الله سبحانه وتعالى هذا هو الصبر الذي يحتاج الى مجاهدة ومدافع وهنا يظهر الرجال من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر قضى نحبه وانقضى عهده مع الله. صبر حتى اتاه الله عز وجل نصيبه من الثبات. ويتلقى الله عز وجل وهو راض عنه. ومنهم من ينتظر. وما بدلوا تبديلا. نسأل الله ان يجعلنا منهم. الان اريد ان اتكلم قبل ان انهي الكلام عن الصبر. ولا يتكلم يعني اعظم رحلة صبر ايها الاحبة يعني كوننا نتكلم في اجواء طلبة علم ودعاء الى الله. اعظم شيء يصبر علي الانسان هي الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. لذلك انا اركز على هذه القضية. لان الصبر في الدعوة الى الله عز وجل يشمل الصبر على الطاعة ويشمل الصبر عن المعصية ويشمل الصبر عن البلاء. لان الدعوة الى الله عز وجل فيها هذه الامور الثلاث فيها طاعة وهي اساسها انك تدعو الى الله عز وجل وتضيع يعني كثير من من الامور خلفك كما يظن الناس. طبعا هي في مفهوم الناس ضياع. يقول ضاع وقته ولم يأخذ يعني نصيبه من هذه الدنيا ولم يستفد منها فلان بنى وفلان اسس وفلان غرس وفلان اصبح عنده شركات وهذا الرجل مسكين يدعو الى الله عز وجل الله يعينه شيخنا. الان هذه الدعوة الى الله عز وجل تحتاج الى ماذا؟ الى صبر. اذا الدعوة الى الله عز وجل فيها صبر على الطاعة. الان فيها صبر عن المعصية كذلك. لانك في دعوتك الى الله عز وجل ستأتيك مغريات. سيأتيك من يعرض عليك المبالغ الطائلة من اجل ان هذا الطريق. سيأتي من يعرض عليك اي شهوة اي شيء يريد منك او يريد ان يسلب منك هذا الطريق الذي تسلكه الى الله عز وجل بالدعوة ونصح الناس التشاد والذكر وتخويف الناس بالله عز وجل. فهناك ذلك صبر عن معاصي الله. تصبر عن الاغراءات. شهوات وفلل ومساكن وقصور فقط اترك الدعوة الى الله عز وجل كما ما فعل الكفار قريش بمن؟ بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. بدأوا معه بالاغراءات بالشهوات وبالدنيا وبالنساء وبالمال الامور الكثيرة فهذا يحتاج الى صبر. والصبر كذلك في ماذا؟ في البلاء الذي سيحل بك وهذه ضريبة لابد من ان يدفعها الانسان اذا اختار السلوك في طريق الدعاة الى الله عز وجل وهنا يعني احب ان اقف كذلك مع نص لابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائت. وهذا النص يعني تفقهوا فيه ايها الاحبة. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في الفوائد اذا كان الله ورسوله في جانب فاحذر ان تكون في الجانب الاخر. يعني اذا كان دين الله وشرعه ومنهاجه في جانب احذر ان تكون مع الجانب الاخر. فان ذلك يفضي الى المشاقة والمحادة. وهذا اصلها ومنه رقاقها يعني وهذا اصل مفهوم المشاقة والمحادة في اللغة وجود اشتقاق انفصال. قال وهذا اصلها ومنه اشتقاقها فان المشاقة في اصل اللغة ان يكون في شق ومن يخالفه في شق. وكذلك المحادة. الله عز وجل نهانا عن المشاقة. لا تشاقوا الله والرسول. ان الذين يحادون الله ورسوله في الادلين. ما معنى المشاقة والمحادة؟ ابن القيم ابتداء يبين لك مفهوم المشاقة والمحادة. المشاقة ان يكون الله ورسوله من في شق وتكون الناس او من يتبع الضالين في شق اخر. وكذلك المحادة المحادة من الحد. اناس في حج مع الله عز وجل رسولي ومع اولياءه وهناك من في الحد الاخر. وكن في الجانب ان يكون والمحاد ان يكون ان نكون في حد هو في حد ولا تستسهل هذا فان مبادئه تجر الى غايته وقليله يدعو الى كثيره. يقول لك لا تستسهل هذا. يعني هناك اناس يقول لك يا شيخ طب نكون بين الطرفين محاولة مقاربة مع فلان يوم مع هؤلاء يوم. ما المانع؟ فيقول لك اذا يعني استجرك هذا الامر وبدأت في هذا الطريق تنسحب الرجل وانت لا تشعر. القدم ستبدأ قليلا قليلا تبتعد عن جانب الله ورسوله لتكون مع الجانب الاخر والعياذ بالله. قال وكونوا في الجانب الذي يكون فيه الله ورسوله او الذي يكون فيه الله ورسوله. وان كان الناس كلهم في الجانب الاخر. يعني لو وجدت الناس لو وجدت الناس كلهم في الجانب الاخر اين تكون انت؟ هل تنظر الى الكثرة ولا تنظر مع منهاج الله عز وجل ورسوله تنظر الى منهاج الله ورسوله وليس للعبد انفع من ذلك في دنياه قبل اخرته. واكثر الخلق الان يكمل ابن القيم قالوا الخلق انما يكونون من الجانب الاخر هو اعطاك القاعدة يعني اذا اردت ان تحسب الامور وان الاكثر انا اريحك ابتداء اكثر الخلق في الجانب الاخر ليس في جانب الله ورسوله. ولا سيما اذا قويت الرغبة والرهبة. قويت الرغبة في ملذات الدنيا واهوائها. والرهبة من ان يحل بسبب سلوكهم طريق الدعوة الى الله عز وجل من لاواء الطريق ومصائبها. فهناك لا تكاد تجد احدا في هذا الجانب بسبب هذه الرغبة والرهبة قل ان يسلك الناس طريق الدعوة الى الله عز وجل لانهم يعلمون ان هناك ضريبة. اذا فهناك لا تكاد تجد احدا في الجانب الذي فيه الله ورسوله بل تعده الناس انظر لهذه الكلمة. قال بل يعده الناس ناقص العقل سيء الاختيار لنفسه. يعني الناس تقول لك عاد الشيخ رجعي. هذا الشيخ يودي نفسه في المهالك يريد يدعو الى الله عز وجل يتمسك بالالتزام انسان يعيش حياته ايها الاحبة وانتهت الامور مثل هذه الناس وانقضت القضية. هو يقول لك ماذا يقول لعنك الناس اذا اخترت جناب الله ورسوله قال سيتهمونك بانك ناقص العقل. سيء الاختيار لنفسه. ما هو عارف يعني دبر امور حياة الشيخ هذا تمام ربما نسبوه الى الجنون كما نسبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. مش نسبوه الى الجنون ونسبوه الى السحر لانه اختار طريقا مخالفا لكفار قريش فانهم نسبوه الى الجنون لما كانوا في شق وجانب والناس في شق وجانب اخر. ولكن من وطن نفسه على ذلك. اذا القضية فيها صبر ايها الاحبة تحتاج الى هو الصبر الحقيقي الذي تبذل فيه المهج والارواح. ولكن من وطن نفسه على ذلك فانه يحتاج الى ما ذاق الى علم راسخ. يعني الانسان الجاهل الذي يعرف لا يعرف دين النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو اراد مسلك في طريق الدعوة لجهله سيوقعه جهله في المهالك. فابتداء الطريق وبداية سلوك الدعوة الى الله يحتاج الى ماذا؟ الى ان يحصن الانسان نفسه بالعلم. حتى يعرف متى يسكت ومتى يتكلم. ومتى يتقدم ومتى يتأخر ويكون على علم بدينه نبيه صلى الله عليه وسلم. فانه يحتاج الى علم راسخ بما جاء به الرسول يكون يقينا له لا ريب عنده فيه. لان الانسان ايها الاحبة الان انت تقرأ الشرعية تقرأ النصوص فيها الذكر بالجنة الوعد بها لاولياء الله عز وجل. الان اذا دخل في قلبك شك في صحة هذا النص انتهيت تماما اذا دخل في قلبك ادنى انواع الشكوى والريب. بان هذا النص قد لا يكون صحيحا وهذا الذي سيسعى الشيطان ان يقذفه فيك. انتهت طريق الدعوة انت لماذا تبذل ولماذا ترضى بدفع ثمن الباب في الدنيا والصبر على مشاق الطريق؟ لانك ترجو الثواب الاخروي وهذا الثواب اين تقرأه؟ قرأته في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فبمجرد دخول الشك فيك في هذا الطريق ستجد نفسك ضائعا تائها وتحاول الرجوع وتنازع حتى اخرج من هذا الموج من هذه الظلمة. يكون يقينا له لا ريب فيه والى صبر تام على معاداة من عاده ولو من لامه ولا يتم له ذلك بالحل حتى ما الذي يعينني على هذا الطريق؟ قال الا برغبة قوية في الله والدار الاخرة. بحيث تكون الاخرة احب اليه من الدنيا واثر عنده منها ويكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وليس شيء اصعب على الانسان من ذلك في مبادئ الامر. فان نفسه وهواه هو طبعه وشيطانه واخوانه ومعاشريه من ذلك الجانب يدعونه الى العاجل. كل الناس كل وسائل الاعلام كل من حولك يريد ان يأخذ بقدمك ايدك الى الجانب الذي هم فيه. فاذا خالفهم تصدوا تصدوا لحربه فان صبر وثبت جاءه العون ممن من الله سبحانه وتعالى وكفى بربك هاديا ونصيرا. وصار ذلك الصعب سهلا وذلك الالم لذة. فان الرب شكور. فلابد الى هذه العبارة فلابد ان يذيقه لذة تحيزه الى الله والى رسوله. ويريه كرامة ذلك. نعم الله عز وجل يبتليه ويوقعك في البلاء حتى ينظر ويمحص هل دخولك في هذا الطريق دعوة الى الله عز وجل على علم ودراية وعلى صبر وطلب لله عز وجل ام كان هذا الدخول متزعزع متقلب وجدت انسانا قال شيئا دخلت معه ثم عندما بان لك البلاء في هذا الطريق رفعت يدك. اذا لابد من البلاء لكن اذا رأى الله منك صبرا ينقلب هذا البلاء او لذة وانسا بالله سبحانه وتعالى تصبح تتلذذ بالبلاء. تتلذذ بالبلاء بمعنى هذا المفهوم. يشعر الانسان انسه بماذا؟ في لذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى ماذا كان؟ يقول يقول انا جنتي في صدري. اذا قتلوني فقتلي شهادة واذا نفوني فنفي سياحة واذا سجنوني فسجني اذا هو ينظر الى البلاء على انه لذة. لماذا؟ لاننا نحسبهم الله حسيبهم هؤلاء الائمة ثبتوا على لاواء الطريق. ثبتوا على الصبر وعلى الدعوة الى الله عز وجل فانالهم الله عز وجل الامام في الدين والامامة في الدين لا تنال الا بماذا؟ بالصبر واليقين كما ذكر اهل العلم. اذا لابد ان يذيغ تحيزه الى الله والى رسوله ويريه كرامة ذلك فيشتد به سروره وغبطته ويبتهج به قلبه ويظفر بقوته وفرحه وسروره ويبقى من كان محاربا له على ذلك بين هائب له مسالم الان اذا رزقك الله اللذة يصبح كل من يخاصمك في طريق الدعوة الى الله ما بين مسالم لك يقول لك خلاص الشيخ يفعل ما تريد وما بين مساعد وتارك ويقوى جنده ويضعف جند العدو ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز الى الله ورسوله ولو كنت وحدك فان الله معك وانت بعينه وكلائته وحفظه لك. وانماها فقط اهتم بهذه الجملة. ما الذي يريده الله؟ لذلك كما قلنا قال السكندري انما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه. حاول ان تفهم لماذا يقع بك البلاء وانت في طريق الدعوة الى الله؟ قال وانما امتحن يقينك وصبرك القاعدة اليقينية التي ينبغي ان نؤمن بها. وبقدر ايماننا بها بقدر ما يكون هناك نفس في الدعوة ونفس في العطاء والبذل لله عز وجل. وبقدر ما يكون ايماننا ونشعر بان البلاء يقع علينا بان الله عز وجل يريد ان يسخطنا او يريد ان يحل علينا غضبه اذا كنا نتعامل بهذا النفس ونتسخط على اقدار الله عز وجل في طريق الدعوة اذا سنخسر كل شيء ولن نؤدي هذه الرسالة. لذلك الانبياء والرسل هم اكثر الناس صبرا. لماذا اختار الله هؤلاء الانبياء؟ لان الله عز وجل امتحن قلوب عباده فرأى ان قلوب الانبياء هي اكثر القلوب تهيئة لتسلك هذا الطريق. مهيئون للصبر ولتحمل اللأواء. هذه النفوس مهيأة والدعوة الى الله عز وجل في الانبياء تحتاج الى هذه الخصلة وكذلك في كل من يرث ميراث الانبياء يحتاج الى ان يتحلى بهذه الخصلة لذلك قال المحاسبين يعني نقرأ نصه سريعا قال واصبر على ما اصابك واعلم ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. فان قطع الرأس ذهب الجسد كله. ما معنى هذا الكلام؟ يقول الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد اذا ذهب الرأس ما عاد قيمة للجسد. كذلك الصبر من الايمان اذا ذهب الصبر لم يعد هناك قيمة لايمان الانسان لان الصبر هو الذي يوصلك الى الله عز وجل فان سمعت كلمة تغضبك ويتكلم الان عن الدعوة الى الله. المحاسب يتكلم انت في دعوتك الى الله ستسمع كلمة تغضبك. وانت في سلوكك على طريق المسترشدين ستسمع من يستهزأ بك من يقول انك متخلف رجعي سيء الاختيار كما ذكر ابن القيم. قال فان سمعت كلمة تغضبك في عرضك فاعف واصفح ان ذلك من عزم الامور وهذه هي وصية لقمان الحكيم لمن؟ لابنه. يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر. واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور ونختم بالكلام عن الخصلة الاخيرة سريعا وهي قول ولا يستحي الذي لا يعلم ان يسأل حتى يعلم ولا يستحي من يسأل عما لا يعلم ام ان يقول لا اعلم. وهذا ايها الاحبة كذلك اصل عظيم من اصول السالكين. ان الانسان اذا سلك هذا الطريق وازداد معرفة ازداد علما بجهله وازداد علما بقصوره. لذلك العلماء هم اكثر الناس سكوتا في المواقف. والجهال هم اكثر الناس كلاما فيها. لان العالم كدة علمه او لساءة علمه يعرف ان هناك مسائل لم يصل اليها علم وان هذه المسائل تحتاج الى تدقيق وتوقف. اما الجاهل لانه لا يعرف الشريعة ولا لا يعرف كيف تبنى تجده يتكلم في كل مسألة. لا تفتح مسألة من المسائل الا ما شاء الله يدلي بدلوه. لذلك من اصول المسترشدين ان تلزم نفسك وتلزم نفسك بالقصور والجهل. ولا تتكلم الا بما احط به خبرا. لذلك يقول السكندري رحمه الله تعالى من رأيته مجيب عن كل ما سئل وذاكرا كلما علم ومعبرا عن كل ما ورد فاستدل بذلك على وجود جهله. اي انسان يتكلم لم يفتي في كل مسألة واي شيء يخطر على باله يتكلم به استدل بذلك على وجوده. هذا انسان جاهل لا يمكن انسان عاقل ان يفتي في كل المسائل ولا يتكلم في جميع امور الدين. والانسان ايها الاحبة انما يأنف عن السؤال عما يجهل ويأنف ان يقول لا ادري والله اعلم مثلا فيما يجهل اذا سئل واستفتي لماذا؟ لقلة دينه وركته. لذلك الامام المناوي رحمه الله تعالى يقول وانما يأنف من ذلك اي من ان يقول لا ادري ولا اعلم فيما اجل علمه من ضعفت ديانته وقلت معرفته لانه يخاف من سقوطه من اعين الحاضرين. ما الذي يمنعك ان تقول لا ادري فيما جهلت؟ انك كل الناس تقول فلان لا يدري والله عيب. هل يعقل لا ادري؟ ادلي بدلوك. تكلم. ما حدا محاسب. الكلام ببلاش الايام هذي. ما حدا محاسب اه الان هذا يدل على ماذا يقول المناوي؟ يقال يدل على رقة في الدين. لان الانسان الذي يحسب وقوفه بين يدي الله عز وجل يعلم انه يوقع عن الله عز وجل لذلك من اعظم الامور قال تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي يبين الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. هذه من اعظم الامور كما ذكر اهل العلم. لماذا نص الله عليها في كتابه؟ قالوا هذه من اكبر الكبائر ان يقول الانسان عن الله بما لا يعلم. فمن افتى في دين الله او تكلم او خاض في دين الله بما لا يعلم فهو داخل في هذا التهديد الوعيد وفي هذه الكبائر الخمس. لذلك هذه ظاهرة ايها الاحبة في وقتنا المعاصر ينبغي على الانسان ان يتحرز. يعني الا يظهر التعالم فيما لا فيكون كلابسة او بيزور المتشبه بما لم يعط كلابس ثوب بيزور. اذا عرفت شيئان تكلم به ابله. افد الناس واذا لم تعرف شيئا لا تحط فيه حتى لا تحسب عليك عند الله عز وجل فتكون من الخاسرين. لذلك عندما تنظر الى السلف الصحابة هل هناك اعلم من الصحابة رضوان الله تعالى عليه ابو بكر الصديق يسأل عن اية فيقول اي ارض تقلني واي سماء تضلني؟ اذا قلت في كتاب الله بما لا ادري. او بما لا اعلم. علي بن ابي ابي طالب رضي الله تعالى عنه يقول وما ابردها على القلب اذا سئل احدكم فيما لا يعلم ان يقول الله اعلم. وان العالم يقول من هو العالم الحقيقي قال وان العالم من عرف ان ما يعلم فيما لا يعلم قليل. هذا هو العالم. الذي يعرف ان او دائرة الجهل عنده اوسع بكثير من دائرة العلم ويقول ابن عباس اذا ترك العالم قول لا ادري اصيبت مقاتله. لذلك يعني نختم بكلمة للجاحظ رحمه الله تعالى طبعا الجاحظ كان معتزليا والجاحظ عند اهل العلم يعني عند غير مرغوب كثيرا لانه كان عنده بعض الشطحات في بعض قضايا الاعتقاد له من الفوائد الكثيرة ونسأل الله ان يكون تاب مما كان عليه وان يتغمده بواسع رحمته. يقول في كتاب البيان والتبيين ماذا يقول؟ قال اللهم انا نعوذ بك هذا الدعاء دعاه وانا اختم به ندعو به اللهم انا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن يتكلف الانسان شيء يقوله او يعمله وهو لا يحسنه ليس من اهله. يتكلف الافتاء وهو ليس من اهله. يتكلف الخوض في قضايا الامة وهو ليس من اهلها فنعوذ بك من فتنة العمل ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسن وهذا امر خطير. الانسان كما يتعوذ من ماذا يتعوذ من هذا؟ لان هناك من اذا عرف معلومة او عرف شيئا او اوتي شيئا من العلم طار به فرحا. واعجب بنفسه وظن ان هذا قال ما اوتيته من علم عندي فاذا ما سألته قال دعانا. بعد ذلك اذا اتاه الله عز وجل من العلم قال انما اوتيته على علم. ماذا قال تعالى؟ بل هي فتنة. هذا الانسان اذا مباشرة رأيت رجل يقول هذا اوتيته بجهدي وبتعلمي وبدراستي وبتحصيلي ويعيد المنة الى نفسه الله عز وجل اخبرنا عن حاله قال هذا هو المفتوح من قال انما هي فتنة ولكن اكثرهم لا يعلمون ونعوذ بك من شر السلاطة والهدر كما نعوذ بك من شر العي والحصر امين امين صلى الله على سيدنا محمد على اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين