بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الكتاب مختصر صحيح الامام مسلم رحمه الله للحافظ ذكي الدين عبد العظيم بن عبدالقوي المنذري رحمه الله كتاب عظيم في بابه لانه اختصار لكتاب هو من اعظم دواوين الاسلام واهمها واجلها شأنا لان الصحيحين صحيحين البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى هما اعظم الكتب واصحها واقومها بعد كتاب الله سبحانه وتعالى وقد جمع في هذين الكتابين احاديث صحاح ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشترط البخاري كذلك مسلم رحمه الله تعالى في كتابيهما الصحة ولهذا الاحالة الى هذين الكتابين كافي في معرفة ان هذا الحديث صحيح ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام بل ان العلماء عندما رتبوا الاحاديث من حيث صحتها قالوا اعلى ما يكون في الصحة المتفق عليه ثم ما رواه البخاري ثم ما رواه مسلم ثم ما كان على شرطهما ثم ما كان على شرط البخاري ثم ما كان على شرط مسلم وهذا يبين لنا القيمة العظيمة والمكانة العالية لهذين الكتابين ولهذا عظمت عناية الامة بهذين الكتابين تنوعت الافادة منهما شرحا قصارا وغير ذلك من المسالك بالافادة تحقيق المنفعة والاستفادة من هذين الكتابين العظيمين وكتاب الامام البخاري الصحيح له مختصرات منها المختصر معروف الزبيدي رحمه الله تعالى وقد يسر الله عز وجل شرحه في مجالس بلغت مئتين وستة وستين مجلسا وها نحن نشرع الان بتوفيق الله عز وجل وتيسيره في شرح هذا المختصر لصحيح الامام مسلم اختصار الحافظ عبدالقوي المنذري رحمه الله والحافظ عبد القوي من الائمة الاثبات ومن حفاظ الاسلام وله مؤلفات حديثية عظيمة جدا نفع الله سبحانه وتعالى بها نفعا عظيما منها موسوعته الحافلة النافعة الجامعة الترغيب والترهيب فان هذا من اجمع دواوين الاسلام في هذا الباب وله رحمه الله مختصر بالترغيب والترهيب يعد بتقديري والله اعلم احسن المختصرات التي الفت في باب الترهيب والترهيب وسماه رحمه الله تعالى تحفة المتعبد ونزهة المتزهد قد يسر الله عز وجل شرحه في مجالس عديدة وله رحمه الله مؤلفات كثيرة معروفة بمكانتها قوة آآ عناية المؤلف رحمه الله تعالى بها لما له من مكانة عظيمة في السنة حفظا وظبطا واتقانا وهذا المختصر الذي اختصره المنذري رحمه الله لصحيح مسلم جعل الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة ونفعا كبيرا ولعل ذلك من صدق المؤلف واخلاصه ولا نزكي على الله احدا فصار له شهرة واسعة حصل به انتفاع كبير عقدت مجالس عديدة قديما وحديثا في شرحه وبيان مضامينه والفت ايضا مؤلفات في شرحه ذكر صديق حسن الصديق حسن خان في كتابه الحطة في ذكر الصحاح الستة ان له شروحات عديدة وسمى عددا منها وبعضها باللسان غير العربي وشرحه رحمه الله في شرح واسع مطبوع بعنوان السراج الوهاج فالحاصل ان هذا الكتاب كتاب عظيم في في بابه ونافى غاية النفع وقد هيأه بهذا الاختصار ليسهل على الحافظ فاتى على مهمات هذا الكتاب ولم يخل مقصوده بالاختصار وراعى في ذلك الدقة كما سيتبين من منهجه الذي نص عليه رحمه الله تعالى في اول كتابه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم الذي يسر البدء بشرح هذا الكتاب ان يتم لنا ذلك بالخير وان يبارك لنا في هذه المجالس وان يعظم بها النفع وان يجعلها لوجهه خالصة ولنا اجمعين نافعة وان يرزقنا حسن الفهم وحسن العمل بمنه وكرمه انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم ربي يسر بفظلك قال الشيخ الفقيه الامام العلامة الشيخ الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي ابن عبد الله المنذري اثابه الله الجنة وغفر له الحمد لله الرحيم الغفار الكريم القهار مقلب القلوب والابصار عالم الجهل والاسرار احمده حمدا دائما بالعشي والابكار واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من عذاب النار واشهد ان محمدا نبيه المختار ورسوله المجتبى من اشرف نجار صلى الله عليه وعلى اله وازواجه واصحابه الجدراء بالتعظيم والاكبار صلاة دائمة باقية بقاء الليل والنهار وبعد فهذا كتاب اختصرته من صحيح الامام ابي الحسين مسلم ابن الحجاج القشيري النيسابوري رضي الله عنه اختصارا يسهله على حافظيه ويقربه للناظر فيه ورتبته ترتيبا يسرع بالطالب الى وجود مطلبه في مظنته وقد تضمن مع صغر حجمه جل مقصود الاصل والى الله سبحانه وتعالى ارغب في ان ينفعني به وقارئه وكاتبه والناظر فيه انه قريب مجيب. بدأ الحافظ المنذري رحمه الله تعالى كتابه بهذا الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى ثناء على الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا الدالة على عظمته وجلاله وكماله سبحانه والحمد حمد الله عز وجل نوعان حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات وبكل منهما جاء القرآن والمؤلف رحمه الله تعالى حمد الله عز وجل هذا الحمد مثنيا عليه اسماءه الحسنى وصفاته العليا الدالة على عظمة الرب سبحانه و كماله وجلاله عز وجل الحمد لله الرحيم الغفار الكريم القهار هذه اسماء حسنى لله عز وجل مقلب القلوب والابصار عالم الجهر والاسرار وهذه من صفات الله عز وجل الدالة على كماله واحاطة علمه سبحانه وتعالى وتدبيره للعباد وتصرفه جل وعلا لا شريك له في شيء من ذلك احمده حمدا دائما بالعشي والابكار وهذا فيه دوام الحمد استمراره ودوام الثناء على الله عز وجل بالعشي والابكار نص على هذين الوقتين لانهما اعظم اوقات الذكر وذكر في شأنهما او ورد في شأنهما ايات كثيرة احاديث عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ورد في السنة اوراد واذكار وادعية متنوعة تختص بهذين الوقتين الشريفين العظيمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هذه شهادة التوحيد اعظم شهادة في اعظم مشهود به قال تنجي قائلها من عذاب النار بل لا نجاة من النار الا بها لا نجاة من النار الا بهذه الشهادة شهادة ان لا اله الا الله نطقا بها وفهما لمعناها وعملا بما تقتضيه من توحيد واخلاص لله عز وجل وافراد له سبحانه وتعالى بالعبادة واشهد ان محمدا نبيه المختار ورسوله المجتبى من اشرف نجار هذه اوصاف ذكرها للنبي عليه الصلاة والسلام وان الله عز وجل اصطفاه واجتباه فهو النبي المصطفى المجتبى المختار وهذه كلها معانيها متقاربة الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فالله عز وجل اجتباه واختاره واصطفاه سبحانه وتعالى من اشرف نجار والنجار هو الاصل والحسب اي اصطفاه من اشرف حسب واجل اصل كما جاء في صحيح مسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم فهو عليه الصلاة والسلام مصطفى من اشرف نجار اي من اشرف آآ اصل وحسب صلى الله عليه وعلى اله وازواجه واصحابه الجدراء بالتعظيم والاكبار الاولى ان يجمع له عليه الصلاة والسلام بين الصلاة والسلام عملا بقول الله عز وجل ان الله وملائكته يصلون هنا على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقد تكون سقطت من بعض النساخ او ذهل المصنف عنا كتابتها الحاصل الاولى ان ان تثبت وان يجمع له عليه الصلاة والسلام بين الصلاة والسلام الجدراء اي الحقيقون بان يعظم التعظيم اللائق بهم بالتعظيم والاكبار ادراكا لمكانتهم العلية وسابقتهم وفظلهم وانهم خير امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وبعد فهذا كتاب اختصرته من صحيح الامام ابي الحسين مسلم ابن الحجاج القشيري النيسابوري القشيري اي نسبا و النيسابوري اي وطنا ومسكنا اختصارا يسهله على حافظيه ويقربه للناظر فيه ورتبته ترتيبا يسرع بالطالب الى وجود مطلبه في مظنته وقد تضمن مع صغر حجمه جل مقصود الاصل هذه الجملة المختصرة لخص فيها رحمه الله تعالى منهجه ومسلكه في الاختصار وانه عمد عمد الى اتصال صحيح مسلم بغية ان يسهله على حافظيه ليسهله على حافظيه جرد الكتاب من الاسانيد وابقى المتون متون احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام بذكر الراوي من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام للحديث وقصد بذلك ان يسهل حفظ هذه المتون المرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام الثابتة عنه لمن اراد حفظها ولهذا جمع من اهل العلم ذكر في تراجمهن انهم حفظوا هذا المختصر الذي اختصره الامام المنذري رحمه الله تعالى وقدمت بما يتعلق بعظيم عناية اهل العلم بهذا المختصر المبارك النافع قال ويقربه للناظر فيه ذكر اولا من اراد الشروع في حفظه ان يسهل عليه الحفظ وذكر ثانيا التقريب تقريب للناظر الناظر المطالع المتأمل في الكتاب المقلب له القارئ له الباحث عن الفوائد والاحكام والحكم في الكتاب يقربه للناظر فيه بما آآ اعتنى به من ترتيب للكتاب كما قال ورتبت ترتيبا يسرع بالطالب الى وجود مطلبه في مظنته وهذا يفيد ايضا انه لم يلتزم بترتيب مسلم رحمه الله لصحيحه بل تدخل في الترتيب تقديما اتأخيرا بحسب ما يرى ان آآ هذا الترتيب يسرع بالطالب الى تحصيل الفائدة ووجود المطلب في مظنته فتدخل في ترتيب الكتاب آآ ايضا تدخل في الاحاديث تقديما وتأخيرا بحسب ما يرى اه ان الفائدة آآ تكون انفع وهذه مسألة اجتهادية ترجع الى حسن نظر العالم وحسن تأمله قال ورتبته ترتيبا يسرع بالطالب الى وجود مطلبه في مظنته وقد تظمن مع صغر حجمه جل مقصود الاصل جل مقصود الاصل هذا يفيد انه لم يأتي على كل الاحاديث هذا يفيد انه لم يأتي على كل الاحاديث او جميع الاحاديث التي في الاصل عدد الاحاديث التي جمعها حسب الترقيم لمختصره الفين ومئة وتسعة وسبعين حديثا بينما في صحيح مسلم الذي هو الاصل مجموع احاديثه من غير المكررات ثلاث الاف وزيادة فهو لما يورد كل الاحاديث التي في الاصل بل اختصر ايضا من الاحاديث لكنه ايظا راعى في الاختصار بقاء الفائدة يعني مثلا من باختصاره ما ما جاء في اول الكتاب اول حديث في صحيح مسلم وبه بدأ حديث عمر بن الخطاب المشهور في ذكر مجيء جبريل عليه السلام الى النبي عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث حذفه لم يذكره ومن الاحاديث التي اه اختصرها وحذفها آآ لكنه ابقى الحديث الذي جاء بعده وهو حديث ابي هريرة في ذكر مجيء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وحديث ابي هريرة متفق عليه. رواه البخاري ومسلم وفيه المقصود المقصود وتتحقق بالاكتفاء به ما الفائدة ولهذا اكتفى به رحمه الله تعالى فقوله هنا تضمن مع صغر حجمه جل مقصود الاصل. يعني يختصر اختصارا يحصل به المقصود ولا يخل بمقصود الاصل والمثال الذي اشرت اليه واضح في بيان هذا الامر فعندما يحذف الحديث لا يحذفه الا اه بحيث لا يكون في حذفه اخلال بالمقصود اخلال بمقصود الاصل فيقول وقد تضمن مع صغر حجمه جل مقصود الاصل جل مقصود الاصل ثمان من حسن صنيعه ايضا رحمه الله انه وظع اه تراجم للابواب. لان مسلم رحمه الله رتب الكتاب على كتب والكتب على ابواب من حيث ترتيب موضوعات الاحاديث لكن لم يظع كما هو معروف عناوين والتبويبات وعناوين لتلك التبويبات وانما ساق الاحاديث مرتبة ترتيبا مبوبا يفهم بقراءة الاحاديث ولهذا جاء جماعة من اهل العلم بعده رحمه الله ووظعوا تبويبات لمنهم الامام آآ منهم آآ الامام المنذري رحمه الله وكذلك النووي رحمه الله واخرين من اهل العلم فوظع تبويبات آآ دقيقة تدل على فقهه اعني المنذر رحمه الله وحسن فهمه قال والى الله سبحانه وتعالى ارغب بان ينفعني به وقارئه وكاتبه والناظر فيه انه قريب مجيب واسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجيب دعوته رحمه الله تعالى بان ينفعنا اجمعين بما حواه من خير ونفع عظيم احسن الله اليكم قال رحمه الله كتاب الايمان باب اول الايمان قول لا اله الا الله عن ابي جمرة قال كنت اترجم بين يدي عبد الله ابن عباس وبين الناس فاتته امرأة تسأل عن نبيذ الجر فقال ان وفد عبد القيس اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوفد او من القوم قالوا ربيعة قال مرحبا بالقوم او بالوفد غير خزايا ولا نداما قال فقالوا يا رسول الله انا نأتيك من شقة بعيدة وان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وانا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الا في الشهر الحرام فمرنا بامر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة قال فامرهم باربع ونهاهم عن اربع قال امرهم بالايمان بالله وحده وقال هل تدرون ما الايمان بالله وحده قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا خمسا من المغنم ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت قال شعبة وربما قال النقير قال وربما قال المقير وقال احفظوه واخبروا به من ورائكم وقال ابو بكر في روايته من وراءكم وزاد ابن معاذ في حديثه عن ابيه قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للاشد اشج عبد القيس ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة قوله كتاب الايمان به بدأ الامام مسلم رحمه الله تعالى كتابه الصحيح وقبله ذكر مقدمة المقدمة آآ حذفها المنذري رحمه الله تعالى كاملة ابقى منها احاديث يسيرة جدا ضمنها اماكنها المناسبة في ثنايا الكتاب لكنه حذف المقدمة كاملة وبدأ بكتاب الايمان الايمان كما لا يخفى هو اعظم المقاصد واجل المطالب وانبلوا الغايات الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فالايمان قول اعتقاد وعمل وهو يتناول ادينا كله عقيدة وشريعة وقيام الايمان على التوحيد التوحيد هو الاساس الذي يقوم عليه دين الله سبحانه وتعالى فان الدين مثله مثل شجرة لها اصل ثابت وفرع قائم وثمار متنوعات الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فالتوحيد الايمان بمثابة الاصول للاشجار فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فالايمان لا يقوم الا على التوحيد ولهذا بوب المنذري هنا بقوله باب اول الايمان قول لا اله الا الله اول الايمان اي مبدأ الايمان واساس الدخول فيه والعماد الذي يقوم عليه هو قول لا اله الا الله التي هي ارفع اه الايمان واعلى شعبه كما قال عليه الصلاة والسلام الامام بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله فلا اله الا الله هي اول الايمان بل لا دخول في الايمان الا بها لا دخول في الايمان الا بها فهي اول الايمان واول الدين واخره كما قال عليه الصلاة والسلام من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة قال باب اول الايمان قول لا اله الا الله وهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى اللي بيان مكانة لا اله الا الله العظيمة ومنزلتها العلية وانها الاساس الذي يبنى عليه دين الله سبحانه وتعالى ثم اورد حديث ابن عباس رضي الله عنهما بذكر مجيء وفد عبد القيس ذلك الوفد المبارك الى النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن هذا الوفد وعن الصحابة اجمعين آآ وهو حديث عظيم جدا في في هذا الباب وموطن هذا الحديث عند الامام مسلم جاء متأخرا لم يأتي في اول الكتاب واول حديث في الكتاب كما قدمت هو حديث جبريل في رواية عمر قدم هذا الحديث الحافظ المنذري رحمه الله وبدأ به لان هذا الحديث له شأن عظيم جدا له شأن عظيم جدا في بيان الايمان امركم بالايمان بالله هل تدرون ما الايمان بالله هذا الحديث عظيم جدا في في هذا الباب تأصيلا وتقريرا وبيانا للمنهج الذي يكون عليه المسلم في تلقي الايمان وان شأن الايمان عظيم وهو وانه اهم مطلب واعظم مقصد قالوا مرنا امر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة قال امركم بالايمان ليدل على اولا مكانة الايمان ومنزلته العلية وايضا يدل على المنهج الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم في تلقي الايمان وكل ذلك سيأتي اه تبيانه وايظاحه لكن المقصد ان المصنف اعني المنذر رحمه الله المختصر قدم هذا الحديث وبدأ به لعظيم شأنه مكانته بيانا فضل الايمان مكانة مكانته العلية وايضا المنهج الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم في تلقي الايمان معرفة دين الله سبحانه وتعالى قال عن ابي جمرة ابو جمرة هذا من خواص اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما وهو من من عبد قيس ومن عبد قيس واسمه نصر ابن عمران الضبعي يقول رحمه الله كنت اترجم بين يدي عبد الله ابن عباس وبين الناس وترجم الترجمة في الاصل نقل الكلام من لغة الى اخرى ولهذا قيل ان عنده اه معرفة باللسان الفارسي. وكان يترجم اي ينقل كلام ابن عباس الى تلك اللغة وقيل ما هو اعم من ذلك بمدلول كلمة الترجمة وهي تفسير الكلام ايظاحه تفسير الكلام وايظاحه وهذا من معانيها فهي اعم من نقل الكلام من لغة الى اخرى ولهذا تبويبات الكتب يسمى تراجم قال قال المصنف اه بترجمة الباب كذا او ترجم للباب بقوله كذا فيسمى آآ الباب ترجمة وتسمية الباب ترجمة لانه يوضح وتوضح لان الباب يوضح المقصود في الاحاديث التي تساق تحت الباب ايضا التعريف بالاعلام قال ترجمة الاعلام ترجمة للاعلام اي التعريف بهم الترجمة اوسع من آآ ان تكون خاصة بنقل الكلام من لغة الى اخرى بل هي اعم من ذلك ابن عباس نفسه رضي الله عنه ماذا كان يلقب ترجمان القرآن ترجمان القرآن لانه يفسر القرآن قد اجاب الله سبحانه وتعالى اه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بان يفقهه بان يفقهه في الدين وان يعلمه التأويل كنت اترجم بين يدي عبد الله بن عباس وبين الناس هذا يتناول ان صح انه ينقل لبعضهم المعنى الى لغة الى لغة اخرى يتناول ذلك ويتناول ايضا ان يفهم مثلا من لم يفهم الكلام ويتناول ايضا يبلغ الصوت لمن كان بعيدا كان بعيدا يوصل له الصوت هذا ايضا داخل في المعنى لان لان قوله الناس قد يكون هناك حشود يحضرون درسه ولا يصلهم صوته ويكون ابو جمرة هذا جهوري الصوت فيبلغ الصوت وهذا حقيقة يجعلنا نستحضر النعمة التي انعم الله سبحانه وتعالى علينا بها في هذا الزمان مكبرات الصوت يتكلم الملقي بصوت خافت وهادئ ومرتاح جدا والصوت يصل الى السامعين بارتياح تام واتم الله النعمة علينا بما هو اعظم من ذلك وهو البث المباشر للدروس فيسمع الدرس في حينه في اقاصي الدنيا في الوقت الذي يلقيه الملقي وهذي من النعم التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوزعنا بمنه وكرمه شكرها وحسن الافادة منها بما يرضيه سبحانه وتعالى قال فاتته امرأة تسأله عن نبيذ الجر الجر اه وعاء ينبذ فيه يوضع فيه النبيذ فتسأله عن عن نبيذ الجر اي ما ينبذ في الجرار بحيث يضعون مع الماء تمرا او نحو ذلك يمبذ يلقى اي ويطرح هي الجر الذي هو جمع جرة ويعامل الفخار فجاءت تسأل عن نبيذ نبيذ الجر تسأل عن نبيذ الجر فقال ان وفد عبد القيس وساق الحديث الى قوله ونهانا عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير ساق الحديث الذي فيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباه في الجرار وهذه الاوعية فاذا ذكر قصة المرأة ومجيئها ابن عباس تسأل عن نبيذ الجر فيه سبب ايراد ابن عباس للحديث بسبب ايراد ابن عباس اه رضي الله عنهما لهذا الحديث بتمامه وجاء في بعض طرق الحديث ان ابا جمرة نفسه نصر بن عمران قال لابن عباس اني انتبذ في جرة خظراء نبيذا حلوا نبيذا حلوا فاشرب منه فقال له ابن عباس لا تشرب منه فقال له ابن عباس لا تشرب منه ثم ساق فساق الحديث ناهي بن عباس له وللمرأة ايظا هذا واضح في ان ابن عباس رضي الله عنهما لم يبلغه نسخ التحريم لم يبلغه نسخ تحريم تحريم الانتباه الجرار والنسخ ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وسيأتي عند المصنف رحمه الله في اوائل كتاب الاشربة باب الرخصة في الانتباه في الظروف كلها. والنهي عن شرب كل مسكر واورد حديث بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نهيتكم عن الظروف وان الظروف لا تحل شيئا ولا تحرمه ظروف يعني الاوعية وان الظروف لا تحل شيئا ولا تحرمه وكل مسكر حرام بل العبرة حصول الاسكار المنتبذ او النبيذ اذا حصل الاسكار حرم اما الاوعية لا تحل شيئا ولا تحرمه هكذا قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه اي لا تأثير لها في ذاتها في حرمة او تحليل فحديث بريدة يعد ناسخا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لقول ابن عباس هو نهانا اي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنثم والمزفت والنقير فاه آآ هذا الحكم نسخ هذا الحكم نسخ بحديث بريدة الاتي عند المصنف ولعل ابن عباس رحمه رضي الله عنه لم يبلغه نسخ التحريم ولهذا كان ينهى عن عن الشرب في هذه الاوعية والاوعية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث بريدة لا تحل ولا تحرم لكن العبرة بما كان في هذه الاوعية اذا وضع فيها مدة طالت فوصل الى حد الاسكار فكل مسكر حرام اما اذا وضع فيها مدة قليلة حتى يصبح الماء حلوا حلو الطعم لان عندما يوضع فيه مثلا التمر ويترك فيه الى الصباح او يوضع فيه العنب ويترك فيه الى الصباح حتى يحلو طعم الماء العنب هذا الان انتباه لا يكاد يعرف لتحلية الماء. عندنا الخلاطات الان يضرب فيها في ساعته ويصبح حلوا ولذيذ الطعم طيب الطعم لكن الانتباه كانوا يحتاجون اليه حتى يصبح الماء حلوا يصبح الماء بمذاق العنب او مذاق الرطب او او نحو ذلك فيضعونه في هذه الاوعية فكان النبي صلى الله عليه وسلم في اول الامر ينهى عن هذه الاوعية ان ينتبذ فيها ثم رخص وبين انها لا تحل ولا تحرم وان العبرة انما هي فيما يكونوا بها ان ان بلغ الى وجلس فيها مدة طالت بحيث يصل الى الاسكار فالقاعدة الجامعة في هذا الباب كل آآ مسكر حرام الكلام على الحديث حديث آآ آآ ابن عباس هذا وفوائده ومظامينه قد يطول فلعلنا نكتفي بهذا ونستكمل آآ ما يتعلق بمعانيه في لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. احسن الله اليكم وجزاكم خيرا