بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف ابو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابي بكر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله فقد عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله فقال ابو بكر رضي الله عنه والله لا اقاتل لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعي فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوالله ما هو الا ان رأيت الا ام رأيت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة باب امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله اخذها المنذر رحمه الله تعالى في هذه التبويبات من لفظ الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه واحاديث ابن عمر رضي الله عنهما الذين اوردهما رحمه الله تعالى في آآ في هذه الترجمة ومقصود هذه الترجمة باب امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله بيان مكانة هذه الكلمة كلمة لا اله الا الله من الدين وانها اعلى الدين وارفعه واساسه الذي عليه قيام دين الله سبحانه وتعالى امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هذا يفيد ان لا اله الا الله هي اول الدين اول ما يكون به الدخول بدين الله ما قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه لما بعثه الى اليمن فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله فهي اول الدين وهي اساس وهي اساسه وعليها بناء دين الله سبحانه وتعالى وهي من الدين كمنزلة الاصول من الاشجار الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون اورد رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف ابو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابي بكر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله الى اخر الحديث هذا الحديث معدود في مناقب ابي بكر رضي الله عنه العظيمة وفضائله الجليلة لانه في خلافته تحقق على يديه خير عظيم مصالح للامة ومكاسب كبيرة جدا اكرمه الله سبحانه وتعالى بان حققها ويسرها على يديه اه رضي الله عنه وارضاه ثم ايضا من بعده عمر رضي الله عنه حصل في خلافته مكاسب عظيمة للامة فكان هو وابو بكر رضي الله عنه خير هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وكان قوام الاسلام بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقق الله على ايديهم الامة ولهذا الدين خير عظيم جدا يدل على عظيم فضلهم ورفيع مكانتهم غزوة احد القصة المعروفة التي في الصحيح لما جاء ابو سفيان وقال افيكم افي القوم محمد افي القوم محمد يكررها ثلاث مرات فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يجيبوه ثم قال افي القوم ابو بكر يعيدها ثلاث مرات فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يجيبوه ثم قال افي القوم عمر يعيدها ثلاث مرات فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يجيبوه قال ذلك ابو سفيان وهو في ذلك الوقت عدو من اعداء دين الله ومعاداته للاسلام ومحاربته للاسلام شديدة. ما سأل الا عن هؤلاء الثلاثة محمد وابو بكر وعمر مع ان في في المكان جموع كبيرة من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فهذا الرجل الذي كان في ذلك الوقت معادي ومحارب الاسلام ما سأل الا عن هؤلاء الثلاثة في مقام ماذا مقام حرب قتال مع المسلمين فخص هؤلاء الثلاثة بالذكر لان بهم قوام الدين. وهذا الحديث من الشواهد على على ذلك لان بهم قوام دين الله قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى بالزاد ولم يسأل الا عن هؤلاء الثلاثة ولم يسأل الا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه ان قوام الاسلام بهم وهم اعداء للدين يعرفون مكانة ابو بكر ومكانة عمر رضي الله عنهم اعداء دين الله كانوا يعرفون مكانتهم وفي وفي المنتسبين للاسلام من يشتمهم ويعدهم من اه من شرار الخلق بل من شرار اه من شرار يعده من شرار الخلق ومن شرار امة محمد عليه الصلاة والسلام انتكاس تام في العقول والافهام والقلوب الحاصل هذا الحديث من المناقب من المناقب العظيمة لان حصل شرخ عظيم بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام شرحها عظيم جدا ووجود الردة والمرتدين عن دين الله فكان من اعظم مناقب ابي بكر رضي الله عنه وارضاه ومن عظيم فضائله رضي الله عنه وارضاه محاربته المرتدين محاربته للمرتدين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه المنهاج من اعظم فضائل ابي بكر عند الامة اولهم واخرهم انه قاتل المرتدين من اعظم فضائل الذكر عند الامة اولهم واخرهم انه قاتل المرتدين فهذه فظيلة عظيمة ابي بكر رضي الله عنه وارضاه من اه ارتدوا في زمانه ابان خلافته وعلى اثر وفاة النبي عليه الصلاة والسلام انواع اه منهم من تبعوا بعض مدعي النبوة مثل مسيلمة والاسود فبعضهم تبعوا هؤلاء في دعواهم النبوة وانهم انبياء فهذا صنف من المرتدين وصنف اخر كفروا بالله وبمحمد عليه الصلاة والسلام وبالدين ولم يكونوا اتباع لمثل اولئك الادعية فهذا صنف اخر من الادعية وصنف ثالث حاربهم رضي الله عنه وارضاه وهم مانعوا الزكاة مانعوا الزكاة كانوا يؤدونها في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ثم مات ثم بعد مماته ثم بعد مماته عليه الصلاة والسلام منعوا الزكاة وامتنعوا من ادائها لابي بكر رضي الله عنه وارضاه منع هؤلاء للزكاة لم يكن مجرد او لم يكن منعا مجردا او مجرد منع للزكاة. بل صحب ذلك امور ببدء امرهم كانوا يقولون ان اه ان الله سبحانه وتعالى يقول خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم ان صلاتك سكن لهم. قالوا هذا شيء خاص بالنبي عليه الصلاة والاية تدل على انه خاص به. وشيء يؤدى اليه يأخذه ويصلي عليهم ويدعو لهم هذا في زمانه فبعد مماته انتهى هؤلاء لو تركوا شر عظيم على الامة لانهم لو تركوا لعطلوا فريضة الزكاة لقيام الساعة عطروا فريضة الزكاة قرينة الصلاة الى يوم القيامة بناء على فهم فاسد كلام الله سبحانه وتعالى تصدى لهم ابو بكر رضي الله عنه وعزم على قتالهم مع انهم يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون اشهد ان لا اله الا الله وهو يصلون لكنه تصدى لهم وعزم على قتالهم رظي الله عنه وكان عمر رظي الله عنه كما في الحديث يناقشه في ذلك ويقول له كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. كيف تقاتلهم والحال ان آآ ان القوم يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون والنبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم وانفسهم الا بحقه وحسابهم على على الله سبحانه وتعالى لكن بقي ابو بكر رضي الله عنه صامدا مقررا ان ان هؤلاء يقاتلون ان هؤلاء يقاتلون قاتلهم رضي الله عنه وارضاه وكما قدمت لم يكن الحال عند اولئك مجرد المنع بل منعوها وقاتلوا على منعها هذا يدل على ماذا قاتل منعوها وقاتلوا على المنع يعني هي لم تكن مجرد شبهة تبين يبين للقوم فسادها ويؤدبون عليها يبين لهم الحق ويتركون لا وصلوا الى مرحلة المقاتلة على المنع المقاتلة على المنع قاتلوا على منعها فساروا بذلك في حكم الجاهدين لها صاروا في بذلك في حكم الجاحدين لها بل هو دليل على الجحود فصاروا بذلك اهل ردة صاروا بذلك اهل ردة. ولهذا كان قتالهم من جملة قتال المرتدين الذين قاتلهم ابو بكر رضي الله عنه. اما لو منعوها ولم يقاتلوا عليها فانها تؤخذ منهم بالقوة ويؤدبون ولهذا ينبغي ان يعلم ان منع الزكاة فيه تفصيل منع الزكاة في تفصيل من منع الزكاة ان كان منعه اداء الزكاة عن جحد لهذه الفريضة عن جحدا لهذه الفريضة فهذا كافر مرتد النوع الثاني من كان منعه لها بخلا وتهاونا وتقصيرا في هذه الفريضة مع اقراره بانها فريضة وايمانه بذلك فهذا تؤخذ منه ويعلم ويؤدب ولكن لا يكون كافرا لان المنع الذي هو ام بخل او تهاون لا يصل الى حد الكفر قد جاء في السنة ما يدل على ذلك والحديث الصحيح الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي زكاتها الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فيكوى بها جنبه وظهره وجبينه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار فقوله عليه الصلاة والسلام اما الى الجنة هذا يدل على ماذا على عدم كفره لان الكافر لا سبيل له الى الجنة بل ليس له سبيل الا الى النار فاذا الذي يترك الزكاة تهاونا تؤخذ منه قهرا ولا يكون كافرا ولا يكون كافرا لكن ان منعها وقاتل عليها ان منعها وقاتل عليها فانه يصير بحكم الجاحد وفعله هذا دليل على الجحود وهذه حال هؤلاء الذين قاتلهم صديق الامة ابو بكر رضي الله عنه وارضاه قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لابي بكر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله فقد عصم مني ما له ونفسه الا بحقه وحسابه على الله هذا قاله في مجلس قاله النبي عليه الصلاة والسلام في مجلس سمعه منه عمر رضي الله عنه قد يكون ايضا سمعه ابو بكر رضي الله عنه وفي مجلس اخر قال هذا الحديث عليه الصلاة والسلام بتفصيل وزيادة اوسع وسمعه منه عدد من الصحابة بن عبد الله بن عمر في الحديث الاتي مثل ابو هريرة ايظا ومثل ايضا آآ انس بن مالك آآ في حديث ابن عمر الاتي قال ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة هذا الذي كان يجتهد فيه ابو بكر رضي الله عنه وحكم فيه بالقياس والحديث كما بين اهل العلم دليل على صحة الاستدلال بالقياس ومنصوص عليه في حديث النبي عليه لكن ما سمع ابو بكر رضي الله عنه ولا ايظا عمر سمع ذلك من النبي والا لو كانوا قد سمعوا لكان فيصلا الامر لكان فيصل في الامر فما سمع فلهذا عمر يحتج على على ابو بكر بالحديث يقول ان النبي عليه الصلاة والسلام قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله فقد عصم مني ما له ونفسه الا بحقها وحسابها على الله ما ذكر الصلاة ولا الزكاة كفى النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فقال ابو بكر رضي الله عنه والله لو اقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة وهذا استدلال بالقياس فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه عقالا اه وفي بعض الروايات عناقا والعناق الانثى من الماعز والعقال الحبل الذي يعقل به البعير والحديث خرج مخرج اه تظييق والتشديد والمبالغة اي لو كان الذي يؤدونه للنبي صلى الله عليه وسلم شيئا قليلا لو منعوه لقاتلتهم على منعه ايا كان قول النبي عليه الصلاة والسلام امرت ان اقاتل الناس امرت ان اقاتل الناس حتى هذا دليل كما نبه العلماء رحمه الله على ان السنة وحي من الله لان السنة وحي من الله وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى قال امرت والنبي عليه الصلاة والسلام اذا قال امرت الامر له الله سبحانه وتعالى والصحابة رضي الله عنهم اذا قالوا امرنا فالامر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقول النبي عليه الصلاة والسلام امرت ان اقاتل الناس الى اخره هذا دليل على ان السنة وحي من الله سبحانه وتعالى وانه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى قول ابي بكر رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة الى اخره هذا من الدلائل على فقهه العظيم المتين ولما بين هذا الفقه لعمر رضي الله عنه مباشرة انشرح صدر عمر له ولم يأخذه كما يقول بعض بعض الضلال تقليدا مجردا لابي بكر وانما اخذه عن فهم للحجة التي ظهرت لابي بكر وهو لم تكن ظهرت لعمر في اول الامر فلما بين الحجة لعمر ظهرت له فانشرح صدره هذا الفهم الذي اه صدر عن ابي بكر رضي الله عنه آآ ثم تبين بعد ذلك ان الدليل يعضد ذلك وان هذا الذي فهمه ابو بكر جاء منصوص عليه في حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في قول ابي بكر يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في قول ابي بكر والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال فكان يقول ابن تيمية فكان من فقه ابي بكر انه فهم من ذلك الحديث المختصر المختصر ان القتال على الزكاة قتال على حق المال وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مراده بذلك في اللفظ المبسوط الذي رواه ابن عمر سيأتي عند البخاري عند مسلم وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مراده بذلك في اللفظ المبسوط الذي رواه ابن عمر والقرآن صريح بموافقة حديث ابن عمر كما قال تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة في سورة التوبة فخلوا سبيلهم انتهى كلام شيخ الاسلام اذا استدلال ابي بكر رضي الله عنه واعتراض عمر في بدء الامر ثم رجوعه الى فهم ابي بكر رضي الله عنه دليل على انهما لم يحفظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللفظ المبسوط كما عبر ابن تيمية وانما حفظ اللفظ المختصر النبي صلى الله عليه وسلم قاله في مجلسه مرة مختصر في لفظ مختصر ومرة بلفظ مبسوط بزيادة فهذا يدل على ان ابو بكر رضي الله عنه لم يحفظ ولا عمر عمر لو كان يحفظ اللفظ المبسوط لما اعترض بل لقال لابي بكر رضي الله عنه الحديث يؤيد فعلك وابو بكر رضي الله عنه لو كان يحفظ اللفظ المبسوط ما احتاج ان يجتهد لا لا استدل باللفظ المبسوط من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة الحاصل ان هذا فيه فقه ابي بكر ثم تبين ان هذا الذي رآه وعزم واقسم بالله ان يفعله والله لاقاتلن من الى اخره هذا يدل على فقه اه ان هذا الذي اخذه استنباطا جاء منصوصا عليه في حديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قوله في الحديث وحسابه على الله وحسابه على الله اي على الله تبارك وتعالى هو الذي يتولى الحساب يتولى سبحانه وتعالى حساب الذي يشهد بلسانه بهذه الشهادة ومن يشهد بهذه الشهادة لا يخلو اما ان يكون صادقا فيجازيه الله سبحانه وتعالى بجنات النعيم او ان يكون كاذبا منافقا فيعذبه الله سبحانه وتعالى العذاب الاليم اما في الدنيا فالحكم عند الناس على ماذا على الظاهر فمن اتى بالتوحيد وجاء بالشهادة ولم يأتي مما ينافيه ظاهرا والتزم شرائع الاسلام وجب الكف عنه فالذي لنا هو الظاهر واما اه السرائر فالذي يتولاها رب العالمين سبحانه وتعالى قول ابي بكر رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة الصلاة والزكاة قرينتان في كتاب الله لا تكاد تذكر الصلاة الا وتقرن بها الزكاة كيف يفرق بين هذين القرينين بكتاب الله سبحانه وتعالى لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة القوم فرقوا بينها يصلون لكن لا يزكون منعوا الزكاة وهي قرينة الصلاة لا لا يكاد لا لا تكاد تذكر الصلاة في القرآن الا ويذكر الى جوارها الزكاة. فكيف يفرق بنا؟ يقول نفعل هذا ولا نفعل هذا نفعل هذا ونمتنع من هذا وهي قرينتها الى جوارها دائما في كتاب الله ولهذا قال لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة القرينتين بكتاب الله من يفرق بينهما يقول افعل هذه ولا افعل هذه هذا فرق بين قرينتين في كتاب الله سبحانه وتعالى قال فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه هذا فقه ابي بكر رضي الله عنه وانظر الى ايظا فقه عمر وكمال آآ ادبه خلقه وديانته يقول فوالله ما هو الا ان رأيت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق هذا فيه ادراك عمر مع فقهه ومكانته لمكانة الذكر العظيمة وكما قدمت عمر لم يتابع ابو بكر مجرد تقليد له كمجرد مقلد تقليد من البداية كان تبعه تبعه وما احتاج الى ان يناقشه في الحديث لكن لما اورد له الحديث وعرف ان ابو بكر يفهم الحديث ويعرف دلالة ومن الحديث استدل ابو بكر رضي الله عنه ان الحديث الذي اورده عمر استدل ابو بكر رضي الله عنه على ما تبين له وظهر حينئذ تبين لعمر هذا الذي تبين لابي بكر ورضي الله عنه فانشرح صدره كما انشرح صدر ابي بكر رضي الله عنه فلم يكن مجردا مقلد كما يقول بعض الضلال وانت عالمقلدا متابعا متابعة عمياء الحاصل ان هذا الحديث حديث عظيم جدا في بيان مكانة لا اله الا الله ومنزلتها من الدين وانها الاساس الذي يبنى عليه دين الله ولهذا آآ فاورد هذا الحديث في كتاب الايمان بكتاب الايمان لبيان مكانة لا اله الا الله من اه من الايمان وانها اساس دين الله الذي عليه يبنى دين الله وايضا الفهم الصحيح للا اله الا الله وان لا اله الا الله ان لا اله الا الله لا تنفع بمجرد القول المجرد لا بد من حقه اه من حقوق لا اله الا الله والوفاء بشروطها من فوائد هذا الحديث اجتهاد الائمة في النوازل وردها الى الاصول كما هو الصنيع الذي مر معنا من ابي بكر رضي الله عنه وكان اجتهاده مبني على عدم بلوغ الحديث المفصل عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه ومن فوائد الحديث جواز الاحتجاج بالقياس والله اذا اقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة قاسى الزكاة على الصلاة لانها قرينة لها من فوائد الحديث مناظرة اهل العلم باللطف والخلق والادب وطلب الحق كما كان ذلك من عمر رظي الله عنه ومن فوائده رجوع من ظهر له الحق الى الحق. لان الحق احق ان يتبع ولهذا عمر كان في اول الامر اه رضي الله عنه يناظر ابي بكر في المسألة ثم رجع الى قول ابي بكر تبين له ان الذي كان يراه ابو بكر هو الحق ومن فوائد الحديث ان الاحكام تجرى على ظواهرها والله يتولى السرائر اخذا من قوله وحسابه على الله لان الذي لنا هو الظاهر واما السرائر فهذه الله اعلم بها هو الذي يحاسب عليها ان كان المرء صادقا فثوابه الجنة وان كان كاذبا منافقا فعقابه النار من فوائد الحديث ابطال قول المتكلمين في مسألة اول واجب المكلف يوجبون النظر ويعتمدون في النظر ادلتهم الكلامية الباطلة والحديث يدل على بطلان ما عند هؤلاء لان النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى يقولوا لا اله الا الله ولم يذكر المقدمات التي اوجبها اولئك المتكلمون عسروا بها الامور ان علم الكلام اضافة الى فساده ففيه تعسير على الامة فيه تعسير على الامة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله هذا الحديث حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما مثله وبنحو حديث ابي هريرة وكذلك حديث انس رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين هذا اللفظ مثل ما عبر ابن تيمية رحمه الله اه مبسوط لفظ مبسوط بسط فيه وفيه زيادة بينما اللفظ الذي كان يحفظه عمر وذكره لابي بكر لفظ مختصر وهذا يفيد ان النبي صلى الله عليه وسلم مرة قال هذا الحديث باللفظ المختصر وسمعه من سمعه منهم عمر ومرة قاله باللفظ المبسوط وسمعه من سمعه من الصحابة ومنهم عبد الله ابن عمر وابو هريرة وانس واحاديث كلها ثابتة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة قارن بينه وبين الحديث الاول الحديث الاول امرت ان اقاتل ناس حتى يقولوا لا اله الا الله انتصر على لا اله الا الله فقط هذا لفظ مختصر لفظ مختصر وهذا اللفظ مبسوط قال امرت ان اقاتل ناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وسبحان الله قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث مرة مختصرا ومرة اه مطولا مبسوطا كشف للامة انفقها ابي بكر كشف للامة عن فقه ابي بكر رضي الله عنه الصديق ومكانته في قضية مهمة جدا وكبيرة واقدم وحلف بالله بامر اخذه استنباطا وفهما من حديث رسول الله ثم يتبين ان هذا الفقه العظيم الذي صمد مر عليه رظي الله عنه وقرر ان يفعله هو نص حديث رسول الله فهذا من لما بين للامة عظيم الفقه الذي اكرم الله سبحانه وتعالى به ابي بكر رضي الله عنه هذا اللفظ المبسوط روي عن ابن عمر وعن ابي هريرة وعن انس وهؤلاء الثلاثة سمعوا هذه الزيادة في مجلس اخر سمعوا هذه الزيادة في مجلس اخر ولم يسمعها ابو بكر ولم يسمعها ايضا عمر لان استدلال ابي بكر واعتراض عمر دليل على انهما لم يحفظا هذه اه الزيادة وهي الزيادة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالها في بعض مجالسه وسمعه وسمعها منه من سمعه من سمعها من اصحابه آآ رضي الله عنهم قال فاذا فعلوا فعلوا فاذا فعلوا اي ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله تعالى هذا ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. احسن الله اليكم وجزاكم خيرا