بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبدالقوي المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب من لقي الله تعالى بالايمان غير شاك فيه دخل الجنة عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المنذري رحمه الله تعالى باب من لقي الله تعالى بالايمان غير شاك فيه دخل الجنة عقد رحمه الله هذه الترجمة بهذا العنوان من لقي الله تعالى بالايمان وجميع احاديث الباب كلها في لا اله الا الله التي هي اول الايمان واساسه وعماده الذي عليه قيام الايمان وهي المرادة اعني الكلمة كلمة لا اله الا الله بالترجمة هنا بقوله من لقي الله بالايمان اي بالتوحيد الذي هو مدلول لا اله الا الله بمعنى ان يكون قال لا اله الا الله عن علم من مات وهو يعلم كما سيأتي في الحديث وعن يقين غير شاك كما سيأتي في الحديث محققا ما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة قال من لقي الله بالايمان غير شاك فيه اي شاك في الايمان دخل الجنة وهذا فيه التنبيه الى ان لا اله الا الله لا تكون نافعة قولها المجرد بل لا بد من اداء حقها وفرضها والتزام شروطها وقيودها التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام واحاديث الترجمة التي ساق رحمه الله تعالى كلها شواهد ودلائل على ذلك ان لا اله الا الله انما تكون نافعة اذا ادى المرء حقها وفرظها واستوفى شروطها ولهذا يؤثر عن الحسن البصري امام التابعين رحمه الله تعالى ان رجلا قال له اليس من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال بلى من ادى حقها وفرضها دخل الجنة وجاء ايضا عن وهب بن منبه من علماء التابعين انه قيل له اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح منبهان بذلك اعني الحسن ووهب رحمهما الله الى ان لا اله الا الله انما تكون نافعة اذا ادى المسلم حقها وفرضها واستوفى شروطها شروطها جاءت في الاحاديث الصحاح ومنها الاحاديث التي في هذه الترجمة فمثلا من الشروط العلم واول حديث في الترجمة اه من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله اشترط العلم ومنها اليقين الحديث الثاني في الترجمة لا يلقى الله بهما عبد غير شاك ايحجب عن الجنة الحديث الرابع في الترجمة ممن لقيت يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا اي بهذا القيد بها قلبه بشره بالجنة وجاء ايضا في الصحيحين من حديث معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه هكذا قال صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار جاء في احاديث ابي هريرة في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه هذه كلها قيود تأتي في الاحاديث الاخلاص والصدق واليقين والعلم كذلك المحبة والانقياد والقبول هذه كلها قيود وضوابط اه للا اله الا الله لا تكون آآ نافعة مقبولة الا بها في هذا يقول الحافظ آآ يقول الحافظ حكمي رحمه الله في منظومته وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها. العلم واليقين والقبول والانقياد فادري ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه الحاصل ان هذه الترجمة هي في هذا الباب. باب فضل لا اله الا الله وعظيم نفعها وانها من موجبات دخول الجنة والنجاة من النار بل هي اساس ذلك وان لا اله الا الله انما تكون اه نافعة اذا سوف المرء شروطها وضوابطها التي دل عليها الكتاب العزيز والسنة النبوية قال رحمه الله عن عثمان اي الخليفة الراشد رضي الله عنه ابن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم انه من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة من مات وهو يعلم ذكر هنا اشتراط العلم وهذا الشرط مذكور في القرآن في سورة محمد قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله وقال جل وعلا الا من شهد بالحق وهم يعلمون بالحق لا اله الا الله وهم يعلمون اي يعلمون معنى ما شهدوا به وهذا وهذا فيه التنبيه الى ان آآ لا اله الا الله لا تنفع الا اذا كان قائله يدري معناها ويعلم مدلولها محققا اه اه الايمان بما دلت عليه فهي ليست لفظا لا معنى له او كلمة لا مدلول لها بل هي كلمة تحمل اجل المعاني وافضل المطالب وانبل الغايات فلا تكونوا نافعة لقائلها الا اذا كان عالما معناها محققا ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه او عن ابي سعيد رضي الله عنه شك الاعمش قال كان يوم غزوة تبوك اصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو اذنت لنا فنحرنا نواضحنا فاكلنا وادهنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا قال فجاء عمر فقال يا رسول الله ان فعلت قل الظهر ولكن ادعوهم بفظل ازواجهم ثم ادعوا الله لهم بالبركة لعل الله ان يجعل في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فدعا بنطع فبسطه ثم فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفظل ازواجهم قال فجعل الرجل يجيء بكف ذرة قال ويجيء الاخر بكف تمر قال ويجيء الاخر بكسرة حتى اجتمع حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. على النطع حتى اجتمع على النطع في من ذلك شيء يسير قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال خذوا في اوعيتكم قال فاخذوا في اوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء الا ملأوه قال فاكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة اه رضي الله عنه او ابي سعيد هذا شك من الراوي الذي هو الاعمش رحمه الله. شك هل هو من رواية ابي هريرة او من رواية ابي سعيد والشك في عين الصحابي الراوي للحديث غير قادح في الحديث كما ان جهالة الصحابي لا تظر اذا علم قطعا ان الراوي صحابي لا يضر آآ جهالة الصحابي يكفي ان يعلم انه من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قال لما كان يوم غزوة تبوك اصاب الناس مجاعة المراد باليوم الزمان والوقت ما كان في ذلك الوقت ليس المراد اليوم مخصوص وانما المراد الزمان والوقت الذي كان فيها غزوة تبوك اصاب الناس مجاعة اصابهم بسبب ذلك جهد بسبب شح الطعام وقلته الا تزداد قالوا يا رسول الله لو اذنت لنا فنحرنا ان واضحنا لو اذنت لنا فنحرنا نواضحنا لو اذنت لنا استأذنوا النبي عليه الصلاة والسلام وهذا من ادب الصحابة لطف خطابهم بالنبي عليه الصلاة والسلام قالوا لو اذنت هذه لفظة فيها ادب واسلوب رفيع في الخطاب والطلب لو اذنت لنا فنحرنا نواضحنا ان واضح جمع ناضحة وهي الابل التي يستقى عليها ومعلوم انهم بحاجة الى اليها في السفر وبقاء هذه الابل معهم لانهم اذا ذبحوها قل الظهر فاستأذنوه في ذلك قالوا لو اذنت لنا فنحرنا نواضحنا فاكلنا وادهنا كنا وادهننا ادهنا ليس المراد دهن البدن وانما اتخاذ الدهن من شحومها والانتفاع بها اللي يتقوون بها فقال لهم عليه الصلاة والسلام افعلوا اذن لهم صلوات الله وسلامه عليه اذن لهم بذلك قال فجاء عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين فقال يا رسول الله ان فعلت قل الظهر ان فعلت ذلك يعني اذنت لهم ان يا ينحر النواظح ان اذنت بذلك قل الظهر والظهر هي الدواب الابل تمتطأ ظهورها تركض فاذا اذنت لهم بذلك وهم في طريق سفر بحاجة الى المركوب يقل الظهر ويحصل للناس مضرة بسبب قلة الظهر اشار عمر رضي الله عنه اشارة لطيفة جدا قال ولكن ادعهم بفضل ازواجهم ولكن ادعهم بفظل ازواجهم ثم ادع الله لهم بالبركة لعل الله ان يجعل في ذلك لعل الله ان يجعل في ذلك اي خيرا وبركة فضل الازواج اي المتيسر مع كل واحد من زاد ولو كان قليلا ولهذا بعضهم كان يأتي بكف من تمر من من دقيق ما عندهم شي قل الزاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم يعني اذن صلوات الله وسلامه عليه بذلك قال عليه الصلاة والسلام نعم اي نفعل ذلك فدعا عليه الصلاة والسلام بنطع بفتح الطاء صلوات الله وسلامه عليه وهو البساط من الجلد فدعا بنطع وهو البساط من الجند ثم دعا بفضل ازواجهم ثم دعا بفظل ازواجهم فقال فجعل الرجل يجيء بكف ذرة قال ويجيء الاخر بكف تمر قال ويجيء الاخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير يعني حتى اجتمع على هذا البساط شيء يسير شيء قليل من الزاد فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة والبركة النماء والزيادة والكثرة فبارك الله عز وجل بركة عظيمة في هذا اليسير وهذا القليل ثم قال خذوا في اوعيتكم. كل يأتي بوعائه ويأخذ من هذا الزاد فاخذوا في اوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر يعاني الا ملأوه حتى ما تركوا بالعسكري وعاء الا ما له وهذه من اعلام النبوة هذا من اعلام النبوة ودلائل نبوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام زاد لا يكفي الا قلة وضع على ان يطأ على البساط بان لا يكفي الا عدد قليل فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الزاد بالبركة فبارك الله فيه وملأ جميع العسكر اوعيتهم من ذلك الزاد واكلوا حتى سبع وفظلت فظله اي بقي زيادة عن حاجتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا موضع الشاهد اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله قال ذلك على اثر هذا العلم العظيم من اعلام نبوته والدليل العظيم على نبوته. قال على اثر ذلك اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة هذا الشاهد من الحديث بالترجمة من يلقى الله بالايمان غير شاك مثل ما ذكر الله هذا الشرط في قوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة اي اذا لقي الله عز وجل بهاتين الكلمتين بالشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله من غير شك الشك والريب وضده اليقين اليقين كمال العلم اليقين كمال العلم وتمامه. والشك والريب فمن لقي الله بلا اله الا الله غير شاك بهذه كلمة عظيمة فانه لا يحجب عن الجنة قال رحمه الله عن الصنابحي عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي فوالله لئن استشهدت استشهدت لاشهدن لك ولئن شفيت لاشفعن لك ولئن استطعت لانفعنك ثم قال والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير الا حدثتكموه الا حديثا واحدا وسوف احدثكموه اليوم وقد احيط بنفسي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حرم الله عليه النار بما يتعلق بالحديث الاول النطع وعرفنا معناه وهو البساط هي اه فيه اربع لغات ذكرها النووي رحمه الله شرحه لمسلم وذكر ان اشهر هذه اللغات كسر النون مع فتح الطاء كسر النون مع فتح النطع وفي لغات ذكرها رحمه الله النطع والنطع والنطع يعني في لغات لكن اشهرها هو هذا النطع الذي هو البساط ثم اورد رحمه الله تعالى عن السونابح وهو ابو عبد الله بن عبد الرحمن بن عسيلة المرادي تابعي جليل رضي الله عنه عن عبادة ابن الصامت فرظي الله عنه قال دخلت عليه وهو في الموت قصنا به دخل على الصحابي الجليل عبادة بن الصامت وهو في الموت والصنابحي من طلابه وتلاميذه وله مكانة عنده دخلت عليه وهو في الموت فبكيت يبكي لفراق شيخه فقال مهلا لم تبكي فقال مهلا لم تبكي؟ فوالله لان استشهدت لاشهدن لك ولئن شفعت لاشفعن لك ولئن استطعت لانفعنك ولان استطعت لانفعنك وهذا كله من حسن الوفاء اسنى النصح ومحبة الخير ثم قال والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير الا حدثتكموه الا حديثا واحدا وسوف احدثكموه اليوم وقد احيط بنفسي اي قربت من الموت ودنت منيتي احيط بنفسي اي دنوت من الموت ودنت منيتي فما ما عندي الا حديث واحد يعني كان آآ متوقفا في ان يحدثهم فيه ثم اه رأى لما دنت المنية ان يحدثهم بهذا الحديث مثل ما صنع معاذ آآ في الحديث الاتي جاء في بعض الروايات ثم حدث به معاذ عند موته تأثما. يعني من كتم حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واما عدم بار بالحديث فالقصد حتى لا يتكل الناس حتى لا يتكل الناس على ذلك مثل ما سيأتي فاني اخشى ان يتكل الناس عليها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم خلهم يعملون فلهذا القصد عبادة بن الصامت لم يحدثهم بهذا الحديث لكن لما دنت المنية وشارف على الموت ما اراد ان يموت وعنده حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدث به وهذا ايضا من وفائهم بابلاغ الحديث احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حرم الله عليه النار من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. حرم الله عليه النار والمراد هنا ليس مجرد القول قل لا اله الا الله وانما المراد الشهادة مراد الشهادة ان يشهد والشهادة مستوفية لحقوق لا اله الا الله العلم والعمل فهما لمعناها تحقيقا لما دلت عليه من التوحيد توحيد الله لان التوحيد هو مقصود لا اله الا الله واتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو مقصود الشهادة له بالرسالة فمن شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حرم الله عليه النار حرم عليه النار نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال وتحريم تحريم النار على اهل لا اله الا الله نوعان دلت على عليهما النصوص الاول تحريم الدخول تحريم الدخول وهذا لمن حقق لا اله الا الله وحقق التوحيد فان من حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب وبدون دخول النار والقسم الثاني او النوع الثاني تحريم الخلود في النار كما جاء في الحديث اه ان الله آآ ان الله حرم على النار من من قال لا اله الا الله وفي او قال نعم اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فهذا يدل على ان ان اه من انواع التحريم تحريم الخلود لاهل لا اله الا الله اذا دخل النار بموجب ذنوب ومعاصي اوبقته واهلكته واوجبت دخوله النار فانه لا يخلد فيها لانه لا يخلد في النار الا الناقظ اللي لا اله الا الله بالكفر والشرك نعم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ابو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر فقال رسول الله صلى الله عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين اظهرنا فابطأ علينا وخشينا ان يقتطع دوننا وفجعنا فقمنا فكنت اول من فزع فخرجت ابتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتيت حائطا للانصار لبني النجار فدرت به هل اجد له بابا فلم اجد فاذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة والربيع الجدول فاحتفزت ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابو هريرة فقلت نعم يا رسول الله قال ما شأنك؟ قلت كنت قلت كنت بين اظهرنا فقمت فابطأت علينا. فخشينا ان تقتطع دوننا جئنا فكنت اول من فزع فاتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال يا ابا هريرة واعطاني نعليه وقال اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة. فكان اول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا ابا هريرة فقلت هاتان نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيت يشهد ان لا اله الا الا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة قال فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاسدي فقال ارجع يا ابا هريرة فرجعت الى رسول الله اي صلى الله عليه وسلم فاجهشت بكاء وركبني عمر فاذا هو على اثري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا ابا هريرة فقلت لقيت عمر فاخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي فقال ارجع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ما حملك على ما فعلت قال يا رسول الله بابي انت وامي ابعثت ابا هريرة بنعليك من لقي يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال نعم. قال فلا تفعل قال فاني اخشى ان يتكل الناس عليها فخلهم يعملون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من ادب الخطاب الاخبار عن حالهم مع النبي عليه الصلاة والسلام ما يقولون كان النبي قاعدا معنا كنا قعودا كنا مع النبي كنا جلوسا عند ما يكون جالسا عندنا اه من ادبهم في الخطاب والتعبير عن حالهم التي فيها التبعية والمتابعة للنبي عليه الصلاة والسلام. كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ابو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر اي من الصحابة لماذا قال اه ابو هريرة رضي الله عنه معنا ابو بكر وعمر رظي الله عنهما في نفر من الصحابة لماذا لا لم يقل ابتداء معنا نفر من الصحابة يحصل مقصود معنا نفر من الصحابة لماذا قال معنا ابو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر من الصحابة جرت العادة في الحديث والخطاب او الاخبار عن المجالس اذا ارادوا ذكر جماعة واستكثروا عد افرادهم فلان وفلان وفلان وفلان اذا استكثر وعدى افرادهم ذكروا اشرافهم واعيانهم وخيارهم وافاضلهم وذو المكانة فيقول اه في المجلس فلان وفلان واخرين يذكر ما يذكر آآ اقل اهل المجلس شانا وانما يذكر افظل اهل المجلس وخيارهم فهذا يبين يبين مكانة هذين الصحابيين ابي بكر وعمر في نفوس الصحابة في نفوس الصحابة لهم منزلة عظيمة جدا ولهذا خصهما بالذكر قال معنا ابو بكر وعمر رظي الله عنهما في نفر من اصحاب النبي فهذا فيه مكانة هذين الصحابيين الجليلين في نفوس اصحاب النبي آآ عليه الصلاة والسلام ورضي الله عن الصحابة اجمعين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين اظهرنا اي من بيننا من بين اظهرنا يقال بين اظهرنا وبين ظهرانينا اه اي من بيننا كان معهم كان معهم جالسا عليه الصلاة والسلام فقام ودخل حائطا ابطأ عليهم خشي الصحابة رضي الله عنهم ان يقتطع دوننا اقتطع دونهم ان يصاب بمكروه يصاب باذى ففزعوا وقاموا يقول اه ابو هريرة فكنت اول من فزع اول من فزع اي من بادر واتجه بحثا عن مكان النبي عليه الصلاة والسلام فكنت اول من فزع فخرجت ابتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتيت حائطا اي بستانا للانصار لبني النجار فدرت به هل اجد له بابا فلم اجد فاذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة الربيع قال هو الجدول الربيع هو الجدول مسار النهر مسار الماء فكان من تحت الجدار ربيع اي جدول مسار الماء لا يكفي دخول الشخص الا بصعوبة شديدة فيقول ابو هريرة احتفزت فدخلت على فرسول الله صلى الله عليه وسلم نفزت كما سيأتي كما يحتفز الثعلب يعني كظممت ظممت جسمي وظيقت جسمي بعظ على بعظ حتى استطيع ان ادخل من هذا المكان الضيق فاحتفزت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابو هريرة فقلت نعم يا رسول الله. قال ما شأنك قلت كنت بين اظهرنا فقمت فابطأت علينا فخشينا ان تقتطع دوننا ففزعنا فكنت اول من فزع فاتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورأي يعني طلبا للرسول عليه الصلاة والسلام وبحثا عنه فقال يا ابا هريرة واعطاني نعليه وقال اذهب بنعلي هاتين ان علي اعطاهما اياه تأكيدا ان ابا هريرة جاء من عند النبي عليه الصلاة والسلام والشاهد هذه نعليه بيده. اعطاه اياه تأكيد انه فعلا جاء منه ولقيه والناس فاعرف الان بخوف وفزع وبحث عن النبي عليه الصلاة والسلام فاعطاه نعليه توثيقا وتأكيدا انه فعلا لقي النبي صلى الله عليه وسلم وجاء من عنده هذا من جهة من جهة اخرى انه حمله خبر عظيم جدا ونبأ مفرح للغاية من اشد الاخبار فرحا للنفوس وهناءة له خبر عظيم جدا ما حمله اياه ان ينقله لهم اعطه نعليه وقال من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة مستيقنا بها. هذا خبر ينقله لهم لكن ابو هريرة لا يرى ماذا قلوب الناس قال من لقيت يا يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة. فهي بشارة لكل من كان كذلك كل من كان كذلك يشهد ان لا اله الا الله باليقين يشهد ان لا اله الا الله باليقين بهذا الشرط انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ايقنوا ولم يشقوا مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة فكان اول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا ابا هريرة؟ قلت هاتان نعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيت يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلب وبشرته بالجنة قال فضرب عمر بيده بين ثديي فخرجت لاسقي اي سقطت على قفاي ضرب اي دفعه عمر رده لا يذهب للناس ردهم بيده اه فلما رده بيده دفعه سقط على قفاه لم يرد عمر رضي الله عنه ضربه او ايذاءه او الاضرار به وانما ابو هريرة يحمل هذه البشارة مسرعا بها الى الناس معه نعل رسول نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفع عمر يعيده لا يرجع لا يذهب من الناس بهذا الخبر حتى يلقى النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه بما عنده رضي الله عنه يقول فسقطت فخربت لاستري اي سقطت على قفاي اه فقال ارجع يا ابا هريرة فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجهشت بكاء وركبني عمر اي تبعني عمر فاذا هو على اثري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا ابا هريرة؟ فقالوا لقيت عمر فاخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ظربة خررت لاستري فقال ارجع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ما حملك على ما فعلت قال يا رسول الله بابي انت وامي ابعث ابا هريرة بنعليك من لقي يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه وبشره بالجنة؟ قال نعم نعم اي اه املته ذلك و قلت له ذلك قال فلا تفعل اخشى فاني اخشى ان يتكل الناس عليها فاني اخشى ان يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلهم يعملون فخلهم يعملون اي لا تنقل لهم هذا الحديث قلهم يعملون اي لئلا يتكلوا على آآ هذه الفظيلة للا اله الا الله ان من قالها فمستيقنا بها قلبه بشر بالجنة وكان من اهل الجنة فيضعف عندهم العمل يضعف عندهم حينئذ العمل فقال خلهم اه يعملون ثم حدث بها ابو هريرة ما جاء في بعض الروايات عند موته تأثما تأثما من ان يكون عنده حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يموت ولا يحدث به مثل ما حدث به من عبادة من الصامت في الحديث الذي قبله حدث به عند موته للغرظ نفسه هذا للغرض نفسه هذا وسبحان الله يعني مجيء الحديث هذا المجيء في حكمة من رب العالمين حكمة عظيمة للغاية لانه آآ وصل الحديث وصل الحديث وصلت هذه الفظيلة للناس وايظا وصل معها الاحتياط يعني لم يأتهم الحديث هكذا مباشرة وكل من يقرأ الان الحديث يقرأ الحديث وانه ما جاء هكذا مباشرة وانما فيه دفع ورد وتوقف عند الموت هذه كلها تجعل من يقرأ الحديث يدرك هذه الفضيلة وفي الوقت نفسه ماذا يحتاط ويهتم بالعمل وان فيه احتياطات في هذا الحديث حتى لا تتباطأ النفوس عن العمل فمجيء الحديث سبحان الله بهذه الطريقة عبادة يحدث به عند موته وابو هريرة يتوقف فلا يحدث به الا عند عفوا اي نعم ابو هريرة توقف فلا يحدث به الا عند موته تأثما فبهذه الطريقة من حكمة الله سبحانه وتعالى ان الحديث وصل للناس وصلت معهم وصلت اليهم معه هذه الاحتياطات التي كان يقال لهم هذه فضيلة لكن لا تتركوا العمل العمل رفعة وعلو منازل ولكل درجات مما عملوا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وجزاكم خيرا