بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب في الايمان بالله والاستقامة عن سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل احدا بعدك وفي حديث ابي اسامة غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب في الايمان بالله والاستقامة هذه الترجمة اخذها من آآ هذا الحديث حديث سفيان الثقفي اه رضي الله عنه لما طلب من النبي عليه الصلاة والسلام الوصية فامره بالايمان والاستقامة الايمان بالله والاستقامة قال عن سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك وفي رواية غيرك هذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم الشديد على الخير و عظيم رغبتهم في عظيم رغبتهم فيه قال قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك. يعني قل لي الاسلام قولا جامعا وافيا لا احتاج بعده الى السؤال ان اسأل احدا غيرك او احدا بعدك وهذا نابع من حرصه العظيم رظي الله عنه على الخير فقال له النبي عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استقم قل امنت بالله ثم استقم جمع له جماع الدين لان الذي طلبه سفيان هو قولا في الاسلام جامعا وافيا فجمع له عليه الصلاة والسلام الدين في كلمتين واختصره له في كلمتين امنت بالله ثم استقم ولهذا اه هذا القول من نبينا عليه الصلاة والسلام معدود في جوامع كلمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد اوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا الفاظ يسيرة تحوي معاني جليلة فهذه الكلمة قل امنت بالله ثم استقم حوت الدين كله حوت الدين كله عقيدة وشريعة علما وعملا وقوله قل امنت بالله قل هذا الامر القول اذا اطلق القول اذا اطلق الامر به فانه يتناول قول القلب وقول اللسان اذا اطلق فانه يتناول قول القلب وقول اللسان واما اذا قيد فهو بحسب ما قيد به ويقولون في انفسهم ويقولون بافواههم اذا قيد فهو بحسب ما قيد به. اما اذا اطلق فانه يشمل قول القلب وقول اللسان قل امنت بالله قولوا امنا بالله الذين قالوا ربنا الله القول اذا اطلق يشمل قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا فالمعنى قل امنت بالله اي قلها بقلبك معتقدا مؤمنا وقلها بلسانك ناطقا متلفظا امنت بالله امنت بالله هذه اصل الدين وقاعدته و قيام الدين كله على هذه الكلمة امنت بالله امنت بالله ربا خالقا متصفا عظيم الصفات وكامل النعوت وامنت به معبودا بحق ولا معبود بحق سواه فافرده بالعبادة واخصه بالطاعة واوحده ولا اجعل معه شريكا واطيع امره وانقاد لشرعه نظير امنت بالله هنا ما جاء في ايتين من كتاب الله عز وجل فصلت والاحقاف. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قالوا ربنا الله هذي مثل امنت بالله ولهذا في بعض روايات الحديث قل ربي الله ثم استقم امنت بالله مثل قالوا ربنا الله قالوا ربنا الله المقصود الايمان به قالوا ربنا ربنا ربنا المقصود الايمان به معبودا فيفرد بالعبادة ويخلص له الدين وحده سبحانه وتعالى ولا يجعل معه الشريك ويدخل في الايمان بالله ما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به فمن لا يؤمن بما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به لا يكون مؤمنا به قل امنت بالله امنت بالله ربا امنت بالله متصفا بالصفات العظيمة امنت بالله معبودا افرده سبحانه وتعالى بالعبادة امنت بالله خاضعا له مطيعا ممتثلا منقادا امنت بالله مؤمنا بما امرني سبحانه وتعالى بالايمان به. هذه كلها داخلة تحت قوله امنت بالله. قل امنت بالله ثم استقم استقم اي على هذا الايمان المقصود بالاستقامة الثبات واللزوم لزوم الاتصال بهذا الوصف الذي هو الايمان بالله الى الممات هذا المقصود بالاستقامة والا يعوج المرء عنه يمينا او شمالا مثل ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير الاية ان الذين قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال لا يروغ روضان الثعلب لا يروغ روغان الثعلب يعني لا ينحرف عنه ذات اليمين او ذات الشمال بل يكون على الاستقامة والمقصود بالاستقامة لزوم الصراط المستقيم كما في الاية اهدنا الصراط المستقيم وكما في الاية وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط ابواب وفي الابواب سطور مرخاة وداع يدعو من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وجاع يدعو من جوف الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه قال اما الصراط فهو الاسلام واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم هذا مثل عظيم يبين كيف تكون الاستقامة وانها بلزوم الصراط ولا يدخل مع هذه الابواب الكثيرة التي على يمين السالك ويساره تخرجه عن الصراط الاستقامة هي لزوم الصراط المستقيم وعدم الانحراف عنه يمينا او شمالا الى الممات كما قال الله عز وجل واعبد ربك حتى يأتيك اليقين كما قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اتقوا الله حق تقاته بمثل امنت بالله هنا. ولا تموتن الا وانتم مسلمون مثل ثم استقاموا ولا تموتن الا وانتم مسلمون اي استقيموا على ذلك الى الممات وداوموا على ذلك الى الممات نعم قال رحمه الله باب في ايات النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الانبياء من نبي الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة قال باب في ايات النبي صلى الله عليه وسلم و الايمان به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ايات النبي المراد بها علامات النبوة علامات النبوة الايات اي التي ظهرت او اظهرها الله سبحانه وتعالى على يديه دالة على صدقه وصدق ما جاء به وانه مرسل حقا من رب العالمين وهي ايات كثيرة بعض العلماء جمعوا ما ورد في الباب فكان في مجلدات الف في ذلك مؤلفات بعنوان دلائل النبوة دلائل النبوة دلائل النبوة اي ايات النبي عليه الصلاة والسلام الدالة على صدقه وصدق ما جاء به صلوات الله وسلامه عليه وهذه الايات تفيد من لم يكن من اهل الايمان بانها تدعوه الى الايمان وتحرك في قلبه الاقبال على هذا اه على هذا الدين الذي جاء به ولهذه سيأتي على من الايات ما مثله امن عليه البشر لان هذه ايات تحرك من اراد الله به خيرا فيهتدي لما يرى تلك الايات مثل الاية التي آآ اه اظهرها الله سبحانه وتعالى على يد موسى ان العصا التي بيده تحولت الى حية حقيقية تسعى واكلت كل ما جاء به السحرة اية باهرة جدا داعية للامام محركة في القلوب الى الايمان ولهذا السحرة مباشرة مباشرة منذ رأى ان رأوا الاية وعاينوها امنوا مباشرة بالله سبحانه وتعالى في اول النهار سحرة كفرة وفي اخره مؤمنين براءة واعدادهم ليست قليلة. بعض كتب التفسير قالوا انهم يزيدون عن ثلاثين الف اعداد ليست قليلة كلهم تحولوا الى مؤمنين ومؤمنين اقوياء في ايمانهم لما رأوا هذه الاية الباهرة التي اجراها الله سبحانه وتعالى على يد موسى عليه السلام الاية تفيد غير المؤمن بان يهدى الى هذا الدين وتفيد المؤمن ايضا المؤمن تفيده هذه الايات عندما يسمع بها او يراها او يقرأ عنها عندما يقرأ المسلم في كتب الدلائل ايات النبوة هذي تزيد ايمانه تزيد ايمانا وتقوي من يقينه لانه يرى اشياء عظيمة جدا باهرة تدل على على صدق هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والعلماء بسطها بسطوا هذه الايات في مفردات خاصة بمؤلفات خاصة قال باب في ايات النبي صلى الله عليه وسلم اي الدالة على نبوته وصدق ما جاء به والايمان به الايمان به عليه الصلاة والسلام تبعا للايمان بالله ولا يكون مؤمنا بالله من لا يؤمن به عليه الصلاة والسلام لان الايمان به من الايمان بالله وطاعته من طاعة الله من يطع الرسول فقد اطاع الله الايمان به تبعا للايمان بالله. ولهذا في الاية قال كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله هذه كلها توابع للايمان بالله. الايمان بالله هو اصل اصول الايمان وهذه الاصول تبع لهذا الاصل العظيم والايمان به وبالرسل هذا ركن من اركان الايمان. واصل من اصول الدين التي عليها قيام دين الله سبحانه وتعالى قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الانبياء من نبي الا قد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر لقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر اي ان كل نبي بعثه الله سبحانه وتعالى ايده بايات دالة على نبوته وصدقه وانه مرسل من رب العالمين ما من نبي بعثه الا وبعث مؤيد بايات اعطي اعطي اي اعطاه الله وامده من الايات ما مثله امن عليه البشر اي كافيا ومقنعة وحجة ظاهرة داعية الايمان ولكن من لم يكتب له سبحانه وتعالى اه لم يكتب له الهداية فان الايات والنذر لا تغني فيه شيئا ولا تجدي فيه وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرض وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمن قال وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحاه الله اليه هنا يذكر ما ميزه الله وشرفه به وخصه عليه الصلاة والسلام واكرمه به ان الذي اوتيته ان الذي اوتيه عليه الصلاة والسلام اي من الايات وحيا اوحاه الله اليه هنا ذكر فرق بين ايته وهيات الانبياء من قبله ذكر فرقا بين اياته واية الانبياء من قبله وهي تتناسب ايضا مع بعثته وبعثتهم كل نبي بعثه الله سبحانه وتعالى بعثه لقومه بعثه لقومه والنبي عليه الصلاة والسلام بعثه رحمة للعالمين وختم به النبوات ولا نبوة ولا نبوة بعده ولا رسالة نبوته خاتمة النبوات ورسالته خاتمة الرسائل وكتابه خاتمة الكتب فكان الاية التي ايده الله سبحانه وتعالى بها تتناسب مع بعثته عليه الصلاة والسلام وانه بعث رحمة للعالمين وارسل للثقلين الانس والجن اختلف عن ان النبوات يختلف في هذا عن نبوات الانبياء قبله ولهذا نبوات الانبياء قبله انتهت في اوقاتها انتهت في اوقاتها وهي مناسبة تلك الحال انه ارسلوا الى اقوام معينين لكن النبي عليه الصلاة والسلام بعث للناس اجمعين الى قيام الساعة وكل الناس من بعد بعثته الى قيام الساعة كلهم امته التي امت بالدعوة لان امة النبي صلى الله عليه وسلم تطلق يراد بها الدعوة امة الدعوة يراد بها امة الاجابة فكلهم امته وليس الانس فقط بل حتى الجن فكلهم امة الانس والجن مبعوث للعالمين وبعثته اه للعالمين ورسالته للعالمين الى قيام الساعة الى قيام الساعة فالوحي الذي اوتيه يتناسب مع هذا الحال التي بعث فيها عليه الصلاة والسلام وانه بعث رحمة للعالمين ناس اجمعين الى قيام الساعة قال وانما كان الذي اوتيت واحيانا اوحاه الله الي والوحي الذي اوحاه الله اليه ها هو محفوظ وهو معجز غاية الاعجاز اية باهرة وتحدى الله سبحانه وتعالى فصحاء العرب وبلغاءهم ان يأتوا سورة من مثله تحداهم في في ذلك او ان يأتوا بمثله ولو اجتمع الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا قال وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة ارجو انا اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة ارجو ان اكون اكثرهم اي اكثر الانبياء تابعا يوم القيامة وهذا اكرم الله به سبحانه وتعالى نبيه فامته اكثر الامم. ويوم القيامة يكاثر عليه الصلاة والسلام بامته الامم فاني مكاثر بكم الامم يوم آآ القيامة فاكرمه الله سبحانه وتعالى بان جعل امته اكثر الامم خيرها كنتم خير امة اخرجت للناس. نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار ثم اورد هذا الحديث ببيان عموم رسالة محمد عليه الصلاة والسلام و ان بعثته للناس كافة وانه عليه الصلاة والسلام قد ارسل رحمة للعالمين فهذا الحديث من اوضح ما يكون دلالة على على ذلك قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني. من هذه الامة المقصود بالامة امة محمد عليه الصلاة والسلام والامة اذا اذا اظيفت اليه امة محمد الامة اذا اظيفت اليه تارة يراد بها امة الدعوة وتارة يراد بها امة الاجابة قد يعرف من السياق فهنا المراد بالامة اي من بعث بهم فهو يتناول الناس في زمانه الى قيام الساعة ليس خاصا الناس في زمانه بل بل هو يتناول كل امته منذ بعث الى قيام الساعة كل هؤلاء امته وكلهم داخلون تحت قوله لا يسمع بي احد من هذه الامة لا يقصد من هذه الامة الناس الذين في زمانه وبعث فيهم بل يقصد من هذه الامة اي امة الدعوة وهم الناس الذين بعثوا بعث فيهم من زمانه الى ان تقوم الساعة كل هؤلاء يتناولهم هذا الذي ذكر في الحديث قال لا يسمع بي احد من من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار خص اليهود والنصارى قال يهودي ولا نصراني لانهم اهل كتاب لانهم اهل كتاب ومع ذلك قال فيهم ثم ثم لا ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان من اهل النار وهذا فيه التنبيه على ان غير هؤلاء من باب اولى المجوس والوثنيين وغيرهم من باب اولى اذا كان هؤلاء الذين هم اهل الكتاب اه الحال فيهم هي هذه ان من يسمع به ولا يؤمن به فحق على على الله ان يدخله النار وهذا فيه ان شريعته عليه الصلاة والسلام نسخت الشرائع التي قبله فلا شريعة بعده وآآ ولا شريعة مع شريعته لان شريعته ناسخة لجميع الشرائع حتى ان عيسى عليه السلام اذا نزل في اخر الزمان لا يحكم بالانجيل لا يحكم الناس بالانجيل وانما يحكمهم بالقرآن ويقول عليه الصلاة والسلام لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي اه جاءت شريعته عليه الصلاة والسلام ناسخة آآ اه للشرائع التي التي قبله قال لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني اه ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. هذا المعنى الذي في هذا الحديث اه جاء في القرآن هذا المعنى الذي في هذا الحديث جاء في بالقرآن في قول الله سبحانه وتعالى في سورة هود اه ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده من يكفر به من الاحزاب فالنار موعده. هذا مثل قوله ثم لا يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار ثم لا يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار مثله تماما قوله ومن يكفر بي من الاحزاب فالنار موعده نعم قال رحمه الله عن صالح بن صالح الهمداني عن الشعبي قال رأيت رجلا من اهل خرسان سأل الشعبي فقال يا ابا عمرو ان من قبلنا من اهل خراسان يقولون في الرجل اذا اعتق امته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي حدثني ابو بردة ابن ابي موسى عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وادرك النبي صلى الله عليه وسلم فامن به واتبعه وصدقه فله اجران وعبد مملوك ادى حق الله عز وجل عليه وحق سيده فله اجران ورجل كانت له امة فغذاها فاحسن غذاها ثم ادبها فاحسن ادبها ثم اعتقها وتزوجها فله اجران ثم قال الشعبي للقرساني هذا خذ هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا الى المدينة ثم اورد هذا الحديث ان الشعبي رحمه الله تعالى وهو من اجلة علماء التابعين سأله رجل من خراسان فقال يا ابا عمرو ان من قبلنا من اهل خرسان يقولون في الرجل اذا اعتق امته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته وهو كالراكب بدنته هذا حكم يعني كان كان يقال عندهم في خراسان مبني على قياس فاسد وفهم خاطئ ومبني على غير دليل وهكذا منذ القدم يشيع احيانا في بعظ المجتمعات احكام وتكون ليست اه آآ مستندة الى اصل ولا وليست قائمة على دليل ويستمسك بها الناس كأنها جزء من من دين الله هذا الذي فعله هذا الرجل من اهل خرسان آآ اتى الى الشعب يسأل عن هذا الذي عندهم هذا من الخير العظيم اتيان اهل العلم والرجوع اليهم واستفتائهم وسؤالهم فهذا الرجل سأل قال ان من قبلنا من اهل خرسان يقولون في الرجل اذا اعتق امته ثم تزوجها فهو كب بدنة الراكب بدنة الله يقول والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير البدن هي النوقة التي اهداها اصحابها الى الى البيت العتيق فالبدن المهداة يكره ركوبها وهؤلاء يقولون ان الرجل اذا اعتق امته ثم تزوجها فهو مثل الذي اهدى بدنة الى البيت وركبها اهدى بدنة الى البيت وركبها وهذا قياس خاطئ فاسد فالذي اه آآ اعتق امته الذي اعتق امته احسن اليها بهذا العتق وحررها واحسن اليها بذلك واذا تزوجها احسن اليها ايضا بهذا الزواج لان زواجه لها مزيد احسان واكرام واكرام لها فيختلف عن ركوب البدنة القياس الفاسد الذي كان من هؤلاء وبنوا عليه هذا الحكم وهذا الحكم الذي هم بنوه هذا القياس الفاسد مصادم لحديث صحيح ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام بل ذكر ان هذا الصنيع فيه ثواب عظيم وان الذي يفعل هذا له اجره مرتين واولئك يمنعون منه اولئك يمنعون منه. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى اجره مرتين. اولئك يمنعون منه بناء على قياس فاسد وخاطئ فاورد له الحديث فقال الشعبي حدثني ابو بردة ابن ابي موسى عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين وهذا الباب ثلاثة يؤتون اجرا مرتين من يؤتى اجرا مرتين هذا باب واسع ورد في ايات كثيرة واحاديث والسيوطي اظنه جمع رسالة في هذا من يؤتى اه من يؤتى اجره مرتين افردها افردها في في رسالة وجمع فيها الايات والاحاديث التي ذكر فيها هذا الثواب من يؤتى اجره مرتين وهنا ذكر ثلاثة والثلاثة هنا ليس حاصر بل هناك خصال كثيرة جاءت في نصوص اخرى في الكتاب والسنة قال رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وادرك النبي صلى الله عليه وسلم ادرك النبي اي محمد صلى الله عليه وسلم فامن به واتبعه وصدقه فله اجران فله اجران وهذا هو الشاهد للحديث الشاهد من الحديث للترجمة الايمان بالنبي عليه الصلاة والسلام وان من كان من اهل الكتاب مؤمنا بالكتاب السابق المنزل على موسى ثم او الكتاب نزل على عيسى ثم ادرك النبي صلى الله عليه وسلم فامن به فهو يؤتى اجره مرتين والثاني عبد مملوك ادى حق الله عز وجل وحق سيده ادى حق الله طاعة لله عبادة وصلاة وقياما بطاعة الله وحق سيده قام بعمل سيده على الوفاء والتمام فهذا يؤتى اجره مرتين ورجل وهذا موطن موطن اه اه الشاهد من ايراد الشعبي للحديث لذلك السائل قال ورجل كانت له امة فغداها فاحسن غذائها ثم ادبها فاحسن ادبها ثم اعتقها وتزوجها ثم اعتقها فتزوجها قال فله اجران. انظر هنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول له اجران واولئك كانوا يقولون الرجل اذا اتى قامته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته ما يجوز يقولون ولا ينبغي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى اجرا مرتين ليس فقط جائز لا يؤتى اجره مرتين مرة الاحسان اليها تأديبا آآ اكراما ثم عتقا هذا جانب والاحسان الثاني الزواج تزوج بها هذا باب اخر باب احسان اليها الى هذه المرأة يجعلها في في في في كنفه ولها حقوق الزوجة هذا اكرام لها واحسان اليها فله اجره مرتين له اجران ثم قال الشعبي للخرساني خذ هذا الحديث بغير شيء يعني بغير اه اه جهد وبغير تعب قال لها كان الرجل يرحل فيما دون هذا الى المدينة وانت واصل عندك في مكانك خذه بدون شيء. يعني بدون جهد وبدون تعب بدون رحلة وقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا الى المدينة. وهذا اشارة من الشعبي ان هناك همم عالية في الطلب يرحلون لحديث واحد قال فيما دون هذا يرحلون لحديث واحد من من الشامل المدينة من العراق الى المدينة من مصر الى المدينة من مناطق مختلفة يرحل من اجل حديث واحد كذلك من المدينة الى آآ مثلا الشام او الى المناطق الاخرى كانوا يرحلون يرحلون الى حديث واحد فيقول خذ هذا جاءك بدون جهد دون تعب خذ هذا الحديث بغير شيء اي بغير تعب بغير بغير جهد اه هذا حقيقة الحديث في عبرة ابرة في مسألة مهمة جدا اذا كان هذا في زمن التابعين يعني يحصل ان الناس يعني في بعض المجتمعات يشيع بينهم حكم خاطئ ويصبح كأنه شرع ويستدلون عليه استدلالات خاطئة فكيف بزماننا هذا كيف بزمانا هذا وايضا العبرة الثانية اهمية الرجوع الى الاكابر من اهل العلم اهل البصيرة بالكتاب والسنة فالشابي لما سأله مباشرة ساق له الحديث حتى ان الشعب ما تكلم بشيء من كلام نفسه. وانما مباشرة ساق الحديث وهذا ايضا يستفاد منه ان ان انا انا وهذا سبق الاشارة اليه ان السائل السائل اذا كان يفهم فانه يكتفى في ذكر الحكم له بسوق الحديث فقط يكتفى في ذكر الحكم ما يقال له الحكم كذا وكذا والدليل كذا وانما يساق الحديث وهو يسمع الحديث فاذا كان يفهم يعرف الحكم وهنا ساق له الحديث والحكم واضح اعتقها وتزوجها له اجران. هذا نص واضح ما يحتاج الى ان يقول له في اول الكلام هذا مباح ولا ولا شيء فيه والدليل كذا فاذا كان السائل يفهم يكفي ان يساق له الحديث مثل ما صنع الشعبي وتقدم لهذا نظير هذا واصى الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا لنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم