السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله وصحبه اجمعين وبعد يقول الله جل وعلا انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون اي لا يستجيب الا الذين يسمعون فقط واما الذين لا يسمعون فانهم موتى في صورة احياء كما يقول الله جل وعلا انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اي موت القلوب الابدان وصم العقول للاذان ولذلك يقول الله جل وعلا ايضا ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وهو شهيد هذه لابد منها السماع بمجرده لا ينتفع به الانسان ينبغي ان يكون شهيدا اي شاهد القلب حاضر القلب وللاسف للاسف بهذه العصور المتسارعة الممتلئة بالملهيات بصورة غير مسبوقة اصبح انفصال الجوارح عن القلب عظيما جدا ولذلك فان الانسان الذي لا يريد ان يكون من الموتى الذين لا يسمعون ينبغي عليه ان يجاهد بحفظ الاتصال بين جوارحه وقلبه وعقله بل ينبغي عليه ان ينشغل بالتدرب على ذلك يعني مسلا اجعل عنوان هذا اليوم شهيد وكرر هذا في ايام تالية وحاول في هذه الايام ان تلقي السمع وانت شهيد سواء الاستماع لكتاب الله المستور او كتاب الله المنظور اللي هو الكون باسره ان تلقي البصر وانت شهيد. وهكذا مع كل كلمة وحركة ومشهد قدر المستطاع مع كل تكبيرة في الصلاة مثلا. القي السمع وانت شهيد واملأ قلبك بمعلم من معالم عظمة الله سبحانه وتعالى. وجل في علاه مع كل الحمد لله خاصة في الفاتحة القي السمع وانت شهيد واملأ قلبك بالتأمل في نعمة من نعم الله جل وعلا عليك وعلى الناس وانت تشرب لا تنشغل وانت تشرب عن الشراب بالكلام مع الغير ابو السرحان يمنة ويسرة لكن تأمل الماء الذي تشربه تأمل نعمة الله عليك تأمل شعور الارتواء بعد عطش. صدقني لو تأملت ستجد كانك تشعر بان الروح تجري في عروقك وتمتد شيئا فشيئا حينئذ قل الحمد لله واملأ قلبك بها تماما وستشعر بالحمد لله كأنك لم تقولها من قبل عندما تتأمل هذا التأمل وانت تأكل وانت تجهز الطعام وانت تأكلين وانت تجهزين الطعام لا تنشغل ولو لمدة يسيرة القي البصر وانت شهيد تأمل في كل مكون من مكونات الطعام وتأمل بديع خلق الله سبحانه ولطفه بعباده ان يسر لهم ذلك تأمل نعمة الله عليك ان اقدرك على شراء هذا الطعام بل رؤية هذا الطعام وغيرك لم يره ولم يتذوقه عد اصناف الطعام ومكوناته الموجودة على المائدة بعد تمام المائدة. بعد ما تترص المائدة كلها اخبر من حولك بعددها تأمل امعهم نعمة الله جل وعلا عليكم في هذا وحينئذ املأ قلبك قبل ان تأكل ببسم الله واملأ قلبك بعد ان تأكل بالحمد لله وصدقني تجد لهذا طعما لم تجده من قبل تأمل حتى في شكل الطعام يعني الوان الخضار في السلطة وجمالها وبديع صنع الله جل وعلا فيها. دي يا جماعة والله مش دروشة ومش تنمية بشرية اليس الله سبحانه وتعالى هو من دعانا لهذا التأمل ونحن نتلو دعوة الله جل وعلا لنا هذه الدعوة ثم لا نفعل ليس الله جل وعلا يقول وما ذرأ لكم في الارض مختلفا الوانه ان في ذلك لاية لقوم يتذكرون اليس الله جل وعلا يقول الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها ومن الجبال جدده بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود فاين الانسان من عبودية الوقوف في محراب الالوان؟ هذه عبودية هذه عبودية دعانا الله سبحانه وتعالى اليها وكما قلت نحن نحتاج الى تدريب القلب على الشهود مع كل القاء للسمع يعني عندما ينصحك احد القي السمع وانت شهيد. بصدق واهتمام حتى لو تعرف مضمون هذه النصيحة. يعني روي ان رجلا قاطع رجلا اخر في مجلس عطاء بن ابي رباح فقال عطاء سبحان الله ما هذه الاخلاق؟ ما هذه الاحلام اني لاسمع الحديث من الرجل وانا اعلم منه فاوريهم من نفسي اني لا احسن منه شيئا. الله اكبر سبحان الله يعني حتى عندما يأتي ابنك الصغير ليحدثك اترك الهاتف ارفع رأسك عن الشاشة او الكتاب او نحو ذلك. توجه اليه بسمعك وقلبك لا تفصل سمعك عن قلبك. القي السمع وانت شهيد وكذلك عندما تحدثك زوجتك مثلا ونحو ذلك. مهما كنت مشغول البال مهما كان حديثها فيما لا يعنيك. معلش لا تفصل سمعك عن قلبك القي السمع وانت شهيد وهذا بالمناسبة من حسن العشرة يعني اه طبعا الكلام ده هيتاخد علي والله المستعان. لكن معلش الحق احق ان يتبع. ولو كان حتى الواحد مقصر ربنا يعين الله المستعان. لكن الحق احق طبعا شف يا اخي الجمال يروى عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على اشر القوم يتألفهم بذلك. فكان يقبل بوجهه وحديثه عليه حتى ظننت اني خير القوم. يعني بيقول من كتر ما كان النبي صلى الله عليه عليه وسلم بيهتم ويقبل على من يحدثه ويقبل في الحديث على عليه شعرت اني في مكانة منفردة واني احب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم لدرجة ان انا رحت سألته من احب الناس اليك وتوقعت انه اكيد هيقول انت يعني من كتر ما انا بشوف اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم واقبال علي في الحديث وفي الكلام لكن بيقول ما كنتش منتبه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك مع جميع الناس حتى اشر الخلق وبالمناسبة هذا الذي نذكره من اهم التقنيات العلاجية لمرضى الاكتئاب واضطرابات القلق المختلفة والوسواس القهري وغير ذلك لان كل هؤلاء يجمعهم انشغال الذهن التلقائي اللاارادي بوساوس او ذكريات او سيناريوهات او اجترار افكار مؤلمة تحطم النفس تحطيما شعر الانسان بذلك او لم يشعر ومن اعظم ما يعين الانسان على انتشال عقله وقلبه وروحه من براثن هذه الاجترارات المدمرة هو ان يلقي السمع وهو شهيد هيجعل قلبه حاضرا معه في سعيه الى صلاح امره لا منشغلا بالام الماضي ولا مخاوف المستقبل والمقصود هنا طبعا منع هذه البرطعة اللا ارادية من هذا القلب القلق. الذي هو كالغريق يضرب في الماء يمنة ويسرة فيغرق نفسه اكثر لا ينقذ نفسه لكن الانسان العاقل بعدما يمسك بزمام قلبه فانه يسرحه في عبر الماضي ومآلات المستقبل على الوجه الذي ينتفع به لا على الوجه الذي يتهدم به فنسأل الله سبحانه ان يفتح لنا ابواب معارج الشهود وان يعيذنا سبحانه من اكبال الغفلة والركود انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته