بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله بمختصر صحيح مسلم باب ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا هذه الترجمة نظير التي قبلها وهي ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان من حيث ان الايمان له حلاوة وله طعم يذاق وحلاوته وطعمه كما تقدم حلاوة حسية يا احلى من الطعام الشهي والشراب الهنيء يجدها من اتصف بما ذكر بما يجد به المؤمن حلاوة الايمان وبما يذوق به طعمه في الحديث الاول ذكر ثلاثة امور يجد في يجد بهن حلاوة الايمان وفي الحديث الثاني حديث العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عن العباس وعن الصحابة اجمعين ايضا ذكر ثلاثة امور يذوق بها المرء طعم الايمان او اذا حققها ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وهذه الامور الثلاثة المذكورات في هذا الحديث هي اصول ثلاثة عظيمة واسس ثلاثة متينة عليها مدار دين الله سبحانه وتعالى فان دين الله عز وجل يدور على هذه الثلاثة ويرتكز عليها فهي عليها مدار دين الله وعليها مرتكز السعادة في الدنيا والاخرة وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة وهذه الاصول الثلاثة كما ذكر في الحديث لا ينال طعم الايمان ولا يظفر بلذته وحلاوته الا بتحقيقها قال ذاق طعم الايمان من رظي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا والرضا ب هذه الاصول الثلاثة العظيمة موجب لدخول الجنة رضا بهذه الاصول الثلاثة العظيمة موجب لدخول الجنة فقد ثبت في صحيح الامام مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ابا سعيد من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة قال فقلت اعدها علي يا رسول الله لماذا يقول ابو السعيد اعدها علي؟ قال اعدها علي يا رسول الله ففعل اعادها عليه صلوات الله وسلامه عليه لا شك ان كان لها وقع قوي وكبير في قلب ابي سعيد رضي الله عنه لما سمع ان هذه الثلاث موجبات دخول الجنة طلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعيد عليه هذه الكلمات لعظم موقعها في قلبه فسأل النبي عليه الصلاة والسلام ان يعيدها عليه فاعادها ومما يبين اهمية هذه الاصول الثلاثة العظيمة ان الميت اذا ادرج في قبره يجلس ياتيه ملكان فيجلسانه ويسألانه عن هذه الاصول الثلاثة تعيينا من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك يسأل عن هذه الاصول الثلاثة تعيينا كما جاء في الحديث الذي في المسند للامام احمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه حديث طويل وذكر فيه فياتياه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيأتيه ملكان فيجلسانه اي المؤمن فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو محمد صلى الله عليه وسلم وفيه انهما يسألان الكافر عن هذه المسائل الثلاث فيقول ها ها لا ادري فهذا ايضا يبين لنا عظم شأن هذه الاصول الثلاثة واهميتها وان المسلم اول ما يدرج في قبره فانه يحتاج آآ او فانه يسأل عن هذه الاصول الثلاثة العظيمة هذا كله يفيدنا ان العناية بهذه الاصول الثلاثة عناية المسلم بهذه الاصول الثلاثة عناية دائمة مستمرة امر متأكد ومتعين ولهذا يحتاج المسلم ان يكون مستذكرا لهذه الاصول الثلاثة كل يوم ويجدد استذكار هذه الاصول الثلاثة بتجدد الليالي والايام لا يفوت يوما على نفسه لا يستذكر فيه هذه الاصول الثلاثة هذا مهم جدا في آآ في حياة المسلم وهذا المعنى نستفيده من حديث ثوبان رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث في سنن ابي داوود وغيره هو حديث حسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة وهذا حديث حسن فمن اذكار الصباح والمساء ان يقول المسلم في الصباح ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وفي المساء مثل ثلاث مرات يقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا واذا كان بهذه الطريقة يوميا يقول هذه الاصول لا يقولها مجرد قول بلسانه وانما يقولها بلسانه مجددا الايمان بها في قلبه لان هذي فائدة الاذكار الاذكار الصباح والمساء واذكار النوم واذكار الصلوات وغيرها من الاذكار ليست مجرد الفاظ تقال وانما هي الفاظ تجدد الايمان تمتن العقيدة تقوي اصول الايمان في القلوب والصلة بالله سبحانه وتعالى فعندما يكون المسلم كل يوم كل يوم مواظب ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا محمد صلى الله عليه وسلم رسولا فانه لا يزال كل يوم من ايامه مجددا هذا الايمان انتبه الى امر مهم اذا قدر وقبظ يوما او ليلة في صبيحتها او في مسائها جدد ايمانه بهذه الاصول الثلاثة فمن الحري بمن كان كذلك ان يثبت في السؤال ان يثبت في السؤال عندما يدرج في قبره لانه للتو جدد ايمانه بها جدد ايمانه بها ثلاث مرات يقولها مجددا ايمانه بها. ولهذا مهم جدا في حياة المسلم ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء ان يجدد الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا واعيد مرة اخرى ليس المطلوب مجرد قول لهذه الكلمات ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء لكن المطلوب تجديد الايمان ولهذا ايظا لعله والله من اه والله اعلم من الحكمة ان تقال ثلاث مرات حتى يتحرك في القلب التجديد يقولها ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا هذا القول والتكرار يحرك في القلب هذا الايمان وهذا الرظا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا في الحديث حديث ثوبان قال الا كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة مما يستفاد منها انه يثبته الله في في في السؤال في القبر لان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة يكون هذا دليل النجاة امارة النجاة باذن الله سبحانه وتعالى والفوز يوم يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ايضا من المواطن التي فيها سبحان الله تجديد لهذا الرضا اه بشكل يومي بشكل يومي تجديد لهذا الرضا انه يشرع للمسلم ان يقولها عند سماع الاذان فهذا تجديد للرضا خمس مرات في اليوم والليلة خمس مرات يجدد الرضا وتجديد الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا مرتبط بهذه الشعيرة العظيمة التي ينادى لها فيشرع له عند سماع النداء للصلاة ان يجدد هذا آآ الرضا آآ بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا لاحظ هنا ان هذا التجديد للرظا صاحب سماع كلمات الاذان. كلمات الاذان من كلمات عظيمة جدا فيها التكبير والتعظيم لله وفيها التوحيد والاخلاص لله عز وجل وفيها الشهادتين وفيها المناداة للصلاة والفلاح المترتب على هذه الصلاة ففيها معاني عظيمة جدا اه في شرع للمسلم حين يسمع هذه المعاني العظيمة الجليلة ان يجدد الرضا بالله ربا وبالاسلام ديننا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ففي صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه غفر له ذنبه وموطن هذه الكلمة في عند سماع الاذان بعد ان يقول المؤذن اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله تقول مثله ثم على اثر ذلك تقول قبل ان يقول حي على الصلاة حتى لو شرع فيها ان كان عجلا في الاذان تقول بهذا الوقت رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فهذا تجديد للرضا عندنا الان بشكل يومي نجدد الرضا بهذه الاصول الثلاثة خمس مرات مع الصلوات الخمس النداء لها وثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المسا شخص بهذه المواظبة على هذا التجديد للرضا بالله ربنا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا هو باذن الله باذن الله باذن الله سبحانه وتعالى مهيأ ان قبظت روحه وادرج في قبره اذا اتاه الملكان قال له من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك ان يثبته الله كما قال الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين يفعل الله ما يشاء هنا اشير الى امر اه المهم وهو نعمة عظيمة انعم الله بها على امام من ائمة المسلمين وهي حقيقة كرامة اكرمه الله بها وفضل خصه به اعني اه شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله فالف كتابا اسماه الاصول الثلاثة وايضا الف مختصرا له لا في في بيان هذه الاصول ونفع بهذا الكتاب رب العالمين نفعا عظيما وحفظ حفظه خلق وترجم الى لغات وهذا كله من التوفيق لهذا الامام في معاونة المسلمين على هذه الاصول الثلاثة وظبطها العناية بها فكان من التوفيق لهذا الامام والمنة العظيمة ان فتح الله عليه بافراد هذه الاصول الثلاثة في رسالة بل في رسالتي. رسالة موسعة لطلاب العلم المبتدئين ورسالة لعوام المسلمين لعوام المسلمين حتى كتب هابري باسلوب مبسط له ومختصرة جدا لهم هذا الذي فعله ما اعلم احدا من اهل العلم قبله رحمه الله افرد هذه الاصول برسالة فاكرمه الله بهذه الكرامة افردها برسالة آآ اجاد وافاد في البيان لما يتعلق بهذه لهذه الاصول الثلاثة وايضا من نعم الله علينا في هذه البلاد وهي خصيصة ايضا اكرمنا الله بها في هذه البلاد ان هذه الاصول الثلاثة تدرس في مدارسنا منذ ان يدخل الطالب المدرسة منذ ان يدخل الطالب المدرسة يلقن هذه الاصول ويحفظ ويحفظ هذه الاصول ويمتحن فيها وهذا كله من آآ من الخير العظيم في تنشئة الاجيال على العناية بهذه الاصول الثلاثة الحاصل ان هذا الحديث حديث العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه ان انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا جمع هذه الاصول الثلاثة العظيمة التي من اه اتى بها فقد ذاق طعم الايمان ذاق طعم الايمان لاحظ في مجموع الاحاديث التي اوردنا في الباب هنا فيها انه يذوق طعم الايمان في حديث ابي سعيد انها موجبة لدخول الجنة و في حديث ثوبان الذي هو الاتيان بها في الصباح والمساء حق على الله ان يرضيه يوم القيامة وفي حديث سعد ابن ابي وقاص قولها عند سماع الاذان فيها غفران ذنوبه فيترتب على العناية بهذه الاصول العظيمة يترتب عليها خير عظيم وثواب جزيل واثار مباركة ينالها العبد في اه دنياه واخراه قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ذاق طعم الايمان ذاق طعم الايمان والحديث الذي قبله وجد بهن حلاوة الايمان. الحديث ان يفيدان كما تقدم ان الايمان له حلاوة له طعم له ذوق جميل ليس كل احد يجده وانما يجده من اتصف بهذه الصفات من لم يجد هذه الحلاوة ما شأنه يقول ابن تيمية رحمه الله اذا لم تجد اذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا تتهمه اذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه يعني ايه اتهم العمل ان في شيء فان الرب تعالى شكور فان الرب تعالى شكور يعني انه لا بد ان يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول بحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول يعني فيه شيء فيه نقص فيه خلل اما من جهة الرياء اما من جهة القصور في العمل فالعمل مدخول يعني عليه ان يفتش العمل ينظر ما الذي دخل عليه في عمله حتى فقد هذه اه فقد هذه الحلاوة و هذا هذا الزمان الذي نعيشه كثرت الاشياء التي تفقد يفقد الانسان هذا هذه الحلاوة تفقده هذا الطعم في الحلاوة في الصلاة وفي قراءة القرآن في مناجاة الله وذكره بل آآ كثير ما من ياتي بها مستثمرا لها حتى الفريضة بينما الاصل ان يقوم عندما ينادى للفريضة بانشراح صدر لانه مقبل على لذة مقبل على حلاوة مقبل على آآ قرة عين مقبل على راحة ارحنا بالصلاة لكن لكن لما وجدت اشياء كثيرة شغلت القلوب والهت النفوس وشتت الافكار والاذهان اصبح اه هذه المعاني اه لا يجدها المرء الا اذا اكرمه الله عز وجل وفتح عليه بمجاهدة نفسه حتى يحقق هذه المعاني العظيمة والاصول المتينة فيجد بذلك طعم الايمان ولذته وحلاوته ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. احسن الله اليكم وجزاكم خيرا