بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب اربع من كن فيه كان منافقا خالصا عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خلة منهن كان فيه خلة من نفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر غير ان في حديث سفيان وان كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب اربع من كن فيه كان منافقا خالصا واورد حديثين في الباب في ذكر صفات المنافقين حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما وحديث ابي هريرة رضي الله عنه من مجموع هذين الحديثين ذكر خمس صفات للمنافقين خمس صفات للمنافقين هي من صفات النفاق ومن اياته وعلاماته. وسيأتي الكلام على هذه الخصال الخمس وهي من النفاق العملي او قل ايضا النفاق الاصغر لان النفاق الذي جاء ذمه وتحذيره في النصوص وبيان عقوبة اهله هو على النوعين نفاق اكبر ونفاق اصغر ويمكن ان يقال ايضا نفاق اعتقادي وهو الاكبر ونفاق عملي وهو الاصغر نفاق العمل وكل من النفاقين اعني الاصغر والاكبر هو ان يظهر الانسان خلاف ما يبطن كما قال الحسن البصري رحمه الله قال النفاق اختلاف السر والعلانية خلاف السر والعلانية هذا هو النفاق ان يظهر في علانيته خلاف ما يبطن في سره هذا الوصف الذي اه ذكر في تعريف النفاق ينطبق على النفاقين الاكبر والاصغر ينطبق على النفاقين الاكبر والاصغر اما الاكبر الذي يظهره هو الايمان والذي يبطنه هو الكفر هذا نفاق عقيدة وهو كفر ومخرج من الملة قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار هذا يتعلق بالاعتقاد ان يظهر الانسان الايمان بالله الايمان بالملائكة الايمان بالكتب الايمان الرسل ويبطن ما يناقض ذلك كله او يناقض بعضه ويبطن ما يناقض ذلك كله او يناقض بعضه. هذا هو النفاق الاعتقادي وهو النفاق الاكبر وهو النفاق الذي كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ونزل القرآن بذم اهله وتكفيرهم واخبر انهم في الدرك الاسفل من النار وفي القرآن سورة يسمى الفاضحة وهي سورة التوبة من اسمائها الفاضحة لان الله سبحانه وتعالى فضح فيها المنافقين يحذر المنافقون ان تنزل فيهم ان تنزل سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون فانزل الله سبحانه وتعالى هذه السورة وفظحتهم وعرتهم وكشفت حالهم ولهذا تجد في هذه السورة اه مواطن كثيرة يقول ومنهم ثم يذكر صفات ومنهم ويذكر صفات ومنهم ويذكر صفات ويقول اه والذين والذين ويذكر صفات ففيها صفات كثيرة جدا لهؤلاء المنافقين النفاق الاكبر المخرج من الملة والله عز وجل لم يذكر آآ هذه الصفات في في هذه السورة من ان من اجل ان تعرف فقط بل من اجل ان يحذر اهل الايمان من صفات المنافقين واعمال المنافقين ومن ان يتصفوا بشيء منها فذكرها سبحانه وتعالى تحذيرا العباد من النفاق ومن صفات المنافقين اول سورة البقرة ذكر الله عز وجل اقسام الناس وانهم ثلاثة اهل الايمان وذكر فيهم اربع ايات واهل الكفر ذكر فيهم ايتين ثم ذكر اهل النفاق ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض تذكر في المنافقين ثلاث عشرة اية ثلاث عشرة اية قال اهل العلم كل ذلك بيان لخطر النفاق العظيم وشره المستطير وضرره الكبير لان خطورة النفاق على الايمان واهله من جهة ان المنافق النفاق الاكبر يمشي مع المؤمنين والمسلمين اه كأنه واحد منهم حتى انه يصلي معهم ويعمل الاعمال الاخرى معهم الصالحة لكنه في قرابة نفسه او في باطنه على خلاف ذلك. ولهذا يوم القيامة اذا ضرب بينهم وبين اهل الايمان بسور له باب باطنه فيه الرحمة الذي هو من جهة المؤمنين وظاهره الذي من جهة الكفار والمنافقين فيه العذاب يقول المنافقون للمؤمنين الم نكن معكم الم نكن معكم السنا كنا معكم نصلي ونقوم بالاعمال التي تقوم بها قالوا بلى يعني كنتم تفعلون ذلك قالوا بلى ولكنكم ظلمتم انفسكم تربصتم مرتبتم وغرتكم الاماني عندكم خراب في آآ القلوب فساد في قلوبكم خلل هذا الذي اوجب لكم هذه العقوبة. وليست اي عقوبة بل اشد عقوبة ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار فالحاصل ان النفاق الاكبر هذا الشر عظيم حتى ان مما ذكر استدلالا من النصوص ان صاحبه بعيد عن التوبة في الغالب بعيد عن التوبة ولهذا الله في سورة البقرة قال صم بكم عمي فهم لا يرجعون صم بكم عميوم فهم لا يرجعون لانه في الغالب بعيد درجاته ايضا في اخر سورة التوبة السورة الفاضحة للمنافقين ذكر الله المعنى نفسه قال ولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون بعيدين عن اه التوبة في الغالب لان ان النفاق فساد عظيم في القلوب فساد عظيم في القلوب وصاحب هذا النفاق في الغالب بعيد عن التوبة وهذا النفاق كفر آآ اكبر ناقل من اه الملة اما النوع الثاني من النفاق وهو النفاق الاصغر ويقال له ايضا النفاق العملي لانه لا علاقة لهم بالاعتقاد النفاق العملي لا علاقة له بالاعتقاد وانما علاقته بعمل الانسان وتعامله مع الناس مثلا يظهر لهم انه صادق وهو كاذب يظهر لهم انه وفي وهو ليس كذلك يظهر انه امين وهو ليس كذلك فهذا النفاق اظهار شيء وابطال خلافه ليس في العقيدة وانما في المعاملة بين الناس ليس في العقيدة وانما في المعاملة والتعامل بين الناس فيظهر اه للناس على نية صالحة يظهر لهم علانية صالحة انه صادق انه وفي انه امين انه الى اخره وربما لا يتردد في ان يحلف وهو في باطنه على خلاف ذلك فهذا كله نفاق عملي يظهر علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك ويبطن ما يخالف ذلك هذان الحديثان حديث عبد الله بن عمرو وحديث آآ ابي هريرة رضي الله عنهما جمع اصول هذا النفاق اصول هذا النوع من النفاق الذي هو العملي وان وانها ترجع الى خمس خصال دل عليها مجموع الحديثين الحديث الاول فيه اربعة خصال اذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر هذه اربعة خصال زد عليها في حديث ابي هريرة واذا اؤتمن خان واذا اؤتمن خان اما اذا حدث كذب في حديث ابي هريرة واذا وعد اخلف فهذه آآ ذكرت في الحديثين تكررت في الحديثين لكن الذي زاد في حديث ابي هريرة واذا اؤتمن خان فافاد مجموع الحديثين ان اصول هذا النفاق الذي هو النفاق العملي ترجع الى خمسة خصال ترجع الى خمسة خصال في الحديث الاول اه اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انها من خصال النفاق او من خلاله خلال النفاق قال من كانت فيه خلة منهن اي خصلة ورواية الحديث في البخاري خصلة وهما بمعنى واحد من كان فيه خلة منهن اي خصلة منهن كان فيه خلة من نفاق اي خصلة من ما من نفاق حتى يدعها وجود هذه الخصلة فيه من النفاق وجود هذه الخصلة في من النفاق مثلا يحدث ويكذب او يعد فيخلف وجود هذه الخصلة في تدل على ان فيه شعبة من من شعب اه النفاق وخصلة من خصال المنافقين لا يكون بها منافقا النفاق الاكبر المخرج من الملة لانها هي كما تقدم في حدود النفاق العملي حدود النفاق العملي فلا يكون بها المرء منافقا للنفاق الاكبر المخرج من ملة لكن فيه خصلة من النفاق وشعبة من النفاق مثل ايظا الكفر الكفر فيه اكبر وفيه اصغر فمن كان فيه شيء من شعب الكفر الاكبر ففيه خصلة من خصال الكفر. شعبة من شعب الكفر. لا يكون بها كافرا اثنتان في الناس هما بهم كفر آآ الفخر في الاحساب والطعن في الانساب هذا ليس كفرا اكبر لكن من وجد في هذه الصفة ففيه شعبة من شعب ماذا كفر ليست من شعب الايمان هذي. هذي من شعب الكفر من فروع الكفر يفيد هذا الحديث والاحاديث الذي تتعلق بتقسيم الكفر الى اصغر واكبر ان من اه اه اه قام فيه شعبة من شعب النفاق الاصغر او شعب الكفر الاصغر لا يكون بذلك منافقا النفاق الاكبر ولا ايظا يكون ايظا كافرا الكفر الاكبر فهذه الاشياء كلها في حدود النفاق العملي فهي من خصال النفاق من اعمال المنافقين من شعب النفاق من ايات المنافق اي علامات المنافق ولا يلزم من قيام شعبة من شعب النفاق في المرء ان يكون بها منافقا النفاق الاكبر المخرج من الملة مثلها في العكس الان لما تنظر لو ان كافرا قام فيه شعب من شعب الايمان مثل الصدق والوفاء والامانة ان يكون بقيام شعبة من شعب الايمان العملية فيه مؤمنا ما يكون مؤمنا لا يكون بذلك مؤمنا ما لم تصح عقيدته وتستقيم هؤلاء الذين آآ فيهم هذه الخصال اذا كانت عقيدتهم صحيحة ايمانهم صحيح لا يكونون بذلك آآ منافقين النفاق الاكبر ولا يخرجهم هذا النوع من النفاق من آآ من آآ من آآ الملة لان هذا النفاق يتعلق كله العمل الخصلة الاولى قال عليه الصلاة والسلام اذا حدث كذب اذا حدث كذب هذي من صفات المنافقين والله يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. هذا هذا حال الايمان والله سبحانه وتعالى امر المؤمنين ان يكونوا كذلك ان يكونوا مع الصادقين من النفاق ان يكون الرجل بهذه الصفة اذا حدث كذب ان يحدث بحديث لمن يصدقه به وهو كاذب له ليس صادق فهذا نفاق وقد قال عليه الصلاة والسلام اياكم والكذب اي احذروا الصفة الثانية قال واذا آآ عاهد غدر واذا عاهد غدر عهد غدر اي لم يفي بالعهد قد امر الله بالوفاء بالعهود والعقود واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا قال واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقظوا الايمان بعد توكيدها فهذا من خصال من خصال المنافقين الثالثة قال واذا وعد اخلف واذا وعد اخلف يعد فيخلف وهذا ذكر العلماء انه على نوعين كلاهما يشملهما هذا الوصف. الاول ان يعد ومن نيته ابتداء وهو يعد الا يفي بوعده وهذا اشر الخلف واشده. يعد وفي نفس مجلس الوعد وفي مكان الوعد في قرارة نفسه انه لن يفي بهذا الوعد الثاني ان يعد ومن نيته ان يفي ان يعدوا ومن نيته ان يفي بوعده ثم يبدو له فيخلف وعده من غير عذر له في الخلف يخلف وعده من غير عذر له في الخلف فكل من النوعين داخل في قوله عليه الصلاة والسلام اذا وعد اخلف اذا وعد اخلف لكن لو وعد اصل له ظرف قاهر ما استطاع واخلف واعتذر من صاحبه انه حصل له كذا وكذا مرض ولده او حصل له ظرف من هذا فهذا لا يعد داخلا في اخلاف الوعد بل هو معذور في ذلك الرابعة من هذه الصفات قال واذا خاصم فجر واذا خاصم فجر يراد بالفجور هنا اذا خاصم فجر ان يخرج عن الحق عمدا ان يخرج عن الحق عمدا حتى يصير الحق باطلا والباطل حقا اه ينازع مثلا شخص في ملك معين وهو يفيق قرارة نفسه يعرف انه لا لا حق له في هذا الملك لكن يدخل في خصومة عنده قدرة على الكلام والبيان وربما بكلامه طريقته اثبات ان هذا الملك له ربما يقضى له به لفجوره في خصومته عدم مبالاته في ان ينتزع حقا ليس له. هذا من صفات المنافقين هذا من صفات المنافقين وسبحان الله هذا الفجور المعبر اليه الذي يوصل الى الفجور هو الكذب الكذب اولا يكون كذاب يكذب ويكذب ويكذب حتى يصبح كذاب فيفضي به هذا الكذب الى الفجور ولهذا في الحديث قال اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجوة والفجور يهدي الى النار فالذي المعبر الذي يوصل الى الفجور هو الكذب وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم عندها لدد في الخصومة و هذا بغيض الى الله سبحانه وتعالى ولهذا قال اهل العلم اذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة سواء كانت خصومته تا الدين او في الدنيا على ان ينتصر للباطل ويخيل للسامع انه حق ويوهن الحق ويخرجه في صورة صورة الباطل كان ذلك من اقبح المحرمات ومن اخبث خصال النفاق لان بعظ الناس مفوه وعنده قدرة على البيان ويعكس الحقائق سواء الحقائق الدنيوية او الحقائق الدينية بعض الناس في الحقائق الدينية يلبس على الناس ويموه عليهم ويزخرف القول يجعل الحق باطلا والباطل حقا ويقنع الناس لاسيما الجهال فهذا من اقبح المحرمات ومن اخبث خصال النفاق ثم الخامس الاستفاد من الحديث الذي بعده والخصلة الخامسة تستفاد من الحديث الذي بعده واذا اؤتمن خان اذا اؤتمن خان الخيانة اي في الامانة فاذا ائتمن الرجل امانة فالواجب عليه ان يؤديها كما قال الله ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها قال عليه الصلاة والسلام ادي الامانة الى من ائتمنك قد قال الله سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون الخيانة وعدم اداء الامانة هذا من صفات اه النفاق واماراته وعلاماته الحاصل ان مجموع هذين الحديثين حديث عبد الله بن عمرو وحديث ابي هريرة ذكر فيهما آآ اصول اه النفاق العملي وهي خمس صفات خمس خصال اذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر واذا اؤتمن خان هذه الخمسة الصفات هذه اصول النفاق العملي واليها يرجع وهي من النفاق الاصغر لكونها تتعلق بالعمل ولا تتعلق بالعقيدة اما ما كان متعلقا بالعقيدة بان يظهر الانسان الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر ويبطن ما يناقض ذلك او يناقض بعضه فهذا اه النفاق الاكبر الناقل من الملة ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وجزاكم خيرا