بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبدالقوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب الحياء من الايمان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب الحياء من الايمان الحياء خلق عظيم من اخلاق الاسلام وادب كريم من ادابه بل هو معدن الاخلاق الفاضلة ومنبع الاداب الكريمة وهو خلق اذا وجد في العبد ساقه الى كل فضيلة وابعده عن كل رذيلة واذا نزع من العبد لم يبالي العبد في اي رذيلة وقع. كما قال عليه الصلاة والسلام ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فمنزوع الحياء لا يبالي فيما صنع من اه رذائل او خسائس او اعمال دنيئة لان الذي يحجزه عنها ويمنعه من الوقوع فيها منزوع منه واما اذا وجد الحياة في القلب فانه يحرك القلب والعبد الى كل كل خير وكل فضيلة ولهذا يعد الحياء معدن الاخلاق الفاضلة ومنبع الاداب الكريمة وهو من الايمان كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام وهو من الايمان اعظم الحياء شأنا واجله مكانة وارفعه قدرا الحياء من رب العالمين الحياء من رب العالمين كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال استحيوا من الله حق الحياء فالحياة من رب العالمين هذا افضل اه افضل الحياء واعلاه شأنا افضل الحياء واعلاه شأنا والذي يحرك الحياء من الله امور اهمها ثلاثة الاول رؤية النعمة ونعم الله سبحانه وتعالى على عبده لا تحصى ومننه لا تستقصى والامر الثاني رؤية التقصير اي في حق الله والتفريط في جنبه سبحانه وتعالى والامر الثالث استحضار اطلاع الله على العبد فهذه الثلاث اعظم من المحركات اعظم محركات القلوب تحقق الحياء من الله سبحانه وتعالى فيها اورد المصنف حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بظع وسبعون شعبة او بضع وستون شعبة بضع البظع ما بين الاثنين الى العشرة او الى التسعة بضع وسبعون او بضع وستون شك الراوي هذا فيه ان الايمان شعب كثيرة وخصال عديدة قال بضع وسبعون هل المراد بالعدد هنا التعيين او المراد التكثير او المراد التكفير من اهل العلم من قال المراد بالعدد التعيين تعيين العدد بعينه انها بظع وسبعون او على الرواية الاخرى بضع وستون ولهذا عدد من اهل العلم لما جمعوا في شعب الايمان اقتصروا على هذا العدد في الجمع اقتصروا على هذا عدد في الجمع استنادا الى ان العدد مقصود ممن صنع ذلك آآ ابن ابي حاتم الوصتي رحمه الله له كتاب مفقود لكن بذل فيه جهد عجيب ذكر جهده في كتابه هذا في كتابه الصحيح صحيح ابن حبان اشار الى ماذا صنع في هذا الكتاب اخذ منه هذا الحديث عمر حديث الشعب اخذ منه وقتا طويلا يقول رحمه الله قد تجمع الطاعات من الكتاب والسنة فاذا هي كثيرة تزيد على هذا العدد ثم اخذت اتتبع السنن احاديث التي فيها التنصيص على الايمان. ان هذا العمل من الايمان فاجتمع عندي اقل من السبعين ثم تتبعت ما بين دفتي المصحف اية اية استخرج ما نصا من العمل على انه من الايمان اجتمع ايضا اقل من هذا العدد فجمعت بينما اجتمع من القرآن والسنة وحذفت المكرر فصار عدته تسع وسبعون تسعة وسبعون واودعت ذلك في كتاب يقول وصف الايمان وشعبه اوزعته في كتاب وصف الايمان والشعابة وهذا الكتاب مفقود حتى اظن من زمن ابن حجر وهو مفقود والشيخ صديق حسن خان في شرحه لمختصر مسلم المعروف بالسراج لما مر بهذا الحديث ذكر كلام اهل العلم عن وصف الايمان وشعبه لابن حبان والجهد الذي بذله فيه قال رحمه الله وواشوقي الى هذا الكتاب ليتني اظفر به لكنه كتاب مفقود من قديم يعني مفقود من من قديم وكتب كتب عدد من اهل العلم في مثل الحليمي والبيهقي والغزويني في مختصره واخرين ابن كثير وعدد من اهل العلم جمعوا في بشعب الايمان وكثير منهم يوصله الى هذا العدد ومنهم من يرى ان العدد لا مفهوم له ان العرب تستخدم مثل السبعين ولا تريد العدد تريد الكثرة بضعا وسبعون لا يراد به العدد تعيينا وانما يراد به كثرة شعب الايمان وانها شعب كثيرة وهذه الشعب للايمان هي في الكتاب والسنة فمن كان على صلة بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مجاهدا نفسه على العمل بهداية القرآن وهداية السنة فله حظه الوافر ونصيبه العظيم من شعب الايمان وخصاله قال فافضلها قول لا اله الا الله افظلها قول لا اله الا الله افظل هذه الشعب اعلاها وارفعها منزلة قول لا اله الا الله والمراد بقولها اي باللسان نطقا وبالقلب عقيدة فان القول اذا اطلق يشمل قول القلب وقول اللسان قول القلب الاعتقاد وقول اللسان النطق فافضلها قول لا اله الا الله هذه اعلى شعب الايمان بل ان لا اله الا الله هي قاعدة الايمان التي عليها يبنى. واصله الذي عليه قيام الايمان بل لا يقوم الايمان الا على لا اله الا الله الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت اصلها ثابت وفرعها في السمع فاصل الدين هو لا اله الا الله هو التوحيد هو اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى فهذه افضل شعب الايمان افضل شعب الايمان وادناها اماطة الاذى عن الطريق وهذا عمل من اعمال الجوارح وعده النبي عليه الصلاة والسلام من الايمان وهو داخل في باب الاخلاق والاداب وهذا فيه دليل على ان الاخلاق الكريمة من الايمان كل ما ازداد العبد منها زاد ايمانه كل ما زاد العبد من الاخلاق زاد ايمانه قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق. ادنى هذه المراتب واقلها اماطة الاذى عن الطريق فهو من شعب من شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق اي تنحيته حتى لا يؤذي الناس قد جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مر رجل بغصن شجرة ذي شوك فقال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فنحاه عن طريقهم فشكر الله عمله فادخله الجنة. فهذا عمل جليل من من من اعمال الايمان وكما قدمت هذا يدل على ان الاخلاق داخلة في في الايمان كلما زاد العبد من الاخلاق زاد ايمانه ولهذا جاء في حديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال افضل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا فالاخلاق داخلة في الايمان بزيادتها يزيد الايمان بنقصها ينقص وقوله افضلها وادناها. هذا يدل على ان شعب الايمان متفاوتة في الفضل ليست على رتبة واحدة بل لها اعلى ولها ادنى وبين الاعلى والادنى شعب كثيرة منها ما هو اقرب الى الاعلى ومنها ما هو اقرب الى الادنى ومنها ما هو وسط بين هذا وهذا فالحاصل ان شعب الايمان كثيرة فاذا كان الايمان له شعب كثيرة ولها اعلى وادنى ومعلوم ان عمل الناس بهذه الشعب يتفاوت اذا الحديث دليل على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف بحسب حظ الناس من شعب الايمان بحسب حظ الناس ونصيبهم من شعب الايمان قال والحياء شعبة من شعب الايمان وهذا موطن الشاهد من الحديث للترجمة والحياء شعبة من شعب الايمان مثله آآ الحديث الذي في الصحيحين حديث ابن عمر ان النبي عليه الصلاة والسلام مر على رجل يعظ اخاه في الحياء ما معنى يعظ اخاه في الحياء ليش تستحي لماذا الحياء هذا معناه وهذا كثير الان يقال خاصة للصغار ليش تستحي؟ لماذا الحياء يعظ اخاه في الحياء فقال له النبي عليه الصلاة والسلام دعه فان الحياء من الايمان دعه فان الحياء من الايمان فقوله دعوا فان الحياة من الايمان مثل قوله هنا والحياة شعبة من شعب الايمان فالحياء هو عمل قلبي شعبة عظيمة من شعب الايمان وخصلة عظيمة من خصاله اذا وجدت في القلب ساقت العبد الى كل فضيلة وابعدته عن قل لرذيلة عن ابي قتادة رضي الله عنه قال كنا عند عمران بن حصين في رهط وفينا بشير بن كعب فحدثنا عمران يومئذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله او قال الحياء كله خير فقال بشير بن كعب انا لنجد في بعض الكتب والحكمة ان منه سكينة ووقارا لله تعالى ومنه ضعف قال فغضب عمران حتى احمرتا عيناه وقال الا اراني احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه قال فاعاد عمران الحديث قال فاعاد بشير فغضب عمران فما زلنا نقول انه منا ابا نجيد انه لا بأس به ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي قتادة رضي الله عنه قال كنا عند عمران ابن حصين وكنيته ابو نجيد قال كنا عنده في رهط يعني في جماعة من الناس وفينا بشير بظم الباء ابن كعب بنا بشير ابن كعب فحدثنا عمران يومئذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله او قال الحياء كلها خير وهذا فيه فظل الحياء وعظيم مكانته وانه كله خير واذا كان كله خير فهو لا يأتي الا بخير ولا يسوق الا الى خير فهو خلق اه خلق كاف وخلق معين خلق كاف عن الاخلاق الذميمة والاعمال السيئة ومعين على الاخلاق الفاضلة فهو خير كله واذا كان خير كله فهو لا يأتي الا بخير ولا ينشأ عن الحياء من الاعمال والصفات الا عمل فاضل فقال بشير ابن كعب انا لنجد في بعض الكتب او الحكمة ان منه سكينة ووقارا لله ومنه ضعف ومنه ضعف الان ساق له عمران حديثا تعظيما عن النبي عليه الصلاة والسلام ويقول فيه كله خير وكل من صيغ العموم كله خير ثم يقول قرأنا في بعض الكتب ان منها ضعف ان منه ضعف يقول كله خير ويورد هنا انه قرأ في بعض الكتب او بعض الحكمة ان من الحياء ضعف ان من الحياء ضعف فغضب عمران رضي الله عنه حتى احمرتا عيناه اي تعظيما لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام وان احاديث صلى الله عليه وسلم لا تعارظ بكلام البشر واقاويل الناس لان كلامه وحي من الله وكلام الناس اراء يرونها اراء تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ. اما هذا وحي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وحي معصوم من الله. فكيف يعارض باقاويل البشر وكلام الناس فهذا من الخطأ الفادح ولهذا اشتد غضب عمران حتى احمرتا مرة عيناه على لغة اكلوني البراغيث احمرتا عيناه غضب عمران تعظيما لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام من ان يعارظ بكلام ان الناس واقاويلهم فكلام الرسول عليه الصلاة والسلام معظم ما يصح ان يورد الحديث ثم يقول قائل ولكني ارى كذا مثلا او يعارضه بقول احد من من الناس كلام الرسول عليه الصلاة والسلام اعظم من ذلك فغضب عمران حتى احمرتا عيناه سبحان الله في بعض المجالس احاديث الرسول عندما تعرض تعرظ كغيرها من الاقوال تعرض كغيرها من الاقوال يعني تجد الحديث يروى ثم في المجلس من يقول لا اه في حكمة تقول كذا واخر يقول لا انا ارى كذا والحديث كأنه من جملة لا الاقوال التي تورد هذا كله من فقد التعظيم لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام لكن انظر الى هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه لما عارظه وقال انا نجد ان منه ظعف غظب غضب تعظيما لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام من ان يعارظ من مثل هذا وغضب انكارا رضي الله عنه على على على هذا الرجل اما انكارا عليه لمعارضته يعني مساق هذا الكلام مساق المعارضة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من كلام الاولين او ما قرأه في الحكمة او ان يكون غضب من اجل قوله ان فيه ضعفا مقابلا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الحياء كله خير الحياء كله خير وكل من صيغ العموم فكيف يقال آآ فيه ضعف فكيف يقال فيه ضعف هنا تأتي مسألة هنا تأتي مسألة يعني قد يلتبس الامر فيها على على الناس قد يكون في بعظ الناس شيء يوصف بانه حياء يوصف بانه حياء يحجزه عنا يحجزه عن فضائل ان عن اعمال صالحة والحقيقة انه ضعف حقيقته انه ضعف اما الحياء فهو سائق الى كل فضيلة حياء الشرعي الذي هو من الايمان والذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم خير كله هذا يسوق الى كل فضيلة الاخلاق الفاضلة عموما الا اذا الاخلاق الفاضلة عموما اذا نقصت عن حدها خرجت عن الخلق نفسه. واذا زادت عن حدها خرجت ايضا عن الخلق نفسه يعني الشجاعة مثلا اذا زادت عن حدها يقال تهور واذا نقصت عن حدها يكون جبن فلها حد معين قد تنقص عنه فتخرج عن آآ عن اه ذلك الوصف او ذلك الخلق تخرج عنه اما بالزيادة على حده او بالنقص عنه فعلى كل انكر عليه رضي الله عنه وغضب حتى احمرت عيناه وقال الا اراني احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه تعارض في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فاعاد عمران الحديث قال قال صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله او قال الحياء كله خير فاعاد ابو شير نفس كلامه اعاد بشير نفس كلامه فغضب عمران فما زلنا نقول انه منا يا ابا نو جيد انه لا بأس به نهدئ عمران بانا نعرف هذا الشخص وان منا يعني ما هو صاحب اهواء ولا هو من من اهل البدع والضلالات ولا هو من اهل كذا هو منا لكن ربما انه في ذلك المجلس تجرأ وذكر هذه الذي يراه انه من الحكمة او قرأه في كتب بعض الكتب فاخذوا يهدئون اه عمران بقولهم ما زلنا نقول يعني نعيد عليه انه منا اه يا ابا نجيب انه لا بأس به يعني ليس من اهل الاهواء او اهل الضلالات واهل البدع ونحو ذلك الشاهد ان هذا الحديث فيه فضل الحياء وانه خصلة من خصال الايمان العظيمة وخله من خلاله اه الكريمة وهو من الايمان كما اخبر عليه الصلاة والسلام وهو خير كله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم