ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ثم اما بعد اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم. مع حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج المميز ان شاء الله. برنامج القرآن من جديد كانت عنده مشكلة اقتصادية علم واحد من اخوانه الذين يسكنون في بلدة مجاورة ان لديه مشكلة فلحبه له ولحرصه على ما ينفعه ارسل اليه رسالة جاءته هذه الرسالة وولده بجواره فلما جاءته الرسالة فرح بها كثيرا نظر اليها ما هذه؟ رسالة من صديقي فلان الذي يحبني رسالة الي. امسك الرسالة قبلها ثم اتى بعلبة جميلة وقال لولده دعنا نضع هذه الرسالة في هذه العلبة الجميلة. قال له ولده بفطرية وتلقائية ما هذا يا والدي؟ هل هذا تصرف شديد في التعامل مع تلك الرسالة. قال عندك حق يا ولدي. آآ قال له لما لا تقرأ ما الذي يريده منك عمي الذي ارسل هذه الرسالة؟ قال تحطم يا ولدي فتح الرسالة امسك بها بدأ يقرأ في الرسالة امسك بها قرأها بعد ان انتهى من قراءتها قال له ولده ماذا يريد عمي يا والدي؟ قال له يا ولدي انا لا ادري انما كنت اقرأ للقراءة. قال له عجيب امرك هل هناك من يفعل ذلك؟ هل هناك من يقرأ للقراءة؟ هل ارسل اليك الرسالة ليكون كل تصرفك معها ان تقرأ القراءة؟ قال عندك حق يا ولدي. قال ابي بالله عليك اقرأ وانظر ماذا يريد منا عمي قال عندك حق بدأ يقرأ وبعد ان انتهى من قراءته قال له ولده هذه المرة الثانية ماذا يريد عمي يا والدي؟ قال لا ادري يا بني انما كنت منشغلا بقراءة الكلمات بعبارات منغمة وبالفاظ جميلة. كنت منشغلا ان ان تخرج السين وان تخرج الصاد وان تخرج والا تختلط بالتاء قال له هذا امر جميل يا والدي. لكن الاجمل منه والاهم منه ان تعلم ما الذي يريده منك عمي. قال فعندك حق يا ولدي ما قرأ للمرة الثالثة. بدأ يقرأ للمرة الثالثة فاستبشر الولد خيرا. فقال يا ابتي ماذا يريد عمي منك؟ قال يا بني سامحني انما وجدت كلمات عمك كلمات جميلة كلمات رائعة رائقة فحفظتها. قال يا يا والدي احسن الله اليك ماذا يريد منك عمي كل هذا جيد وجميل لكن انشغل اولا بما يريده منك. قال عندك حق يا ولدي. بدأ الوالد في القراءة للمرة الرابعة وبعد ان انتهى من قراءته قال له ولده ماذا يريد منك عمي يا والدي؟ قال والله لا ادري يا بني شيء عجيب انه يحدثني عن واحد من كانت عنده مشكلة اقتصادية ثم فعل كذا وكذا. ما لي ولهذا الرجل الذي يحدثني يحدثني عنه. قال له الولد يا والدي لابد ان هناك علاقة بين هذا الذي حدثك عنه عمي وبين المشكلة التي نعيش فيها الان. قال نعم عندك حق يا ولدي فعلا هناك علاقة هذا الرجل يعاني من المشكلة من مشكلة كتلك المشكلة التي اعاني منها انا الان. قال لا قال له الولد فماذا قال له ماذا قال لك عمي؟ ما الذي فعله هذا الرجل قال هذا الرجل فعل كذا وكذا وكذا وكذا. قال شيء جميل وحلول رائعة. ما رأيك ان نفعل ما اوصى به عمي قال نعم هو كلام جميل وكلام طيب لكن انا في الحقيقة اجده غير مناسب. انا لن افعل هذا ولن اطبق هذا. قال فما قيمة ان يتعب وينصب ويرسل اليك هذه الرسالة ويعني تصل اليك وتفهم ما في الرسالة ثم لا تفعل ما الذي اراده منك قال عندك حق يا ولدي يعني لعلي استجيب لهذه الرسالة او اعمل بها في وقت اخر. تلك القصة الرمزية التي لها اكبر نصيب من الواقعية. هذه القصة تحكي واقعنا اليوم في التعامل مع القرآن الكريم. انتم تتعجبون الان من هذا الرجل الذي تعامل مع هذه الرسالة هذا التعامل العجيب. جاءته الرسالة فجعل كل بهمه ان يقبلها ثم يضعها في علبة فاخرة. جاءته الرسالة فجعل كل همه ان يقرأها فقط. جعلته جاءته الرسالة فجعل كل همه ان يحفظها فقط جاءته الرسالة وجعل كل همه ان يقرأها قراءة صحيحة فقط. جاءته الرسالة ففهمها وبعد ان فهمها لم يعمل بما فيها. هذا التصرف العجيب الذي لا نجده في الواقع ابدا ابدا ابدا. وان وجدنا انسان يفعله في الواقع يتعجب اي ما تعجب. ما هذا الذي يفعله هذا الرجل؟ هذا التصرف العجيب نحن نفعل اعجب منه في التعامل مع اعظم منة علينا في الوجود. في التعامل مع كتاب الله سبحانه وتعالى. يا اخوتاه الله عز وجل سمى القرآن رسالة. قال ربنا الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون احدا الا الله. وقال لموسى صلى الله عليه وسلم اني اصطفيتك على الناس بايش؟ برسالاتي وبكلامي. وكان عبدالله بن عمر رضوان الله عليه يقول وكل حرف منه ينادي انا رسول الله اليك. لماذا؟ لتعمل بي وتتعظ بمواعظي. بل ان الحسن قال الا ان من كان قبلكم فقهوا ان القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار. فالله سبحانه وتعالى اخبرنا ان هذا القرآن رسالة رسالة منه سبحانه وتعالى الى من؟ الينا. ليست رسالة من الله الى الصحابة او الى النبي فقط صلى الله عليه وسلم. انه رسالة من الله عز وجل الينا اليك رسالة اليك القرآن رسالة من الله عز وجل الينا. رسالة مكتملة الاركان. لها مرسل هو الله عز وجل العليم الحكيم اللطيف الخبير الودود الرحيم. ولها مرسل اليه. المرسل اليه نحن. نحن نعم. هذه رسالة لنا. رسالة ارسلها الله عز وجل لنا. هذه الرسالة لها سبب لماذا ارسل الله عز وجل لنا تلك الرسالة؟ الله عز وجل يقول ليخرجكم من الظلمات الى النور الله عز وجل يقول فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. وفي البقرة فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الله ارسل هذه الرسالة ليخرجنا من من الشقاء ليعصمنا من الضلال. الله هذه ارسل هذه الرسالة ليخرجنا من الظلمات الى النور. لاجل ذلك ارسل الله عز وجل هذه الرسالة. رسالة لها مرسل ولها مرسل اليه. ولها سبب. هذه الرسالة لها رسول. الله عز وجل من شرف هذه الرسالة اختار لها ملائكته جبريل صلى الله عليه وسلم. ونزل بها على خير الخلق من البشر محمد صلى الله عليه وسلم. واختار الله عز وجل لحمل هذه الرسالة خير البشر بعد الانبياء. صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه ليست سلسلة ذهبية. انما سلسلة بلاتينية لو صح التعبير. هذه سلسلة سلسلة اسناد اروع ما تكون. الله عز وجل لشرف هذه الرسالة وعظمة هذه الرسالة عنده الله سبحانه وتعالى لم يصطفي لها اي احد. ولم يأت بها اي احد انما جاء بها خير ملائكته على خير رسله على خير البشر لتصل الى تلك الرسالة الان. تلك الرسالة لها ايضا لها مضمون. لها مرسل لها مرسل اليك لها سبب لها رسول لها مضمون. نعم. هذه الرسالة لها مضمون. ومن اعجب العجب بل عجب يعجب منه العجب. ان نتعامل مع هذه الرسالة تعامل للاسف نستحي ان نتعامله مع رسائل البشر. تعامل للاسف نستحي ان نتعامل به مع الجرائد والمجلات الشيء الوحيد في حياتنا الذي نقرأه للقراءة هو القرآن الكريم. للاسف لا اجد واحدا ابدا يأتي بجريدة ويفتح على مقال من المقالات ثم يقرأ المقال وبعد ان يقرأ تقول له ما الذي يقوله الكاتب؟ يقول لك لا ادري انما كنت اقرأ للقراءة لم نجد ابدا احدا اشترى كتابا ثم عاد الى بيته ويقرأ فيه ونقول له ما الذي استفدته من الكتاب؟ يقول لا ادري انما كنت اقرأه للقراءة الشيء الوحيد في حياتنا الذي نقرأه للقراءة هو القرآن الكريم. والامة الوحيدة التي تقرأ للقراءة هي امة الاسلام الان للاسف الشديد القرآن رسالة من الله عز وجل الينا. هذه الرسالة لماذا ارسلها الله عز وجل الينا؟ لماذا انزلها الله عز وجل الينا؟ هذا المضمون العظيم النفيس الذي في هذه الرسالة كيف نتعامل معه؟ كيف بعضنا للاسف للاسف كل همه ان يقبل المصحف ويضعه في علبة فاخرة في افضل مكان عنده. بعضنا يتجاوز ذلك فيبدأ يقرأ البعض الاخر يتجاوز ذلك فايه؟ يهتم بان يجود البعض الاخر يتجاوز زلك فيهتم بان يحفظ ولكن للاسف اين المعاني اين فهم المعاني اذا ارسل انسان لانسان رسالة هل يهمه بالاساس معانيها ام مبانيها؟ يهمه معانيها. المباني اوعية للمعاني المباني طوبى لانها وعاء للمعنى لكن اهم من تلك المباني ولا شك المعاني التي تحملها تلك المباني. المعاني التي تحملها تلك الالفاظ. فالبعض منشغل بالقراءة فحسب والبعض منشغل بالحفظ فحسب. والبعض منشغل بالتجويد فحسب. والبعض مشتغل بالتعظيم فحسب فاذا تجاوزنا كل ذلك وبدأ الانسان يهتم بالفهم انه يفهم معاني كتاب الله فللاسف يفهم ولا يعمل يفهم ولا يتدبر تعامل عجيب مع تلك الرسالة العظيمة التي ارسلها الله عز وجل الينا. تعامل نستحي ان نتعامل به مع رسائل البشر. مع البشر ومع يعني هذه النعمة العظيمة وهذه المنة الجسيمة التي ارسلها الله عز وجل الينا نتعامل هذا التعامل العجيب اذا يعني بحثنا في هذا الكتاب العظيم في القرآن الكريم نبحث ماذا يريد الله عز وجل منا؟ نبحث لمازا انزل الله هذا الكتاب لماذا انزل الله هذا الكتاب؟ دعونا نسمع من نسمع الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى يصف لماذا انزل هذا الكتاب يعني انا لا اريد الان كلامي ولا كلامك ولا كلام فلان تتبعوا في القرآن الكريم كلمة انزل نزل انزلناهم تتبعوا هذه الكلمة في القرآن الكريم. لتعلموا لماذا انزل الله هذا الكتاب الكريم انا في الحقيقة قلت لنفسي لم لا اتتبع انا؟ فبدأت فعلا اتتبع هذه اللفظة في القرآن الكريم. لفظة ماذا لا؟ لفظة تنزل لفظة آآ انزل لفظة انزلناه. اتتبع هذه اللفظة ليعلم لماذا انزل الله عز وجل القرآن الكريم. ففوجئت في الحقيقة ان يعني قرابة ما يزيد او ما يربو على عشرين اية تؤكد ان الله عز وجل انما انزل هذا الكتاب لينتفع بمعانيه فيه اكثر من الانتفاع بمبانيه كثير من الايات تشير الى ذلك يعني الله سبحانه وتعالى يقول هذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. وغيرها من الايات التي لا حصر لها التي تؤكد ان الله عز وجل انما انزل هذا الكتاب ليخرجنا من الظلمات الى النور. او انزل هذا الكتاب لنؤمن به لنتفكر فيه لنعقله لم اجد قط ولا اية واحدة تشير الى ان الله عز وجل انزل ذلك الكتاب للعناية فقط بمبانيه الله عز وجل انما انزله للعناية اساسا بمعانيه هذه اشكالية كبرى اشكالية الوسيلة والغاية الله عز وجل انزل هذا الكتاب لغاية لان ينتفع بمعانيه وكانت الايه؟ المباني او الالفاظ وسيلة توصلنا الى العناية بمعاني القرآن الكريم. الوسيلة مطلوبة والغاية مطلوبة. لكن بين الوسيلة والغاية كما بين السماء والارض. كما قال ابن القيم رضوان الله عليه مطلوب نعتني بالوسيلة مطلوب نعتني بالغاية لكن ينبغي ان تكون العناية بالغاية ابلغ ملايين المرات من العناية بالوسيلة. لكن ان تعيش الامة كل عمرها وان تصرف جل وقتها وجل جهدها في العناية بالمباني فحسب فهذا غبن والله هذه تارة والله ان يعيش الانسان ويموت الانسان وما باشرت معاني القرآن قلبه. ان يعيش الانسان ويموت الانسان وما غير بانوا في سلوكه معا ها تاني رسالتان هذه رسالة وهذه رسالة انا لا ادعوكم يعني الا لامر واحد فقط في هذه الحلقة ادعوكم لان تتعاملوا مع هذه الرسالة اعظم الرسائل وانفسها يعني وانا اقولها وانا مستحي كما تتعاملون مع هذه الرسالة يعني رغم يعني ان بينهما كما بين السماء والارض لكن للاسف لاننا لا نحسن التعامل مع تلك الرسالة. فانا لا اطمع الان في اكثر ان تتعاملوا مع هذه الرسالة كما تتعاملون مع هذه الرسالة نسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على القيام بحق كتابه علينا انه ولي ذلك والقادر عليه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والى لقاء اخر في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج المميز ان شاء الله برنامج القرآن الجديد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته