نحوها شهد. ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله واشهد ان محمدا عبده ورسوله اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم مع حلقة جديدة من حلقات القرآن من جديد تعلم ولم يتعلم نعم تعلم ولم يتعلم لانه تعلم على مراده لا على مراد ربه لانه تعلم شيء وغابت عنه اشياء لانه تعلم ما ظن انه الانفع له ولم يكن له ولم يكن هو الانفع له سبحان الله اذا طالعنا عبارة تعلم في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة نجد ان هذه العبارة تعبر عن العلم والعمل وان التعلم الذي جاء في الشريعة وخصوصا فيما يتعلق بالقرآن الكريم يعبر عن تعلم المباني وتعلم المعاني وتعلم العمل فقد نص الصحابة الكرام على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمه العلم ويعلمهم العمل يعلمهم المباني ويعلمهم المعاني ويعلمهم كيف يعملون بهذه المعاني. قالوا فتعلمنا العلم والعمل جميعا قالوا فتعلمنا القرآن والعمل جميعا. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. هذه رواية ثلاث سبحان الله فهناك توأمة حاصلة في الشريعة بين مصطلحي العلم والعمل هما ان صح التعبير توأم ملتصق توأم ملتصق اذا اجتمع افترقا وان افترقا اجتمعا ان صح التعبير فحينما تطالب الشريعة بالعلم فهي مطالبة ضمنية ولا شك بالعمل وحينما تطالب الشريعة بالعمل فهي مطالبة ضمنية ولا شك بالعلم. لان الله عز وجل قد ذم في اعظم سورة في القرآن الكريم اولئك الذين يعلمون ولا يعملون. واولئك الذين يعملون ولا يعلمون فنقول حينها اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم اهل العلم والعمل غير المغضوب عليهم اولئك الذين يعلمون ولا يعملون ولا الضالين اولئك الذين يعملون على جهل يعملون ولا يعلمون. نعم فهناك توأمة حاصلة بين العلم والعمل. فمتى ما طالب ربنا بالعلم فهي مطالبة ضمنية بالعمل. فذاك الذي تعلم العلم فقط او تعلم المباني فقط هو تعلم لكنه في الحقيقة لم يتعلم. بل ان الامر يترقى لان كثير من اهل العلم يؤكدون ان من لم يعمل بعلمه فلا يعد في ديوان العلماء عاملا نعم بل ان بعض اهل العلم يؤكدوا ان من لم يعمل بعلمه فلا يعد عالما في الشريعة اصلا لان الشريعة لا تطلق لفظ علم الا على من علم عمل نعم وهذا الكلام قد نص عليه الامام القاري رحمه الله رحمة واسعة. ودعوني اتلو على مسامع حضراتكم كلامه نصا في التأكيد على ان على انه ليس يعد في الشريعة علما ذاك الذي لا يعمل به صاحبه. فيقول رضوان الله عليه العلم اذا لم يكن مورثا للعمل فليس علما في الشريعة. اذ اجمعوا على ان من عصى الله فهو جاهل ومن اعظم النصوص التي تتجلى فيها تلك التوأمة بين العلم والعمل قول الله عز وجل فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وانا لا اريد ان بعباراتي دعونا نتابع كلام العلماء. جاء في التفسير الوسيط اذا تبين لك ما سقناه عن حال السعداء والاشقياء فاعلم انه لا اله الا الله واثبت على هذا العلم واعمل بمقتضاه واستمر على هذا العمل وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير فالامر في قوله فاعلم كناية عن طلب العلم وهو العمل بالمعلوم. والشيخ السعدي الله رحمة واسعة. يقول العلم لابد فيه من اقرار القلب ومعرفته. ومعرفته بمعنى ما طلب منه علمه. وتمامه ان يعمل انهم يؤكدون جميعا على ان نعلم هنا اعني اعلم واعمل واستمر. وقال البقاعي فان هذا العلم هو اعظم الذكرى المنجية من اهوال الساعة. وانما تكون عالما اذا كنت اذا كان نافعا. وانما يكون نافعة اذا كان مع الاذعان والعمل بما يقتضيه والا فهو جهل صرف. وقال ابو السعود في تفسيره فاثبت على ما انت عليه من العلم بالوحدانية والعمل بموجبه. وقال الواحدي لم ارى في هذا شيئا امثل مما قال ابو اسحاق وهو انه قال والمعنى من علم فليقم على ذلك العلم. والرازي نختم بكلامه. فيقول فانت في نفسك عامل بعلمك وعلمك حيث تعلم ان الله واحد وتستغفر وانت بحمد الله مكمل يعني مكمل وتكمل المؤمنين والمؤمنات وانت تستغفر لهم فقد حصل لك الوصفان فاثبت على ما انت عليه ولا يحزن انت كفرهم حاصل كلام علمائنا الاجلاء ان فاعلم افادت فاعلم واعمل واستمر على هذا العمل. تلك توأمة بين العلم والعمل وستتجلى ان شاء الله لما نتكلم عن قول الله عز وجل يعلمهم الكتاب والحكمة. لما نتكلم عن هذا التعليم الذي كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم. بل سبحان الله اللفظة حتى استخدمت في القرآن في هذا السياق. لما قال ربنا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم سبحان الله قال الحسن علمتم فعلمتم ولم تعملوا فوالله ما ذلكم بعلم وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم. فهو هنا سبحان الله! قال علمتم فعلمتم علمتم. ما لم تعلموا فسرها بان لم تعملوا فوالله ما ذلكم بعلم. سبحان الله! هذه نصوص من القرآن الكريم تتضح فيها تلك التوأمة. وهناك نصوص من السنة ايضا ياتي على رأي رأسها خيركم من تعلم القرآن وعلمه ولنا معه وقفة خاصة ان شاء الله. وهناك ايضا من النصوص الكثير التي يؤكد فيها النبي صلى الله عليه وسلم على التوأمة بين العلم والعمل. فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضوان الله عليه وقد سأله عن المخرج من الفتن فتن الانسان منا يتعرض للفتن. فتن كقطع الليل المظلم. تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فما المخرج من الفتن؟ يسأل حذيفة النبي صلى الله عليه وسلم عن المخرج من الفتن تتوقعون ما الذي سيقوله له النبي صلى الله عليه وسلم؟ سيقول له احصر الفتن وانتبه وافعل لا ليس هذا قال له باختصار تعلم كتاب الله واعمل به فهو المخرج من ذلك فاعاد عليه حذيفة وقال تعلم كتاب الله واعمل به فهو النجاة فاعاد عليه حذيفة فقال تعلم كتاب الله واعمل به فهو النجاة. وفي رواية تعلم كتاب الله واتبع ما فيه فهو النجاة فالنبي صلى الله عليه وسلم يرشده الى ان المخرج في التعلم والعمل الى ان المخرج في العلم والعمل الى ان اخرج والنجاة من الفتن في العلم والعمل. تعلم النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هنا على تلك التوأمة الحاصلة بين العلم والعمل وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في الحديث الذي ذكرناه سابقا حينما تحدثنا عن صاحب القرآن من قرأ القرآن وتعلمه وعمل بما فيه. هذه امة ايضا والنبي صلى الله عليه وسلم يوصي الصحابة فيقول تعلموا كتاب الله واقتنوه وتغنوا به. فوالذي نفس محمد بيده لهو اشد تفلتا من المخاض في العقل وهذا الحديث في مسند الامام احمد وصححه الشيخ الالباني وصححه محقق مسلم ايضا المناوي يقول تعلموا كتاب الله اي القرآن وتفهموه واقتنوه اي الزموه الزموه الزموه اعملوا به؟ نعم فالمناوي يفيد ان معنى اقتنوه اي الزموه فهذا نص اخر يؤكد فيه النبي صلى الله عليه وسلم على التوأمة بين العلم والعمل. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم اكد على التوأمة بين العلم والعمل في حديث عظيم في رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم. وكان مما رآه فيها. واستمعوا الى هذه الكلمات بقلوبكم. نسأل الله العافية. كان مما رآه فيها رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر او صخرة فيشدخ به رأسه. فاذا ضربه وتدهداه الحجر فانطلق اليه ليأخذه فلا يرجع الى هذا حتى يلتئم رأسه. نسأل الله العافية. قائم على رأسه يضربه بالحجر يشدخ رأسه. يذهب يأتي مرة اخرى يجد الرأس التئم يضربه مرة اخرى فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المشهد المريع ذلك المشهد البشع العجيب فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم والذي رأيته يشدخ رأسه نسأل الله العافية. فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به الى يوم القيامة وهذه رواية البخاري في صحيحه علمه الله القرآن ولم يعمل تأكيد على التوأمة بين العلم والعمل ايضا. ومر بنا حديث اول من تسعر بهم النار ان القارئ سيسأل فماذا عملت فيما علمت وغيرها من الاحاديث التي تتجلى فيها التوأمة بين العلم والعمل. بل ان علمائنا الكرام يؤكدون على ان العالم لا يعد عالما الا اذا كان بعلمه عاملا. قال الشاطبي العلم الذي هو العلم المعتبر شرعا. اعني الذي مدح الله ورسوله اهله على الاطلاق هو العلم الباعث على العمل الذي لا يخلي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان. بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه. الحامل له على قوانينه طوعا او وابن جماعة من علمائنا الكرام يقول واعلم ان جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء انما هو في حق العلماء العاملين الابرار المتقين سبحان الله الخطيب البغدادي له كلمات نفيسة يقول فان العلم شجرة والعمل ثمرة وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا ليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا سبحان الله هذه كلمات تكتب بماء الذهب ليس يعد عالما من لم يكن بعلمه الى ويقول والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة. هم المسلم ان ينجو ولا ينجو الا اذا عمل ولا يعمل الا اذا علم نعم يقول والعلم غاية العلم فلولا العمل لم يطلب علم ولولا العلم لم يطلب عمل. نعم اشكالية الوسائل والغايات. العلم وسيلة والعمل غاية وبينهما كما بين الوسائل والغايات. الوسيلة مطلوبة والغاية ينبغي ان يكون طلب الانسان لها اكثر. فلا يكتفي المرء منا بانه قد حصل الوسيلة ولم يحصل الغاية ابو الدرداء يقول ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا. بل انهم سبحان الله يعني الحسن البصري يقول العالم الذي وافق علم عمله ومن خالف علمه عمله فذلك راوية حديث سمع شيئا فقال وغيرها من الايه؟ يعني من النصوص عنهم يعني النصوص الكثيرة عنهم التي تؤكد على ان التعلم ليس كما نريد نحن او كما للاسف يشتهر في وسطنا ان نتعلم اي تعلم تعلم القرآن اي تعلم مبانيه وتعلم معانيه وتعلم كيفية العمل به تعلم العلم وتعلم العمل فلفظ التعلم في الشريعة تعني تعلم وعمل. ولفظة عمل تعني تعلم وعمل فهما توأم ملتصق اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اهل العلم والعمل وان ان يجعلنا من العلماء العاملين وان يجعلنا من اهل العلم بالقرآن الكريم على الحقيقة. الذين يتعلمون العلم ويتعلمون العمل. يتعلمون المباني رواية ويتعلمون المعاني دراية ويتعلمون العمل رعاية ان شاء الله تعالى. وبذلك لا نكون من اولئك الذين يوصفون بانهم علموا وما علموا لانهم ما عملوا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يدعو اسألك علما نافعا واعوذ بك من علم لا ينفع اللهم انا نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفع واوصانا صراحة فقال سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من من لا ينفع وكان يقول اعوذ بك من علم لا ينفع ومن عمل لا يرفع. فالعلم الذي لا يعمل به صاحبه لا يحصل له به انتفاع. والعمل الذي لا يكون بالعلم لا يحصل له ارتفاع. اللهم انا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن عمل لا يرفع ومن قلب لا يخشع من بطن لا تشبع ومن دعاء لا يسمع. انك ولي ذلك والقادر عليه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. سبحانك اللهم ربنا اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. دمتم في امان الله ورعايته. والى لقاء اخر ان شاء الله