بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافع قال لا ينفعه انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح اي ان الاعمال الصالحة تكون باطلة اذا لم يكن العبد مؤمنا الكفر مبطل للعمل مثل ما قال الله سبحانه وتعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فالكفر محبط للعمل مبطل له. ويقول جل وعلا ما وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ويقول جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين يقول جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بسورة في سورة الانعام ذكر الله عز وجل بصفحة واحدة على التوالي ثمانية ثماني عشر ثمانية عشر ثمانية عشر نبيا عدهم جل وعلا على التوالي ثم ذكر بعد ذلك ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون التوحيد لا توحيد لا مجال فيه اذا انتفى التوحيد بطل العمل اذا انتفى التوحيد بطل العمل مهما كان ومهما كان العامل فان التوحيد اذا انتفى بطل العمل فالعمل لا يكون مقبولا الا اخلاص الدين لله وتوحيده جل في علاه هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ابن جدعان ابن جدعان هو عبد الله ابن جدعان كان كثير الاطعام كان كثير الاطعام حتى ذكروا ان انه اتخذ جفنة وعاء كبير يصنع فيه الطعام ذكروا انه اتخذ جفنة للظيفان يرقى اليها بالسلم من كبرها وآآ كثرة ما يهيأ للظيفان اكراما لهم وكان من بني تميم بن مرة من اقرباء عائشة نقلب عائشة رضي الله عنهم وكان عنها وكان من رؤساء قريش فذكرت للنبي عليه الصلاة والسلام شيئا من اه اعماله والخيرات التي كان يقوم بها قالت كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ اي عند الله فهل ذلك نافع عند الله؟ يعني عنده خيرات بذلها وقدمها وانواع من الاحسان عملها من صدقات ومن نفقات ومن اطعام ومن صلة للارحام واشياء من هذا القبيل فهل ذلك نافع؟ قال لا ينفعهم قال عليه الصلاة والسلام لا ينفعه انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين اي انه كافر بالبعث كافر بالبعث و الكفر بالله او بشيء من اصول الايمان به جل في علاه مبطل للعمل كله محبط له مبطل للعمل كله محبط له قال انه لم يقل يوما هذا هو المانع من من القبول لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين فهذا كفر والكفر مانع من قبول العمل مثلها تماما وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فهذا هذا مانع كفر اذا وجد فالخيرات تبطل الصدقات تبطل النفقات تبطل الاعمال الصالحة تبطل ولا تنفع صاحبها الا ايه؟ الا بقيد الايمان اذا كان مؤمنا نفعته اذا كان كاثرا لم تنفعه مثل هذا الحديث في قصة سؤالنا عائشة رضي الله عنها ان عبد الله ابن جدعان قصة عدي بن حاتم وعلي بن عدي بن حاتم والده حاتم الطائي مضرب المثل بالكرم اضرب به المثل على مر العصور بالكرم والحفاوة بالظيفان والبذل باكرامهم فعدي كما ثبت في المسند وغيره سأل النبي عن والده عن هذه الاشياء التي كان يقوم بها والده قال قال عادي كما في المسند وغيره ان ابي كان يصل الرحم ويقرئ الضيف ويفعل كذا وكذا يعني يعدد من مآثره واعماله التي كان يقوم بها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن والده اي هل هذا ينفعه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان اباك اراد شيئا فادركه ان اباك اراد شيئا فادركه. قال اهل العلم عن الذكر الشهرة فهذا الشيء اراده وادركه لكن حظ الاخرة وثواب الاخرة يكون آآ يناله العبد اذا كانت كما قال الله ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيه وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا سعي الاخرة لابد ان يكون بهذه الصفة يعمل عمل اخرة يراد به وجه الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة فقال ذاك اراد ان اباك اراد شيئا فادركه قال اهل العلم الذكر الشهرة هذا الذي كان يريده وادركه ولهذا الحديث نظائر والحاصل ان اه من لم يؤمن لم ينفعه عمله من لم يؤمن لم ينفعه عمله الصالح لان كفره بالله محبط لعمله نعم قال رحمه الله باب لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنون حتى تحابوا. اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم قال باب لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا الجنة هي دار المؤمنين ودار اهل الايمان فلا يدخلها الا من كان كذلك فالجنة هي دار المؤمنين. وفي الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة في حجة الوداع كان عليه الصلاة والسلام قد ارسل غير واحد من الصحابة يعلن في الناس ذلك لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة الجنة دار الايمان ولا ولا يدخلها الا الا اهله كما ان النار دار الكفر والعصيان فالحاصل ان الجنة لا لا تدخل الا بالايمان. وكلما زاد النصيب من الايمان زادت المنازل والرفعة في الجنة والدرجات ولهذا اه مطلوب من المسلم ان يعمل الاسباب التي تكمل ايمانه وتتمم دينه اورد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا لان الجنة كما تقدم دار الايمان ولا تدخل الا به ولا تؤمنون حتى تحابوا ولا تؤمنون حتى تحابوا هنا فيها امر مهم الذي هو التحاب بين المسلمين والشيوع المحبة بينهم لان الايمان تعاون على البر والتقوى وتناه عن الاثم والعدوان واذا عدمت المحبة بين المؤمنين فاين التعاون ومن ذا الذي سيسعى له؟ والمحبة التي تعمل هذه الامور المفقودة ولهذا من من المهمات بين المؤمنين ان يعملوا على تنمية المحبة بينهم وتقوية اواصرهم والعمل على توثيقها وبذل الاسباب التي تنميها. هذا كله من المطالب المأمور بها المسلم وكذلك الابتعاد عن الاسباب التي تظعف المحبة او تذهبها انظر قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعظكم على بيع بعظ هذي كلها تظعف هذه المحبة وربما تذهبها كما يضعف هذه المحبة مطلوب من المسلم ان يبتعد عنه وما يقويها مطلوب منها ان يستكثر منه. حتى تزيد المحبة واذا زادت المحبة زاد الايمان وزادت اعمال الايمان وكثر البر وكثر الخير اما اذا وجد التباغض تبعه التعادي والتنافر والعداوة وانشغل الناس ببعضهم عن دينهم وطاعة ربهم سبحانه وتعالى قال ولا تؤمنون حتى تحابوا ثم دل على امر عظيم يا يعين على اه يعين على تقوية المحبة بين المؤمنين قال اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم افشوا السلام. افشوا السلام اي اشيعوا السلام بينكم حين يلقى بعضكم بعضا تبادرون الى السلام ولا يكون سلامكم اه مع خواصكم ومن تعرفون بل السلام على مبذول على لمن عرفت ولمن لم تعرف قد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان من امارات الساعة ان يكون السلام على المعرفة مقصور على من يعرفه الانسان والا الذي جاءت به الشريعة وبذل السلام لكل مسلم من عرفت ومن لم تعرف واذا اشيع السلام بين المؤمنين حرك في قلوبهم المحبة لان هذا الذي يلقاك بالسلام هذه الدعوة العظيمة سلامه عليك يجذب قلبك اليه ويجعل نفسك تطمئن نحوه فقال عليه الصلاة والسلام اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم افاد الحديث ان التحاب هذا من الايمان بل اه مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وايضا من الايمان افشاء السلام هذا الحديث ان من الايمان افشاء السلام. نعم وقد جاء في في الاثر عن عمار ابن ياسر قال ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان. ثلاث من جمعهن فقد جمع اه الايمان الانصاف من نفسك وبذل السلام والانفاق من من الاقتار والانفاق من الاقتار. فهذه الثلاث ذكرها البخاري في صحيحه هذه الثلاث من جمعهن جمع الايمان فالسلام من الايمان القاء السلام وافشاء السلام هذا من الايمان. نعم قال رحمه الله باب لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. وكان ابو هريرة يلحق معهن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه بفيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن وفي حديث همام يرفع اليه المؤمنون اعينهم فيها وهو حين ينتهبها مؤمن وزاد ولا يغل احدكم حين يغل وهو مؤمن فاياكم اياكم قال باب لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن هذه الترجمة فيها بيان ان هذه الاعمال الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب والغلول ونظائرها هذه الاعمال نواقص للايمان ومضعفات له وموجبات للعقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى لان فيها اخلال الايمان الواجب ان فيها اخلال بالايمان الواجب آآ اذا وقع المرء في الزنا او وقع في السرقة او وقع في شرب الخمر او الغلول او الانتهاب او نحو ذلك فان اعماله هذه توهن وتظعف ايمانه وتكون معرضة له عقوبة الله سبحانه وتعالى قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو والنفي هنا للايمان ليس ليس نفيا لاصله ليس المعنى انه يكون كافرا عندما يقع في هذه المعاصي كما يقوله الغلاة من الوعيدية بل المراد بالنفي نفي كمال الايمان الواجب نفي كمال الايمان الواجب فليس النفي اصل الايمان ولكنه نفي جمال الايمان الواجب ولهذا من يقع في هذه الاشياء يوصف بانه مؤمن ضعيف الايمان او مؤمن ناقص الايمان. لا يقال انه كافر ولا يقال انه مؤمن هكذا بالاطلاق فلا يعطى وصف الايمان بالاطلاق ولا ينفع عنها ايضا بالاطلاق بل اه يثبت له الايمان مع النقص فيه والظعف مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او مؤمن ناقص الايمان ولهذا مذهب اهل السنة في مرتكب الكبيرة اخذا من هذه النصوص وسط بين الغلاة والجفاة. الغلاة يقولون ان مرتكب الكبيرة كافر او خارج من الايمان الجفاة يقولون لا يظر بل هو مؤمن كامل ايمان مع كبائره ومعاصيه والمعاصي لا لا تؤثر يقولون في الايمان فكل من القولين ظلال وباطل. والوسط قوام بين ذلك وسط بين اه قول الغلاة وقول الجفاة وهو ان مرتكب هذه الذنوب مؤمن ناقص الايمان لا يقال هكذا مؤمن بالاطلاق ولا ايظا ينفع عنها الايمان كلية وانما هو مؤمن اه بايمانه فاسق كبيرته. مؤمن عاص مؤمن فاسق. وهكذا فمن فوائد هذا الحديث في باب تعريف الايمان وسبق الاشارة الى ذلك ان الحديث يدل على ان ترك المعاصي قربة لله من الايمان. وداخل في مسمى الايمان وفي اعمال الايمان قال وكان ابو هريرة رضي الله عنه يلحق معهن ولا ينتهب نهبة الى اخره الفرق بين النهبة والسرقة ان السرقة اه خلسة وخفية وخفية والانتهاء علانية فكان ابو هريرة يلحق معهن ولا ينتهب نهبة ما معنى يلحق معهن؟ يعني يلحق معهن؟ يعني مع الثلاثة المتقدمات. السرقة والزنا والخمر فما معنى يلحق معهن هل هل المراد يلحق هذه التي هي النوبة معهن من عنده هو رضي الله عنه الا كان ابو هريرة قال الراوي كان ابو هريرة يلحق معهن. هذا يوهم انه موقوف على ابي هريرة لكن جاء التصريح في بعض الروايات برفعه الى النبي عليه الصلاة والسلام فيكون المعنى في قول الراوي هنا يلحق معهن رواية لا من نفسه يلحق معهن رواية عن النبي عليه الصلاة والسلام لا من عند نفسه نعم قال رحمه الله باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين نعم هذا يؤجل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم