بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبدالقوي المنذري رحمه الله بمختصر صحيح مسلم باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين هذا فيه ان المؤمن كيس فطن اذا اوتي من موضع وحصل عليه من جهته ضرر فانه يكون نبيها وفطنا فلا يعود باذن الله عليه الظرر من الموطن نفسه مثل الانسان الذي اه لدغ موطن من جحر كان قريبا منه ووضع يده حوله فانه يكون في المرات الاخرى حذرا ويشتد حذره حتى حتى ان حتى ان الناس يقولون في الامثال من لدغته الحية خاف من الحبل يعني من شدة الحذر الذي يكون عليه فيما لو لدر من حيا فالمؤمن اذا اتاه بلاء من جهة او ضرر من جهة فانه يكون حذرا من كل وسيلة تؤدي الى ذلك الضرر فلا يتكرر عليه الظرر باذن الله سبحانه وتعالى من من جهة واحدة فالمؤمن لا يلدر من جحر مرتين قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. المراد بالمؤمن هنا اي الكيس الفطن من كان كذلك فانه لا يلدغ من جحر واحد مرتين اي اذا حصل له الظرر من جهة فانه يتجنبها ويحتاط ويحتاط لنفسه الا يقع عليه الضرر من جهتها اذا حصل له مثلا الظرر من رفقة فانه يحتاط فلا يحرص على صحبتهم حتى لا يتكرر عليه الظرر اه من جهتهم. اذا حصل له اه الظرر من مسلك فانه يحذر ذلك المسلك حتى لا يتكرر عليه اه الضرر اه مرة ثانية فهو لا يلدغ من جحر مرتين اذا وقع في خطيئة اذا وقع في خطيئة وهذا ايضا ملحظ مستفاد من الحديث اذا وقع في خطيئة وذنب فانه يتألم لهذه الخطيئة التي وقع فيها كاللضيق اذا تألم من اه لدغة حية او عقرب فهذا يتألم انه وقع في امر يسخط الله سبحانه وتعالى يغضبه جل في علاه فلا يعود لا يعود الى الى ذلك ومن المعاني ايضا التي تستفاد من الحديث ان المؤمن لا يستغفل ويخدع مرة بعد مرة فما عنده من ايمان وفطنة ونباهة فهو كيس حذر فطن فلا يلدغ من من جحر واحد مرتين ويروى في سبب الحديث قصة ولكنها لا تثبت غير ثابتة من حيث الاسناد وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام اسر في غزوة بدر احد المشركين الذين كان لهم تسلط في التحريض على المسلمين ويهجو المسلمين بشعره ويحرض عليهم عاهد النبي صلى الله عليه وسلم الا يعود فاطلقه فعاد الى ما كان عليه فاسره في احد فطلب ان يطلقه فقال لا يلدغ الجح لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لكن القصة غير ثابتة غير ثابتة من حيث الاسناد والحديث معناه واضح وهو مثل مثل ذكره النبي عليه الصلاة والسلام منبها فيه على نباهة المؤمن وفطنته وحذره وانه لا يستغفل ولا يخدع ولو قدر ان حصل له من جهة ما مرة ظرر آآ فانه يحتاط لنفسه ويكون حذرا في المرات الاخر نعم قال رحمه الله باب في الوسوسة في الايمان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به قال وقد وجدتموه قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان قال باب في الوسوسة في الايمان. الوسوسة في الايمان اي الوسوسة التي تعرض للمؤمن وهي من القاء الشيطان كما قال الله سبحانه وتعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فالوسوسة هي شيء يلقيه الشيطان هي نفس الانسان فتنة له وايقاعا له في الزيغ وصرفا له عنا الايمان وتعظيم الله سبحانه وتعالى وهي تهجم على قلب المؤمن بغير اختياره وتدخل الى قلبه بغير استئذان فجأة يجد انها دخلت في قلبه وسوسة ومثلا تساؤلات باطلة مثل ما تقدم معنا في اه الحديث آآ يأتي ويقول هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله وساوس يلقيها الشيطان في في نفس الانسان قد تقدم ان المؤمن مأمور في هذا الموطن بالانتهاء عن هذه الوساوس والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم الذي يلقي هذه الوساوس ومأمور بان يقول امنت بالله او امنت بالله ورسله فهذا كله مما يطرد عنه هذه الوساوس ويقطعها باذن الله سبحانه وتعالى اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه قالوا انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به نجد في انفسنا اي شيئا يجول فيها ويخطر في النفوس ويكون هذا الذي يجول في انفسنا قبيحا شنيعا عظيما فظيعا حتى ان احدنا يتعاظم ان يتكلم به لا ان يخر كما جاء في بعض الاحاديث احدنا من السماء احب اليه من ان يتكلم به اي من عظم هذا الكلام وخطورته وشناعته وهو شيء نجده في انفسنا يأتي فجأة يجول في في انفسنا وهذه كما تقدم وساوس يلقيها الشيطان ويجدها فعلا دخلت في نفسه بغير اختياره ولا طلب منه ولا استدعاء لها وانما فجأة يجدها دخلت في في نفسي مثلت لها سابقا بالشخص الذي يمشي في طريق صحيح اه نقي نظيف ثم يفاجأ بريحة عفنة في الطريق ما طلبها ولا قصدها ولا استدعاها ولا طلبها وانما عرظت له في طريقه فالعاقل في مثل هذه الحالة يمضي في طريقه ولا يقف في موطن العفن والنتن لا يقف بل يمضي في طريقه فهذا مثل هذه الوساوس العارظة لا يقف عندها بل يمضي في طريقه يمضي في ايمانه يمضي في اه طاعته لله سبحانه وتعالى واذا كان الذي يمر بموطن العفن يبغض ذلك ويكرهه ينتظر الوقت الذي يخلص من هذا الموطن الذي فيه العفن وربما اسرع الخطى حتى يتجاوز هذا الموطن فكذلك المؤمن اذا عرظ عرظت له تلك الوساوس فانه آآ يبغضها ويجد في نفسه كراهية شديدة لها ويمضي في آآ طاعاته ولا يلتفت الى هذه الوساوس بل يعمل على قطعها كما امره بذلك النبي عليه الصلاة والسلام فسألوه انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به قال وقد وجدتم وقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان ذاك صريح الايمان. الاشارة هنا عائدة الى التعاظم بشارة هنا عائدة الى التعاظم ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به. قال ذاك صريح الايمان يعني ذاك التعاظم لهذا الامر في نفوسكم والكراهية له والبغضة لوجوده في نفوسكم ذاك صريح الايمان لان اه سبب وجود هذه الكراهة والبغظة في نفس المؤمن لهذه الاشياء التي هجمت على قلبه وايمانه لولا ان الله سبحانه وتعالى اكرمه بهذا الايمان في قلبه لما وجد في نفسه كراهية لهذه الاشياء بل ربما استحسنها واعجبته الى اخره. لكن المؤمن لما اكرمه الله سبحانه وتعالى في قلبه من الايمان فان هذه الاشياء اذا هجمت على نفسه وجد فورا في قلبه كراهية لها وتعاظم لوجودها في نفسه قال عليه الصلاة والسلام ذاك صريح الايمان استفادوا من قوله عليه الصلاة والسلام ذاك صريح الايمان فائدة عظيمة جدا وهي اهمية هذا التعاظم وتنميته في النفس اهمية هذا التعاظم الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بان ايمان اه فهذا يفيد اهمية هذا التعاظم واهمية تنميته في النفس عند ورود مثل هذه الوساوس حتى تنطرد الا الوساوس من النفس ولهذا امر في هذا الموطن ان يقول امنت بالله وبرسله ان يقول امنت بالله وبرسله ان يقول ايظا الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لان هذا الايمان وتقويته في النفس هو الطارد باذن الله سبحانه وتعالى لهذه الوساوس مع الاستعاذة نعم قال رحمه الله باب اكبر الكبائر الاشراك بالله عن عبدالرحمن بن ابي بكرة عن ابيه رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثا الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور او قول الزور وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت قال باب اكبر الكبائر الاشراك بالله هذا حديث عن الكبائر وايراد الكبائر والحديث عنها باب الايمان لان الكبائر منها ما هو مبطل للايمان محبط له منها ما هو منقص لكمال الايمان الواجب. معرض للمرء لعقوبة الله. سبحانه وتعالى الكبائر منها ما هو مضاد للامام مناقض له ومنها ما هو مضعف للايمان منقص له ايراد الكبائر والحديث عنها في ابواب الايمان من من هذه الجهة مثل ما تقدم معنا لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو ومؤمن هذه كلها كبائر هذه كلها كبائر آآ تعرض الايمان وتؤدي به الى النقص الظعف فيكون فاعلها مؤمن ضعيف الايمان مؤمن ناقص الايمان يصبح مؤمنا فاسقا بسبب هذه الكبائر من اجل المحافظة على الايمان لابد من اتقائها واجتنابها والحذر منها ولهذا سيأتي في الباب الذي في الحديث الذي بعده اجتنبوا اي كونوا في جانب وفي منأى وبعد عن هذه الكبائر لانها تضر ايمانكم قال باب اكبر الكبائر الاشراك بالله انا عبدالرحمن ابن ابي بكرة عن ابيه ابي بكرة رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثا اي ثلاث مرات يعيد هذه الجملة الا هذي اداة تنبيه ويؤتى آآ بها في الكلام بين يدي الامور العظيمة التي يراد تنبيه السامع الى الاصغاء والاستماع قال الا انبئكم باكبر الكبائر افاد هذا الحديث ان الكبائر الكبائر فيها ذنوب تأتي اه في موطن تكون اشد خطورة من غيرها واعظم واكبر والذنوب المنقسمة الى صغائر وكبائر والكبائر كذلك منقسمة الى كبيرة واكبر ففيه تفاوت في الكبائر في حجمها وعظم ما مضرتها؟ حتى الكبيرة الواحدة الواحدة حجمها في الكبر يتفاوت بحسب ما يحتف بها يتلبس بها من امور يعني مثلا الزنا كبيرة من كبائر الذنوب لكن الزنا بحليلة الجار اعظم وآآ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث انه اعظم من الزنا بعشر نسوة فهذا يدل على التفاوت. التفاوت في في في بهذه في هذه الكبيرة نفسها فالكبائر نفسها تتفاوت والكبيرة الواحدة ايضا تتفاوت بحسب ما اه يحتف بها قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثا اي اعاد هذه الجملة ثلاث مرات من اجل تنبيه المتلقي وان يحظر ذهنه وان يحسن الاصغاء هذا يستفاد منه حقيقة فائدة مهمة في باب الكبائر ان الكبائر يجب على المسلمين ان يعرفوها وان ينتبهوا لها. انظروا الى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث مرات يقول الا انبئكم كانه يقول انتبهوا ساخبركم بامر عظيم لابد ان تعرفوه ومهم للغاية لا بد ان تنتبهوا له وان تكون ان تكونوا منه على حذر فهذا يستفاد من فهذه فائدة تستفاد من الحديث ان باب الكبائر باب مهم يجب على المسلمين ان يكونوا على معرفة بالكبائر وخطورتها والعقوبات التي اعدها الله سبحانه وتعالى لفاعليها من اجل ان اتقوها واحذروها ولهذا بعض العلماء الف كتبا مفردة خاصة بالكبائر من احسنها واجودها كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى الكبائر لابد ان تعرف والقصد من معرفتها اتقاؤها اذ كيف يتقى اذ كيف يتقي من لا يدري ما يتقي لا بد ان تعرى ولهذا قال الا انبئكم باكبر الكبائر اي انتبهوا واعرف آآ الكبائر واعرف اكبرها حتى تكونوا منها في حيطة وحذر قال الاشراك بالله الاشراك بالله وهذا اكبر الكبائر واعظم الذنوب ولهذا في القرآن الكريم لما تذكر الكبائر ولما تذكر المنهيات يؤتى في مقدمتها الشرك يعني انظر فيا سورة الاسراء ذكر نواهي كثيرة جدا ذكر نواهي آآ كثيرة بدأ بقوله لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا ثم ذكر بعد ذلك ولا تقرأ تقتل النفس ذكر بعد ذلك ولا تقتلوا اولادكم وذكر ولا تقرب الزنا وذكر بعد ذلك ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ولا تقربوا مال اليتيم ولا تقف ما ليس لك به ان ذكر امور كثيرة من النواهي لكنه بدأها لا تجعل مع الله الها اخر ايضا في سورة الانعام في اخرها قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم لما تلا هذه المحرمات بدأها بالشرك قل تعالوا اتوا ما حرم ربكم عليكم الا تشرك به شيئا ثم ذكر جملة بعده من النواهي ذكر بعده جملة من النواهي لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها ومن بطن لا تقتلوا النفس التي حرم الله آآ ولا تقربوا مال اليتيم ذكر جملة من النواهي لكنه بدأها اه بالاشراك والنهي عنه لانه اعظمها وهكذا في السنة هذا الحديث وايضا الحديث الذي بعده عندما تذكر الكبائر يبدأ باكبرها اعظمها وهو الاشراك بالله والاشراك بالله هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله وحق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا فمن جعل مع الله شريكا في حقه الذي هو له وحده سبحانه وتعالى فقد اتخذ اه مع الله شريكا ويكون بذلك ارتكب اعظم الموبقات واكبر الذنوب واعظم الاثام قال الاشراك بالله الاشراك بالله هو ان يجعل المرء ندا مع الله وشريكا معه سبحانه وتعالى وعقوق الوالدين وعقوق الوالدين قرن اه عقوق الوالدين هذا الذنب العظيم باعظم الذنوب الذي هو الاشراك بالله كما انه في القرآن قرن حق الوالدين بحق الله في ايات كثيرة جدا مر معنا بعضها هذا يؤكد على عظم حق الوالدين وكبره وان لهم حق خاص على الولد ووصينا الانسان بوالديه احسانا ووصينا الانسان بوالديه حسنا هناك وصية خاصة عظيمة بالوالدين احسانا وبرا ورحمة واكراما وهناك ايضا تحذير شديد من ضد ذلك وهو العقوق والعقوق هو القطيعة والاذى بالقول او الفعل الذي يجعل الا اه يجعل الابوين او احدهما يألم ويحزن ويتألم يتوجع قلبه ويتأثر من تصرف الابن فهذا يدخل في اه في هذا الباب باب العقوق الذي هو من كبائر الذنوب ليس آآ ليس معصية امرها هين او صغيرة بل هو عظيمة من عظائم الذنوب وكبيرة من كبائر الاثام وشهادة الزور او قول الزور هذا شك من الراوي وقول الزور يعني هنا ذكر لفظان لفظ خاص ولفظ عام اه شهادة الزور هذا لفظ خاص وقول الزور هذا لفظ عام نقول الزور يدخل في يدخل في اشياء منها ماذا شهادة الزور يدخل فيه اشياء منها شهادة الزور فذكر لفظه خاص وعام والزور هو الباطل والكذب وما يكون بها اخذ حقوق الناس ظلما ولما ذكر عليه الصلاة والسلام شهادة الزور او قول الزور اكد عليها بالتكرار وكان عليه الصلاة والسلام متكئا فجلس متكئا اي كان حين حدثهم بهذا الحديث متكئا اي مائل على احد جنبيه مائل على احد جنبيه متكئ على شيء مائل اليه فلما وصل الى قوله وشهادة الزور جلس جلس وهذا يوضح ان المراد متكئا اي انه مائل على احد الجنبين فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت يعني شفقة على النبي عليه الصلاة والسلام وهذا التكرار منه عليه الصلاة والسلام من كمال نصحه لامته وحرصه عليهم وشفقته كما قال الله عنه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم للمؤمنين رؤوف رحيم نعم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبعة الموبقات اجتنبوا اي ابتعدوا و كونوا بعيدين حذرين مجانبين لهذه الموبقات المهلكات واختار هذا اللفظ آآ ايظا نصحا للعباد يعني اجتنبوا كونوا في جانب بعيد عنها كونوا في جانب وهي في جانب اخر بعيدة عنكم لا تقربوها فقوله اجتنبوا يفيد ترك هذه الاشياء وايضا البعد عن الوسائل التي تفظي اليها وتؤدي اليها اجتنبوا السبع ذكر الرقم قبل ان او ذكر العدد قبل ان يذكر المعدود هذا من اجل الضبط ظبط هذه الاشياء ومعرفتها لانه لو روى الانسان الحديث وقال جاء في الحديث اجتنبوا السبع الموبقات ثم عدها ستا قيل له بقي السابع ولو استذكرها في نفسه اجتنبوا السبع الموبقات ثم عدها ستا يقول بقي واحد يبحث عنه فهذه فائدة عظيمة بذكر العدد يعني لو ذكرت المسألة بدون عدد ربما فيما بعد ينسى الانسان منها واحدا ولا يظن انه فاته منها شيء ولا يظن انه فاته منها شيء فذكر العدد في الاحاديث وايظا في كتب اهل العلم لما يذكرون العدد هذا حقيقة مفيد في الظبط جدا اتذكر في هذا قصة لطيفة لجدي رحمه الله في اخر حياته كنت جالسا جنبه فقال لي الا آآ ذكر يعني الشام من الاصول الثلاثة يحفظها من صغره فجاء قالوا والطواغيت خمسة الطواغيت كثيرون لا كثرهم الله ورؤوسهم خمسة وعدهم ثم لما وصل الى الخامس وقف قال باقي واحد ما هو بقي واحد هذي فائدة العدد هذي فائدة العدد لما يذكر يعين على الطبط ولو ان الانسان حين يستذكرها ينسى واحدا يعرف انها خمسة مثلا اجتهد في ولهذا يكثر في الاحاديث احاديث النبي عليه الصلاة والسلام آآ ذلك فقلت قلت للجد هذا الخامس من عبد من دون الله وهو راق قال رحمه الله ايه هذا طاغوت مدلدل يعني مكشوف مع كل جهة واضح رحمه الله وغفر له. المهم ان المسألة آآ فيها آآ ذكر المعدود ذكر العدد قبل ذكر معدود هذا مفيد جدا في ظبط العلم قال اجتنبوا السبع الموبقات اي المهلكات الموبقات المهلكات التي توبق من فعلها وتهلكه تعرضه للعقوبة والسخط سخط الله سبحانه وتعالى قيل يا رسول الله وما هن لما حذرهم ان هناك موبقات سبع مهلكة احذروها كونوا في جانب عنها وبعد قالوا ما هن من اجل ماذا سألوا من اجل اتقائها والحذر منها وهكذا يجب على المسلم ان يعرف حتى يتقي ولهذا قول الصحابة وما هن يا رسول الله هذا في شاهد القول المأثور كيف يتقي من لا يدري ما يتقي لا بد ان تعرف الكبائر حتى تتقى قال الشرك بالله الشرك بالله الشرك بالله ان يجعل آآ المرء مع الله ندا في شيء من حقوقه سبحانه وتعالى والسحر السحر والسحر لا يكون الا عن كفر بالله ولهذا ذكر عقب الشرك مباشرة قبل غيره ذكر عقب الشرك مباشرة قبل غيره لانه لا يكون الا عن كفر مثل ما قال الله سبحانه وتعالى نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر السحر لا يكون الا عن كفر بالله ونبذ للقرآن واتباع للشياطين ودعوة لا لا وطاعة لهم فيما يدعون له من الكفر بالله سبحانه وتعالى وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق اي النفس المعصومة المحرمة فقتلها هذا من الموبقات ومن عظائم الذنوب واكل الربا واكل مال اليتيم ذكر لفظ الاكل لانه غالب ما يقع والا كل تناول لي مال اليتيم او للربا باكل او اه اي نوع اخر من انواع الانتفاع فهو شامل له واخذهم الربا وقد نهوا عنه فاخذ الربا محرم سواء اكله او شربه او لبسه او آآ اتخذه آآ مركوبا او مسكنا او الى غير ذلك فهو محرم وكذلك مال اليتيم والتولي يوم الزحف اي الفرار ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله هذا من الكبائر تولي يوم الزحف اي الاصطفاف والوقوف بين يدي العدو لان هذا يخذل المسلمين وربما يعرضهم الهزيمة لانه اذا اصطف الريشان والتهم الصفان ثم فر انسان او او او فر ايظا اخر هذا الفرار يوجد ظعف وربما يعرض الناس للهزيمة وايضا يزيد من قوة العدو ونشاطه لما يرى في بعضهم قد فر ازداد نشاطه فلهذا اه خص هذا بانه كبيرة لانه له مظرة يعني ربما لو انه لم يأتي اصلا اهون من انه يقف ثم لما يلتقي الصفان يفر هذا يضر آآ مضرة عظيمة جدا قال والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المحصنات من الاحصان وهو العفة والسلامة من الفواحش محصنات الغافلات يعني غافلات عن هذا الشيء الذي رومينا به رومين بشيء هن غافلات عن لسنا من اهله ولسنا ممن يرتأي يرتكبنه وحافلات فقذف المحصنات اي العفيفات الحرائر الغافلات المؤمنات هذا من عظائم الذنوب وكبائر الاثام جمع في هذا الحديث سبع موبقات مهلكات وذكر في الحديث الذي قبله اه ثلاث موبقات الاشراك وعقوق الوالدين وشهادة الزور مجموع ما تحصل من الكبائر من الحديثين تسع كبائر لان الشرك تكرر في في الحديثين وثمة احاديث ايضا اخرى فيها عد للكبائر فهذا يستفاد منه ان الثلاث في الحديث الاول والسبع في الحديث الثاني ليست حصرا للكبائر في هذا العدد ليست محصورة لا لا في السبع التي ذكر في الاول ولا في الثلاث الذي ذكر في آآ في هذا الحديث ولا في الثلاث في الذي ذكر في الذي قبله فالكبائر عديدة حتى قال بعض الصحابة الى الى السبعين اقرب كثيرة ولهذا من عد من العلما في الكبائر كثير منهم اوصلها الى السبعين وقف استنادا للاثر عن ابن عباس الى السبعين اقرب. فعدد منهم اوصلها الى السبعين الذهبي سبعين كبيرة السبعين سب الصحابة وبها ختم عدة للكبائر رحمه الله تعالى آآ الكبائر باب من العلم مهم جدا والمسلم ينبغي ان يكون على معرفة الكبائر لاجل ان ان يتقيها وان يحذرها وان يتجنب الوقوع فيها نعوذ بالله من اه منكرات الاخلاق والاهواء والادواء ونسأله جل في علاه ان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم