بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب في رؤية الله جل جلاله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان اناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في القمر ليلة البدر قالوا لا قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا. قال فانكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الامة فيها منافقوها فيأتيهم الله تعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورته التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم اكون انا وامتي اول من يجيزني ولا يتكلم يومئذ الا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان؟ قالوا نعم يا رسول الله. قال فانها مثل شوك السعدان. غير انه لا يعلم ما قدر عظمها الا الله يخطف الناس باعمالهم فمنهم الموظق يعني بعمله ومنهم المجازى حتى ينجى حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد واراد ان يخرج برحمته من اراد من اهل النار امر الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن اراد ان يرحمه ممن يقول لا اله الا الله فيعرفونهم فيعرفونهم في النار يعرفونهم باثر السجود. يأكل تأكل النار من ابن ادم الا اثر السجود الله على النار ان تأكل اثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة من من حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو اخر اهل الجنة دخولا الجنة. فيقول اي ربي وجهي عن النار فان فانه قد قشبني ريحها واحرقني ذكاؤها فيدعو الله ما شاء الله وهو ان يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى هل عسيت ان فعلت ذلك بك ان تسأل غيره فيقول لا اسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله في صرف الله وجهه عن النار فاذا اقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اي ربي قدمني الى باب الجنة فيقول الله له اليس قد اعطيت عهودك ومواثيق ضحك لا تسألني غير الذي اعطيتك ويلك يا ابن ادم ما اغدرك فيقول اي ربي يدعو الله حتى يقول له فهل عسيت ان اعطيتك ذلك ان تسأل غيره؟ فيقول لا وعزتك فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه الى باب الجنة فاذا قام على باب الجنة انفاقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير فرأى ما فيها من الخير والسرور فيسكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اي ربي ادخلني الجنة. فيقول الله تبارك وتعالى له اليس قد اعطيت عهودك مواثيقك الا تسأل غير ما اعطيت. ويلك يا ابن ادم ما اغدرك فيقول اي ربي لا اكون اشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فاذا ضحك الله تعالى منه قال ادخل الجنة فاذا دخلها قال الله له تمنى فيسأل ربه ويتمنى حتى ان الله ليذكره من كذا وكذا حتى اذا انقطعت به الاماني قال قال الله تعالى ذلك لك ومثله معه قال عطاء ابن يزيد وابو سعيد الخدري مع ابي هريرة لا يرد لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى اذا حدث ابو هريرة ان الله عز وجل قال لذلك الرجل ومثله معه قال ابو سعيد وعشرة امثاله معه يا ابا هريرة قال ابو هريرة ما حفظت الا قوله ذلك لك ومثله معه قال ابو سعيد اشهد اني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة امثاله قال ابو هريرة وذلك الرجل اخر اهل الجنة دخولا الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ما بعد فلا نزال في باب الرؤيا رؤية الله سبحانه وتعالى قد تقدم في هذه الترجمة حديثان حديث ابي حديث ام المؤمنين عائشة وحديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنهما افاد الحديثان كما تقدم نفي الرؤية في الدنيا واما هذا الحديث الذي ختم به هذه الترجمة فهو فيه اثبات الرؤية في الاخرة وقد جمع هذين الامرين قول النبي عليه الصلاة والسلام اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فهذا الحديث نفاها في الدنيا واثبتها في الاخرة والحديثان المتقدمان فيهما نفي الرؤية في الدنيا والحديث الاخير حديث ابو هريرة الاتي معنا فيه اثباتها في الاخرة قال ابو هريرة رضي الله عنه ان ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة هل نرى ربنا يوم القيامة السؤال عن عن الرؤية في الدار الاخرة هل هي ثابتة هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في القمر ليلة البدر يعني عندما يكون القمر في ليلة البدر هل يحتاج الامر منكم عند رؤيتكم له وان كثر عددكم هل يحتاج الى تزاحم وتقارب وتدافع وتظار من اجل ان يراه كل واحد منكم ام ان الامر للجميع حتى وان كثر العدد فالكل فالكل يراه بدون تزاحم وبدون تضارب وبدون تدافع لان التضارب والتزاحم والتدافع يحصل من الناس عند رؤية الاشياء الدقيقة التي يحتاج يقترب الناس و يتجمعون في مكان واحد من اجل ان يروا لكن القمر وليلة البدر وليس بينهم وبينهم سحاب لا يحصل اه ولا تظام ولا تزاحم ولا تدافع ولا ظيم لا تضامون في رؤيتك كما في رواية والمقصود من من ذلك ان الكل يراه رؤية واضحة وفي الحديث الاخر قال انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر والتشبيه هنا للرؤية بالرؤية وليس للمرء بالمرء فمن حيث تشبيه للرؤية بالرؤية من حيث الوضوح للجميع وعدم التضارب وعدم التزاحم وعدم الظيم لاي احد منهم فالكل يراه وهذا كله تأكيد للرؤية وتحقيق وتثبيت لها وان الجميع يرونه سبحانه وتعالى قال هل تظارون الشمس ليس دونها سحاب ليس دون هل يحصل لكم تضار عند رؤية الشمس وليس هناك سحاب يحجب الشمس عنكم قالوا لا الكل يراها واظحة بدون تزاحم بدون تدافع قالوا لا. قال فانكم ترونه كذلك فانكم ترونه كذلك ترونه كذلك هذا مثل قوله انكم سترون ربكم كما ترون القمر انكم سترون ربكم كما ترون القمر. قال فانكم ترونه كذلك اي كما ترون الان في الدنيا القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته وكما ترون الشمس ليس دونها سحاب لا تضار في رؤيتها فانكم سترون ربكم يوم القيامة كذلك تشبيها للرؤية بالرؤية وليس للمرء بالمرء قال يجمع الله الناس يوم القيامة يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه يعني كل يتبع معبوده فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا الشمس ولا للقمر اسجدوا لله الذي خلقهم ان كنتم اياه تعبدون اه في الناس من عبد الشمس وفي الناس من عبد القمر ويوم القيامة يقال لكل عابد بمعبود اتبع معبودك اتبع معبودك التي فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ما تغني عنهم من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت والطاغوت مشتق من الطغيان والمراد به هنا كل من عبد من دون الله وهو راض كل من عبد من دون الله وهو راض بعبادته اما بالدعوة اليها او بالاقرار لها فهذا طاغوت هذا طاغوت عبدته يوم القيامة يتبعونه يقدمهم الى النار ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الامة فيها منافقوها فيها منافقوها بقاء المنافقين لانهم في الظاهر بالدنيا متسترين بالايمان وانه من عبدة الله ويعبدون الله ويسجدون ويصلون لله عز وجل لكن قلوبهم خراب ليس فيها عقيدة ليس فيها ايمان بالله سبحانه وتعالى تبقى هذه الامة فيها منافقوها فيأتيهم الله تعالى في صورة غير الصورة التي يعرفون الصورة التي غير اه صورة غير الصورة التي يعرفون ما هي السورة التي يعرفون ما الصورة التي يعرفون؟ قال يأتيهم في صورة غير صورته التي يعرفون بعضهم قال يعرفون اي من خلال ما جاء في النصوص وصفه بها اجا في النصوص وصفه بها لكن جاءت احاديث اخرى في الصحيح مفسرة مفسرا لهذا مفسرا لقوله اه التي يعرفون جات روايات اخرى مفسرة لهذا والصيرورة تكون اليها والاخذ يكون بها لانه جاء في بعض الاحاديث فيأتيهم الجبار في صورة غير الصورة في غير صورته التي رأوه فيها اول مرة اذا في رؤية قبل هذي رأوه فيها فعرفوه بها ثم يأتيهم سبحانه وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون يجب على المسلم في هذا المقام ان يعظم النصوص وان يعظم احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومن تعظيمها الايمان بها دون الخوض فيها تأويلا او تحريفا او تكلفا في صرف آآ معانيها بزعم تنزيه الله عن امر ان قدح في ذهن هذا المتكلف انه نقص في حق الله عز وجل وحاشى ان يصف النبي صلى الله عليه وسلم ربه بنقص او بما لا يليق به سبحانه وتعالى فالاصل في هذه النصوص ان تمر كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت مع الحذر من تكلف في تأويلها او صرفها عن اه معانيها الى معاني بعيدة زعما بذلك ارادة تنزيه الله سبحانه وتعالى وكذلك في الوقت نفسه يجب ان يحذر التشبيه لان الصفات لان الصفات كلها تثبت لله على وجه يليق بجلال الله وكماله على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله هل تعلم له سم يا؟ الاستفهام بمعنى النفي اي لا سمي له سبحانه وتعالى ولا شبيه ولا نظير فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لانه في موطن امتحان فيقول نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورته التي يعرفون في صورته التي يعرفون اي تلك التي رأوه فيها اول مرة فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا فيتبعونه انت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم اي على متنها وينصب على طرفيها ممتدا على متن جهنم وجاء وصفه في حديث ابي سعيد بانه ادق من الشعر واحد من السيف والله عز وجل يقول وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جزيا وهذا المراد به العبور على هذا الصراط الورود العبور على الصراط الذي ينصب على متن جهنم فينجي الله المؤمنين بالعبور سالمين ويذر الظالمين فيها جثيا اي يتساقطون في النار عياذا بالله من ذلك قال ويظرب الصراط بين ظهري جهنم فاكون وامتي اول من يجيز اول من يجيز اي اول من يعبر الصراط ويمر ومرور هؤلاء على الصراط ليس على اه قدر واحد في المرور بل يتفاوتون بحسب الايمان والعمل الصالح ولهذا جاء في الحديث الاخر منهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمرك اجاويد الخيل ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يمر ركظا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا فهذا التفاوت في السير راجع الى تفاوتهم في الايمان وان شئت قل راجع الى تفاوتهم في السير على الصراط المستقيم في الدنيا لان بحسب سير الانسان على الصراط المستقيم في الدنيا يكون سيره على الصراط المستقيم الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة ومن يجيز الصراط يعبره فهذا هو الفائز كما قال الله فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ولا يتكلم يومئذ الا الرسل ولا يتكلم يومئذ الا الرسل ودعوى الرسل اي دعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم هذه ما هي شفاعة هذه الشفاعة من الرسل للمؤمنين يشفعون لهم عند الله سبحانه وتعالى سلم اي سلمهم من النار نجا من السقوط والوقوع فيها يسر لهم العبور على هذا الا الصراط فقوله اللهم سلم سلم هذا شاهد لنوع من انواع الشفاعة الثابتة يوم القيامة لان الشفاعة التي يوم القيامة انواع منها الشفاعة لمن استحق دخول النار ببعض الذنوب الا يدخلها الا يدخلها اللهم سلم سلم قالوا وفي جهنم كلاليب مثل شوط السعدان كلاليب مثل شوك السعدان السعدان هذا نبت نوع من الشجر له آآ اه شوك ضخم معقف الرؤوس رأسه فيها عقف يعني التواء معقف الرؤوس والكاليب جمع كلاب وشبه بشوك السعدان الذي له آآ في رأسه في اعلاه فهي كلاليب اي حديد معقفة الرؤوس تخطف الناس باعمالهم هكذا قال تخطف الناس باعمالهم فانها مثل شوك السعدان غير انه لا يعلم ما قدر عظمها الا الله تخطف الناس باعمالهم تخطفهم باعمالهم ماذا الرديئة التي اوبقتهم اما العمل الصالح صاحب العمل الصالح هي ينجيه الله سبحانه وتعالى ويسلمه فمنهم الموبق بعمله فمنهم الموبق بعمله الموبق اي المهلك اجتنبوا السبع الموبقات فمنهم الموبق بعمله ومنهم المجازى من المجازات ومنهم المجازى اي على عمله حتى ينجى حتى ينجى يعني نوعان منهم موبق مهلك بعمله ومنهم من هو دون ذلك فيجازى بعمله ثم ينجى ومن هؤلاء من تلفحه النار هذا الذي جاء في بعض الروايات انه يمر زحفا فتلحفه النار تلفحه النار من اطرافه بسبب بعظ اعماله لكنه ينجو ينجو لا يكون موبق مثل الذي طرح في جهنم ويبقى فيها مدة حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد واراد ان يخرج برحمته من اراد من اهل النار واراد ان يخرج برحمته من اراد من اهل النار المراد باهل النار هنا عصاة الموحدين اما الكفار لا سبيل لهم الى شيء من رحمة الله لقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء المراد بقوله اراد ان يخرج برحمته من اراد من اهل النار اي من عصاة الموحدين فانهم يخرجون من النار دفعات دفعات ظبائر ظبائر كما سيأتي معنا في الحديث لاحقا اما المشرك فهذا لا مطمع له اصلا في شيء من رحمة الله قال امر الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن اراد ان يرحمه قارن هذا بحديث تقدم معنا وحديث ابن مسعود باب انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى في الاسراء قال اعطي صلوات الله وسلامه عليه الصلوات الخمس اعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من امته شيئا المقحمات المقحمات التي تقحم الا النار. فهنا اثبت الغفران هنا اثبت الغفران لمن لم يشرك بالله شين غفران المقحمات وهنا ان المقحمات ادخلت عددا من هذا النار ثم يخرجون منها فيما بعد بعد ان يعذبوا في النار عذاب تطهير وتنقية قال امر الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا هذا يوضح لنا ما سبق بيانه ان قوله في الحديث الاول غفر لمن لم يشرك بالله شيئا ان هذا في حق من شاء الله سبحانه وتعالى له ذلك ممن قال لا اله الا الله اه مخلصا وكان لهذه الكلمة قوة في في الصدق وفي الايمان لان ليس كل من يقول لا اله الا الله حالهم فيها سواء من حيث قوة ايمان القلب ولهذا يتفاوت حظ الناس من اثار لا اله الا الله بحسب حظه من قوة الايمان الذي في قلوبهم فهم يتفاوتون بحسب الايمان الذي في قلوبهم تفاوتا عظيما. ولهذا تميز صاحب البطاقة الذي يأتي يوم القيامة عنده تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فتوضع البطاقة التي فيها لا اله الا الله في كفة والسجلات في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات فذاك لا اله الا الله عنده لها آآ لها له مع لا اله الا الله هذه قوة في الايمان اوصلت هذه الكلمة هذا الموصل وبلغت هذا المبلغ واما هنا فلم يشركوا بالله شيئا عندهم ذنوب اوبقتهم اهلكتهم ولم يبلغوا رتبة الاولين الذين جاء ذكرهم في الحديث في قوة التوحيد وتحقيقه فاوبقتهم فيدخلون النار ثم يأمر الله الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن اراد ان يرحمه ممن يقول لا اله الا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم باثر السجود تأكل النار من ابن ادم الا اثر السجود قيل اثر السجود الجبهة وقيل السبعة السبعة الاعضاء التي يسجد عليها الجبهة مع الانف هذا واحد وباطن الكفين والركبتين واطراف القدمين قال حرم الله على النار ان تأكل اثر السجود فيخرجون من النار قد قد امتحشوا متوحش اي من من النار احرقتهم واسودت بشرتهم ولابس ساعة ياتي في حديث حتى اذا كانوا فحما يعني يصبحون مثل الفحم قطع من الفحم يصبح حالهم على هذه الحال فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل صب عليهم ماء الحياة جاء في بعض الاحاديث ما يبين ذلك انهم يبثون في انهاء على انهار الجنة يعني يلقون في نهر الفردوس فينبتون بماءه كما تنبت الحبة في حميل السين حميل السيل الصين اذا جاء للوادي يحمل من بطن الوادي البذور التي في الوادي يحملها ويحمل الطين على متنه ويستمر ماشيا ويقذف على جنبتيه ماذا الطين والبذور تحيا هذه البذور بماء السيل حياة سريعة بنظرة سريعة وجمال ولهذا نرى ذلك في اه في اثر السيل اذا جئت الى الوادي ترى جنبتي وقد كان قبل ذلك لا زرع فيه ولا نبات تراه على اثر السيل بعدها بايام قلائل واذا به نظرا نبتت هذه الحبوب التي حملها السيل على متنه والقاها على جنبتيه مع طين طيب فتنبت اه الحبة والمراد بالحبة هاي الحبوب التي البزور التي تنبت بها نبات نباتات الصحراء المتنوعة كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل الرجل هذا ما صفته؟ ما حاله هذا اخر رجل يدخل الجنة يخرج من نار ويدخل الجنة هذا اخر واحد ماء ما ما حاله وما حظه من ذكر قصته العجيبة يبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو اخر اهل الجنة دخولا الجنة فتبقى طلباته بانصرافه عن النار ودخوله الجنة متدرجة اول ما يسأل يسأل ربه ان يصرف وجهه عن النار قال قد قشبني قد قشبني اذاني واضر ريحها واحرقني ذكاؤها اي استلاء النار وحرارتها فيدعو الله ما شاء ان يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى هل عسيت ان فعلت ذلك بك ان تسأل غيره؟ فيقول لا اسأل غيره ويعطي ربه من عهوده ومواثيقه ما شاء الله. فيصرف الله وجهه عن النار فاذا اقبل اي بوجهه على الجنة ورآها سكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اي رب قدمني الى باب الجنة قدمني الى باب الجنة ثم يعطي المواثيق كما سبق ثم ياه يعطي المواثيق والعهود الا يسأل غير ذلك فيأذن الله سبحانه وتعالى فيقدم الى باب الجنة فاذا قام على باب الجنة ان فقه ان فهقت له الجنة اتسعت تسعد ان فهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور وفي الخارج فيسكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول يا رب ارني يا ربي ادخلني الجنة عندما تنفهق تنفتح وتتسع ويرى ما بداخلها هو في الخارج خارجها تطمع نفسه اكثر فيسأل الله سبحانه وتعالى ان يدخله الجنة قال اليس قد اعطيت عهودك ومواثيقك الا تسأل غير ما اعطيت؟ ويلك يا ابن ادم ما اغدرك اي ما اكثر تركك للوفاء فيقول اي رب لا اكون اشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى فاذا ضحك الله تعالى منه قال ادخل الجنة فاذا دخلها قال الله له تمنى سل ما تريد من الاماني فيسأل ربه ويتمنى حتى ان الله لا يذكره من كذا وكذا اشياء لا تأتي في ذهنه آآ حتى اذا انقطعت به الاماني قال ذلك لك ومثله معه. ابو سعيد رضي الله عنه كان حاضرا تحديث ابي هريرة بهذا الحديث فقال ابو سعيد وعشرة امثاله معه قال ابو هريرة ما حفظت الا قوله ذلك لك ومثلهما. قال ابو سعيد اشهد اني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذلك وعشرة امثاله ومن حفظ حجة على من لم يحفظ فهذا اخر رجل يدخل الجنة له هذه الاماني كلها ليست الاماني فقط بل له هذه الاماني وعشرة امثالها والله سبحانه وتعالى وواسع الفضل. اذا كان هذا اخر اهل الجنة دخول الجنة له هذا القدر وله هذا الحظ من النعيم فكيف بمن هو اعلى منه؟ وكيف باهل الغرف والمنازل العلا الرفيعة في جنات النعيم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم