بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين ابو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب عن حصين بن عبدالرحمن رضي الله عنه قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت انا ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت قال فماذا صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي. حدثنا. حدثناه الشعبي فقال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة ابن حصيب الاسلمي انه قال لا رقية الا من عين او حمى فقال قد احسن من انتهى الى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه احد اذ رفع اذ رفع اذ رفع الي سواد عظيم فظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر الى الافق فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي انظر الى الافق الاخر فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهظ فدخل منزله فخاض الناس في اولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فاخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة ابن محصن ابن ابن محصن فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم فقال انت منهم ثم قام رجل اخر فقال ادعو الله ان يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله في اختصاره لصحيح مسلم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب هؤلاء الذين ذكر النبي عليه الصلاة والسلام دخولهم الجنة وانه بلا حساب اي ولا عذاب دخولا مباشرا لا يسبقه عذاب ذكر النبي عليه الصلاة والسلام صفتهم وانهم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون وفي بعض الروايات الثابتة زيادة ولا يكتوون فذكر لهم اربع صفات جماع هذه الصفات الاربعة التوكل تكميله تكميل مقام التوكل فهم من توكلهم التام على الله عز وجل لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون وفي الرواية التي هنا عند مسلم رحمه الله قال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون الى اخره لا يرقون هذه اللفظة غير محفوظة بل هي شاذة قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لم يقل اي النبي عليه الصلاة والسلام لا يرقون وان كان ذلك قد روي في بعض طرق مسلم فهو غلط فان النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه ورقى غيره ولكنه لم يستر وذكر رحمه الله تعالى الفرق بين الراقي والمسترقي ان المسترقي سائل مستعطي ملتفت الى غير الله بقلبه والراقي محسن نافع فالحاصل ان الذي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في صفة السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب انهم لا يستفرقون والسين للطلب اي لا يطلبون منا غيرهم ان يرقيهم اما رقية المرء لنفسه او رقيته الاخرين فهذا كله لا يضع ولا يتنافى مع ما ذكر في الحديث وهذه اللفظة لا يرقون هذه اه غير ثابتة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليك ثم هذا الحديث بهذا التمام حقيقة يصور لنا مجلس آآ عظيم ورائع من مجالس التابعين وجدير بطلاب العلم ان يتأملوا مثل هذه المجالس مجالس التابعين طريقة حوارهم طريقة تناقشهم تناقشهم طريقة بحث في مسائل العلم حتى يستفاد من الادب الرفيع والخلق العظيم التعامل الكريم فهذا حصين ابن عبد الرحمن رحمه الله وسعيد بن جبير من كلاهما من فقهاء التابعين ومن علماء التابعين الاجلاء حسين بن عبد الرحمن احد علماء التابعين الفضلاء وائمة العلم النبلا والحفاظ المتقنين سعيد اه بن جبير كذلك من اجلة التابعين وعلية العلماء المحققين فذكر حسين قال كنت عند سعيد ابن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة الذي استهل هذا المجلس هو سعيد بالسؤال عن الكوكب الذي انقض البارحة الكوكب هو الشهاب الذي ترجم به الشياطين حين محاولتهم استراق السمع انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاد اب ثاقب فشهاب انقض في الليل فكان سعيد يسأل من رأى منكم ذلك الكوكب الذي انقض البارحة ومعنى انقظ اي سقط اذا كنا نتحدث عن زمانهم لكنا نتحدث عن زمانهم وحالهم في الليل من كان مستيقظا في الليل كان مستيقظا في الليل يرى الكوكب الذي انقض لكن الان مع الاظاءات الباهرة والشوارع والانارة مثل هذي الاشياء قليل ما ما يعني ترى الا اذا كان الانسان في البر ومثل هذه الاشياء عند السلف لها تأثير لانها عندهم ايات وهي كذلك باهرة تدل على عظمة الله وكمال تدبيره وكمال حفظه سبحانه وتعالى فحديث سعيد من هذا القبيل تذاكر هذه الاية العظيمة. بينما بعض الناس يراها ولا تعني شيء عنده وليس لها وقع لما قال حصين انا رأيته مقال حسين انا رأيته في زمانهم من يكون مستيقظا في اناء الليل وسط الليل او في اخر الليل لا يظنون فيه الا انه يصلي ما عندهم اي شيء اخر قارن بالواقع الان قارن بالواقع الان مع الاضاءة الليل الان اصبح اشبه بالنهار والنوم بعض الناس ليس له آآ ليس الليل هو السكن عنده اختلفت الامور اختلفت الامور لكن هناك في ذلك الزمان الذي يكون مستيقظ في الليل في اثناء الليل استيقاظه لا يظن فيه الا انه يصلي ولما كان حصين رحمه الله غير منشغل بالصلاة في تلك في ذلك الوقت ولا يحب ان يحمد بما لم يفعل او يظن فيه ما لم يفعل وهذا من تحاشيه وتجنبه الرياء والسمعة وان يحمد بما لم يفعله تلك الليلة قال اما اني لم اكن في صلاة اما اني لم اكن في صلاة يأتي التساؤل الذي يطرح نفسه اذا كان في غير صلاة اذا ماذا تصنع؟ لان في وقتهم ما ما هناك شيء سكون الليل اما يصلي او نائب فاجاب دون ان يسأل قال ولكني لدغت هذا هو السبب الذي من اجله كان رحمه الله مستيقظا تلك الساعة فكان متأذيا بسمها متألما من لدغتها منشغلا بذلك واللدغة بلا شك تؤذي الملدوع وتتعبه ولا يستطيع ان ينام فلاجل ذلك رأى الكوكب يجري ذلك رأى الكوكب هذا ولد بحثا جديدا في المجلس ولد بحثا جديدا وهو ماذا فعل؟ لما لدرته العقرب قال له سعيد بن جبير فما صنعت وهذا ايضا سؤال يطرح نفسه في مثل هذا المقام بماذا تعالجت؟ كيف فعلت؟ باي شيء تداويت وهذا يتضمن نوع من المواساة والاطمئنان على الصاحب والرفيق احيانا تأتي العاطفة بمثل هذا الموقف عند بعض الناس فلا يسألون عن للمصاب نفسه ماذا فعلت كيف عسى نمت عسى ما كان الالم شديد ما سألون عنا عنا ولا يعيشون المه وانما يسألون عن المعتدي عليه من وين جاءت هذه العقرب ايش لونها؟ كيف خرجت عليك؟ وش حجمها؟ اسئلة يسألونه عنها ولا يسألونه عن النفسي فلاحظ الفرق اه سعيد كان يسأله ماذا ماذا صنعت الوضع مؤلم شدة ماذا صنعت؟ يسأله عن نفسه بعض الناس في هذا المقام مباشرة يسأل عن المعتدية نفسها من وين جات شلونها كبيرة صغيرة الى اخره قال حصين استرقيت وفي بعض الروايات ارتقيت يعني رقى نفسه اي الذي فعلته وصنعته عندما لدغتني العقرب هو انني رقيت نفسي رقيت نفسي فقال له سعيد ما حملك على ذلك ما حملك على ذلك اي ما الذي دفعك الى الرقية هذا السؤال عن الدليل عن المستند الشرعي على هذا العمل وهذا من كمال حرص السلف على الاتباع العناية بالدليل بعض الناس ربما في مثل هذا الموقف يزعجهم هذا السؤال ولم يجد سعيد رحمه الله حرجا في سؤاله في مثل هذا المقام عن الدليل على ما فعل لكن بعض الناس قد يستكثر هذا السؤال ربما بعض الناس يقول في هذا المقام الرجل مصاب وسم وعقرب وانت تقول له دليل وهل هذا وقت دليل فهذا ايضا يبين لك الفرق بين من اه من يعظم السنة ويحرص عليها في كل حادثة في كل وقت في كل امر وبين من لا يبالي بها قال حسين حديث هذا هو الدليل حديث حدثناه الشعبي هاي الدليل الذي اه فعلت هذا الامر به دليل على ما صنعت حديث حدثناه الشعبي. قال وما حدثكم قال حدثنا عن بريدة ابن الحصيب انه قال لا رقية الا من عين او حمى والحديث واضح الدلالة على ما صنع ارتقى والدليل هذا هو لا رقية الا من عين او حمى العين اصابة العين والحمى هي لدغة العقرب فالحديث نص في الامر الذي فعله فهو فعل امرا بنص بدليل وقوله في الحديث لا رقية الا من عين او حماة. ليس المراد حصر جواز الرقية في هذين فقط وانما المراد لا رقية اشفى واولى وانفع من رقية العين والحمى حصين احسن الصنيع عندما رقى نفسه عملا بهذا الحديث واستنادا الى هذا الدليل ولهذا سعيد ابن جبير ماذا قال له نعم قد احسن من انتهى قد احسن من انتهى الى ما سمع اي احسنت في صنيعك واصبت في عملك حيث بنيته على الدليل بلغك الدليل وعملت به فاحسنت الصنيع. اذا تأمل المرء في واقع الناس بهذا الامر يجد انهم ينقسمون الى الى ثلاثة اقسام قسم يكون بلغه الدليل وعمل بالدليل وهذا محسن وهو خيرهم وقسم يعمل بدون دليل ولا برهان وهذا مسيء وقسم يعلم بالدليل ولكن لا يعمل به. وهذا كذلك مسيء فالمحسن هو الذي يعلم بالدليل ويعمل بالدليل كما قال سعيد قد احسن من انتهى الى ما سمع اي سمع الحق وعمل به هذا جمع بين العلم والعمل العلم بالحق والعمل به ثم قال سعيد بعد ان ايد حصينا على صنيعه ايده بقوله قد احسن من انتهى الى ما قد سمع فبعد ان ايده على صنيعه قال ولكن حدثنا ابن عباس وساق الحديث الذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسترقون هل اورد سعيد هذا الحديث ليخطئ صنيعة حسين واستدلاله لا لانه لا يمكن ان يكون يخطئ وهو يقول له قد احسن من انتهى الى ما قد سمع احسنت هذا العمل الذي فعلته السند تبيه الى الدليل واحسنت فيما صنعت ثم ساق هذا الحديث الذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسترقون ولم يورده سعيد ليخطئ به صنيع حسين وانما ساقه ليبين مقاما عظيما في هذا الباب وهو مقام التوكل وكماله لان الحديث الذي اورده معارض للحديث الاول لقوله قد احسن من انتهى الى ما قد سمع ولكن وساق الحديث الذي هو حديث ابن عباس فعلم بان الحديث الاول لا يخالف ولا يعارض الحديث الثاني لان الثاني في وصف السبعين الف الذين يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب بتمام التوكل هذه الصفات الاربع التي في الحديث اولا عرفنا ان لا يرقون هذه غير ثابتة لكن الثابت صفات اربع وهي لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون لا يسترقون السين للطلب اي لا يطلبون من غيرهم ان يرقيهم لان المسترقي سائل مستعطي ملتفت الى غير الله بقلبه فهذا يتنافى مع تمام التوكل وكماله ولا يتطيرون لا يتشائمون لا لا يتطيرون اي لا يتشائمون التطير هو التشاؤم بالطيور او او بغيرها ولا يكتوون الكي معروف والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان فيه شفاء لكن لما كان في ايلام للبدن وايذاء له بكية بالنار الم النار جاء في هذا الحديث في صفات السبعين انهم من تمام توكلهم لا لا يعملون هذا العمل الذي هو الكي وان كان فيه شفاء كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في شفاء امتي في ثلاث وذكر منها كية نار وذلك من تمام توكلهم قال وعلى ربهم يتوكلون وهذه الجامعة لكل الصفات ومردها اليها اي من تمام توكلهم على الله سبحانه وتعالى فهم لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون والتوكل اعتماد القلب على الله وتفويض الامر اليه وحده جل في علاه وهو لا يتنافى مع فعل السبب لا يتنافى مع فعل السبب فقام عكاشة ابن محصن بكسر الميم رضي الله عنه فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم ادعوا الله ان يجعلني منهم. فقال النبي عليه الصلاة والسلام انت منهم وهذه شهادة عظيمة من النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الصحابي الجليل بالجنة دخولا اوليا بدون حساب مع السبعين الف ثم قام رجل اخر فقال ادع الله ان يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة سبقك بها عكاشة وهذا قطع فيه النبي عليه الصلاة والسلام التسلسل في المجلس الى ان يصل ربما ان يسأل من لا يكون كذلك فقطع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر بلطف وجواب جميل بالاخبار الى سبق عكاشة رضي الله عنه الى سؤال النبي او طلب النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعله منهم نعم قال رحمه الله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من اربعين رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اترظون ان تكونوا ربع اهل الجنة قال قلنا نعم قال اترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة فقلنا نعم فقال والذي نفس محمد بيده اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة وذلك ان الجنة لا يدخلها الا نفس مسلمة وما انتم في اهل الشرك الا كالشعرة البيضاء بجلد الثور الاسود او كالشعرة السوداء في جلد الثور الاحمر قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة اي امة محمد عليه الصلاة والسلام وجاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اني مكاثر بكم الامم يوم القيامة فهذا فيه شرف هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وفضلها وان آآ امته اه في دخول الجنة آآ بهذا القدر الذي ذكر يرجو عليه الصلاة والسلام ان يكونوا نصف اهل الجنة وساق هذا الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من اربعين رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اترضون ان تكونوا ربع اهل الجنة قال قلنا نعم. قال اترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة؟ فقلنا نعم قال فوالذي نفس محمد بيده اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة وهذا داخل في جملة الفضائل الكثيرة التي اكرم الله سبحانه وتعالى بها هذه الامة امتي محمد عليه الصلاة والسلام قال وذلك ان الجنة لا يدخلها الا نفس مسلمة الجنة لا يدخلها الا نفس مسلمة وكان عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ارسل اكثر من واحد كما جاء بذلك احاديث في الصحيحين وغيرهما يعلن في الناس ذلك لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة اي ان الكافر لا سبيل له لا سبيل له الى دخولها وكما سمعنا اليوم في صلاة الفجر والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابه ليس لهم سبيل الى الجنة ولا طريق اليها قال وذلك ان الجنة لا يدخلها الا نفس مسلمة وما انتم في اهل الشرك الا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالشعرة السوداء في جلد الثور الاحمر. ماذا تعني شعرة بيظاء في جلد ثور اسود وهذا فيه اه فيه شاهد لقوله وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فيها ان اكثر اهل الارض اكثر اهل الارض في ظلال ان الحق وهذا فيه ان الواجب على المسلم الذي من الله عليه بالايمان وهداه لهذا الدين ان يحمد الله عز وجل ان شرح صدره وجعله منا اهلي الايمان نعم قال رحمه الله باب في قول في قوله عز في قوله عز وجل لادم اخرج بعث النار من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا ادم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول اخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون قال فذلك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال قال فشد ذلك عليهم قالوا يا رسول الله واينا ذلك الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابشروا فان من يأجوج ومأجوج الفا ومنكم رجل ثم قال والذي نفس محمد بيده اني لاطمع ان تكونوا ربع اهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده اني لاطمع ان تكونوا ثلث اهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده اني لاطمع ان تكونوا شطر اهل الجنة ان مثلكم في الامم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالرقمة في ذراع الحمار قال باب في قوله عز وجل لادم اخرج بعث النار من كل الف تسع مئة وتسعة وتسعين وساق هذا الحديث وبه ختم كتاب الايمان حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا ادم فيقول لبيك وساديك والخير في يديك قال يقول اخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل الف تسع مئة وتسعة وتسعون هذا للتأكيد ما جاء في الحديث الذي اه قبله قال ما انتم في اهل الشرك الا كالشعرة البيضاء بجلد الثور الاسود قال من كل الف من كل الف وتسع مئة وتسعة وتسعون قال فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. لما قال ذلك اشتد الخطب في نفوس الصحابة وعظم الهم تساءلوا تساؤل يرد بهذا المقام قالوا اينا يكون ذلك الرجل فكان من كل الف تسع مئة وتسعون وتسعة وتسعون يعني من كل الف من ينجو واحد واحد فقط كل الف ينجو واحد قالوا اينا يكون ذلك الرجل؟ فلحقهم خوف عظيم جدا اينا يكون ذلك الرجل فقال عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام ابشروا فان من يأجوج ومأجوج الف ومنكم رجل يعني اكثر هذه الاعداد في يأجوج ومأجوج تلك الامة التي تخرج في اخر الزمان. وهذا ايضا يبين ان هذه الامة عددهم ليس بالقليل ثم خروج علامة من علامات الساعة وشرط من اشراطها. هذا يبين ان عددهم ليس بالقليل يعني تأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام من يأجوج ومأجوج الف ومنكم رجل ثم قال والذي نفس محمد بيده اني لاطمع ان تكونوا ربع اهل الجنة فحمدنا الله وكبرناه. ثم قال والذي نفس نفسي بيده اني لاطمع ان تكونوا وثلثا اهل الجنة فحمدنا الله وكبرناه ثم قال والذي نفسي بيده اني لاطمع ان تكونوا شطرا اهل الجنة وهذا نظير ما جاء في حديث ابن مسعود المتقدم اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة ان مثلكم في الامم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالرقمة في ذراع الحمار الرقمة في ذراع الحمار يعني الطبعة اليسيرة او القطعة اليسيرة بباطن عضده الشاهد قلة عدد المؤمنين بالنسبة لعدد الكفار وانهم في في قلة شديدة وهذا ايضا مما يدفع المرء الى ان يعتني بايمانه وان يسأل ربه الثبات عليه وان يحفظه على هذا الدين وان يأخذ بالاسباب التي يكون بها حفظ الايمان ووقايته من النقص او الضياع والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم