بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه او مرض عن زرارة ان سعد بن هشام بن عامر اراد ان يغزو في سبيل الله عز وجل فقدم المدينة فاراد ان يبيع عقارا له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقي اناسا من اهل المدينة فنهوه عن ذلك واخبروه ان رهطا ستة ارادوا ذلك في حياة نبي الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال اليس لكم في اسوة فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقا واشهد على رجعتها فاتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس الا ادلك على اعلم اهل الارض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال عائشة رضي الله عنها فاتها فسلها ثم اتني فاخبرني بردها عليك فانطلقت اليها فاتيت على حكيم بن افلح فاستلحقته اليها فقال ما انا بقاربها لاني نهيتها ان تقول في هاتين الشيعتين شيئا تعبت فيهما الا مضيا قال فاقسمت عليه فجاء فانطلقنا الى عائشة رضي الله عنها فاستأذنا عليها فاذنت لنا فدخلنا عليها فقالت احكيم فعرفت فقال نعم فقالت من معك قال سعد بن هشام قالت من من هشام قال ابن عامر فترحمت عليه وقالت خيرا قال قتادة وكان اصيب يوم احد فقلت يا ام المؤمنين انبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الست تقرأ القرآن قلت بلى قالت فان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن قال ففهمت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت. قال قال فهممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت ثم بدا لي فقلت انبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الست تقرأ يا ايها المزمل قلت بلى قالت فان الله عز وجل افترض قيام الليل في اول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حولا وامسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى انزل الله عز وجل في اخر هذه الصورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة قال قلت يا ام المؤمنين انبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء ان يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها الا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد في ذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك احدى عشرة ركعة يا بني فلما اسن نبي الله صلى الله عليه وسلم واخذ اللحم اوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الاول فتيل الكاتشون يا بني وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة احب ان يداوم عليها وكان اذا غلبه نوم او وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولا اعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة الى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمظان قال فانطلقت الى ابن عباس فحدثته بحديثها فقال صدقت ولو كنت اقربها وادخل عليها لاتيتها حتى تشافهاني به قال قلت لو علمت انك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمني اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب جامع باب جماع صلاة الليل. ومن نام عنه او مرض واورد هذا الحديث وفيه قصة عظيمة جدا ومليئة العبر والدروس والفوائد الثمينة التي يحتاجها المسلم ويحتاجها طالب العلم قصة سعد بن هشام بن عامر ويقصها مليئة بالدروس والفوائد وفيها اهمية الرجوع الى اهل العلم وان خلاص الانسان من الوقوع في الخطأ والمخالفة انما هو بالرجوع الى اهل العلم والتعويل على ما يهدونه اليه ويرشدونه اليه من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فان سعدا هذا هم بامر هو خلاف السنة ولم يرد بما هم به الا خيرا. وليس كل من اراد الخير ادركه مثل ما قال عبد الله بن مسعود في النفر الذين اجتمعوا على الذكر في المسجد بطريقة محدثة مبتدعة لما قالوا له والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير؟ قال وهل كل من اراد الخير ادركه اي انه لا يدرك الخير الا من يتأسى بامام الخير. ويقتدي بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام فهذا سعد هم بامر يرى انه خيرا ودينا وصلاحا وعبادة ثم تبين له لما سأل بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه على خطأ وعلى غير جادة يقول ارى يقول زرارة اراد سعد ان يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فاراد ان يبيع عقارا له بها اراد ان يبيع عقارا له بها يعني اراد ان يبيع ضيعته وان يبيع زرعه وبستانه ويصبح بنا مال ويصبح بلا مال لانه سيبيع العقار ويبيع المال ويجعل ما له في السلاح والكراع. السلاح معروف والكراع هو الخيل فاراد ان يجعل المال الذي له في كله في الجهاد ينفقه في سبيل الله في الجهاد في سبيل الله. ولا يبقى له شيء من المال بل ايضا زاد على ذلك حتى يتفرغ للعبادة وللجهاد ويتخلص من المال كله اظاف الى ذلك انه طلق زوجته تطلق زوجته وبهذه الطريقة يريد ان يتبتل بحيث ينخلع من ماله كله ويفارق زوجته ويكون متفرقا تمام متفرغا تمام التفرغ العبادة الجهاد فلما قدم الى المدينة لقي اناسا من اهل المدينة لقي بعض اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فنهوه عن ذلك نهوه عن ذلك بينوا له ان هذا الذي فعله وهم فعل بعضه وهم بان يفعل بعضه فعل بعضه فارق زوجته وطلقها واما ان يفعل بعضه سيبيع العقار وينفقوا كله في الجهاد فنهوه عن ذلك واخبروه ان رهطا ستة ارادوا ذلك في حياة النبي عليه الصلاة نفس العمل الذي انت تريد الان تعمله فيه ستة نفر ارادوا ان يفعلوا مثله في زمن النبي عليه الصلاة والسلام فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال اليس لكم في اسوة هذا ضابط الموضوع بكل المسائل اليس لكم في اسوة هذا ضابط جامع في هذا الباب والله يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فوابط الموضوع التأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام والاقتداء بهديه تجنب المخالفة بفعل غير الهدي قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليها امرأة فهو رد مردود على صاحبه غير غير مقبول منه وهذه مسألة كان يؤكد عليها عليه الصلاة والسلام تأكيدا مستمرا. كان اذا خطب الناس يوم الجمعة قال فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. يكرر ذلك تأكيدا على هذا الاصل العظيم الذي هو التأسي به وتجنب المخالفة بفعل الاعمال التي ليست على هديه حتى وان اراد بها العامل خيرا فانه ليس كل من اراد الخير ادركه الا ان يوافق فيه هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فقال فقال لهم النبي اليس لكم في اسوة هذا يذكر بقصة النفر وهي مخرجة في الصحيحين من حديث انس النفر الذين جاؤوا الى ازواج النبي عليه الصلاة والسلام وسألوا عن عبادته فكأنه كأنهم تقالوها وقالوا هذه عبادته وقد غفر له ما تقدم من ذنبه اي انهم بحاجة الى عبادة شد واكثر من ذلك فعزم كل واحد منهم على امر قال احدهم اما انا فاصلي ولا انام يعني الليل كله صلاة قال الاخر اما انا اصوم ولا افطر. كل الايام صيام وقال الثالث لا تزوج النساء مثل ما فعل الان سعد طلق زوجته لا تزوج النساء فبلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام وقال في سياق كاره هذا الفعل من رغب عن سنتي فليس مني سبحان الله هذا ينقطع للصلاة وذاك ينقطع للصوم وهذا يتفرغ للعبادة ويقول ليس مني وهم في تفرغ العبادة قال ليس مني لان العبادة لابد ان تكون مقيدة الهدي هدي النبي بدون مغالاة اياكم والغلو انما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين قال هنا في هذا الحديث فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال اليس لكم بي اسوة نفعت هذه الموعظة وهذه النصيحة سعدا رحمه الله نفعا عظيما. قال فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وكان طلقها واشهد على رجعتها مباشرة لما قدموا له هذه النصيحة وذكروا له هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام مباشرة قال اشهدكم اني راجعت زوجتي وهذا اهمية الرجوع الى اهل العلم واهل الدراية بسنة النبي عليه الصلاة والسلام ولو ان الانسان في مثل هذا المقام سأل بعض العباد او بعض اهل الطرق حتى المنحرفة لايدوها على عمله فلا يسأل كل احد وانما يسأل اهل البصيرة سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حتى يكون الارشاد بلا سنة ماذا حدث لسعد لما نفعته هذه الموعظة ماذا حدث له لما نفعته هذه الموعظة الموعظة. رجع راجع زوجته عدل عن الفكرة التي ثمرة في رأسه وعزم على ان يفعلها بيع العقار وو الى اخره هذا كله تراك الان لكن انظر اثر هذه الموعظة عليه الفوري ماذا قال فاتى ابن عباس فسأله عن ايش عن وتر رسول الله. الان شعر بحاجته الى الان والرجوع الى العلماء والتفقه على ايديهم وسؤالهم عن الدين انفتحت شهيته العلم والتعليم دخل في باب عظيم من ابواب الخير في حياته بخلاف طريقته الاولى التي استقل فيها برأيه بطريقة التعبد طريقة التعبد كانت على غير هدي والان عرف حاجته للهدي وان العمل لا لا يقبل مهما لان العمل الاول كان عمل كبير جدا في تقديره خدمة لدين الله لكن تبين لها انها على غير هدي وليس في له في ذلك بالرسول اسوة عليه وان عمله ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني فعرف حاجته للعلم والتفقه على اهل العلم فبدأ يتفقه ويأتي اهل العلم ويسألهم يتفقه في العبادة وطريقة العبادة وهدي النبي. ولهذا سترى اسئلته الاتية عن خلق النبي وتر النبي كل ذلك يسأل عن هدي النبي نفسه عليه الصلاة والسلام لانه كاد ان يدخل في طريق في التعبد يضر فيه بنفسه ويفارق به هدي نبيه عليه الصلاة والسلام فشعر الرجل بحاجته الشديدة الى ان يعرف الهدي ولهذا ستجد اسئلته الاتية كلها عن هدي النبي وترة اه اخلاقه الى اخره كما سيأتي معنا في القصة فاتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم بماذا اجابه ابن عباس؟ هذه ايضا عجيبة في باب باب النصيحة في العلم وباب التواضع اه الاعتراف اه بالفضل لاهله باب الانصاف. جواب ابن عباس بحد ذاته مليء بالعبر العجيبة الان قبل ان تسمع جوابنا ابن عباس تذكر انه مر علينا قبل فترة قصته في المبيت ليلة في بيت خالته ميمونة حتى يعرف صلاته من الليل وروى للامة ذاك الحديث العظيم الذي ذكر فيه وتر النبي صلى الله عليه وسلم وصلاة من الليل فكان يستطيع ان يحدثه بقصته تلك الليلة ويكون الجواب ماذا نعم وافيا الجواب وافيا شافية كان يستطيع ان ان يحدثه بذلك لكن رؤياه لوتر النبي صلى الله عليه وسلم كان في تلك الليلة اما ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فكانت الصلاة ليالي كثار فتكون ماذا ادرى واعلم وافقه بوتر النبي صلى الله عليه وسلم مع فقهه رضي الله عنه بوتره بشيء رآه هو بنفسه لكن انظر ماذا قال الا ادلك على اعلم اهل الارض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من؟ قال عائشة قال عائشة سبحان الله ابن عباس يقول هذا الكلام وفي ذلك الوقت كان آآ بينه وبينها شيء يعرف من اخر القصة قال لو كنت اقربها او ادخل عليها لاتيتها هذا هذا يقوله ابن عباس وفي رواية عند ابي داوود لو كنت اكلمها لاتيتها كأن في شيء ومع ذلك يدل ماذا عليها ويرشد انها اعلم وافقه وادرى هذا فيه انصاف معرفة الفضل لاهله ولهذا النووي رحمه الله يقول فيه انه يستحب اذا سئل عن شيء ويعرف ان غيره اعلم منه به يرشد السائل اليه يرشد السائل اليه فان الدين النصيحة ويتضمن مع ذلك الانصاف والاعتراف بالفضل لاهله والتواضع. وهذه كلها اجتمعت في ابن عباس رضي الله عنه وارضاه. انصاف واعتراف بالفضل لاهله وتواضع واحالة النصح للسائل اجتمعت معاني حقيقة عظيمة جدا لابن عباس رضي الله عنهما بهذه الدلالة والارشاد الا ادلك على اعلم اهل الارض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني قال ذلك ونؤكد على هذه المسألة قال ذلك وهو عنده ماذا علم عنده علم بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن عائشة اعلم واطلاعها على وتره اوسع فاجاب بهذا الجواب الا ادلك على اعلم اهل الارض بيوت رسول الله اعلم اهل الارض بوتر رسول الله هذا انصاف ومعرفة اعتراف بالفضل لاهله قال سعد من قال عائشة رضي الله عنها فاتها فسلها ولم يكتفي بذلك فائتها فسلها ثم اتني فاخبرني بردها عليك اريد استفيد اخبرني بردها عليك يقول ائتها واسألها فاخبرني بردها مع انه ايضا كما قلت قد شهد وتر نبي الله ووقف عليه بنفسه ورأى كيف كان يوتر عليه الصلاة والسلام وروى ذلك للامة في حديثه العظيم وهذا وهذا الحدث الان في هذه القصة قصة سعد هذي بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام مع معرفة تلك يعني يشعر انه بحاجة الى ان يعرف وتر النبي صلى الله عليه وسلم في ضوء الاطلاع الطويل الواسع من ام المؤمنين عائشة التي يصفها بان اعلم اهل الارض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل اه قبل سعد الوصية وعزم على ان يذهب لعائشة فانطلقت اليها فاتيت على حكيم ابن افلح تستلحقته اليها ما معنى استلحقت اليها؟ يعني طلبت منه ان يلحق بي الى عائشة. يمشي معي الى عائشة يصحبني الى عائشة حكيم ابن افلح هذا هو ابن عم عائشة من الرضاعة ابوه عمها من الرضاع ابوه افلح امه عائشة رضي الله عنها من الرضاعة طلب من حكيم ان يصحبه الى عائشة يسحبه الى عائشة ان يأتي معه الى عائشة ماذا قال حكيم قال ما انا بقاربها ما اذهب لها لا اتيها لاني نهيتها ان تقول في هاتين الشيعتين شيئا فابت فيهما الا مضيا. ان لن اذهب به. هل نصحته الا تذهب؟ وما قبلت مني لن اذهب اليها فرقتين الشيعتين اي الفرقتين ويقصد الحروب التي حصلت في بذاك الوقت فنهيته ان تقول شيء في ذلك فابت فيهما الا مضيا فانا بما انها لم تقبل مني ما نصحتها وارى انه هو الخير لن اذهب اليه يقول سعد فاقسمت عليه فجاء وهذه طريقة عظيمة جدا يعني في تقريب النفوس هذي طريقة عظيمة يعني اذا وجد الانسان اخا في ووقفت نفسه لسبب ما من زيارة اوتيان اخيه يقسم عليه يا يلح عليه بشدة حتى تتقارب النفوس تزول الفجوة التي لا حاجة اليها فاقسم عليه الا ان يصحبه وبهذا ردم هذه الفجوة الموجودة بهذا القسم المبارك ما تركه لما قال انك قلت كذا ما تركه اقسم عليه الا ان يصحبه اليها فاقسمت عليه فجاء فانطلق فانطلقنا الى عائشة فاستأذنا عليها فاذنت لنا فدخلنا عليها فقالت احكيم فعرفته عرفته حكيم فقال نعم فقالت من معك لعل هذا يوضح لنا حرص سعد ان يصحب حكيم ابن افلح معه الى عائشة حتى يكون معرفا له لانه ابن عمه وتعرفه فاراد ان ان يكون معه ليكون معرفا به عندها فقالت احكيم فعرفتهم فقال نعم فقالت من معك؟ قال قال سعد بن هشام قالت من هشام؟ قال ابن عامر فترحمت عليه فترحمت عليه اي على هشام بن عامر وقالت خيرا قال قتادة وكان اصيب يوم احد كان اصيب يوم احد انتبه هنا آآ سعد اتى لعائشة ليسألها عن ماذا عن وتر رسول الله فالان ماذا سأل عن ماذا قال قلت فقلت انبئيني عن خلق رسول الله وكان كل اتيانه سؤالا عن الوتر لكن لما وصل الى عائشة اه سأل عن الخلق سيأتي سؤاله عن الوتر حتى الشيء الذي جاء من اجلي ما بدأ به سأله عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اكرمه الله بهذه الكرامة وصار عند ام المؤمنين عائشة الفقيهة آآ العالمة العلم الواسع بهدي النبي واخلاقه وادابه رأى انه في موطن عظيم جدا فانفتحت شهيته السؤال والبحث في هدي النبي صلى الله عليه وسلم عموما ليس في الوتر خاصة ولهذا سأل هذا السؤال العظيم قال يا ام المؤمنين ان بايني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرينا عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الست تقرأ القرآن الست تقرأ القرآن؟ قلت بلى قالت فان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن انظر هذا الجواب ما اجمعه واجمله واحسنه واتم في وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الحديث عند احمد لما سأل سألها قالت كان خلقه القرآن كان خلق القرآن. اما تقرأ القرآن قول الله عز وجل وانك لعلى خلق عظيم فلما سألها وهي آآ ذات الدراية بخلق النبي عليه الصلاة والسلام اجابته بهذا الجواب الوافي الشافي واستوعب سعد الجواب وفهمه فهما عظيما حتى انه قال رحمه الله فهممت ان اقوم ولا اسهل احدا عن شيء حتى اموت يكفي هذا جوابكم وافي شافي كافي هممت انني اكتفي به من من اه من سعة الجواب. الجواب قصير لكنه واسع واسع جدا ابن القيم رحمه الله في كتابه تبيان في حماس وقرآن كلم كلام جميل حول هذا الحديث كلام جميل جدا وذكر ان هذا الحديث من ايات النبوة لما قال لما سئلت وقال واوردت قول الله وانك لعلى خلق عظيم هذا من اعظم ايات نبوته ورسالته لمن منحه الله فهما وهذا تنبيه لابن القيم ان السيرة النبوية اية من ايات النبوة لان السيرة اية علامة على نبوته هديه نفسه علامة على نبوتها عليه الصلاة والسلام. يقول ابن القيم ولقد سئلت ام المؤمنين عن خلقه صلى الله عليه وسلم فاجابت بما بما شفى وكفى جوابها كان خلق القرآن. قال بما شفى وكفى فقالت كان خلقه القرآن فهم سائلها الذي هو سعد فهم سائلها ان يقوم ولا يسألها شيئا بعد ذلك بل هو كان كما معنا في الحديث ولا اسأل احدا ليس ليس يسألها هي بل لا يسأل احدا عن شيء بعد ذلك فهم السائل ان يقوم ولا يسألها شيئا بعد ذلك والاقرب انه لا يسأل احدا شيئا بعد ذلك لانه سألها بعد بعده مباشرة الوتر اهم مسائله ان يقوم لا يسألها شيئا بعد ذلك. ومن هذا قال ابن عباس وغيره اي على دين عظيم خلق عظيم اي على دين عظيم. وسمي الدين خلقا لان الخلق هيئة مركبة من علوم صادقة وارادات زاكية واعمال ظاهرة وباطنة موافقة للعدل والحكمة والمصلحة واقوال مطابقة للحق تصدر تلك الاقوال والاعمال عن تلك العلوم والايرادات فتكتسب النفس بها اخلاقا هي ازكى الاخلاق واشرفها وافضلها فهذه كانت اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتبسة من مشكاة القرآن فكان انتبه فكان كلامه مطابقا للقرآن تفصيلا له وتبيينا تفصيلا له وتبيينا وعلومه علوم القرآن وايراداته اعماله ما اوجبه وندب اليه القرآن واعراضه وتركه لما منع منه القرآن ورغبته فيما رغب فيه وزهده فيما زهد فيه وكراهته لما كرهه ومحبته لما احبه وسعيه في تنفيذ اوامره وتبليغه والجهاد في اقامته فترجمت ام المؤمنين لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول فترجمت ام المؤمنين لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول وحسن تعبيرها عن هذا كله بقولها كان خلقه القرآن وفهم هذا السائل لها عن هذا المعنى فاكتفى به واشتفى فاكتفى به واشتفى يعني رأى انه جواب كافي وافي شافي في بيان آآ ما ما اجابت به فيما اجابت به. قال قال قال في الحديث لما سألها قالت فكان خلقه القرآن معنى ذلك كما عرفناه من كلام القيم اي العمل بالقرآن والوقوف عند حدوده والتأدب ادابه والعمل باوامره والانتهاء عن نواهيه كبار بقصصه وامثاله فهذا هو المراد به كان خلقه خلقه القرآن ثم بدا لي فقلت انبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم انبيئين عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت الست تقرأ يا ايها المزمل كانت تجيب وتحيل على القرآن. في الاول احالت كما في لفظ المسند وانك لعلى خلق عظيم. وهنا احالت على يا ايها المزمل قالت الست تقرأ يا ايها المزمل؟ قلت بلى قالت فان الله عز وجل افترض قيام الليل في اول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حولا اي سنة كاملة وامسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى انزل الله عز وجل في اخر هذه السورة التخفيف وصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة اي ان سورة المزمل اخرها نسخ اولها اخرها نسخ اولها نزل اول السورة الى ما قبل الاخر وهذه البقية التي اخر السورة نزلت بعد سنة كاملة وانتبه نقول عائشة رضي الله عنها وامسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء وهذا فيه الايمان بعلو الله وان الوحي ينزل من الله من علو وهو العلي العظيم سبحانه وتعالى ففي الايمان بعلو الله مثل قول الجارية اين الله قال في السماء مثل الحديث يرحم من من في الارض يرحمكم من السماء في القرآن اامنتم من في السماء هذا كله من دلائل علو الله سبحانه وتعالى على خلقه وان الوحي ينزل من من علو من الله سبحانه وتعالى امسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى انزل الله عز وجل في اخر هذه السورة التخفيف الذي هو النسخ نسخ الفرض الى التطوع قال اه قال قلت يا ام المؤمنين انبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي كان جاء الى عائشة من اجله انبييني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعث فيبعثه الله ما شاء ان يبعثه من الليل يبعث اي من النوم بعد ما يشاء الله له ان ينام وياخذ نصيبا من النوم من الليل لكن ماذا يستفاد من قول عائشة كنا نعد له سواكه وطهورا. ماذا يستفاد منه هذا فيه الاهتمام بالعبادة والعناية لها والاستعداد يهيئون الماء ويهيئون الطهور ويرتب لها قبل ان يقوموا فهذا فيه العناية بالعبادة والتأهب لها والاستعداد لها يهيئ الطهور يهيء السواك يرتب الامور هذا كله من التعظيم للصلاة والتعظيم العبادة هو العناية بها قال فيتسوك ويتوضأ وهذا فيه استحباب السواك اذا قام الانسان من الليل ليتوضأ قال فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات. لا يجلس فيها الا في الثامنة سردا يصلي الثمان سردا لا يجلس الا في الثامنة في ذكر الله ويحمده ويدعوه. يعني التحيات التشهد والدعاء الذي بعدها ثم ينهض ولا يسلم مثل ما يصنع في المغرب ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسع ثم يقعد في ذكر الله ويحمده ويدعو ان يأتي بالتحيات هذا المراد يذكر الله ويحمده ويدعو والدعاء الذي بعدها ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد. فتلك احدى عشرة ركعة يا بني. وهذا من لطفها في الخطاب رضي الله عنها وارضاها ام المؤمنين قالت فلما اسن نبي الله صلى الله عليه وسلم واخذ اللحن اوتر بسبع وهذا اقل ما حفظ عنه عليه الصلاة والسلام في وتره اقل ما حفظ عنه سبع واكثر ما حفظ كما تقدم ثلاث عشرة اه تقول اه وصنع في الركعتين مثل صنيعه الاول فتلك تسع يا بني فتلك تسع يا بني يعني بعدها يصلي تنتين خفيفتين وهو جالس وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة احب ان يداوم عليها وكان اذا غلبه نوم او وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة وهذا يستفاد منه المحافظة على الاوراد الانسان اذا واظب على ورد يحافظ عليه واذا فاته قضاه النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي آآ صلاة الليل ان كان يقضيها مثل ما ترجم المنذري قال جامعوا صلاة الليل ومن نام عنه او مرض ومن نام عن من نام عن صلاة من ليل او مرض فلم يستطع ماذا يصنع؟ يقضيها كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام في الضحى يصليها في النهار لكن لا يصليها وترا وانما يشفع الوتر ان كان ان كان يوتر بتسع يصلي عشر كان يوتر بسبع يصلي ثمان كان يوتر باحدى عشرة ركعة يصلي اثنتي عشرة ركعة اه قالت ولا اعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة الى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان ولعلها بهذا تنبه ان كان قد بلغها ما كان عزم عليه سعد اولا تنبه الى ان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه مثل ذلك كما قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة الى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمظان قال فانطلقت الى ابن عباس فحدثته بحديثها فقال صدقت وهذا ايضا من عدله وانصافه ولو كنت اقربها او ادخل عليها لاتيتها حتى تشافهني به يعني كأن كأنه فيه شيء انتبه افلح ماذا قال حكيم بن افلح لما طلب منها الصحبة ما نبي قاربها وهنا ابن عباس يقول لو كنت اقربها هناك كان امر وضحه الذي بينه وبينه وظحه قال لاني نهيت ان تقول كذا وكذا الى اخره وظح وهنا في شيء لكن ما ما يدرى ما هو قد يكون هناك روايات اخرى توضح لكن في هناك شيء ما كان يأتي اليها من اجلي او بسببه هناك ماذا صنع سعد اقسم عليه وانهى ذاك الامر وجعله يقربها ويدخل عليها وانهى ذاك الامر هنا لا لا تزال همته في الاصلاح باقية وهذي طريقة حقيقة رائعة جدا وعظيمة لما قال له ابن عباس لو كنت اقربها او ادخل عليها لاتيتها حتى تشافيها يعني في رواية قال ولو كنت اكلمها لاتيتها يعني ما كان يكلمها قال وكنت اكلمها لاتيتها ماذا قال له سعد وعمله عمل مصلح عظيم جدا قال لو علمت انك لا تدخل عليها ما حددتك حديثا لماذا من اجل ان ان يضطره ما ياخذ بواسطة فيكتفي بالفائدة لا ما دام انا حريص على هذه الفائدة يضطره الى انه يذهب اليها قصد بذلك الإصلاح فكلامه كلام آآ سعد هنا لو علمت انك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها يتضمن نوع من العتاب في ترك الدخول عليها ويتضمن قصده بهذا لو علمت الى اخره ان يحرمه الفائدة حتى يضطره لي الدخول عليها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم