بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب ما جاء في صلاة رمضان عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فاصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع اكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليلة الثانية فصلوا بصلاة فاصبح الناس يذكرون ذلك فكثر اهل المسجد في الليلة الثالثة فخرج فصلوه بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قظى صلاة الفجر اقبل على الناس ثم تشهد فقال اما بعد فانه لم يخفى علي شأنكم الليلة ولكني خشيت ان تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها. وفي في رواية وذلك في رمضان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الحافظ المنذري رحمه الله باب ما جاء في صلاة رمضان باب ما جاء في صلاة رمضان المقصود بصلاة رمضان اي صلاة التراويح قيام الليل يشرع فيه الجماعة يصلى جماعة في بيوت الله وهي سنة بدأها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصلى بالناس هذه الصلاة ثلاثة ليال ولكنه توقف خشي ان تفرض عليهم فهي سنة ثابتة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان تصلى صلاة الليل جماعة في المساجد في شهر رمضان المبارك قال عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل في اي شهر؟ قال في اخر الحديث وفي رواية وذلك في رمظان وذلك في رمظان وايظا جاء في بعظ الروايات للحديث ان ذلك في العشر الاواخر العشر الاواخر من رمضان خرج من جوف الليل الذي هو اه خير اوقات صلاة الليل ومر معنا في في فضله احاديث قال فان صلاة اخر الليل مشهودة وذلك افضل فخرج عليه الصلاة والسلام في من جوف الليل تصلى في المسجد اي صلاة القيام التهجد فصلى رجال بصلاته ائتموا به فاصبح الناس يتحدثون بذلك. يتحدثون بهذا الامر العظيم الذي هو الصلاة صلاة الليل جماعة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام مؤتمين به عليه الصلاة والسلام فاجتمع اكثر منهم يعني في الاكثر منهم في الليلة الاولى فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا صلاتهم فاصبح الناس يذكرون ذلك فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاتهم فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله عجز المسجد عن اهله اي من كثرة المصلين لم يستوعبهم لكثرة اجتماع الناس واتيانهم من الجهاد يطمعون في القيام في تلك الليالي العظيمة خلف رسول الله في مسجده صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. عجز المسجد عن اهله فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم اي اصبح رجال منهم او شرع رجال منهم يقولون الصلاة كانهم ينبهون النبي عليه الصلاة والسلام على تجمعهم ورغبتهم في ما كان في الليالي الثلاث التي تسبق تلك الليلة فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى صلاة الفجر اقبل على الناس ثم تشهد وهذا فيه سنة اللي كان بالشهادة في مقدمة الحمد والثناء على الله ان يجمع بين الحمد والتشهد فقال اما بعد فانه لم يخفى علي شأنكم الليلة لم يخفى علي تجمعكم في المسجد وحرصكم على الصلاة صلاة الليل جماعة ولم يخفى علي ذلك ولكني خشيت ان تفرض عليكم صلاة الليل فتعجز عنها خشيت ان تفرض عليكم وهذا من نصحه وحرصه عليه الصلاة والسلام قد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريصا عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فهذا مثال من امثلة حرصه على المؤمنين قال خشيت ان تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها نعم قال رحمه الله باب في قيام رمظان والترغيب فيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير ان يأمرهم فيه بعزيمة فيقول من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك ثم كان الامر على ذلك في خلافة ابي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما على ذلك قال باب في قيام رمضان والترغيب فيه والمقصود بقيام رمظان كما تقدم صلاة التراويح وقيام رمظان يسمى تراويح لانهم كانوا يطيلون القراءة والقيام فيحتاجون الى الراحة فاذا صلوا اربع ركعات استراحوا اذا صلى اربع ركعات استراحوا ثم اتم صلاتهم بعد هذه الراحة فيسمى تراويح للراحة التي يجعلونها بين او في اثناء الصلاة من طول اه القيام وقيام رمضان جاء فيه الترغيب والحث عليه والامر به لكن الامر لم يكن امر ايجاب بل امر استحباب وقد تقدم معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولكن خشيت ان تفرض عليكم فصلاة الليل ندب اليها وجاء الحث عليها والثواب العظيم في فضل هذا القيام وهو وهو مندوب مرغب فيه وليس بواجب قال عن ابي هريرة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير ان يأمرهم فيه بعزيمة يراقب ان يحث الناس عليه ويذكر لهم فضل القيام قال من غير ان يأمرهم فيه بعزيمة اي من غير ان يأمرهم فيه بامر ايجاب وانما امرهم به امر ندب وترغيب قوله لم يأمرهم فيه بعزيمة تفصيله فيما بعده قال فيقول من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه هذه الصيغة من قام رمظان ايمان واحتسابا هذه الصيغة تقتضي الندب والترغيب هذه الصيغة تقتضي الندب والترهيب دون الايجاب من قام رمظان ايمانا واحتسابا ايمانا بالله وبموعوده وعظيم ثوابه لعباده واحتسابا اي للاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا فيه اه هذا الثواب العظيم غفران الذنوب اه ما تقدم ما تقدم من الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا ويحتاج العبد لينال هذا الثواب ان يواظب على القيام في ليالي رمظان وان يؤدي هذا القيام ايمانا واحتسابا فيفوز بهذا الثواب العظيم غفران الذنوب. غفر له ما تقدم من ذنبه من قام رمضان جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وهذا فيه تأكيد على الحرص على صلاتها ليلا جماعة وان من قام مع الامام الى ان ينصرف الامام من الصلاة كتب له قيام ليلة فاذا واظب على ذلك كل ليالي رمظان فاز بهذا الموعود الذي في هذا الحديث من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك ثم كان الامر على ذلك في خلافة ابي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنه وعن ابي بكر وعن الصحابة اجمعين على ذلك المقصود ان الحال استمر هذه المدة آآ توفي الرسول عليه الصلاة والسلام والامر على ذلك وايضا في خلافة ابو بكر صدرا من خلافة عمر جزءا من خلافة عمر في اولها استمر الامر على ذلك على ماذا على انه صلاة الليل مرغب فيها ومن رغب ان يصلي يصلي فكانوا يصلون في بيوتهم وربما في المسجد الواحد والاثنين يصلون معا يقوم الواحد منهم رمضان في بيته منفردا او يصلون اوزاع اثنين وثلاثة حتى انقضى صدرا من خلافة عمر يعني هذا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي خلافة ابي بكر كاملة وجزء من آآ خلافة عمر ثم اتى الناس عمر رضي الله عنه ورآهم يصلون في المسجد اوزاع هذا يصلي وحده وهنا اثنان يصليان وهنا ثلاثة حصل من عمر رضي الله عنه ان جمعهم على امام واحد على ابي بن كعب فصلى بهم جماعة فصلى بهم جماعة هذا الفعل الذي فعله عمر رضي الله عنه ومستن به مستنوا فيه للرسول عليه الصلاة والسلام لان النبي عليه الصلاة والسلام صلى بهم ثلاث ليالي جماعة وما ترك مواصلة الصلاة الا لسبب واحد. بينه في الحديث الذي تقدم وخشي ان تفرض عليه وهذه الخشية انتفت في زمن عمر لان التشريع انتهى فجمعهم عمر على هذه السنة على هذه السنة ولما قال رضي الله عنه على اثر جمعه لهم نعمة البدعة هذه قصد هذا المعنى يعني امر عظيم وسنة احياها ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ثلاث ليال وترك في الليلة الرابعة خشية ان تفرض عليهم هذا معنى قوله ثم كان الامر على ذلك في خلافة ابي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما على ذلك اي استمر الامر على هذه المدة على ان كل واحد يقوم رمظان في بيته منفردا حتى او يصلون بعضا في المسجد او حتى يصلون افراد او او جماعات قليلة اثنين والثلاثة اه حتى انقضى الصدر من خلافة عمر ثم جمعهم على ابي ابن كعب اه رضي الله عنه فصلى بهم جماعة واستمر العمل على ذلك اه بعد ذلك عقد ابوابا في اه في صلاة الجمعة نقف هنا آآ ثمة فصل بمناسبة ختم الابواب التي تتعلق بالصلاة فصل آآ مختصر من كتاب الصلاة للامام ابن القيم وكتاب الصلاة لابن القيم عظيم في في بابه وفي فوائد عظيمة وله حديث نافع جدا ويحتاج اليه كل مسلم فيما يعين المسلم على الخشوع في الصلاة والاتيان بها على التمام والكمال فذكر رحمه الله تعالى كلاما عظيما في هذا الباب نستمع الى ملخص له باختصار اختصار من كتاب او مختصر من كتاب آآ الصلاة لابن القيم رحمه الله تعالى اه لخصته في اه كتابي تعظيم الصلاة نعم. قلتم حفظكم الله بكتابكم تعظيم الصلاة باب الذين هم في صلاتهم خاشعون هذا تنويه هذا تنويه من الله بذكر عباده المؤمنين وذكر فلاحهم وسعادتهم وباي شيء وصلوا الى ذلك وفي ضمن ذلك الحسم هذا تنويه اي قول الله تعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون نعم هذا تنويه هذا تنويه من الله بذكر عباده المؤمنين وذكر فلاحهم وسعادتهم وباي شيء وصلوا الى ذلك وفي ظل ذلك الحث على الاتصاف بصفاتهم وفي مقدمة هذه الصفات الخشوع في الصلاة وهو حضور القلب بين يدي الله تعالى مستحضرا لقربه فيسكن لذلك قلبه وتطمئن نفسه وتسكن حركاته ويقل التفاته متأدبا بين يدي ربه مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته من اول صلاته الى اخرها فتنتفي بذلك الوساوس والافكار الرديئة وهذا روح الصلاة ولبها والمقصود منها وهذا الذي يكتب للعبد فالصلاة التي لا خشوع فيها لا حضور قلب ولا حضور قلب كالجسد الذي لا فيه وها هنا عجيبة من عجائب الاسماء والصفات تحقق الخشوع في الصلاة ولا ولا تحصل الا لمن تفقه قلبه في معاني القرآن. وخالط بشاشة الايمان بها قلب او بحيث يرى لكل اسم وصفة موضعا من صلاته ومحلا منها. هذا كله وما بعده من كلام ابن القيم بكتابه الصلاة فانه اذا انتصب قائما بين يدي الرب تبارك وتعالى شاهد بقلبه قيوميته واذا قال الله اكبر شاهد كبرياءه واذا قال سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك شاهد بقلبه ربا منزها عن كل عيب سالما من كل نقص محمودا بكل حمد فحمده يتضمن وصفه بكل كمال وذلك يستلزم براءته من كل نقص. سبحانك اللهم وبحمدك. هذه تجمع الاثبات والتنزيه يقول حمده يتضمن وصفه بكل كمال والتسبيح يستلزم براءته من كل نقص فقوله سبحانك اللهم وبحمدك هذا فيه الجمع بين اثبات الكمال لله وتنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وتعالى جدوه اي ارتفعت عظمته وجلت فوق كل تبارك اسمه تبارك اسمه فلا فلا يذكر على قليل الا كثره ولا على خير الا ان ما هو بارك فيه. ولا على افة الا اذهبها ولا على شيطان الا رده خاسئا دائما خاسئا داحرا وتعالى جده اي ارتفعت عظمته وجلت فوق كل عظمة وعلا شأنه على كل شأن وقهر سلطانه كل سلطان فتعالى جده ان يكون معه شريك في ملكه وربوبيته او او في الهيته او في افعاله او في ذاته واذا قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد اوى الى ركنه الشديد واعتصم بحوله وقوته من عدوه الذي يريد ان يقطعه عن ربه ويباعد عن قرب واذا قال الحمد لله رب العالمين وقف هنية يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم. انتظر الجواب بقوله اثنى علي عبدي. فاذا قال مالك يوم الدين انتظر وجوابه يمجدني عبدي. فيا لذة قلبه وقرة عينه وسرور نفسه بقول ربه عبدي ثلاث مرات فوالله لولا ما على القلوب من دخان الشهوات وغيم النفوس لست طارت فرحا وسرورا بقول ربها فاطرها ومعبودها حمدني عبدي واثنى علي عبدي ومجدني عبدي ثم يكون لقلبي مجال مجال في شهود هذه الاسماء الثلاث التي هي اصول الاسماء الحسنى وهي الله والرب فشاهد قلبه من ذكر اسم الله تبارك وتعالى الها معبودا موحدا مخوفا لا يستحق العبادة غيره ولا تنبغي الا له قد عنت له الوجوه وخضعت له الموجودات وخشعت له الاصوات تسبح له السماوات السبع ادعو الارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده الاسراء وله وله من في السماوات والارض كل له قانطون. وشاهد من ذكر اسمي اسمه رب العالمين ايوب من قام بنفسي وقام به كل شيء فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها قد استوى على عرشه وتفرد بتدبير ملكه. فالتدبير كله بيده. ومصير الامور كلها اليه. فمراسيم التدبير نازلة من عنده على ايدي ملائكته بالعطاء والمنع والخفظ والرفع والاحياء والاماتة والتولية والقبض والبسط وكشف الكروب واغاثة الملهوفين. واجابة المضطرين يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا معقب لحكمه ولا راد لامره ولا مبدل لكلماته تعرج الملائكة والروح اليه وتعرض الاعمال اول النهار واخره عليه فيقدر مقادير ويوقت لها المواقيت ثم يسوق المقادير ثم يسوق المقادير الى مواقيتها قائما بتدبير لذلك كله وحفظه ثم يشهد عند ذكر اسم الرحمن جل جلاله ربا محسنا الى خلقه بانواع الاحسان متحببا اليهم قنوف النعم وسع كل شيء رحمة وعلما. واوسع كل مخلوق نعمة وفضلا. فوسعت رحمته كل شيء وسعت نعمته الى كل حي. فبلغت رحمته حيث بلغ علمه. فاستوى على عرشه برحمته. وخلق خلقه برحمته وانزل كتبه برحمته وارسل رسله برحمته وشرع شرائعه برحمته وخلق الجنة رحمتي والنار ايضا برحمتي فانها صوته الذي يسوق به عباده المؤمنين الى جنته ويطهر بها ادران الموحدين من اهل معصيته. وسجنه الذي يسجن فيه اعداءه من خلقه فتأمل ما في امره ونهيه ووصاياه ومواعظه من الرحمة البالغة والنعمة السابقة وما في حشو تقاته من الرحمة والنعمة. فالرحمة هي السبب المتصل منه بعباده. كما ان العبودية هي السبب المتصل به منهم فمنهم اليه العبودية ومنه اليهم الرحمة ومن اخص مشاهد هذا الاسم شهود المصلي نصيبه من الرحمة الذي اقامه بها بين بين يدي ربه واهله لعبوديته ومناجاته واعطاه ومنع غيره واقبل بقلبه واعرض بقلب غيره ذلك من رحمته بي. فاذا قال ما لك يوم الدين. فهنا شهد المجد الذي لا يليق بسوى الملك. هنا هنا الاسماء الثلاثة الله رب الرحمن التي اه جاءت في اول سورة الفاتحة عندما يتأمل وهذا واظح في كلام ابن القيم رحمه الله تعالى عندما يتأمل المرء التعبد الذي تضمنته هذه السورة يجد انه تعبد لله باسم الرب واسم الله واسم الرحمان فهو يعبد بألوهيته ويستعان بربوبيته ويهدي الى الصراط المستقيم برحمته. لانه لما ذكر الله الرحمن الرحيم في اول السورة ذكر ما يطابق ذلك من تعبد لقوله اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم في عبد بالوهيته ويستعان بربوبيته ويهدي الى الصراط المستقيم برحمته. فكان اول السورة فيه ذكر لهذه الاسماء الثلاثة الله الرب الرحمن وجاء مطابقا للمطالب التي في تمامها. اياك نعبد واياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم اياك نعبد تتعلق باسمه الله واياك نستعين تتعلق باسمه الرب واهدنا الصراط المستقيم تتعلق باسمه الرحمان نعم قال فاذا قال ما لك يوم الدين فهنا شهد المجد الذي لا يليق بسوى الملك الحق المبين فيشهد ملكا قاهرا قد دانت له الخليقة. وعنت له الوجوه وذلت لعظمته الجبابرة. وخضع لعزته كلو عزيز فيشهد بقلبه مليكا على عرش السماء مهيمنا لعزته تعلو الوجوه وتسجد وتسجد واذا لم يعطل حقيقة صفة الملك اطلعته على شهود حقائق الاسماء والصفات التي تعطيلها تعطيل لملكه وجحد له فان الملك الحق التام الملك لا يكون الا حيا قيوما تميعا بصيرا مدبرا قادرا متكلما امرا ناهيا مستويا على سرير مملكته. يرسل رسله الى اقاصي مملكته باوامره فيرضى على من يستحق الرضا ويثيب ويثيب ويكرمه ويدنيه ويغضب على من يستحق الغضب ويعاقبه ويهينه ويقصيه فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء ويعطي من يشاء ويقرب من يشاء ويقصي من يشاء له دار عذاب وهي النار وله دار سعادة وهي الجنة فمن ابطل شيئا من ذلك او جحده وانكر حقيقته فقد قدح في ملكه ونفى عنه كماله وتمامه. وكذلك من ترى عموم قضائه وقدره فقد انكر عموم ملكه وكماله فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. ففيها سر الخلق والامر. ففيهما ففيهما سر الخلق والامر دنيا والاخرة وهي متظمنة لاجل الغايات وافظل الوسائل فاجل الغايات عبوديته وافضل الوسائل اعانة فلا معبود يستحق العبادة الا هو. ولا معين على عباده غيره. فعبادته اعلى الغايات. واعانته اجل الوسائل وقد اشتملت هذه الكلمة على نوعين على نوعي التوحيد وهما توحيد الربوبية وتوحيد الالهية وتضمنت التعبد باسم الرب واسم الله. فهو يعبد بالوهيته ويستعان بربوبيته ويهدي الى الصراط المستقيم المستقيم برحمته. فكان اول السورة كان كان الجملة وتضمنت التعبد باسم الرب واسم الله واسم الرحمن يوضح التفصيل الذي بعده قال فهو يعبد بالوهيته ويستعان بربيته ويهدي الى والصراط المستقيم برحمته نعم احسن الله اليكم فهو يعبد بألوهيته ويستعان بربوبيته ويهدي الى الصراط المستقيم برحمته فكان اول السورة ذكر اسمه الله والرب والرحمن تطابقا لاجل الطالب من عبادته واعانته وهدايته وهو المتفرد باعطاء ذلك كله لا يعين على عبادته سواه ولا يهدي سواه ثم يشهد الداعي بقوله اهدنا الصراط المستقيم شدة فاقته وضرورته الى هذه المسألة التي ليس هو والى شيء اشد فاقة وحاجة منه اليها البتة. فانه محتاج اليها في كل نفس وطرفة عين وهذا المطلوب وهذا المطلوب من هذا الدعاء. لا يتم الا بالهداية الى الطريق الموصل اليه سبحانه والهداية فيه هي هداية التفصيل وخلق وخلق القدرة على الفعل وارادته وتكوينه. وتوفيقه لاعاقة لايقاعه ايه وتوفيقه لايقاعه على الوجه المرظي المحبوب للرب لايقاعه له لايقاعه له على الوجه المرظي المحبوب للرب سبحانه وتعالى وحفظه عليه من مفسدات من مفسداته حال فعله وبعد فعله ولما كان العبد مفتقرا في كل حال الى هذه الهداية في جميع ما يأتيه ويذره من امور قد اتاها على غير الهداية فهو يحتاج الى التوبة منها وامور هدي الى اصلها دون تفصيلها او هدي اليها من دون وجه فهو يحتاج الى تمام الهداية فيها ليزداد هدى وامور هو يحتاج الى ان يحصل له من الهداية بالمستقبل مثل ما حصل له في الماضي. وامور هو خال عن اعتقاد فيها. فهو يحتاج الى الهداية فيه وامور لم يفعلها فهو يحتاج الى فعلها على وجه الهداية وامور قد هدي الى الاعتقاد الى الاعتقاد الحق والعمل الصواب فيها فهو محتاج الى الثبات عليها الى غير ذلك من انواع بدايات نعم يعني هذا الان كله يتناوله قول الداعي في صلاته اهدنا الصراط المستقيم كل هذه الهدايات يشملها آآ هذا الدعاء ولهذا مما ينبه عليه اهل العلم ان عوام المسلمين ينبغي ان ينبهوا ان قولهم في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم هذا دعاء وليس دعاء فقط بل دعاء باعظم الادعية واجل المطالب واعظمها ومما يدل على عظم شأن هذا الدعاء قول ابن القيم الاتي فرض الله فرض الله سبحانه عليه ان يسأله هذه الهداية في افضل احواله مرات متعددة في اليوم والليلة هذا لم يحصل في اي دعاء اخر هذا الدعاء اهدنا الصراط المستقيم فرظه الله على العباد سبع عشرة مرة في اليوم والليلة. بعدد ركعات الصلوات المكتوبة وهذا لم يكن في اي شيء من الدعاء ولهذا يعني ابن تيمية رحمه الله يقول تعملت في الادعية فوجدت ان اعظمها هذا الذي في فاتحة الكتاب مما يدل على عظمه ان الله فرضه على عباده سبع عشرة مرة في اليوم والليلة نعم ثم بين ان اهل هذه الهداية هم المختصون بنعمته دون المغضوب عليهم. وهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه ودون الظالين وهم الذين عبدوا الله بغير علم. فالطائفتان اشتركا اشتركتا في القول على الله في خلقه وامري واسمائي وصفاته بغير علم فسبيل المنعم عليه مغايرة لسبيل اهل الباطل كلها علما وعملا فاذا فرغ من هذا الثناء والدعاء والتوحيد شرع له ان يطبع على ذلك بطابع من التأمين. يكون كالخاتم له اوفق فيه ملائكة السماء وهذا التأمين من زينة الصلاة كرفع اليدين الذي هو زينة الصلاة واتباع للسنة تعظيم امر الله وعبودية لليدين وشعار الانتقال من ركن الى ركن ثم يأخذ في مناجاة ربه بكلامه واستماعه من الامام بالانصات وحضور القلب وشهوده. وافضل اذكار الصلاة ذكر القيام واحسن هيئات المصلي هيئات القيام فخصت بالحمد والثناء والمجد وتلاوة كلام الرب جل جلاله. ولهذا نهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود لانهما حالة ذل وخضوع وتطامن وانخفاض. ولهذا شرع فيهما من الذكر ما يناسب هيئته فشرع للراكع ان يذكر عظمة ربه في حال انخفاضه هو وتضامنه وخضوعه وانه سبحانه يوصف بوصف بوصف عظمته عما يضاد كبرياءه وجلاله وعظمته او فافضل ما يقول الراكع على الاطلاق سبحان ربي العظيم. فان الله سبحانه امر العباد بذلك وعين المبلغ عنه السفير بينه وبين عباده هذا المحل لهذا الذكر لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم. قال اجعلوها في ركوعكم وبالجملة تسر الركوع تعظيم الرب جل جلاله بالقلب والقالب والقول. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب ثم يرفع رأسه عائدا الى اكمل هيئاته. وجعل شعار هذا الركن حمد الله والثناء عليه وتمجيده فافتتح هذا الشعار بقول المصلي فافتتح هذا الشيء فافتتح فافتتح هذا الشعار بقول المصلي سمع الله لمن حمده اي سمع سمع قبول قبول واجابة ثم ثم شفع بقوله ربنا ولك الحمد ملء السماوات والارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء من بعد ولا يهمل امر ولا يهمل ولا يهمل امر هذه الواو في قوله ربنا ولك الحمد فانه قد الامر بها في الصحيحين وهي تجعل وهي تجعل الكلام في تقدير جملتين قائمتين بانفسهما. فان قوله ربنا متظمن في المعنى انت الرب والملك القيوم الذي بيده ازمة الامور. واليه مرجعها فعطف على هذا المعنى المفهوم من فعطف هذا المعنى على هذا المعنى المفهوم من قوله ربنا قوله ولك الحمد فتضمن ذلك معنى قول الموحد فعطف على هذا المعنى المفهوم من قوله فعطف على هذا المعنى المفهوم من قوله ربنا قوله ولك الحمد ضمن ذلك معنى قول الموحد له الملك وله الحمد ثم اخبر عن شأن هذا الحمد وعظمته قدرا وصفة ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد اي قدر ملء العالم العلوي والسفلي والفضاء الذي بينهما فهذا الحمد قد ملأ الخلق الموجود وهو يملأ ما يخلقه الرب تبارك وتعالى بعد بعد ذلك ما يشاء فحمده قد ملأ كل موجود وملأ ما سيوجد فهذا احسن التقديرين وقيل ما شئت من شيء وراء العالم فيكون قوله بعد للزمان على الاول وللمكان على الثاني ثم اتبع ذلك بقول اهل الثناء والمجد فعاد الامر بعد الركعة الى ما افتتح به الصلاة قبل الركعة من الحمد والثناء والمجد ثم اتبع ذلك بقوله احق ما قال العبد تقديرا لحمده وتمجيده والثناء عليه وان ذلك احق ما نطق به العبد ثم اتبع ذلك بالاعتراف بالعبودية. وان ذلك حكم عام لجميع العبيد. ثم عقب فذلك بقوله لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وكان وكان يقول ذلك بعد انقضاء الصلاة ايضا فيقوله في هذين الموظعين اعترافا بتوحيده وان وان النعم كلها منه وهذا يتضمن امورا احدها انه المتفرد بالعطاء والمنع الثاني انه اذا اعطى لم يطق احد منع ما اعطاه واذا منع لم يطق احد اعطاء ما منعه انه لا ينفع عنده ولا يخلص من عذابه ولا يدني من كرامته جدود بني ادم وحظوظه من الملك والغناء وطيب العيش وغير ذلك انما ينفعهم عنده التقرب اليه بطاعته وايثار مرضاته ثم ثم ختم ذلك بقوله اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ختم ختم ذلك ما هو نعم الاعتدال من الركوع هذا كله الان ما يزال في الاعتدال من الركوع ربنا ولك الحمد الى السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد كلنا لك عبد هذا كله في الركوع قال ثم ختم ذلك بقوله اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد وهذا استغفار وهو ثابت في الرفع من الركوع وكثير من المصلين يغفل عن ذلك او لا يعرفه وهو ثابت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن ابي اوفى الرفع من الركوع ايضا فيه استغفار والاستغفار في الصلاة كلها الاستفتاح فيه استغفار والركوع والسجود كلاهما فيه استغفار. كان يقول آآ سبحانك اللهم وبحمدك ربنا اللهم اغفر لي في الركوع والسجود والرفع من الركوع فيه استغفار في هذا الحديث حديث عبدالله ابن ابي اوفى والجلسة بين السجدتين فيها استغفار وقبل السلام ايضا فيه استغفار في حديث علي وبعد السلام فيه استغفار الاستغفار مصاحب للصلاة في كل حركاتها كل حركة من حركات الصلاة يصاحبها الاستغفار على كل استمر ابن القيم في الكلام وهو كلام عظيم جدا جاء في كتابه رحمه الله الصلاة وكل ذلك يبين اسرار الصلوات واسرار اعمال الصلاة من ركوع وسجود وايضا الاذكار التي فيها على هذا النحو الذي سمعنا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم