بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله بمختصر صحيح مسلم باب في الكفاف والقناعة عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب في الكفاف والقناعة الكفاف هو ان يعطى المرء على قدر حاجته لا يكون الذي اعطيه قليلا لا يكفيه ولا ايظا كثيرا يشغله ويلهيه وانما يعطى على قدر حاجته هذا يقال له الكفاف وفي وفي دعاء النبي عليه الصلاة والسلام قال اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا قوتا اي كفافا قوتا اي كفافا لما يكفي الانسان ويسد حاجته في الكفاف والقناعة القناعة اذا اجتمعت مع الكفاف حصلت طمأنينة النفس ورضاها بما قسم الله سبحانه وتعالى ولهذا فان القناعة هي الغنى الحقيقي ليس الغنى عن كثرة العرض ووفرة المال وانما الغناء بنا النفس فكلما كانت النفس غنية كلما كان ذلك اكثر طمأنينة القلب وحصول الراحة وسكون النفس قد قال عليه الصلاة والسلام ليس الغنى عن كثرة العرب ولكن الغنى غنى النفس ولكن الغنى غنى النفس اورد هنا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه ثلاثة امور جمعت في هذا الحديث الاسلام والكفاف والقناعة ثلاثة امور جمعت في هذا الحديث الاسلام الكفاف والقناعة ومن اوتي هذه الثلاث قد افلح كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام تحقق فلاحه وتم فلاحه قال قد افلح وذكر امورا ثلاثة يكون بها الفلاح وهي الاسلام والكفاف والقناعة قد افلح اي تحقق فلاحه والفلاح يراد به حيازة الخير في الدنيا والاخرة ولهذا فان كلمة الفلاح اجمع تعد اجمع كلمة في حيازة الخير تحصيل المرء له في دنياه واخراه من اسلم اي لله مستسلما لامره منقادا لشرعه مذعنا لحكمه مخلصا دينه لله سبحانه وتعالى ورزق كفافا اي رزقه الله سبحانه وتعالى ما يكفيه في حاجته ضرورات وضرورته ومهمات اموره رزقه ورزق كفافا اي رزقه الله سبحانه وتعالى جفافا وقنعه الله بما اتاه اي رزقه القناعة وهي الرضا ما قسم الله سبحانه وتعالى وقنعه الله بما اتاه اي رزقه الله القناعة والرضا بما اتاه فهذه الامور الثلاثة اذا اجتمعت للعبد الاسلام والكفاف والقناعة فقد حاز الخير وافلح قال رحمه الله باب التعفف عن المسألة عن معاوية قال رسول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني احد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وانا له كاره فيبارك له فيما اعطيته وقوله في الحديث وقنعه الله بما اتاه عقب قوله ورزق جفافا يفيد ان بالقناعة يكون القليل كثيرا من قناعة يكون القليل كثيرا ولهذا آآ العبد القنوع يكون المال الذي عنده قليل لكنه في داخل نفسه يشعر انه من اغنى الناس وكثير الحمد ثناء على الله استشعار النعمة والمرأة الذي ليس بقنوع لو كان عنده مال عنده مال عنده مال كثير يشعر انه ما عنده شيء وقليل الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى ولهذا القناعة اجعل القليل كثيرا وضدها يجعل الكثير قليلا وضدها يجعل الكثير قليلا يكون عنده المال كثير لكنه ليس بقنوع فدايما اه يا يشعر بانه ما عنده شيء ويتسخط وما الى ذلك قال باب التعفف ان المسألة التعفف عن المسألة المراد بالمسألة مد اليد للناس وسؤالهم والمسألة ذل ينبغي على المرء ان يعف نفسه عنه ويمنعها منه الا اذا الجأته الضرورة التي لا ممدوحة عنها والا الاصل ان المرء يتجنب السؤال ويتعفف عنه قال عن معاوية رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلحفوا لا تلحفوا في المسألة الالحاف هو الالحاح وكثرة الطلب ومعاودة السؤال مرة واخرى والالحاح فيه نهى النبي عليه الصلاة والسلام والملحف في المسألة الملحف في المسألة يشغل من سأل وربما اعطاه وهو كاره يتخلص من الحاحي واشغاله بكثرة السؤال فما ينبغي للانسان ان يكون بهذه بهذه الصفة. ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. لا تلحفوا في المسألة الحاف في المسألة كثرة الالحاح و والسؤال والطلب لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني احد منكم شيئا فتخرج له مسألته. تأمل قوله فتخرج له مسألته شيئا وان له كاره فيبارك له فيما اعطيته فيبارك له فيما اعطيته يعني هذا من اسباب آآ ذهاب البركة او قلة البركة اذا كان الانسان يأخذ بالالحاح حتى يدفع له من الح عليه والحف عليه في المسألة يدفع له المال وهو كاره ونفسه غير مرتاحة لذلك فهذا من اسباب عدم البركة وذهابها قال فيبارك له فيما اعطيته نعم قال رحمه الله باب كراهية المسألة للناس عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة باحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم مزعة لحم قال باب كراهية كراهية المسألة للناس كراهية المسألة للناس اورد حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة باحدكم حتى يلقى الله عز وجل وليس في وجهه مزعة لحم وزعاي قطعة لحم قطعة لحم يذهب عن وجهه لحم وجهه ويأتي يوم القيامة على هذه الصفة لا لانها قاعدة الشريعة في الثواب والعقاب ان الجزاء من جنس العمل وهذا لما اذل وجهه في الدنيا بالسؤال واستمرأت نفسه السؤال وداوم عليه يأتي يوم القيامة وليس في وجه مزعت له يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لهم وهذا عنوان وعلامة على ما كان عليه من اذلال لنفسه واهانة لها عدم التعفف وكثرة سؤال الناس وقول النبي عليه الصلاة والسلام لا تزال المسألة باحدكم لا تزال المسألة باحدهم. هذا فيه تنبيه على امر يتعلق المسألة وهو ان المرء اذا كرر المسألة واذل نفسه بها استمرأت نفسه ذلك واصبح عادة له حتى وان كثر ما له صار عادة له حتى وان كثر ما له يصبح نفسه تصبح نفسه مستمرئة السؤال وذل المسألة ولهذا يداوم على ذلك لا تزال يعني يداوم على ذلك مستمرا عليه وبخاصة اذا كان الله عز وجل اعطاه الة الكسب من قوة وصحة وعافية قدرة للذهاب للسوق مر معنا قريبا النبي صلى الله عليه وسلم لما حث على الصدقة بعض الصحابة رغب ان يتصدق وما كان عنده شيء فذهب الى السوق يحامل على ظهره حتى اخرج قليلا وتصدق به يحامل على ظهره حتى اخرج قليلا وتصدق به والسائل يكون عنده قدرة بعض السائلين يكون عنده قدرة على الكسب على العمل عبد الرحمن بن عوف قال دلوني على السوق اذا كان عند الانسان قدرة على العمل والقدرة على الكسب ثم يذل نفسه بالسؤال هذا خطير على حياته لانه يجني على حياته بان تستمرئ هذا السؤال وتداوم عليه واذكر في هذا الباب قصة ذكرها الوالد حفظه الله قديمة ان شابا سأله في في مكة فنصحه الوالد قال له لا تعود نفسك على ذلك و اذا استمريت تعتاد النفس ولا تصبح لك همة في العمل وكلاما نحو هذا يقول الوالد بعد اكثر من عشر سنوات بعد اكثر من عشر سنوات جاءني في مكة ومد يده يسأل وذكرته بكلامي له ذكرته بكلامي له فالحاصل ان المسألة ليست هينة اذلال النفس بالسؤال هذا امر ليس هينا وخطير على المرء يبقى ذليلا في دنياه وعلامة ذله تظهر في اخراه يوم القيامة يقف وليس على وجهه مزعت له لا تزال المسألة باحدكم حتى يلقى الله عز وجل وليس في وجهه مزعة لحم والمقصود بالمسألة هنا مسألة التكثر اما الانسان الذي اضطر لا يتناول الحديث الانسان الذي اضطر للسؤال دعتها الضرورة الى ان يسأل لا يتناوله لكن الذي يتناول الحديث هذا الذي يتكثر استمرأ نفسه المسألة وتداوم على ذلك نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بان يغدو احدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس خير له من ان يسأل رجلا اعطاه او منعه ذلك فان اليد العليا افضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يغدو احدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس لان يغدو احدكم فيحطب على ظهره لان يغدو احدكم يحطب على ظهره اي يجمع الحطب ويأتي به الى السوق ويبيعه وقوله يغدو هذا فيه التبكير فضل التبكير في طلب الرزق فضل التبكير في طلب الرزق وهذا فيه بركة بورك كما في الحديث لامتي في بكورها كان بعض الصحابة اذا اذا كان له تجارة بكر بها اذا كان له تجارة بكر بها حتى ينال هذه البركة وكان هذا نهجهم يبكرون لينالوا بركة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بورك لامتي في بكورها لان يغدو احدكم فيحقد على ظهره من هو هذا الذي يغدو ويحطب يذهب مشوار بعيد ويجمع قليل من الحطب ويبيعه في السوق من هو هذا رجل محتاج لكن انظر ماذا وجهه النبي صلى الله عليه وسلم هذه عجيبة والله قال يحطب احدكم على ظهره فيتصدق به فيتصدق به الان الحديث عن الصدقة ما هو مع رجل غني ومال كثير ووفرة في المال واحد ما عنده شي ورغبه في الصدقة فكيف بالانسان ميسور الذي اعطاه الله سبحانه وتعالى المال وسع عليه المال ولهذا الصحابة مثل ما عرفنا كان يعني لمكانة الصدقة في نفوسهم وتأثرهم احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحث عليها كان بعضهم يذهب في الصباح الى السوق يحامل حمال على ظهره من اجل ان يحصل شيئا يتصدق به يأخذ قليل لبيته ويتصدق قال فيتصدق بهم قوله يتصدق به يتناول صدقة على نفسه لانه اذا عف نفسه عن السؤال هذي صدقة من عظيمة على نفسه ويتصدق على اولاده ب اعفافهم و ان يكونوا في سلامة من ذل السؤال والحاجة و يتصدق على ايظا من هو محتاج فيفوز بثواب المتصدقين ان الله ان الله يجزي المتصدقين فيفوز بهذا الثواب قال فيتصدق به ويستغني به عن الناس هذا مطلب مهم جدا الاستغناء عن الناس وعدم سؤالهم وعدم اذلال النفس ويستغني به من الناس خير له من ان يسأل رجلا اعطاه او منعه ذلك خير له من ان يسرني حتى لو اعطاه. قال اعطاه او منعه حتى لو اعطاه مالا كثيرا خير له من هذا العطاء ولو كان كثيرا ان يعمل وقوله ان يحتطب ليس هذا تعيين لنوع العمل الذي والاحتطاب وانما حث على العمل ايا كان ما دام عملا مشروعا مباحا فالمقصود بالاحتطاب الكسب كسب اليد لا تخصيص هذا العمل بعينه الذي هو الاحتطاب. اي باب من ابواب الكسب المباح يحرص عليه المرء وهو خير له من ان يسأل رجلا اعطاه او منعه ثم قال عليه الصلاة والسلام فان اليد العليا افضل من اليد السفلى فان اليد العليا افضل من اليد السفلى اليد العليا هي المنفقة كما سيأتي تفسيره في الحديث الذي بعده من النبي عليه الصلاة والسلام باليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة الاخذة اه الانفاق فيه علو الانفاق فيه علو ورفعة وآآ السؤال فيه ذل وسهول وكما ان اليد المنفقة هي العليا من حيث الواقع والاخذة هي السفلى ايضا من حيث الواقع العليا المنفقة فوق تضعه في اليد التي السفلى التي امتدت للسؤال كما ان من حيث الواقع فهي عليا من حيث اه ثواب والاجر و آآ تحصيل الخير والبركة فهي عليا والاخذة سفلى من حيث الواقع من حيث ايضا مضرة هذا السؤال عليه كما دلت عليه الاحاديث الكثيرة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وابدأ بمن تعول وابدأ بمن تعول يعني من تجب عليك اعالتهم والنفقة عليهم ابدأ بهم آآ فانهم اه احق باحسانك بريك وصدقتك نعم قال رحمه الله باب اليد العليا خير من اليد السفلى عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة اعد الحديث عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة قال رحمه الله تعالى باب اليد العليا خير من اليد السفلى ثم اورد حديث آآ عبد الله بن عمرو بن عمر رضي الله عنهما وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى كذلك اورد اه حديث اه حكيم بن حزام وفيه المعنى نفسه هي المعنى نفسه وايضا الحديث الذي قبله آآ ايضا فيه المعنى نفسه اليد العليا افضل من اليد السفلى وثمة كلمات حول هذا المعنى لعله يؤجل الحديث عنها الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم