بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله بمختصر صحيح مسلم باب ما يخرج من زهرة الدنيا عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما اخشى عليكم ايها الناس الا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله اياتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال كيف قلت قال قلت يا رسول الله اياتي الخير بالشر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخير لا يأتي الا بخير ثم قال او خير هو ان كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا او يلم الا اكلة الخضر اكلت حتى اذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس سلطت او بالت ثم اجترت فعادت فاكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد يقول الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب ما يخرج من زهرة الدنيا هذه الترجمة فيها التنبيه على عدم اغترار العبد الدنيا والتحذير من الافتتان بها والاكباب عليها بحيث تكون اكبر همه ومبلغ علمه فان في ذلك هلاكا للعبد ومضرة عظيمة عليه اورد حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما اخشى عليكم ايها الناس الا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا لا والله ما اخشى عليكم يقسم بالله جل وعلا يقول ما اخشى عليكم الا كذا اه اي انه لا يخشى على امته الفقر مثل ما جاء في الحديث الاخر ما الفقر اخشى عليكم ما الفقر اخشى عليكم. فهنا يقول عليه الصلاة والسلام ما اخشى عليكم ايها الناس الا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا يعني لا اخشى عليكم من قلة المال وقلة ذات اليد وانما اخشى عليكم من كثرة المال كثرة المال ووفرته في في الايدي الا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا سمى عليه الصلاة والسلام آآ هذا الذي يخافه على الناس سماه زهرة الدنيا فشبه الدنيا بالزهرة في طيب رائحتها وحسن منظرها وقلة بقائها برائحتها وحسن منظرها وقلة بقائها الزهرة عندما يقطفها الانسان ويفرح بها ويستمتع بشمها والنظر اليها كم ستبقى في يده بهذه النظارة وهذه الرائحة الطيبة انظر هذا المثل ما اعجبه الذي شبه فيه النبي عليه الصلاة والسلام فالدنيا بالزهرة والزهرة كما لا يخفى طيبة الرائحة حسنة المنظر اذا قطفها الانسان استمتع برائحتها الجميلة واستمتع بمنظرها البهي لكنها قليلة البقاء قليلة البقاء والامر الاهم من ذلك لما وصفها بانها زهرت الدنيا هذا فيه تنبيه الى ان من وراء ذلك زهرة من نوع اخر متاع من نوع اخر ينتبه العبد ان لا يشغله هذه الزهرة الفانية عن الزهرة الباقية والمتاع الباقية والنعيم الباقي فان من وراء هذه الزهرة ثمارا وخيرا هي باقية ومتاعا باقيا فلا ينبغي للعبد ان تشغله هذه الدنيا عن الخير الباقي الدائم قال رجل يا رسول الله اياتي الخير بالشر ما المقصد من هذا السؤال؟ قال ايأتي الخير بالشر هذا السائل كانه يقول ما يحصله المسلمون من اه غنائم لان بعد الفتوحات كثر المال كان المال قليلا وكثر بالفتوحات الاسلامية فهذه الغنائم كأنه يقول هذه خير هذه الغنائم خير يقصرون اه يعني اموالا هي خير فيقول هل ياتي الخير بالشر تساؤل ورد في في ذهن هذا الصحابي آآ رظي الله عنه قال وهل يأتي الخير بالشر بصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة صمت ساعة ثم قال كيف قلت اعد السؤال قال قلت يا رسول الله فيأتي الخير بالشر هذا قال هذه الكلمة قالها في هذا المقام لما قال ما اخشى عليكم الا زهرة الدنيا يعني المال الوافر فقال هل ياتي الخير بالشر قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الخير لا يأتي الا بخير ان الخير لا يأتي الا بخير هذه اه هذه قاعدة تعتبر قاعدة جامعة نافعة العمل الصالح وابواب الخير مثل ما يعبر العلماء الخير والحسنات تتوالد ومن يقترف حسنة نعم نزد له فيها حسنى والحسنة تنادي اختها. الخير لا يأتي الا بخير والطاعة لا تأتي الا بالطاعة والصلة لا يأتي الا بالصلة والبر لا يأتي الا بالبر والاحسان لا يأتي الا بالاحسان الجزاء الاحسان الا الاحسان قال ان الخير لا يأتي الا بخير ان الخير لا يأتي الا بخير لكن الان عندنا سؤال ومقصد في السؤال السؤال عام اياتي الخير بالشر متى ورد هذا السؤال؟ هو سؤال عام اياتي الخير بالشر متى ورد هذا السؤال؟ ورد في موطن تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الافتتان بزهرة الدنيا فكأن السائل عندما قال يأتي الخير بالشر يعني قال هذه الزهرة زهرة الدنيا المال الذي اه من الله به على المسلم هذا خير فهل يأتي الخير بالشر؟ فالسؤال العام والمقصود الذي يظهر من خلال السياق خاص وهو عن آآ زهرة الدنيا المال النبي صلى الله عليه وسلم اجابه اولا على قدر السؤال العام على الخيرات الا بخير ثم رجع عليه الصلاة والسلام الكلام على المقصود السائل بهذا السؤال فقال او خير هو او خير هو؟ الان ذكر قاعدة جامع الخير لا يأتي الا بخير لكن رجع الى المقصود الذي في اه اه في في جاء هذا السؤال في في سياق زهرة الدنيا قال عليه الصلاة والسلام او خير هو اي ما تحصلون من زهرة الدنيا ما تحصلون من زهرة الدنيا هذا ليس بخير بحت بل فتنة ابتلاء يبتلي به العباد ولهذا كثير من الناس اه يأتيه المال وافر فيكون فتنة له يشغله ويلهيه يا يطغيه كلا ان الانسان ليطأه استغنى اذا كثر النعيم عنده فرط في طاعة المنعم وربما استعمل هذه النعمة في معصية المنعم سبحانه وتعالى ولهذا قال او خير هو اذا المال المال من حيث هو لا يوصف بانه خير الا اذا متى الا اذا وفق العبد لاستعماله في الخير الا اذا وفق العبد لاستعمال الخير. اما مال بيد الانسان يلهي ويشغل يطغى الانسان والى اخره قال او خير هو ثم ظرب هذا المثل العجيب البديع للدنيا مثل الدنيا بماذا قال ان كل ما ينبت الربيع وتذكر الان آآ اه قوله في اول الحديث الا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا واتأمل مثال الاتي قال ان كل ما ينبت الربيع كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا او يلم الا اكلة الخضر الا اكلة الخضر وكل ما ينبت الربيع الربيع تمتلئ الارض انواع الاعشاب والزهور والنباتات تجدها في الارض متداخلة باشكالها وانواعها واذا دخلت الماشية اذا دخلت الماشية في ارض هذه صفتها نبات الربيع واستمرت تأكل ولا تتوقف عن الاكل فالذي يحصل مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام يقتل حبطا يقتل حبطا الحبط هو انتفاخ البطن والامتلاء الذي يحصل له كثرة الطعام فيه ينتفخ البطن واذا انتفخ البطن ضعف بهذه الدابة الاخراج واصبح هذا الربيع الجميل الفاتن البهي هو هلاكها تأكل تأكل تأكل وتستمتع بالأكل وهي عندما تأكل تأكل فقط بعيونها من غير فكر تاكل بعيد بعيونها من غير فكر امامها ربيع جميل وترعاه تمتلئ الامتلاء يحدث من احد امرين اما ان يقتل حبطا يعني امتنان تمتلئ يستعصي الاخراج فتموت او يلم يعني يقارب يكاد يقتلها يمرضها مرض شديد يقاتل يكاد ان ان يكون قاتلا لها مهلكا لها الا اكلة الخضر الا اكلة الخضر يعني الماشية التي تأكل الخظر وهو كلأ الصيف والشمس موجودة فتأكل آآ حاجتها من من من هذا العشب لا تفتتن به وانما تأكل منه حاجتان تأكل منه حاجتها ولا تستكثر لانه ليس كذاك في جذبة لعيونها بصرها بانواع من الخظار اللي اتت الخضر اكلت حتى امتلأت قاصرتاها يعني جنبيها استقبلت الشمس فلطت او بانت ثم اجترت فعادت فاكلت فتكون آآ اكلة الخظر معتدلة الاكل تأكل حاجتها هذا اولا ثانيا اذا اكلت حاجتها واحست بالشبع امتلأت خاصرتاها لا تزيد على ذلك استقبلت الشمس استقبال الشمس هذا يعين على على هضم الطعام استرخاء البدن ثم بعد ذلك المرحلة الثالثة الاخراج فلطت او بانت تلطت او بانت ثم لا تزيد على ذلك لا تزيد على ذلك طلب اكل جديد وانما تجتر يعني انت تجتر اه تخرج اه اه من بطنها شيئا من الطعام من الداخل لتمضغه ثم تبلعه مرة اخرى وهذا اعون ايظا على هظم هذا الطعم بدلا يدخل عليه اخر واخر حتى تهلك الماشية قال فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حق فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع مثل ما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل يقول ابن القيم رحمه الله في توضيح هذا المثل في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين. ذكر بالمناسبة آآ ذكر آآ ابن القيم بهذا الكتاب الامثال الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تشبيه الدنيا. لان جاء عنها امثال كثيرة جدا بتشبيه الدنيا فذكرها ابن القيم في هذا الكتاب اظنه اوصلها الى العشرين مثلا او زيادة هكذا يقول المثل الاول مثل الثاني المثل هذا المثل الذي في حديث ابي سعيد الخدري هو المثل السابع من الامثال التي ساقها في عدة الصابرين وشرحها شرح بديع جدا ونافع قال رحمه الله قوله ان مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا او يلم هذا من احسن التمثيل المتضمن للتحذير من الدنيا والانهماك عليها والمسرة فيها وذلك ان الماشية يروقها نبات الربيع فتأكل منها باعينها تأكل منها باعينها فربما هلكت حبطا والحبط انتفاخ بطن الدابة من الامتلاء او من المرض او يلم اي لا يصل الى كونه هبط يعني ينفخ البطن ويقتل وانما يقارب ان ان يكون مهلكا لصاحبه الى ان قالوا وقوله الا اكلة الخضر هذا تمثيل لمن اخذ الدنيا اخذ من الدنيا حاجته هذا تمثيل لمن اخذ من الدنيا حاجته الاول تمثيل لمن المفتتن بالدنيا المفتتن بالدنيا فالمفتتن بالدنيا آآ مثله مثل الشاة في الربيع التي تأكل بعينها حتى يقتلها او يكون قريبا من ان يكون قاتلا لها المثال الثاني الذي هو اكلة الخضر هذا تمثيل لمن اخذ من الدنيا حاجته مثل ما مثله بالشاة الاكلة من الخظر بقدر حاجتها اكلت حتى اذا امتلأت خاصرتاها وفي لفظ اخر امتدت خاصرتاها وانما تمتد من امتلائها من الطعام وثنى الخاسرتين لانهما جنب البطن وفي قوله استقبلت عين الشمس ففلطت وبالت ثلاث فوائد استقبلت عين الشمس ففلطت قبالت فيها ثلاث احداها انها لما اخذت حاجتها من المرعى تركته وبركت استقبلت الشمس لتستمرئ بذلك ما اكلته الثانية انها اعرظت عما يظرها من الشره في المرعى هذا الجلوس مستقبل عين الشمس معرظة عن ما يضرها من قدر زائد تأكله قال ان اعرظت عما يظرها من الشره في المرعى واقبلت على ما ينفعها من استقبال الشمس التي يحصل لها بحرارتها انضاج ما اكلت واخراجه الثالثة انها استفرغت بالبول والسلط ما جمعته من المرعى في بطنها فاستراحت باخراجه ولو بقي فيها لقتلها فكذلك جامع المال مصلحته ان يفعل به كما فعلت هذه الشاة فكذلك جامع المال مصلحته ان يفعل بي كما افعلت هذه الشاة واول حديث مثل الشره في جمع الدنيا الحريص على تحصيلها فمثاله مثال الدابة التي حملها شره الاكل على ان يقتلها حبطا او يلم اذا لم يقتلها فان الشره الحريص اما هالك واما قريب من الهلاك فان الربيع ينبت انواع العقول والعشب فتستكثر منها الدابة حتى ينتفخ بطنها لما جاوزت حد الاحتمال فتنشق امعاؤها وتهلك كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويحبسها او يصرفها بغير حقها او يصرفها في غير حقها. واخر الحديث مثل للمقتصد او مثل للمقتصد باكلة الخضر الذي تنتفع الدابة باكله ولم يحملوها ولم يحملها شرهها وحرصها على تناولها منه فوق ما تحتمله بل اكلت بقدر حاجتها وهكذا هذا اخذ ما يحتاج اليه يعني من الدنيا ثم اقبل على ما ينفعه وظرب بول الدابة فنطها وفلطها مثلا لاخراجه المال في حقه حيث يكون حبسه وامساكه مضرا به فنجا منه و من وبال جمعه باخذ قدر حاجته منه ونجا من وبال امساكه باخراجه كما نجت الدابة من الهلاك بالبول قال وفي هذا الحديث اشارة الى الاعتدال والتوسط بين الشرف في المرعى القاتل بكثرته وبين الاعراض عن وتركه بالكلية فتهلك جوعا وتضمن الخبر ايضا ارشاد المكثر من المال الى ما يحفظ عليه قوته وصحته في بدنه وهو الاخراج منه وانفاقه ولا يحبسه يضره حبسه. وبالله التوفيق هذا كلام عظيم جدا اه في توضيح هذا المثل الذي اه ضربه النبي عليه الصلاة والسلام مثل فيه الدنيا بالطعام الذي في المعدة مثل الدنيا بالطعام الذي في المعدة اذا اخذت الاعضاء منه حاجتها فحبسه قاتل حبسه قاتل او مؤذن ولا راحة لصاحبه الا في خروجه ولا راحة لصاحبه الا في خروجه مثل كنز المال الذين يكنزون الذهب والفضة هذا قاتل لهم والاخراج منه الاخراج الواجب واذا زادوا على ذلك الاخراج المستحب هذا زكاة لهم وراحة لهم في دنياهم واخراهم هذا مثل عظيم ذكره النبي عليه الصلاة والسلام على اثر على اثر هذه الخطبة العظيمة التي حذر فيها الناس من زهرة الدنيا ان تفتنهم وتشغلهم عما خلقوا لاجله واوجدوا لتحقيقه ادى زهرة الدنيا خلقت للناس زهرة الدنيا خلقت للناس سخرها الله واوجدها للناس سخاء وسخر لكم آآ ماء وسخر لكم آآ ما في السماوات وما في الارض جميعا منه هذه كلها سخرها آآ الله سبحانه وتعالى للناس اوجدها اه لينعموا بها ليهنأوا بها فزهرت في الدنيا خلقت للناس والناس خلقوا لماذا لعبادة الله فما ينبغي ان يشغلهم هذا الذي خلق لهم عن الذي خلقهم لاجله قال عليه الصلاة والسلام في تمام هذا الحديث فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه من يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع مثل ما مر معنا في المثل الى ان يكون هلاك للمرء مثل ما تهلك الدابة اذا آآ اخذت تأكل في الربيع الى ان ينتفخ بطنها فتموت او او يقارب ان ان تموت وتهلك نعم قال رحمه الله باب اباحة الاخذ لمن اعطي من غير مسألة ولا اشراف عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه العطاء فيقول له عمر اعطه يا رسول الله افقر اليه مني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذه فتمولوا او تصدق به وما جاءك من هذا المال وانت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبع نفسك قال سالم فمن اجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل احدا شيئا ولا يرد شيئا اعطيه قال باب اباحة الاخذ لمن اعطي من غير مسألة ولا اشراف غير مسألة ولا اشراف اباحة الاخذ الاخذ اه على هذه الصفة مباحة ليس واجبا اه قال اباحة الاخذ لمن اعطي من غير مسألة ولا اشراف وغير مسألة ولا اشراق من غير مسألة آآ يعني طلب مسألة التي هي الطلب اه وقد تقدم معنا ومن يستعفف ومن يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله واذا كان المرء سائلا بلسانه مشرفا الى ما يعطاه اه صار هذا متنافيا مع من يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله السائل بلسانه ضد المتعفف والمشرف بقلبه ضد الغني ولا المسلم ينبغي ان يكون عفيف وغني فعفيف لا يسأل غن لا يكون مستشرف للمال. ولهذا ذكرهما ضابطين هنا وقد تقدما معنا فذكرهما ضابطين من غير مسألة ولا اشراف من غير مسألة المسألة تتنافى مع التعفف والاشراف يتنافى مع غنى النفس قال ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر ابن الخطاب العطاء فيقول له عمر اعطه يا رسول الله افقر اليه مني هذا معدود في مناقب عمر هذا معدود في مناقب عمر رضي الله عنه وهو من زهده وايثاره وفضله رضي الله عنه وارضاه فكان يعطيه النبي عليه الصلاة والسلام العطاء فيقول يا رسول الله اعطه من هو افقر مني من هو احوج اليه مني فهذا من من عفافه وزهده وايثاره وفضله وهم من مناقبه رضي الله عنه وارضاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذه فتمول فتموله فتمولوا او تصدق به تموله اي استعمله مالا لك في حاجاتك في امورك او تصدق به اذا كان آآ ترى انه ليس لك به حاجة تصدق به فتفوز باجر المتصدقين الله يجزي المتصدقين خذه فتموله او تصدق به وما جاءك من هذا المال وانت غير مسرف ولا سائل فخذه اذا جاءك وانت غير مشرف اي متطلع وحريص ونفسك اه تطلب هذا المال تولع به فما جاءك من وانت غير مشرف ولا سائل ذكرت ان اشراف النفس يتنافى مع الغنى غنى النفس ومن يستغني غنيه الله والسؤال يتنافى مع التعفف ومن يستعفف يعفه الله فاذا جاء المال من غير اشراف ومن غير سؤال الاشراف يتعلق بالنفس القلب والسؤال يتعلق باللسان اذا كان القلب غني واللسان عفيف لا يسأل خذ وما لا وما لا فلا تتبعه نفسك وما لا فلا تتبع نفسك وما لا ايش لم يذكر لانه دل عليه ما قبله وما لا اي وما لا يكون بهذا الشر المتقدم بهذا الضابط المتقدم فلا تتبعه نفسك اي لا تعلق نفسك به ولا تجعل نفسك اه متعلقة به وما لا فلا تتبعه نفسك قال سالم فمن اجل ذلك كان ابن عمر رضي الله عنه راوي الحديث لا يسأل احدا شيئا ولا يرد شيئا اعطيه لان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جمع بين الامرين النهي عن السؤال و قال وفي الوقت نفسه قال اه اه عن المال الذي يعطاه الشخص من غير اشراف اه ولا مسألة ان يأخذه ان كان محتاجا له انتفع به وان كان غير غير محتاج آآ تصدق به وهذا فيه النال الاخذ مثل ما ترجم المنذري رحمه الله اباحة الاخراج اباحة الاخذ لمن اعطي من غير مسألة ومن غير اشراف وغير مسألة ومن غير اشراف سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم