بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم كتاب فضائل القرآن باب في فاتحة الكتاب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيدا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل الى الارض لم ينزل قط الا اليوم فسلم وقال ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ بحرف منهما الا اعطيته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال الحافظ المنذر رحمه الله في اختصاره لصحيح مسلم قال كتاب فضائل القرآن هو كتاب عقده رحمه الله لذكر فضائل القرآن عموما وذكر فضائل سور معينة من القرآن وبدأ باعظم سور القرآن وافضلها سورة البقرة وفضل القرآن وشرفه ورفيع قدره وعلو مكانته امر لا يخفى على المسلمين فهو كتاب الله رب العالمين وكلام خالق الخلق اجمعين فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا والفصل ليس بالهزل من ابتغى الهدى بغيره اضله الله فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لا يخلق هذا الكتاب العظيم من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم وهذا الكتاب العظيم المبارك هو اجل واعظم ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى كما جاء عن فروة بن نوفل قال رحمه الله اخذ خباب ابن الارت بيد فقال يا هناه تقرب الى الله بما استطعت فانك لست تتقرب الى الله بشيء احب اليه من كلامه لن تتقرب الى الله بشيء احب اليه من كلامه ولهذا فان قدر القرآن الكريم وفظله هو بقدر الموصوف به وفضله فالقرآن كلام الله سبحانه وتعالى وكما ان الله عز وجل لا سمي له ولا شبيه له باسمائه وصفاته جل وعلا فلا سمي له ولا شبيه له في كلامه فله جل وعلا الكمال المطلق في ذاته واسمائه وصفاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولهذا قال ابو عبد الرحمن السلمي رحمه الله وهو من علماء التابعين واجلتهم قال افضل او قال فظل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه وذلك انه منه قد روي هذا اللفظ مرفوعا لكنه لا يثبت روي مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام الا ان رفعه لا يثبت وانما هو من قول ابي عبدالرحمن السلمي رحمه الله و معناه حق واضح لان الله سبحانه وتعالى لا شبيه له في آآ جميع صفاته والقرآن كلام الله تنزيله جل وعلا تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ولهذا هذا القرآن من الله بدأ واليه سبحانه وتعالى يعود وفي القرآن اية كثيرة حث الله فيها عباده على الاقبال على هذا القرآن قراءة تدبرا وفهما لمعانيه وعملا بهداياته واثنى الله سبحانه وتعالى على من كان كذلك وقام بذلك قال الله سبحانه وتعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور قال جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال جل وعلا افلم يتدبروا القول قال جل وعلا وذكر بالقرآن من يخاف وعيد قال جل وعلا ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد والايات في هذا المعنى كثيرة وفضائل القرآن خيراته وعوائده وثماره لا حصر لها ولا حد ومما يشار اليه في هذا المقام ان للقرآن خصوصية في شهر رمظان الذي نعيش الان اول ايامه جعله الله سبحانه وتعالى مباركا على المسلمين وعزا لهم وقربا من الله سبحانه وتعالى وتكفيرا لسيئاتهم ورفعة لدرجاتهم واعاننا اجمعين على حسن الاقبال على الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم والموسم العظيم موسم الخيرات البركات والعطايا والهبات فهذا الشهر العظيم المبارك له خصوصية بهذا القرآن لان القرآن انزل في رمظان القرآن انزل في رمضان كما قال الله سبحانه وتعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. وقال جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر فالقرآن انزل في ليلة القدر وليلة القدر في رمضان وكان النبي عليه الصلاة والسلام اذا دخل رمظان نزل جبريل واخذ يدارس النبي عليه الصلاة والسلام القرآن ولهذا من يقرأ سير السلف الصالح اه رحمهم الله رضي عنهم يجد اه اه لهم شأن اخر مع القرآن في في رمضان اقبالا على تلاوته وتدبرا لاياته وتبصرا في هداياته اه استخراجا لكنوزه وعجائبه ولهذا بعظ بعظ العلما لهم مصنفات في آآ ما يتعلق بفوائد القرآن وعجائب القرآن اه ثمار القرآن آآ فتح الله سبحانه وتعالى عليهم فيها في هذا الشهر شهر شهر فللقرآن خصوصية في هذا الشهر العظيم والموسم الكبير ومنا ما يعين المرء على العناية بالقرآن سواء في هذا الشهر او في غيره ان يقرأ في فضائل القرآن ان يقرأ في فضائل القرآن واهل العلم اعتنوا بهذا منهم من افرده بالتصنيف وثمة مصنفات عديدة لاهل العلم في اه فضائل القرآن ومنهم من ضمنه اه كتب السنة الجامعة الصحاح والسنن و اه الكتب الجامعة المؤلفة في السنة منهم من افرد فيها كتابا خاصا بفظائل القرآن مثل ما صنع الامام مسلم رحمه الله والذي نقرأ آآ الان مختصره الحافظ المنذري رحمه الله تعالى قال كتاب فضائل القرآن ثم قال باب في فاتحة الكتاب باب في فاتحة الكتاب فاتحة الكتاب اي السورة العظيمة المباركة التي فتح الله سبحانه وتعالى بها آآ كتابه العظيم القرآن فاتحة الكتاب اي ما جاء في في فضل اه ما جاء في فضل هذه السورة العظيمة سورة الفاتحة واورد فيها حديث ابن عباس اه رضي الله عنهما في بيان شأن هذه السورة وعظيم مكانتها وسورة الفاتحة من عظيم شأنها ورفيع مكانتها ان الله عز وجل افترظ على العباد قراءتها في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في الصلوات الخمسة المكتوبة لانه لا بد من قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وقال صلوات الله وسلامه عليه من صلى صلاة لم يقرأ فيها بام القرآن فهي خداج اي غير تمام واذا كان العبد يحافظ على الرواتب والنوافل فانه سيقرأ الفاتحة في اليوم والليلة مرات كثيرة وقراءتها قراءته لها في الشهور كثيرة في السنوات اكثر واكثر في عمره ولهذا آآ سبحان الله سورة الفاتحة لها خصوصية عظيمة في حياة المسلم قراءة لها تكررا لقرائتها المرات الكثيرة هي ايامه ولياليه هذا الحديث حديث ابن ابن عباس حديث عظيم جدا في بيان فضل هذه السورة الذي ينزل بالقرآن الذي ينزل بالقرآن هو جبريل مثل ما قال الله تعالى نزل به الروح الامين. الروح الامين جبريل هو الذي ينزل بالقرآن لكن هنا لهذا الحديث نزل ملك اخر ولم ينزل بالقرآن الذي ينزل بالقرآن هو جبريل وانما نزل ببشارة نزل ببشارة في فضل الفاتحة وفضل خواتيم سورة البقرة نزل هذا الملك يحمل بشارة بفضل الفاتحة وفضل خواتيم سورة البقرة يقول ابن عباس رضي الله عنهما بينما جبريل قاعد عند النبي عليه الصلاة والسلام سمع نقيدا من فوقه فرفع رأسه سمع نقيظا من فوقه فرفع رأسه سمع نقيظا اي سمع اه صوتا مثل صوت الباب عندما يفتح حركة الصوت باب فتح سمعها من جهة العلو جهة السمع سمع ذلك الصوت واخبره جبريل لان النبي عليه الصلاة والسلام آآ لما سمع هذا الصوت ليس عنده خبر ماذا يكون قال جبريل هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم اول مرة يفتح قال فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل الى الارظ لم ينزل قط الا اليوم تأمل في هذا باب من السماء يفتح لاول مرة وملك من السماء ينزل لاول مرة وجاء هذا الملك الى النبي عليه الصلاة والسلام وسلم ملك لاول مرة ينزل ونزل من باب لاول مرة يفتح فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام تسلم وقال ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ابشر بنورين القرآن كله نور كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا و هاتان هاتان اه او هذه السورة الفاتحة وخواتيم البقرة لهما خصوصية في هذا النور الذي وصف للقرآن كله لهما مزيد خصوصية ومزيد شأن في ذلك قال ابشر بنورين اوتيتهما اوتيتهما اي اعطاك اياهم الله اتاك اياهما الله اوتيتهما اوتيتهما اه اي اعطاك اياهما الله سبحانه وتعالى من الله عليك بهما لم يؤتهما نبي قبلك لم يؤتهما نبي قبلك وهذا يفيدنهما من خصائص من خصائص هذا النبي عليه الصلاة والسلام وامته امته تبع له فهذا فيه شرف الفاتحة وشرف اه خواتيم سورة البقرة وانهما من الخصائص لم يؤتهما نبي قبله مما اه اه يتعلق بهذا الاختصاص قال لن تقرأ بحرف منهما الا اعطيته لن تقرأ بحرف منهما الا اعطيت وسورة الفاتحة فيها ثناء ودعاء بها ثناء ودعاء و سوء خواتيم سورة البقرة فيها ايمان ودعاء دعاء الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم وهذا الدعاء هو اعظم الادعية اعظم الادعية على الاطلاق وافضلها يكفي دلالة على انه افضل الادعية واعظمها على الاطلاق ان الله افترض علينا ان ندعو بهذا الدعاء اليوم سبع عشرة مرة وهذا ليس ليس في شيء من الادعية اطلاقا ليس في شيء من الادعية اطلاقا. افترظ الله على العباد ان يأتوا بهذا الدعاء فرضا لازما في اليوم سبع عشرة مرة كما سبق البيان في الصلوات المكتوبة وخواتيم سورة البقرة ايضا دعاء ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا الى اخر الادعية التي فيها وجاء في الحديث ان الله سبحانه وتعالى قال قد فعلت قال قد فعلت فهذا فيه ان الدعاء الذي في الفاتحة والدعاء الذي في خواتيم سورة البقرة دعاء عظيم ومستجاب دعاء عظيم ومستجاب وسورة الفاتحة جاء الامر بقراءتها مرات وكرات في اليوم والليلة وخواتيم سورة البقرة سيأتي معنا حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ هاتين الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه وهذا فيه حث على قراءتها كل ليلة قراءة مستمرة يداوم عليها المسلم يقرأها كل كل ليلة الشاهد ان هذا الحديث فيه فضل هذه السورة سورة الفاتحة ومجيء هذا الملك الذي ينزل لاول يوم من باب يفتح لاول مرة يبشر بهذا النور العظيم الذي اعطاه الله آآ نبيه ومن عليه به وهو من خصائصه لم يؤتى ذلك النور نبي قبله وسورة الفاتحة هي افضل سور القرآن بافضل سور القرآن قد دل لذلك حديث سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال كنت اصلي بالمسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم اجبه اي لكونه في صلاتي فدعاني فلم اجبه فقلت يا رسول الله اني كنت اصلي فقال الم يقل الله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ثم قال لي وهذا موطن الشاهد لاعلمنك سورة هي اعظم السور في القرآن لاعلمنك سورة هي اعظم السور في القرآن قبل ان تخرج من المسجد هذه طريقة عظيمة عرفت في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم وهي التشويق لما نادى ما قال له ابتداء اعظم سورة في القرآن الفاتحة لم يقل له مباشر اعظم سورة في القرآن الفاتحة وانما جعل قلبه يعتمل ويتحرك ويتشوق في اه في هذا الخبر الذي وعده النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبره به قبل ان ان ان يخرج من المسجد وفي هذه اللحظات التي هي قبل خروج اه من المسجد قلبه في غاية السوق هذه طريقة عظيمة جدا في التعليم يكثر في احاديثه عليه الصلاة والسلام التشويق للعلم لما يذكره صلوات الله وسلامه عليه من فضائل حديث الفضائل كثيرا ما يأتي فيها التسويق يعني انظر الان الحديث الذي العظيم في فضل التسبيح والتحميد لما قال عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هذا مبتدأ مؤخر اصل الجملة سبحان الله وبحمده كلمتان خفيفتان الى اخره اخر المبتدى تشويقا اليه تأخر المبتدأ تشويقا اليه فكثيرا ما يأتي هذا الاسلوب اسلوب عظيم جدا وهو من كمال نصحه قال الله تعالى قد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ثم اخذ بيدي يقول ابي سعيد سعيد ابن المعلى رضي الله عنه قال ثم اخذ بيده هذا ايضا من اللطف ومن كريم خلق النبي عليه الصلاة والسلام فلما اراد ان ان يخرج قلت له الم تقل لاعلمنك سورة هي اعظم سورة في القرآن هذا يدل ان قلبه غاية السوق ان يعرف اه هذه السورة التي هذا شأنها وهذه مكانتها قال الحمد لله رب العالمين قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته السبع المثاني ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم وهي تسمى السبع المثاني لان ايات لان اياتها سبع ومثاني لانها تثنى في كل صلاة ما وصلى صلاة الا وفي كل ركعة منها تقرأ هذه السورة وقال والقرآن العظيم الذي اوتيته هي السبع المباني والقرآن العظيم الذي اوتيته يشيل الاية التي اه ذكرت قال والقرآن العظيم الفاتحة سورة من القرآن لكن لما كانت هذه السورة حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا لان الفاتحة اجملته والقرآن فصل ولهذا وصفت بهذا وايضا وصفت بام القرآن وصفت بام القرآن. ام القرآن لان لانها حوت اجمالا ما حواها القرآن تفصيلا ما حواه القرآن تفصيلا و هذه السورة مثل ما رأينا في هذا الحديث لها اه اسماء واوصاف تدل على عظيم مكانتها فسماها فاتحة الكتاب وذلك لانها اه صدر بها القرآن واذا فتح المسلم المصحف اول آآ ما يجد في صوره هذه السورة العظيمة فهي اول سور القرآن وهي السبع المثاني لان اياتها سبع والمثاني لانها تثنى في كل صلاة وهي القرآن العظيم سماها النبي عليه الصلاة والسلام لذلك مع انها سورة واحدة من سور القرآن لانها كما تقدم اشتملت على ما اشتمل عليه القرآن كله القرآن فيه توحيد واوامر ونواه وقصص واخبار وهذا موجود في سورة الفاتحة على وجه الاجمال وموجود في القرآن على وجه التفصيل وهي نور عظيم وضياء مبين اكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه عليه الصلاة والسلام كما تقدم معنا في حديث ابن عباس قال ابشر اه بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك لم يؤتهما نبي قبلك فهذه منة على آآ امة الاسلام بمجيء هذا الملك حاملا هذه آآ البشارة العظيمة ولهذا ينبغي معاشر الكرام ان تعطى هذه السورة حقها ان تعطى هذه السورة حقها من التلاوة الصحيحة و الفهم الحسن الطيب مع القيام بما تقتضيه من صلاح واستقامة وسير على الصراط المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم لا يكن حظ العبد منها مجرد التلاوة لالفاظها وحروفها بل تكون تلاوة شاملة فهم المعنى والعمل بهداياته هذه هداية هذه السورة العظيمة واذا كان الله عز وجل انزل القرآن كله ليتدبر وليعمل به مثل ما تقدم كتابا انزلناه كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته اذا كان اذا كنا بحاجة الى ان نتدبر القرآن نفهمه كله نعتني به فهما وتدبرا ومجاهدة لانفسنا على ذلك فان حاجتنا اشد وظرورتنا الزم فيما يتعلق بسورة الفاتحة اي اه التي هي ام القرآن وافضل سور القرآن والمشتملة على ما اشتمل عليه القرآن كما تقدم القرآن اجمل وهذه السورة فصلت ومن ما يؤكد عليه هي العناية بهذه الصورة وهدايتها الاستشفاء بها الاستشفاء بها وهذا امر عجب وباب عظيم جدا ينبغي آآ ان يعتني به المسلم الاستشفاء بها ومداواة النفس ابن تيمية رحمه الله له كلمة عجيبة في هذا المقام ينقلها عنه تلميذه ابن القيم ويذكر ابن القيم ان ابن تيمية كان كثيرا ما يردد او يعيد هذه الكلمة يقول ابن القيم كثيرا ما كنت اسمع ابن تيمية يقول اياك نعبد فيها علاج للرياء هي علاج للرياء واياك نستعين فيها علاج للكبرياء فهذا باب مهم جدا في المداواة اه مداواة النفس هي امراضها واسقامها وخاصة امراض القلوب امراض القلوب ومن اخطرها الرياء الكبر فاياك نعبد فيها نفع جدا خاصة للمتدبر لهداياتها في ذهاب مرض الرياء لذهاب مرض الرياء والمراءات والتصنع للمخلوقين لان اياك نعبد هذا اخلاص اي نعبدك ولا نعبد غيرك مخلصين لك وفيها تذكير بمقام الاخلاص الذي هو اشرف المقامات من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا واياك نستعين عندما يتلوها المرء متدبرا تعرف العبد بافتقاره الى الله اياك نستعين كأنه يقول لا حول لي ولا قوة ولهذا ايضا قال اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام قال اياك نعبد تحقيق للا اله الا الله واياك نستعين تحقيق للا حول ولا قوة الا بالله تحقيق لي لا حول ولا قوة الا بالله فاياك نستعين هذه تعرف العبد بافتقاره وحاجته الى ربه واستمداده المعونة من الله عز وجل وانه فقير الى الله على الدوام يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد الفاتحة فيها فيها الشفاء وينبغي ان يحرص العبد على مداواة نفسه خاصة من امراض القلوب بالاستشفاء بالفاتحة والاستشفاء بالفاتحة بقراءتها تدبر معانيها وهداياتها ولا يزال العبد مع قراءته المتكررة الفاتحة متدبرا لها يكرمه الله سبحانه وتعالى بمداواة لما في نفسه من اسقام اما اذا كان يقرأها لا يتأمل ولا يتبصر في هدايتها يكون اثرها عليه ضعيفا ان لم يكن عديما ولهذا مهم باب التدبر والتأمل في في هدايات هذه السورة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين لم تأتي هذه اياك نعبد واياك نستعين الا بعد الحمد والثناء تعظيم لله مثل ما جاء في الحديث القدسي قال الله قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين مقصود بالصلاة الفاتحة المقصود بالصلاة الفاتحة مع انها يعني ركن من اركان الصلاة ليست الصلاة كلها هي ركن من اركان لكن لعظم مكانتها في الصلاة سميت صلاة سميت صلاة قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الفاتحة كم اه عدد اياتها السبع السبع المثاني سبع ايات ثلاث ايات ونصف للرب باولها وثلاث ايات ونصف للعبد الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد هذا للرب واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين هذه للعبد يسأل ربه مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العوظ عن الفاتحة لمن لا يقدر علمني الاعرابي الذي قال علمني شيئا يجزيني قال له تقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. قال الاعرابي هذا لربي فما لي قالت تقول اللهم اهدني وارزقني فمسك بيده قال النبي صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد ملأ يديه بالخير يعني انه مسك بيده يحافظ يحافظ عليها فسورة الفاتحة فيها للرب وللعبد قال هذا هذا لربي فمالي فيها للرب وللعبد اولها للرب الثناء والتعظيم واخرها للعبد الذي هو السؤال والطلب في اعظم المطالب واجلها الهداية الى الصراط المستقيم والنجاة من طريق المغضوب عليهم والضالين فاياك نعبد لم تأتي الا بعد ماذا؟ الثناء لم تأتي الا بعد الثناء على الله سبحانه وتعالى والثناء ايضا الذي فيها يتضمن اركان مهمة في العبادة اركان مهمة في العبادة لان الذي يقرأ الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين ماذا يتحرك في قلبه واهل العلم قالوا الحمد هو الثناء مع الحب فلما يحمد الله عز وجل يتحرك في قلبه حب الله لانه لانه ثناء على الله باسمائه وصفاته وجلاله وكماله وعظمته فهذا كله يحرك في القلب الكبرياء وثناء على الله على نعمه ومننه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى فيتحرك في في في هذا الموطن الحمد لله رب العالمين المحبة محبة الله فاذا قرأ الرحمن الرحيم اي شيء يتحرك في قلبه الله يقول ويرجون رحمته يتحرك الرجاء لرحمة الله رجاء لرحمة الله فاذا قرأ واياك فاذا قرأ مالك يوم الدين مالك يوم الدين والله يقول في سورة الفطار وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله يتحرك في قلبه ماذا الخوف بعد هذا جاء اياك نعبد وكأن السياق افاد ان اياك نعبد يا الله نعبدك بالحب الذي دل عليه الحمد لله رب العالمين والرجاء الذي دل عليه الرحمن الرحيم والخوف الذي دل عليه مالك يوم الدين ولهذا العلماء يقولون عن هذه الثلاثة الحب والخوف والرجاء اركان التعبد القلبية وايضا هي توصف بمحركات القلوب محركات القلوب التي تحرك القلب الى كل خير وكل فضيلة وكل رفعة في آآ الدنيا والاخرة هذا كله من آآ الاهتداء ب هداية هذه السورة والانتفاع الذي هو اه مطلوب من المسلم ان يتجدد معه في كل قراءة لهذه السورة وقد انتظمت سورة الفاتحة انواع التوحيد الثلاثة التي خلقنا الله عز وجل لاجلها واوجدنا لتحقيقها قد قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. الاية الاولى خلق لتعبدوا والاية الثانية اية الطلاق خلق لتعلموا فنحن خلقنا للعلم والعمل ولهذا التوحيد نوعان توحيد عملي وتوحيد علمي توحيد العمل هو توحيد الالوهية والتوحيد العلمي توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وسورة الفاتحة دلت على هذه الانواع الثلاثة للتوحيد فقوله الحمد لله رب العالمين هو الثناء على الله وعلى اسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ونعمه التي لا تعد ولا تحصى ورب العالمين فيها الايمان بربوبية الله عز وجل وانه رب العالمين الخالق المدبر المتصرف اه لا شريك له الرحمن الرحيم فيها مالك يوم الرحمن الرحيم مالك يوم الدين فيها الاسماء والصفات لله سبحانه وتعالى واياك نعبد واياك اياك نعبد هذا هو توحيد العبادة وتوحيد العبادة هو تحقيق آآ للا اله الا الله ومن هداية هذه السورة انها دلت على شرط قبول العمل كما انها دلت على على اه اقسام التوحيد دلت على شرطي قبول العمل وسبق الاشارة الى دلالتها على اركان التعبد الثلاثة حب الرجاء والخوف فقد دلت على شرطي قبول عمل الاخلاص والمتابعة الاخلاص في قوله اياك نعبد واياك نستعين المتابعة في قوله اهدنا الصراط المستقيم لقوله اهدنا الصراط المستقيم هذا فيه دليل على ان العمل لا يقبل الا اذا كان على ضوء الصراط المستقيم الذي دل عليه او جاء في هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على آآ صاحبه غير مقبول منه سورة الفاتحة مليئة اه العبر والدروس العظيمة والفوائد المتنوعة نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لحسن العناية بهذه السورة وبالقرآن عموما وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته ان ييسر لنا ابواب الخير والفضل والبركة وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يشرح صدورنا وان ييسر امورنا وان يوفقنا لكل خير نسأله جل في علاه ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين