الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري. رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه مختصر صحيح مسلم في كتاب فظائل القرآن باب في خواتيم سورة البقرة عن ابي مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ هاتين الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله باب في خواتيم سورة البقرة اي فيما ختمت به هذه السورة العظيمة قد تقدم حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه في ذكر فضل هذه السورة والحث على قراءتها قد قال عليه الصلاة والسلام اقرأوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة لكن الايات التي ختمت بها السورة لها شأن خاص ولها مكانة عظيمة ولها فضل خاص قد تقدم معنا في اول كتاب الفضائل حديث ابن عباس وهو يتضمن الفضل او شيء من الفضل الخاص الذي في خواتيم سورة البقرة قال ابن عباس رضي الله عنهما بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل الى الارض لم ينزل قط الا اليوم. فسلم وقال ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة. لن تقرأ بحرف منهما الا اعطيت فهذا الحديث فيه دلالة على عظيم فضل خواتيم سورة البقرة وانه نور اوتيه نبينا عليه الصلاة والسلام قص به لم يؤته نبي قبله صلوات الله وسلامه عليه ومن فضل خواتيم سورة البقرة العظيم انها في هذا الحديث حديث ابن عباس قرنت بفاتحة الكتاب التي هي اعظم اعظم سور القرآن اه اجلها شأنا واورد هنا في هذه الترجمة حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ هاتين الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه من قرأ الايتين هاتين الايتين من اخر سورة البقرة من قوله تعالى امن الرسول الى خاتمة السورة من قرأ هاتين الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. هذا فيه حث على القراءة المتكررة لهذه السورة بتكرر الليالي بحيث انها تقرأ كل ليلة تقرأ كل ليلة وقراءتها كل ليلة فيه هذا الفضل العظيم الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام قال كفتاه كفتاه كفتاه من الكفاية وقيل في معناها اقوال قيل كفتاه ان بقية الاذكار والادعية المأثورة فيما يتعلق بالمساء او الليل انها تكفي عن ذلك لكن هذا القول ضعيف الاذكار كل ذكر في بابه كل ذكر من الاذكار المأثورة في بابه وله فضله له اثره حسب ما جاء مبينا في الاحاديث التي جاءت في الاذكار مثل ما تقدم ان ان قراءة اية الكرسي من قرأها لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان لم يضره شيء في بعض الاحاديث كل باب او كل ذكر له اه ما يخصه من من فضل ومكانة والقول الثاني انها تكفي عن قيام الليل وهذا اضعف من اه من الاول ولا يمكن ان يكون المراد بالحديث ذلك والقول الثالث وهو الصحيح في معنى الاية معنى الحديث اي كفتاه من كل شر وكل ضر فتكون هاتان الايتان حصنا لتاليهما حصنا حصينا لتاليهما يحفظ ويوقى ويكفى فلا يصيبه اه ضر لا يصيبه شيء ولهذا جاء عن علي رضي الله عنه بن ابي طالب قال ما ما ارى احدا يعقل ينام حتى يقرأ اية الكرسي وخواتيم سورة البقرة فانها من كنز تحت العرش فهذا فيه عناية السلف وحثهم على العناية بهذه السنة العظيمة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان تقرأ هذه الايات من خواتيم سورة البقرة كل ليلة وجاء في حديث ابي ذر رضي الله عنه في المسند وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش من كنز تحت العرش. هذا فيه مكانة هاتين الايتين وتقدم في حديث ابن عباس ان آآ الملك قال ابشر بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما الا اعطيت ومن الاحرف التي في الفاتحة وخواتيم سورة البقرة الدعاء الفاتحة فيها اعظم اعظم الدعاء. اهدنا الصراط المستقيم وخواتيم سورة البقرة فيها دعوات عظيمة جدا لا غنى للمسلم عنها دعوات عظيمة للغاية ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين هذه دعوات وهي مستجابات وهي مستجابات مثل ما جاء في الفاتحة في الحديث الذي قال فيه آآ قال في الحديث القدسي الذي قال الله سبحانه وتعالى في هذا لعبدي ولعبدي ما سأل يعني هذا مستجاب ايضا الدعوات هذه التي في في خواتيم سورة البقرة دعوات مستجابات. لانه ثبت من حديث ابي هريرة ان الله قال نعم وثبت من حديث ابن عباس ان الله قال قد فعلت يعني فانت اجبت دعاء من دعا بهذه الدعوات فالذي يدعو كل ليلة بهذه الدعوات يدعو بدعوات مستجابة ثبتت السنة عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله قال نعم كما في حديث ابي هريرة وقال فعلت كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فهي دعوات مستجابة فهي دعوات مستجابة لن تقرأ بحرف منهما الا اعطيته الحاصل ان هذا الحديث حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه فيه الحث على قراءة هاتين الايتين كل ليلة كل ليلة بحيث لا يفوت ليلة الا الا ويكون قد قرأ فيها هاتين الايتين. هنا حكمة هنا حكمة عظيمة في هذه القراءة المتكررة نهاية لهاتين الايتين كل ليلة قراءة المتكررة ليأتين الايتين كل ليلة هذا له حكمة عظيمة جدا. لان لان الايتين الاولى منهما تتعلق بالايمان واصوله العظيمة واركانه المتينة التي يبنى عليها والاية الثانية في الدعاء الاولى ايمان والثانية دعاء فمن يقرأ هاتين الايتين كل ليلة متدبرا محققا ما تدل عليه من من معنى لا يزال كل ليلة يجدد ماذا الايمان لا يزال كل ليلة يجدد الايمان. النبي عليه الصلاة والسلام يقول ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم هذي عملية تجديد للايمان كل ليلة يجدد المسلم ايمانه بتجديد الذكر لهذه الاصول التي يبنى عليها آآ دين الله سبحانه وتعالى اصول الايمان هي التي ذكرت في الاية الاية الاولى من هاتين الايتين قال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. هذه اصول الايمان وسبحان الله اه هذه الاصول للايمان جاءت في اول سورة البقرة وفي وسطها وفي خاتمتها اما اول آآ السورة قال هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون فجمعت هذه الاصول في اولها وفي وسطها قال ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ذكرت ايضا في في وسطها وجاء ايضا في اثناء السورة في اثناء سورة البقرة قال الله جل وعلا قولوا امنا بالله قولوا امنا بالله امرهم بهذا قولوا امنا بالله انظر الى هذه اللطيفة ما اعجبها. لم تختم سورة البقرة حتى نزل الخبر من الله باستجابة المؤمنين لهذا لهذا الامر وامتثالهم في اثنائها قال قولوا امنا بالله وفي خاتمتها قال امن الرسول بما انزل اليه من ربي والمؤمنون كل امن بالله امرهم في اثنائها او في خاتمتها اخبر بانهم فعلوا وانقاذه وعليه فان الاية تتضمن ثناء عظيم على اهل الايمان واستجابتهم لله امتثالهم امره تحقيق ما الايمان الذي خلقوا لاجله وطاعتهم لله وليون او لينوا نفوسهم وان نفوسهم لانت بذلك خضعت دلت لله سبحانه وتعالى منقاد مستسلمة المؤمن لا يزال كل ليلة يجدد هذا الايمان ولهذا مما ينصح به في هذا المقام ان لا يكون آآ حب المسلم كل ليلة من هاتين الايتين مجرد القراءة فليقرأ يا من خلالها يجدد ايمانه من خلالها يحقق ايمانه من خلالها يزدد ايمانا ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون يقرأ مجددا بهذا ايمانه كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. هذه اصول الايمان الاول الايمان بالله كل امن بالله لاحظ في الاية قال كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله كلها ضمائر ترجع الى الاصل الاول الذي هو الايمان بالله وبهذا نعلم ان الايمان بالله هو اصل اصول الايمان الايمان بالله هو اصل اصول الايمان وجميع اصول الايمان ترجع اليه وتبنى عليه فهو اصلها واليه ترجع ولهذا قالوا وملائكته وكتبه ورسله كلها راجعة الى الى هذا الاصل الايمان بالله هو اصل اصول الايمان بمعنى ان اصول الايمان كلها راجعة الى هذا الاصل والايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى وحدانية الله في آآ ربوبيته وحدانية الله في الوهيته وحدانية الله في اسماه وصفاته ولهذا قال العلماء ان الايمان بالله يقوم على اركان ثلاثة الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والايمان بوحدانية الله في الوهيته والايمان بوحدانية الله في اسمائه وصفاته الايمان بوحدانية الله في ربوبيته بالاعتقاد انه الرب الخالق المالك المتصرف المدبر الذي له الامر كله والايمان بالله بوحدانية الله في الوهيته باخلاص الدين له وافراده وحده بالعبادة لا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يصرف شيء من العبادة الا له. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له والايمان بوحدانية الله في اسماءه وصفاته بان نثبت لله الاسماء الحسنى والصفات العلى الثابتة في كتابه وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام نؤمن بها كما جاءت ونمرها كما وردت هذا الاصل الاول يتبعه اصول ذكرت في الاية كل امن بالله وملائكته هذا اصل من اصول الايمان الايمان بالملائكة والملائكة جند من جند الله وخلق من خلقه خلقهم الله من نور كما صحت بذلك السنة عن نبينا عليه الصلاة والسلام نؤمن بالملائكة باسمائهم واوصافهم واعدادهم ووظائفهم اربعة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل نؤمن بالاسماء نؤمن بالاعداد نؤمن بالصفات نؤمن بالوظائف التي هي تخص الملائكة في ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والملائكة خلق من خلق الله وجند من جنوده لا يحصي عددهم الا الذي خلقهم كما قال تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو فهذا الجند لم نراهم لم نرهم لكن نؤمن بوجود الملائكة نؤمن بالاسماء التي تخص الملائكة نؤمن بالاعداد التي تخص الملائكة نؤمن الوظائف التي تخص الملائكة كل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بهذا الخلق نؤمن به وايماننا به من اصول الايمان ايماننا به من اصول الايمان وهو نافع جدا نافع جدا المسلم في اه تقوية ايمانه وتمكينه وظبط نفسه وسلوكه واعماله كما هو معروف آآ من خلال التفاصيل التي تتعلق الايمان بالملائكة في ضوء ما جاء في الكتاب والسنة ثم الكتب وكتبه قال الله تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي كتاب انزله الله على اي رسول نؤمن بالكتب وانها كتب هداية وصلاح للبشرية ونفع للعباد وان من امن بهذه الكتب وعمل سعد في دنياه واخراه ومن اعرض فقد باء بالخسران نؤمن بهذه الكتب المنزلة من الله سبحانه وتعالى رب العالمين. ونؤمن بالرسل وانهم صفوة الخلق الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس نؤمن بالرسل وانهم بلغوا البلاغ المبين وانهم ماسطة بين الله وخلقه في بلاغ دينه وبيان شرعا وانهم نصحوا اممهم وهدوهم الى كل خير وحذروهم من كل شر وانهم بلغوا البلاغة المبين ونؤمن باليوم الاخر كما في تمام الاية واليك المصير المرجع الى الله والمرد الى الله فنؤمن باليوم الاخر والايمان بالاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت بجميع التفاصيل التي جاءت بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه هنا في هذه الاية جمع دين العلم والعمل بين العقيدة والشريعة العقيدة كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله هذي كلها عقيدة والعمل والشريعة في قوله سمعنا واطعنا اي انقدنا واستسلمنا آآ لامرك يا الله وهذا الجمع بين العقيدة والشريعة العلم والعمل يكثر في الايات مثل الاية التي اشرت اليها قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون اي منقادون هذا هذا العمل ونحن له مسلمون اي منقادون. مثلها ايضا الاية التي مرت ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم اخر والملائكة والكتاب النبيين هذي عقيدة واتى المال على حبه ذوي القربى الى اخره هذا عمل جمع في هذه الاية بين العقيدة والشريعة بين العلم. العمل وقالوا سمعنا واطعنا قالوا سمعنا واطعنا سمعنا ما اه دعوتنا اليه ما امرتنا به اه يا الله اطعنا لكن السامع المطيع الممتثلة المنقاد لابد ان يقع في ماذا في شيء من التقصير قد قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء لابد ان يقع في شيء من التقصير ولهذا قالوا غفرانك لما اعلنوا الاستجابة والطواعية قالوا غفرانك غفرانك اي من اي تقصير قد حصل اي تفريط اي نقص الانسان عرضة اه عرضة للنقص عرضة للخطأ عرضة للتقصير غفرانك اي نطلب منك يا الله ان تغفر لنا تتجاوز عنا ما كان منا من تقصير واليك المصير اي المرجع والمآب يوم يقوم الحساب ويقف الناس بين يدي رب العالمين هذه الاية الاولى الاية الثانية قال جل وعلا في مطلعها لا يكلف الله نفسا الا بوسعها وهذا من لطف الله وعظيم فضله ورحمته سبحانه وتعالى انه لا يكلف احدا فوق طاقته لا يكلف احدا فوق طاقته لا يكلف احدا ما لا يطيق وهذا من لطفه ورأفته ورحمته واحسانه سبحانه وتعالى وهذه الاية اه لها تعلق بياء اه اية جاءت قبل اه امن الرسول وبها ايضا وهي من خواتيم السورة وهي قوله لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله يحاسبكم به الله فيها حساب على ماذا على الذي يخفيه في نفسه ولا يعمل به وانما الاشياء التي تدور في النفس والخواطر احيانا يهجم على صدر الانسان خواطره سيئة افكار سيئة لكنه لا يعمل بها وقد يكون في في نفسه كراهية لها شديدة لكنها تهجم تدخل بدون استئذان وتجول في صدره ياه تعتمل في فؤاده وفي الاية ان ان الله يؤاخذ العباد على هذه ان الله يؤاخذ العباد على هذه وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله يحاسبكم به الله فجاءت هذه الاية لان لما نزلت الاية الاولى ان وان تبدوا ما في انفسكم يحاسبكم الاشق الامر على الصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم امرنا بما نطيق الصلاة والصيام والحج الى اخره جاء امر لنا بما لا نطيق هذه اشياء تهجم على على نفس الانسان واذا كنا سنحاسب عليها سنهلك فجاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا له ذلك. قال تريدون ان تقولون سمعنا وعصينا؟ قولوا سمعنا واطعنا قولوا سمعنا واطعنا فلانت نفوسهم بها وقالوا ذلك ولهذا اثنى الله عليهم بقوله وقالوا سمعنا واطعنا قال قولوا سمعنا واطعنا فلما لانت نفوسهم بها نزل قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. اي الذي لا لا تطيقه لا يحاسبها عليه والذي لا لا تملك دفعه لا يحاسبها عليه. وهذه الوساوس لا يملك الانسان تهجم على قلبه وتدخلوا بدون استئذان حتى ان الصحابة قالوا قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام ان احدنا لا يجد في نفسه ما ان يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم به قال وجدتم ذلك؟ قالوا نعم. قال ذاك صريح الايمان. يعني الكراهية لهذه الوساوس. اما الوساوس هي تدخل هكذا والمؤمن يكرهها ويكره وجودها في قلبه ويكون مبغضا لها كارها لا لا لا يريدها لكنها تعتمل في نفسه ويذهبها الله سبحانه وتعالى عنه لكنه يدافعها يكرهها يبغضها كراهيته لها وبغضه لها هذا من ايمانه هذا من ايمانه الحاصل ان قوله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي لا يكلف احدا فوق طاقته وما لا يملك دفعه وما لا يملك دفعه لا يمكنه دفعه مثل الوساوس وحديث النفس فهذه لا يكلف بها الانسان لا يكلف بها الانسان لكن كراهيتها هذا من الايمان مثل ما تقدم معنا في الحديث قال ذاك الصريح آآ الايمان ثم قال لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت لها ما كسبت اي من خير واعمال صالحة وطاعات زاكية وانواع من القرب لها لها ذلك اجرا وثوابا عند الله سبحانه وتعالى وعليها ما اكتسبت اي عليها ما اكتسبت من ذنوب ومعاصي واثام عليها وزر ذلك والله سبحانه وتعالى يعاقبها على تلك الاعمال السيئة فلها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ما كسبت من اعمال الخير وما اكتسبت من اعمال الشر ثم بعدها قال في اه الدعاء ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا وهذا المعنى جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان آآ ان الله المعنى الاول جاء في الحديث ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل الذي هو قوله آآ لا لا لا لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وان الله تجاوز عن معنى ذلك ان حديث النفس تجاوز الله عنه. وهذا منصوص عليه في هذا الحديث ثم قال ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا نسينا او اخطأنا. النسيان قد ينسى الانسان فرض قد ينسى فرضا قد ينسى واجبا من الواجبات ويقع منه هذا الترك للواجب على وجه النسيان لضعف الانسان نسي ادم ونسيت ذريته آآ تركنا واجبا نسيانا او حصل منا اه امر من الامور على وجه النسيان لا تؤاخذنا على ذلك واو اخطأنا. اخطأنا اي الصواب في العمل اخطأنا الصواب في العمل لم يكن عملنا على الصواب لا تؤاخذنا على ذلك لاننا لان الانسان يقع في في الخطأ كل بني ادم خطاء كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام جاء في الحديث في صحيح مسلم وغيره ان الله عز وجل قال قد فعلت قال قد فعلت في في حديث ابي هريرة قال نعم بحديث ابن عباس قال قد فعلت والمعنى ان هذا دعاء مستجاب هذا دعاء مستجاب اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله رب العالمين آآ اجاب هذا الدعاء ثم قال بعده ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا كما حملته على الذين من قبلنا وهذا فيه سؤال الله سبحانه وتعالى الا يكلف العبد من الاعمال الشاقة التي لا طاقة له بها كما شرع ذلك للامم الماظية قبلنا من من الاغلال والاثار التي كانت عليهم فالله سبحانه وتعالى بعث نبيه عليه الصلاة والسلام بالحنيفية السمحة حنيفية في التوحيد وسمحة في العمل شرائع كلها سمحة ليس فيها تكليف للعباد بما لا طاقة لهم اه ثم قال في الدعاء واعف عنا واغفر لنا وارحمنا هذه ثلاث طلب العفو طلب المغفرة وطلب الرحمة واعف عنا واغفر لنا وارحمنا اعف عنا اي فيما بيننا وبينك اعفوا عنا طلب العفو من الله فيما بين العبد وبين الله عز وجل مما تعلمه يا الله من تقصير منا وزلل وخطأ اعفو عنا ذلك تجاوز عنا واغفر لنا اي فيما بيننا وبين العباد استر عن اه اه الغفر هو الستر والتغطية فاغفر لنا فيه اه سؤال الله عز وجل الا لا يظهر مساوئ العبد ولا يفضحه بها بين العباد يستره بها وارحمنا اي فيما يستقبل ارحمنا فيما استقبل بالوقاية من الذنوب والمعاصي ولهذا قالوا المذنب كما تدل عليه او يستفاد من هذه الاية المذنب يحتاج الى ثلاثة اشياء المذنب يحتاج الى ثلاثة اشياء يحتاج الى ان يعفو الله عنه فيما بينه وبينه ويحتاج ان يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم ويحتاج ان يعصمه الله ويسلمه فيما بقي من عمره فلا يقع في نظيره واجتمعت هذه الثلاث في واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ثم قال انت مولانا اي ولينا وناصرنا الله ولي الذين امنوا ذلك بان الله مولى الذين امنوا وهو يتولى الصالحين اه انت مولانا اي انت ولينا وناصرنا ومعيننا وحافظنا عليك نتوكل وبك نستعين واليك نلتجئ ولا حول لنا ولا قوة الا بك انت مولانا وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ات نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اه فانصرنا على القوم الكافرين اي الذين جحدوا دينك وانكروا وحدانيتك وعادوا رسلك وعادوا اوليائك انصرنا عليهم. هذه الدعوات التي اجتمعت في هذه الايات كلها مستجابة كلها مستجابة فحريب المسلم وكلها لا غنى للمسلم عنها. دعوات لا غنى للمسلم عنها فحريب المسلم ان يكون كل ليلة يجدد هذا الدعاء كما يجدد الايمان مثل ما قلت الاية الاولى تجديد للايمان والاية الثانية تجديد للدعاء والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى بهذه المطالب العظيمة الجليلة التي اه اشتملت عليها هذه اه هاتين الايتين اه العظيمتين اه الحاصل ان قول نبينا عليه الصلاة والسلام من قرأ هاتين الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه في على الاستمرار والمداومة لقراءة هاتين الايتين كل ليلة لا يفوت ليلة الا ويقرأ هاتين الايتين فان فان فيهما اه كفاية للعبد ووقاية من كل شر وضر وسوء والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق والسداد اسأله جل في علاه ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك انت الغفور الرحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم