بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب فضل قراءة قل هو الله احد عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله احد فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لاي شيء صنع ذلك فسألوه فقال لانها صفة الرحمن فانا احب ان اقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب فضل قراءتي قل هو الله احد هذه السورة سورة قل هو الله احد وتعرف سورة الاخلاص لانها اخلصت لذكر صفة الرب سبحانه وتعالى ولهذا سيأتي معنا قول الصحابي لانها صفة الرحمن فهي سورة اخلصت لبيان صفة الرحمن ولهذا تسمى سورة الاخلاص تسمى سورة الاخلاص لانها اخلصت لبيان صفة الرب جل وعلا ليس فيها شيء اخر سورة خالصة في وصف الرب وذكر نعوته الدالة على عظمته وجلاله وكماله ولهذا لو قيل من الله؟ وقرأت السورة لكان الجواب وافيا كافيا شافيا لانها من اعظم من اعظم ما يكون بيانا لصفة الرب ونعته جل في علاه القرآن سوره متفاضلة بعضها افضل من بعض وهذا التفاضل راجع الى اه راجع الى ما اشتملت عليه هذه السور والايات من معاني اية الكرسي اية تقدم شيء من فضلها وعظيم مكانتها اخلصت لبيان التوحيد وذكر براهينه وحججه واجتمع فيها من الحجج والبراهين ما لم يجتمع في اه اي اية من القرآن الكريم ولهذا كانت اعظم اية في كتاب الله ولما امتحن النبي عليه الصلاة والسلام ابيا وقال له اي اية معك من كتاب الله اعظم اتجه نظر ابي الى ايات التوحيد ثم اتجه نظره الى اجمع ايات التوحيد بيانا للتوحيد وذكرا لبراهينه. فذكر هذه الاية فقال النبي صلى الله عليه سلم والله ليهنك العلم يا ابا المنذر هنأه على هذا العلم وهذه الدراية وهذه المعرفة التي اه وفقه الله سبحانه وتعالى لها وهكذا سورة قل هو الله احد سورة اخلصت لبيان صفة الرب نأتي جل في علاه ولهذا فهي تعدل ثلث القرآن كما سيأتي معنا في الحديث. وانما كانت تعدل ثلث القرآن لان القرآن من حيث الجملة ينقسم في مضامينه وموضوعاته الى ثلاثة اقسام. التوحيد والاوامر والنواهي والقصص وهذه السورة اخلصت في اه اهم هذه الاقسام وهو توحيد الله سبحانه وتعالى فكانت تعدل ثلث القرآن وقد تكاثرت الاحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام في الحث على قراءتها والاكثار من قراءتها ان يكون للمرء نصيب وافر منها في يومه وليلته ولهذا تأتي هذه السورة في مواطن كثيرة من اعمال المسلم ووظيفته في يومه وليلته فهي تأتي قراءتها دبر كل صلاة كما ثبتت بذلك السنة وفي اذكار الصباح والمساء ثلاثا في الصباح وثلاثا في المساء مع المعوذتين وايضا آآ اه عند النوم يقرأ عليه الصلاة والسلام بالمعوذتين والاخلاص سورة الاخلاص وينفث ويمسح على بدنه وفي صلاة الوتر وفي نافلة الفجر وفي نافلة المغرب فجاءت السنة الحث على قراءتها مرات كثيرة ولهذا القراءة الكثيرة لهذه السورة المتكررة اه مرات ووكرات في اليوم لها ثواب عظيم ولهذا جاء في حديث صحيح في مسند الامام احمد عن معاذ الجهني رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله احد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة بنى الله له قصرا في الجنة فالقراءة المتكررة لها آآ في الصباح في المساء ادبار الصلوات عند النوم الى اخره فيما جاءت به السنة عن نبينا عليه الصلاة والسلام هذا كله يترتب عليه ثواب عظيم واجر جزيل يفيد المسلم عظم مكانة هذه السورة وما اختصت به من خيرات وفضائل ولو لم يأتي في فضلها الا انها اخلصت آآ الا انها تعدل ثلث القرآن لكونها اخلصت لصفة الرب سبحانه وتعالى لك بذلك دلالة على فضلها وعظيم شأنها ومن والاحاديث التي فيها انها تعدل ثلث القرآن كثيرة جدا منها هذا الحديث الذي بدأ به حديث ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن مثله تماما حديث ابي سعيد الخدري في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ايعجز احدكم ان يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا اينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن الله الواحد الصمد ثلث القرآن. قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي الدرداء وايظا في حديث ابي سعيد ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة ثلث القرآن هذه طريقة عظيمة في التعليم والتمكين العلم والتثبيت له وايضا التشويق اليه وكثيرا ما تأتي في احاديث آآ النبي عليه الصلاة والسلام. يقدم بمقدمة فيها استفهام اه مشوق مهيأ للنفوس لتتمكن الفائدة وتثبت الان لما قال لهم ايعجز احدكم ان يقرأ في اه في ليلة ثلث القرآن اخذت اذهانهم تدور كيف يتمكن في ليلة ان يقرأ ثلث القرآن وهل الليل يكفي مع النوم وهل يتمكن ان يقرأ وشعروا ان هذا فيه مشقة فقالوا كما في حديث ابي سعيد آآ فشق ذلك عليهم وقالوا كما في حديث ابي الدرداء كيف يقرأ ثلث القرآن في ليلة فاخذت تذهانهم تدور في في هذا المعنى ثلث القرآن وقراءته في ليلة وهذا امر شاق وهل يتمكن الواحد متى ينام؟ اخذ قد تدور اذهانهم فلما كانوا في هذه تزاحم الافكار في اذهانهم يفكرون في هذا الامر قال لهم عليه الصلاة والسلام قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن فكم لهذا من وقع في نفوسهم؟ وتمكن لهذه الفائدة العظيمة من قلوبهم وهذا يكثر جدا في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام في التسويق والتعليم والترغيب وخاصة في في باب الفضائل. بل من لطيف البيان وجميله لهذه المسألة نفسها ما جاء في صحيح مسلم ما جاء في صحيح مسلم اه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اه ذات يوم قال لاصحابه احشدوا اجتمعوا احشدوا اي تجمعوا فاني ساقرأ عليكم ثلث القرآن احشدوا فاني ساقرأ عليكم ثلث القرآن فحسد من حسد اجتمع من اجتمع من الصحابة سيستمعون الى قراءة لثلث القرآن يقرأها النبي عليه الصلاة والسلام ثم خرج النبي عليه الصلاة والسلام اليهم بعد ما حسدوا واجتمعوا خرج اليه فقرأ قل هو الله احد ثم دخل ما قرأ الا قل هو الله احد ووعدهم انه يقرأ ثلث القرآن فدخل الى بيته فقال بعضنا لبعض اني ارى هذا خبر جاءه من السماء يعني قطع تيلا ما قرأ الا قل هو الله احد ودخل فاكيد في خبر من السماء في وحي في فذاك الذي ادخله وذاك الذي ادخله تركهم النبي عليه الصلاة والسلام على على هذه الحال ثم خرج صلى الله عليه وسلم وقال لهم اني قلت لكم ساقرأ عليكم ثلث القرآن ساقرأ عليكم ثلث القرآن الا انها تعدل ثلث القرآن قال انها تعدل ثلث القرآن هذي ايضا طريقة اخرى غير الاولى في تمكين هذه الفائدة و ترسيخها في النفوس وايضا ترغيب عظيم العناية بهذه السورة وكثرة آآ قراءتها ومداومة قراءتها من الاحاديث ايضا التي جاءت في اه هذا البيان لهذه السورة وانها تعدل ثلث القرآن والحديث في البخاري حديث ابي سعيد في قصة رجل سمع رجلا اخر يقرأ في صلاته في الليل قل هو الله احد فقط يرددها يحيي ليله يقرأ هذه السورة يرددها فلما اصبح جاء ذاك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك وكأن الرجل يتقالها كأن الرجل يتقال لها يرى انها قليلة ما يقرأ الا هي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن وهذا الحديث حديث ابي سعيد يذكرني قصة رجل عجيبة ومفيدة آآ رجل من هذا آآ كان قبل سنوات طويلة جاء زائرا الى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ولقيني عقب احد الدروس هو رجل مسن لقيني عقب بعض الدروس وحولي بعض الطلبة وقال لي ثم اجهش يبكي قال لي اني آآ ما احفظ الا الفاتحة وقل هو الله احد ما احفظ الا الفاتحة وقل هو الله احد يقول وانا اصلي من الليل ساعتين ما اقرأ الا الفاتحة وقل هو الله احد ثم اخذ يبكي والله ما احفظ غيرها والله ما احفظ غيرها ويبكي كانه مثل ما جاء في هذا الحديث يتقالها ما عنده غيرها شيء قليل فذكرت له هذا هذا الحديث وبعض الاحاديث ثم قلت له وهذا من الواقع ايظا المؤسف قلت له تحمد الله انت في نعمة عظيمة جدا هناك من يحفظ القرآن ومشكلته ليست مع قيام الليل مع صلاة الفجر قلت له مشكلته يحفظ القرآن كامل ومشكلته ليست مع قيام الليل مع صلاة الفجر يغلب عليها وانت في نعمة عظيمة وانت تقرأ كل ليلة مرات وكرات ثلث القرآن تقرأه كثيرا فتح الله لك بابا عظيما في الخير والثواب ونيل الاجور اه الاجور العظيمة فهذا رجل في زمن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ قل هو الله احد يرددها في صلاته فجاء اخر يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كأنه يتقال هذه القراءة لهذه السورة ويرى انه شيئا قليلا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه انها اه انها لتعدل اه ثلث القرآن والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن والقرآن كما بين اهل العلم اما خبر واما ان شاء والخبر اما خبر عن الخالق واما خبر عن المخلوق فثلثه قصص الذي هو الخبر عن المخلوق وثلثه امر ونهي تكاليف وثلث توحيد الذي هو خبر عن الله سبحانه وتعالى فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار بهذا الاعتبار باعتبار انها اخلصت لبيان صفة الله سبحانه وتعالى آآ من الاحاديث التي آآ جاءت في فضل هذه السورة ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل الدعاء بما تضمنته من اسماء من اسماء الله قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فجاءت احاديث في فضل الدعاء دعاء الله بهذه الاسماء والصفات التي في السورة والله يقول اه ولله الاسماء الحسنى تدعوه بها ادعوه بها فجاء في حديث ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام مخرج في جامع الترمذي وغيره في فضل دعاء اه الدعاء بما تظمنته هذه السورة من اسماء فجاء من حديث بريدة الاسلمي رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. هذه الاسماء والصفات التي بالسورة الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال النبي عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فتضمن هذا الحديث فظل آآ دعاء دعاء الله سبحانه وتعالى بهذه الاسماء والصفات التي اه تضمنتها هذه السورة والتوسل الى الله بهذه الاسماء والصفات وان التوسل الى الله بهذه الاسماء والصفات التي تضمنتها هذه السورة من موجبات قبول الدعاء واجابته وعدم رده. ولهذا قال اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ومما جاء ايضا ما رواه الترمذي عن ابي هريرة قال اقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله احد الله الصمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت قلت ما وجبت؟ قال الجنة قال عليه الصلاة والسلام الجنة وهذا فيه ان هذه السورة وقراءتها وكثرة بقراءتها من موجبات دخول الجنة ومن موجبات ايضا النيل محبة الله. ولهذا اورد المصنف هنا حديث عائشة عقب حديث ابي الدرداء اه حديث عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية اميرا على سرية وكان يقرأ لاصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله احد فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا فقال سلوه لاي شيء يصنع ذلك سلوه لاي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لانها صفة الرحمن فانا احب ان اقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه وجاء في حديث اخر نظير هذا الحديث وفي خاتمته قال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة ان حبك اياها ادخلك الجنة فقل هو الله احد من الموجبات من موجبات دخول الجنة من موجبات دخول الجنة ان تحب ايها المسلم هذه السورة العظيمة وتحب ما اشتملت عليه من صفات تعرفك بالله وبعظمة الله وجلاله وكماله وتفرده اه كمال قدرته سبحانه وتعالى وكمال غناه وشدة فقر العباد اليه. هذه كلها من المعاني التي تضمنتها هذه الاسماء التي اه اه والصفات التي اه جاءت في في في هذه السورة. فهذا الصحابي رضي الله عنه كان يكثر من قراءة اه قل هو الله احد ويجعلها في في في صلاته يكررها يقرأها واشكل اشكلت هذه القراءة على اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فسألوا النبي قال اسألوه لاي شيء يصنع ذلك؟ قال لانها صفة الرحمن فانا احب ان اقرأ بها احب ان اقرأ بها احب ان اقرأ بها يعني احب ان اكثر من قراءتها في صلاتي وغير صلاتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه اخبروا ان الله يحبه هذا يفيد ان حب الاسماء والصفات من اعظم القرى التي تنال بها محبة الله ولهذا يأخذ المسلم من هذا الحديث قاعدة بل فائدة اه عظيمة جدا وهي ان ايات الصفات وهي كثيرة جدا في كتاب الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يكون لها شأن ووقع في نفسه عندما يقرأها يقرأها وهو يتأمل في هي في فيما حوت من بيان وتعريف بالرب وبيانا لعظمته وجلاله وكماله وكمال صفاته ونعوته سبحانه وتعالى فلا يزال وهو يقرأ ايات الصفات يزداد قربا من الله وحبا لله وتعظيما لله ولهذا السلف قالوا قديما اه من كان بالله اعرف كان منه اقرب باب الصفات هو باب معرفة باب قرب. باب ني المحبة محبة لله سبحانه وتعالى ولا ريب ان ان يعني آآ هذه الاسماء وكثرة النظر فيها والتأمل فيها وفي هداياتها من اعظم الامور التي تزيد المحبة محبة الله لان هناك امور جالبة لمحبة الله الى القلب من اعظم هذه الامور الجالبة لمحبة الله محبة الله وقوتها في قلب المسلم ان النظر في آآ اسماء الله وصفاته والتأمل فيها مثل ما كان هذا الصحابي كثير القراءة آآ لهذه السورة ويحب ان يكثر ان يقرأ منها وذكر ان سبب ذلك لانها آآ صفة الرحمن وقال وانا احب ان اقرأ بها اي لهذا السبب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه في الحديث الاخر الذي هو نظير هذا الحديث قال اخبروه ان حبك اياها آآ ادخلك الجنة ان حبك اياها ادخلك الجنة من الاحاديث ايضا التي آآ فيها شأن هذه السورة اه الاستشفاء بها استشفاء بها وهكذا كان يفعل نبينا عليه الصلاة والسلام كان يستشفي بها مع المعوذتين وجاء في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات. يفعل ذلك ثلاث مرات فهذا فيه الاستشفاء بهذه السورة وسورتي اه اه المعوذتين قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس وجاء ايضا في فضل قراءتها ان تقرأ كل صباح ومساء في الصباح ثلاث مرات وفي المساء ثلاث مرات مع المعوذتين وان الذي يقرأها في الصباح ثلاثا وفي المساء ثلاثا تكون باذن الله سبحانه وتعالى تكون له كفاية من كل شيء تكفيه من الشرور وتكفيه من المخاوف تكفيه من اه اه ما يخشاه على نفسه من اه آآ امور فيها كفاية عظيمة وحفظ وصيانة اه للعبد ولهذا جاء في سنن ابي داوود من حديث اه خبيب رظي الله عنه قال خرجنا في ليلة ليلة ليلة مطيرة ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فادركنا فقال اصليتم؟ فلم اقل شيئا فقال قل فلم اقل شيئا قال قل فلم اقل شيئا ثم قال قل ثلاث مرات فقلت يا رسول الله ما اقول ما اقول قال قل هو الله احد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء تكفيك من كل شيء آآ نلاحظ هنا وهذا قدمت به ان السنة النبوية وردت اه في فضل القراءة المتكررة لهذه السورة اه عند النوم ثلاث مرات يقرأ وينفث ويمسح وفي صلاة الوتر يختم بها يختم بها يختم بها صلاة الليل كل ما يقرأ ويقرأ ويقرأ في صلاة الليل من قراءة وتلاوة ما كتب الله له يختم كل ليلة ب قل هو الله احد ثم اذا قام يصلي الفجر افتتح نافلة الفجر التي هي قبل قبل صلاة الفجر افتتح قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد حتى ايضا في خاتم في الوتر قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد ثم ايظا آآ عند ما يستيقظ قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد وفي وتر في صلاة الماء الوتر صلاة النافلة التي قبل المغرب ايضا ثبت قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد ثبت ذلك وفي اوراد النوم قل هو الله احد مرت معنا وايضا ثبتت قل يا قل يا ايها الكافرون وهنا اقتران متكرر بين هاتين السورتين ويقال لهما سورتي الاخلاص قل اه قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد فقل يا ايها الكافرون اخلصت في توحيد العمل وقل هو الله احد اخلصت في التوحيد العلمي لان التوحيد نوعان علمي وعملي توحيد الذي خلقنا الله لاجله علم وعمل امران خلقنا الله لاجلهما انظر في آآ التوحيد العلمي وانه مقصود لخلق الانسان قول الله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا لتعلموا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما خلق لتعلموا خلق للعلم لتعلموا ماذا علم تعلمون بعلم الله قدرة الله كمال الله عظمة الله سبحانه وتعالى وسورة قل هو الله احد اخلصت لهذا المقصد قل هو الله احد قل يا ايها الكافرون اخلصت للمقصد الاخر من من الخلق وهو عبادة الله وافراده بالعبادة كما في سورة الذاريات قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون الا يعبدون ليعبدون اي يفردوني للعبادة ويخلصوا الا الدين لي ولا يجعلوا معي شريكا في شيء من العبادة وهذا المعنى اخلص اخلصت لبيانه قل يا ايها الكافرون قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين فهي اخلصت لبيان التوحيد العملي الحاصل ان قل هو الله احد يعني ورد اه اه حث على قراءتها مرات و وكرات في اليوم والليلة هذه القراءة المرات والكرات في الاحاديث التي اشرت اليها آآ تزيد على العشر مرات ومن قرأ اه قل هو الله احد في اليوم عشر مرات بني له قصر في الجنة ولهذا ينبغي على المسلم ان يكون مواظبا على هذه القراءة القراءة المتكررة التي هي من وظيفة المسلم في يومه ويزيد على ذلك ما شاء يزيد على ذلك ما شاء حبا آآ صفة الرحمن سبحانه وتعالى كما هو صنيع هذا الصحابي الذي فاز لقول النبي صلى الله عليه وسلم آآ اه اخبروه ان الله يحبه اخبروه ان الله يحبهم سورة اه قل هو الله احد اه تضمنت كما اشرت معاني عظيمة ومضامين جليلة كلها في التعريف بالله جل وعلا بدأها الله بقوله جل في علاه قل هو الله احد قل المراد بالقول هنا اي القول الجازم قل اي قولا جازما عن عقيدة وايمان قل اي قولا جازما عن عقيدة وايمان اهل العلم يقولون القول اذا اطلق مثل هنا قل مثل اه قولوا امنا بالله مثل حديث سفيان اه الثقفي كله في الاسلام كون لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله قل امنت بالله العلماء رحمهم الله يقولون القول اذا اطلق يراد به القول الجازم الذي عن عقيدة والمعنى قل بلسانك نطقا وقل بقلبك عقيدة قل بلسانك نطقا وقل بقلبك عقيدة قله بلسانك معتقدا آآ هذا الامر في قلبك عقيدة جازمة لا شك فيها ولا ريب فالمعنى في قوله قل هو الله احد اي قله قولا جازما معتقدا له عارفا بمعناه عارفا بمعناه فليس المراد ان يقول قولا مجردا بل قولا يتضمن الفهم للمعنى والعقيدة وهذا واضح في قصة الصحابي الصحابي كان يكثر من قراءتها ولما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم سلوه لاي شيء كان يصنع ذلك قال لانها صفة الرحمن وانا احب ان اقرأ بها الحديث الاخر قال وانا احب الرحمن يقول يقول ذلك يقول ذلك عن اعتقاد وايمان هذا معنى قل هو الله احد وقوله هو الله احد هو الله احد اي انحسرت فيه الاحادية الاحدية التفرد تفرد وانتفاء الشريك فهو سبحانه وتعالى الاحد اي المنفرد بالكمال الذي له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة الذي لا نظير له ولا مثال سبحانه وتعالى فمعنى الاحد اي المتفرد صفات المجد والجلال المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال وهو عز وجل واحد في باته لا شبيه له وواحد في صفاته لا مثيل له وواحد في افعاله لا شريك له ولا ظهير وواحد في الوهيته فليس له ند في المحبة والتعظيم والذل والخظوع فهذه المعاني كلها مندرجة تحت اه اسمه تبارك وتعالى الاحد. والاحد هذا اسم من اسماء الله الحسنى اسم من اسماء الله الحسنى لم يرد في القرآن الا في هذه السورة لم يرد في القرآن الا في هذه السورة اما اسمه الواحد هذا ورد في سور آآ عديدة في اماطة عديدة من كتاب الله لكن هذا الاسم الاحد انما ورد في اه في في هذه السورة وهو اه اسم دال على الاحدية الاحدية التي هي التفرد تفرد الله سبحانه وتعالى بالجلال والكمال والعظمة آآ واحد في ذاته واحد في اسمائه وصفاته واحد في آآ افعاله واحد في الوهيته بانه المعبود الحق ولا معبود بحق سواه وقوله سبحانه وتعالى الله الصمد هذا فيه اثبات هذا الاسم العظيم اه من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى والصمد اي المقصود في جميع الحوائج الصمد اي تصمد اليه الخلائق في حوائجها رغبة وذلا وطمعا وسؤالا فاهل العالم العلوي والسفلي كلهم مفتقرون اليه ومحتاجون اليه ولا غنى لهم عنهم عنه طرفة عين يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. هذا مما يبين معنى الصمد ما يبين معنى الصمد الصمد تصمد اليه الخلائق في في حوائجه يسألونه حوائجهم يرغبون اليه في حاجاتهم وهذا اللجوء اليه عائد الى كماله وكمال قدرته ولهذا ايضا قالوا في في في معنى الصمد اي الكامل في الصفات الكامل في الصفات مثل ما جاء عن ابن عباس في تعريف الصمد قال الصمد هو العليم الذي كمل في علمه الحليم الذي كمل في في حلمه الرحيم الذي كمل في في رحمته وعدد اسماء كثيرة لله سبحانه وتعالى يشير الى ان الصمد يدل على كمال الله سبحانه وتعالى في اوصافه كلها اوصافه كلها سبحانه وتعالى عرف الصمد بالسيد الذي كمل في سداده كمل في علمه كمل في حلمه كمل في رحمته كمل في حكمته كمل في جميع صفاته سبحانه وتعالى فاذا من المعاني التي يدل عليها اسم الله سبحانه وتعالى الصمد سعة الصفات انه واسع الصفات عظيمها انه واسع الصفات عظيمة ابن عباس قال السيد الذي كمل في عظمته في سؤددات العظيم الذي كمل في عظمته الرحيم الذي كمل في رحمته العليم الذي كمل في علمه واخذ يعدد اسماء لله يبين ان هذا الاسم يدل على كمال الله سبحانه وتعالى فيها فاذا يدل هذا الاسم اسم الله الصمد على اه ان الله واسع الصفات عظيمها سبحانه تترتب على ذلك المعنى الاخر الذي يدل عليه هذا الاسم ومرت الاشارة اليه الذي صمدت اليه جميع المخلوقات وقصدته كل الكائنات باسرها في جميع شؤونها فليس لها رب سواه ولا مقصود غيره تقصد وتلجأ اليه في اصلاح امورها الدينية باصلاح امورها الدنيوية تفزع اليه في النوائب في الحاجات في الرغبات في الملمات وتظرع اليه اذا اصابت الشدائد والكربات تستغيث به اذا مسها الضر لانها تعلم ان عنده جميع حاجاتها وانها لا غنى لها عنه لديه تفريج الكرب لديه كشف الغموم امن يجيب المضطر اذا اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله آآ لديه جميع اه امور العباد وتفريج الكرب لكمال علمه وسعة رحمته ورأفته احسانه وعظمته سبحانه وتعالى من كماله جل وعلا الذي يدل عليه احديته وصمديته ما ختمت به السورة قال لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لم يلد ولم يولد لكمال غناه لكمال غناه سبحانه وتعالى وهذا نفي للاصول وللفروع ولم يكن له كفوا احد الكفؤ النظير ولم يكن له كفوا احد اي لا في اسمائه ولا في اوصافه ولا في افعاله سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى هل تعلم له سمية كما قال جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالحاصل ان ان هذه السورة اخلصت في صفة الرب ونعوته جل في علاه وهي كلها في توحيد الاسماء والصفات كلها توحيد في توحيد الاسماء والصفات ولو قيل لقائل آآ امن الله وكيل لقائل من الله وقرأ هذه السورة لكان جوابه وافيا كافيا في التعريف بالرب العظيم والخالق الجليل الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين