بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب فضل قراءة المعوذتين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم تر ايات انزلت هذه الليلة لم يرى مثلهن قط قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله في اختصاره لصحيح مسلم قال باب فضل قراءة المعوذتين المعوذتان سورتان عظيمة من سور كتاب الله سبحانه وتعالى يقال لهما المعوذتين او المعوذتان لانهما اخلصا اخلصتا لهذا الامر الاستعاذة سورة الفلق يتعوذ برب الفلق تسمى الفلق لذلك وسورة الناس فيها تعود برب الناس وتسمى سورة الناس لاجل ذلك قد ورد بفضل هاتين السورتين وعظيم نفعهما وبيان شدة العباد وحاجتهم الى هذا التعوذ العظيم المبارك الذي اشتملت عليه سورتان جاء في ذلك نصوص كثيرة جدا منها هذا الحديث الذي اورد رحمه الله حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم تر ايات انزلت هذه الليلة لم يرى مثلهن لم يرى مثلهن قط قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس هذا الحديث واضح في تفضيل السورتين وبيان عظيم شأنهما وقوله عليه الصلاة والسلام لما اه يرى مثلهن قط لا يلزم منها تفضيل لهاتين السورتين على الفاتحة فالفاتحة اعظم سور القرآن قد تقدم معنا في ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام حديث ابن عباس وايضا حديث ابي سعيد ابن المعلى فالفاتح هي افضل سور القرآن واعظمها لكن قوله عليه الصلاة والسلام لم يرى مثلهن قط في ما انزلتا فيه وهو التعويذ والتعود بالسعادة ولهذا جاء في حديث اخر ان النبي عليه الصلاة والسلام عند الترمذي وغيره من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الانسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا اخذ بهما وترك ما سواهما اخذ بهما وترك ما سواهما التعود اه جاء فيه اه الفاظ وجاء فيه نصوص لكن اجمع ما يكون واوفاه واعظمه هذا التعوذ الجامع الذي في هاتين اه السورتين سورة الفلق وسورة الناس ولهذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام اتخاذ هذا التعود وردا يوميا للمسلم في صباحه ومساءه يأتي به في الصباح ثلاث مرات ويأتي به في المساء ثلاث مرات كما في حديث عبد الله ابن خبيب عند ابي داود والترمذي وغيرهما قال خرج قال خرجنا في ليلة في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فادركته فقال قل فلم اقل شيئا ثم قال قل فلم اقل شيئا ثم قال قل قلت يا رسول الله ما اقول قال قل قل هو الله احد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء تكفيك من كل شيء فمعنى تكفيك من كل شيء مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي مر معنا في الايتين من اخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه يعني من كل شيء تكفيك من كل شيء مثل قوله هناك كفتاه تكفيك من كل شيء اي من الشرور من الشياطين من كل ما يخشى اذاه او يخشى ضرره ففيهما الكفاية العظيمة الشاهد من الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام وجه لاتخاذ هذه السورة الثلاث قل هو الله احد والمعوذتين وردا يوميا في الصباح ثلاث مرات وفي المساء ثلاث مرات وهذه السور الثلاث آآ يؤتى بها مجتمعة في مواطن عديدة يأتي الاشارة اليها وتسمى هذه الثلاث السور المعوذات ثلاث السور المعوذات يطلق عليها المعوذات تغليبا لان قل هو الله احد ليس فيها تعود وانما هو ثناء على الله سبحانه وتعالى فيطلق عليهما التعوذ آآ تغليبا وكل سورة لها خاصة كل سورة لها خاصة لها امر اختصت به سورة الاخلاص وتقدم حديث عنها خاصة او اخلصت في الثناء على الله سبحانه وتعالى وهي اعظم ما يكون ثناء على الله وهي تعدل ثلث القرآن لانها اخلصت في هذا الباب باب الثناء على الله سبحانه وتعالى اما المعوذتان ففيهما دعاء العبد ربه ان يعيده فاذا اجتمع اذا جمع بين سورة ان الاخلاص وبين سورة المعوذتين صار جمع بين الثناء والدعاء يبدأ بالثناء ولهذا تقرأ سورة الاخلاص اولا لا تقرأ المعوذتان اولا وانما تقرأ سورة الاخلاص يبدأ بالثناء ثم التعود مثل الترتيب الذي في الفاتحة اولها ثناء ثم اخرها دعاء اولها ثناء الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد ثم بعدين اه بعد ذلك جاء الدعاء اهدنا الصراط المستقيم الى اخر السورة فالجمع بين هذه السور الثلاث هو جمع بين الثناء والدعاء الثناء في سورة الاخلاص والتعود في سورتي المعوذتين ولهذا يكثر الجمع بينهما مثل ما رأينا في اه ورد اه المسلم اليومي في الصباح ثلاث مرات وفي المساء ثلاث مرات وايضا عند النوم ثلاث مرات مثل ما في الحديث الذي في البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت كان اذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرا فيهما قل هو الله احد ونلاحظ بها يبدأ وهي التي تقدم لان الثناء يقدم قبل الدعاء آآ فقرأ فيهما قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ثم يمسح بهما اي يداه ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات يفعل ذلك ثلاث مرات تحصل لنا اه الجمع بين هذه السور الثلاث ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء وثلاث مرات عند النوم الصباح والمساء ورد الصباح والمساء ليس فيه مسح ولم يرد في مسح ومن يقرأ ويمسح يفعل شيئا لا اصل له في السنة المسح الذي ورد عند النوم اما في ورد الصباح وورد المساء عندما يقرأ هذه السور الثلاث يقرأها ولا ينفس ويمسح على بدنه لانه لم يرد الذي ورد هو الارشاد الى القراءة لهذه السور ثلاثا في الصباح وثلاثا في المساء والمسح جاء عند النوم مكان يفعل اه فيما دل عليه حديث آآ ام المؤمنين عائشة آآ رضي الله عنها وارضاها وايضا جاء قراءة هذه السور الثلاثة ادبار الصلوات المكتوبة ادوار الصلوات المكتوبة اه ثبت بذلك ثبتت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم تقرأ هذه السور الثلاث مرة واحدة دبر كل صلاة مع اية الكرسي هذا كله ثبتت به السنة عن اه نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. هذا توظيف الراتب لهذه السور الثلاثة في حياة المسلم بالصباح والمساء وعند النوم وادبار الصلوات المكتوبة هذا يدل على حاجة المسلم الشديدة لهذا الا التعوذ ولهذا ابن القيم رحمه الله وله آآ له تفصيل مطول في في تفسير هاتين السورتين طمنه كتابه رحمه الله بدائع الفوائد وطبع مفردا في قرابة لا اذكر المئتين والثلاث مئة صفحة له كلام مطول في تفسيرها هاتين السورتين والكلام الذي قرره اه فصله رحمه الله من اوعب واوسع ما كتب في اه تفسير هاتين السورتين ومن احسن ما حرر وقرر وفصل في ما يتعلق بهاتين السورتين في المقدمة لما اراد ان يتكلم عن معاني هاتين السورتين ذكر كلام عظيم جدا يوضح حاجة المسلم وضرورته الى هذه المداومة للقراءة والتعود من خلال او بهاتين بهذه السور او بهاتين السورتين آآ حاجة الشديدة الى ذلك ولهذا في المقدمة لما كان لما الشرع تكلم عن معاني السورتين قال والمقصود اي في هذه الرسالة الكلام على هاتين السورتين وبيان عظيم منفعتهما وشدة الحاجة بل الضرورة اليهما وانه لا يستغني عنهما احد قط وان لهما تأثيرا خاصا بدفع السحر والعين وسائر الشرور وان حاجة العبد ننتبه لكلامه وان حاجة العبد الى الاستعاذة بهاتين السورتين اعظم من حاجته الى النفس والطعام والشراب واللباس اعظم من حاجته الى النفس والطعام والشراب واللباس حاجة شديدة جدا الى العناية بهاتين السورتين تعودا آآ متكررا وظيفة يومية ثابتة يعتني بها حاجته الى هذا الورد والمواظبة عليه والعناية به اشد من حاجة للطعام الذي يأكله والشراب الذي يشربه واللباس الذي يلبس لانهما وقاية له من شرور عظيمة وافات شديدة اه باذن الله يوقى منها يوقى منها ابن تيمية رحمه الله لما تحدث عن الادوية وانواع الادوية وكثرتها قال والدعاء والرقى اعظم انواع الادوية الدعاء والرقى ان اعظم انواع الادوية فالمسلم ينبغي ان ان يعظم عنده هذا الباب باب التعوذ والتحصين والاوراد المأثورة والمواظبة عليها لانها باذن الله سبحانه وتعالى حصن وواقي وهي تجمع بين الدفع والرفع تدفع عن المسلم البلاء الذي لم ينزل وترفع الذي نزل مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في آآ الدعاء لما قال فعليكم بالدعاء قال فانه ينفع مما نزل ومما لم ينزل التعود هذا التعود ينفع مما نزل في رفعه باذن الله ومما لا لم ينزل فيدفعه باذن الله سبحانه وتعالى ولهذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كان يأمر بكثرة قراءة المصروع الذي به صرع ومس من الجن يأمر بكثرة يمر بكثرة بقراءة اية الكرسي وقراءة المعوذتين كرر ويكثر من قراءته من قراءتها لان هذا يرفع هذا البلاء التي فيه يرفع باذن الله هذا البلاء الذي فيه. ايضا الذي آآ ابتلي بالوسوسة وكثرتها يقول شيخ الاسلام من اعظم ما يندفع به به شر الوسواس قراءة المعوذتين ولهذا الذي ابتلي بشيء من الوسوسة يحتاج فعلا الى كثرة القراءة مع الورد الثابت الصباح ثلاثا المساء ثلاثا عند النوم ثلاثا ادبار الصلوات هذا ورد ثابت يزيد على ذلك الاكثار من قراءة هاتين السورتين فانه باذن الله سبحانه وتعالى ينقطع عنه ما به من من اه من وسواس اه هاتان السورتان الفلق والناس ويقال لهما المعوذتان اخلصتا لهذا الامر الاستعاذة والتعود ولا نظير لهما لا نظير لهما. ولهذا تقدم معنا ان ان انها لما نزلت المعوذتان آآ اخذ بهما وترك عليه الصلاة والسلام ما سواهما هذه الثلاث او هاتان الصورتان اه قائمتان على هذا التعوذ والتعوذ يقوم على اركان ثلاثة تعود يقوم على اركان ثلاثة الاستعاذة والمستعاذ به والمستفاد منه الاستعاذة والمستعاذ به والمستعاذ منه اما الاستعاذة هذا اللفظ اه استعاذ وعاد وما تصرف منها يدل على التحرز والتحصن وطلب النجاة وحقيقة معناها الاستعاذة والتعود هرب من شيء يخافه العبد الى من يعصمه ويقيه وينجيه منه هذه الاستعانة الاستعاذة تأتي في هذا في هذا الباب هناك شيء يخاف منه اما وقع في طلب دفعه اه يطلب رفعه او لم يقع في طلب دفعه يكون خائفا منه يطلب النجاة فطلب النجاة هو الاستعاذة طلب النجاة هو الاستعاذة ولهذا العائد بالله العائذ بالله المستعيذ بالله هو في الحقيقة هرب من عدوه الذي يبغي هلاكه الى ربه ومالكه ومن بيده آآ نجاته وخلاصه فهو فرار الى الله ففروا الى الله فالمستعيد القى نفسه بين يدي الله معتصما به ملتجأ اليه طالبا نجاته من هذا الذي يخشاه ويخاف من ربه يلجأ الى ربه غالبا آآ نجاته منه سبحانه مستجيرا بالله ملتجأ اليه معتصما بالله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم الركن الثاني المستعاذ به واستعاذ به وهو الله وحده رب الفلق ورب الناس ملك الناس اله الناس سبحانه وتعالى هو المستعاذ به الذي لا ينبغي الاستعاذة الا به ولا يستعاذ باحد من خلقه بل هو الذي يعيذ المستعيذين ويجير المستجيرين يمنعهم من شر ما استعاذوا من شره ويعصمهم وينجيهم بمنه وكرمه ولهذا الاستعاذة عبودية لله سبحانه لا يجوز صرفها لغيره ومن صرف استعادته لغيره لم يزده ذاك الغير الذي استعاذ به ولجأ اليه الا ظعفا ومرضا ووهنا وعلة مثل ما ذكر الله سبحانه وتعالى في فيما ذكره آآ ما في ما ذكره مؤمن الجن آآ قالوا وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهق هذا الذي يحصل سادوهم رهقا مثل ايظا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في التميمة التي يجعلها تعويدة له قال قال انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا لا تزيدك الا وهنا اللجوء الى غير الله الاستعاذة بغير الله لا تزيد المرء الا الا رهقا ولهذا قال وانه قالوا وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهق آآ جاء في كتب التفسير ان العرب في في الجاهلية كانوا اذا نزلوا في وادي وهم يخافون من آآ شيف الوادي ان يصيبهم او من الجن او كذا تعوذوا بسيد ذاك الوادي اي رئيسه وزعيمه من الجن من شر ما فيها كانت هذه طريقته اذا نزلوا في في وادي تعودوا بسيد الوادي الزعيم الرئيس رئيس الجن زعيمهم تعوذوا به من شر ما فيه فجاءت هذه الاية تبين ان ان عملهم هذا شرك وجاهلية وظلال ولا يزيدهم الا وهنا وظعفا وعلة. وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا جاءت الاستعاذة في هاتين السورتين بالله وحده وهو المستعاذ وهو المستعان وهو الملتجى اليه وحده جل في علاه جاءت الاستعاذة في هاتين السورتين باسم الرب والملك والاله رب الناس ملك الناس اله الناس. في الفلق قال رب الفلق فجاءت هذه الاسماء الثلاثة الرب الملك الاله وجاءت فيها الربوبية في سورة الفلق مضافة الى الفلق رب الفلق وفي سورة الناس الى الناس رب الناس واهل العلم نبهوا ان اه هذا التعيين في الاسماء وفيما يضاف اليها مناسب غاية المناسبة اه للمطلوب مناسب غاية المناسبة للمطلوب اه في في في هذا بهذا التوسل وهذا التعود وهذا التعيين للاسماء دفع الشر المستعاذ منه باعظم ما يكون ما يكون مناسبا في آآ دفعه باذن الله سبحانه وتعالى الركن الثالث المستعاذ منه استيعاب منه وجمعت هاتان السورتان في هذا الباب باب المستعاذ من انواع الشرور المستعاذ منها كلها جمعت في هاتين السورتين انواع السرور التي تصيب العبد او يخشى ان تصيبه لان التعوذ من اه في الجملة من امرين من امر وقع في طلب العبد رفعه او من امر لم يقع يطلب العبد دفعه والتعود كله من الشيء المؤلم اما المؤلم او او المفظي للالم فالمؤدي الى الالم فالعبد يتعوذ من هذا ومن هذا يتعوذ من الشيء المؤلم ويتعوذ من المفظي الى اه الى اه الى الالم. الحاصل ان هاتين السورتين تظمنت الاستعاذة من انواع الشرور واصناف المضرات باوجز لفظ واجمعه واعمه بحيث لم يبقى شر من الشرور الا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما وهذا يوضح لنا آآ ما ذكره ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى آآ من ظرورة العبد ومسيس حاجته الى المداومة على هذا هذا التعوذ الذي اشتملت عليه السورتان سورة الفلق بدأها الله سبحانه وتعالى بقوله قل اعوذ برب الفلق قل اي متعوذا متحصنا ملتجئا الى الله معتصما به قل اعوذ اي الجأ والوط واعتصم بالله واطلب فكاكي وخلاصي من هذا هذه الشرور منه وحده سبحانه وتعالى قل اعوذ برب الفلق الفلق رب الفلق اي فالق الحب والنوى وفالق الاصباح رب الفلق مثل قول فالق الاصبع رب الفلق مثل قوله فالق الاصبع الفلق رب الفلق الذي بيده هذا الامر وحده سبحانه وتعالى فالق الحبة اه آآ ان الله فالق الحب والنوى ثم قال فالق الاصباح فالله هو رب الفلق وهذا الفلق اية من الايات الدالة على عظيم قدرة الله سواء الفلق الذي هو فلق الحب والنوى الان لما توظع الحبة حبة هي قطعة صغيرة يابسة جامدة فلما توضع في التراب وتسقى بالماء يأذن الله سبحانه وتعالى تنفلق ويخرج منها خيط صغير جدا وهذا الخيط الصغير الذي يخرج منها لو تتكئ عليه اتكاء بسيط ابهامك يتثنى من رقته وليونته ومع ذلك يشق الارض الصلبة يشق الارظ الصلب وهو يخرج ثم يكبر مثله النوى عندما يوضع وقطعة اكبر ويابسة ثم تسقى بالماء فتنفلق من الذي فلقها؟ من الذي اه الم يقل الله تعالى في صمت الحج المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة. ان الله لطيف خبير اخرجها اللطيف الخبير قدير على على كل شيء سبحانه وتعالى قال من شر ما خلق من شر ما خلق من شر ما خلق اي من شر كل مخلوق قام فيه شر هذا هل ابقى شيئا من الشر لم يتعوذ منه من شر ما خلق انظر جمعية هذه الكلمة وشمولها لكل السرور فهذا يشمل جميع ما خلقه الله من انس وجن وحيوانات وهوام ودواب كل شيء من كل من شر ما خلق من شر كل ما قام به الشر من من المخلوقات فيستعيذوا بخالقها من الشر الذي فيها استعيذوا بخالقها من الشر الذي فيها من شر ما خلق هذا استعاذة بخالق هذه المخلوقات من شر اه اه ما في هذه المخلوقات. فاذا هذا عام من شر ما خلق. عام لجميع الشرور بعد العموم خص بعض الشرور بالذكر وهي داخلة تحت قوله من شر ما خلق وخص بعد خص بعض الشرور بالذكر فقال ومن شر غاسق اذا وقب من شر راسك اذا وقب هذا داخل في آآ من شر ما خلق لكن لكن خصص ثلاثة اشياء لعظم شرها عظم خطرها خصصها بعد ان عمم تعميما يشملها لكن خصصها لعظيم آآ خطرها اه شرها من شر غاسق اذا وقب اي من شر ما يكون في الليل شر ما يكون في الليل حين يغشى الليل الناس ويغطي الكون ويظلم الكون تنتشر في الليل كثير من الارواح الشريرة والحيوانات المؤذية والقوارض والزواحف وذوات السموم وفي النهار العبد في نهار ومستيقظ والليل العبد في ظلم وهو نائم في ظلمة ونائم ولهذا سبحان الله جاء لليل اوراد خاصة كما ينوي المرء الى فراشه جاءت اوراد خاصة آآ ومتنوعة لان العبد في في في الليل في غاية الضعف ظلمة قليل وثم ينام ما يدري ما حوله ولا يشعر بما حوله لما سبحان الله يحصن نفسه ما يحصن نفسه آآ خاصة قل هو الله احد والمعوذات والنبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة يقرأ ينفث ثلاث مرات ويمسح على جميع جميع البدن يكون فيه تحصن تام من كل جهاته بتحصن تام من كل جهاته وجميع اطرافه ما يستطيع ينفذ اليه شيء ومن شر النفاثات في العقد. هذا الثاني ما خص بالذكر من شر النفاثات في العقد اي السواحر اللاتي يعقدن العقد وينفثن فيها يقع اه السحر وما يترتب عليه من مضرة شر عظيم فهذا تعوذ من من اه من اه السحرة آآ الساحرات النفاثات في العقد فهذا تعود من شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها من اجل ايقاع السحر الثالث من شر حاسد اذا حسد الحاسد من هو الحسد طلب زوال النعمة طلب زوال النعمة والحاسد هو الذي يطلب زواله وهو مراتب وهو مراتب من مراتبه مجرد شيء في القلب يتمنى ان تزول النعمة يعتمل قلبه ويشتعل ولهذا يقولون النار الحسد نار تشتعل في قلب الحاسد ويقولون ايضا الحاسد عدو نعمة الله على عباده. لانه مجرد ان يرى غيره تميز عنه بنعمة اشتعلت هذه النار فيه اشتعلت هذه النار بقلبه فاخذ يتمنى الزوال زوال هذه النعمة اشد من من التمني العمل والسعي في في لزوال هذه النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الاسباب احتاج العبد الى ان يستعيذ لان الكيد الخفي والمكر الخفي والعمل على الايقاع به والاضرار به هو ضعيف ما يدري من اين تأتيه الاصابة ومن اين تأتيه الهجمة؟ ومن اين يأتيه الاذى؟ ما يدري فيحتاج الى ان يستعيذ من شر الحاسد حتى يوقى ويسلم يقيه الله ويسلمه سبحانه وتعالى. فاحتاج الى الاستعاذة بالله من شره ليبطل كيده ويبطل سعيه ويدخل في الحاسد من شر حاسد اذا حسد العائن يصيب غيره بالعين لان العين كما ذكر اه اهل العلم لا تصدر الا من حسد هي نفس خبيثة تصدر من قلب حاسد اذا سورة الفلق سورة الفلق فيها اه التعوذ من اربع الاول منها تعود عام من الشرور كلها من شر ما خلق عام من الشرور كلها باصنافها انواعها ثم تعوذ خاص من سرور هي من اشد الشرور خصت بالذكر لذلك التعوذ من آآ الاول من شر الغاسق اذا وقب والثاني من شر النفاثات في العقد السواحر ثالث شر الحاسد اذا حسد وهذه الثلاثة هي اشد الشر وكلها الخطر الذي يدهن الانسان منها ويأتيه من جهتها خطأ لا يدري كيف يأتيه ولا يدري متى يصل اليه ولا يأتي ولا يدري متى يدهمه ويفاجئه ما يدري فلما يكون دائما وهذا يوضح لنا كلام ابن القيم ضرورة العبد الى هذه الاستعاذة وحاجته اليومية في ايامه ولياليه الى تكرارها حتى يبقى باذن الله سبحانه وتعالى اه اه متحصنا سورة الناس مشتملة على الاستعاذة برب الناس ملك الناس اله الناس رب الناس ملك الناس اله الناس لاحظ هذه الاسماء الثلاثة بدأ بها القرآن وختم الفاتحة الفاتحة فيها هذه الاسماء الثلاثة الرب الاله الملك الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين فهذه الاسماء الثلاثة بدأ بها القرآن وختم بها القرآن فجاءت الاستعاذة في سورة الناس فيها التوسل الى الله سبحانه وتعالى بربوبيته والوهيته وملكه بانه الرب اه الاله الملك قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس رب الناس اي خالقهم تفرد بخلقهم لا شريك له وهم طوعى تصريفه وتدبيره سبحانه وتعالى ملك الناس اي هم كلهم مماليك لله عبيد لله خاضعون لتدبيره سبحانه وتعالى طوع تدبيره قضاؤه فيهم نافذ ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وهم في ملك الله ومملكته سبحانه وتعالى يخفض ويرفع يقبض ويبسط يعز ويذل يحيي ويميت كل يوم هو في شأن و الثالث اله الناس اي معبودهم الحق ولا معبود لهم بحق سواه لان الاله هو المعبود فجاءت التوسل الى الله بهذه الاسماء الثلاثة. الرب الاله الملك من ماذا قال من الشيطان قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس. الوسواس الخناس هذا هو الشيطان تعوذ من الشيطان الشيطان الذي هو اصل الشرور كلها ومدتها ومنبعها واساسها لان الشيطان من اعظم ما يكون اه من شره هذه الوسوسة التي يلقيها في الصدور هذه الوسوسة التي يلقيها في الصدور وهي مهلكة قد تتنامى في نفس الانسان وتتوسع مساحتها في صدره الى ربما انه يخرج من دينه الوسوسة يعني خطيرة جدا والشيطان هو من يلقي هذه الوساوس في الصدور فيحسن لهم الشر يبغضهم الى الخير يا يزين لهم السيئات ويشين في اعينهم العبادات والطاعات ويثقلها عليهم يلقي الوساوس في في الصدور قال من شر الوسواس الخناس ذكره بهاتين الصفتين الوسواس الخناس قال ابن ابن عباس اذا ذكر الله خنز واذا غفل عن ذكره وسوس وهذا فيه ان الاستعاذة من موجبات خلوص الشيطان وانطراده كعادة عن اه عن الانسان او يوسوس في الصدور يزين للمرء السوء العمل ويريهم العمل السيء في الصورة الحسنة الجميلة ينشط ارادتهم ويقويها للاقدام على السيئات فعلها هذا في جانب جانب الخير يثبطهم عنه ويثنيهم ويريهم اياه في غير صورته ويثقله على اه نفوسهم وهو على هذه الحال دائما لا يكل ولا يمل على هذه الحال دائما في في في دأب لا يكل ولا يمل يشتغل يشتغل ويعمل لكن سبحان الله المؤمن المواظب على هذا التعوذ والاستعاذة والاذكار ماذا يصنع بالشيطان وماذا يحدث للشيطان آآ الذي يعمل بدأب معه النبي عليه الصلاة والسلام ضرب مثل عجيب يوضح الحالة التي تؤول اليها الشيطان الملازم لهذا العبد الذاكر لله المستعيذ بالله المعتصم بالله الى اي حال تؤول الشيطان يقول عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام ان المؤمن ليمضي ليمضي شيطانه كما يمضي احدكم بعيره يمظي احدكم بعيرا. ارأيتم لو ان شخصا معه بعير واد ابه في العمل وكده من سفر الى سفر من اه طريق الى طريق من جهة الى جهة عمل وذهب والاكل قليل ما يأكل سيصاب هذا الجمل بهزال وظعف عدم قدرة على العمل والحركة لانه امضاه اهلكه هذا الذي يحدث من امضاء الانسان لبعيره يحدث للشيطان بالذكر والتعود الالتزاء الى الله سبحانه وتعالى فان العبد يمضي شيطانه ولا يزال هذا الشيطان يضعف يضعف يضعف وهذا المعنى المستفاد من الخناس لان هذا الخلوص الذي يكون للشيطان يكون بالذكر والاستعاذة وحسن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى معنى يخنس ان يتأخر وينطرد ويبتعد عن العبد لانه استعان بالله على دفعه الوقاية منه والكفاية من شره ولهذا ينبغي للمسلم ان يستعيذ بالله ويعتصم به سبحانه وتعالى يعتصم بالله عز وجل مؤمنا بربوبيته للناس كلهم وان الخلق كلهم تحت ربوبيته وان الملك كله لله وكل دابة هو سبحانه وتعالى اخذ اخذ بناصيتها وايضا بالوهيته التي خلق الخلق لاجلها واوجدهم آآ لتحقيقها وهذه العبودية لا تستقيم للعبد الا بدفع هذه الوسوسة ودية لا تستقيم للعبد الا بدفع الوسوسة الوسوسة تثنيه عن العبودية هنا قال اله الناس اي معبودهم ما يكون العبد آآ عبدا لله الا ببعد الشيطان عنه وسلامته من اه من من وساوسه التي تقطع على العاب الطريق العبادة وتحول بينه وبينها ولهذا العبد بحاجة الى آآ ماسة الى ان يكون مواظبا على هذا التعود برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في آآ صدور الناس قال من من الجنة والناس والوسوسة والوسواس كما يكون من الجن يكون من الانس شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض اه شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا اه الحاصل ان هاتان السورتان المعوذتان من اعظم ما يكون نفعا العبد حاجته اليهما اشد الحاجات وضرورته اليهما اشد الضرورات بل الامر كما قال ابن القيم رحمه الله في كلامه عن منفعتهما وان شدة الحاجة اليهما بل الضرورة اليهما آآ وان العبد لا يستغني عنهما قط وكم لهما من الاثر العظيم في دفع السرور من سحر وعين وحسد وغير ذلك من الشرور وان حاجة العبد الى هاتين السورتين وملازمة التعوذ اه بما فيهما من تعود عظيم حاجته الى ذلك اعظم من حاجته الى النفس والطعام والشراب واللباس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين