بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في مختصر صحيح مسلم باب تنزل السكينة لقراءة القرآن عن البراء رضي الله عنه قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما اصبح اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال تلك السكينة تنزلت للقرآن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب تنزل السكينة لقراءة القرآن هذه الترجمة عقدها رحمه الله لبيان اثر عظيم من اثار القرآن وثمرة عظيمة من ثمار حسن تلاوته وتدبره الا وهي السكينة وفي حديث اخر عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال فيه ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده تنزل السكينة تلاوة القرآن هذا اثر من اثار القرآن العظيمة وثمرة من ثماره والسكينة كما بين اهل العلم التي تتنزل لقراءة القرآن على نوعين سكينة قلب اي ان قلب المؤمن عندما يكون صاحبه تاليا للقرآن متدبرا لكلام الله فان لهذا لهذه القراءة اثر عظيم على قلبه بها يزول قلق القلب واضطرابه وتسوسه وتشتت فيسكن ويطمئن كما قال الله سبحانه وتعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب ينزل على القلب اه سكينة فيطمئن يسكن ويلتم شعثه ويزول قلقه واضطرابه وهذا من آآ اعظم المداواة للنفوس والتزكية لها ما يحصل لها بتلاوة القرآن من السكينة والطمأنينة هذا نوع والنوع الثاني من اه السكينة ما جاء في هذا الحديث وهذا النوع الذي هو ذكر في هذا الحديث لا يحصل لكل التالي وكل قارئ من ممن يقرأون القرآن لكنه يحصل لبعض اه خواص عباد الله سبحانه وتعالى في حسن تلاوتهم وجمال عنايتهم بالقرآن وعظيم تدبرهم لكلام الله سبحانه وتعالى فيحصل لهم مثل هذا الذي حصل لي هذا الرجل وايضا في القصة التي بعده حصل لي اسيد بن حضير اه رضي الله عنه قال عن البراء رضي الله عنه قال كان رجل يقرأ سورة الكهف كان رجل يقرأ سورة الكهف وقد تقدم في باب خاص في فضل سورة الكهف وفضل من حفظ عشر ايات من اه اه اول هذه السورة وايضا تقدمت الاشارة الى ان آآ من لقي الدجال فليقرأ او من ابتلي بالدجال فليقرأ عليه اوائل سورة الكهف فالسورة ورد فيها فضل خاص ولها شأن فالحاصل هذا الرجل كان يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين شيطانين اي حبلين طويلين شطنين اي حبلين طويلين لان الشطن الشطنين متنى شطن والشطن هو الحبل الطويل واذا كان هذا الفرس قد ربط بشطنين بحبلين والعادة هي يكفي حبل واحد لكنه مربوط بحبلين كانه شديد وفي صعوبة كان هذا الفرس شديد وفيه صعوبة ولهذا احتاج صاحبه ان يربطه بشطنين يقول وعنده فرس مربوط بسطنين فتغشته سحابة تغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو هذه السحابة تدور حول هذا القارئ لكتاب الله القارئ لسورة الكهف وايضا تدنو تقترب منه هذه الصحابة وجعل فرسه ينفر منها وجعل فرسه ينفر منها ان ينفر من هذه السحابة فلما اصبح اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له يعني ذكر له اه تنزل هذه اه السحابة آآ ذكر له ذلك فقال تلك السكينة تنزلت للقرآن كالسكينة تنزلت للقرآن السكينة التي تنزلت للقرآن اه كما قدمت نوع هي نوعان نوع يتنزل على قلب التاني يتنزل على قلب التالي يسكن في قلبه وينزل فيه فيطمئن القلب ويرتاح واذا كان فيه هموم وغموم والام كلها تذهب ويحصل للقلب طمأنينة وسكون بهذه التلاوة لكتاب الله سبحانه وتعالى وهي انما تحصل بقراءة القرآن بتدبر لمعانيه وعقل بدلالاته كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فاذا قرأه التمهل والتدبر والتعقل معاني كلام الله سبحانه وتعالى تنزلت هذه السكينة حتى تصل الى قلب القارئ لكلام الله سبحانه وتعالى واذا كان ايضا يستمع الى تلاوته من يستمع بتدبر ايضا تتنزل على قلب هذا المستمع هذه السكينة اه هذا نوع النوع الاخر الذي حصل اه وكلاهما اجتمعا لهذا الرجل النوع الاخر الذي حصل هو هذه السحابة التي اخذت تنزل وتدنو وتقترب حتى ان الفرس نفر وآآ يريد ان يشرد او يهرب من المكان من النفور الذي حصل له بسبب تنزل هذه السحابة فلما ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك وشأن هذه السحابة التي كانت تنزل قال تلك الاشارة الى السحابة السكينة تنزلت للقرآن تلك السكينة تنزلت للقرآن قيل في آآ اه معنى هذا النوع الذي هو السكينة التي تتنزل القرآن قيل اقوال لكن حاصلها انها شيء من مخلوقات الله فيه طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة ان كما سيأتي في كالحديث تلك الملائكة كانت تستمع تلك الملائكة كانت تستمع لك. ينزل هذا المخلوق وقال بعض اهل العلم ريح هفافة فينزل هذا هذا المخلوق ويدنو من اه من اه التالي ومعه الملائكة وهذا لا يحصل لكل اه احد وانما يحصل لبعض خواص عباد الله في احسان تلاوتهم واحسان اه تدبرهم عقلهم لهدايات القرآن وتأثرهم الناشئ عن قراءتهم لكتاب الله سبحانه وتعالى بتدبر قال رحمه الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سيد ابن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده اذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت اخرى فقرأ ثم جالت ايضا قال اسيد فخشيت ان اطأ ان تطأ يحيى فقمت اليها فاذا مثل الظلة فوق رأسي فيها امثال السرج عرجت في الجو حتى ما اراها قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله بينما انا البارحة من جوف الليل اقرأ في مربدي اذ جالت فرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضين قال فقرأت ثم جالت ايضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير قال فقرأت ثم جالت ايضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير قال فانصرف قال فانصرفت وكان يحيى قريبا منها خشيت ان تطأه فرأيت مثل مثل الظلة فيها امثال السرج عرجت في الجو حتى ما اراها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لاصبحت يراها الناس ما تستتر منهم ثم اورد هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة الصحابي الجليل والسيد اه ابن حضير وقد اوتي من مزامير داود في جمال صوته وحسنه وجمال تلاوته لكلام الله سبحانه وتعالى فكان رظي الله عنه بينما هو ليلة يقرأ في مربد اذ جالت فرسه المربد المكان الذي يجفف فيه التمر فكان يقرأ القرآن في ذلك المكان فجالت فرسه اي تحركت واضطربت غرابا شديدا حصل لها آآ اضطراب جاء في بعض الروايات قال فسكت فسكنت سكت فسكنت آآ في في في هذا الحديث يعني في اوله يقول بينما هو ليلة يقرأ القرآن نريد نتأمل هنا آآ تخصيص الليل وهذا الوقت قال بينما هو ليلة يقرأ القرآن والحديث الذي قبله ايضا كان ذاك الذي يقرأ اه سورة الكهف كان يقرأها ليلا ولهذا قال فلما اصبح اه اتى النبي فكان يقرأها ليلا والسيد كان يقرأ ليلا ثمة احاديث كثيرة جدا في شأن قراءة القرآن في الليل عند سكون الكون وهجعة الناس وهدوء اه اه هدوء هدوء الناس يسري هذا الصوت الجميل بكلام الله سبحانه وتعالى هذا له اه له شأن خاص ولهذا جاء في اه صحيح البخاري اه اه عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي عليه الصلاة والسلام اني لاعرف اصوات رفقة الاشعريين بالقرآن اني لا اعرف اصوات رفقة الاشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل يعني يدخلون بالليل واعرف منازلهم من اصواتهم بالقرآن بالقرآن بالليل وان كنت لم ارى منازلهم حين ينزلون بالنهر يعني كان عليه الصلاة والسلام يستمع لصوت تلاوتهم بالليل متلذذا بهذه التلاوة مشيدا بها كما في هذا الحديث ويقول عليه الصلاة والسلام انه يستطيع ان يحدد في النهار المنازل التي يأتي منها تلك الاصوات منازلهم يستطيع ان يحدد المنازل هذا منزل كذا وهذا منزل كذا من حيث كانت تأتي الاصوات فالتلاوة ليلا في البيوت تلاوة ليلة في البيوت بصوت هذه لها شأن عظيم ولها اثر على البيت طمأنينة وسكون وانطراد اه الشياطين حصول الطمأنينة في البيت له اثر عظيم وشأن ولهذا ينبغي ان ان ان يكون للبيوت حظ من هذه التلاوة بالليل خاصة تلاوة بصوت واذا كان هذا الصوت مع التغني بالقرآن وحسن الاداء وجمال اه جمال ذلك مع التدبر لكلام الله سبحانه وتعالى كم وكم من الاثر الذي يكون اه باذن الله سبحانه وتعالى لهذه التلاوة في البيت. وبالمناسبة هذا الدرس اعتقد انه آآ يستمع له بعض ابنائنا الصغار اه الناشئة الاحباب الطيبين فايضا اوجه لهم هذا الخطاب الخاص ابنائنا اه الذين اكرمهم الله حفظ قدر من القرآن اوصيهن ان يكون لهم قراءة للقرآن في في البيت خاصة بالليل يقرأ في في البيت ويرفع صوته الجميل بكلام الله سبحانه وتعالى يقرأ الذي يتيسر له فهذا له اثر على الابن نفسه اثر عظيم جدا وله اثر ايضا على البيت وكم هو ايضا جميل بان يوجه الابناء ان يكون لهم هذا هذه هذه العناية بالتلاوة خاصة ليلا ويكون له مثلا قدر معين يعتني به آآ يقرأ ان تيسر في اول الليل قبل ان ينام وان تيسر ان يقوم اخر الليل فهذا اعظم وابرك واوقع واشد اثرا قال ان اسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده اذ جالت فرسه اذ جالت فرس جالت اضطربت وتحركت اخذت تتحرك اه حركة باضطراب وشدة كانها خائفة من من شيء. يقول فقرأ ثم جالك في جاء في رواية فسكت فسكنت فقرأ ثم جالس اخرى فقرأ ثم جالت ايضا يعني ثلاث مرات يتكرر يعني يقرأ فتجول يسكت فتسكن فقال اوسيد فخشيت ان تطأ يحيى ابنه يحيى نائم الى جواره فالذي ازعجه واقلقه شفقته على ابنه آآ يخشى ان الفرس مع هذا الاضطراب الذي حصل لها ان تفجع هذا الولد فتطأه يتضرر فدفعا لهذه المفسدة توقف يقول خشيت ان تطأ يحيى فقمت اليها فقمت اليها فاذا مثل الظلة فوق رأسي فيها امثال السرج يعني المصابيح هذه التي افزعت الفرس وجعلتها يضطرب آآ اضطراب شديد حتى ان اسيدا خشي على ابنه منه من اضطرابه آآ يقول رأيت مثل الظلة فوق رأسي فيها امثال السرج بامثال السرج. رأيت مثل الظلة هذا نظير الذي تقدم في حديث البراء فتغشته سحابة فتغشته سحابة فهنا قال مثل الظلة الصحابة هناك والظلة هنا معناهما متقارب اه هي السكينة التي تنزل ولهذا السكينة التي تنزل هنا هي نوع او شيء من مخلوقات الله ينزل وفي طمأنينة ورحمة ومع هذا الذي ينزل ملائكة ومعه ملائكة قال فاذا مثل الظل فوق رأسي فيها امثال السرج اي المصابيح عرجت في الجو حتى ما اراها هي هي كانت تنزل للقراءة التي كان يقرأها التلاوة التي كان يتلوها وفي في جمال الصوت والاداء وكان اوتي مزمارا اه من مزامير ال داوود فكانت هذه الظلة تنزل تنزل تنزل فلما توقف عن التلاوة وانشغل الخيل وابنه الى اخره بدأت هذه الظلة اه تعرج في الجو اي ترتفع وتصعد الى العلو حتى ما اراها ما اصبح يراها قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله بينما انا البارحة من جوف الليل اقرأ في مربدي اذ جالت فرسي اذ جالس فرسي ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ما الذي حصل له في الليل وهو يتلو القرآن اه اه اه كيف ان الفرس جالت وانه حصل له خوف على ابنه الى اخره يقول فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير اقرأ ابن حضير قال فقرأت ثم جالك لانه مر معناه انه كان اذا سكت سكنت واذا قرأ جالت النبي عليه الصلاة والسلام لما قالت اقرأ ابن حضير هل قصد اقرأ الان وقت التحديث والحوار الذي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني كان القصة التي حصلت البارحة امامه الان حاضرة ويقول اقرأ يعني استمر ليتك استمريت في قراءتك لم تتوقف اقرأ ابن حضير فهم ابن حظير ان لم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اقرأ قصد ماذا مش الان يقصد اقرأ وانما اقرأ يعني البارحة استمر في في في كراهته كقوله اقرأ ابن حظير اي المراد كان ينبغي عليك ان تستمر في القراءة ليس هذا امرا له بالقراءة وقت التحديث وقت الحوار الذي كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وانما آآ اراد منها النبي صلى الله عليه وسلم ان لو استمر في القراءة ولم يتوقف بدليل اه ان اسيد يقول النبي صلى الله عليه وسلم قرأت قل له اقرأ ما فهم آآ انه يقصد يقرأ الان. قال قرأت فهم ان لو استمريت في الكراهة قال قرأت ثم جالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ قال آآ اقرأ ابن حضير قال فقرأت ثم جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير قال فانصرفت وكان يحيى قريبا. منها خشيت ان ان تطأه ثلاث مرات يعيد عليه النبي صلى الله عليه وسلم يقول له لو استمريت في في اقرأ يعني لو كنت استمريت في القراءة فكل مرة يقول قرأت ثم جالك يعني يحصل هذا الاضطراب الشديد وفي في المرة الثالثة يقدم الاعتذار للنبي عليه الصلاة والسلام يقول كان يحيى قريبا منها خشية ان تطأه خشيت ان ان تطأ اي الفرس التي اضطربت بسبب هذه الظلة التي نزلت يقول يقول خشيت ان ان تطأه حينئذ لما انشغل لما انشغل اه بالولد وربط الفرس الى اخره التفت للظلة والا وقت تلاوته للقرآن ان و خشوعه وما كان يرى شيئا مقبل على آآ على كلام الله في تمام الخشوع فالذي كان له ذلك الاثر. يقول فرأيت مثل الظلة فيها امثال السرج عرجت في الجو حتى ما اراها هذا العروج حصل بعد ان حصل منها التوقف عن القراءة وانشغاله بالخير وولده فبدأت تعرج لانها هي كانت تنزل للتلاوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة كانت تستمع لك كالملائك كانت تستمع لك ولو قرأت يعني استمريت في القراءة لاصبحت يراها الناس ما تستتر منهم هذا ما يحصل لكل احد هذا ما يحصل لكل احد هذه ولهذا عد ذلك منقبة من مناقب وسيت وفضيلة من من من فضائله رضي الله عنه وارضاه فهذه ما تحصل لكل احد ولهذا قال له لو قرأت لاصبحت يراها الناس ما تستتر منهم الملائكة غيب ما يراهم الناس لكن لو قال لو استمريت على تلك القراءة وذاك الاداء وبقيت تتلو وتتلو وتتلو لاصبح الناس يرون الملائكة الذين نزلوا بسبب الاستماع لكلام الله سبحانه وتعالى الملائكة نزلت هنا حقيقة امر يعني اه عجيب يؤكد المعنى السابق لما يقرأ الانسان في بيته بصوت الصوت يسري مر معنا حديث آآ الاشعريين آآ اعرف منازلهم من اصواتهم الصوت في الليل يسري وكان يسري في الجو الى اعلى استمعت الملائكة فوق مسافات بعيدة وبدأت تنزل وتدنو تقترب من هذا الصوت تقترب فالتلاوة للقرآن في الليل خاصة لها شأن عظيم جدا ولهذا من فوائد الحديث فضل قراءة القرآن في الليل وخاصة ايضا في صلاة الليل وفضل ايضا سورة البقرة لانه جاء في رواية للحديث انه كان يقرأ سورة البقرة او كان يقرأ سورة البقرة في فضل قراءة سورة البقرة في صلاة الليل وايضا فيه فضل الخشوع في الصلاة لان اسيد كان في غاية واقوم من اقوى ما يكون في في في خشوعه حتى انه ما كان رأى تلك الظلة ما رأى تلك الظل الا بعد ان انشغل بترك القراءة وانشغل بفرسه وولده قال رحمه الله باب لا حسد الا في اثنتين عن سالم عن ابيه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل واناء النهار قال باب لا حسد الا في اثنتين. لا حصد الا في اثنتين. الحسد يراد به عندما يطلق آآ امران امر مذموم وامر محمود. اما المذموم فهو ان يتمنى زوال النعمة عن الغير تمنى زوال النعمة عن الغير فالتمني هذا الذي يحصل في القلب لزوال النعمة سواء تبع هذا التمني عمل في ازالتها او لم يتبعه هذا مذموم وجاءت نصوص كثيرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام في ان آآ النهي عنه والتحذير منه وبيان خطره على الحاسد وانه يتنافى مع الاخوة الايمانية لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا فيتنافى الحسد هذا الحسد مع الاخوة الايمانية النوع الثاني من الحسد وهو محمود ان يتمنى لنفسه مثل النعمة التي حصلت لغيره من غير زوالها عن صاحبها من غير زوالها عن صاحبها يعني مثلا رأى حافظا للقرآن متقنا لحفظه ضابطا له معتنيا بتلاوته فتمنى لنفسه ان ان يحصل له مثل هذا او رأى رجلا ينفق الاموال ويتصدق الى اخره فتمنى لنفسه ان يكون له مثله ويتصدق من غير ان يتمنى الزوال لتلك النعمة عن ذلك الذي انعم الله سبحانه وتعالى بها عليه. فهذا محمود ولا شيء فيه لكن الاول الاول الذي هو تمني زوال النعمة هذا اه مذموم هذا مذموم هو ناشئ عن عداوة في نفس الحاسد لنعمة الله ولهذا كانوا يقولون يقولون الحاسد عدو نعمة الله ولهذا سبحان الله كل ما رأى النعمة تزيد على العبد زاد حسده له وبدأت نار الحسد تضطرب تضطرب في قلبه وتشتد الحديث هنا عن النوع المحمود من الحسد وعرفنا ان المراد به ان يتمنى ان يكون له مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها خصص النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحسد المحمود بقوله لا حسد الا في اثنتين لا حسد الا في اثنتين لا حسد الا في اثنتين وبينها كما في هذا الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار ورجل اتاه الله مالا فهو ينفق ينفقه اناء الليل واناء النهار لا حسد الا في اثنتين ثم ذكر هاتين الحالتين القرآن والقيام به والمال وانفاقه في وجوه الخير الانسان عندما يحسد بهذا المعنى الذي هو ايظا يسمى الغبطة هذا النوع من الحسد يسمى الغبطة عندما يغبط غيره على النعم الدنيوية يعني مثلا لو رأى مثلا مع آآ احد اخوانه او اصحابه او رفقائه سيارة جميلة اتمنى ان يكون له مثلها هل في هذا الشيء اتمنى ان يكون له مثل من دون ان يقع في قلبه كراهية لهذه النعمة التي وتمني لزوالها عن لان حتى الكراهية حتى الكراهية للنعمة عده اهل العلم من الحسد المذموم اذا رأى على اخيه نعمة فكره ان تكون له ان تمنى ان يكون له مثلها من دون ان يحصل له كراهية ولا تمني لزوالها عن غيره. هل في هذا شيء رأى عند احد اخوانه بيتا جميلا امتلكه وتمنى ان يكون له مثله دون ان يكره له بل يقول بارك الله له ويدعو له بالخير والبركة ولا يقع في نفسه شيء على اخيه لكن حصل له تمني ان لو كان عنده مثل من مثل هذي حتى في ابسط الاشياء رأى مع اخيه مثلا قلما وتمنى لو كان عنده مثل ذلك القلم او كتابا او او الى اخره هذا لا شيء فيه اذا ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين ما هذا ما المراد بهذا الحصر اه الحديث هنا يدل على امر يعد الاعلى في هذا الباب والذي ينبغي ان تتظافر الهمة عليه تهتم فقال لا حسد الا في اثنتين. لا يعني هذا ان الاشياء الاخرى آآ الدنيوية او الدينية لا يكون فيها الغبطة الغبطة تكون في في هذا ولا شيء فيها لكن لما قال عليه الصلاة والسلام لا حسد الا في اثنتين بين ان الاليق والاكمل في مقام الغبطة والاحسن في احوالها التي تكون فيه على وجه الكمال والحسن والجمال ان تكون في هاتين الاثنتين تكون في هاتين الاثنتين والا كل خير يغبط الانسان عليه ليس خاصا في هاتين كل خير يغبط الانسان عليه لكن الغبطة في اكمل احوالها واتم صورها ان تكون في هاتين الاثنتين بهاتين الاثنتين اذا كان شخص كل غبطته في ان تكون له سيارة مثل سيارات صاحبه كل غبطته في هذا الامر هل حال هذا في همة قلبه وعلوه مثل شخص يغبط اه قارئا للقرآن على قرآنه ومتصدقا بالمال على اه على صدقته وبذله ويتمنى ان يكون له مثلهم حتى والغبطة الغبطة احيانا بل كثيرا ما تولد عملا فاذا كانت غبطته في قرآن يتلى ربما تحركت همته فعلى في القرآن ربما صار اعلى ممن كان يغبطه وفضل الله يؤتيه من يشاء او في المال فصار اعلى منه وهذا حصل كثيرا وربما ايضا الاخر الذي كان يغبط على السيارة تحركت همته واصبح يبحث ويترزق حتى صار عنده احسن منها الاكمل في الغبطة الاكمل في الغبطة والاعلى والاليق ان تكون في هاتين الاثنتين. ما هما قال رجل وهذا موطن الشاهد فظائل القرآن رجل اتاه الله القرآن اتاه الله القرآن يعني صاحب قرآن من اهل القرآن في الحديث قال ان لله اهلين فسئل من هم قال اهل القرآن اهل الله وخاصته اهل الله وخاصته متى يكون الرجل من اهل القرآن يوصف بان الله اتاه القرآن لو ان شخصا آآ حفظ القرآن حفظا متقنا لا يسقط منه حرفا من اتقانه لحفظه لكنه لا يعمل بالقرآن ايكون اوتي القرآن ايكون من اهل القرآن؟ لا ما يكون اتاه الله القرآن وصف هنا في الحديث بما يبين المعنى والمراد قال فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار ومعنى قوله يقوم به اعم من التلاوة والقراءة فان المراد بقوله يقوم به اي يعمل به يعمل به المراد العمل ليس المراد مجرد التلاوة انه يقرأ مثلا في في اجزاء من النهار واجزاء من الليل هذا من القيام بالقرآن لكن المعنى هنا اعم من ذلك اذا قوله يقوم به يقوم به اناء الليل واناء النهار المعنى انه في اناء الليل اناء النهار يجعل اعماله كلها مبنية على القرآن هذا معنى يكون بالقرآن يجعل اعماله في اناء الليل وانا النهار مبنية على القرآن يهتدي بهداياته يأتمر باوامره يعمل آآ توجيهاته يتعظ بعظاته ينزجر بزواجره هذا المعنى المراد وهذا هو الذي اوتي القرآن. ليس من ليس الذي اوتي القرآن من يحفظه فقط من يحفظ القرآن ولا يعمل به لم يؤتى القرآن بل هذا الذي آآ حفظه من القرآن يعد حجة عليه لا له حجة عليه لا له فهو انما يكون من اهله عمله وقيامه بالقرآن ولهذا قال رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به فهو يقوم به هذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سبق الاشارة اليه قال فيه عليه الصلاة والسلام يؤتى بالقرآن واهله الذين يعملون به هؤلاء هم اهلهم الذين يعملون به هنا قال الذين يقومون به يقومون به اي يعملون به ويهتدون بهدايات القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار ان يعمل بالقرآن ويجعل اعماله كلها مبنية على القرآن هذا واحد. الثاني قال ورجل اتاه الله مالا فهو ينفق آآ فهو ينفق اناء الليل واناء النهار اكرمه الله عز وجل بمال ووسع عليه في المال وهو رجل سخي يبذل ويتصدق وينفق من المال في اناء الليل واناء النهار مقبلا على الصدقة في ليله ونهاره يده سخية وندية بالعطاء والبذل فالغبطة في هاتين الغبطة في هاتين في اه رجل اتاه الله القرآن يقوم به اناء الليل والنهار ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل انا النهار قال رحمه الله باب الامر بتعاهد القرآن بكثرة التلاوة عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل الابل المعقلة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى عن عبد الله بن مسعود عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما بئس ما لاحدكم يقول نسيت اية كيت وكيت بل هو نسي استذكروا القرآن فهو لاشد فلهو فلهو اشد تفيصا من تخصيا تفصيا من صدور بالرجال من النعم بعقولها آآ هذا يؤجل الى لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكي بها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموتى راحة لنا من كل شر. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وهمومنا وغمومنا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا اناء الليل واطراف النهار يا حي يا قيوم اللهم اغفر لنا والدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين