الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام الحافظ زكي الدين عبدالعظيم ابن عبدالقوي المنذري رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه مختصر صحيح مسلم كتاب التفسير باب في قوله تعالى وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على استاههم وقالوا حبة في شعرة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال رحمه الله تعالى كتاب التفسير هذا الكتاب الغرض منه ايراد احاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام مفسرة لايات من القرآن والقرآن يفسر بالقرآن ثم ثمة ايات في القرآن مفسرة لايات اخرى فمن طرائق تفسير القرآن ان يفسر بالقرآن وكذلك ان يفسر بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اذ ان ثمة احاديث صحت عن نبينا عليه الصلاة والسلام تعد شارحة لايات ومفسرة معانيها والسنة تفسر القرآن وتبين معانيه وتوضح هداياته ودلالاته فتحت هذا الكتاب ابواب عديدة في كل باب اه حديث مفسر لاية حديث مفسر لاية من كتاب الله عز وجل والكتاب مرتب على ترتيب سور القرآن من كل سورة يورد بعض الايات ويورد ما جاء في السنة من احاديث مفسرة لها قال باب في قوله تعالى وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة هذا امر امر الله سبحانه وتعالى به بني اسرائيل ويشتمل على شيئين احدهما فعل والثاني قول الفعل ان يقولوا حطة والمعنى حط عنا خطايانا وذنوبنا السؤال او مسألة لله عز وجل فيها طلب حط الذنوب قولوا حطة هذا امر قولي والفعلي قال وادخلوا الباب سجدا اي ادخلوا على هيئة الساجد المتذلل الخاضع لله عز وجل فاجمعوا بين الذل في الهيئة والرغبة في فالمسألة فبدل هؤلاء القول والفعل جاء هذا الحديث حديث ابي هريرة مفسرا الاية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم ادخلوا الباب سجدا اي على هيئة الساجد المتذلل الخاضع لله قولوا حطة سلوا الله عز وجل ان يحط عنكم الذنوب والاوزار. قولوا حطة اي حط عنا اوزارنا ذنوبنا فاذا فعلتم هذا فاذا فعلتم ماذا دخلتم على هذه الهيئة المتذللة وسألتم الله عز وجل هذا السؤال غفر الله لكم خطاياكم فماذا صنع هؤلاء قال فبدلوا فبدلوا بدلوا الفعل وبدلوا القول بدلوا الفعل قال فدخلوا الباب يزحفون على اسفاههم اي على كل واحد على مقعدته يزحف زحفا آآ والامر الاخر يتعلق بالقول ما قالوا حطة وانما قالوا حبة في شعرة ببعض الروايات قالوا حنطة زاد النون زادوا اه نونا بدلا يقولوا حطة زادوا فيها هنا فاصبحت حنطة نوع من الحبوب فبدلوا القول وبدلوا الفعل بدلوهما معا فانزل الله سبحانه وتعالى عليهم عقوبته قال فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون قال رحمه الله باب في قوله تعالى وليس البر عن ابي اسحاق رحمه الله انه قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول كانت الانصار اذا حجوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت الا من ظهورها قال وجاء رجل من الانصار ودخل من بابه فقيل له في ذلك فنزلت هذه الاية ليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها قال باب في قوله تعالى وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها هذه الاية تتعلق صنيع كان يفعل تعبدا لله عز وجل وتقربا الى الله سبحانه وتعالى. وهو تقرب الى الله بما بمشقة على النفس وبما لم يشرعه الله تقرب الى الله بمشقة على النفس وبما لم يشرعه الله فهم كانوا يفعلونه برا يفعلونه برا وتعبدا ويظنون ان هذا من اعمال البر المقبولة عند الله المرضية عنده ويلحقون بانفسهم مشقة ويلحقون بها عنة هو امر لم يشرعه الله وهذا الصنيع يتعلق بالحج ولهذا الاية جاءت في في هذا السياق يسألونك عن الالهة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها هذا الحديث يفسر الاية حديث ابي اسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول كانت الانصار اذا حجوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت الا من ظهورها اذا رجع الواحد منهم الى بيته ما بعد الحج لا يرى مناسبة الدخول بعد الحج من باب البيت فيذهب لبيته من الوراء وآآ الوراء وراء البيت ليس فيه باب وليس فيه مدخل المدخل في وجه البيت ووراء البيت ليس فيه باب وليس هناك مدخل. فيذهب من وراءه ويتسور ويدخل البيت من الخلف ويفعلون ذلك تعبدا وديانة يفعلونه تعبدا وديانة وصنيعا يظنونه من اعمال البر فجاءت في الاية منكرة ذلك وليس البر وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها قال كانت الانصار اذا حجوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت الا من ظهورهم. قال فجاء رجل من الانصار فدخل من بابه فقيل له في ذلك يعني انكروا عليه لان هذا خلاف الذي يا يصنعونه ويعتادوه ويفعلونه فنزلت هذه الاية وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها البر حقيقته لزوم تقوى الله عز وجل فعلا لما امر وانتهاء عما نهى عنه وزجر. هذا هذي حقيقة البر ولهذا قال في تمام الاية ولكن البر من اتقى ولكن البر من اتقى فحقيقة البر لزوم تقوى الله عز وجل بفعل ما امر الله سبحانه وتعالى به وترك ما نهى الله عنه ونفوذ هذه الاية رد البدع وانه لا يتعبد الله سبحانه وتعالى بالبدع واهواء النفوس وكذلك العادات لا يتعبد الله بشيء من ذلك وانما يتعبد الله بما شرع بما امر عبادة لان العبادة توقيفية لا يفعل شيء منها الا باذن من الشارع وامر ووحي منزل من الله سبحانه وتعالى فالله يعبد بما شرع لا بالاهواء و البدع نعم قال رحمه الله باب في قوله تعالى ربي ارني كيف تحيي الموتى قال فيه حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقد تقدم في كتاب الفضائل قال باب في قول الله تعالى ربي ارني كيف تحيي الموتى لهذا هذه الاية تتعلق بخليل الله ابراهيم عليه السلام واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عز حكيم. فما تفسير هذا الطلب ما ما تفسير قول خليل الرحمن ربي ارني كيف تحيي الموتى ربي ارني كيف تحيي الموتى ما الذي كان ياه يطلبه ابراهيم الخليل عليه عليه الصلاة والسلام ولماذا كان هذا الطلب قد يرد هي ذهن احد هل كان على شك في في هذا الامر ان الله سبحانه وتعالى يحيي الموتى فطلب من الله قال ربي ارني كيف تحيي الموتى فجاء الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام مفسرا للاية ومبينا لمعناها ومزيلا لما قد يأتي في الذهن او في ذهن بعض الناس من معنى غير صحيح او غير مراد ولا مقصود بالاية والحديث تقدم في كتاب الفضائل في كتاب ذكر الانبياء وفضلهم اه بنفس الترجمة قول ابراهيم الخليل ربي ارني كيف تحب الموتى واورد حديث ابي هريرة المفسر للاية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن احق بالشك من ابراهيم اذ قال ربي ارني كيف تحيي الموتى قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي هذا الحديث مفسر للاية وموضح معناها آآ ومقصود الحديث واضح مقصود الحديث واظح مقصود الحديث نفي الشك عن ابراهيم ان ابراهيم عليه السلام عندما قال هذه المقولة او او سأل الله هذا السؤال لم يسأله عن شك بدليل ان السياق السياق نفسه سياق الاية نفسه قال الله له اولم تؤمن قال بلى فلم يكن لم يكن شاكا هذا الحديث جاء ينفي ان يكون ابراهيم شاكا يؤكد هذا المعنى الذي يدل عليه سياق الاية ان ابراهيم ما كان عليه السلام شاكا مقصود الحديث نفي الشك عن ابراهيم ما مراد النبي عليه الصلاة والسلام بقوله نحن احق بالشك من ابراهيم المعنى في قوله نحن احق بالشق بن ابراهيم اي لو شك خليل الله ولم يشك لو شك خليل الله ابراهيم عليه السلام لكنا احق بالشك منه ولكننا لم نشك ولكننا نحن لم نشك فابراهيم اولى بعدم الشك فابراهيم اولى بعدم الشك اصل الاية نفي الشك اذا ما الذي طلبه ابراهيم عليه السلام والشك منفي والاية دلت على اه نفي الشك وجاء الحديث ايضا مقررا نفي اه الشك عن إبراهيم الخليل عليه السلام فما الذي طلبه ابراهيم ابراهيم عليه السلام كما واضح من سياق الاية كان على يقين ليس عنده شك لان نفي الشك نفي الشك يدل على ثبوت ظده وهو اليقين فابراهيم الخليل عليه السلام كان على يقين لم يكن عنده شك لما قال ارني كيف تحيي الموتى لم يكن عنده شك لكن كما هو معلوم اليقين مراتب من مراتب اليقين علم اليقين وابراهيم كان على هذه المرتبة مرتبة علم اليقين يعني يعلم علما يقينيا لا شك فيه ولا ريب ان الله سبحانه وتعالى يحيي الموتى لكنه اراد الارتقاء الى مرتبة في اليقين نفسه اعلى من هذه المرتبة وهي عين اليقين وهي عين اليقين يعني يرى بعينه فهذه الرؤية بالعين هي رتبة في اليقين اعلى ولهذا اخذ من اه الاية اهل العلم ان الايمان يزيد واليقين يزيد ولزيادته اسباب فابراهيم طلب زيادة زيادة اليقين والارتقاء من علم اليقين الى عين الى عين اليقين فمعنى قوله آآ ارني كيف تحيي الموتى قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قالوا ازدد ايمانا يطمئن قلبي ازدد ايمانا يعني ايمانا على الايمان ويقينا على اليقين ورتبة اعلى في اه في اليقين نعم قال رحمه الله باب في قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال لما لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ويغفر لك ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. والله على كل شيء قدير. قال فاشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا اي رسول الله كلفنا من الاعمال ما ضيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. قالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما اخترعها القوم ذلت بها السنتهم فانزل الله في اثرها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل من امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا اواليك المصير فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فانزل الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما وعليها مكتسبات. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال نعم. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته الذين من قبلنا؟ قال نعم. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال نعم فاعف عن واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. قال نعم قال باب في قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير وايضا الايتين بعدها وهذه خواتيم سورة البقرة وقد تقدم معنا في كتاب فضائل القرآن حديث في فضل خواتيم سورة البقرة منها الحديث الاول في كتاب فضائل القرآن حديث ابن عباس عندما كان جبريل قاعدا عند النبي عليه الصلاة والسلام فسمع نقيظا من فوق صوت فرفع جبريل رأسه وقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل الى الارض لم ينزل قط الا اليوم فسلم وقال ابشر يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام بنورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما الا اعطيته وايضا تقدم حديث ابن مسعود وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ هاتين الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه اي كفتاه من كل شر وضر وسوء وتقدم ايضا الاشارة الى الحديث الذي في مسند الامام احمد حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش من كنز تحت العرش فخواتيم سورة البقرة لها شأن عظيم لها شأن عظيم ولها فضل خاص ويشرع ان يقرأها المسلم كل ليلة كل ليلة يقرأ آآ ما ختمت به سورة البقرة لان في قراءة ما ختمت به سورة البقرة تجديد للايمان امن الرسول بما انزل اليه ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسل هذا كله تجديد للايمان عندما يقرأها المرء متدبرا في معانيها يجدد بذلك ايمانه وايضا فيها دعوات مستجابات فيها دعوات مستجابات اه اه ربنا آآ لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملت على الذين قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا عن قوم كافرين. هذه كلها دعوات مستجابات لانه جاء في حديث ابي هريرة هنا قال الله نعم يعني استجبت وجاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان الله قال فعلت قد فعلت اي اجبتكم فهذه دعوات ينبغي ان يأتي بها المسلم وان يعلم في الوقت نفسه انها دعوات مستجابة الله جل وعلا قال فيها ان فعلت يعني اجبتكم فهي دعوات مستجابة فمن الخير للمسلم الا يفوت على نفسه هذه الدعوات المستجبات كل ليلة كما وجه وارشد الى ذلك النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ان نقرأها كل ليلة. فكل ليلة نجدد الايمان بالاية الاولى وندعو بهذه الدعوات المستجابات التي في الاية الثانية وهذه الترجمة تتعلق بخواتيم سورة البقرة اه وتحديدا بالثلاث الايات التي ختمت بها السورة بدءا من قوله وان تبدوا لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله هنا في اه دلالة الاية ان الله عز وجل سيحاسب العباد على ما حدثت به انفسها حديث الذي يدور في النفس ومعلوم ان ان كثير من الاحاديث التي تكون في النفس تهجم على النفس فجأة وتدخل بدون استئذان وفجأة يجد الانسان في نفسه اشياء بعظها لا تليق بالعقيدة الصحيحة وبعضها لا تليق بالسلوك الصحيح حتى ان الصحابة قالوا في حديث اخر للنبي صلى الله عليه وسلم ان احدنا ليجد في نفسه ماء يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم به فهذه اشياء تدخل على النفس والنفس تكرهها وتمجها ولا تريدها ففي هذه الاية ان حديث النفس يحاسب الله عليه العباد تبدو ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله لما نزلت هذه الاية شق امرها على الصحابة واشتد الامر عليهم وكل ما نزلت اية مهيئون للعمل بما نزلت به ومقبلون بهمة ونشاط ورغبة لما نزلت هذه الاية اشتد الامر عليهم وجاؤوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشتد عليهم ذلك قال فاشتد كما في حديث ابي هريرة هنا لما نزلت الاية قال اشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب وقالوا يا اي رسول الله كلفنا من الاعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة اعمال نطيق ان نعملها جاهدنا انفسنا على القيام بها وفعلها وقد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها قد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها هم يتحدثون عن ماذا عن المحاسبة على حديث النفس ولا نطيق لان حديث النفس شي يهجم على النفس يعتمل فيها تتحرك النفس ببعض الاشياء والعبد كاره لها ومبغض في الاية قال ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله شق الامر على الصحابة مشقة عظيمة جدا قالوا وهذا لا نطيق لا نطيقه قال الرسول عليه الصلاة والسلام اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا ينزل الامر من الله ويقول قائل سمعنا وعصينا هل تريدون ان تكونوا مثل اهل اهل الكتاب مثل ما قال الله سبحانه وتعالى اه من اهل الكتاب اه في سورة النساء قال يحرفون الكلمة عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لين بالسنتهم وطعنا في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا فقول آآ قول هؤلاء كما اخبر الله عنهم سمعنا وعصينا سمعنا وعصينا فهل تريدون ان تكونوا مثلهم قالوا سمعنا اي الخطاب وعصينا الامتثال مضمونه وما دل عليه فلما اقترأها القوم لما اقترأها القوم اقترأها القوم رددوا الاية لله ما في السماوات وما في الارض. وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله اقترعوها ورددوها مؤمنين فلما اقترأها القوم ذلت بها السنتهم امر يجدون فيه مشقة لكن ذلت السنتهم وقرأوا الاية ورددوها مؤمنين بما دلت عليه ولم يقولوا كما قال من قبلهم سمعنا وعصينا فانزل الله على اثرها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون هذا ثناء عليهم ثناء عظيم على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا المقام العظيم الذي يدل على صدق ايمانهم وتصديقهم وانقيادهم وامتثالهم رظي الله عنهم وارضاهم امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فجمعوا بين صحة العقيدة وحسن العمل صحة العقيدة كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وصحة وحسن العمل في في قولهم سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا والعبد السامع المطيع ما يخلو من تقصير. مهما جاهد نفسه على كمال العمل ما يخلو من تقصير ولهذا جاء بعده طلب ايش المغفرة غفرانك غفرانك ربنا واليك المصير اي المرجع وهذا فيه الايمان باليوم الاخر فلما فعلوا ذلك نسخها الله سبحانه وتعالى فانزل لا يكلف الله نفسا الا وسعها فقوله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها جاءت ناسخة للا لما تضمنته الاية التي قبلها من المؤاخذة على حديث النفس الاية الاولى فيها المؤاخذة على حديث النفس فجاءت هذه ناسخة لا لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي طاقتها وفي حدود ما تستطيع وتقدر عليه دون كبير مشقة او حرج جاءت هذه ناسخة لتلك ثم جاء عقبها هذه الدعوات العظيمة المستجابة ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. هذه كلها دعوات عظيمات مباركات مستجابات نعم قال رحمه الله سورة ال عمران باب في قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات عن عائشة رضي الله عنها انها قالت تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا اه والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله عز وجل فاحذروهم الذين واولئك الذين الذين سموه. سمى الله لسماهم. سمى الله. هم. قال باب في قوله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات. هذه الترجمة في هذه الاية والاية جاءت في اوائل سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. وما يذكر الا اولوا الالباب فهذه الترجمة معقودة لذكر حديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام مفسر لهذه الاية الكريمة هو حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها قول قول الله جل وعلا هو الذي انزل عليك اي ايها النبي الكتاب اي القرآن الكريم منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات وهذا فيه ان القرآن بعض اياته محكم وبعضه متشابه والمراد بالمحكم اي الواضح البين في دلالة الاية وضوح المراد وبيان المقصود فمن القرآن ايات اه محكمات اي بينات واضحات دلالتها واضحة. معانيها ظاهرة ومنه ايات اخرى متشابهات المقصود بالتشابه في المعنى يعني ليست كالمحكم في ظهور معناها بل فيها في معناها شيء من الخفاء وعدم الظهر فيها تشابه تجد الاية المحكمة لا تحتمل الا معنى واحد واظحة والاية المتشابهة تحتمل معاني فهل هذا هو المراد؟ هل هذا هو المراد؟ او هذا هو المراد فيها تشابه فالقرآن منه ايات محكمات وايات متشابهات اخبر الله عز وجل عن القرآن ان في ايات محكمات وايات متشابهات فما هي طريقة الناس في التعامل مع هذا وهذا فذكر الله عز وجل اهل الزيغ واهل الرسوخ فذكر عن اهل الزيغ الزيغ الانحراف عن الحق انحراف عن الحق والهدى وهو طريق غاية في الخطورة عندما يكون الانسان والعياذ بالله على هذه الصفة ولهذا سبحان الله جاءت الاية التي اه بعد هذه الاية مباشرة فيها دعاء الله عز وجل ان ان ينجي عبده ويسلمه من الزيغ ربنا الاية التي بعدها ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فطريقة اهل الزيغ هي الانحراف عن الحق الذين اه واسربت قلوبهم بالاهواء والباطل والضلالات فطريقة اهل الزير انهم يتبعون المتشابه يتبعون المتشابه من اجل ماذا قال ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ابتغاء الفتنة اي من اجل اثارتها سواء كانت فتنة الشبهات او فتنة الشهوات يثيرون الفتن من خلال هذه الايات المتشابهة في في معناها يتبعون المتشابه قاصدين بذلك الفتنة واثارة الفتنة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ظمير عائد عالمتشابه وابتغاء تأويله اي على حسب ماذا اهوائهم وما وما تميل اليه نفوسهم يأتون الى المتشابه و يلونه عنا معناه بحيث يجعلونه دالا على ما يريدون ولهذا طريقة هؤلاء تعامل مع ايات القرآن ان الواحد منهم يعتقد اولا ثم يأتي للقرآن يبحث دليل عما يعتقد يعتقد اولا ثم يستدل العقيدة اخذها قبل ان يقرأ القرآن ويهتدي بهداياته. يعتقد اولا ثم ينظر في القرآن ويحاول ان يبحث طويلة اي على ما يريد على عقيدته على شهوته على ما تميل نفسه آآ اليه هذه الطريقة وصفها الله سبحانه وتعالى بان طريقة الزائغين اهل الزيغ والزر هو الانحراف عن الحق الانحراف عن الحق طريقة الثانية طريقة الراسخين في العلم الذين يعلمون ان هذا وهذا كله من عند الله المحكم والمتشابه لكن الله عز وجل وصف الايات المحكمات بانها ماذا ام الكتاب قال هن ام الكتاب. وصف الايات المحكمات بانها ام الكتاب ام الكتاب يعني العمدة واليها المرد ويرجع اليها في في فهم النصوص طريقة الزائغين لا يلتفتون الى المحكمات ويذهب مباشرة الى المتشابه ومن خلاله يحاول ان يقرر ما يريد هو او ما يعتقد هو او ما تميل اليه نفسه المحكم لا يلتفت اليه اصلا والله جل وعلا وصف المحكم بانه هو الام هو الاصل فكيف يهملونه تماما ويذهبون مباشرة الى المتشابه ويحاولون من خلاله آآ تقرير ما يريدون ومعنى قولها ايات محكمات هن ام الكتاب اي هن الاصل هن المرجع وطريقة الراسخين في العلم انهم يردون المتشابه الى المحكم تردون المتشابه الى المحكم فاذا ردوا المتشابه من اي القرآن الى المحكم زال التشابه الذي فيه واستبان واتضح ولم يصبح فيه آآ فيه فيه اشتباه واصبح المعنى واضح قال والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا هذا من عند الله وهذا من عند الله والله وصف المحكم بانه هو الاصل فيردون ما تشابه عليهم من اي القرآن الى المحكم فيزول اه الاشتباه والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب قوله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم قرأت بالوصل وبالوقف والسبب ان التأويل في النصوص في القرآن تارة يراد به التفسير تفسير المعنى وتارة يراد به الكن هو الحقيقة على على المعنى الاول الذي هو تفسير فيصوغ الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. اي يعلمون تأويله اي تفسيره ولهذا يؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله الذين يعلمون تأويله اما الحقيقة فهذه لا يعلمها الا الله فيوقف على آآ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يتذكر الا اولي الالباب هنا اه في حديث عائشة رضي الله عنها ذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية ثم قال عقب تلاوته لها قال عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سماهم الله عز وجل فاحذروهم سماهم الله لماذا الزير الذين في قلوبهم زي عظماء سماهم الله اي وصفهم ونعتهم الله بهذه الصفة وهذا النعت انهم زائغون اهل زين وطريقتهم ايضا عرفنا الله بها انهم يتبعون المتشابه المحكم يتركونه ويتبعون المتشابه اه وهم يريدون من خلال اتباع المتشابه اه اه آآ اه اثارة الفتنة ابتغاء الفتنة وتأويل هذا المتشابه على ما يريدون من عقيدة او عمل او طريقة او او الى اخره فالنبي عليه الصلاة والسلام حذر من هذا الصنف من الناس وانه صنف موجود فحذر منه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سماهم الله اي وصفهم الله بالزائغين فاحذروه احذروهم اي احذروا من سماع ما يقولون احذروا من هذا الباطل الذي هم عليه احذروا من عبثهم هذا عبث في في النصوص احذروا من عبثهم احذروا من تأويلاتهم الباطلة احذروا من اتباعهم المتشابه احذروا من اثارتهم للفتنة قال فاحذروهم فجاء هذا الحديث آآ في هذا المعنى المتعلق بالاية وهو التنبيه النبي صلى الله عليه وسلم على خطورة هؤلاء على الناس وان الواجب على المؤمنين ان يكونوا في غاية الحذر من الذين اه في قلوبهم زيغ الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء فتنة وابتغاء تأويله. وكما ان المسلم اذ ينبغي عليه ان يحذر من هؤلاء كما وجه الى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فانه ينبغي عليه ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى دائما كما تدل على ذلك الاية التي تلي هذه الاية بان يعيدهم من هذا الطريق وان يقيه منه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وبهذه الاية الكريمة والدعوة المباركة نختم هذا المجلس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم