الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في كتابه مختصر صحيح مسلم سورة المائدة باب في قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم عن طارق بن شهاب قال جاء رجل من اليهود الى عمر رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين اية في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر يهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا اه قال واي اية؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فقال عمر رضي الله عنه اني لاعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات في يوم جمعة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال رحمه الله تعالى باب في قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم هذه الاية العظيمة من سورة المائدة جاءت مشتملة على بيان كمال هذا الدين حيث ان دين الله عز وجل كانت تتنزل احكامه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حكما تلو حكم امرا تلو امر نهيا تلو نهي الى ان كمل تنزل شيئا فشيئا الى انكمل ولهذا بعد ان نزلت هذه الاية على نبينا عليه الصلاة والسلام لم ينزل بعدها عليه احكام اوامر ونواهيه الى ان توفي عليه الصلاة والسلام لان الاية جاءت معلنة كمال هذا الدين اليوم اكملت لكم دينكم اليوم اي اليوم الذي نزلت فيه هذه الاية على النبي عليه الصلاة والسلام وقد نزلت على نبينا عليه الصلاة والسلام في اعظم الايام شأنا وفي خير يوم طلعت عليه الشمس كعشية عرفة وهو واقف عليه الصلاة والسلام بعرفة وكان ذلك ايضا يوم جمعة كان ذلك يوم جمعة هذه الاية اية عظيمة جدا عظيمة جدا فيها بيان كمال الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اكملت لكم دينكم هذي قاعدة عظيمة بيان شأن هذا الدين وانه دين كامل والدين الكامل لا يحتاج ان ليزاد فيه بل الزيادة في الكامل نقص وانما العبد بحاجة الى الاخذ من هذا الدين والتلقي له بالقبول والاقبال على شرائعه احكامه ومجاهدة النفس على ذلك اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي هذا فيه الارتباط بين الدين والنعمة كمال الدين وتمام النعمة فان بكمال الدين تتم على العباد النعمة وهذا يستفاد منه ان العبد نفسه كلما كان اكمل في تحقيق هذا الدين ومطالبه واحكامه وشرائعه كان ذاك اتم نعمة الله سبحانه وتعالى عليه وان نعمة الدين هي اعظم النعم وعطية الدين هي اجل العطايا واشرفها واعلاها اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا رضيت لكم الاسلام دينا فلا يقبل سواه ومن عبد الله سبحانه وتعالى بغيره لم يقبله منه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه قال عن طارق بن ابن شهاب قال جاء رجل من اليهود الى عمر رضي الله عنه اي وقت خلافة عمر رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين اية في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر يهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال واي اية؟ قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا تأملوا تأمل هنا اه رجل من اليهود رجل يهودي غير مسلم يقول لعمر رضي الله عنه اية نزلت في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر يهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا هذا يفيد ان هؤلاء يدركون عظم شأن هذه الاية وعظم منة الله على امة الاسلام باكمال الدين واتمام النعمة وان هذا شيء عظيم جدا ينبغي على المسلم اه عندما يقرأ هذه الاية الكريمة اليوم اكملت لكم دينكم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ان يستشعر هذا المعنى العظيم الذي دلت عليه هؤلاء هم غير مسلمين استشعروا المعنى العظيم الذي دلت عليه واخبروا لو كانت نزلت عليهم لاتخذوا ذلك اليوم عيدا تعبيرا عن فرحهم بهذا هذا الذي اشتملت عليه الاية و المسلم عندما يقرأ هذه الاية ينبغي ان يستشعر نعمة الله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فهذا اعظم ما يكون اكمال الدين واتمام النعمة يفرح بهذا ويحمد الله ان ان جعله من اهل هذا الدين الكامل الذي رضي الله لعباده ويجاهد نفسه على تكميل هذا تكميل هذه الاعمال والعبادات وايضا يجاهد نفسه على الحذر من البدع والاهواء والضلالات التي ما انزل الله بها من سلطان ولهذا انتزع الامام مالك رحمه الله من هذه الاية رد البدع التي يستحسنها بعض الناس ولهذا قال في الكلمة المشهورة عنه رحمه الله قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم فلن يكون اليوم دينا ولن يكون دينا الى ان تقوم الساعة ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها اولها صلحت حال بالاتباع والاهتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام قال فقال عمر رضي الله عنه اني لا اعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزل فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات هذا المكان في يوم جمعة هذا اليوم الذي نزلت فيه. قال اعلى مليون الذي نزلت فيه اي يوم جمعة والمكان الذي نزلت فيه بعرفات وهو قائم عليه الصلاة والسلام بعرفات بعد هذه الاية اه لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم احكام اوامر ونواهي لان الدين آآ لان دين الله سبحانه وتعالى كمل الحاصل ان هذه الاية عظيمة الشأن فيها بيان كمال الدين وتمام النعمة من الله على امة الاسلام امة محمد عليه الصلاة والسلام فعلى المؤمن وهو يقرأ هذه الاية ان يستشعر نعمة الله عليه بكمال هذا الدين بان جعله من اهل هذا الدين الكامل ويجاهد نفسه على القيام باعمال هذا الدين العظيمة التي كلما ازداد منها ازداد قربا من الله وفوزا برضاه عز وجل قال رحمه الله باب في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لا يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون انما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم هذه الاية في هذه الترجمة باب في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم معتدون هذه جاءت في سورة الانعام في سياق محاجة ابراهيم عليه السلام لقومه ومناظرته لقومه حسن محاجته لهم وعظيم بيانه وهم يحاجونه في الله الذي هداه الى صراطه المستقيم ودينه الحنيف القوين ويهددونه اصنامهم ويخوفونه بها ولا يخافون الله رب العالمين باتخاذهم الانداد مع الله سبحانه وتعالى ففي هذا السياق قال فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون اي الفريق احق بالامن من الاولى بالامن؟ الموحد المقبل على الله اخلاصا وتوحيدا وافرادا لله بالعبادة وصدقا في اللجوء الى الله والتذلل بين يدي الله ورجاء ما عند الله او الذي شتت نفسه وفرق قلبه بالتعلق او ثان لا تغني شيئا ولا تملك لنفسها اه عطاء ولا منعا فضلا من ان تملك شيئا من ذلك لغيرها ولا تستطيع نصرا ولا دفعا لا تملك شيئا ولا تغني شيئا ولا ولا تجزي شيئا فاي الفريقين احق بالامن فجاء جاءت هذه الاية الكريمة في هذا السياق مبينة من هم اهل الامن والاهتداء في الدارين قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فجاءت هذه الاية الكريمة مبينة عظم شأن التوحيد وان اهل التوحيد هم اهل الامن وهم اهل الاهتداء بالدنيا والاخرة اورد هذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليهم الامر لما نزلت هذه الاية لان الاية فيها حكم وفيها ثواب يا حكم وفيها ثواب و الحكم ونيل الثواب مقيد بقيد من لم يلبسوا ايمانهم بظلم بهذا القيد يكون الثواب فلما نزلت هذه الاية شق الامر على اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا اينا لا يظلم نفسه اينا لا يظلم نفسه لان ظلم النفس كل انسان عرضة له مثل ما قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم قطاع كل انسان عضلة في الحديث قال لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يستغفرون الله فيغفر لهم فاين لم يظلم نفسه فلما نزلت الان شق عليهم الامر وفهموا ان المراد بالظلم في الاية ظلم النفس فهموا ان المراد ظلم النفس فقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون ليس هو كما تظنون سبحان الله هؤلاء يعني الذين ظنوا هذا الظن فهموا هذا الفهم صحابة خير الامة فقها وعلما ودراية وفهموا من الاية امر وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بان الخلاف الذي يظن ليس للذي يظنون فمن فوائد هذه الاية العظيمة وهذا السياق العظيم او هذا الامر الذي حصل للصحابة اهمية الرجوع في تفسير القرآن الى السنة والاحاديث المفسرة مثل هذه الابواب التي بين ايدينا هذه عظيمة النفع في تفسير السنة التفسير القرآن بالسنة باحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فظنوا او فهموا من الاية فهما ولحقهم مشقة بسبب الفهم الذي هم فهموه من الاية ثم بين لهم ان معنى الاية ليس هذا الذي كانوا يظنونه معنى للاية اذا ما هو معناها؟ قال انما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلما عظيما وهذا فيه ان الظلم له اطلاقات في القرآن له اطلاقات في القرآن وكل اطلاق منها له حكم يخصه هناك الظلم الذي هو الشرك وهو اظلم الظلم وهناك ظلم للاخرين وهناك ظلم للنفس فيما دون الشرك مثل ما جاء في الحديث الذي يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام ان دواوين الظلم ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به اما الديوان الذي لا يغفره الله فهو الشرك واما الديوان الذي لا يتركه الله وهو ظلم العباد بعضهم لبعض حتى يقتص للظالم الا المظلوم من ظالمه واما الديوان الذي لا يعبأ الله به فهو ظلم العبد نفسه فيما دون الشرك بالله فاذا اطلق اطلق الظلم في القرآن ينبغي ان ينظر في السياق ينظر في السياق ليفهم هل المراد به ظلم الشرك الذي لا يغفر مثل هو الكافرون هم الظالمون لان المراد ظلم الشرك هذا الذنب الذي لا يغفر او المراد ظلم العباد وهذا فيه القصاص للمظلوم من الظالم او المرات ظلم النفس وفيه قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء هي اه سورة سورة فاطر لما ذكر ورثة القرآن اصفياء الله الذين ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. قال ايش فمنهم ظالم لنفسه لما تكمل السياق نفسه بعد ان ذكر هؤلاء قال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للضالين للظالمين من نصير. هل الظالمين هنا هم الظالمون في قوله فمنهم ظالم لنفسه هذا هؤلاءك شملهم قوله الاولون شملهم قول الجنات عدن يدخلونها الاولون داخلون في قوله لانه اسمع يقول فمنهم ضال من نفسي ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفظل الكبير جنات عدن يد قولونا هاي الاقسام الثلاثة الظالم نفسه بالسابق بالخيرات والمقتصد. هؤلاء كلهم يدخلونها لكن المقتصد والسابق من الخيرات دخولهم للجنة دخولا اوليا بدون حساب والظالم نفسه قد قد يعرظ له حساب وعذاب على قدر ذنبه لكن مآله الى الجنة ثم ذكر قسم الاخر الذي هو اهل الظلم الذي هو الكفر هؤلاء لا مطمع لهم في في مغفرة الله سبحانه وتعالى اذا هذه الاية الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لم يلبسوا ايمانهم بظلم اي بشرك هذا المراد بالظلم هنا ليس على ما ظن الصحابة او فهم الصحابة رظي الله عنهم ليس هو كما تظنون هكذا قال لهم عليه الصلاة والسلام وفسر لهم الظلم اه الاية الكريمة في سورة اللقمان الحكيم هنا لطيفة سبحان الله انتبهت لها الان في هذا الحديث الحديث جمع بتفسير القرآن بتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بالقرآن لان النبي عليه الصلاة والسلام فسر هذه الاية التي شق امرها على الصحابة باية اخرى من القرآن ففيه تفسير القرآن بالقرآن وفي تفسير القرآن بالسنة لان هذا حديث مفسر لهذه لهذه الاية الكريمة قال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. يلبسوا اي يخلطوا لم يلبسوا ايمانهم اي توحيدهم لله واخلاصهم الدين له بظلم اي بالشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون هذا فيه ثواب تحقيق التوحيد وهذه الاية من اعظم الايات المبينة لثواب تحقيق التوحيد وما اعد الله سبحانه وتعالى لاهله من من من عظيم الثواب وجميل المئاب اولئك لهم الامن وهم مهتدون لهم امن في الدنيا والاخرة ولهم الاهتداء الاهتداء في الدنيا الى كل خير وفي الاخرة الى الجنة رضوان الله والفوز بعالي الرتب ورفيع الدرجات قال رحمه الله باب في قوله تعالى لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث اذا خرجنا لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارض عن ابي عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما اتدرون اين تذهب هذه الشمس؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال ان هذه تجري حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدا فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي الى مستقرها ذلك تحت العرش فيقال لها ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك تحت العرش فتصبح طالعة من مغربها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا قال باب في قوله تعالى لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ما المراد هذا الموطن من من هذه الاية المراد بقوله لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل وقبلها قال جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا اما ما المراد بقوله سبحانه يوم يأتي بعض ايات ربه لا ينفع نفسا ايمانها ما هي هذه الايات التي اذا اتت لا ينفع الايمان لا ينفع الايمان. ما هي هذه الايات التي اذا اتت لا ينفع الايمان لا يكون الايمان نافعا اه هناك قاعدة في باب الايمان اه مهمة جدا وهي ان الايمان النافع هو ايمان الغيب مثل ما قال الله في وصف المؤمنين في اول سورة البقرة هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب فالايمان النافع هو ايمان الغيب وهو المحك في صدق الايمان اما ايمان المشاهدة فلا ينفع ايمان المشاهدة مثل ايش يعني مثلا الذي يعاين الموت الذي يعاين الموت ويشاهد يشاهد مجيء الملائكة لنزع روحه او وهو روحه تنزع فيعلن الايمان في تلك اللحظة هذا ايمان مشاهدة فلا يكون نافعا لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا في موطن اخر من القرآن قال قال الله عز وجل وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان هذا ما ينفع آآ يقول عليه الصلاة والسلام تقبل توبة احدكم ما لم يغرغر ما ينفع الموت آآ التوبة في في الغرغرة ووقت نزعر الروح فالايمان النافع هو ايمان الغيب اما الايمان المشاهدة مشاهدة مشاهدة الايات او عند قبض الروح او نزول العذاب المهلك نزول العذاب المهلك مثل فرعون لما ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الان انا الان وقد عصيت قبله وكنت من المفسدين ما ينفع فاذا قولها يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل يعني قبل مجيء الايات لان مجيء الايات يكون الايمان آآ حين اذ امام مشاهدة فلا ينفع مثل الايمان الذي يحصل عند النزع هذا امام مشاهدة لا ينفع مثل الايمان الذي يحصل عند حصول العقوبة المهلكة لا ينفع الايمان النافع هو ايمان الغيب او هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب اه تحت هذه الترجمة ساق حديثين حديث ابي هريرة وحديث ابي ذر كل من الحديثين في توضيح للمراد بالايات التي ان اه جاءت لا ينفع حينئذ الايمان. ما هي هذه الايات حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارض هذه الثلاث المذكورات كلها من اشراط الساعة الكبار العظام التي تكون بين يدي الساعة مؤذنة بدنو قيامها وقرب اه قيامها فاخبر عليه الصلاة والسلام ان هذه الثلاث اه طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارظ ايا منها خرجت وحصل ايمان بعد خروجها لا ينفع اي اي من هذه الايات بل جاء في حديث اه ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الشمس اذا طلعت من مغربها ورآها الناس وهي تطلع من مغربها امنوا اجمعون لكن لا ينفع تغير واختلال في الكون مدهش ومذهل واذا عاينه الناس كلهم يعلنون الايمان لكن الايمان في ذاك الوقت لا ينفع لانه ايمان مشاهدة لاية عظيمة مؤذنة بانتهاء هذه الدنيا ان هذا التغير المذهل في الكون مؤذن بخراب الدنيا وقرب انتهائها وزوالها وانقظائها فاذا رأى الناس تلك الاية امنوا اجمعون فلا ينفعهم الايمان واكتئب ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمان اخيها. طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارظ فصار هذا الحديث مفسرا للاية لو قال قائل الله جل وعلا يقول يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ما المراد بهذا يقال فسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ثلاثا اذا خرج لا لا ينفع نفسا ايمانها اذا قوله ثلاث اذا خرجن هو تفسير لقوله يوم يأتي بعظ ايات ربي ما هو هذا هذا هذا الحديث جاء مفسرا قال طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارض والدجال ودابة الارظ نعم والحديث الثاني حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما اتدرون اين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله اعلم قال ان هذه تجري حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش الله عز وجل ذكر في القرآن ذلك بسورة ياسين قال لمستر ارض الشمس تجري لمستقر لها. ذلك تقدير العزيز العليم والشمس تجري لمستقر لها المستقر المستقر الذي تجري الشمس له كل يوم تجري لمستقر لها المستقر هو موطن الله اعلم اه مكانه تحديدا في اه جريان الشمس لكنه موطن ومستقر للشمس تجري له اذا بلغت ذلك الموطن تخر ساجدة الشمس تخر ساجدة لله فنؤمن بذلك ونوقن ان الشمس في في في في كل يوم في جريانها تصل الى مستقر الى موطن وتخر في ذلك الموطن ساجدة لله وتستأذن في كمال سيرها وجريانها فنؤمن بذلك اه كيف كيف هذا السجود؟ الله اعلم. لكنه سجود. سجود حقيقي اذا كانت الشمس تسجد فالكائنات كلها الكائنات كلها مثل ما قال الله في سورة الحج الم الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدوام دي كلها تسجد كلها تسجد الشجر يسجد والجبال تسجد والانهار تسجد والاشجار تسجد ومن في السماوات ومن في الارض بدأت الاية بتعميم ثم فصل في بعض التخصيصات هذه كلها الكون كله يسجد لله سبحان الله قال في تمام الاية ها وكثير من الناس معناه هناك ناس خارجين عن خارجين عنا الكون كله. صحيح. اشجاره ودوابه وسمائه وارضه وشمسه خارجين عن الكون كله ليسوا ليسوا ليسوا شذاذ في الناس فقط بل شذاذ في الكون كله شذوا عن الكون كله باشجاره وشمسه شجره وانهاره حق عليهم الضلالة نسأل الله العافية والسلامة فالشمس تسجد لله حقيقة الله اعلم بكيفية هذا السجود ولها موطن تصله فتسجد وتستأذن في اكمال سيرها وجريانها استأذن فلا تزال كذلك كل يوم هذه حالها حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئتي حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئتي فترجع فتصبح طالئة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيء حتى تنتهي الى مستقرها ذلك تحت العرش فيقال لها ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك المرتين الاولين تصبح طالعة هذا اه بيان للذي يحصل كل يوم مش هذي مش هاتين المرتين للذي يحصل كل يوم انها تستأذن ويؤذن لها تستكمل مسيرها كما كما هي اه طلوعا من المشرق هروبا في المغرب لكنها يأتي عليها يوم هذا في اخر الزمان تستأذن اذا بلغت ذلك المستقر الذي هو تحت عرش الرحمن يقال لها ارتفعي اي من السجود وهذا تأكيد انه سجود حقيقي تسجد الشمس ويقال لها اصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة مغلبة يفاجئ الناس ذلك اليوم واذا بالشمس يتحرون كما هي العادة كل يوم ان تطلع عليهم من ان مشرق واذا بها تطلع من المغرب عكس الدوران والمسير الذي كانت عليه فتصبح طالعة مغربها فقال الرسول عليه الصلاة والسلام متى ذاكم هذا السؤال تشويق للامر وبيان ودعوة الانتباه اتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل وكسبت في ايمانها خيرا هذا الحديث حديث ابي ذر مطابق لحديث اه ابي هريرة الذي قبله وان من تفسير الاية من تفسير الاية ان يوم يأتي بعض ايات ربك من ذلكم طلوع الشمس وهذا المعنى ايضا جاء مصرحا به في حديث اخر ان الشمس عن نبينا عليه الصلاة والسلام اذا طلعت امن الناس كلهم جميعا ولكن الايمان في ذلك الوقت او في ذلك اليوم لا ينفع لا ينفع لانه ايمان مشاهدة والنافع انما هو ايمان الغيب نعم قال رحمه الله باب في قوله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عروة وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافا تجعله على فرجها وتقول اليوم يبدو بعضه او كله فما بدا منه فلا احله. فنزلت هذه الاية خذوا زينتكم عند كل مسجد قال باب في قوله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد خذوا زينتكم عند كل مسجد الاية جات مبدوءة بنداء لبني ادم يا بني ادم يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وهذا النداء ببني ادم سبقه في السورة نفسها ايضا ندائين لبني ادم فهي ثلاث نداءات جاءت في سورة الاعراف لبني ادم وكل هذه النداءات تتعلق بقضية اللباس كلها تتعلق بقضية اللباس لان اللباس هذه مشكلة ومسألة يعني خطيرة في حياة الانسان وهي موطن آآ عبث للشيطان بالانسان فالاية الاولى فيها المنة الاية الاولى من الايات الثلاث فيها المنة منة الله سبحانه وتعالى على بني ادم بنعمة اللباس وفضل الله سبحانه وتعالى عليهم باللباس يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا هذي منة عظيمة ان يسر سبحانه وتعالى وانعم اه اللباس وزيادة على ذلك التجمل بانواع الالبسة يعني لباسا يواري السوءة وزيادة على المواراة للسوءة التجمل بانواع الالبسة ولهذا سبحان الله تجد في كل بلد من بلدان الدنيا البسة تختص اه باهل ذلك البلد وكل يرى لباسه لاجمل منه ويتزين به ويتجمل اضافة الى كونه يستر السوءة هذه نعمة عظيمة ميز الله بها الانسان وكرمه ولقد كرمنا بني ادم والا جميع الدواب تمشي ليس هناك ما يواري سوءاتها ويستر سوآتها عوراتها كرم الله بني ادم باللباس يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا لكن انتبهوا لباس التقوى ذلك خير فاللباس نوعان لباس هذا الذي يلبسه الناس يسترون به عوراتهم يتجملون به لكن هناك لباس اخر اعظم وهو لباس التقوى وزينة الايمان وحلية الطاعة هذا اعظم واجل شأنا. هذه الاية الاولى الاية الثانية جاءت مشتملة على تحذير بني ادم من الشيطان وان له كيد عظيم جدا في قضية اللباس وهي العمل على نزع اللباس حتى لا يكون ساترا للعورة والشيطان يعمل عملا دؤوبا بهذه القضية وحريص جدا على فتن ادم في لباسه بني ادم في لباسه ولهذا جاءت الاية الثانية قال يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو قبيله من حيث لا ترونهم اه فهذه الاية الثانية فيها التحذير من الشيطان وان الشيطان اه انتبهوا يا بني ادم الشيطان له عمل مستمر دائم في اللباس في قضية اللباس وفتنة الناس فيه ما هي الفتنة؟ نزعة الفتنة هي نزعه وتزيين نزعه للانسان اه ويترتب على طاعة الشيطان في في في ما يفتن به الناس من امر اللباس ونزعه ايقاع في آآ الرذيلة والمحرم ثم جاءت الاية الثالثة بها ايضا مبدؤة بالنداء يا بني ادم لكنها وهي تتعلق باللباس لكنها تتعلق بمقام رفيع جدا وهو مقام الصلاة والمساجد وعبادة الله واذا كان آآ المنة على العباد عظيمة بان الله انزل عليهم لباسا يواري سوءاتهم وريشة ريشة يعني زينة وجمال وتجد الناس في المناسبات واللقاءات المهمة التي بينهم يحرصون على اجمل الثياب وترتيبها وتنظيمها والتهيئة باللباس الجميل لا لا لا فهنا تنبيه للعباد ان اعظم موطن ينبغي العبد ان يحرص عليه بتجمله هو المساجد والصلاة عندما يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد. عند كل مسجد يعني عند كل صلاة خذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل سجود كل صلاة لله عز وجل تزينوا تجملوا لانكم ستقفون بين يدي رب العالمين الذي اعطاكم هذا اللباس واعطاكم هذه الزينة واعطاكم هذه الابدان واعطاكم هذه الصحة فخذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل صلاة عند كل صلاة اه هذا تنبيه عظيم جدا وان مقام الصلاة لله عز وجل مقام ينبغي ان يكون اه فيه العبد على احسن ما يكون زينة وتجمله. يقول ابن كثير رحمه الله عن تفسيره لهذه الاية قال ولهذه الاية ولهذه الاية وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلاة ولا سيما الجمعة ويوم العيد والطيب ايضا يدخل في عموم الاية والطيب قال لانه من الزينة والسواك لانه من تمام ذلك ومن افضل الثياب ومن افضل الثياب البياض من افضل الثياب البياض اورد هنا حديث ابن عباس اه اه رضي الله عنهما قال كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة سبحان الله تطوف بالبيت وهي عريانة نعمة الله قبلة المسلمين تطوف المرأة وهي عريانة ليس عليها اي لباس نعم كان هذا حاصلا والمرأة المسلمة لما تقرأ هذا الحديث والاية التي هي رد على المشركين وابطال للحالة البئيسة التي كانوا عليها تحمد الله الذي سترها بالاسلام واعفها بالاسلام وكمل زينتها وحشمتها بالاسلام والستر والحجاب قال كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة عريانة يعني ليس هناك شيء واري آآ شيء من بدنه حتى العورة المؤلمة وهي على هذه الحال تطوف عند كعبة الله فتقول من يعيرني تطوافا من يعيرني تطوافا. هذا مبني على عقيدة كانت عندهم. ان الثياب التي التي تلبسها ثياب اذنبت فيها فتعتبرها غير صالحة لان تطوف بها تعتبرها غير صالحة ان تطوف بها فماذا تصنع؟ تتجرد منها وتدخل البيت عريانة بدون اي ثياب فهذا كله من عبث الشيطان بالانسان كل من عبث الشيطان بالانسان فتقول من يعيرني تطوافا؟ يعني تسأل الناس من يعطيني تطوافا يعني ثوب اطوف اطوف به ويكون هذا الثوب غير مستعمل لم يستعمله احد ويذنب فيه اطوف به واعيده لصاحبه فاذا ما وجدت تتجرد من ثيابه وتدخل تدخل تجعل فتقول من يعيرهم تطوافا تجعله على فرجها. يعني من يعطيني ولو قطعة صغيرة من القماش فقط تضعه على على فرجها عورتها المغلظة ثم تقول وهي تطوف اليوم يبدو بعضه او كله فما بدا منه فلا احله فما بدا منه فلا احله يعني انها ورعة ها نوارعه انها بعيدة عن وسبحان الله هالوقاحة وهل الخساسة والدناءة نعمة الله بالاسلام والله نعمة عظيمة انقذ الله عز وجل امة الاسلام من جاهلية جهلة وضلالة عمياء وعافاهم آآ من هذا البلاء فنزلت هذه الاية خذوا زينتكم عند كل مسجد خذوا زينتكم عند كل مسجد فيرد على المشركين وفيها دعوة لامة الاسلام على العناية بمقام الصلاة والمساجد وبيوت الله ان يأخذوا لها زينتهم وجمالهم وحليتهم وحسن طهارتهم وجمال رائحتهم. ليكون وقوفهم بين يدي الله عز وجل في حلة جميلة وحالة طيبة ورائحة طيبة وسواك يطيب ايضا افواههم نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا