الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم باب في قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال عن جابر رضي الله عنه ان جارية لعبدالله بن ابي بن سلول يقال لها مسيكة واخرى يقال لها اميمة فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا. الى قوله غفور رحيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله باب في قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم اورد بهذه الاية واورد تحتها حديث جابر المفسر لهذه الاية وقول الله عز وجل ولا تكرهوا فتياتكم اي من تحتكم من الاماء على البغاء اي على الفاحشة وارتكاب الزنا ان اردنا تحصنا يعني ان كنا نساء عفيفات يبغينا آآ النزاهة والستر والصيانة وهذا النهي انما كان لانهم في الجاهلية كان السيد الذي تحته امة او اماء يكرهها او يكرههن على البغاء من اجل ان يحصل من وراء ذلك اجرة البغاء والعياذ بالله ولهذا الله جل وعلا قال لتبتغوا عرض الحياة الدنيا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ثم ختم جل وعلا الاية ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم حديث جابر فيه ذكر سبب لنزول الاية ان جارية لعبدالله ابن ابي ابن ابي ابن سلول رأس المنافقين يقال لها مسيكة واخرى يقال لها اميمة فكان يكرههما على الزنا اكرههما على الزنا فسكت ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله عز وجل ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم وقوله جل وعلا في خاتمة هذه الاية ومن يكرههن فان الله من بعد اكراهن غفور رحيم اي غفور لهن رحيم بهن فهذه الخاتمة بذكر المغفرة والرحمة هي للنساء العفيفات اللاتي اكرهن على البغاء واجبرنا على ذلك قال الحافظ ابن كثير وقوله ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم اي لهن كما تقدم في الحديث عن جابر. حديث جابر هو الذي اورده المصنف تحت هذه الترجمة. وقال ابن ابي طلحة عن ابن عباس فان فعلتم فان الله لهن غفور رحيم واثمهن على من اكرههن وكذا قال مجاهد وعطاء الخرساني والاعمش وقتادة وقال ابو عبيد حدثني اسحاق الازرق عن عوف عن الحسن في هذه الاية فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم قال لهن والله لهن والله وعن الزهر قال غفور لهن ما اكرهنا عليه وعن زيد ابن اسلم قال غفور رحيم للمكرهات فاذا هذه الخاتمة للاية بقوله ان فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم فيه آآ مغفرة الله ورحمته لهؤلاء اللاتي اكرهن على البغاء ومن باب اولى المرأة التي تعرضت لاغتصاب واجبرت على هذا الامر فان في الاية تسلية لكل امرأة تعرضت للاغتصاب واكرهت فان هذا الاكراه والاجبار لها على هذا الامر وهي كارهة مكرهة مبغضة لهذا الامر لا يضرها هذا الامر شيئا لا في عفتها ولا في رزانها ولا في اصانتها ولا في شرفها ولا في عفتها لا يظرها شيء من ذلك ابدا بل هي فائزة بمغفرة الله ورحمته فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم غفور لهن فهن فائزات بمغفرة الله رحيم بهن فائزات رحمة الله سبحانه وتعالى فهذه الاية فيها اناس وتسلية لكل امرأة تعرظت لاغتصاب في فترة من حياتها ذاك لا يظرها اطلاقا لا يظرها اطلاقا بل هي حصان رزان عفيفة شريفة. وهذا الذي حصل اه آآ لها فيه من فظل الله المغفرة والرحمة لانها مكرهة ومعتدى عليها ومور سمعها الامر تحت الاجبار والاكراه فهذا كله لا يظرها بل ان الله لها سبحانه وتعالى غفور رحيم قال رحمه الله باب في قوله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر قال عن ابن عباس رضي الله عنهما ان ناسا من اهل الشرك قتلوا فاكثروا وزنوا فاكثروا. ثم اتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو لحسن ولو تخبرنا ان لما عملنا كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله الها اخر. ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما ونزل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله اورد رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة والذين لا يدعون مع الله الها اخر الى اخرها واورد تحتها حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان ناسا من اهل الشرك قتلوا فاكثروا وزنوا فاكثروا ثم اتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو اليه لحسن ولو تخبرنا ان لما عملناه كفارة فنزلت والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وهذا فيه جواب لتساؤلهم هل لعملهم كفارة فمن تاب من اي ذنب تاب الله سبحانه وتعالى عليه وقد نص في هذه الاية على هذه الثلاث الذنوب القتل اه اولا الشرك ثم القتل ثم الزنا لانها اكبر الدنوب واعظمها فان الشرك فيه فساد الاديان والقتل فيه فساد الابدان والزنا فيه فساد الاعراب فهذه اكبر الذنوب واعظم الموبقات لكن لو كان الانسان وقع في فترة ما في شيء منها في حياته فباب التوبة مفتوح من كل ذنب بما في ايضا الاية الاخرى التي اورد قال ونزل قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم قال الحافظ ابن كثير هذه الاية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم الى التوبة والانابة واخبار بان الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها وقول الله عز وجل والذين لا يدعون مع الله الها اخر اي اخلصوا دينهم لله وافردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة ولم يتخذوا معه الشركاء والانداد ولا يقتلون النفس التي حرم الله اي نفس المسلم والكافر المعاهد الا بالحق وهي الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النفس بالنفس المبدل لدينه التارك الجماعة والمحصن الزاني وقوله ولا يزنون اي هم حافظون لفروجهم بعيدون عن هذه الفاحشة ومن يفعل ذلك اي الشرك والقتل للنفس المعصومة والزنا يلقى اثاما ثم فسره يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الى ان قال الا من تاب فالاية فيها جواب هذا التساؤل ان من تاب من اي ذنب كان صادقا مع الله في توبته تاب الله عليه قال رحمه الله باب في قوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ذخرا بل ما اطلعكم الله عليه ثم فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين اورد رحمه الله تعالى هذه الاية من سورة السجدة بهذه الترجمة قول الله سبحانه فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين واورد تحتها حديث ابي هريرة وهو مفسر للاية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بل ما اطلعكم الله عليه ثم قرأ فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين قوله بل ما اطلعكم الله عليه اي فظلا عن الذي عرفتموه وهو اي الذي اطلعكم الله عليه نزر قليل وشيء يسير مما اخفاه الله وادخره ثم قرأ فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين ما اخفى لهم من قرة اعين اي من الخير الكثير والنعيم العظيم وما اعد لهم من اه انواع واصناف المنن التي يتحقق بها فرحهم وسرورهم ولذتهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اه قال الله تعالى وهو حديث قدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهؤلاء كانوا يجتهدون في العبادة من قيام ليل ودعاء وغير ذلك ويجتهدون في اخفائها فجازاهم من جنس عملهم فاخفى اجرهم الجزيل الذي يكرمهم الله عز وجل به يوم القيامة جزاء بما كانوا يعملون قال رحمه الله باب في قوله تعالى ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال عن ابي ابن كعب رضي الله عنه في قوله تعالى ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر. قال مصائب الدنيا والروم والبطشة او الدخان شعبة الشاك في البطشة او الدخان قال باب في قوله تعالى ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال عن ابي ابن كعب رضي الله عنه في قوله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر قال مصائب الدنيا والروم والبطشة والدخان شعبة الشاك في البطشة او الدخان اي ان هذه هي المراد بقوله من العذاب الادنى انها المصائب ايضا تسلط الكفار و البطش الذي قد يكون منهم ونظير هذا الاثر عن ابي نظيره قول ابن عباس يعني بالعذاب الادنى مصائب الدنيا و اسقامها وافاتها وما يحل باهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا اليه وروي نحو هذا عن ابي العالية والحسن والنخعي والظحاك ومجاهد وغيرهم وقول الله جل وعلا ولنذيقنهم من العذاب الادنى اي نذيق الفاسقين المكذبين نموذجا من العذاب الادنى نموذجا من العذاب الادنى في الدنيا هذه المصائب التي اشير اليها في الاثرين وفي البرزخ اي عذاب القبر لان الله في البرزخ يذيقهم طرفا من العذاب الادنى قبل العذاب الاكبر الذي هو عذاب يوم القيامة فالاية تناولت عذابين وكلاهما يشمله قوله من العذاب الادنى في في الدنيا ما اشير اليه في الاثرين والبرزخ ولهذا عدد من اهل العلم من المفسرين اه اثبتوا هذه الاية في جملة ايات في القرآن تدل على عذاب القبر تدل على عذاب القبر فان قوله من العذاب الادنى اي بعظ وجزء منه فدل على ان هناك عذاب ادنى سيكون في القبر قبل العذاب الاكبر الذي هو عذاب النار يوم القيامة وهناك ايات في القرآن اه تدل على ثبوت عذاب القبر منها هذه الاية ومنها كذلك قول الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا اسرت المعيشة الظنك بعذاب القبر وانه يضيق عليه قبره وكذلك قول الله عز وجل ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون ايضا قول الله عز وجل النار يعرضون عليها غدوا وعشيا يعني هذا في الدنيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب نعم قال رحمه الله باب بقوله تعالى اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم قال عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر قال كان ذلك يوم الخندق اورد رحمه الله هذه الترجمة في قوله تعالى اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وهذه الاية في سورة الاحزاب يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا في هذه الاية يذكر الله عز وجل هذه النعمة مستحفا العباد على شكر المنعم حين تجمعت الاحزاب وجاءوا من مكة ومن الحجاز عموما هذا قول من فوقهم وقولا من اسفل منكم من جهة نجد ايضا اه تمالؤوا معهم وتعاقدوا على استئصال المسلمين هي وقعت الاحزاب وقعت الخندق وايضا تعاون معهم اليهود الذين حول المدينة فصار الامر عصيبا جدا وكربا شديدا واشتد الحصار على المسلمين مدة من الزمان والشأن في في هذا الكرب كما قال الله واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا وهذا محك وابتلاء ليتميز المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب قال هنالك ابتلي المؤمنون اي بهذه الفتنة وزلزلوا زلزالا شديدا بالخوف والجوع والكرب والشدة لكنهم كانوا على يقين بالله ولهذا قال الله سبحانه في وصفهم ولما رأى المؤمنون الاحساب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما هذا بخلاف حال المنافقين الذين وصفهم الله بقوله واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا وهنا اورد حديث عائشة رضي الله عنها في قوله عز وجل اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زارت الابصار وبلغت القلوب الحناجر قالت كان ذلك يوم الخندق نعم قال رحمه الله باب في قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها قال عن ابي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله جل وعلا والشمس تجري لمستقر ها قال مستقرها تحت العرش اورد رحمه الله في هذه الترجمة قول الله عز وجل والشمس تجري لمستقر لها واورد عن ابي ذر رضي الله عنه قال قلت قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش قال مستقرها تحت العرش وهذه الاية فيها اخبار الله عز وجل ان الشمس لها جريان مستمر دائم تجري لمستقر آآ لها قدره الله فلا تتعداه ولا تقصر عنه بل هي مطيعة لله عز وجل وقد تقدم معنا اه حديث ابي ذر رضي الله عنه وفيه ان الشمس تجري حتى تنتهي الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي الى اخر الحديث وقد تقدم قال رحمه الله باب في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره قال عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد او يا ابا القاسم ان الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء على اصبع وسائر الخلق على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك. انا الملك. فضحك رسول الله صلى الله وعليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضا يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون قال رحمه الله باب في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره واورد حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد او يا ابا القاسم ان الله يمسك السماوات يوم القيامة على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والثراء على اصبع وسائر الخلق على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون اي ان هذا الذي ذكره الحبر وضحك النبي تصديقا لقوله اه قد دل عليه القرآن في هذه الاية التي اه ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام وهي قوله وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. اي ما قدر المشركون ربهم وخالقهم سبحانه وتعالى حق قدرهم ولا عظموه التعظيم اللائق بجلاله وكماله. بل فعلوا اعمالا من كرة تناقض ذلك من الشرك والكفر واتخاذ الانداد والاصنام التي سووها بالخالق العظيم والرب الجليل فسووا رب العالمين بالتراب اتخاذ هذه الانداد وجعلها مساوية لله ولهذا يندمون يوم القيامة في النار كما ذكر الله قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وختم الاية جل وعلا بقوله سبحانه سبحانه وتعالى عما يشركون وهذا الحديث العظيم حديث ابن مسعود هو مفسر للاية لان الحبر لما قال ذلك النبي ضحك تصديقا لقوله وفي هذا الحديث ما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى حيث يضع السماوات كلها على اصبع وعدد ايضا من المخلوقات الكبيرة على اصبع واخبر عن انواع من المخلوقات يضع يضع آآ يظع انواعا من المخلوقات يضعها كل مخلوق منها على اصبع مثل ما جاء في اه هذا الحديث اه السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والثرا على اصبع وسائر الخلق على اصبع هذا كله من الدلائل على عظمة الله وهذا الذي قاله الحبر هو علم موروث عن الانبياء متلقى بالوحي بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم صدقه بل اعجبه ذلك وسر به ولهذا ضحك ذكر ما يشهد لهذا الاية الكريمة ولهذا قال ابن مسعود تصديقا لقوله اي صدق النبي صلى الله عليه وسلم قوله بذكر هذه الاية قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره الى تمامها قال رحمه الله باب في قوله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم الاية. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال اجتمع عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي او ثقفيان وقرشي قليل فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم فقال احدهم اترون الله يسمع ما نقول؟ وقال الاخر يسمع ان يهرنا ولا يسمع ان اخفينا. وقال الاخر ان كان يسمع اذا جهرنا فهو يسمع اذا اخفينا. فانزل الله عز وجل وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم قال رحمه الله تعالى باب في قوله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم واورد حديث ابن مسعود رضي الله عنه بقصة النفر الثلاثة الذين اجتمعوا عند البيت قرشيان وثقفي او ثقفيان وقرشي قليل فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم وقال احدهم اترون ان الله يسمع ما نقول وقال الاخر يسمع ان جهرنا ولا يسمع ان اخفينا وقال الاخر ان كان يسمع اذا جهرنا فهو يسمع اذا اخفينا فانزل الله عز وجل وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما كنتم تعملون. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم منه الخاسرين ما كنتم تستترون اي تحاذرون ان تشهد عليكم هذه الاعضاء السمع والبصر والجلود ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون فاقدمتم على المعاصي والذنوب وتجرأتم على مخالفة امر الله بسبب هذا الظن السيء المفضي بصاحبه الى الهلاك ولهذا قال الله وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم اي اهلككم فاصبحتم من الخاسرين وهذه الاية العظيمة وكذلك الحديث المفسر لها تفيد فائدة مهمة جدا في باب الاعتقاد وهي ان صحة العقيدة تورث سلامة العمل وحسن الاقبال على الله كما ان ايضا فساد العقيدة يورث فساد العمل وضعف الاقبال على الله سبحانه وتعالى كما هي حال هؤلاء الذين اه ارداهم واهلكهم هذا الظن السيء برب العالمين. انه لا يعلم كثيرا مما يعملون قال رحمه الله باب في قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين قال عن مسروق قال كنا عند عبدالله جلوسا وهو مضطجع بيننا فاتاه رجل فقال يا ابا عبدالرحمن ان قاصا عند ابواب كندة يقص ويزعم ان اية الدخان تجيء فتأخذ بانفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام. فقال عبدالله رضي الله عنه وجلس وهو غضبان يا ايها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم. ومن لم يعلم فليقل الله اعلم. فانه اعلم لاحدكم ان يقول لما لا اعلم الله اعلم. فان الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس ادبارا فقال اللهم سبع كسبع يوسف قال فاخذتهم سنة حصت كل شيء حتى اكلوا الجلود والميتة من الجوع. وينظر الى السماء احدهم فيرى كهيئة الدخان فاتاه ابو سفيان فقال يا محمد انك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وان قومك قد هلكوا فادعوا الله لهم. قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب اب اليم الى قوله انكم عائدون قال افيكشف عذاب الاخرة يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون. فالبطشة يوم بدر وقد مضت اية الدخان والبطشة واللزام واية الروم قال رحمه الله عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال خمس قد مظين الدخان واللزام والروم والبطش والقمر اورد رحمه الله هذه الترجمة في قول الله من سورة الدخان فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين واورد هذا الحديث عن مسروق قال كنا عند عبد الله اي بن مسعود جلوسا وهو مضطجع بيننا فاتاه رجل فقال يا ابا عبد الرحمن ان قاصا عند ابواب كندة يقص ويزعم ان اية الدخان تجيء فتأخذ بانفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله وجلس وهو غضبان يا ايها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فانه اعلم لاحدكم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم ولهذا قيل ان الله اعلم نصف العلم قال فانه اعلم لاحدكم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم فان الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين هذا فيه ذم التكلف وهو ان يقول المرء في الشيء من دين الله والامر من دين الله بما ليس له به علم وهذا من المحرمات كما قال الله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس ادبارا فقال اللهم سبع كسبع يوسف قال فاخذتهم سنة اي جدبها قحط حتى اكلوا حتى اكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر الى السماء احدهم فيرى كهيئة الدخان فاتاه ابو سفيان وقال يا محمد انك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وان قومك قد هلكوا فادعوا الله لهم قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب اليم الى قوله انكم عائدون قال افيكشف عذاب الاخرة يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون. فالبطشة يوم بدر وقد مضت اية الدخان والبطشة واللزام يعني في قول الله في سورة الفرقان فسوف يكون لزاما واية الروم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون قال مضت هذه الايات ومثله حديث ابن مسعود الذي بعده قال خمس قد مظين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر اي انشقاق القمر وهذه الاية اختلف اه اهل العلم في تفسيرها والمراد بها يقول الامام عبدالرحمن بن سعدي اختلف المفسرون في المراد بهذا الدخان فقيل انه الدخان الذي يغشى الناس ويعمهم حين تقرب النار من المجرمين في يوم القيامة وان الله توعدهم بعذاب يوم القيامة وامر نبيه ان ينتظر بهم ذلك اليوم ويؤيد هذا المعنى ان هذه الطريقة هي طريقة القرآن في توعد الكفار والتأني بهم وترهيبهم بذلك اليوم وعذابه وتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالانتظار بمن اذاهم ويؤيده ايضا انه قال في هذه الاية انى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين. وهذا يقال يوم القيامة للكفار حين يطلبون الرجوع الدنيا فيقال قد ذهب وقت الرجوع وقيل ان المراد بذلك ما اصاب كفار قريش حين امتنعوا من الايمان اي كما جاء في حديثنا هذا حديث حديث عبد الله بن مسعود قال وقيل ان المراد بذلك ما اصاب كفار قريش حين امتنعوا من الايمان واستكبروا على الحق فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اعني عليهم بسنين كسني يوسف فارسل الله عليهم الجوع العظيم حتى اكلوا الميتات والعظام وصاروا يرون الذي بين السما والارض كهيئة الدخان وليس به اي دخان وذلك من شدة الجوع فيكون على هذا قوله يوم تأتي السماء بدخان ان ذلك بالنسبة الى ابصارهم وما يشاهدونه وليس بدخان حقيقة ولم يزالوا بهذه الحالة حتى استرحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما تقدم اتاه ابو سفيان وسألوه ان يدعوا الله لهم ان يكشفه الله عنهم فدعا ربه فكشفه الله عنهم وعلى هذا فيكون قوله انا كاشف العذاب قليلا انكم عائدون اخبار بان الله سيصرفه عنكم وتوعد لهم ان يعودوا الى الاستكبار والتكذيب واخبار بوقوعه. فوقع وان الله سيعاقبهم بالبطشة الكبرى قالوا وهي وقعة بدر وفي هذا القول نظر ظاهر وقيل ان المراد بذلك ان ذلك من اشراط الساعة وانه يكون في اخر الزمان دخان يأخذ بانفاس الناس ويصيب المؤمنين منهم كهيئة الدخان والقول هو الاول وفي الاية احتمال ان المراد بقوله فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ان هذا كله يكون يوم القيامة وان قوله تعالى ان كاشف العذاب قليلا انكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون ان هذا ما وقع لقريش كما تقدم واذا نزلت هذه الايات على هذين المعنيين لم تجد في اللفظ ما يمنع من ذلك بل تجدها مطابقة لهما اتم المطابقة وهذا الذي يظهر عندي ويترجح والله اعلم انتهى كلام عبدالرحمن السعدي رحمه الله قال رحمه الله باب في قوله تعالى وهو الذي كف ايديهم عنكم قال عن انس بن مالك رضي الله عنه ان ثمانين رجلا من اهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فاخذهم سلما فاستحياهم فانزل الله عز وجل وهو الذي كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم اورد رحمه الله تعالى هذه الاية من سورة الفتح في هذه الترجمة قال باب في قوله تعالى وهو الذي كفى ايديهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا قال انس بن مالك رضي الله عنه ان ثمانين رجلا من اهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابهم فاخذهم سلما فاستحياهم فانزل الله عز وجل وهو الذي كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم في بطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم وهذا فيه ذكر منة الله على عباده بالسلامة والوقاية من شر هؤلاء الكفار وعددهم ثمانين اتوا غرة مسلحين فهذا خطر عظيم لكن الله وقى المسلمين شرهم وكفى ايديهم وهم جماعة من كفار قريش عددهم ثمانين رجلا وايضا كف ايدي المسلمين عنهم بعد ان اظفر الله سبحانه وتعالى المسلمين واقدرهم عليهم وصاروا تحت ولاية المسلمين ذلك انهم جاؤوا على غرة لكن المسلمين كانوا منتبهين. فامسكوهم ثم تركوهم ولم يقتلوهم وهذا معنى قوله وايديكم عنهم اي فلما تقتلوهم فالاية فيها ذكر منة الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين ودفاعه عنهم سبحانه وتعالى قال رحمه الله باب في قوله تعالى لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي الاية قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي الى اخر الاية جلس ثابت ابن قيس رضي الله عنه في بيته وقال انا من اهل النار واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال يا ابا عمرو ما شأن ثابت اشتكى؟ فقال سعد انه لجاري وما علمت له بشكوى قال فاتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا من اهل النار فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم بل هو من اهل الجنة اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب في قوله تعالى لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي هذه الاية جاءت في سورة الحجرات وهي سورة تعرف بسورة الاداب لانها مشتملة على اداب عظيمة جدا متنوعة جاءت هذه السورة هادية اليها ومرشدة عباد الله الى تحقيقها من هذه الاداب هذا الادب الخاص بالرسول عليه الصلاة والسلام ومع الرسول في طريقة خطابه الا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول اي تأدبوا في خطابكم مع الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يرفع احدكم صوته فوق صوت النبي ولا يجهر له بالقول بل يخاطبه خطابا لينا رفيقا فيه الاحترام والاجلال والتوقير للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واورد هذا الحديث وفي هذه القصة قال عن انس رضي الله عنه انه قال لما نزلت هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي الى اخر الاية جلس ثابت ابن قيس في بيته وقال انا من اهل النار واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال يا ابا عمر ما شأن ثابت اشتكى فقال سعد انه لجاري وما علمت له بشكوى قال فاتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت انزلت هذه الاية ولقد علمت اني من ارفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا من اهل النار فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من اهل الجنة بل هو من اهل الجنة وهذه شهادة لثابت رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بانه من اهل الجنة فهو ممن شهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة وجاء في بعض الروايات ان انس راوي الحديث يقول كنا نراه يمشي بين اظهرنا ونحن نعلم انه من اهل الجنة الحاصل ان هذه الاية فيها هذا الادب العظيم مع الرسول عليه الصلاة والسلام وفيها هذه البشارة لهذا الصحابي الجليل بانه من اهل الجنة شهد له النبي عليه الصلاة والسلام بذلك هذا والله تعالى اعلم نسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين