بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين عبدالعظيم ابن عبدالقوي المنذري رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم كتاب الحج باب فرض الحج مرة في العمر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل وكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم فاذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شيء فدعوه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى كتاب الحج الحج فريضة عظيمة من فرائض الاسلام وركن من اركانه العظام فان الاسلام بني على اركان خمسة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام وقد جمع بين هذه الاركان في غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حديث جبريل المشهور ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام و هذه الفريضة والشعيرة العظيمة التي آآ امر الله سبحانه وتعالى بها ودعا اليها دعاهم اليها لينالوا من خلالها المنافع العظيمة والخيرات المتنوعة وابواب البر التي لا تعد ولا تحصى قال الله تعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم قدم فيهم بالحج من اجل ان يشهدوا منافعه وان يحصلوا خيراته بركاته الحج مليء بالخيرات. عامر بانواع العطايا الهبات به قالت العثرة وفيه مغفرة الزلة وفي رفعة الدرجة وفيه الفوز بالرضوان وفيه النجاة من النار وفي غفران الذنوب و وفيه منافع منافع لا لا حد لها ولا عدوى لهذا قال منافع لهم قال العلماء نكر المنافع هنا لكثرتها وعظمها وفخامتها وجلالة قدرها هي منافع كثيرة جدا آآ آآ ينالها الحاج ويحصلها ولا سيما اذا وفق الى الاحسان في حجه والاتيان به على وجهه المشروع متما له كما قال الله عز وجل واتموا الحج والعمرة لله فان من جاء حجه على هذه الصفة حصل من منافعه خيراته وبركاته الشيء الكثير قال باب فرض الحج مرة في العمر الحج فريضة في العمر كله مرة واحدة مرة واحدة وايضا ليس على كل احد وانما على المستطيع ولهذا الله جل وعلا قال في القرآن الكريم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فريضة على المستطيع اما غير غير المستطيع فانه يسقط عنه ذلك ما دام غير مستطيع الحج وفي حديث جبريل مشهور لما ذكر المباني الخمسة وقال وان تحج البيت ان استطعت اليه سبيلا والله جل وعلا يقول فاتقوا الله ما استطعتم هذه الفريضة تجب في العمر كله مرة واحدة ثم اذا حج المسلم بعد هذه المرة الواحدة حجات وحجات ماذا تكون ماثلة تكون نافذة وما زاد على المرة الواحدة هذا تنفل الفريضة هي مرة واحدة في العمر ولهذا سبحان الله اه حج الفريضة ينبغي ان يتنبه من يحج حج الفريضة ان هذا حج الفريضة وان الاتي بعده كله نفل وما تقرب الي عبدي بشيء هب الي مما افترضته عليه فيحرص على تكميل هذه الفريضة لان الذي سيأتي به كله بعد بعده ولو كان عشرات الحجات كلها نوافل وهذه اعظمها وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فينبغي عليه ان يتنبه ولهذا بعض الناس يندم على ان حجه الفريضة ما جاء على اه على الوجه الذي يحب تكميلا له وتكميما ربما خلطه بتقصير او تفريط او غير ذلك وكل ما سيأتي من حج بعد ذلك كله نوافل الحاصل ان حج الفريضة في العمر مرة واحدة وما زاد على هذه المرة فهو نفل وتطوع قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس قد فرظ الله عليكم الحج فحجوا هذا فيه اه في هذه الخطبة حث الناس على العناية بهذه الفريضة المبادرة اليها والمسارعة الى الاتيان بها لان المرء لا يدري ما يعرض له لا يدري ما يعرض له فينبغي ان ان يبادر مسارعة الى الخيرات فهذا الحديث فيه حث من النبي عليه الصلاة والسلام على المبادرة الى هذه الفريضة العظيمة فرض عليكم الحج فحجوا اخبار وامر اخبار بان الحج فريضة وامر بالمبادرة الى الاتيان بهذه الفريضة العظيمة قال فقال رجل اكل عام يا رسول الله فكل عام يا رسول الله في رواية للحديث عند الامام احمد من من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان القائل الاقرع بن حابس من القائل الاقرع بن حابس ففي ذاك الحديث قال فقال الاقرع بن حابس اكل عام يا رسول الله في ذاك الحديث قال لو قلت نعم اه لوجبت وما استطعتم الحج مرة فمن زاد فهو تطوع هذا لفظه هناك في حديث ابن عباس قال الحج مرة فمن زاد فهو تطوع. الحج الذي فرضه الله على العباد واوجبه عليهم مرة واحدة في العمر مرة واحدة في العمر. ومن زاد على هذه المرة الواحدة ثنتين ثلاث اربع الى ما شاء الله هذا كله تطوع وتنفل اما الحج الذي فرضه الله على العباد فهو مرة واحدة قال فقال رجل اكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا ان يعيد هذا السائل السؤال على النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يجيبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت نعم لوجبت لو كنت نعم يعني جوابا على سؤال هذا السائل فكل عام؟ قال نعم لوجبت يعني وجبت هذه الفريضة على الناس في كل عام وهذا فيه من المشقة على العباد ما لا يخفى ما لا يخفى فمن نعمة الله سبحانه وتعالى تيسيره في هذه الشريعة التي هي الشريعة يسر وتيسير. كما قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر ان هذا الدين يسر فمن نعمة الله ان الله انما فرض على العباد فهذه الطاعة في العمر كله مرة واحدة قال لو قلت نعم لوجبت يعني لاصبح واجبا على آآ على الناس ان ان يحجوا كل عام لكن انظر ايضا ماذا قال بعدها قال لو وجبت ولما استطعتم ولما استطعتم يعني هذا امر شاق على الناس ما يستطيعون ان ان يحجوا في اه في كل عام ما يستطيعون ان ان يحجوا في كل عام قال ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم ذروني ما تركتكم يعني مثل هذه الاسئلة تجنبوها لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم تجنبوا بعض الاسئلة قد يترتب عليها شيء لا يحمده السائل فذروني ما تركتهم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم سبحان الله الاسئلة الاسئلة آآ والاختلاف على الانبياء الذي يشير اليه النبي صلى الله عليه وسلم يرتب على ذلك يعني على ذلك السؤال وتلك الاسئلة مشقة على السائل وعلى السائلين يعني يؤخذ العبرة في هذا في قصة بني اسرائيل لما امروا بذبح البقرة. ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة سألوه اولا ما هي تبين لهم البيان الوافي الكاهن انها بقرة لا فارغ آآ ثم الى اخر الاية ثم سألوه ما اكتفوا بذلك ثم سألوه عن لون البقرة فحدد اللون اللون الاصفر ثم ما اكتفوا بذلك وهذه السؤالات تضيق عليهم يعني لو كان اخذوا الامر من اوله اي بقرة يتحقق بها المقصود الذي امروا به لكن لما اخذوا يسألونه السؤال والثاني والثالث وفي كل مرة تأتي صفات فظاق حتى ما وجدوا بقرة على الصفة التي حددت في اه في في في ذاك السياق الا بمشقة وهم الذين جلبوا بسؤالاتهم واختلافهم على نبيهم على انفسهم هذه المشقة قال ذروني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم ثم قال عليه الصلاة والسلام فاذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شيء فدعوه هذا يعد من قواعد الشريعة العظيمة وجوامع كلمة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال اذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم هذا يدخل تحته جميع الطاعات الصلاة والصيام والصدقة والحج وعموم الطاعات كلها تدخل تدخل تحت قوله اذا امرتكم بشيء اذا امرتكم بشيء اي من الطاعات والعبادات والقرب فاتوا منه ما استطعتم صلي قائما فان لم تستطع فجالسا فان لم تستطع فعلى جنب وهكذا الشأن في عموم الطاعات اذا امر العبد بامر يأتي منه بالشيء الذي يستطيع هذه قاعدة فاتقوا الله ما استطعتم في الحج مر معنا الاية الكريمة قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا قال فاذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شيء فدعوه هنا ما قال اه ما استطعتم مثل ما ذكر ذلك في الامر الامر قال ما استطعتم لان الامر فعل الامر فعل والنهي ترك والترك ما استطاع يعني بعض اه اهل العلم وضح لهذا بمثال يعني لو قيل اه مثلا احمل هذه الصخرة هذا امر او قيل لا تدخل مع هذا الباب هذا نهي الامر بحمل الصخرة قد يستطيع المأمور ان ان يحملها وقد لا يستطيع لا يستطيع فالامر الامر لا بد يكون بالاستطاعة الفعل لابد ان يكون مقرون بالاستطاعة لانه قد يستطيع او لا يستطيع. لكن لا تدخل من هذا الباب هنا مستطاع لانه نهي والنهي مستطاع ولهذا هنا قال واذا نهيتكم عن شيء فدعوه ما قال ان استطعتم لانه ترك والترك ما استطاع. ليس فعلا يعني يتطلب من المرء جهد او مشقة وقد يستطيع وقد لا لا يستطيع فقوله اذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شيء فدعوه هذا من القواعد العظيمة وجوامع تكلم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله باب ثواب الحج والعمرة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته امه قال ثواب الحج العمرة الحج والعمرة فيهما ثواب عظيم واجور جزيلة وفيهما فوز بالجنان والنجاة من النيران وسلامة من سخط الله سبحانه وتعالى في فوز بالمغفرة الرحمة والحج آآ لله فيه عتقاء من النار لا يحصيهم الا الله سيأتي معنا في الحديث ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبد من النار من يوم عرفة فالحج فيه مغانم عظيمة واجور كثيرة وثواب جزيل وجاءت احاديث عديدة عن النبي عليه الصلاة والسلام في ثواب الحج العمرة منها هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما اي من صغائر الذنوب واللمم لان الكبائر لابد فيها من توبة مثل ما قال الله عز وجل ان تجتنب كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فهذه العمرة الى العمرة ونفيها للذنوب مثل ما قال في الحديث الاخر قال آآ تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديث اه هذا في في الصغائر وفي الكبائر اذا كان الحج فيه توبة صادقة من من هذه الذنوب فاذا اجتمع للحاج اه حج وتوبة صادقة من ذنوبه وخطاياه آآ يخرج من حجه اه صفحة بيظاء ولهذا الذي يحج وهو مصر على الدم حتى وان لم يفعله في الحج ولكنه عازم بعد الحج ان يستمر في في في هذا هذا لا يدخل في اه من حج ولم يرفث ولم يفسق لان اصراره على الذنب وان لم يفعل هذا فسق ولهذا ينبغي على الحاج ان يدخل اه الحج بالتوبة الصادقة الى الله عز وجل من كل ذنب وخطيئة. وبهذا يكمل حجه ويكون حجه بذلك كفارة يكون حجه بذلك كفارة لذنوبه كلها الحاصل ان قولها العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما اي من من الصغائر اما الكبائر لابد لها من توبة مثله قول النبي عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر في رواية ما لم تغشى كبيرة فهي كفارة بهذه الصفة الصلوات الخمس اعظم من العمرة الصلاة الخمس اعظم من العمرة وفيها قال ما اجتنبت الكبائر فالعمرة الى العمرة كفارة ما اجتنبت الكبائر اذا قول ما اجتنبت الكبائر هذا حث على من اراد ان يعتمر ان يتوب ان يتوب الى الله حتى تكون عمرته كفارة لكل ذنوبه العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما ما بين العمرتين اه تكفره العمرة اذا اجتنبت اذا اجتنبت الكبائر او لم تغشى كبيرة والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة الحج المبرور ليس كل حج مبرورا وليس كل سعي مشكورا ولهذا من اهم المهمات التي ينبغي على الحاج الموفق ان يعنى بها ان يسعى في بر حجه او الى بر حجهم بتكميل حجه حتى يكون حجه مبرورا والحج المبرور كما ذكر اهل العلم له علامتان علامة في الحج وعلامة بعد الحج اما التي في الحج فهي ان يجاهد نفسه في حجه على الاتيان به خالصا لله موافقا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه امارة بر الحج ان يكون لله خالصا ولسنة النبي عليه الصلاة والسلام موافقا والعلامة التي تكون بعد الحج ان تكون حال الحاج بعد الحج خيرا منها قبله لان من ثواب الحسنة لان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها فاذا رأى من حاله بعد الحج صلاحا وان حاله غير حاله قبل الحج هذا من امارات القبول وعلامات القبول واذا رأى حاله والعياذ بالله بعد الحج اسوأ هذا ليس لان الحج المبرور يثمر ولابد صلاحا بعد الحج واثرا بعد الحج لان الحسنة تنادي اختها والطاعة تنادي الطاعة كما قال الله ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتى هذا البيت فلما يرفث ولم يفسق خرج من اه رجع كما رجع كما ولدته امه من اتى هذا البيت آآ يروى الحديث بهذا اللفظ كما لا يخفى في صحيح مسلم من اتى هذا البيت ويروى باللفظ المشهور من حج من حج فلم يرفث ولم يفسق آآ الرواية التي هي من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع تفيد ان هذه الفضيلة خاصة بماذا بالحج لكن هذه الرواية عامة من اتى هذا البيت فتتناول بعمومها ماذا العمرة تناول بعمومه. هذا نبه عليه بعض اهل العلم منهم الحافظ ابن حجر في في في فتح الباري اشار الى ان هذه الرواية تدخل العمرة في التحصيل هذه الفضيلة من اتى هذا البيت ماذا يكون المعنى حاجا او ما تمرا معتمرا من اتى هذا البيت حاجا او معتمرا وفي رواية ايضا للحديث قال من حج لله بهذه الزيادة زيادة فلله من حج لله وهذا فيه اشتراط الاخلاص والاخلاص اساس لقبول الاعمال لا تكون الاعمال مقبولة الا به قال فلم يرفث ولم يفسق الرفث يطلق ويراد به الجماع ومقدمات الجماع ويطلق على الفاحش من القول الفسوق هو الخروج عن عن طاعة الله سبحانه وتعالى وفي الاية الكريمة قال الله سبحانه وتعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج اذا ماذا؟ قال وما تفعلوا من خير يعلمه الله الحج تنافس في الخير بالطاعات في العبادات في هي القرب قال رجع كما ولدته امه كما ولدته امه الذي آآ ولدته امه اين ولدت ما حاله مع الذنوب الذي ولد الان ليس عليه ذنوب صفحته بيظا وهذا الذي حج على هذه الصفة يرجع على تلك الصفة سبحان الله قد يكون اقترف اه ذنوبا اه في سبعين عام او في في ثمانين عام ثم ان اكرمه الله سبحانه وتعالى وحج على هذه الصفة ترجع حاله كيوم الولادة ترجع حالك يوم الولادة كيوم ولدته امه يوم الولادة هذي هذا المولود الذي يراه الانسان قد ولد للتو صفحة بيضة لا ذنب ولا خطيئة وهذا الذي عمره ثمانين او سبعين او اقل او اكثر اذا حج على هذه الصفة رجعت صفحته بيضاء نقية من الذنوب كيوم ولد والله ثواب عظيم والله ثواب عظيم جدا ومنه جزيلا يا اه ان ان تحط هذه الذنوب وتحط هذه الاوزار ولهذا في حديث حديث عمرو ابن العاصي لما اراد ان يبايع النبي صلى الله عليه وسلم واشتاق قال اشترت ان يغفر لي قال اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الحج يهدم ما كان قبل يهدم يهدم هذه اشياء قبله تراكمت على الانسان فاذا جاء الحج آآ مكملا متمما هدم هذه هدم هذه الاشياء وحصل حصل العبد الغفران فازوا برضى الله سبحانه وتعالى و ايضا نال العتق من من النار وفي الحج اعداد واعداد لا يعلمهم الا الله تعتق رقابهم من النار يخرجون من الحج وقد اعتقت رقابهم من النار وكانوا قبل ذلك عندهم ذنوب وعندهم معاصي وعندهم اشياء تستوجب العقوبة لكن اكرمهم الله سبحانه وتعالى بهذه الطاعة بعتق رقابهم من النار كما سيأتي معنا في حديث عائشة رضي الله عنها وارضاها قال رحمه الله باب في يوم الحج الاكبر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال بعثني ابو بكر الصديق رضي الله عنه في الحجة التي امرها امره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع برهط يؤذنون في الناس يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال ابن شهاب فكان حميد بن عبدالرحمن يقول يوم النحر يوم الحج الاكبر من اجل حديث ابي هريرة قال باب في يوم الحج الاكبر باب في يوم الحج الاكبر الباب الذي بعده باب في فضل يوم عرفة ففهما يومان متواليان التاسع من ذي الحجة والعاشر من ذي الحجة وهذان اليومان المتواليان هما خير خير ايام الدنيا وافضلها وما خير ايام الدنيا وافضلها وبين اهل العلم خلاف ايهما افضل فهو يوم عرفة او او يوم او يوم النحر الذي هو يوم الحج الاكبر قال باب في يوم الحج الاكبر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال بعثني ابو بكر الصديق رظي الله عنه بالحجة التي امره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع الحجة التي قبل حجة الوداع آآ امر عليها النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر رضي الله كان هو امير الحج رضي الله عنه فكان يبعث كما وجهه الى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام يبعث البعوث اه ويرسل اه اشخاصا الى الجهات المختلفة يؤذنون في الناس يوم النحر يؤذنون في الناس اي يرفعون اصواتهم معلنين الناس بماذا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطب البيت عريان اه نهي عن ان يحج البيت من يشرك بالله ان البيت آآ آآ طهر من الاصنام والاوثان من مظاهر الشرك وازيلت ما ازيل ما حوله من اه اصنام ومن ايضا جاء وهو على الشرك لا مكان له في في في في هذا البلد الحرام لا يدخل ولا مكان ولا مكان له في هذا الموطن الشريف العظيم لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يطب البيت عريان. سبحان الله كانوا يطوفون ببيت الله وهم عراة حتى ان منهم من يطوف حتى عورته المغلظة بادية وعندما يتصور المرء هذا المنبر الذي كان حول بيت الله يطوفون عراة حتى المرأة ويفعلون ذلك قربة قربة ويقولون الثياب التي علينا ثياب خالطنا فيها الذنوب فاذا ما وجد ثوبا جديدا لم يلبس فانه ينزع عن نفسه كل ثيابه ويدخل بيته عاريا ويطوف عاريا و هذا هذا الاستذكار لمثل هذه الامور التي كانت عليها الناس في الجاهلية تشعر المسلم بعظيم النعمة والمنة بالهداية لهذا الدين الذي انقذ الله سبحانه وتعالى به من كل ظلالات الجاهلية وجهالاتهم باطلهم قال ولا يطوف بالبيت عريان قال قال ابن شاب فكان حميد بن عبد الرحمن يقول يوم النحر يوم الحج الاكبر من اجل حديث ابي هريرة من اجل حديث ابي هريرة هذا ان ان ابا بكر بعثهم اه اه آآ ان ابا بكر بعثهم آآ في الحجة التي امره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر يوم النحر هذا هو الشاهد في في الحديث يوم النحر وهذا الذي قال حميد فكان حميد يقول يوم النحر يوم الحج الاكبر هذا جاء فيه حديث مرفوع ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ قال يوم النحر يوم الحج الاكبر يوم النحر يوم الحج الاكبر هذا في حديث مرفوع الى النبي عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله باب فضل يوم عرفة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء قال باب فضل يوم عرفة يوم عرفة هذا يوم عظيم ومن ارجى الايام اجابة للدعاء ولهذا صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما كنت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهذا اليوم هو اه خير ايام الدعاء وارجاها قبولا له واستجابة له وفي فضائل عظيمة جدا منها هذه الفضائل التي جمعها هذا الحديث حديث عائشة رضي الله عنها في فضل يوم عرفة والذي ذكر في هذا الحديث اربعة فضائل قال عليه الصلاة والسلام ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء هذه اربعة فضائل ليوم عرفة الاولى اه انه يوم لله في عتقاء من النار اكثر من غيره من الايام فهو اكثر الايام لله فيه عتقاء التي لله فيها عتقاء من من النار. فما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة هذه الاولى الثانية دنو الله سبحانه وتعالى اه من عباده عشية كعرفة دنوا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى وقاعدة اهل السنة في هذه النصوص المتعلقة بصفات الله سبحانه وتعالى ان يمروها كما جاءت ويؤمنوا بها كما وردت ولا يخوضون فيها بتحريفات اهل الباطل او تكييف او تمثيلا او غير ذلك من مسالك اهل الضلال بل تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت. ونقول كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله يدنو ان الله يدنو وهذا الدنو اه القول فيه في القول فيه كالقول في سائر الصفات والقول في سائر الصفات كالقول في الذات فكما ان الله له ذات لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات على حد قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الفضيلة الرابعة ليوم عرفة مباهاة الله بعباده الملائكة ثم يباهي بهم الملائكة ثم يباهي بهم الملائكة مثل ما جاء آآ في الحديث الاخر انظروا الى عبادي جاؤوا جاؤوا جائوني شعثا غبرا يباهي بهم الملائكة والعلما اخذوا من هذا اللفظ ثم يباهي بهم الملائكة اخذ العلما من هذا اللفظ ان هذا دليل على انه مغفور لهم دليل على انه مغفور لهم لانه لا يباهي باهل الذنوب هذا دليل على الغفران الفضيلة الرابعة في قوله ما اراد هؤلاء ما اراد هؤلاء وهذا فيه دليل على ان دعوتهم مستجابة بدليل على ان دعوتهم مستجابة قال عليه الصلاة والسلام الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم ما اراد هؤلاء اي ان انه سبحانه وتعالى انه سبحانه وتعالى محقق لهم ما ارادوا. مجيبا لهم دعواتهم وسؤالاتهم فهذه اربعة فضائل جمعها هذا الحديث لهذا اليوم العظيم المبارك يوم عرفة قال رحمه الله باب ما يقول اذا ركب الى سفر الحج وغيره عن علي الازدي رضي الله عنه ان ابن عمر رضي الله عنهما علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن ومن العمل ما ترضى. اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده. اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل واذا رجع قالهن وزاد فيهن ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون قال باب ما يقول اذا ركب الى سفر الحج او غيره واورد هذا الدعاء الذي جاء في حديث ابن عمر آآ رضي الله عنهما بما يشرع ان يقوله المسلم اذا ركب دابته مسافرا سواء كان هذا السفر سفر الحج او العمرة او غيرها فانه يشرع له ان يأتي بهذا الدعاء مفوضا امره الى الله ملتجأ اليه طالبا مده وعونه وتوفيقه سبحانه وتعالى قال ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا انتبه الى قبله قال ان عن علي ابن علي الازدي ان ابن عمر رضي الله عنهما علمهم علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر مثل ما تقدم الحج او غيره كبر ثلاثا اي قال الله اكبر الله اكبر الله اكبر هذه يقولها متى اذا استوى وقبلها كما في حديث علي اه عندما يريد ان ينهض على ان يركب على الدابة يسمي واذا استوى على ظهرها او على مثلا كرسي السيارة يحمد الله ثم يكبر هذه التكبيرات كبر هذه التكبيرات الثلاثة الله اكبر الله اكبر الله اكبر ثم يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اي ما كنا مطيقين لولا ان الله سبحانه وتعالى سخره ويسره وانا الى ربنا لمنقلبون. تذكر المنقلب الذي هو الرجوع الى الله سبحانه وتعالى ثم قال اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى البر فعل الطاعات والتقوى ترك المعاصي والذنوب هذا عند الجمع بينهما اذا جمع بينهما فان البر فعل الطاعة والتقوى ترك المعصية اما اذا ذكر كل واحد منهما منفردا عن الاخر فانه يتناول معنى الاخر و قوله ومن العمل ما ترضى اي نسألك ان تيسر لنا من الاعمال والطاعات والقرب ما ما ترضاه والله يقول ورضيت لكم الاسلام دينا. يوفقنا لاعمال الدين الصالحة التي ننال بها رضاك ثم قال اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ان ييسر لنا هذا السفر وقصر لنا مسافته اقل عنا بعده اي قصر لنا مسافته قوله اللهم انت الصاحب في السفر المراد بالصحبة المعية الخاصة مراض بالصحبة المعية الخاصة التي تقتضي الحفظ والعون والتأييد. ومن كان الله معه فممن يخاف وقوله والخليفة في في الاهل الخليفة من يخلف من استخلفه فيما استخلفه فيه والمعنى اني اعتمد عليك والجأ اليك يا الله وحدك في حفظ اهلي وكلاءتهم برعايتك وعنايتك وقوله اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر اي مشقة السفر والاتعاب التي آآ تكون فيه وكآبة المنظر اي سوء الحال والانكسار بسبب حزن او الم او نحو ذلك وسوء المنقلب في المال والاهل المنقلب اي الانقلاب والكفول والرجوع من السفر فيسأل الله ان لا يرجع من سفره بماذا بحال محزنة اليمة بما يحزن المرء ويسوءه سواء في نفسه بما لقي في سفره او في اهله عندما رجع اليهم فيسأل الله ان يعيذه من من من سوء المنقلب. المنقلب هي الرجوع قال واذا رجع قالهن عندما يركب راجعا يقول هذه الدعوات ويزيد عليها ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون ومن السنة ان يقال هذا عند الطفول يعني اول ما يركب راجعا الى بلده وايضا من السنة ان يقوله عند الاشراف على بلده والقرب منه فهذه ايبون تائبون عابدون تقال مرتين مرة عندما يركب يريد ان يرجع الى بلده والمرة الثانية عندما يشرف على بلده ويقرب منه ويرى جدرات بلده يشرع له ان ان يقوله لما في البخاري عن انس ما في البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اسرف على المدينة قال ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها يقولها حتى دخل المدينة اذا هذه الكلمة تشرع عن يشرع ان تقال مرتين مرة عند الطفول ومرة عند الاسراف على البلد وقوله ايبون اي نحن ايبون من ابى اذا رجع والمراد راجعون بالسلامة والخير العافية بمنة الله وقوله تائبون اي الى الله من ذنوبنا وتفريطنا وتقصيرنا ايبون تائبون اي عابدون لله قاطعون له ممتثلون امره سبحانه وتعالى لربنا حامدون اي له عز وجل حامدون على نعمائه ومننه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا