السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اه ارحب بمشاهدي ومتابعي اه هسبريس اه في هذا البرنامج الذي سنتحدث فيه ان شاء الله عن موضوع في غاية الاهمية موضوع يهم تقريبا كل انسان مش هقول بس كل مسلم آآ هذا الموضوع هو موضوع تدبر القصص لكن قبل ما اتكلم في الموضوع فيه شوية مقدمات منهجية في غاية الاهمية اه هذه المقدمات المنهجية اه علشان تستبين لنا انا محتاج ان ناخد حضراتكم في رحلة هذه الرحلة احنا هنسير فيها العالم المستقبل شوية واحنا تقريبا اليوم في يوم القيامة وفي هذا اليوم سيحصل مشهد عجيب مشهد غريب مشهد مهيب هذا المشهد آآ هيكون بطله آآ يعني شخص احنا لا نظن اطلاقا ان هذا الشخص سيكون بطل هذا المشهد واحد هو ممكن احنا في الدنيا بننظر له بعين التعظيم والاجلال لكن في الحقيقة اه النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هو يكون من اول من تسعر بهم النار. نسأل الله العافية حاجة الحقيقة مفاجأة جدا ازاي الشخص ده يكون من اول من تسعر بهم النار رغم ان هو احنا بننظر له في الدنيا بعين التعظيم والاجلال اه باختصار شديد النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله سيأتي باناس منهم واحد جامع للقرآن او قارئ للقرآن يعني هو في في امام الناس عظيم جدا وله مكانة كبيرة. هذا الرجل آآ سيسأله الله عز وجل سؤالا يقول له الم اعلمك ما انزلت على رسوله صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب فيأتي السؤال المفاجأة السؤال الصادم قال فماذا عملت فيما علمت وفي رواية فماذا عملت فيما علمت فهنا تأتي المفاجأة يحاول الهروب فيقول آآ تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن واقرأته فكنت اقوم به اناء الليل واناء نهار فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت وانما تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ وقد قيل اذهبوا به الى النار. نسأل الله العافية. معلش سامحوني ان انا ببدأ الموقف ده او المشهد ده اللي ممكن البعض يعتبره مرعب شوية لكن في الحقيقة ده ده هيحصل يعني آآ سيدنا معاوية رضوان الله عليه. لما سمع الحديث ده آآ قال يعني آآ قد فعل بهؤلاء هكذا فكيف بغيرهم مم سيدنا ابو هريرة كان كل ما ييجي يروي الحديث ده يغش عليه مرة في التانية في التالتة. طيب ايه الفكرة؟ الفكرة احنا قدام واحد نموزج متميز جدا جدا من العناية بكتاب الله عز وجل لكن العجيب ان مع هذه العناية الشخص ده هيكون من اول ما تشعر بهم النار. آآ للاسف الشديد هذا الشخص كل ما بنيجي نتكلم عنه معظم دعاء الخطباء والعلماء يقولوا ان هو عنده اشكال في النية عنده اشكال في نيته وده واضح وما فيهوش كلام. هو يعني قال تعلمت فيك العلم وعلمته قرأت فيك القرآن واقرأته فكنت اقوم به انا ليل وانا النهار فقال الله له كذبت. ماشي. لكن في اشكال تاني لا يلتفت اليه. اشار اليه العالم المغربي المالكي الكبير العالم ابو بكر ابن العربي. لما قال اعظم ما يلقى العبد به ربه يوم القيامة قرآن جمع ولم يعمل به لان في الحقيقة هذا الرجل سئل سؤالا ماذا عملت فيما علمت ماذا عملت فيما علمت هذا سؤال سيسأله الجميع النبي صلى الله عليه وسلم نص عليه في حديث اخر فقال ويسأل عن علمه ماذا عمل فيه؟ قد علمت فما عملت؟ لدرجة ان مستحيل ترغيب وترهيب سيدنا ابو الدرداء يقول اخوف ما اخاف ان يقال لي يا عويمر اما علمت فما عملت فهنا هذا الرجل باختصار لديه نوعين من الخلل. عنده خلل في النية وخلل في المنهجية خلل في النية هو مقتضى لا اله الا الله. المفترض ان انا كل عملي يكون لله. وخلل في المنهجية لم يكن تعامله مع كتاب الله على منهاج رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فكان بان هو يتعلم مش مهتم انه يعمل. مهتم بالمبنى بس مش مهتم بالمعنى اعظم ما يلقى العبد به ربه يوم القيامة قرآن جمع ولم يعمل به. طيب انا ليه بقول الكلام ده؟ بقول الكلام ده بين يدي الموضوع اللي هنتكلم عنه علشان انبه على شيء بنسميه المتروك في مواجهة شيء بنسميه المطروق. المتروك بالتاء اللي هو حاجة احنا تركناها واهملناها وانشغلنا عنها. لكن المطروق بالطاء هو احنا مشغولين بها ومش مقصرين فيها وتمام معها لما نيجي ننظر لكتاب الله سبحانه وبحمده. لما نيجي ننظر للدين ككل. هنلاقي ان المطروق عندنا اللي احنا مشغولين به المعلومة العلم. تمام لكن العمل متروك هنلاقي احنا فيما يتعلق بكتاب الله مسلا في رمضان وفي غير رمضان اه الاهتمام بالمبنى قراءة اه سماع تجويد اه حفظ مم ده مطروق لكن للاسف الاهتمام بالمعنى فهما وتدبرا وعملا متروك للاسف الشديد وهذا محزن في واقع الامة. يخلي انا مساحة الانتفاع عندي فيها اشكال. طيب انا هاخد الخيط من الكلام ده علشان ااكد على ان البرنامج بتاعنا احنا هنتناول فيه اه القصص القصص دي تقريبا كل الناس عارفة قصص كل الناس بتحب القصص كل الناس بتسمع قصص كل الناس بتتابع قصص. بس فين الاشكال الاشكال ان القصص دي اتعرضت لنفس الاشكالية المنهجية اللي تعرض لها كل حاجة في ديننا ان بقينا في حاجات مطروقة وحاجات متروكة ايه اللي متروكة؟ المطروق هو احاد المعلومات لكن المتروك المنهجيات يعني النهاردة القصة بقت عندنا للاستمتاع اكتر ما هي للانتفاع وللتسلي اكتر ما هي للتأسي وللانبهار اكتر ما هي للاعتبار وللتفكه اكتر ما هي للتفكر للاسف الشديد باداء النظام الطاغي العام على تعاملنا مع القصة او نظرتنا لها. ان احنا مركزين الى حد كبير والله القصة جميلة ولا مش جميلة دي حاجة مش ممتعة. الله مركزين على ابعاد الجمال ومهملين لابعاد الكمال اللي يهمنا انها تكون ممتعة بس مش مهم تكون نافعة. مش مهم احنا حتى نفسنا يعني ننتفع بها ازاي؟ انتفعنا بها ازاي؟ عملنا ايه فللاسف الشديد فيما يتعلق بالقصص من هجم نفسه في التعامل معها من هجمة في تلقيها مركز على اللقطة دي لدرجة بتوصل احيانا ان احنا مش بس بنركز على الامتاع ده احنا بنركز على الامتاع ايا كان التمن حتى لو كان على حساب هويتنا لو على حساب افكارنا لو على حساب دينا مش يعني ممكن يتابع حاجات كمان فيها انحراف وفيها شزوز وفيها بس المهم تبقى ممتعة. هو عجباه القصة دي. البعد بتاع الانتفاع نفسه اهماله افضى بنا ان احنا للاسف الشديد بقى النهاردة لما تيجي تقول هتكلم عن القصص. ايوة قل لنا قصة جديدة. احكي قصة جديدة. لدرجة ان في ناس يختلقوا احداث ويقعدوا يجيبوا الغرائب ويبقوا مولعين بالحاجات اللي مش موثوقة علشان خاطر ما يطلبه المستمعون. علشان خاطر الجمهور يبقى مستمتع وفرحان وتمام ويكدب وما فيش مشكلة انما للاسف الشديد فكرة ان يبقى القصص ده حق لان فكرة ان الشيء ده ينتفع به للاسف الشديد هذا اشكال حاضر. المطروق المطروق هو كل الكلام اللي هو من النوع اللي هو ايه معزمه يعني في الغالب احكي قصة نستمتع بها كلام من ده لكن المتروك الانتفاع المتروك التأسي المتروك الاعتبار المتروك التفكر هذه الامور التي هي في غاية الاهمية فيما يتعلق بالقصة ككل وبالقصة جت في الوحي تحديدا في القرآن وفي السنة. الحقيقة لا تزال قضية المتروك والمتروك دي فيها امور اخرى اه ضرورية جدا فيما يتعلق بالقصة ايه هي الامور دي هنتعرف عليها في الحلقة القادمة ان شاء الله وقدر الله اللقاء والبقاء. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكن. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ودمتم وخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته