بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله بكتابه مختصر صحيح مسلم باب لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد عن ابي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجدي الحرام ومسجد الاقصى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال المصنف الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب لا تسد الرحال الا الى ثلاثة مساجد هذا فيه فضل هذه المساجد الثلاثة المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الاقصى وانها مخصوصة من بين سائر مساجد الدنيا بل مخصوصة من بين سائر بقاع الدنيا فلا يرحل من بلد الى بلد الى مسجد او الى بقعة الا الى هذه الثلاث المساجد بغرض العبادة التقرب فهذه البقاع الثلاثة مخصوصة بذلك قال عن ابي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشدوا الرحال الا الى ثلاثة مساجد. مسجدي هذا هو مسجد ومسجد الحرام والمسجد الاقصى فهذه البقاع الثلاثة هي التي يشرع شد الرحل سفرا اليها تقربا الى الله سبحانه وتعالى ولا يشرع سد الرحل لا الى مسجد ولا الى بقعة ولهذا ينبغي ان يعلم ان المستثنى في في هذا الحديث الا الى ثلاث مساجد ليس هو المساجد فقط ليس هو المساجد فقط لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. المستثنى ليس هو المساجد فقط بل هو كل بقعة كل بقعة في الارض لا يرحل اليها يعني لا يرحل الى قبر لا يرحل الى جبل لا يرحل الى اي كان من البقاع في الدنيا بالغرض التعبد الا لهذه المساجد الثلاثة ولهذا جاء في المسند وغيره بسند صحيح ان ابا هريرة رضي الله عنه يقول لقيت بصرة ابن ابي بصرة الانصاري الغفاري فقال من اين اقبلت بصرة يسأل ابا هريرة من اين اقبلت فقلت من الطور رحل الى الطور قلت من الطور. قال لو ادركتك قبل ان تخرج اليه ما خرجت لو ادركتك قبل ان تخرج اليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تعمل المطيء الا الى ثلاثة المساجد ولم يرحل الى مسجد رحل الى جبل المستثنى ليس المساجد كل بقعة في الدنيا لا يرحل اليها اه تعبدا وتقربا الا الى هذه الثلاثة المساجد المسجد الحرام ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام والمسجد الاقصى لا يدخل في هذا السفر الى منطقة لطلب العلم او السفر الى زيارة اقارب او السفر الى تجارة او السفر الى بصلة رحم او السفر الى علاج هذه الاسفار كلها ليست شد رحل لبقعة ليست شدة رحل لبقعة بغرض التعبد وانما شد رحل لعمل معين ومقصد معين ليس لبقعة فمن رحل مثلا الى عالم لم يرحل الى بقعته رحل اليه ومن رحل الى تجارة لم يرحل للبقعة رحل للتجارة لو كانت تلك التجارة في مكان اخر ذهب اليها ومن رحل الى علاج ما رحل الى البقعة رحل الى العلاج فشد الرحل الى بقعة معينة لغرض التعبد هذا منهي عنه منهي عنه جبل قبر مسجد ايا كان من البقاع لا يجوز شد الرحل اليها اه بغرض التعبد الا هذه البقاع الثلاثة هذه المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجد فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وتخصيصها هذا دليل على فضلها وتميزها عن سائر ان عن سائر البقاع نعم قال رحمه الله فضل الصلاة بمسجدي الحرمين الشريفين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة في غيره من المساجد الا المسجد الحرام قال باب فضل الصلاة بمسجدي الحرمين الشريفين المسجد الحرام ومسجد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هذان المسجدان لهما فضل عظيم بالصلاة فيهما فضل عظيم للصلاة فرضها ونفلها فضل عظيم فالمسجد الحرام فضله عن سائر مساجد الدنيا بمئة الف ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام فظله عن سائر مساجد الدنيا بالف صلاة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة في غيره من المساجد الا خير من الف صلاة في غيره من مساجد الا المسجد الحرام فهذا فيه دلالة على فضل الصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام وانها خير من الف صلاة افضل من الف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام وقوله صلاة في مسجدي هذا يشمل الفرض والنفل يشمل الفرض والنفل لكن من صلى مثلا الفرض المسجد ثم اخر النفل الى البيت فصلاة النفل لو صلاها في المسجد بالف صلاة النفل لو صلاها بالمسجد بالف لكن لو اخرها الى البيت تكون افظل او ليست افضل نعم افظل لقول النبي عليه الصلاة والسلام صلاة الرجل في بيته افضل الا المكتوبة فلو صلاها في المسجد النافلة هي بالف لكن لو صلاها في بيته فهي افضل فهي افضل لحديث النبي عليه الصلاة والسلام صلاة الرجل في بيته افضل الا المكتوبة و المراد بالمسجد قال في مسجدي هذا صلاة في مسجدي هذا المراد بالمسجد هنا كل ما يعني سواء المسجد الذي كان في زمانه او الزيادات التي لحقته زيادات وهي كثيرة على مر التاريخ فالزيادة لها حكم المزيد الزيادة لها حكم المزيد آآ يتناول قوله مسجدي هذا مسجده وما الحق به من زيادات لانها اصبحت من مسجده ويطلق عليها كلها مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ليس مسجد النبي هو البقعة التي كان كانت محددة في في زمانه بل كل ما زيد بعد زمانه فهو داخل في فهو داخل في هذا الفضل الذي هو التضعيف بالف او باكثر من الف وقوله في هذا الحديث الا المسجد الحرام جاء في بعض الاحاديث ما يدل على ان الصلاة المسجد الحرام تفضل الصلاة في مسجد النبي بالمئة الصلاة في المسجد الحرام تفظل الصلاة في مسجد النبي بمئة صلاة مات الصلاة والصلاة في مسجد النبي بالف فاذا كان المسجد الحرام يفظل مسجد النبي بمئة والمسجد النبوي بالف فمعنى ذلك ان الصلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة فجاء في بعض الاحاديث ان الصلاة في المسجد الحرام يفظل اه صلاة المسجد النبوي بمائة وجاء في بعض الاحاديث ان الصلاة في المسجد الحرام خير اه مما اه من الصلاة فيما سواه اي من المساجد بمائة الف ومؤدى اللفظين واحد وادى اللحظين واحد سواء قيل انه يفضل الصلاة في سائر المساجد مئة الف او قيل يفضل المسجد النبوي بمئة صلاة فمؤدى الحديثين واحد نعم قال رحمه الله باب بيان المسجد الذي اسس على التقوى عن ابي سلمة بن عبدالرحمن قال من ربي عبد الرحمن بن ابي سعيد الخدري قال قلت له كيف سمعت اباك يذكر في المسجد الذي اسس على التقوى قال قال لي ابي دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله اي المسجدين اسس على التقوى قال فاخذ كفا من حصباء فضرب به الارض ثم قال هو مسجدكم هذا بمسجد المدينة قال فقلت اشهد اني سمعت اباك هكذا يذكره قال باب في بيان المسجد الذي اسس على التقوى المسجد الذي اسس على التقوى من اول يوم و الله جل وعلا سورة التوبة لما ذكر مسجد الضرار قال لي لنبيه عليه الصلاة والسلام لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم في فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين السياق القرآن يدل على ان المراد هو مسجد قباء سياق القرآن يدل على ان المراد مسجد قباء لانه ذكر مع مسجد الضرار فالمقصود بهما الصدقا وهذا الحديث فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن المسجد الذي اسس على التقوى من اول يوم فاخذ كفا من حصباء فظرب به الارض ثم قال هو مسجدكم هذا يعني المسجد النبوي المسجد النبوي وكل من منهما صحيح كل منهما صحيح لان كلا منهما اسس على التقوى من اول يوم لان كل منهما اسس على التقوى من اول يوم والنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي اسس مسجد قباء وصلى فيه مدة من بني عمر ابن عوف ثم لما انتقل الى المدينة بنى مسجده عليه الصلاة والسلام مسجده هذا فكل منهما اسس على التقوى من اول يوم نعم قال رحمه الله باب في مسجد قباء وفضله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين عن ابن عمر رضي الله عنهما كان يأتي قباء كل سبت وكان يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سبت قال باب في مسجد قباء وفضله لما ذكر ما يتعلق بفظل المسجد النبوي مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ما يتعلق بفظل مسجد قباء المدينة ليس فيها مساجد اه قصت بفظل ليس فيها مساجد خصت تظل الا هذين المسجدين مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء اما مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فقد تقدم ما يتعلق بالفضل الوارد فيه وفي هذه الترجمة يذكر رحمه الله ما يتعلق بفضل آآ الصلاة في مسجد قباء و آآ فضل الصلاة في مسجد قباء ورد فيه عن نبينا عليه الصلاة والسلام سنتان فعلية وقولية فعلية وقولية كلتاهما وردتا في حديثي ابن عمر الذين ساقهما المصنف تحت هذه الترجمة اما حديث ابن عمر الاول ففيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين فيصلي في ركعتين الحديث الثاني قال عن ابن عمر كان يأتي قباء كل سب وكان يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سنة هذان الحديث ان فيهما اه سنة فعلية بهما سنة فعلية وهي اتيان النبي عليه الصلاة والسلام مسجد قباء راكبا اي على دابة او ماشيا على قدميه فيصلي فيه ركعتين يصلي فيه ركعتين بالرواية الاخرى للحديث قال كان يأتي قباء كل سبت كل سبت يحتمل انه كل يوم سبت ويحتمل ان انه كل سبت يعني كل اسبوع كل اسبوع يعني ما يمر عليه اسبوع دل ويذهب الى قبا اما راكبا او ماشيا فيصلي فيه عليه الصلاة والسلام آآ في ركعة فهذه سنة فعلية جاءت في هذين الحديثين اما السنة القولية فقد جاءت في حديث سهل بن حنيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تطهر في في في بيته ثم اتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان كاجر عمرة هذه سنة قولية من تطهر في بيته ثم اتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة. قوله صلاة هذا يتناول الفرض والنفل يعني لو ان شخصا تطهر في بيته ثم ذهب الى قبالة ليصلي فيه الظهر مع الجماعة او يصلي العصر او يصلي المغرب صلي الفجر ويصلي العشاء فان الحديث يتناوله او ذهب الى قباء في الضحى وصلى في ركعتين. الحديث يتناوله لكن بماذا بهذا القيد الذي جاء في الحديث قال من تطهر في بيته من تطهر في بيته يعني يتطهر ويخرج من بيتا قاصدا هذا المسجد مسجد قباء ليصلي فيه ركعتين كان كاجر عمرة فكما ان المعتمر كما ان المعتمر يتجهز في بيته ويتهيأ ثم يمر بالميقات ويذهب الى مكة ويعتمر فهذا يتجهز في بيته تجهز في بيته يتطهر ويكون خروجهم من البيت انما هو خروج للذهاب الى مسجد قباء ليصلي فيه صلاة سواء كانت فرضا او نفلا فانها كاجر عمرة وهذا في دلالة على فضل عظيم اه فضل عظيم في الصلاة للصلاة في هذا المسجد المبارك مسجد قباء الذي اسس على تقوى من اول يوم وبهذه الترجمة يكون انتهى ما يتعلق بكتاب الحج نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيق وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم