الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ زكي الدين عبدالعظيم ابن عبدالقوي المنذري رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه مختصر صحيح مسلم في كتاب الطلاق باب في الحرام وقوله عز وجل يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك؟ والاختلاف فيه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال اذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها ولقد كان لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الحافظ المنذري رحمه الله باب في الحرام قوله عز وجل يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك والاختلاف فيه قوله باب في الحرام اي اذا حرم الرجل عليه امرأته ان رمى الرجل عليه امرأته كان يقول لامرأته انت حرام علي وانت علي حرام ما حكم ذلك قال والاختلاف فيه اي الاختلاف في هذا التحريم اذا حرم الرجل عليه امرأته فما الحكم الاكثر على ان هذا يجرى مجرى اليمين ويكون فيه كفارة اليمين من اهل العلم من ذهب الى ان هذا يكون من الظهار وان عليه كفارة الظهار ومنهم من يفصل بحسب النية نية القائل لهذه الكلمة فان اراد بتحريم زوجته على نفسه طلاقها اعتبر هذا طلاقا وان لم يقصد بالتحريم طلاقها فلا يعتبر طلاقا وعليه كفارة بهار وهي عتق رقبة مؤمنة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين فان لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وان لم يقصد الظهار فانه يجري مجرى اليمين ويكون فيه كفارة اليمين وهذا احسنها اذا قال الرجل لزوجته انت حرام؟ وكان يريد ظهارا بمعنى انها حرام عليه كحرمة امه او كحرمة اخته او نحو ذلك فانه يكون ابهارا على حسب نيته وان كان يريد طلاقا فهو طلاق وان لم يرد لا هذا ولا هذا لم يرد الظهار ولم يرد الطلاق وانما اراد ان يحلف عليها بشيء فان هذا يكون يمين يمينا مكفرا كونوا يمينا مكفرة وهو الذي عناه ابن عباس آآ رضي الله عنه في هذا الاثر الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي اعتبر الذي كان من آآ النبي عليه الصلاة والسلام يمينا ونزل الحكم بذلك بان عليه فيه كفارة يمين نزل قول الله سبحانه وتعالى يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحل لك ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم. نعم وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا. قالت فتواطيت انا وحفصة ان ايتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل اني اجد منك ريح مغافير اكلت مغافير فدخلا على احداهما فقال ذلك له فقال شربت عسلا عند زينب وبنت جحش ولن اعود له. قال بل شربت فقال بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن اعود له فنزل لما تحرم ما احل الله لك؟ الى قوله تعالى ان تتوبا لعائشة وحفصة واذ اسر النبي الى بعض ازواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا ثم اورد هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها وعن الصحابة اجمعين وفيه ان عائشة رضي الله عنها اتفقت مع حفصة رضي الله عنها ان انه اذا جاء النبي عليه الصلاة والسلام لاحداهما تقول له اني اجد منك ريحة مغافير لانه بلغهما انه اذا دخل عند زينب يمكث وتقدم له عسلا ويشرب من هذا العسل فاتفقتا ان كل واحدة منهما اذا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم تقول له اجد منك ريح المعافير وهي رائحة كريهة رايحة كريهة والنبي عليه الصلاة والسلام يحب الرائحة الطيبة ويكره الرائحة الكريهة والمغافير شبيه بالصمغ يكون في الرمث فيه حلاوة والرمت مرعى من مراعي الابل والنبي عليه الصلاة والسلام كما تقدم يكره الرائحة غير الطيبة والا يسم منه الا الرائحة يكره الرائحة غير الطيبة والا يشم منه الا رائحة طيبة فلما تواطأتا على ذلك عائشة وحفصة وكل واحدة منهما اذا عندما يدخل عليها تخبره بنفس الخبر ظن ان هذا الذي قال تاهو انه صحيح وان الذي يشرب عند زينب اه المغافير وليس عسلا وان هذه الرائحة التي وجدتاها في انها بسبب اكل المغافير فقال عليه الصلاة والسلام لن اعود له قال لن اعود له هذا ما هو تحريم تحريم لنفسه حرم على نفسه عليه الصلاة والسلام ان ان يعود له واعتبر آآ يمينا ونزل فيه قول الله عز وجل يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك مرضاة ازواجك اي حفصة عائشة والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما لقد كان لكم لكم في رسول الله اسوة حسنة فانزل علي ان هذه يمين مكفرة قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم وهذه الاية الاولى من سورة التحريم اختلف بسبب نزولها فقيل نزلت في شأن ماريا قبطية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمها على نفسه فنزل فيها يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك هذا قول ذكر في سبب النزول لكن يقول الحافظ ابن كثير بعد ان اورده وساق بعض ما ورد فيه قال والصحيح ان ذلك كان في تحريمه العسل كان في تحريمه العسل كما في حديث عائشة الذي آآ ساق المصنف هنا وهو في الصحيحين ومعنى قوله يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك؟ اي من الطيبات ومن ذلكم العسل الطيبات التي انعم الله سبحانه وتعالى بها عليك وانعم بها على امتك واحلها لك واحلها لامتك ثم قال جل وعلا قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم بشرع سبحانه وتعالى ما تنحل به ايمانكم وهذا نظير آآ ما جاء في اه سورة المائدة عندما ذكر الله عز وجل الطيبات قال يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ثم قال بعدها فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم فكل من حرم حلالا علي من طعام او شراب ونحو ذلك او حلف يمينا بالله على فعل ان على فعل امر او ترك امر ثم حلت او اراد الحنك فعليه كفارة يمين نعم وعن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل فكان اذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن فدخل عند حفصة فاحتبس عندها اكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لي اهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فقلت اما والله لنحتالن له وذكرت ذلك لسودة وقلت اذا دخل عليك فانه سيدنو منك. فقولي له يا رسول الله اكلت مغافير فانه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه ان توجد انهو الريح فانه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحله العرفط وساقول ذلك له وقوليه انت يا يا صفية فلما دخل على سودة قالت تقول سودة والذي لا اله الا هو لقد كدت ان اباديه بالذي قلت لي وانه لعلى فرقا منك. فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله اكلت مغافير؟ قال لا. قال قالت فما هذه الريح؟ قال سقتني حفصة شربة عسل. قالت جرست نحله العرفط فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ثم دخل على صفية فقالت فقالت بمثل ذلك. فلما دخل على حفصة قالت يا رسول الله الا اسقيك منه؟ قال لا لا حاجة لي به؟ قالت تقول سودة سبحان الله والله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل كان يحب الحلوى والعسل اه عطف العسل هنا على الحلوى ومن باب عطف الخاص على العام لان العسل من الحلوى فعطفه من باب عطف الخاص على العام قالت فكان اذا صلى العصر دار على نسائه اذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن يدنو منهن بلمس او تقبيل او نحو ذلك لكن من دون اه الجماع وهذا سبق بيانه اه فيما تقدم فكان اذا صلى العصر دار على نسائه عليه الصلاة والسلام وايضا تقدم ان انه بعد العشاء يأتين كلهن في بيت التي آآ يأتينا بعد العشاء في بيت التي يكون عندها يجلسن قليلا ثم يذهبن قد تقدم معنا في ذلك قصة عائشة مع زينب لما تقاولتا اه وهذا فيه ايضا كما تقدم ما فيه من آآ آآ قرب النبي عليه الصلاة والسلام من نسائه مع كثرتهن ومتابعته لهن ورؤيته لهن اكثر من مرة في اليوم وعددهن تسع اللاتي في عصمته في ذلك آآ الوقت وكلهن وان بهذا العدد يراهن في اليوم مرتين مرة في العصر يدنو من يأتي كل واحدة في بيتها يتفقدها ويؤنسها وايضا آآ يجتمعن عنده كلهن بعد اه بعد العشاء في بيت التي هو عندها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قالت فدخل على حفصة فاحتبس عندها اكثر مما كان يحتبس في هذا الدخول الذي يمر به على نسائه بعد العصر احتبس يعني زاد في الجلوس اكثر مما يجلس عند وغيرها فسألت عن ذلك تقول عائشة فسألت عن ذلك فقيل لي اهدت له امرأة من قومها عكة من عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة هذا الحديث فيه ان التي سقته العسل هي حفصة وان الذي حصل منهن الاتفاق انه اه شرب شيئا فيه رائحة العرفط او المغافير كما في الحديث الاول الاتفاق كان بين عائشة وسودة وصفية في هذا الحديث والحديث السابق ان الذي سقته العسل زينب وان الاتفاق انه ان شرب شيئا في رائحة انه شرب شيئا في راحة العرف او المغافير كان بين عائشة وحفصة والاقرب ما جاء في الحديث الاول ان التي سقته العسل هي زينب وان الاتفاق والتواطؤ كان بين عائشة وحفصة فهذا هو الذي يوافق التظاهر الذي ذكر في السورة بقوله ان تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما قد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس وسيأتي عند المصنف قريبا قال مكثت سنة اريد ان اسأل عمر اه ابن الخطاب عن اية فما استطيع ان اسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل الى الاراك لحاجة الله فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا امير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ازواجه فقال تلك حفصة وعائشة وسيأتي الحديث عند المصنف رحمه الله و الاية الكريمة التي نزلت اه ايظا في هذا الشأن في في سورة التحريم وهي قوله تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما قلوبكما اي حفصة وعائشة فالخطاب اه الزوجتين يقول الشيخ بن سعدي رحمه الله في تفسير هذه الاية الخطاب للزوجتين الكريمة من ازواجه صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما كانتا سببا لتحريم النبي عليه الصلاة والسلام على نفسه ما يحبه اي العسل كما في القصة فعرظ الله عليهما التوبة وعاتبهما على ذلك واخبرهما ان قلوبهما قد صغت اي مالت وانحرفت عما ينبغي لهن من الورع والادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامه والا يشققن عليه وان تظاهر عليه اي تعاون على ما يشق عليه ويستمر هذا الامر منكن فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير والملائكة بعد ذلك ظهير اي الجميع اعوان للرسول عليه الصلاة والسلام وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى ثم خوفهما ايضا بحالة تشق على النساء غاية المشقة وهو الطلاق الذي هو اكبر شيء عليهن فقال عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن. الى اخر كلامه آآ رحمه الله تعالى وبمناسبة قوله جل وعلا آآ انت وان تظاهر عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير بهذه المناسبة اروي طرفة طريفة وهي انه يقال ان رجل قيل له اه الا تأخذ ثانية يعني زوجة ثانية فالنبي عليه الصلاة والسلام عدد لكنه كان يخاف من من هذا الامر ان يأخذ ثانية فقال النبي عليه الصلاة والسلام عدد لكن الله قال في شأنه اه وان تظاهر عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير. يقول يقول لكن انا ان عددت اتورط يبوي والان ان عددت اتورط اه قول عائشة رضي الله عنها في الحديث فقيل لي اهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل عكام العسل. العكة الوعاء الذي اه يتخذ منه الجلد وعاء صغير و اتفاقهن على ان تقول كل واحدة جرست نحله العرفط اي رعت نحله شجر العرفط شجر العرفظ هو الذي استخرج منها الصمغ الذي يقال له المغافير في الحديث الاول فالحديث الاول فيه ان ان الذي ذكر منهن ان ان النبي صلى الله عليه وسلم اكل منه والصمغ الذي يخرج من هذه هذه الشجرة وهنا العرفط هو آآ العسل اه العرف طوى ما يعني ما جرست او العسل الذي اه اكل النحل نحله من هذه الشجرة واخذ نحله من من هذه الشجرة فلهذا ظهر ريحه في العسل لانها جرست النحل والعرف اكلت من هذا من هذا الشجر شجر العرفط اي صار في الاسر ريح العرفط الذي رائحته غير طيبة والرسول عليه الصلاة والسلام كما قالت عائشة آآ يشتد عليه ان توجد منها الريح الريح يعني غير الطيبة الريح الكريهة اشتد عليه ذلك عليه الصلاة والسلام قولها فلما دخل على سودة لما دخل سوداء قالت تقول سوداء والذي لا اله الا هو لقد كدت ان ابادىءه بالذي قلت لي وانه لعلى الباب فرقا منك كانت اه سودا تخاف من عائشة لعظيم مكانة عائشة عند آآ النبي عليه الصلاة والسلام فتخبر سودة عن نفسها وتحلف انها عزمت على انها من حين يأتي عند الباب تهاته قبل ان يجلس معه ويدنو منها من خوفها من عائشة آآ رضي الله عنهما ولكنها صبرت حتى دخل ثم قالت له ذلك و قول عائشة قالت تقول سوداء سبحان الله والله لقد حرمناه والله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي حرمناه اي منعناه منعنا هذا الطيب الذي يشتهيه ويحبه عليه الصلاة والسلام وهو العسل رمناه بهذه الطريقة التي تواطئنا عليها فقالت لها عائشة اسكتي وقول عائشة لها اسكتي كانها خشيت ان يفشوا ذلك فيظهر ما دبرته من آآ فكيدا لحفصة فرظي الله عنها عن الصحابة اجمعين وهذا الحديث تضمن فوائد عظيمة جدا ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في كلامه على هذا الحديث يقول رحمه الله وفي الحديث من الفوائد ما جبل عليه النساء من الغيرة ما جبل عليه النساء من الغيرة وان الغير تعذر فيما يقع منها من الاحتيال فيما يدفع عنها ترفع ضرتها عليها باي وجه باي وجه كان وترجم عليه المصنف اي البخاري في كتاب ترك الحيل ما يكره من احتيال المرأة من الزوج والضرائب وفيه اي من الفوائد الاخذ بالحزم في الامور وترك ما يشتبه الامر فيه من المباح خشية من الوقوع في المحظور وفيه ما يشهد بعلو مرتبة عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى كانت برتها تهابها وتطيعها في كل شيء تأمرها به حتى في مثل هذا الامر مع الزوج الذي هو ارفع الناس قدرا وفيه اي من الفوائد اشارة الى ورع سوداء لما ظهر منها او لما ظهر منها من التندم على ما فعلت لانها وافقت اولا على دفع ترفع حفصة عليهن بمزيد الجلوس عندها بسبب العسل ورأت ان التوصل الى بلوغ المراد الى بلوغ المراد من ذلك لحسم مادة شرب العسل الذي هو السبب الاقامة لكن انكرت بعد ذلك انه يترتب عليه منع النبي صلى الله عليه وسلم من امر كان يستهيئ وهو شرب العسل مع ما تقدم من اعتراف عائشة الامرة لها بذلك في صدر الحديث فاخذت سودة تتعجب مما وقع منهن في ذلك ولم تجسر على التصريح بالانكار ولا راجعت عائشة بعد ذلك لما قالت لها اسكتي بل اطاعتها وسكتت لما تقدم من اعتذارها في انها كانت تهابها وانما كان التهابها لما تعلم من مزيد حب النبي صلى الله عليه وسلم لها اكثر منهن فخشيت اذا خالفتها ان تغضبها واذا اغضبتها لا تأمن ان تغير عليها قاطرة النبي عليه الصلاة والسلام ولا تحتمل ذلك فهذا معنى خوفها منها وفيه ان عماد القسم اي بين الزوجات الليل وان النهار يجوز الاجتماع فيه بالجميع لكن بشرط الا تقع المجامعة الا مع التي هو في نوبتها كما تقدم تقريره وفيه استعمال الكنايات بما يستحي من ذكره لقوله في الحديث فيدنو منهن والمراد فيقبل ونحو ذلك ويحقق ذلك قول عائشة لسودة اذا دخل عليك فانه سيدنو منك فقولي له اني اجد كذا وهذا انما يتحقق بقرب الفم من الانف بقرب الفم من الانف ولا سيما اذا لم تكن الرائحة طافحة بل المقام يقتضي ان الرائحة لم تكن طافحة لانه لو كانت طافحة لكانت بحيث يدركها النبي عليه الصلاة والسلام ولا انكر عليها عدم وجود وجودها منه فلما اقر على ذلك دل على ما قررناه انا لو قدر وجودها لكانت خفية الرائحة واذا كانت خفية لم تدرك بمجرد المجالسة والمحادثة من غير قرب الفم من الانف والله اعلم انتهى اه او انتهت هذه الفوائد التي اه ذكر الحافظ اه ابن حجر آآ رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب وانبه ان غدا الثلاثاء لا يوجد درس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم