بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله بكتابه مختصر صحيح مسلم كتاب الطلاق باب تخيير الرجل امرأته عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال دخل ابو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لاحد منهم قال فاذن لابي بكر رضي الله عنه فدخل ثم اقبل عمر رضي الله عنه فاستأذن فاذن له. فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه وساكتا قال فقال لاقولن شيئا اظحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة تسألني النفقة فقلت فقمت اليها فواجهت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قلن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام ابو بكر الى عائشة يجوا عنقها وقام عمر الى حفصة يلجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ابدا ليس عنده ثم اعتزلهن او تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الاية يا ايها النبي قل لازواجك حتى بلغ للمحسنات منكن اجرا عظيما قال فبدا بعائشة فقال يا عائشة اني اريد ان اعرض عليك امرا احب الا تعجلي فيه حتى تستشيري ابويك قالت وما هو يا رسول الله فتلا عليها الاية قالت افيك يا رسول الله استشير ابوي بل اختار الله ورسوله والدار الاخرة واسألك الا اسألك الا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن الا اخبرتها. ان الله تعالى لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد اما بعد قال المصنف الحافظ المنذري رحمه الله تعالى باب تخيير الرجل امرأته المراد التخيير ان يخيرها بين ان تبقى في عصمته الزوجة له او ان يطلقها ويفارقها لتنكح زوجا غيره غالبا يكون الحاجة الى الى مثل هذا اذا قلت ذات اليد عند الرجل ولم يتمكن من آآ الوفاة بكامل النفقة وايضا آآ تكون المرأة قل صبرها على قلة ذات يده فالتخير هو ان يخير الرجل امرأته بين ان تصبر على حاله وقلة ذات يده او ان يفارقها او ان يفارقها واورد حديث جابر رضي الله عنه ان ابا بكر رضي الله عنه دخل يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لاحد منهم فاذن لابي بكر رضي الله عنه فدخل وهذا فيها بيان لمكانة ابي بكر رضي الله عنه وماله من تميز ومكانة عند النبي عليه الصلاة والسلام ثم اقبل عمر رضي الله عنه فاستأذن له فاستأذن فاذن له استأذن فاذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا الواجب والوجوم هو الامتناع عن الكلام وغالبا يلجأ الانسان اليه لما يهتم بامر وينشغل باله وذهنه في امر يقلقه ويشغل باله فيكون في حالة هجوم في حالة هجوم يصاحب هذا الهجوء الوجوه من هناك في آآ التفكير وانشغال بامر يصبح به المرء واجما. فكان النبي عليه الصلاة والسلام حوله نساؤه واجما ساكتا لما رأى عمر رضي الله عنه النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الحال اراد ان يغير عليه اراد ان يغير عليه قال لاقولن شيئا اضحك النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هدي هدي مبارك ونافع يعني اذا رأى المرء من صاحبه هجوما او اه مثلا قلقا او يعني تكدرا او نحو ذلك ينبغي ان يغير عليه ينبغي ان ان يغير عليه ويأتي بما يكون فيه من بسطه وادخال السرور والضحك والابتسامة لاقولن شيئا اظحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة اي زوجة عمر سألتني النفقة سألتني النفقة فقمت اليها فوجئت عنقها فقمت اليها فوجئت عنقها اه وجأت عنقها اي طعنتها او ظربتها في في عنقها وقام اه فظحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة هن حولي يسألنني النفقة فقام ابو بكر الى عائشة بنته يجع عنقها عنقها وقام عمر الى حفصة ايظا بنته يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده والله تعالى يقول لينفق ذو سعة من سعتي ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله كانت هذه هي حالهن كانت هذه هي حالهن اه مثل هذا حصل لعمر رضي الله عنه وايضا لغيره من الصحابة لقلة ذات اليد في ذلك الوقت قال والله قال قلنا والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ابدا ليس عنده لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ابدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا او تسعا وعشرين والشهر ثلاثون او تسع وعشرون ثم نزلت هذه الاية اية التخيير اية التأخير نزلت بعد الايلاء على النبي عليه الصلاة والسلام الا يقرب نسائه شهرا والايلاء هو هذا ان ان يحلف آآ الرجل الا يقرب اهله ويحدد مدة لا يقربهم فيها وهذا يراد به التأديب المرأة فبعد هذا الايلاء الذي كانت مدته شهرا نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام اية التأخير في سورة الاحزاب قول الله سبحانه وتعالى يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين اه ان كنتن تردن الحياة الدنيا ووزينتها فتعالينا امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما فهذا تخير لنساء النبي عليه الصلاة والسلام بين البقاء في عصمته مع الوظع الذي هو عليه قلة ذات اليد او ان يا وهو يكون في هذا اختيار للرسول عليه الصلاة والسلام والدار الاخرة والثواب العظيم الذي اعده الله عز وجل للمحسنين الصابرين او يخترن الدنيا وزينتها فجاءت هذه الاية بهذا هذا التخيير تخيير الرجل امرأته فخير النبي عليه الصلاة والسلام نساءه وبدأ بعائشة وعائشة هي احب النساء اليه احب نسائه اليه وخيرها عليه الصلاة والسلام وهو يرغب ان تختار البقاء فكان يقول عليه الصلاة والسلام يا عائشة اني اريد ان اعرض عليك امرا احب ان لا تعجلي محبا لا تعجلي هذا هذا القول محبا لا تعجلي يعني يفيد انه عليه الصلاة والسلام حريص الا اختاروا الفراق وان تختار البقاء في عصمته عليه الصلاة والسلام وهذا يبين عظيم مكانة عائشة في قلب النبي وعليه الصلاة والسلام ومحبته لها فقال اني اريد ان اعرض عليك امرا احبا لا تعجلي فيه حتى تستشيري ابويك حتى تستشيري ابويك ومما ذكر العلماء في هذا الموضع ان عائشة صغيرة السن وخشي النبي عليه الصلاة والسلام في هذه امور ان تختار مثلا آآ الفراق فاراد منها الاناة وعدم الاستعجال وان تشاور ابويها وهذا ايضا فيه لفتة مهمة ان الامور العظيمة المهمة لا ينبغي المرء ان يقدم عليها مستعجلا ويتخذ القرار مستعجلا لا بد ان يتأنى ويشاور اهل الرأي والبصيرة والفهم حتى يكون القرار ناضجا صحيحا سليما من العجلة قالت ووما هو يا رسول الله اي ما هو الامر الذي تريد ان تعرظه علي فتلا عليها عليه الصلاة والسلام هذه الاية اية التخيير من سورة الاحزاب قالت رضي الله عنها افيك يا رسول الله استشير ابوي يعني ما اختار الا البقاء ولا عندي تفكير الا في البقاء بل اختاروا الله ورسوله والدار الاخرة واسألك الا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت الا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت هذه مسألة تتعلق ايضا بالغيرة عند النساء ومرة يعني مواقف في في ازواج النبي عليه الصلاة والسلام عديدة موجبها الغيرة وسببها الغيرة كنت اه قال لا لا تسألني قال عليه الصلاة والسلام لا تسألني امرأة منهن الا اخبرتهن اي بكلامك لا تسألني امرأة منهن يعني ماذا قالت عائشة الا اخبرتها بما قلت القرار الذي اختارته عائشة هو خير ما يكون في هذا المكان واحسن ما يكون في هذا المكان وهو الاختيار الموفق والنبي عليه الصلاة والسلام يحب لعموم نسائه ان يختارن ما فيه الخير له ولهن صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهن قال لا تسألني امرأة منهن الا اخبرتها. ان الله تعالى لم يبعثني معنتا ولا متعنتا اي لم يبعثني مشددا على الناس بل بعثت ميسرا واي امر وطريقة فيها معونة لهم على الخير اسلكها ومعلوم ان نساء النبي عليه الصلاة والسلام ان سألنه ماذا اختارت عائشة واخبرها سيكون هذا له تأثير لهن في حسن الاختيار مثل ما حصل منها فلهذا يقول عليه الصلاة والسلام لا تسألني امرأة منهن الا اخبرتها ان الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا نعم قال رحمه الله عن مسروق قال اما ابالي خيرت امرأتي واحدة او مئة او الفا بعد ان تختارني سألت عائشة رظي الله عنها فقالت قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم افكان طلاقا آآ هذا آآ يعني سؤال لعائشة رضي الله عنها يتعلق القصة السابقة اه التخيير هل هو هل هل التخيير طلاق هل التخيير طلاق فتقول عائشة رضي الله عنها خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم افكان طلاقا افكان طلاقا؟ اي افكان هذا التخيير آآ طلاقا هذا الاستفهام استفهام منكار اي لم يكن طلاقا وانما يكون التخيير اذا اختارت المرأة اذا اختارت المرأة الفراق وفارقها يكون حينئذ طلاق او تضمن التخيير جاء جعل المرء الامر بعصمة المرأة او فجعل العصمة بيد المرأة فتختار ذلك وتطلق فحينئذ يكون طلاقا فقولها افكان طلاقا الاصطفاف هنا انكار اي لم يكن طلاقا. نعم قال رحمه الله باب في قوله تعالى وان تظاهر عليه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال مكثت سنة وانا اريد ان اسأل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن اية فما استطيع ان اسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل الى الاراك لحاجة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا امير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ازواجه فقال تلك حفصة عائشة قال فقلت له والله ان كنت لاريد ان اسألك عن هذه منذ سنة فما استطيع هيبة لك قال فلا تفعل ما ظننت ان عندي من علم فسلني عنه فان كنت اعلمه اخبرتك قال وقال عمر والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا حتى انزل الله تعالى فيهن ما انزل وقسم لهن ما قسم قال فبينما فبينما انا في امر ائتمره اذ قالت لي امرأة لو صنعت كذا وكذا فقلت لها وما لك انت ولما ها هنا وما تكلفك في امر اريده فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد ان تراجع انت وان ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غظبان. قال عمر فاخذ ردائي ثم اخرج مكاني حتى ندخل على حفصة فقلت لها يا بنية انك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غظبان فقالت حفصة والله انا لنراجعه فقلت تعلمين اني احذرك عقوبة الله عز وجل وغضبه رسوله صلى الله عليه وسلم يا بني لا تغرنك هذه التي قد اعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها ثم خرجت حتى ادخل على ام سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي ام سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ازواجه قال فاخذتني اخذا كسرتني عن بعظ ما كنت اجد فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الانصار اذا غبت اتاني بالخبر واذا غاب كنت اتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا انه يريد ان يسير الينا فقد امتلأت صدورنا منه فاتى صاحب الانصاري يدق الباب وقال افتح افتح فقلت جاء الغساني فقال اشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ازواجه فقلت رغم انف حفصة وعائشة ثم اخذ ثوبي فاخرج حتى جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في في مشروبات له يرتقي اليها بعجلة يرتقى اليها بعجلة وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسود على رأس الدرجة قلت هذا عمر فاذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث فلما بلغت حديث ام سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من ادم حشوا ليث وان عند رجليه قرضا مصبورا وعند رأسه اهبا معلقة. فرأيت اثر الحصير في جنب رسول صلى الله عليه وسلم فبكيت فقال ما يبكيك يا عمر فقلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وانت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترظى ان تكون لهما الدنيا ولك الاخرة ثم اورد هذا الباب وبه ختم كتاب الطلاق باب في قوله تعالى وان تظاهر عليه ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين الملائكة بعد ذلك ظهير وقد تقدم في باب سبق ان هذا الحديث له تعلق بالقصة التي فيها تواطؤ عائشة حفصة في مسألة العسل الذي شربه النبي عليه الصلاة والسلام عند زينب قلنا له آآ رضي الله عنهن آآ نجد منك ريح مغافير اكلت مغافير اردن بذلك ان يكرهنا الى نفسه آآ مزيد شرب عسل عند زينب بنت جحش اه رضي الله عنها فتظاهرتا على النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الامر حتى يكرهنا اليه اه مزيد شرب العسل عند زينب وهذا من البواعث اليه كما تقدمت الاشارة الغيرة التي تكون بين بين النساء فنزل في شأن حفصة اه عائشة وحفصة رضي الله عنهما هذه الاية من سورة التحريم ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهر عليه فان الله ومولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير هنا في هذا الحديث الذي ساقه آآ رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال مكثت سنة وانا اريد ان اسأل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن اية فما استطيع ان اسأله هيبة له سنة كاملة ويريد ان يسأله عن اية من كتاب الله عن معناها ولم يمنعه السؤال الا هيبة عمر. ومكانة عمر رضي الله عنه وارضاه يقول حتى خرج حاجا فخرجت معه ولاحظ ايضا صحبه في طريق سفر في كل الطريق ما ما لم يسألوا عن هذه الاية هيبة له فلما رجع وكنا ببعض الطريق عدل الى الاراك شجر الاراك لحاجة الله اي لقضاء حاجة فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا امير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ازواجه قال تلك حفصة وعائشة تلك حفصة وعائشة والتظاهر الذي كان منهما هو اه قضية الباعث فيها كما قدمت الغيرة لما كان يمر بزينب بنت جحش بضمن مروره على ازواجه كل عصر كان يطيل عندها شيئا فسألت عائشة عن ذلك فقال اهدي اليها عسل في شرب منه عليه الصلاة والسلام فاردنا ان يكرهنا اليه ذلك ان يكرر فتواطأتا في هذا الامر ففيهن نزل قول الله سبحانه وتعالى فان تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظهر عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير قال فقلت له والله ان كنت لاريد ان اسألك عن هذه منذ سنة فما استطيع هيبة لك قال لا تفعل ما ظننت ان عندي من علم فصلني عنه فان كنت اعلمه اخبرتك وهذا ادب رفيع في العلم عظيم الشأن اذا كنت تظن في مسألة ان عندي فيها علم اسأل وهذا ايضا من ادب السؤال لفت اليه عمر رضي الله عنه يعني يسأل المرء من يعلم او يشعر انه عنده فيها علم وعنده دراية قال ان كنت آآ قال لا تفعل ما ظننت ان عندي من علم فسلني عنه فان كنت اعلم اخبرتك فان كنت اعلمه اخبرتك قال وقال عمر والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا ما نعد للنساء امرا اي ليس للنساء عندنا شأن لا يؤخذ برأيها ولا تسأل عن امر ولا تستشار في شيء ولا يلتفت للكلام الذي تقول اليه ما نعده شيء والله ان كنت ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا ما نعد للنساء امرا بل كان امر النساء في الجاهلية اشد من هذا اشد من هذا كانت النساء في الجاهلية من سقط المتاع كانت النساء في الجاهلية من سقط وتشترى وتباع جميع حقوقها مهضومة حتى جاء الاسلام عز به المرأة واعطاها الحقوق اللائقة بها بمكانتها قال والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا حتى انزل الله فيهن ما انزل اي من ايات تبين اه مكانة اه اه المرأة والحقوق التي تجب آآ على الزوج تجاه زوجه حتى انزل الله تعالى فيهن ما انزل وقسم لهن ما قسم قال فبينما انا في امر ائتمره بامر ائتمره يعني افكر فيه واشاور نفسي فين اذ قالت لي امرأتي لو صنعت كذا وكذا. ابدت له رأيا اشارت عليه برأيي لو صنعت كذا وكذا قال فقلت لها وما لك انت؟ ولما ها هنا؟ يعني هذا لا علاقة لك به ولا ولا تدخل المرأة في مثل هذا قال رضي الله عنه وما لك انت ولما ها هنا؟ اي ما علاقتك بما انا فيه؟ امر لا علاقة لك لانه مثل ما قال ما ما نعد للنساء امرا وما تكلفك فيما اريده. يعني اه ما الذي يدخلك في هذا الامر فصرفها ان تبدي رأيا طرفها ان تبدي رأيا مع ان المرأة ولا سيما اذا كانت حصيفة قد تبدي رأيا يكون فيه الخير العظيم قالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد ان تراجع انت وان ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم اي وهو من هو تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم اي وهو من هو في المكانة والرأي والبصيرة وان ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبا تعجب عمر من من هذا الامر الذي ما كان يظن انه يكون في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام فخرج غضبان واخذ رداءه حتى دخل على حفصة فقال لها يا بنية انك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غظبان فقالت حفصة والله انا لنراجعه فقال فقال لها تعلمين ان يحذرك عقوبة الله وغضب رسوله عليه الصلاة والسلام يعني اتركي هذه الطريقة ولا تغضبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني لا تغرنك هذه يقصد عائشة رضي الله عنها التي قد اعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها ثم خرجت حتى ادخل على ام سلمة لقرابة منها فكلمتها فقالت لي ام سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبغي ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ازواجه راجعته القضية الان في ماذا مراجعة المرأة للرجل فراجعته يعني لا لم تلتفت للرأي الذي ابداه بل راجعته ونقضت آآ او ردت علي في الرأي الذي ابداه يقول فاخذتني اخذا كسرتني عن بعض ما كنت اجد اخذتني اي بكلامها ومراجعتها وردها علي اثر فيها هذا هذه المراجعة يقول آآ رظي الله عنه كسرتني عن بعض ما كنت اجد لانه متحمس لامر ويريد ان يعالج هذا الامر الذي في في النساء انها تراجع ولا سيما ازواج النبي عليه الصلاة والسلام قال فكسرتني اي صرفتني عن هذا الامر الحدة التي كانت معه الشدة انصرفت بهذه المراجعة التي كانت من ام سلمة آآ رظي الله عنها فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الانصار اذا غبت اتاني بالخبر واذا غاب كنت اتيه بالخبر وهذا يبين المستوى العالي الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من حرص عظيم على آآ اخذ ما يأتي عن النبي عليه الصلاة والسلام لا يتمكنون مع مصالحهم الدنيوية من زرع او غيره او رعاية ابل من الجلوس في كل مجالس النبي عليه الصلاة والسلام وسماع كل احاديثه فقد يغيب الانسان في بعظ مصالحه لكن كانوا يتناوبون مجالس النبي عليه الصلاة والسلام فالذي يغيب يبلغ الاخر وهكذا هذا يذهب في وقت وهذا يذهب في وقت هذا يذهب في يوم وهذا يذهب في يوم فتبقى الفائدة محفوظة للجميع اما بالحضور او بالبلاغ ويتعاهدون بعضا بذلك تعاهدون بعضا بذلك وهذا يفيد ان ان طلب العلم يحتاج الى تنظيم وترتيب وان التنظيم يعين على ظبط الوقت مع بقاء الانسان حافظا لمصالحه الدنيوية لا تتعطل قال ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان اي ان يغزو المدينة فكان في تخوف في ذلك الوقت من ذلك الملك قال ذكر لنا انه يريد ان يسير الينا فقد امتلأت صدورنا منه فاتى صاحبي الانصاري يدق الباب وقال افتح افتح الطلب هذا يدل ان معه خبر مهم جدا وعمر كان يتخوف هذا الملك ومجيئه قلت جاء الغساني جاء الغساني قال اشد من ذلك اشد من ذلك قضية كبيرة جدا اشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ازواجه فقلت رغم انف حفصة وعائشة يعني هذا الذي كنت انا آآ اسعى فيه اريد ان لا يكون منهن مراجعة ويتحلين بالصبر نحو ذلك قل رغم انف حفصة وعائشة ثم اخذ ثوبي فاخرج حتى جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مشربة له يرتقي اليها بعجل يعني غرفة عالية يرتقى اليها بدرج وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسود على رأس الدرجة فقلت هذا عمر فاذن لي فقال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث ام سلمة يعني وردها على عمر ذكر له ان من مر على حفصة وان كذا وان زوجته قال ذكر لها الحديث الذي دار قال فلما بلغت حديث ام سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء. يعني ملامس لجلده عليه الصلاة والسلام. والحصير هو الذي يصنع من الخوص خوص النخل فاذا نام الانسان على الحصير بدون ان يقيه بفراش اخر ينطبع سورة الحصير على الجلد وانه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من ادم حشواليف من ادم حشوها ليث يعني من الجلد وحشوها ليف الليف الذي يستخرج من النخل حشوها ليف وان عند رجليه قرضا مصبورا القرض ورق الشجر الذي يدبغ به مصفورا اي مجموع كالصغرى وهي الكومة وعند رأسه اهبا معلقة جمع ايهاب وهو الجلد الذي لم يدبغ اهبا اه معلقة فرأيت اثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت فقال ما يبكيك يا عمر فقلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هم فيه اي من الكفر و وانت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني فيما هم فيه اي من النعيم وهم على الكفر بالله وانت رسول الله صلى الله عليه وسلم ايوه هذا هذا حالك وهذا هذه القصة ولها نظائر كثيرة تبين هوان الدنيا على الله هوان الدنيا على الله والا لو كان لها شأن لاعطاها افضل خلقه واحبهم اليه صلوات الله وسلامه عليه ومما يدل على هوان الدنيا على الله انى يرى الكافر الملحد الشديد العداوة لدين الله المحارب لشرع الله وعنده من النعيم الدنيا والشيء الكثير. هذا كله يدل على هوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون لهما يعني كسرى وقيصر الدنيا ولك الاخرة اي ولك ولامثالك من عباد الله المؤمنين وهذا فيه شاهد لحديث الاخر الدنيا بسجن المؤمن وجنة فالكافر هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم