بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم يا ابو اللعان باب في الذي يجد مع امرأته رجلا عن محمد وهو ابن سيرين قال سألت انس بن مالك رضي الله عنه وانا ارى ان عنده منه علما فقال ان هلال ابن امية قذف امرأته بشريك ابن سحماء وكان اخا البراء بن مالك لامه وكان اول رجل لعن في الاسلام قال فلعنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابصروها فان جاءت به ابيض سبطا قظيء العينين فهو لهلال ابن امية وان جاءت به اكحل جعدا همش الساقين فهو لشريك ابن سحماء قال فان بئت انها جاءت به اكحل جعدا امشى الساقين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم والهمنا الهدى والسداد يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد فقد تقدم ان اللعان هو شهادات مؤكدة بايمان من الزوجين مقرونة بلعن وغضب. كما في الايات الكلمات من سورة النور ثم بعد ذلك يفرق بين الزوجين تفرقة دائمة مؤبدة وقد شرع اللعان بين الزوجين حين تقع الفاحشة من الزوجة ولا توجد البينة عند الزوج فشرع هذا اللعان من اجل حفظ الانساب ودفع المعرة عن الازواج ولدرء حد القذف اورد احاديث تقدمت معنا منها هذا الحديث في هذا الباب حديث محمد ابن سيرين انه سأل انس بن مالك رضي الله عنه قال وانا ارى ان عنده منه علما وهذا ايضا ادب من اداب السؤال ان يتحرى في المسألة من او ان تكون المسألة عند من يتحرى ان عنده فيها علم فقال ان هلال ابن امية قذف امرأته بشريك بن سحماء هلال ابن امية رضي الله عنه هو احد الثلاثة الذين الفوا وتيب عليهم وهم كعب ابن مالك وهلال ابن ابن امية هذا ومرارة ابن ربيعة وكلهم من الانصار اه وفي هذا الحديث ان هلال ابن امية رضي الله عنه قذف زوجته فاتهمها بالزنا مع اه شريك ابن سحمان وانها حصلت منها الفاحشة فقال النبي عليه الصلاة والسلام كما في رواية هذا الحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس قال له النبي عليه الصلاة والسلام البينة او حد في ظهرك بل بينة البينة يعني هات شهود اربعة على انها اربعة انهم رأوها وهي تمارس هذه الفاحشة او حد في ظهرك اي حد القذف ثمانين جلدة فقال يا رسول الله اذا رأى احدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة ينطلق يلتمس البينة يذهب يبحث عن اربعة رجال ويوقفهم على اه هذا الذي رأى وسيبقى هذا الذي يفعل فاحشة ينتظر حتى يأتي هؤلاء هذا بالشهود فقال ينطلق يلتمس البينة اذا رأى احدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل عليه الصلاة والسلام يقول البينة والا حد في ظهرك البينة والا حد في ظهرك فقال هلال رضي الله عنه والذي بعثك بالحق اني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد والله اني لصادق ولينزلن الله ما يبرأ ظهري من الحد ولهذا اه تقدم ان اللعان من فوائده درء حد القذف درء حد القذف عن من يتهم زوجته الفاحشة وليس عنده على ذلك بينة. فشرع اللعان لحكم وفوائد منها درء حد القذف ولهذا يقول هلال والذي بعثك بالحق اني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل و اه انزل عليه والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم فشهادة احدهم اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب ان تشهد اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فنزلت ايات الملاعنة التي تبرئ ظهره من الحد فكان من النبي عليه الصلاة والسلام ان ارسل اليهما فجاء هلال فشهد على زوجته اربع شهادات انها زنت وقال في الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ان كان من الكاذبين. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهما في اثناء ذلك ان الله يعلم ان احدكما كاذب فهل منكما تائب فهل منكما تائب ثم قامت زوجته فشهدت فلما كانت عند الخامسة اوقفوها عن النطق بهذه الشهادة وقالوا انها موجبة انها موجبة اي احذري ان تأتي بها وانت كاذبة فانها موجبة للسخط والعذاب الشديد يوم لقاء الله سبحانه وتعالى فتلكأت ترددت توقفت قليلا تأخرت بعض الوقت ثم نكست اي رجعت الى الوراء حتى ظنوا انها سترجع عن اتمام الملاعنة وتعترف بجرمها ثم قالت لا افظح قومي سائر اليوم لافظح قومي سائر اليوم اي لا اجلب لهم الفظيحة والخزي والعار فمضت واستمرت واتمت الملاعنة حرصا منها على سمعة قومها فقال النبي عليه الصلاة والسلام ابصروها اي اه راقبوها وانظروا الى ولدها وتأملوا في وجهه وجسمه عند الولادة الى من يشبه الى من شبهه فان جاءت به ابيض سبقا قذي العين ان جاءت به سبطا يعني مسترسل الشعر تظيع العين اي فاسدهما بالحمرة وسبب كثرة الدمع فهو لهلال بن امية وان جاءت به اكحل جعد جعدا حمشى الساقين جعدا في شعره جعودا وعكس الاسترسال الذي تقدم حمس الساقين اي دقيق الساقين اه فهو لشريك بن سحمان او لشريك ابن سحمان قال فان بئت انها جاءت به اكحل جعدا حمشى الساقين اي لشريك بن سحماء الذي اتهمت به الرجل الذي اتهمت به فولدت ولدا يشبه شريكا في الصفات المذكورة فقال النبي عليه الصلاة والسلام لما اخبر بذلك لولا ما مضى من كتاب الله تعالى لكان لي ولها شأن لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن. اي لولا ما سبق من حكم الله بدرء الحد عن المرأة بلعانها لاقمت الحد عليها اللعان يدرأ الحد عن الزوج الذي هو حد القذف ويدرأ الحد عن الزوجة الذي هو حد الزنا فيقول لولا ما مضى من كتاب الله تعالى لكان لي ولها شأن الحاصل ان الحديث فيه ان من قذف زوجته بالزنا لزمه اما البينة او اللعان اما البينة او اللعان فان عجز عن اقامة البينة وامتنع عن اللعان عد ادى القذف اه قال رحمه الله باب في انكار الولد ونزع العرق عن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امرأتي ولدت غلاما اسود واني انكرت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من ابل قال نعم قال ما الوانها قال حمر قال هل فيها من اورق قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه قال لعله يا رسول الله ان يكون نزعه عرق له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لعله ان يكون نزعه عرق له لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر الاحاديث المتعلقة باللعان ذكر تتميما الفائدة احاديث تتعلق بالتعريض بالزنا بدون جزم. الاتهام به تعريض وتلميع لكن دون جزم بالإتهام به اورد هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امرأتي ولدت غلاما اسود واني انكرته انكرته يعني لم ينفي انه ولده لم ينفي ان ولده لكنه استغرب فارق اللون قال واني انكرته لانه كان الاعرابي رجل ابيظ وجاءت امرأته بولد اسود فوقع في نفسه شيء من هذا التفاوت في اللون الذي بينه وبين ولده فجاء الى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال ان امرأته ولدت ولدا اسود لم يقل ليس ولدي لو كان نفاه جزما يكون اتهام لها بالزنا لكن استغرب كون اللون مخالفا للونه فجاء يستفهم ويتساءل لان هذا اوجد عنده اشكال في نفسه فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام هل لك من ابل؟ قال نعم. قال ما الوانها قال حمر قال هل فيها من اورق هل فيها من اورق والاورك آآ السواد مختلط ببياض يعني اللون رمادي سواد مختلط ببياض فقال هل فيها من اوراق؟ قال نعم وفي رواية قال ان فيها لورقا اه اي ليس واحدا بل فيها اكثر من او رق فقال فانى هو وفي رواية فانى اتاه ذلك اي من اين جاءها هذا اللون الذي هو الاورق وهي حمر فقال الرجل لعله يا رسول الله يكون نزعه عرق له اي لعله كان في اصوله هذا اللون والعرق الاصل من النسب العرق الاصل من النسب ونزعه اي جذبه فمعنى قوله لعله نزعه عرق عرق له اي لعله نزعه جذبه اصل من اصوله فعند ذلك اطمئن الرجل وطابت نفسه بجواب الرسول عليه الصلاة والسلام بانه ولده وانه لا ينفيه ضابط نفسه بذلك وقوله في هذا الحديث انكره انكره واني انكرت لا يعني ذلك انه قال انه ليس ولده وجزم بنفيه ولكن انكر هذه الهيئة التي وقع الى اوقعت في نفسه شيئا لكونه ابيظ والولد اسود وستأتي قصة اسامة بن زيد مع ابوه زيد ابن حارثة وكان زيد ابيض وكان ابنه اسامة اسود وكانوا في الجاهلية يتهمون يتهمونه ويتكلموا في نسبه من اجل فارق اللون فجاء مرة مجزز المدلجي لمساته الحديث وهو من القافة ورآهما وقد التحفا في لحاف واحد وقد غطيا رؤوسهما ولم يبدو الا اقدامهما ما دامهما فقال مجزز ان هذه الاقدام بعضها من بعض ان هذه الاقدام بعظهم بعظ فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم اه لان في هذا الرد اه القدح الذي كان يقدحه اهل الجاهلية في نسبه وهم يقولون بالقافة من فوائد هذا الحديث اخذا من قوله عليه الصلاة والسلام لعله نزعه عرق من فوائد هذا الحديث اعتبار القياس اعتبار القياس لان الرسول صلى الله عليه وسلم اعتبر القياس هنا قال لعله نزعه عرق كما ان الابل نزعها عرق. نعم قال رحمه الله باب الولد للفراش عن عائشة رضي الله عنها انها قالت اختصم سعد بن ابي وقاص وعبد بن زمعة في غلام فقال سعد هذا يا رسول الله ابن اخي عتبة ابن ابي وقاص عهد الي انه ابنه انظر الى شبهه وقال عبد بن زمعة هذا اخي يا رسول الله ولد على فراش ابي من وليدته فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة فقال هو لك يا عبد الولد للفراش وللعاهل الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة قالت فلم يرى سودة قط قال باب الولد للفراش اذا كان هناك زوجة او امة موطوءة فان الولد يلحق بصاحب الفراش اذا وجد الولد يلحق بصاحب الفراش بقاء على الاصل ان ان الولد لصاحب الفراش الا ان يأتي شي يقين ينقل عن عن هذا الاصل اورد هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها انها قالت اختصم سعد ابن ابي وقاص واحد العشرة المبشرين بالجنة وعبد ابن اه زمعة وهو اخو سودة بن زمعة آآ زوج النبي صلى الله عليه وسلم في غلام تصم في غلام قال سعد هذا يا رسول الله ابن اخي عتبة ابن ابي وقاص عهد الي انه ابنه انظر الى الشبه اي انه يشبه وقال عبد بن زمعة هذا اخي يا رسول الله ولد على فراش ابي من وليدته اي امته من وليدته فسعد اه رضي الله عنه اه يقول انه ابن اخيه ويطالب بالنظر الى الشبه وعبد و اه يقول هو اخي ولد على فراش ابي فالرسول عليه الصلاة والسلام رأى شبها بينا عتبة معناه انه حصل من طريق هذا اللقاء المحرم بينهما لكن الولد ولد على فراش دمعة فقال صلى الله عليه وسلم لعبد هو لك يا عبد ولك يا عبد الولد للفراش وللعاهر الحجر الولد للفراش اي الولد للفراش ما دام انه ولد من امة موطوءة لزمعة فاذا هو صاحب الفراش وهو مقدم الولد للفراش هذا اذا امكن اذا كان امكن ذلك اما اذا كان لا يمكن ان يكون منه بان يكون الولد ولد لاقل من ستة اشهر من صاحب الفراش فانه هذا لا يكون ولدا له لان اقل مدة الحمل ستة اشهر فلا يكون للفراش لان المدة اقل الحاصل ان الرسول عليه الصلاة والسلام غلب جانب الفراش من الزوجة او الامة والشريعة جاءت بالمحافظة على الانساب وعدم ظياعها وان من كان ولد على فراشه فانه اه يلحق به قوله عليه الصلاة والسلام للعاهر الحجر الحجر من المراد به للعاهر الحجر ما المراد بالحجر الرجم قد يكون بكرا حدهم ما هو حده الجلد عده الجلد ليس لكل زان الحجر الا ان يكون محصنا فقول النبي عليه الصلاة والسلام وللعاهر الحجر اي الزاني ليس له ولد ولا ينسب اليه ولكن له الحجر اي له الخيبة لا يحصل الا الا الخيبة وليس معنى ذلك انه يرمى بالحجارة لان الزناة لا يرمى بالحجارة منهم الا من كان محصنا اما من كان بكرا ولم يحصن فان حكمه ان يجلد مئة جلدة كما دل على ذلك الكتاب والسنة قول النبي عليه الصلاة والسلام لسودة رضي الله عنها واحتجبي منه يا سودة لماذا واحتجبي منه يا سودة مع انه حكم انه لعبد قال هو لك يا عبد لانه لما كان شبهه بينا بعتبة ابن ابي وقاص امرها ان تحتجب وهذا من باب الاحتياط والابتعاد عن الشبهات كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر دع ما يريبك الى ما لا يريبك كما قال عليه الصلاة والسلام فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وما وقع في الشبهات وقع في الحرام نعم قال رحمه الله باب قبول قول القافة في الولد عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورا فقال يا عائشة الم تر مجزز المدرجي دخل علي فرأى اسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت اقدامهما فقال ان هذه الاقدام بعضها من بعد ثم ختم هذا الكتاب بهذه الترجمة باب قبول قول القافة في الولد قبول قول القافة في الولد اه اورد حديث عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورا فقال يا عائشة الم تر ان مجززا المدلج دخل علي فرأى اسامة وزيدا وعليهما قطيفا قد غطي رؤوسهما وبدت اقدامهما فقال ان هذه الاقدام بعضها من بعض هذا فيه اعتبار القافة مثل ما ترجم باب قبول قول القافه اعتبار قول القاف هو انهم يستفاد منهم في معرفة الاشباه ومعرفة الاولاد ومن يلحقون به وكان اسامة ابن زيد رضي الله عنه يختلف لونه عن لون ابيه كما تقدم ابوه ابيض وهو اسود وكان اهل الجاهلية يقدحون في نسبه للفرق الذي بينهما في اللون فلما جاء مجزز المدلجي وكان بصيرا بالقافة عليما بها وكان اسامة وابوه التحفا في قطيفة وقد غطي رؤوسهما وظهرت اقدامهما فقال مجزز ان هذه الاقدام بعظهم بعظ اذا هذا فيه ابطال لدعوة اهل الجاهلية في اتهام بما يتهمون به اسامة وما قالوا فيه ومع ان اهل الجاهلية يعتبرون القاف معتبرة عندهم فسر النبي عليه الصلاة والسلام لان هذا فيه ازالة هذا القدح في نسب اسامة قال النووي رحمه الله وكانت الجاهلية تقدح في نسب اسامة لكونه اسود شديد السواد وكان زيت ابيض فلما قضى هذا القائف بالحاق نسبه مع اختلاف اللون وكانت الجاهلية تعتمد قول القاف فرح النبي عليه الصلاة والسلام لكونه زاجرا لهم عن الطعن بالنسب انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم