الفؤاد بنوره وحي تكامل في عناك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهديه الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم اما بعد. اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم وحلقة جديدة من حلقات بناء تلك الحلقات التي نتناول فيها بعض البصائر المنهجية المتعلقة ببناء النفس وبناء الغير بناء الذات وبناء البيوتات والمؤسسات والمجتمعات. بناء الانسان وبناء الاوطان البناء صلاحا والبناء اصلاحا الحقيقة نحن يعني نركز اكثر على تناول الاشكاليات الواقعية. المتعلقة بالمسألة البنائية اه بمنهاج بنؤكد عليه دائما وهو منهاج التحليل في سبيل الحصول على الحلول ويعني ممكن نقول ان الامر اشبه بدراسة تدبرية لمسألة البناء بمنهاج اعتدنا عليه هو منهاج العلم والعمل وده يتضح اكتر في الحلقات التالية ان شاء الله يمكن في الحلقات الماضية ما حبيناش نأكد على القضية دي او نتكلم فيها لكن هتتضح الى حد كبير ان شاء الله في الحلقات التالية وهي الدراسة التدبرية الموضوعية للبناء بمنهاجي العلمي والعملي. وكنا وعدنا حضراتكم في نهاية الحلقة الماضية ان احنا نبدأ ان شاء والله نتكلم عن معنى البناء وماهيته. معنى البناء وباهيته او حقيقة البناء او طبيعة البناء طيب الحقيقة الكلام عن المعنى والماهية هو حاجة في منتهى الاهمية. اعتقد مسألة المعنى واضحة لحضراتكم يعني ايه معنى شيء اه لكن كلمة ما هي ربما البعض يعتبرها كلمة فلسفية شوية او ممكن يعتبرها يعني كلمة صوف اصدائية الحقيقة الموضوع مش كده احنا عايزين المعنى بس عايزينه بعمق شوية. يعني عايزين المعنى عايزينه بتفصيل سنة مش عايزين المعنى الظاهر المعنى الظاهر بناء بناء. لكن احنا عايزين نعرف معنى البناء آآ بشكل آآ يعني نوصل نشوف الامر كده بناحية تفصيلية سنة على مستوى ممكن نقول اه على مستوى الامور الفسيولوجية اللي بتحصل في البناء ممكن نقول على مستوى الامور الباطنة اللي بتحصل في البناء فهذا اللون من التعمق شوية آآ والتوسع الرأسي بالتعرف على مسألة البناء. ممكن نقول عليه ماهية او نقول عليه حقيقة او ما عليه طبيعة ايا كان. المهم ان حضراتكم وصلتكم واصلة لكم فكرتنا. بان احنا عايزين نتعرف على البناء بالضبط لان يعني المسألة دي في غاية الاهمية احنا بنأكد دايما انها بمسابة وضع القطار على القضبان آآ الصحيح او تحديد الاتجاه اللي هيتم فيه السلع يعني في الحقيقة لو احنا مثلا مثلا كان مقصودنا بالبناء هو مجرد اكتساب الانسان لمجموعة من المعلومات والمعارف والمفاهيم او تصورات فده كده خلاص يبقى البناء هينتهي عند الحد ده لو كان بالنسبة لنا هو البناء هو ان الانسان مثلا آآ يكتسب مجموعة من الاخلاقيات الجميلة والحاجات الطيبة ويفعلها ويحرص عليها ويداوم عليها ده كويس برضو ممكن الامر ينتهي عند الحد ده فهنا من الضروري ان احنا نحدد المعنى الذي نحن بصدده وهو معنى آآ البناء طيب ينبنا عن اهمية المسألة دي ان احنا لو جبنا مسلا مية انسان وسألناهم يا جماعة ايه معنى البناء او ايه حقيقة البناء او ايه طبيعة البناء هنجد في الحقيقة اجابات متباينة جدا اجابات مختلفة جدا هذا الاختلاف او التباين قد يصل الى التعارض لدرجة ان فعلا ممكن الاقي ميت اجابة طب يا ترى مين اجابته صحيحة؟ يا ترى مين اجابته هي آآ الاجابة الافضل او الانسب اكيد الاجابة اللي هتكون مبنية على قواعد. الاجابة اللي منطلقة من اصول. الاجابة اللي لها دلائل وشواهد عشان كده بنقول من المهم قوي في مسألة المعنى معنى الشيء ان الامر يكون يعني له دلائل وشواهد وينطلق من اصول وقواعد. دي دلائل وشواهد وينطلق من اصول وقواعد اه وده اللي احنا في الحقيقة هنبقى حريصين قوي على ان احنا نتكلم فيه فيما يخص البناء يبقى عندنا منظومة معينة احنا هنتحرك بها هيبقى عندنا اه تناول كده لمسألة البناء في مناحي اه متعددة. يعني مثلا لما نيجي النهاردة نقول البناء. طب عايزين نعرف برضه البناء في الواقع ايه آآ اللي في الواقع ده انا كتير جدا بسميه التشخيص المفاهيمي. تشخيص المفاهيم هو حاجة كده زي تشخيص المفهوم تشخيص واقع المفهوم يعني ايه تشخيص واقع المفهوم انا عايز اعرف بالضبط يعني المفهوم ده يا ترى هو موجود آآ كامل ولا موجود ناقص طيب هو لو كان موجود نقص نقص ايه بالضبط في اوقات بيبقى موجود بشكل مخالف للي هو عليه في حقيقته اصلا احنا باختصار بنحاول نستدين ما نسميه بمستويات الغياب والاضطراب احيانا المفروض يبقى غايب بالكامل اصلا واحيانا ما يبقاش غريب يبقى بس فيه اضطراب. هذا الاضطراب احيانا يكون نقصان او خسران واحيانا يكون طغيان لأ تاني بقى بالراحة يبقى لما نيجي نعمل تشخيص آآ مفاهيمي او نبص على المفهوم او المعنى ده في الواقع بتاعنا ممكن نجد ان في اشكال على مستوى بنسميه الغياب طيب ماشي واضح ده الغياب يعني مش موجود خالص ماشي كويس اللي غايب الكلي او الجزئي. طيب ممكن نجد اشكال على مستوى الاضطراب. الاضطراب موضوع مضطرب. مضطرب بايه؟ ازاي؟ دي صورة الاضطراب ده. احيانا يكون نقصان او خسران واحيانا يكون زيادة او طغيان طيب خليني اضرب مثال انا حتى كنت بقول الكلام ده واحنا كنا بنتكلم مثلا في شرح اسماء الله الحسنى كنت بقول مثلا لما ننظر لاسم زي اسم الله العزيز في الواقع بتاعها او ننزر لاسم الله الحكيم في الواقع بتاعنا ممكن نلاقي المعنى الصحيح لاسم الله العزيز غايب اصلا كليا او غايب جزئيا. يعني مثلا اسم الله العزيز في معنى القوي الغالب في معنى اه المتفرد والفرد في معنى الشريف رفيع الشام فيه يعني معاني اخرى في في اسم الله العزيز. احيانا نقول عزة القوة والغلبة والمنعة. وعزة التفرد والرفعة طيب فدي معاني في في العزيز لما نيجي نبص على الواقع بتاعنا ممكن نلاقي مثلا ناس ما تعرفش معنى اسم الغاز اصلا ما قلته لي ده غياب اهو غياب كلي. احيانا غياب جزئي. يقول لك العزيز اللي هو القوي الغالي. مثلا طب ما في معاني تانية في العزيز فده كده بنسميه غياب. طب الاضطراب مثلا؟ نلاقي مثلا ممكن واحد يكون فاهم الحاجة على غير ما هي عليه. زي ما بعض الناس مثلا بتفهم ان مسلا عزيز يبقى يبقى يبقى بيقهر يبقى بيفعل يبقى يعني اللي موجود عند البشر مسلا اللي في دماغتنا بالنسبة للبشر آآ اه عزيز يعني في حق ربنا هي من المعاني منع الجنابة لكن ممكن يجي في راسه منعت الجنابل اللي موجودة عند البشر هنا في اضطراب. طب الاضطراب ده ايه بقى؟ احيانا يبقى كده طغيان. هو فهم فهم خاطئ. يعني ما المفروض في حق الله عز وجل ما يعتقدش هذه الاشياء السيئة. او يكون اه فيه نقصان وخسران عنيفي نقصان وخسران ان هو ممكن يكون فهم مسلا اسم الله الطيب اه فهم اه اللطف والرفق. اه والحلم. ماشي؟ بس ما يكونش فهم بقى القدوسية والتنزه. وممكن يعني لله يتصور الطيب اللي بتبقى موجودة في واقعنا احنا اللي بتبقى بمعنى السازج او بمعنى اللي هو المضحوك عليه او غيرها. حاشا لله ان يكون كذلك انا بس بحاول اقرب لحضراتكم دون تفاصيل كثيرة. مسألة ان لما نيجي نشخص المفهوم في الواقع ممكن نكتشف ان في مستويات من الغياب او مستويات من الاضطراب غياب كلي او جزئي اضطراب احيانا يكون في صورة نقصان اسرا او في صورة زيادة وطغيان يعني بتوهني ليه؟ لا مش بتوه حضرتك ولا حضرتك. انا بس بوصل لكم فكرة لما نيجي نبص النهاردة على كلمة البناء في الواقع بتاعنا. عايزين نعمل لها تشخيص مفاهيمي. يعني مفهوم ده مفهوم البناء عشان احنا عايزين نتفق على معنى البناء اللي احنا اصلا عايزينه احنا عايزين دلوقتي بصائر غنائية عايزين نشوف الاشكاليات البنائية عايزين نعمل بناء للبناء عايزين نعمل ارساء للبناء عايزين نعمل انشاء للبناء عايزين نعمل استواء للبناء. فبطبيعة الحال احنا ضروري قوي نعرف آآ يعني ايه هو البناء تحديدا؟ عشان نحط القطار على القطبنا الصحي زي ما قلنا. فده مم هيخلينا لازم نعمل تشخيص مفاهيمي للمفهوم هو موجود فين اصلا ومستويات الغياب والاضطراب المتعلقة به فلو بصينا على مفهوم البناء مثلا في الواقع بتاعنا يمكن كنا اشرنا في الحلقة الاولى لو حضراتكم تذكروا ان كلمة البناء في الواقع بتاعها لما تطلق بتروح اكتر لبناء الجدران او بناء الحيطانة او بينقل عمران ويعني قليلا ما تذهب لبناء الانسان طيب ولو راحت لبناء الانسان بتروح اكتر لبناء الابدان او الجثمان وقليلا قليلا ما تذهب لبناء الايه؟ لبناء الايمان او بناء لدرجة زي ما قلنا ان للاسف سارها في الامة الاسلامية نفسها التركيز على ما حول الانسان اكثر من الانسان اه سرى فيها الداء بتاع اه ان احنا نكون مهتمين بالمساجد اكتر ما احنا مهتمين بالساجد ومهتمين بالمدارس اكتر ما احنا مهتمين بالدارس بل في انواع من البناء اصلا لم تعد في الحسبان. زي مسلا البناء المنهاجي البناء الخلقي لم يعد هذا النوع من البناء للاسف في الحسبان ده كده كاطلالة عامة على كلمة البناء دي في الواقع بتروح فين؟ احيانا بقى لها ميادين خاصة فمسلا البناء ده مسلا بتاع البيت البناء بتاع مش عارف ايه البناء بتاع هكزا بتروح بقى للاشياء من الامور الاخرى لو روحنا للناس المتخصصين شوية في العلوم اه المختلفة زي مثلا الناس المتخصصين في علوم التربية. لان علوم التربية دي اه لها مساس بالموضوع طبعا. العلوم التربوية لها مساس. فنجد ان يعني في علوم التربية كلمة البناء مش بتستعمل كتير. ممكن نستعمله اكتر منها التعليم. التدريس وغيرها من المصطلحات وكلمة البناء في الغالب بيستعملوها في بناء المناهج او بناء آآ البرامج والمواقف التعليمية. في الغالب ده استعماله. بيستعملوا برضه كلمة البناء احيانا كده في في بعض الامور الفلسفية زي النظريات زي البنياوية. وزي البنيانية. ماشي؟ وغيرها من الامور ممكن حضراتكم تراجعوا معظم الفلسفي او معظم المصطلحات التربوية وهتلاقوا فيه الكلام ده مش عايز يتخوض في هذه التفاصيل برضو غير التربويين عندنا اللغويين عندهم برضو كلام عن البنياوية. آآ وكلام عن البنية والتركيب آآ ممكن كلمة البناء اصلا كمان موجودة عند الناس بتوع النحو تحديدا في الاعراب والبناء. خلاص وبيقولوا ان هو بيسموه بناء عشان السبوت عشان يعني بيثبت على حالة واحدة. انما المعرب هو حركة الاعراب نفسها بتتغير بتغير الموقع في الكلمة وغيرها من الامور. اه لكن المبني ده بيسبت على حالة واحدة. اللي بيقولوا ان البناء فيه ايه الثبوت عشان كده قالوا قالوا بناء اه فده مسلا موجود على مستوى اللغة. هنجد برضو البنياوية دي موجودة في النقد الادبي. هنجد اه مسلا موجود في في اشياء اخرى في في الفلسفة في الاجتماع في غيرها من الامور موجودة هذه الايه آآ الكلام فلها وجود بس زي ما قلت وجودها في الغالب رايح في اتجاه معين. ده كده بالنسبة للايه؟ بالنسبة للعلوم المختلفة. طبعا في بناء واضح جدا كان في علم الهندسة آآ في في بناء قيمة البناء مسلا موجودة كتير عند الناس بتوع التنمية البشرية بتاع بتوع بتوع بيستعملوا البناء الانساني والكلام ده وهذه الامور لكن في الحقيقة لما نيجي نبص لهذا الكلام عن البناء في حتى العلوم التخصصية هنجد ان في اشكالات كتيرة قوي. يمكن من ابرز اشكالياته ما يسمى مصدرية مصدرية البناء ده. يعني برضو في اه في كلام متعلق بالمعنى اشكاليات متعلقة بالمعنى والماهية وفي اشكاليات متعلقة بالاهمية وفي اشكالات متعلقة بالمصدرية وفي اشكاليات متعلقة بالمنهجية والالية والمنظومة التشغيلية. ازاي في فيما يتعلق بالمعنى المائي. ايه هو بناء الانسان بالنسبة لك؟ هنجد ان هو مركز على حاجات معينة ما فيهوش الشمولية الكافية ولا فيه الصورة التي ينبغي. رؤيته لمعنى مش هي رؤية رب العالمين سبحانه وبحمده منها الانسان. نجد فيه اشكاليات على مستوى الاهمية. هو عنده البناء ده مهم في حاجات معينة وفيه حاجات تانية ممكن مش مهم بالنسبة له. يعني مسلا مركز على الدنيا مش على الاخرة مركز على الدنيا مش على الدين هنجد برضو في اشكاليات متعلقة بالمصدرية. يا ترى المصدر اللي احنا هنستقي منه المفاهيم والمهارات المتعلقة ببناء الانسان؟ ايه نجد فيه تنحية واضحة جدا للوحي اه على مستوى المنهجية زاتها اللي هيتم استعمالها على مستوى الالية اللي هيتم استعمالها على مستوى المنظومة التشغيلية. فيه اشكالات موجودة. ده كده كنوع من التشخيص. فاحيانا نلاقي المفهوم البناء يعني حاضر له غياب يا اما جزء يا اما كلي يا اما نلاقي فيه الوان من الايه؟ من الاضطراب سواء كانت طغيان زيادة وطغيان او نقصان وخسران سواء كان في الواقع بتاعنا العام الجماهيري او كان عند المتخصصين علشان كده احنا هنحتاج لتحرير لمفهوم البناء ده نروح نشوفه ايه في اللغة ربنا قال عليه ايه في القرآن نشوفه في السنة آآ ايه حكايته بالضبط ما قيل عنه عشان نقدر نصل للمفهوم المنشود للميناء وما ينبغي ان يكون عليه. وده اللي هنشرح فيه بدءا من الحلقة القادمة ان شاء الله اه نكتفي بهذا القدر. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكم. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والفؤاد بنوره وحي تكامل في عناك