الفؤاد بنوره وحي تكامل في عناك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم اما بعد اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم وحلقة جديدة من حلقات برنامج بناء هذا البرنامج الذي يهدف الى امداد وتزويد حضراتكم وحضراتكن ببعض البصائر البنائية التي تسهم في بناء النفس صلاحا وبناء الغير اصلاحا في بناء الذات البيوتات والمؤسسات والمجتمعات في بناء الانسان وبناء الاوطان وهذه البصائر البنائية تسهم في حل الكثير من الاشكالات الواقعية بطريقة بنؤكد عليها دائما هي طريقة التحليل في سبيل الحصول على الحلول وهذه الطريقة او هذا التناول اه رأينا ان الانسب فيه ان احنا نحاول عمل دراسة تدبرية لمسألة البناء او قضية البناء المنهاجي العلمي والعمل وكنا بنتابع سويا اهم ما ينبغي ان يدرس في هذا الباب وهو حديث الرحمن عن عن بناء الانسان في القرآن. حديث الرحمن عن بناء الانسان في القرآن وكنا توقفنا يعني وقف الحقيقة طويلة جدا يعني استغرقت قرابة عشر حلقات مع اه الاية اه رقم اه مية وتسعة من سورة التوبة وهي قوله سبحانه وبحمده افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف نار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين الحقيقة لانها الاية بمثابة الاساس لغيرها يعني وهنشوف بعد كده ان فعلا هي اشارت اشارات مهمة هيتم التأكيد عليها في ايات اخرى لكن برضو ده ما يمنعش ان هيكون فيه الحقيقة اه معاني اخرى واشارات وتوجيهات اشارات عملية توجيهات تطبيقية في الايات الاخرى فنستعرض مع بعض يعني اية اخرى بنفس الصدد في سورة النحل. الاية رقم ستة وعشرين وهي قوله سبحانه وبحمده قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعر. قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد وخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون طيب واضح هنا يعني لما ننظر الى هذه الاية فيها حديث واضح عن البنيان لكن برضو لا زلنا في نطاق الحديث غير المباشر. الاسلوب غير المباشر عندنا اسلوب مباشر يعني بيبقى تصريحي واضح وفي اسلوب اخر تلميحي هو برضو واضح لكن هو مش تصريحي هو تلميح اسلوب غير مباشر بيتم فيه استخدام آآ ضرب المثال وضرب المثال بيوضح ويجسد المقال زي ما كان هناك او في من اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان. برضو هنا قد مقهر الذين من قبلهم. ربنا سبحانه وبحمده بيقول لنا قد مكر والمكر يعني يعني العلماء ليهم كلام كتير فيه بس اعتقد انه واضح يعني لا يحتاج لمزيد بيان الالوسي مسلا بيقول في في تفسير روح المعاني يقول المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة وهو ها هنا على ما قيل مجاز عن مباشرة اسبابه وترتيب مقدماته لان ما بعد يدل ما بعده يدل على انه لم يحصل الصرف. انما هو قد مكر يعني يعني وكأنهم اتوا اسباب المكر ومقدمات المكر لان ما تمش فاتى الله بمنه من القواعد طاهر بن عاشور في التحرير والتنوير يقول المكر الحاق الضر بالغير في صورة تمويهه بالنصح والنفع وفي قضاء البيان الشيخ الشنقيطي رحمه الله يقول والمكر اظهار الطيب وابطال الخبيث وهو الخديعة المهم فواضح المكر يعني بهذه الصور من المخادعة او غيرها؟ طيب قد مكر الذين من قبلهم. مين دول والله بعض المفسرين يقولوا ان هم ناس مخصوصين او حد مخصوص بعينه وبعض المفسرين وده يعني اللي يرجحه كثير من محققي ومحرر المفسرين بيقول ان هم يعني هذا كلام عام يدخل فيه اي حد اتى بهذا الوصف. قد مكر الذين من قبلهم طيب فاتى الله بنيانهم من القواعد سبحان الله هنا في ضرب مثال في مثال ضرب وده معنى بيؤكد عليه كثير من المفسرين وجماهير المفسرين بل جماهير المفسرين يؤكدون على ان هذا مثال ضربه الله سبحانه وبحمده ضرب الله سبحانه وبحمده آآ اعمال هؤلاء مكر هؤلاء كانه بنيان يعني هم باعمالهم ومكرهم كانهم اسسوا بنيانا كانهم اقاموا بنيانا هذا البنيان الذي اقاموه في الحقيقة هل هم اقاموا بنيان على حقيقته على الحقيقة؟ بنيان ما فعلوه في بعض المفسرين يقولوا كذلك. لكن في الحقيقة تحديدا يعني او يعني الازهر في في الاية والاكسر تمشيا مع الخطاب القرآني ان هذا هذا الامر ما يبقاش بنيان بعينه لناس لأ ده يبقى فيه بقى البنيان مادي المعروف وفيه بنيان يعني وكأنه مجازي ان ربنا شبه او ضرب مثال لمكر هؤلاء بحد عمل ايه؟ اقام بنيانا هذا البنيان اقامه واسسه ورفعه واعلاه وهذا البنيان هو سيتخذه ايه؟ يعني سبيلا للمكر زي ما ذاك الهالك المجرم فرعون مقال يقال هامان وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب طيب يعني بنوا من ايه؟ يعني رفعوا بنيان مكره طيب وايه اللي حصل فاتى الله بنيانه من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون فاتى الله بنيانهم من القواعد. الله سبحانه وبحمده اتى على هذا البنيان من قواعده. وخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرها علماء لهم كلام كتير في التفاسير يعني بس هذه هي القواعد؟ القواعد القرطبي يقول اصول البناء واذا اختلت القواعد سقط البناء لكن بس في الاشارة يعني لمسألة ايه؟ لمسألة ان في فعلا هنا توجيه يعني من هزه الناحية المجازية يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتجوير من مجموع هذه الاستعارات يتركب الاستعارة التمثيلية وهي تشبيه هيئات القوم الذين مكروا في المنعة فاخذهم الله بسرعة وازال تلك العزة بهيئة قوم اقاموا بنيانا عظيما. ذات عائم واووا اليه فاستأصله الله من قواعده فخر سقف البناء دفعة على اصحابه فهلكوا جميعا فهذا من ابدع التمثيلية لانها تنحل الى عدة استعارات. يعني ابدع الاستعارات الايه؟ التمثيلية الطبري حتى يعني من قبل في آآ في تفسيره يقول وكان بعضهم يقول هذا مثل للاستئصال وانما معناه ان الله استأصلهم وقال العرب تقول ذلك اذا اذا استأصل الشهيد فيعني واضح انه من باب ايه؟ ضرب المثال ضرب المثال بان ناس اقاموا شيء واقاموا صرح هذا الصرح الذي اقاموه وهذا الشيء الذي رفعوه كان من مكرهم فربنا هنا شبه اعمالهم وصور اعمالهم وصور مكرهم بانه بنيان. ابقى دكتور العلاقة ده ببناء هو ده بناء بناء بناء لانسان بس انهي انسان كأن في اشارة واضحة جدا الى ان الانسان من الضروري الحتة اللي كانت بقى اشير اليها في الايات الماضية. ان يكون اساس بنيانه على تقوى من الله ورضوان ان يكون بنيانه ده تسديد النية ان يكون النية صالحة مش النية المكر اني اكون صافيا النية تكون تكون صادقة وخصوصا ان ربي اشار الى القواعد. يبقى هنا في برضو اشارة لمعنى البناء وماهية البناء ان البناء نفسه معناه وماهيته ان هو قريب من ماهية ومعنى بناء الجدران او بناء العمران. لان فيه بشكل واضح في قواعد وفي سقف بنياء وكذلك الاعمال الاعمال فيها قواعد ولها سقف ولها جدران ففي قواعد في سقف وفي جدران بحوائط فكذلك البنيان البنيان حتى بناء الانسان هيبقى برضو هو التاني محتاج ان هذا البناء لقواعد يبقى دينا توجيه مراعاة هذه الاسس العمرانية خلاص لما نيجي نفكر في عملية البناء الانساني مراعاة القواعد مراعاة الجدران مراعاة الاسقف الاساس و ابعد من ده بقى مراعاة ايه؟ مراعاة اصول واسس البناء اصول اس البناء في التأسيس بتاعه انه يؤسس لم يؤسس يؤسس على ايه؟ على على على القواعد قواعد البقاء مش قواعد الفناء قواعد البقاء مش قواعد الايه؟ الفناء لما طب القواعد اسست كويس وفي سقف وتمام بس برضو نفس الاشكال يمكن كنا احنا هناك عندهم اشكال انهم ايه اسسوا بنيان انهم على شفا جرف هار فانهار بهم في نار جهنم. لأ دول مش على شفا يزوروا في النار فدول بنيانهم كان في قواعد وقواعد صلبة فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقه. مش بقى الارض اللي اهتزت من تحتهم لأ بنيانهم ده نفسه اتاه الله من القواعد ولذلك ده في توجيه للمسلم انه يكون حريص برضه على منهاج الرباني او حريص على الربانية في المقصد والنية فبنقول دايما الاخلاص والوسوء والافلاس بلا وسواس او ايأس بس دي نيته ارادته وبرضو نكون حريص على الربانية على مستوى المنهجية والالية فيكون برضو بيتبع يعني سنة او سبيل خير الناس لان اصلا كتير مننا بيتصور ان التحدي اللي بيواجهه في البناء انه يبني حاجة كويسة وانه يعمل حاجة كويسة ده مش ده بس التحدي في اشارة مهمة جدا هنا اشارة مهمة جدا لان قد يطرأ على البناء ما يجعله سببا في ان يأتيه الله من قواعده. فيخر عليهم السقف من فوقه. عشان كده لازم العبد يفضل دايما متعلق بالله رب الاسباب مش تعلق بالاسباب ما يزنش الانسان بقى لان سبحان الله بعض الناس احيانا يقول لك الحمد لله انا عندي بناء علمي محكم انا عندي بناء آآ مش عارف ايماني محكم انا عندي بناء فكري محكم انا عندي مش طالب بناء. يا سبحان الله لمجرد ان الانسان يعني يسيء استعمال نعم الله سبحانه وبحمده ما يشكرش نعمة الانسان الانسان يعني للاسف يترك الشكر ويباشر المكر يترك الشكر ويباشر المكر ويباشر الفجر ويباشر ويتلبس بالوزر يباشر المكر والفجر ويتلبس بالوزر مهما كان بناؤه ومهما اشتد بناؤه فاتى الله به انهم من القواعد ففرأى لهم السقف من فوقه سبحان الله حتى اذا اخز اخزت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امران هي القضية كده ان الانسان وكأن فيه توجيه مهم قوي لمراعاة اسباب الاستقرار والاستمرار لمراعاة اسباب الاستقامة لان زي ما هنيجي بقى ان شاء الله في المفترض في المنزومة ان في بقى ايه ما احنا كنا قلنا ان في المنزومة التشغيلية او المنزومة المنهجية في حاجة اسمها تأمين مرارية تأمين الاستقامة الاستقرار والاستمرار الاقامة والادامة الاتمام والدوام. الاهتداء والاستواء فده يعني من اكسر ما يؤمنه ان العبد يتجنب يتجنب المكر الفجر الوزر ويحرص دائما على الشكر. الشكر القلبي يشكر ربنا قلبيا ومتعلق بالله وممتن لله ومفتقر الى الله الشكر القولي الشكر العملي العبد يشكر قولين ويحمد الله ويشكر عمليا يستعمل نعم الله في طاعة الله والحقيقة هنا يمكن مش الكلام اكتر مش عن تأسيس البناء والكلام مش اكتر عن مسألة الانشاء. لأ هو اكتر عن مسألة الاعتناء والارتقاء مش مسألة انشاء البناء لأ مسألة الاعتناء والارتقاء مش عن الايجاب اكتر ولا هو عن الاعداد والامداد والاسعاد فيما يخص البناء ففي هذا التوجيه ان مش اكتر الكلام عن التأسيس الكلام هنا اكتر عن التكميل تكميل البناء ازاي يستمر البناء ده؟ ازاي يبقى فده توجيه مهم جدا جدا فيما يخص البناء. ومقوم مهم جدا جدا من مقومات البناء. ينبغي الانتباه له ان العبد يشكر نعمة الله سبحانه وبحمده ويظل دائما مفتقرا لربه سبحانه وبحمده يبقى زي بنى جسم ربه باسم ربه مفتقرا لربه مستعينا بربه. زي ما بنقول دايما الاخلاص والافلاس بلا وسواس او اياس وبرضو اتباع هدي خير الناس وعلى الربانية يظل يشكر الله سبحانه وبحمده لكي لا يصل لهذه الحالة او يعاقب بهذه الحالة. نقطة اخيرة في اشارة لطيفة وجميلة ده بيطرح الامل في نفوس الصالحين ونفوس اهل الخير واهل الدين ان مهما اهل المكر اشتد مكرهم مكرهم الى زوال فده يعني يبعث الامل والتفاؤل في نفوس الصالحين. وما يخلهمش يحصل لهم انبهار او اغترار ببناء الفجار او كفار ان شاء الله نواصل رحلتنا مع حديث الرحمن سبحانه وبحمده عن بناء الانسان في القرآن. في الحلقات القادمة. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكم. سبحانك اللهم ربنا بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الفؤاد بنوره وحي تكامل في عناك اه