بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم كتاب الحدود حد الخمر باب كم يجلد في شرب الخمر عن حضير بن المنذر ابا ابي ساسان قال شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه واتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ثم قال ازيدكم فشهد عليه رجلان احدهما حمران انه شرب الخمر وشهد اخر انه رآه يتقيأ فقال عثمان انه لم يتقيأ حتى شربا فقال يا علي قم فاجلدوا فقال علي قم يا حسن فاجلدوا فقال الحسن واللي حارها من تولى قارها فكأنه وجد عليه. فقال يا عبدالله بن جعفر فاجلدوا فجلده وعلي رضي الله عنه يعد حتى بلغ اربعين. فقال امسك ثم قال جلد النبي صلى الله عليه وسلم اربعين والجلد ابو بكر رضي الله عنه اربعين وعمر رضي الله عنه ثمانين. وكل سنة وهذا احب الي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا وسددنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد قال رحمه الله تعالى حد الخمر الخمر هي في اللغة ما خامر العقل وستره وغطاه ولهذا سميت الخمر خمرا لانها تغطي العقل فيصبح شاربها بلا عقل ولهذا فان من يشتري الخمر ويشربه فانه يشتري ويشرب ما به ذهاب عقله يشتري جنونا لعقله بدل ان يكون عاقلا يصبح بشربه ليس بعاقل ولهذا ابن الوردي رحمه الله في منظومته العظيمة النافعة في الاداب يقول واهجر الخمرة ان كنت فتى كيف يسعى في جنون من عقل كيف يسعى في جنون من عقل ولهذا فان الخمر لما كانت بهذه الصفة تغطي العقل اي تذهب العقل يصبح بها المرء غير عاقل فانها بهذا تكون جامعة للشرور ليست شرا واحدا بل جامعة للشرور وقد صح في المستدرك للحاكم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اجتنبوا الخمر فانها مفتاح كل شر فانها مفتاح كل شر وجاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه خطب مرة وحذر من الخمر وقال اجتنبوا الخمر فانها ام الخبائث فانها ام الخبائث ومعنى ام الخبائث اي انها جامعة الخبائث بمعنى ان من يشربها يجمع على نفسه انواع الخبائث فهي خبيثة تجمع الخبائث واورد في خطبته تلك رضي الله عنه قصة رجل عابد في من كان قبلنا علقت به امرأة عشقته فدعته للشهادة دعته للشهادة فلما حضر غلقت الخادمة الابواب ثم خيرته بين ثلاث اما ان يقع عليها او ان يقتل الغلام او ان يشرب كأسا فشرب اختار ان يشرب كأسا رأى انه هو الاخف فشرب كأسا فطلب اخر فسكر فوقع عليها وقتل الغلام هذا جاء به رضي الله عنه شاهدا لقوله اجتنبوا الخمر فانها ام الخبائث اي انها تجمع شاربها فالخبائث تجمع له الخبائث قال باب كم يجلد في شرب الخمر كم يجلد في شرب الخمر قال عن حضين ابن المنذر قال شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه واوتي بالوليد اي ابن عقبة قد صلى الصبح ركعتين ثم قال ازيدكم ثم قال ازيدكم يعني بعد ان سلمنا صلاة الصبح ركعتين قال ازيدكم فشهد عليه رجلان احدهما حمران مولى عثمان بن عفان انه شرب الخمر وشهد اخر انه رآه يتقيأ وهذي من اثار الشرم وعلامة عليه فقال عثمان انه لم يتقيأ حتى شربها فشهد عليه واحد انه شرب والاخر شهد عليه انه تقيء ثم هو لما يسلم من الصلاة يقول ازيدكم قال عثمان هو الخليفة رضي الله عنه يا علي قم فاجلده يا علي اي علي ابن ابي طالب قم فاجلده اي اجلده حد الخمر والنبي عليه الصلاة والسلام جلد في الخمر كما جاء في الحديث بالجريد والنعال قريبا من الاربعين قريبا من الاربعين وهنا في الحديث قال علي ان النبي عليه الصلاة والسلام جلد اربعين اربعين جلدة فقال يا علي قم فاجلده. وهذا فيه ان ولي الامر ينيب عنه من يقوم اه اقامة الحدود وايضا من ينيبه وولي الامر له ان ينيب من يفعل ذلك كما فعل علي رضي الله عنه وارضاه قال يا علي قم فاجلده فقال علي رضي الله عنه قم يا حسن فاجلدوا امر ابنه الحسن ابن علي رضي الله عنه ان يجلده فقال الحسن ولي فقال الحسن واللحارها من تولى قارها هذا مثل من آآ الامثال الذي تضربه العرب واللحار رها من تولى قارها يعني حار الشيء ما لا يحبذ ما لا يرى فيه فهذا يتولاه من آآ تولى اللذيذة في الامر او الطيبة والجميل فهذا مثل من امثال العرب واللي حارها اي شدتها من تولى هنيئها وطيبها يقصد بهذا ايولي الحد من تولى الامرة من له علاقة بالامرة وله حظ في الامرة وله نصيب فيها فولي حارها من تولى قارها. من كان له حظ ونصيب من هنيئها و وطيبها فكأنه وجد عليه يعني غضب ووجد في نفسه على ابنه في هذا الجواب الذي اجاب به فقال رضي الله عنه يا عبد الله ابن جعفر قم فاجلده يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده علي رضي الله عنه يعد حتى بلغ اربعين اي جلدة فقال امسك ثم قال رضي الله عنه جلد النبي صلى الله عليه وسلم اربعين وجلد ابو بكر رضي الله عنه اربعين وعمر رضي الله عنه ثمانين وكل سنة وهذا احب الي وهذا احب الي اي العدد الذي امر الجلاد ان ان يمسك عنده وهو الاربعين. قال وهذا احب وهذا احب الي وقال كل سنة الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام هو الاربعين وكذا فعل ابو بكر جلد اربعين اه رضي الله عنه وارضاه وعثمان وعمر رضي الله عنه جلد ثمانين لسبب وهو ان لما كثرت الفتوحات وتقاربت المدائن بدأ يكثر شرب الخمر فتشاور رضي الله عنه مع الصحابة في في في ذلك فاشار عليه عبدالرحمن بن عوف ان يجلد ادنى واقل الحدود وهو حد القذف ثمانين جلدة ان يجد ثمانين الذي هو ادنى الحدود فجلد رضي الله عنه ثمانين جلدة اجتهادا لانه لما كثر هذا الامر اراد ان يكون ذلك رادعا وكافا الناس عن الدخول في هذا الخبيث علي رضي الله عنه قال وكل سنة وكل سنة وقد قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فسماها النبي عليه الصلاة والسلام سنة سماها سنة وعلي رضي الله عنه قال وكل سنة يعني الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر والذي فعلها عمر وهو الثمانين جلدة قال كل سنة وهذا قال احب الي وفي رواية البخاري في رواية للبخاري لهذا الحديث ان عليا رضي الله عنه جلده ثمانين مثل عمر وعليه فان قوله احب الي يعود الى هذا والمشهورة عن علي هو هذا انه يجد ثمانين بل جاء في بعض الروايات ان عليا هو من اشار على عمر رضي الله عنه بان الجند يكون ثمانين الذي هو ادنى الحدود قال وكل سنة كل سنة يعني الذي صنع النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر رضي الله عنهم اجمعين هذا فيه اعتقاد علي رضي الله عنه صحة امامة الشيخين الخليفتين الراشدين ابي بكر عمر وان حكمهما يقال عنه سنة وان حكمهما يقال عنه سنة خلافا لحال من يزعمون انهم اتباع لعلي رضي الله عنه فهو رضي الله عنه يصف هذا الذي صنعه آآ عمر والذي صنعه آآ ابي بكر رضي الله عنه بانه سنة وهذا فيه شهادة لهما بان عملهما صحيح وايضا اعتقاد لصحة ولاية الشيخين رضي الله عنهما وارضاهما وعن الصحابة اجمعين. نعم. قال رحمه الله عن علي رضي الله عنه قال ما كنت اقيم على احد حدا فيموت فيه فاجد منه في نفسي الا صاحب الخمر لانه ان مات وديت لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه قال عن علي رضي الله عنه قال ما كنت اقيم على احد حدا فيموت فيه فاجد منه في نفسي الا صاحب الخمر. الا صاحب الخمر وجاء في رواية لهذا الحديث عن علي رضي الله عنه انه قال وهي مفسرة لهذه الرواية قال من اقمنا عليه الحد فمات فلا دية له الا من ضربناه في الخمر الا من ظربناه في الخمر فقول ما ما كنت اقيم على احد حدا فيموت فيه فاجد منه في نفسي الا صاحب الخمر ما السبب قال لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه لم يسنه وقال لو مات وديته لو مات وديته اي غنمت ديته الان لما مثلا يترتب على الجلد مثلا جرح ثم يصبح للجرح سرايا في البدن فيموت بسبب ذلك قد يحصل فيموت بسبب ذلك. يقول لو كان جلدا في قذف او جلدا في زنا البكر مئة والقذف ثمانين هذه حدود جاءت فيها نصوص محددة لكن هنا يقول علي رضي الله عنه لم لم يسنه لما يسنه اي لم يصم فيه عددا معينا لم يصن فيها النبي عليه الصلاة والسلام عددا معينا ولهذا جاء في في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام جلد في الخمر بالجريد والنعال قريبا من الاربعين بينما القذف جاءت نصوص ثمانين جلدة مئة جلدة لكن هنا قال قريبا من الاربعين قريبا من الاربعين ولم يأتي نص انه يجلد اربعين انه يجلد اربعين هذا معنى قوله لم يسنه اي لم يحدد فيه عددا معينا والذي جاء عنه عليه الصلاة والسلام قريبا من الاربعين وابو بكر رضي الله عنه جلد اربعين وعمر اجتهد واوصلها الى الثمانين الذي هو حد آآ اقل آآ آآ او ادنى الحدود ثمانين جلدة فرضي الله عنه يقول لمن اقمنا عليه الحد فمات فلا دية لانه جلد بحد معين معدود لكن شارب الخمر جلده اجتهاد اجتهاد وعمر رضي الله عنه لما جلد الثمانين هذا ايضا اجتهاد وجاء في بعض الروايات ان هذا الذي يراه علي انه يوجد ثمانين فيقول آآ رضي الله عنه لانه ان مات وديته لكن لو جلد قاذفا او جلد آآ بكرا زنى لا يدفع دية لو قدر انه حصل آآ بذلك موت الا ان يكون هناك اه تفريط من الجلاد فكان هناك تفريط من الجلاد في في جلده فانه تدفع الدية في مثل هذا اذا ضربه في في موضع قاتل مثلا او قسى عليه قسوة في الظربة يترتب عليه آآ الموت او انه جلده في حال آآ في حال مرض لا يحتمل جلد ولهذا مر معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارجه اخره فالحاصل ان اذا كان هذا فانه يغرم الدية اذا كان هناك تفريط اذا كان هناك تفريط نعم قال رحمه الله باب جلد التعزير عن ابي بردة الانصاري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجلد احد فوق عشرة اسواط الا في حد من حدود الله قال باب جلد التعزير. تعزير التأديب يعني الظرب الذي يكون للتأديب يؤدب فيه المرء على خطأ او على مخالفة او على سلوك معين اه او او نحو ذلك فلا يجلد في في مثل هذا اكثر من عشرة اصوات اكثر من عشرة اسواط لا يزاد عليها يعني عشرة فما دون عشرة فما دون فلا يزاد على ذلك يعني مثلا اه ما بعظ الاباء قد يؤدب ولده قد يؤدب ولده على خطأ وقع فيه واحيانا يعني اخطاء يكسر شي في البيت او ثم يستمر في جلده ربما جلده اكثر من من ما يجلد به الزاني او القاذف يجلد يضربه ضربا يعني اه الجلد الذي هو للتأديب الجلد الذي هو للتأديب جلد التأديب او نحو ذلك لا يزاد على عشرة لا يجوز ان يزاد فيه على عشرة اسواط قال عن ابي بردة الانصاري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجلد احد فوق عشرة اسواط الا في حد من حدود الله ما المراد بالحدود الا في حد من حدود الله اذا كان المراد الحدود التي جاءت يعني جاء فيها مثل حد القذف ثمانين حد الزنا من البكر مئة الخمر اربعين او ثمانين لما جاء عن عمر فهذه جاء فيها عدد هذا فيه جاء فيها عدد قال لا يجلد احد فوق عشرة اسواط الا في حد من حدود الله. الا في حد من حدود الله فهل المراد بالحدود يعني الذي جاء فيها فيها اه حدود في الشرع مثل حد القذف وحد الزنا وحد الا شرب الخمر اذا كان هذا المراد فهي فيها اعداد معينة ولهذا الاقرب كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيرهم من اهل العلم ان المراد بحدود عز وجل محارمه تلك حدود الله فلا تعتدوها فلا تعتدوها فالذي يتعدى حدود الله في فعل الشام مثلا من عظائم الامور ولم يأتي فيها اه حد في الشرع فلولي الامر ان يجلده ان يجلده فوق ماذا فوق العشر ان يجده فوق العشر بحسب ما يرى في في في ذلك من تأديب له مثل لو انه مثلا جاهر بالافطار في رمظان او يعني ارتكب شيء من الامور العظائم فله ان يزيده فوق العشر ويكون هذا هو المعنى المعني بقوله الا في حد من حدود الله يعني اه محارم الله يرتكب امور محرمة لكن فيما دون ذلك الذي هو التأديب في غير ارتكاب الامور المحرمة التأديب في بعض السلوكيات لا لا لا لا يتعدى في ذلك عشرة اسواط عشرة فما دون نعم قال رحمه الله باب من اصاب حدا فعوقب به فهو كفارة له عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اخذ على النساء الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل اولادنا ولا يعظه بعظنا بعظا فمن فمن وفى منكم فاجره على الله. ومن اتى منكم حدا فاقيم عليه فهو كفارته ومن ستره الله عليه فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له قال باب من اصاب حدا فعوقب به فهو كفارة له. فهو كفارة له. تقدم ان الحدود جوابر وزواجر. جوابر في حق المقترف لها وزواجا لغيره تردع الناس عن مثل هذا الفعل وهي في الوقت نفسه جوابر لانها تجبر هذا النقص الذي حصل من فاعله فالحدود كفارات من اصاب حدا فعوقب به فهو كفارة له. بمعنى انه لا يعاقب على ذلك في الاخرة بمعنى انه لا يعاقب على ذلك في الاخرة لانه اخذ العقوبة عليه في الدنيا. فتكون عقوبته عليه في الدنيا كفارة له اورد حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اخذ على النساء الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على الا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن قال اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي العهد والميثاق كما اخذ على النساء الا نشرك بالله شيئا ولا نسر ولا نزني ولا نقتل اولادنا هذه الاربع التي نص عليها هنا ونص عليها في الاية الكريمة وجمعت في في اكثر من حديث من الحديث الذي آآ اه مر معنا قريبا ان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال الا انما هن اربع لا تشرك بالله شيئا ولا تقتل النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا فهذه الاربع هي آآ اكبر الكبائر واعظم الموبقات الا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل اولادنا. فهذه امهات الكبائر واعظم واعظم الذنوب قال ولا يعظه بعظنا بعظا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ما العظة هي النميمة القالة بين الناس هي النميمة القالة بين الناس عدى عليه الصلاة والسلام وذكر النميمة مع هذه الموبقات العظيمة وفيه ان النميمة شرها عظيم وكما جاء عن يحيى ابن ابي كثير اليمامي رحمه الله قال يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر فالنمام خطر عظيم جدا على المجتمع. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قتال يعني نمام والنمام هو الذي ينقل الحديث من شخص الى اخر على وجه الافساد بينهما وايقاع العداوة وابتغاء الشر بين بين المؤمنين قال ولا يعظه بعظنا بعظا فمن وفى منكم فاجره على الله فمن وفى منكم بان تجنب الحرام لاجل الله طاعة لله طلبا لما عند الله فاجره على الله وهذا فيه ان التروك للمعاصي والذنوب معدود في الطاعات والقربات اذا فعل ذلك لاجل الله ومن اجل الله وهو من الايمان وداخل في الايمان ترك المعصية من اجل الله وخوفا من الله ولهذا من ترك المعصية لله عز وجل ومن اجل الله عز وجل فاجره على الله له ثواب ثواب عظيم فالمرء كما انه يثاب على فعل الطاعة فانه يثاب على ترك المعصية من اجل الله على ترك المعصية من اجل الله وطلبا لما عند الله ولهذا قال فاجره على الله ومن اتى منكم حدا فاقيم عليه فهو كفارة له فهو كفارة له اذا اقيم عليه الحد فاقامة الحد عليك عليه يعد كفارة له والمعنى انه لا يعاقب به في الاخرة لا يعاقب به في الاخرة لانه اه اقيم عليه الحد فيكون ذلك كفارة له ومن ستره الله ومن ستر ستره الله عليه فامره الى الله يعني فعل آآ ما يستحق به الحد وستره الله فانبه الى الله يوم القيامة ان شاء عذبه وان شاء غفر له ان شاء عذبه وان شاء غفر له وهذا فيه ان المعاصي في ان المعاصي فعلها لا يخرج من الملة كما هي عقيدة الخوارج والمعتزلة وغيرهم من الضلال لا تخرج من الملة ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول ومن ستره الله علي فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له مثل ما في الاية الكريمة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي امره تحت مشيئة الله كما في الاية الكريمة ان شاء عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا فيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموتى راحة لنا من كل شر. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم