نور الهداية سار صدري هو مبتدا انسي وعمري عزيمته ليه الرحمن امري وعلى خطا طه مشيت يا حتى القرآن عطرا على قلبي وروحي يطوي جروحي لولا الهداية ما ارتأيت محنة السجن ثم بدأنا من بعد ما رأوا الآيات ليسجنه حتى حين فساد ضارب بجذوره في ارض هذا البلد ومجتمع يموج بالفحشاء. فكان سجن يوسف بالزام المرأة لزوجها بذلك وكان لا يرد لها طلبا. مع ان جريمتها تمس شرفه وعرضه ورغم ظهور ايات براءة يوسف وكذبها لا يسجننه حتى حين وذلك كي تنقطع اخباره ويتناسى الناس امر هذه الفضيحة فان الخبر يشاع مع وجود اسبابه. فاذا عدمت اسبابه نسي وهو ما اما اليوم التعتيم الاعلامي او حظرا النشر في القضايا ليسجننه حتى حين تنبيهني رباني لطيف الى ان السجن لا يدوم وقيد الابرار سينكسر. ودوام الحال من المحال والحبل اذا اشتد انقطع وان الامر صبر ساعة والفرج على بعد رمية حجر لا يسجننه حتى حين القضاء الفاسد. امر القاضي بسجن يوسف بغير دليل ليتحول الى العوبة بيد امرأة العزيز. معلنا ان الفساد عم البلاد وان انهيارها مسألة وقت نبهنا بتمويله انا نراك من المحسنين الرؤيا شأنها عظيم فلا تقص رؤياك على اي احد. بل تخيل الصالحين ومن لهم دراية بتأويل انا نراك من المحسنين رياح المحسنين تفضحهم مهما استطاعوا. وصدق القائل ما اسر عبد سريرة الا اظهرها الله على قسمات وجهه انا نراك من المحسنين كان احسان يوسف مقدمة قبول الرجلين لدعوته. وهذا قانون جار مع كل داعية لابد من التمهيد اولا بالاحسان لكسب القلوب قبل الابدان قال لا يأتيكما طعام تمزق به الا نبهتكما بتأويله قبل ان اتياكما قال جمال الدين القاسمي العالم اذا جهلت منزلته في العلم فوصف نفسه بما هو بصدده وغرضه ان يقتبس منه انتفع به في الدين لم يكن ذلك من باب التزكية ذلكما من ما علمني ربي استعمل يوسف مواهبه التي وهبها الله اياه في تعريف الناس بربهم والدعوة اليه. فهلا تعلمناها من يوسف اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون التخلية قبل التحلية. لذا ذكر يوسف التخلي عن الشرك ثم ذكر التحلي بالتوحيد الذي هو ملة ابراهيم اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون لم يقل لهم انتم كافرون فيزيدهم ذلك اعراضا وعنادا بل جعل الحديث عن قوم اخرين وهو من لطفه وحسن عرضه لدعوته على طريقة اياك اعني فاسمعي يا جارة واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق يعقوب لنا ان نشرك بالله من شيء انظر كيف قدم الدعوة على تأويل الرؤية واستغل الفرصة لينشر دعوته ويبلغ رسالته ذلك من فضل الله علينا قالها يوسف بعد ان سجن ظلما في ديار الغربة. فمهما تكن الامك فهناك دوما من نعم الله ما يمكنك التسلي به والتحدث عنه يا صاحبي السجن ارباب متفرقون خير ام له الواحد القهار نفوس المصلحين لا تتوقف عن حمل هم الدعوة حتى في ظلمات السجن ومن وراء القبة يا صاحبي السجن خاطب يوسف الرجلين بانهما رفيقاه في السجن وزميلاه في المحنة توددا اليهما واناسا لنفوسهما وذلك تمهيدا دعوتهما تعلموا فن الدعوة من السادة الانبياء اتدري من يزيل الهم ان ضاقت بك الدنيا ومن يرعاك لا ينساك دوما كيفما تحيا اتدري من يزيل الهم ان ضاقت بك الدنيا ومن يرعاك لا ينساك دوما كيفما تحيا وان يرعاك لا ينساك دوما كيفا ما تعبدون من دونه الا اسمى سميتموه سميتموها انتم الله ما انزل الله بها من سلطان اصل البلاء هو تسمية الحرام بغير اسمه. وفي الحديث ليشربن اناس من امة الخمر يسمونها بغير اسمها وذلك لتسويغ شربها وقد فعلها ابليس مع ادم عليه السلام حين دله على شجرة الخلد وما هي بشجرة خلد. هل امن الرجل لم ينقل لنا التاريخ عن ايمانه ما شيئا. وليس هذا مما يؤثر في همة يوسف. ولا همة اي داعية. فالداعية ينال اجره امنا عصاه الناس او اطاعوه يا صاحبي السجن يا كل داعية حافظ على قواسم مشتركة مع الجميع. فهو ادعى لان يستمع اليك اما احدكما فيسقي ربه خمرا. واما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قيل ان اصل القصة ان هذا الرجل الذي هو الساقي والاخر الخباز جاءه اناس حاولوا رشوتهم ليدسوا للملك سما في طعامه وشرابه وبعد الحاح وافق الساق والخباز لكن بعد انصرافهم خاف الساقي فلم يضع السم في الشراب واما الخباز فوضع السم في الطعام. فلما اراد الملك الاكل قال الساقي لا تأكل فهذا طعام مسموم. فلما قال هذا تكلم الخباز وقال لا تشرب هذا شراب مسموم ومن قادت الملوك في مثل هذا ان يطلب من احدهم ان يشرب مكانه. فطلب الملك من الساق ان يشرب فشرب الساق فلم يصبه شيء فليس في الشراب سم وطلب الملك من الخباز ان يأكل من الطعام فلم يأكل فاوتي ببهيمة فاكلت من الطعام فماتت فامر بهما فسجن حتى استكمال التحقيقات قضي الامر الذي فيه تستفتياه في الحديث الصحيح الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر اي تفسر. فاذا عبرت اي فسرت وقعت اي تحققت وهذا يدل على ان الرؤيا اذا لم تعبر لم تقع. قال ابن خزيمة اراد انها غير مستقرة. تقول العرب للشيء اذا لم يستقر هو على رجل طائر قضي الامر الذي فيه تستفتيان قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لما حكي ما رأياه وعبر يوسف عليه السلام قال احدهما ما رأينا شيئا فقال قضي الامر الذي فيه تستفتيه وقال للذي ظن انه ناج منه مذكور عند ربك قال الامام السعدي فيه ان من وقع في مكروه وشدة لا بأس ان يستعين بمن له قدرة على تخليصه او الاخبار بحاله. وان هذا لا يكون شكوى فان هذا من الامور العادية التي جرى العرف باستعانة الناس بعضهم ببعض مناد منه مذكورين عند ربك عبر هنا بظن مع انه نبي يوحى اليه وهو ما يشعر بتواضعه وان على غيره ممن يؤول الرؤى الا يقطع بصحة تعبيره فلا ربما اخطأ او كوني عيال ربك هب ان الساقي ذكر يوسف عند الملك. كان يوسف سيرجع خادما في القصر. لكن تأخره بضع سنين اخرجه عزيزا لمصر بعض التأخير فيه الطاف خفية فانسى الشيطان ذكر ربه الناسي هو الساقي وليس يوسف عليه السلام. لكن خالف في ذلك الامام الرازي. فرجح نسيان يوسف قائلا واعلم ان الاستعانة بالناس في دفع الظلم جائزة في الشريعة. الا ان حسنات الابرار سيئات المقربين. فهذا وان كان جائزا لعامة الخلق الا ان الاولى بالصديقين ان يقطعوا نظرهم عن الاسباب بالكلية والا يشتغلوا الا بمسبب الاسباب. ثم قال رحمه الله والذي جربته من اول عمري الى اخره ان الانسان كلما عول في امر من الامور على غير الله صار ذلك سببا الى البلاء والى المحنة. واذا عول العبد على الله ولم يرجع الى احد من الخلق حصل ذلك المطلوب على احسن الوجوه. فهذه التجربة قد استمرت لي من اول عمري الى هذا الوقت الذي بلغت فيه السابعة والخمسين من عمري فانساه الشيطان ذكر ربه من لطف الله وتدبيره الخفي ان انسى الشيطان الساقي ذكر يوسف عليه السلام. فقد اراد الله ان يرتبط خروج يوسف بظهور فلو كان خرج عن طريق الساق لظلت التهمة الاولى ملتصقة به