ان الجبال الشاهقات على المدى. تخشعن عند تلاوة القرآن فاحفظ كتاب الله تحفظ دائما ما اسعد الحفاظ في الازمان وقال الملك اني ارى شباب بقرات سمان دليل على جواز صحة رؤيا الكافر وتحققها قالوا اضواف احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين قال السعدي وهذا ايضا من لطف الله تعالى بيوسف عليه السلام فانه لو عبرها ابتداء قبل ان يعرضها على الملأ من قومه وعلمائهم فيعجزوا عنها لم يكن لها الموقع ولكن لما عرضها عليهم فعجزوا عن الجواب وكان الملك مهتما بها غاية الاهتمام فعبرها يوسف وقعت عندهم موقعا عظيما وقال الذين جا منهما والذكر بعد امة انا انبئكم بتأويله ان منكم بتأويله فاحسنوه اذا اراد الله انفاذ امر يسر له اسبابه. لذا اخفى عن الجميع تأويل الرؤية ولم يجعلها الا ليوسف. فكان على لديه شفاء صدر الملك وذهاب حيرته انا انبئكم بتأويله تأويل الرؤى كالفتيا. اي انا اخبركم بتأويل هذه الرؤيا بعرضها على العالم بها. لا من تلقاء نفسي. ولم يقل افتيكم كما فقال يوسف عليه السلام قضي الامر الذي فيه تستفتيان تعظيما لامر تأويل الرؤى فهو كالافتاء. ويحتاج الى علم لا يصلح له وكل احد انا انبئكم بتأويله فارسلوه سل مجربا ولا تسأل حكيما. وقد جرب الساقي يوسف في تأويل الرؤى فوجد تأويله صحيحا. لذا انطلق اليه واثقا انه سيأتيه بالخبر اليقين يوسف ايها الصديق الكريم لا يعلق لوحة بارزة فيها ذكر شهاداته وانجازاته. بل يترك افعاله تتكلم عنه يوسف ايها الصديق صيغة مبالغة مشتقة من الصدق في حالة يوسف او من التصديق في حالة ابي بكر الصديق. قال ابن عطية ما هو صديقا من حيث كان جرب صدقه في غير شيء. وهو بناء مبالغة من صدق. وسمي ابو بكر صديقا من صدق غيره. اذ مع كل تصديق صدق فالمصدق بالحقائق صادق ايضا افتنا قالها الساقي في المرة الثانية ولم يقل كما قال هو وصاحبه في المرة الاولى نبنا بتأويله. لانه عاين علو رتبة يوسف عليه السلام وعرف فضله وصدقه فعبر عن ذلك بالافتاء افتنا في سبع بقرات سمان نسيه في السجن بضع سنين ثم عاد يستفتيه في رؤيا الملك فافتاه دون كلمة عتاب. اي نفوس هذه لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون لم يذكر الساق ليوسف ان الرؤيا خاصة بالملك. ولم يذكر اسم يوسف للملك حين قال فارسلون. ولعل هذا بسبب طمعه في الاستفراد بالجائزة واحتكار معرفة تأويل الرؤية بلا منازعة او لكي لا يشترط يوسف خروجه من السجن اولا قبل تأويل الرؤية للملك قال تزرعون سبع سنين دأبا قدم يوسف من داخل السجن نصائحه باشفاق الى مجتمعه الذي سكت عن القائه في السجن ظلما. انظر كيف عبرت ارواح العظماء انهار الضغينة قال تزرعون سبع سنين دأبا اشهد الكريم عدم الابطاء في العطاء. ولا التردد في البذل مهما قابل من جفاء قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروا في سنبله الا قليلا الا قليلا من ما تأكلون المرحلة الاولى من خطط الانقاذ المصيرية تستغرق سبع سنين. وحدد يوسف عليه السلام معالمها كما يليه. خطة الانتاج تزرعون الانتاج سبع سنين معدل الانتاج دأبا اي عملا دائبا متواصلا بزيادة ساعات العمل. زيادة المدخرات ما حصدتم فذروه في سبله. ترشيد الانفاق والاستهلاك. الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن. يأكلن ما تقدمتم لهم الا قليلا مما تحسنون درس اداري هام اعتمدت خطة يوسف عليه السلام مبدأ المشاركة. ولاحظ مخاطبته لرسول الملك بقوله تزرعون حصدتم فذروه تحسنون فالخطاب بصيغة الجمع اي للناس جميعا. اشارة الى ضرورة اشراك كافة المستويات في اعداد الخطة تنفيذها شراب الحب يعرف بالمذاق وما كل السقات له بساء شراب الحب يعرف بالمذاق وما كل السقات له بساقي احب الله عن ادب وصدق ولا ارضى سواك التقوى ثم يأتي من بعد ذلك عن فيه غاص الناس وهو من الغيث وهو المطر او من الغوث وهو الفرج. وكلاهما يوصل الى سنة الله في حصول اليسر بعد العسر ثم يأتي من بعد ذلك عن فيه يغاث الناس الفرج يأتي بعد بلوغ الشدة منتهاها. فمهما اشتد اغلاق الابواب ستتسلل اليك رحمات الوهاب ثم يأتيني من بعد ذلك عن فيه غاص الناس الكريم كريم في كل شيء. قال قتادة زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها اظهارا لفضله واعلاما لمكانته من العلم وبمعرفته وقال الملك ائتوني به الكرامة والعزة سمت المؤمنين. طلب الملك رؤية يوسف وامر باخراجه من السجن. فابى يوسف الخروج الا بعد اثبات براءته فاسأله ما بال النسوة اللاتي ان ربي بكيدهن ان عليم تأملوا عفة لسان يوسف وستره عليهن. فقد اكتفى بالسؤال عن تقطيع ايديهن دون التعرض لكيدهن ومراودة تهن له عن نفسه وتنزها عن ذكرهن بما يسوء فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهم عجيب الا يذكر يوسف امرأة العزيز تصريحا وهي سبب سجنه. وانما ذكرها تلميحا في عموم النسوة. والسبب لحسن ادبه ووفاء زوجها وحفظا لمعروفها واكرامها مثواه حين كان في بيتها. فرد كرمها بعدم ذكرها اكراما لها قلنا حاشا لله ما علمنا عليه من سوء افضل من يدافع عنك في غيابك سمعتك الطيبة قلنا حاشا لله ما علمنا عليه من سوء فيه نفي لما ذكره بعض المفسرين من وجود بعض المقدمات من يوسف عليه السلام مثل حديث السراويل والجلوس منها مجلس الرجل الى امرأته وقوله تعالى من سوء نكرة تؤكد النفي. فدل على ان يوسف لم يصدر منه ادنى سوق قالت امرأة عزيز الان حصحص الحق لا بد لبراءة المظلوم ان تظهر يوما فالصبر الصبر انا راودته عن نفسي وانه لمن الصادقين دليل على ان الصدق فيه النجاة وان رأيت فيه الهلاك انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين العشق يذهب بالعقل ها هي امرأة العزيز تفضح نفسها بين نساء المدينة وتعترف بجريمتها دون ادنى نظر في العاقبة ذلك ليعلم اني لم اخمم الارجح ان هذا من كلام امرأة العزيز. اي ليعلم يوسف اني لم اخونه في غيبته وارميه بذنب هو منه وبريء فان ذلك خيانة. وكان يوسف اذ ذاك في السجن لم يحضر ذلك ليعلم اني لم اخنه من غيري قال الشيخ رشيد رضا وفيها وجه اخر. وهي انها تقول ذلك الذي حصل. اقررت به ليعلم زوجي اني لم بالفعل فيما كان من خلواتي بيوسف في غيبته عنا. وان كل ما وقع انني راودت هذا الشاب الفاتن الذي وضعه في بيته وخلى بينه وبينه فاستعصم وامتنع فبقي عرضه اي الزوج مصونا وشرفه محفوظا وان الله لا يهديك الى الخاضعين قال ابن عاشور لا ينفذه ولا يسدده فاطلقت الهداية التي هي الارشاد الى الطريق الموصلة على تيسير الوصول. واطلق نفيها على نفي ذلك التيسير. اي ان سنة الله في الكون جرت على ان فنون الباطل وان رادت اوائلها لا تلبث ان تنقشع وان الله لا يهديك الى الخائين فيه ان الخائن مفتضح ولو بعد حين. ويوسف يصارح هنا انه لو كان خائنا لما خلصه الله من هذه الورطة. وحيث انه خلصه فهو ودليل على انه بريء مما نسبوه اليه وان الله لا يهديك الى الخاائنين. الخيانة من من اهم موانع الهداية وما املئ نفسي اعلى درجات الصدق ان تبدأ بالقاء اللائمة على نفسك قبل اتهام غيرك وما ابرئ نفسي فيه كراهية تزكية النفس ومدحها ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي من صرف سوء الا برحمة الله تعالى ان النفس لعمارة بالسوء الا ما رحم ربي المعنى الا ما رحم الله من النفوس المطمئنة فعصمها ان تكون امارة بالسوء